قدرات الردع النووية البحرية لروسيا

ان برنامج اعادة هيكلة الجيش الروسي وتحديثه والذي اطلقه الرئيس الروسي
بوتين وخليفته مدفيديف ، يضع تطوير البحرية الروسية وقواتها الضاربة من
الغواصات الاستراتيجية والتقليدية ضمن نفس مستوى الاولوية التي تقدمها
الدولة الروسية لقواتها الصاروخية الاستراتيجية باعتبار الاثنين من اهم
عناصر الردع النووي الروسي ومن بين اولويات الامن القومي الروسي الذي
تضعهما الدولة في المصاف الاول لمواجهة التحديات التي اصبحت تلوح في الافق
من جديد ، فعلى الرغم من ان الحرب الباردة قد انتهت بسقوط جدار برلين و
تفكك حلف وارسو و انتهاء الاتحاد السوفياتي الى مجموعة من دول وتحول خصما
الحرب الباردة الى شريكين وحليفين رئيسين في العديد من القضايا الدولية
التي ورثوها عن حقبة الصراع بينهما ، الى ان حرب خفية و واسعة النطاق كانت
ولا تزال قائمة بينهما بمختلف مراحلها واشواطها ، حرب يتبارز فيها الطرفان
في اعماق البحار والمحيطات ، حرب يتسلح فيها الطرفان باخر ما تصولت اليه
العلوم و التكنلوجية البحرية والعسكرية ، حرب تتميز فيها روسيا بانها خصم
عنيد لا يقبل الهزيمة بل يفرضها على الاخرين في اغلب الاوقات.



وفي
الظل التغيرات الدولية التي عرفها العالم بعد احداث 11 سبتمبر وسعي امريكا
الحثيث اسثمار نتائج الحرب الباردة التي انتصرت فيها منذ 10 سنوات مستغلة
فكرة الحرب الدولية على الارهاب ورافعتا شعار {{ من ليس معي فهو ضدي }}
ادرك الروس بان الامن القومي الروسي اصبح مهداد اكثر من اي وقت مضى وان
ضمانهم الوحيد اصبح يكمن في مدى قدرة قوانهم على ردع ومنع اي هجوم يفكر
اعداء روسيا في شنه على الوطن الام ، و كنتيجة حتمية لهذه المعطيات شرعت
الدولة الروسية في برنامج واسع نطاق لاعادة بناء الجيش الروسي مركزتا على
وحداته وقطاعاته الاسترتيجية ومن بينها اسطول الغواصات الذرية والتي تمثل
اساس الردع النووي الروسي البحري ، حيث اعلن القائد الاعلى للبحرية
الروسية Vladimir Massorine ان روسيا تمتلك حاليا 3 اصناف من الغواصات
وهما :

1-الغواصات النووية الاستراتيجية الحاملة لصواريخ البالستية projet 667 من فئة Kalmar و Dolphin DELTA ، و كل غواصة منهما تحمل مجموع 16 صاروخ باليستي عابر للقارات متعدد الرؤوس.




3-الغواصات
النووية الاستراتيجية المتعددة المهام والشبحية projet 971 فئة Akoula ،
وهي اكبر غواصة في العالم وتتميز كونها واحدة من اهدىء الغواصات في العالم
، و تعتبر هذه الغواصة عمود قوات الغواصات الاستراتيجة الروسية .



3-النوع
الثالث هو الغواصات التي تعمل بديزيل وتمتلك روسيا 3اصناف هما :
Varchavianka - Lada -kilo ، هذه الغواصات تستعمل ضمن المناطق الداخلية
والقريبة لسواحل ومع هذا فهي لا تقل فتكا عن الغواصات الاستراتيجية ، حيث
يمكن تسليح هذه الغواصات بطوربيدات والصواريخ الجوالة والالغام ، كما
تعتبر غواصات الديزيل الروسية اكثر الغواصات هدوء في العالم والاكثر
قدراتا على العمل في اعالي البحار.



كما
تمتلك روسيا ضمن قوات الردع البحرية سفن السطح النووية الهجومية وهما :
المدمرات Projet 1144 Kirov / Projet 1144 Admiral Ushakov / Projet 1144
Admiral Lazarev / Projet 1144 Admiral Nakhimov Projet 1144 Pyotr
Velikiy المزودة ببطاريات الصواريخ الجوالة الفوق الصوتية المضادة للسفن
projet 941 / SS-N-19 من فئة Granit او بطاريات صواريخ فئة SS-N-22
"Sunburn" ، هذه الصواريخ تعتبر من اخطر الصواريخ البحرية في العالم فهي
مزودة بانظمة ذكاء اصطناعي تمكنها من اختراق اي منظومة دفاع صاروخي في
العالم وتحديد الاهداف الرئيسية وتدميرها ، مما يجعلها اكبر تهديد قد
تواجهه حاملات الطائرات والمجموعات القتالية المرافقة لها .



وفي
عام 2004 وخلال التدريبات الدورية التي تجريها الغواصات النووية الروسية
في شبه جزيرة كماتشكا والتي حضرها الرئيس الروسي بوتين ، فشلت غواصتين
روسيتين projet 667 من فئة Delfin في اطلاق صواريخها الباليستة بنجاح بسبب
الاعطال التقنية التي اصبحت تعاني منها معظم الغواصات الروسية ، هذه
الحادثة كان لها عميق الاثر في نظرة القيادة الروسية للمستقبل ، حيث
استخلصت النتاءج من خطورة وقوع حادثة مماثلة خلال ازمة فعلية ، و انطلاقا
من تكرر حوادث الغواصات الروسية المتتالية والمختلفة ، جاء القرار الروسي
لحل هذه المشاكل على لسان نائب الوزير الاول الروسي Sergueï Ivanov الذي
اعلن انه من بين 188 مليار دولار التي خصصتها الدولة الروسية لاعادة بناء
وتحديث الجيش الروسي ستخصص منها نسبة 25 % لاعادة بناء وتاهيل القوات
البحرية الروسية بما فيها اسطول الغواصات الذرية الاسراتيجية .



وعليه
واثر برنامج التحديث الذي اطلقته الدولة ، بداء قطاع الغواصات الروسية
يشهد نهضة حقيقة وسريعة تذكرنا بالفترة السوفياتية وان كانت بوتيرة اقل
تسارعا من الوتيرة السوفياتية ، حيث تم تحديث وتطوير غواصتين نوويتين
projet 667BDRM في النصف الاول من عام 2006 ، ثم تلهما تحديث غواصتين
اخرتين من نفس الفئة عام 2007 في احواض Severodvinsk ، وقد تضمن برنامج
تطوير الغواصات الاربعة تزويدها باجهزة تنصت تحت مائية تمكنها من الرؤية
والسمع دون ان تكتشف ، كما تزوديها بانظمة جديدة للحماية ضد الحرائق
والتسرب الاشعاعي ، اضافة الى تزويدها بمفاعلات نووية جديدة ذات حماية
افضل من السابقة ، اما تسليحها فسيشمل الصواريخ الاسترايجية الجديدة من
فئة RSM-54 Sineva ذات الروؤس العشرة ذاتية التوجيه ، بدلا من الصواريخ
القديمة Skifa رباعية الروؤس ، بالاضافة الى تطوير منظومة اطلاق الصواريخ
واستبدالها بمنظومة رقمية عالية التطور .



وفي
اطار البرنامج ، شرع اسطول الغواصات الاسترتيجية الروسية التكثيف من
دوراته التدريبية والاختبارية ، للحفاظ على جهوزية اطقم الغواصات و اختبار
المنظومات والمعدات الحديثة ، حيث قامت الغواصة الذرية البالستية
Ekaterinbourg صيف عام 2008 بتجربة اطلاق ناجحة تحت الجليد لاحد صواريخها
البالستية الحديثة RSM-54 Sineva انطلاقا من القطب الشمالي المتجمد ،
وتعتبر عملية اطلاق الصواريخ تحت جليد القطب الشمالي من اصعب العمليات على
الاطلاق ، حيث تستلزم العملية تدريبات خاصة لطاقم الغواصة وهذا نظرا
لصعوبة عمل انظمة الملاحة في الغواصة والصاروخ المطلق بسب التداخل
المغناطيسي للقطبين الذي يشوش على انظمة ملاحة السفن والغواصات ، الى ان
مميزات هذه العملية التي لا يتقنها سوى الروس هي جعل الغواصة مخفية وغير
مرئية تحت الجليد بالنسبة لاقمار استطلاع العدو ، مما يمنح الروس التفوق
بالنسبة لعامل المفاجاءة و المبادرة الاسترايتجية .

وعلى غرار ذالك
فان برنامج التطوير وتحديث اسطول الغواصات الاستراتجية ما هو الى جزء بسيط
من برنامج يتضمن بناء جيل كامل وجديد من الغواصات الذرية الاستراتيجية
ومنظومتها الصاروخية ، حيت تما فعليا الانطلاق في انتاج سلسلة كاملة من
غواصات الجيل الرابع النووية والتي تقوم ببنائها الشركة الهندسية
الميكانيكية Sevmach في احواض Severodvinsk شمال روسيا ، وتتمثل هذه
الغواصات الجديدة في المشروع projet 955 فئة Boreï ، و قد دخلت او غواصة
من هذه الفئة المسماة Yuriy Dolgorukiy في فيفري عام 2008 بتزامن مع
المنظومة الصاروخية الجديدة من فئة Boulava ، ولا تزال حاليا غواصتين من
هذه الفئة وهما : Alexandre Nevski / Vladimir Monomakh في احواض البناء ،
وقد وجهت هذه الغواصات لتحل محل الغواصات فئة Delta III / Akula .





كما
يتم حاليا بناء غواصة نووية جديدة متعددة المهام projet 885 فئة Yasen
والتي سيتم انزالها للمياه عن قريب ، وقد صرح القائد العام للبحرية
الروسية Vladimir Massorine ان الغواصة الجديدة ستوجه لتحل محل العديد من
الغواصات الحالية من فئة الغواصات القاذفة لصواريخ البالستية SSBN
والقاذفة لصواريخ الجوالة SSGN والهجومية SSN ، كما تمثل هذه الغواصة ثورة
حقيقة في مجال الغواصات الشبحية حيث ستتفوق من حيث الشبحية على الغواصة
الامريكية Seawolf فئة Los Angeles ، كما انها ستكون اكثر عملية ووظيفية
من اي غواصة اخرى في العالم ، حيث يسمح لها تسليحها المتعدد والمكون من
مختلف اصناف الصواريخ الجوالة والطوربيدات القيام بمجموعة كاملة من المهام
القتالية انطلاقا من مطاردة غواصات العدو و تدمير حاملات طائراته الى ضرب
منشاته الحيوية على امتداد الساحل.

_________________

شكرا اخي سيدعلي على المرور لكن في الحقيقة يا اخي وحسب راي الشخصي ان قدرات الردع البحرية لروسيا في الوقت الحالي وفي ظل التطور التكنولجي الرهيب الذي تشهده مختلف القطاعات العسكرية اعتقد انها لم تعد تواكب المعايير العالمية والتكنولجية رغم كل التحديثات والتغيرات التي قد تدخلها على بعض القطع البحرية .فمعظم قطع السطح الكبرى والغواصات الاسترتيجية تعود للعهد السوفياتي كما ان معظمها تعرض للتاكل والاهمال وانعدام الصيانة بعد انهيار الاخير وتخبط الاقتصاد الروسي في الازمة المالية مما اثر على قدرات الروس بشكل سلبي كبير واي تغير وتحديث على تلك القطع لن يجعلها تواكب القطع الحديثة بشكل فعلي.......اما المشروع projet955 فهو الغواصة Boreï و التي دخلت اول غواصة من فئتها الخدمة في 2008 وهي يوري دولغركي .......ويقول الروس انه يتم بناء 8 غواصات من هذه الفئة من هنا الى غاية 2015........مما سيعيد لروسيا قدراتها الردعية التي عرفتها ايام برجينيف


Selon barents Observer, le commandant en second de la Marine russe,
Aleksandr Tatarinov, a confirmé que la Russie va construire 8
sous-marins nucléaires lanceurs d’engins de la classe "Boreï" (Projet
955) dans le cadre du plan d’armement 2015. Il a précisé que des
missiles balistiques navals Boulava seront installés à bord à partir de
2009. Seul le SNLE "Dmitrii Donskoy" de classe Typhoon est actuellement
capable de tirer ces missiles dans la Marine russe tandis que le
premier SNLE de type Boreï, le "Yuri Dolgorukii" est en phase
d’achèvement par le chantier naval Sevmash de Severodvinsk.