التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون لأول مرة االجمعة وذلك على مائدة عشاء العمل في فندق "انتركونتيننتال" بجنيف وسط إجراءات أمنية مشددة
واستمر اللقاء أكثر من ساعتين. وقالت كلينتون ان فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا سيستغرق وقتا وان العلاقة تحتاج لمزيد من الثقة والقابلية للتنبؤ والتقدم.
واضافت "هذه بداية جديدة ليس فقط لتحسين علاقتنا الثنائية وانما لقيادة العالم في مجالات مهمة." واكدت ان الاسلحة النووية والامن النووي امران يتصدران الاولويات.
واضافت كلينتون "بحثنا عددا من الموضوعات المحددة التي نعتقد ان من المهم لنا ان نعمل سويا لتحقيق تقدم بشأنها. لا يوجد وقت لاضاعته فيما يتعلق بعدد من تلك التحديات المهمة ولذلك سنبدأ العمل فورا لترجمة كلماتنا الى فعال."
وأعلن لافروف في مؤتمر صحفي مشترك في ختام اللقاء عن احتمال توصل الجانبين إلى اتفاق روسي أمريكي جديد بشأن الأسلحة الإستراتيجية الهجومة قبل نهاية هذا العام.
وقالت كلينتون بدورها إن الطرفين حددا عددا من العناصر المكونة للمعاهدة الجديدة المقبلة بينهما حول إجراء مزيد من التقليصات في ترسانتي الأسلحة الإستراتيجية الجهومية الموجودتين لدى الولايات المتحدة وروسيا.
وأضافت وزيرة الخارجية الأمريكية قائلة إن واشنطن وموسكو اتفقتا على صياغة خطة عمل في اتجاه تخفيض الأسلحة الإستراتيجية الهجومية ومعالجة قضايا منع انتشار سلاح الدمار الشامل.
ويذكر أن فترة المعاهدة الحالية الخاصة بتقليص الأسلحة الإستراتيجية الهجومية تنتهي في الخامس من ديسمبر 2009.
وقد وقع الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة المعاهدة الخاصة بتقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية في الحادي والثلاثين من شهر يوليو 1991 ولمدة 15 سنة. ودخلت هذه المعاهدة التي تشارك فيها كل من روسيا والولايات المتحدة وثلاث دول غير نووية هي بيلوروسيا وكازاخستان وأوكرانيا، حيز التنفيذ في الخامس من شهر ديسمبر 1994.
وانتهت في عام 2001 فترة 7 سنوات منذ دخول المعاهدة حيز التنفيذ. وكان يتعين على روسيا والولايات المتحدة، حسب بنود المعاهدة، تقليص ترسانتيهما من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية إلى 1600 وسيلة لحمل الأسلحة الهجومية الإستراتيجية و6000 شحنة نووية.
وقلصت روسيا ترسانتها بحلول الموعد المنصوص عليه في المعاهدة إلى 1136 وسيلة لحمل الأسلحة الهجومية الإستراتيجية و5518 شحنة نووية. وأبدت موسكو استعدادها لمواصلة عملية تقليص أسلحة الدمار الشامل الموجودة بحوزة روسيا والولايات المتحدة والدول النووية الأخرى.
رويترز/ نوفوستي
وقد التقى لافروف وكلينتون منذ أيام في اجتماع اللجنة الرباعية المعنية بالتسوية في الشرق الأوسط في شرم الشيخ، ولكنهما لم يتمكنا من إجراء حديث على انفراد. ويتعين عليهما اليوم بحث كافة المسائل الحيوية الثنائية والدولية.
وقد أوضحت كلينتون في 5 مارس الحالي في حديث للصحفيين في بروكسل أن مواقف الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو تتطابق مع المواقف الروسية من قضايا مكافحة الإرهاب، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، والتصدي للقرصنة، لكنها تتباين فيما يخص مسألة الدفاع المضاد للصواريخ، ومستقبل معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا.
كما أشارت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أن واشنطن قلقة جدا مما وصفته بـ "محادثات تجريها روسيا وإيران حول احتمال بيع صواريخ روسية ذات مدى بعيد للأخيرة. وشددت كلينتون في هذا الصدد على أنها تنوي طرح "الملف الإيراني" كله على طاولة محادثاتها القادمة مع وزير الخارجية الروسي في جنيف.
وسبق أن أعلن لافروف في حديث للصحفيين في موسكو في بداية هذا الأسبوع أن محادثاته القادمة مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في جنيف تستهدف التحضير لعقد أول لقاء بين الرئيسين الروسي دميتري ميدفيديف والأمريكي باراك أوباما.
وأضاف أنه يتوقع أن يجري هذا اللقاء على هامش اجتماع قادة دول "مجموعة العشرين" المقرر عقده في لندن في الثاني من أبريل القادم حول مسائل تجاوز عواقب الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية.
وتشير بعض الخبراء في هذا السياق أن الحديث عن تحسن العلاقات الروسية الأمريكية وتقارب آرائهما سابق لأوانه لأنه لم يتم التقدم الملحوظ في المباحثات بعد. وعلى الأرجح أن يدخل البلدين في المرحلة الجديدة حيث يتيح لهما الآن إجراء الحوار في ظروف تختلف عما كان سابقا.