الصراع على الجرف القاري لمنطقة القطب الجنوبي ينشب في العالمتعتزم الحكومة البريطانية الادعاء بحقها في مساحة شاسعة من منطقة القطب الجنوبي المتجمدة (أنتاركتيكا) تبلغ 1 مليون كم مربع. ويفترض خبراء أن البعثة العلمية البريطانية الأخيرة ربما اكتشفت احتياطات كبيرة من النفط والغاز والثروات المعدنية الأخرى داخل منطقة عرضها 350 ميلا بجنوب محيط الأطلسي. ويعتقد محللون أن الدافع الرئيسي الكامن وراء طموح بريطانيا إلى الشروع باستثمار أنتاركتيكا هو، خاصة، ادعاء روسيا بحقها في بعض المناطق القطبية في شمال الكرة الأرضية واندلاع جولة جديدة من الصراع العالمي على الموارد.
ويرى الخبراء أن هذه الادعاءات قد تورط بريطانيا في وضع حرج للغاية لأنها وقعت - إلى جانب حوالي أربعين دولة أخرى - اتفاقية أنتاركتيكا التي تحظر تقسيم منطقة القطب الجنوبي.
ووصف رئيس رابطة القانون الدولي الروسية أناتولي كولودكين الادعاءات البريطانية بحق امتلاك مساحات واسعة من منطقة القطب الجنوبي بأنها "نزعة غاية في الخطورة" تخلو من أي شرعية دولية.
وتحظر اتفاقية أنتاركتيكا التي تنقضي مدة سريانها في عام 2048 فقط التنقيب عن الثروات المعدنية واستخراجها في القارة السادسة وفي مياهها الساحلية وتجيز ممارسة النشاط العلمي لا غير. وتعهدت الدول الأطراف في الاتفاقية بالامتناع مؤقتا عن إثارة موضوع الحق في امتلاك هذه أو تلك من القطاعات الواقعة جنوبي خط العرض الستين.
وبالرغم من أن التكنولوجيات المتوفرة الآن لا تتيح ممارسة أعمال الاستخراج تحت الماء على عمق تكمن فيه احتياطات النفط والغاز لمنطقة القطب الجنوبي إلا أن الخصومة الصامتة على إثبات الحق في أكبر عدد ممكن من الحقول والتي يواكبها البحث عن براهين تاريخية وجيولوجية على هذا الحق جارية منذ سنوات كثيرة.
فعلى سبيل المثال يذكر العلماء الهنود أن الشطر الجنوبي من شبه القارة الهندية واللوح القاري للشطر الشرقي من أنتاركتيكا شكلا منذ 100 مليون سنة قارة واحدة. وإلى جانب الهند أعلن نيته لنشر المحطات العلمية في منطقة القطب الجنوبي كل من الصين وكوريا الجنوبية وبلجيكا واستونيا!
ومن جانبها تتبع روسيا التي بعثت نشاطها العلمي في قارة القطب الجنوبي ما يسمى بأسلوب "وضع المعالم". فقد أطلقت في العام الماضي أسماء روسيا على عدد من قمم الجبال الواقعة في هذه القارة البيضاء.
"نيزافيسميا غازيتا" في 18/10/2007 - وكالة نوفوستي