شهد مطار إيليزي ليلة الأحد إلى الاثنين، حالة طوارئ، وذلك إثر الحادث المأساوي لسقوط طائرة مروحية عسكرية، والذي أدى إلى وفاة طاقمها المكون من قائد المروحية ومساعده، في هذا الحادث المأساوي الذي هزّ مشاعر المواطنين وفجر حملة تضامن ومواساة واسعة.
تعود الوقائع إلى حوالي الساعة الثامنة والنصف ليلا، بمطار تاخمالت الذي يبعد بحوالي 20 كم عن مقر ولاية إيليزي، عندما كانت المروحية العسكرية روسية الصنع من طراز(24 MI ) تقوم بجولات استطلاعية عادية على المنطقة، بحيث أنهت جولتها الأولى ثم حطت بشكل عادي، وعند الجولة الثانية، وبعد إقلاعها ببضع لحظات، هوت الطائرة على الجهة اليمنى للمدرج خارج سياج المطار بقليل، لتنفجر بعد اصطدامها مباشرة بالأرض، قبل أن تتدخل بعدها فرق الإطفاء للتحكم في الحادث، أين تم انتشال جثتي طاقم المروحية من وسط الحطام، وهما رائد ونقيب في الجيش في الثلاثينات من العمر، ليتم بعدها نقل جثتي شهداء الواجب إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة العمومية الاستشفائية ترقي وانتيميضي بايليزي، حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، وذلك في انتظار نقل الفقيدين إلى ولايتيهما لإجراء مراسيم الدفن، حيث ينحدر أحدهما من ولاية عين الدفلى.
بالموازاة، تشن قوات الجيش الوطني، هذه الأيام عمليات عسكرية واسعة بالحدود الليبية بإقليم ولاية إليزي، جندت لها كافة الإمكانات المادية والبشرية، وبالتنسيق مع الجانب التونسي الذي يقوم بعمل مماثل في حدوده مع ليبيا بطلب من حكومة ليبيا لضرب معاقل التهريب والإرهاب.
وتأتي هذه العمليات الأمنية، بعد أن بينت التحقيقات أن الجماعات الإرهابية، تتلقى الدعم بمختلف الاحتياجات، خاصة المواد الطاقوية، التي تستعملها في تنقلات عناصرها من جماعات التهريب التي تمولها أيضا بالمؤونة، والمواد الاستهلاكية، وتستثمر أيضا جماعات التهريب في إدخال السلاح لمخازن وهمية في الصحراء بتونس والجزائر، واستعانت السلطات بعدد من خبراء الصحراء في الجنوب لضرب معاقل التهريب وتحديد مسالك المهربين، والمنافذ التي يتسللون منها كما استفادت من تحقيقات أمنية مع عدد من الموقوفين في العمليات الأخيرة، حيث تعلن وزارة الدفاع يوميا عن إحباط وتوقيف مهربين بشكل مستمر منذ الشروع في تنفيذ المخطط الأمني الذي يشرف عليه رئيس الجمهورية شهر أكتوبر المنقضي، في عمليات نوعية وناجحة وجهت ضربات موجعة وقاتلة لعصابات الإرهاب والتهريب عبر الحدود.