منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى غير رسمي يهدف للتعريف بالجيش الوطني الشعبي Forum informel visant à présenter l'Armée Nationale Populaire
 
الرئيسيةأحدث الصورقوانينالتسجيلصفحتنا على الفيسبوكوصايا الحبيب فى تربية القوة العسكرية وآداب الحروب Oouusu10دخول

شاطر
 

 وصايا الحبيب فى تربية القوة العسكرية وآداب الحروب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
auress54
القائد الاعلى للدرك الوطني
القائد الاعلى للدرك الوطني
auress54

ذكر
عدد المساهمات : 7617
نقاط : 11436
سمعة العضو : 567
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
التسجيل : 29/12/2011
العمر : 28
الموقع : جبال الاوراس
المهنة : جزائري
نقاط التميز : 10

وصايا الحبيب فى تربية القوة العسكرية وآداب الحروب Empty
مُساهمةموضوع: وصايا الحبيب فى تربية القوة العسكرية وآداب الحروب   وصايا الحبيب فى تربية القوة العسكرية وآداب الحروب I_icon_minitimeالجمعة مارس 27, 2015 10:21 pm

وصايا الحبيب فى تربية القوة العسكرية وآداب الحروب
الرسول يربى القوة العسكرية
إذا كان عهد الإسلام فى مكة لم يحتاج إلى قوة عسكرية إذ لم يكن الإذن بالقتال قد نزل بعد، فإن عهد المدينة كان حافلاً بالصراع، إذ نزل قوله تعالى "أُذِنَ للذين يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظَلَمُوا، وَإِنَّ اَللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرْ" وقوله "وَقَاتِلُوا فِى سَبِيل الله الذينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إنَّ الله لا يُحِبُّ المُعْتَدِينْ" وقد بدأت السرايا والغزوات عقب الهجرة واستمرت طيلة عهد المدينة، ومن هنا كان من الضروري أن يربى الرسول القوة العسكرية ليواجه بها الباطل الذى اتجه لتهديد الدعوى بحدِّ السلاح عقب نجاح الهجرة.
ومن هنا اهتم الرسول اهتماماً كبيراً بالحث على القوة، وتربية الرغبة في الجهاد عند المسلمين، كما بذل جهداً كبيراً فى إعداد المجاهد وفى التقليل من شأن من لم يكن له حظ فى الجهاد.
فعن الحث على القوة يقول "صلى الله عليه وسلم" "المؤمن القوى خير وأكرم عند الله من المؤمن الضعيف" وعن تربية الرغبة فى الجهاد يقول عليه الصلاة و السلام الأحاديث التالية:
- إنَّ أبواب الجنة تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيوف.
- لَغَدوَةٌ أو رَوْحَةٌ فى سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما فيها.
- رِباطٌ يومٍ فى سبيل الله خيرٌ ممَّا طَلَعَت عليه الشمس.
- من قَاتَل فى سبيل الله وَجَبَت له الجنة، ومن جُرِحَ جِرَاحاً فى سبيل الله جاءت جراحه يوم القيامة لونها الزَّعفران وريحُها المِسك.
وواضح أن من الناس من لا يقوى على خوض المعارك لِهَرم (كِبَر السن) أو ضعف أو ما ماثل ذلك، وهؤلاء يَحُثُّهم الرسول على مساعدة المجاهدين ما استطاعوا، وفى ذلك يقول عليه الصلاة والسلام، من جهَّز غازياً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الغازى شيئاً.
أما الذى لا يُجَاهد بنفسه، ولا يساعد المجاهدين، فالرسول ينذره ويتوعده، قال عليه الصلاة والسلام:
- من لَقِى الله وليس له أثرٌ فى سبيل الله، لقَى الله وفيه ثُلْمَةٌ (خلل ونقصان).
- من لم يَغْزُ، أو لم يُجَهِّز غازياً، أو لم يَخْلُف غازياً فى أهله بخير، أصابه الله بقارعةٍ قبل يوم القيامة.
وفى ضوء هذه الإرشادات، والوعد والوعيد، تكونت حول الرسول أعظم قوة عرفتها الجزيرة العربية، وأحاطت هذه القوة بالرسول تعمل لنيل إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، وسنعيش مع الرسول صلوات الله عليه وهو يعلم المسلمين فنون الحرب وإدارة المعركة فى جميع مراحلها.
المفاجأة:
ومن أهم ما عُنِى به الرسول أنه كان إذا أراد خوض معركة، كتم سر اتجاهه الذى يسعى إليه حتى عن أقرب الناس إليه ليفاجئ الأعداء بهجومه، وهو هدف يحاول كبار القادة أن يتمثلوه حتى الآن، وقد روى عن كعب بن مالك أن النبى "صلى الله عليه وسلم" كان إذا أراد أن يَغْزُو غزوة وُرَّى بغيرها "أى أظهر غير ما يُريد" وعن أنس أن رسول الله قبيل غزوة بدر هتف بأصحابه قائلاً: إنَّ لنا هدفاً، فمن كان ظهره حاضراً فليركب معنا، ولم يحدد الرسول الهدف وكان إذا عقد اللواء فى سرية من السرايا لأحد أصحابه، يركز اللواء فى فناء المسجد (يغرزه فى الأرض) ويختار بعض الأبطال ولا يُحَدِّد المكان لأمير السريَّة إلا عند التحرك، وأحياناً كان يكتب له كتاباً ويطويه ويأمره بالإتجاه نحو الشمال أو الجنوب مثلاً، وألاَّ يفتح الكتاب إلا في مكان يحدده، وكل ذلك حتى لا يتسرب الخبر للعدو فيبادر بالهجوم وتفشل الخطة.
التعرف على أخبار العدو:
وممَّا عُنى به الرسول أنَّه قبل المعركة كان يبذل كل الجهد ليتعرف على أخبار العدو حتى يأخذ للأمر عُدَّته، ويروى أنس أن الرسول قبيل غزوة بدر بعث بسبس بن بشر عيناً ينقل له أخبار عير أبي سفيان، كما أرسل طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان له الأخبار، وكان له جواسيس بمكة يأتونه بأخبارها، ومنهم عمه العباس وبشير بن سفيان العتقي، ولما نزل قريباً من بدر خرج بنفسه ومعه أبو بكر يستطلعان الأخبار متنكرين.
وقد بلغ من حرصه على التعرف على أخبار العدو أنه أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود ليستطيع أن يتعرف أخبارهم، ويُرْوَى أنَّه أرسل عبد الله بن جحش مع ثمانية من المهاجرين، وَوَجَّهَهُم تجاه مكة دون أن يُعَيِّن لهم الغرض من حلتهم، وكتب إلى عبد الله كتاباً أمره ألاَّ يفتحه إلا بعد مسيرة يومين، وسار عبد الله مع رفاقه طيلة اليومين ثم فتح الخطاب فإذا فيه: إذا نظرت فى كتابى هذا فأمعن (استمر فى السير) حتى تنزل (نخلة) (بين مكة والطائف) فتربَّص بها قريشاً، وتعلَّم لنا أخبارهم.
التعامل مع الجواسيس:
ولما كان من الممكن ومن المتوقع أن يرسل الأعداء عيوناً لهم ليتعرفوا أخبار المسلمين فقد وضع الرسول نظاماً لمعاملة هؤلاء الجواسيس، ومن التعاليم التى وضعها الرسول أن المسلمين إذا عرفوا الجاسوس تظاهروا بأنهم لم يعرفوه، ثم يتركون بعض الأنباء تتسرب إليه ليخدعوه ويخدعوا مرسليه، وإذا اضْطُرَّ المسلمون أن يُظْهِرُوا للجاسوس اكتشافهم لأمره فإنهم يحاولون أن يعاملوه بلطف ويستميلوه إليهم لعلَّهم يحصُلوُن منه على أخبار تنفعهم، أو لِيُرْسِلُوا عن طريقه إلى العدو أخباراً غير صحيحة، وقد عثر المسلمون يوم بدر على واحد من عيون قريش وأراد بعض المسلمين العدوان عليه، ولكن الرسول نهاهم عن ذلك، واستدعاه وسأله عن عدد جيش قريش فلم يعرف، فسأله عما ينحرون من الأبل كل يوم فأجاب بأنهم ينحرون تسعة فى يوم وعشرة فى يوم آخر فاستنتج الرسول أن العدد يتراوح بين تسعمائة وألف.
تنظيم الجيش:
واهتم الرسول اهتماماً بالغاً بتنظيم الجيش تنظيماً شمل مسيرة الجيش وترتيبه، فهو يسير بجيشه، وَيُكَوِّن سَيْرُهُ هو فى آخر الركب لِيُشَجِع الضعيف، وَلْيُرْدِفَ المُنْقَطِع (يُرْكِبُه خلفه).
وهو يلبس للحرب لباسه وعدته، ويحمل الجيش الأَلْوِيَة، وتُنْشَدُ الأناشيد للتشجيع والحماسة.
وإذا واجه الجيش العدو قسَّمه الرسول إلى قلب وميمنة وميسرة، وجعل على كلٍّ منها قائداً، وكان يُوقِف الرماة خلف الجيش لحماية ظهره، وكان يحاول أن يقوم بعملية التفافٍ حول العدو.
وكان يتخذ للجيش كلمة سر، وكان من كلمات السر (منصور ـ حم).
وكان يضع كلَّ مُحارِبٍ مع أفراد قبيلته فى مكان معين ليتعاون أفراد القبيلة وليحرصوا على ألا توجد ثُغْرَةٌ فى موقعهم.
وكان يوصى كبار مساعديه بالصبر والثبات، ومن وصيته لعبد الله بن جبير أمير الرماة فى غزوة أحد قوله: انْضَح الخيل عنها بالنبل، لا نُؤْتَيَنَّ من قِبَلِك، إن كانت لنا أو علينا فاثْبُت مكانك، لا نُؤْتَيَنَّ من قِبَلك.
الرسول القائد:
وقد قاد الرسول أكثر الغزوات الإسلامية، فكان بذلك يُدرِّب قادته تدريباً عملياً على المعارك والصمود فيها، وقد وصفه على بن أبى طالب فى ذلك المجال بقوله: إنا كنا إذا اشتَدَّ البأس واحمرَّتْ الحدقة اتقَّينا برسول الله، فما يكون أحد أقرب من العدو منه، ووصفه عبد الله بن عمر بقوله: ما رأيت أشجع ولا أنجد ولا أجود ولا أرضى من رسول الله "صلى الله عليه وسلم".
الالتزام بمرضاة الله ورسوله:
وقد تأثر القادة المسلمون بأقوال الرسول وفعله تأثراً كبيراً، وحققوا في الغزوات أسمى الأهداف التى يعجز الأبطال عن تحقيقها، حتى لِيُرْوَى أنَّ على بن طالب قتل فى غزوة بدر نحو ثمانية عشر رجلاً من المشركين، وكان منهم نوفل بن خويلد، ويروى أنه لما التقى به على بن أبى طالب صاح نوفل بعلىّ: أسالك بالله والرحم أن تكف عنى، أنا أخو خديجة وخال فاطمة. فقال علىّ: لا قرابة بين مشرك ومسلم، لقد جئت لتقتل رسول الإسلام فحق عليك القتل، وقتل أبو عبيدة بن الجراح أباه عندما حاول هذا الأب أن يقتله لدخوله الإسلام، وقال له وهو يطعنه: خذها فى سبيل الله، وهكذا علمهم الإسلام أن الله ورسوله أحب إلى الإنسان من كل قريب وكل متاع كما ذكرت الآية الكريمة "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا " (سورة التوبة الآية 35).
التحذير من الفرار:
ومما عُنِى به الرسول عناية كبيرة التحذير من الفرار، وعدَّه الرسول من الكبائر العظمى والموبقات (المهلكات) السبع، قال عليه الصلاة والسلام:
- ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف.
- اجتنبوا السبع المُوبِقَات، قالوا وما هنَّ يا رسول الله؟ قال: الشِّرْك بالله، وقتل النفس التى حرَّم الله إلاَّ بالحق، وأكل الرِبَا، وأكل مال اليتيم، والتولى يوم الزحف، وقذفُ المحصنات المؤمنات، والسِحر.
وقد يجوز الفرار لتدبيرٌ حربىٍّ فى حدود قوله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ (15) وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ" (سورة الأنفال الآيتان 15- 16).
وإذا كان الفرار مقبولاً أحياناً من المسلمين لصالح المعركة فإن الرسول "صلى الله عليه وسلم" لم يعط لنفسه الحق فى الفرار قط مهما كانت الأحوال، كما حدث فى غزوة حنين، فقد فرَّ أصحابه من هول المفاجأة، ولكنه وقف كالطَّوْد الشامخ لا يَزِلُّ ولا يفر، وحكى القرآن الكريم هذا الموقف بقوله " إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ" (سورة آل عمران الآية153).
الرسول لم يقتل إلا شخصاً واحداً:
ونصل إلى نقطة مهمة لعلَّ هنا أوان ذكرها، فإنه مع هذه البطولة الفائقة والثبات الرائع الذى ألممنا ببعض مَظَاهِرِهِ لم يقتل الرسول أحداً بيده إلا شخصاً واحداً هو: أبي بن خلف، ويروى ابن هشام سبب ذلك فيقول: إن أُبي بن خلف كان يلقى الرسول بمكة فيقول له: يا محمد إنَّ عندى "العَوْذ" فرساً أعلفه كل يوم سأقتلك عليه، فيجيبه الرسول: بل أنا أقتلك إن شاء الله. فلما كانت غزوة أُحُد وَجُرِحَ الرسول وناله الأذى جاء أُبى وهو يصرخ قائلاً: أين محمد، لا نجوت إن نجا، فَهَمَّ المسلمون للقائه، ولكن الرسول قال لهم: اتركوه وأخذ الحِرْبَة من الحارث ابن الصمة وانتفض بها انتفاضة هزَّت القوم، وضَرَبَ بها أبى بن خلف ضربة أصابت عنقه، فانقلب عن فرسه، وأخذ يتدحرج، وأسرع إلى قريش يقول: قتلنى محمد، فلما رأوا جرحه وجدوه غير عميق الغور، فقالوا له: هوِّن عليك فما بك من بأس، فقال: أبداً كذبتم لقد روعنى محمد، ووالله لو بصق علىّ لقتلنى، ومات فى الطريق إلى مكة.
القواد الذين اختارهم الرسول:
وكان الرسول يختار للسرايا عمالقة الأبطال المسلمين الذين عرف فيهم شدة البأس وعمق الصبر، والشجاعة، من أمثال عبيدة بن الحارث، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن رواحة وزيد بن ثابت، وأبي عبيدة بن الجراح، ثم أصبح من خيرة قواده خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، عندما دخلا الإسلام.
وهناك غزوة وحيدة لم تكن بقيادة الرسول، وإنما اختار لقيادتها بعض أبطال المسلمين، تلك هى غزوة مؤتة، وقد أدرك الرسول خطورة هذا اللقاء، إذ كان أول لقاء مع جحافل الروم، ولذلك اختار زيد بن حارثة ليكون أمير القوم، وقال: إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أُصِيب، فعبد الله بن رواحة، فإن أصيب فليرتض المسلمون قائداً من بينهم، والرسول فى هذا يحتاط للمعركة، فيعين أكثر من واحد بالتوالى، ثم يدع الزمام للجنود ليختاروا قائدهم إن سقط القواد الذين عينهم الرسول.
وكانت أهم وصية يعنى بها الرسول هى التعاون فى صفوف الجيش، وقد سبق أن ذكرنا أنه أرسل عمرو بن العاص يقود ثلاثمائة رجل من المسلمين لمواجهة جماعات من قُضَاعَة تتجمع وراء وادى القُرَى لِيُغِيرُوا على المدينة، وكان ذلك عَقِبَ غزوة مؤتة، وأحسَّ عمرو أن قوة العدو أكبر من قوته، فبعث إلى الرسول يطلب مدداً، فأرسل له الرسول مدداً بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، وكانت وصية الرسول لأبى عبيدة قصيرة وحاسمة هى: إن قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا، وعندما وصل المدد قال عمرو: أنا أمير الجيش وأنتم مدد لى، وقال بعض أتباع أبي عبيدة: إنَّ أباً عبيدة هو أميرنا، ولكن أبا عبيدة سرعان ما حسم الأمر عندما قال: إن الرسول أمرنى ألاَّ نختلف، وأنا ومن معى تحت إمرتك يا عمرو.
وهذا مثلٌ تكرر بين قواد المسلمين وكان من عادة الرسول إذا أرسل سرية أن يسأل الجنود عند عودتهم عن أحوالهم وصلات قائدهم بهم، وعن مدى التعاون الذى تمَّ بينهم.
آداب الحروب فى الإسلام:
بقيت فى مجال الحديث عن تربية القوة العسكرية أن الرسول صلوات الله عليه وضع نموذجاً لم تَقْوَ المدنية الحديثة على تَبَنِّيه حتى الآن، وذلك النموذج يتضح من أحاديث الرسول التي نروى بعضها فيما يلي:
عن ابن عباس قال: كان رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، إذا بعث جيوشه قال: اخرجوا باسم الله، تقاتلون فى سبيل الله، لا تغدروا، ولا تُمَثِّلُوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع.
- وعن أنس أن الرسول صلوات الله عليه قال: لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة.
- وعن رباح بن ربيع أنه خرج مع الرسول في غزوة غزاها، وكان على مقدمته خالد بن الوليد، فمرَّ الرسول على امرأة مقتولة فقال: ما كانت هذه لِتُقْتَلْ، ثم التفت إلى أحد أصحابه وقال له: اِلْحَقْ بخالدٍ فقل له: لا تقتلوا امرأة ولا ذرية ولا عسيفاً (أجيراً).
ومن هذه الأحاديث الشريفة اتجه المسلمون إلى أنَّه لا يُقتل شيخ ولا صبى ولا امرأة ولا عامل ما دام هؤلاء لم يشتركوا فى الحرب، ولا يُقْطَعُ شجر ولا يُخَرَّبُ عامر، ولا يُؤْذَى حيوان، ولا يُحْرَقُ زرع.. وتلك كما قلنا أفكار سامية رسمها الرسول صلوات الله عليه، وسار عليها أصحابه بعده، وعلى الرغم من أنَّ المدنية الحديثة اقتبست الكثير من الفكر الإسلامى فى مجال السياسة والاقتصاد وغيرهما، فإنها لم تستطع أن تقتبس اتجاهات الإسلام وآدابه فى مجال السلم والحرب، فالقوة لا تزال هى التى تحكم البشر، وفى الحروب الحديثة يتعرض الأبرياء للموت، وَيُدَكُّ العُمْرَان، وَيُحْرَقُ الزرع، ولا يُفَرِّق المعتدون بين محارب ومسالم.
وتلك هى القوة العسكرية التى بناها الرسول، والتى قُدِّر لها أن تحقق فى حياته أعظم انتصار على قوى الباطل بالجزيرة العربية فى مكة وفى المدينة وخيبر وحنين والطائف. وَقُدِّر لها بعد وفاته أن تنتصر على جيوش الأكاسرة والقياصرة، وأن ترفع علم التوحيد على السوارى فى أعظم إمبراطوريتين عرفهما ذلك الزمان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وصايا الحبيب فى تربية القوة العسكرية وآداب الحروب
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اختراع يجعل المعدات العسكرية غير مرئية (ضمن تطوير المنظومة العسكرية الصهيونية)
» استخدام القوة بين المشروعية والتجريم
» الاستراتيجية العسكرية المعاصرة والمذاهب العسكرية العالمية السائدة
» استثمار القوة
» مفارقة القوة الأمريكية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire :: قـــــــــســــم الـــــــــــجـــيش الـــجـــــــــــــــــزا ئــــــــــــري :: مواضيع عسكرية عامة-
انتقل الى: