دميتري ايفانوفيتش دونسكوي – امير موسكو وفلاديمير المعظم الذي تمت في عهده انتصارات عسكرية مهمة على امارة"الاورطة الذهبية" (الدولة التترية المغولية التي اسسها في النصف الاول من القرن 13 الخان باتي في خوارزم وشمال القوقاز والتي فرضت سيطرتها على روس القديمة ). في هذه الفترة استمرت عملية توحيد المقاطعات الروسية حول امارة موسكو، وبني كرملين موسكو بالحجر الابيض.
ولد دميتري – ابن الامير ايفان الثاني الاحمر عام 1350 . وبعد وفاة والده اصبح وصيا على الامير ذي السنوات التسع المتروبوليت الكسي ذو العقل السياسي الفذ والحاكم الاعلى لامارة موسكو. وكان دميتري يستشيره ،كما كان يستشير لاحقا النبلاء ايضا، مواصلا بهذا سياسة والده وجده لتوحيد المناطق الروسية حول موسكو. ولاجل ذلك كان عليه ان يدخل في صراع طويل مع الامارات المنافسة( امارات سوزدال – نيجني نوفغورود وريزان وتفير) من اجل الحصول على لقب الامير المعظم (كانت الاورطة الذهبية تمنح هذا اللقب الى الامراء الروس )، وكان الصراع على اشده بين موسكو وتفير والذ ي انتصرت فيه موسكو بزعامة دميتري.
كان القلق الشديد يساور ماماي القائد العسكري للاورطة الذهبية بسبب تنامي قوة امير موسكو. لذلك قامت قواته عام 1377 بالهجوم على مدينة نوفغورود وحرقها، وفي السنة التالية ارسل ماماي قواته لنهب وحرق موسكو ( التي اصبحت قوية جدا ) الا ان قوات موسكو بقيادة الامير دميتري الحقت بهم خسائر جسيمة. وفي صيف عام 1380 تحرك ماماي نحو روس القديمة. وبالمقابل تجمع المقاتلون من مختلف المناطق الروسية في كولومنا حيث مقر قيادة الامير دميتري. وفي 8 سبتمبر/ايلول عام 1380 جرت عند نهر الدون في ميدان كوليكوفو معركة ضارية هزم فيها ماماي وهرب من ساحة المعركة وسحقت القوات المغولية - التترية بصورة تامة، اما الامير نفسه فقد اصيب بجروح بليغة في هذه المعركة. ولقب الامير دميتري ايفانوفيتش ب" دنسكوي " لأنتصاره في معركة كوليكوفو.
بعد ذلك رفض دمتري الذهاب الى الاورطة ودفع الجزية لها بطلب من توختاميش الذي اطاح بماماي. وعندئذ جمع توختاميش عساكره في عام 1382 وتوجه نحو روس القديمة. اما موسكو التي لم تكن تتوقع الهجوم فقد احرقت موسكو بالكامل في 26 اغسطس/اب و قتل سكانها او اسروا . كما هزمت المدن الاخرى، ومع ذلك تم في النهاية تحطيم قوات الاورطة من قبل القوات الروسية.
ومع ذلك لم تتمكن موسكو بنتيجة ضعفها بسبب الحروب من الاستمرار في في المقاومة واضطرت الى دفع الجزية الى التتار مجددا. لكن الانتصار في معركة كوليكوفو فتح الافاق لمقاومة المستبعدين ولعب دورا مهما في التاريخ الروسي العام. وعمد دميتري لغرض رفد خزائنه بالمال بالتوجه بقواته نحو نوفغورود وفرض عليها دفع الجزية.
توفى دميتري عام 1389 وكان عمره 39 عاما فقط ودفن في كاتدرائية ارخانغيلسك ( ميخائيل كبير الملائكة ) بموسكو. وكانت السياسة التي انتهجها الامير متناقضة، الا انه دخل التاريخ الروسي كمحرر روسيا من العبوديةالمغولية التترية ، كما اشتهر ببنائه الكرملين بالحجر الابيض. كما نسب الى القديسين.