المرأة والجريمة في الجزائر
ـ المرأة هي ذلك الكائن الرقيق الحساس المفعم بالمشاعر السامية ، والذي يوحي بالطمأنينة والحشمة ، لكن المتتبع لوضعية المجتمع الجزائري اليوم يجد أن أهم شريحة فيه قد انحرفت بفعل عدة ظروف ساهمت في بروز نوع جديد من النواعم لم تكن في القريب الماضي ، إذ برزت فئة من النساء اتخذن من الجريمة سلاحا لاثباث ذروتهن وعلى الرغم من أن نسبة لاتزال ضئيلة إلا أن الواقع يكشف تفوق النساء بامتياز واللواتي احترفن على اختلاف أعمارهن تزعم أكبر عصابات والشبكات وإقتراف أفعال كانت في الماضي حكرا فقط على الرجال ، ومن خلال تتبعي لوضعية المجتمع الجزائري رصدت لكم بعض من هذه الظواهر الغريبة على وعاداتنا وتقاليدنا وهي كالتالي : ـ لقد اخذ السلوك الإجرامي لدى المرأة منحى خطيرا جدا في الآونة الأخيرة ، فلم نعد نجدها في جرائم تتعلق بالضرب والجرح العمدي والجرح العمدي والسرقة والدعارة فحسب بل انها أثبتت تورطها في جرائم اقتصادية مختصة في التزوير واستعمال المزور ، وتهريب المخدرات والإجهاض والخيانة الزوجية وحتى القتل العمدي مع سبق إصرار وترصد وغيرها من من القضايا التي هزت مجتمعنا الجزائري . ـ حسب أخر إحصائيات الامن والدرك الوطنيين ،فقد تم تسجيل مالا يقل عن 1878 امرأة تورطت في الجريمة خلال الأشهر العشرة الأخيرة لسنة 2009 ، وتتصدر ولاية سطيف بـ 83 امرأة ، وتأتي ولاية عين تموشنت بـ 78 إمرأة ، أغلبهن متورطات في التهريب والشعوذة والدعارة ، إضافة إلى ولايتي مستغانم و تلمسان بغرب البلاد ،بينما تحتل العاصميات المرتبة الخامسة بـ 45 إمرأة متورطة في التزوير واستعمال المزور والانتماء الى جماعات التهريب وممارسة الدعارة وحيازة واستهلاك ومتاجرة بالمخدرات والمؤثرات العقلية.كما أفادت مصادر قضائية بوجود أكثر من 644 إمرأة تورطت في في حوالي 119 صنف من أنواع الجريمة عام 2009 .وهو ماتستعرضه المحاكم الجزائرية في معالجتها لقضايا عديدة من هذا القبيل ، إذ يكاد يمر يوم واحد إلا وتكون فيه إمرأة حاضرة من بين الموقوفين . فتيات يلبسن ثوب الجريمة ويتزعمن أكبر العصابات : ـ سرقة …جرائم قتل …. دعارة …و سرقة …وشابات يتزعمن العصابات: * إن توورط المرأة الجزائرية في جرائم القتل ، النصب والاحتيال لم يعد مثير للغرابة والتساؤل والاستفسار في المجتمع الجزائري لانها العنصر الاكثر عرضة للضغوطات والمضايقات التي تلاحقها أينما تواجدت .هذا بالإضافة الى مشاكل العائلية التي تؤثر بصفة كبيرة في سلوك المرأة وتساعدها على دخول عالم الجريمة بدون التفكير في نتائج التي تترب عنها. 01/ الدعارة : * جريمة اعتادتها النساء ولقد انتشرت في مختلف مناطق الوطن رغم تفاوتها من ولاية الى أخرى إن ولوج المرأة الى عالم الدعارة لم ياتي صدفة ، بل اجتمعت فيه العديد من الظروف التي ساهمت في بلورة فئة من النواعم يحترفن ذلك من أجل أغراض عديدة ،فمنهن من أصبحت الدعارة مهنتها ودخلها الفردي وأحيانا تمارس بشكل جماعي في مجموعة تديريها إمرأة أو رجل والهدف منها هو كسب المال بأسرع وقت ممكن حيث سهرت المصالح الامنية دوما على محاربة كل أشكال الانحراف الأخلاقي الذي تفوقت فيه النساء بمختلف أعمارهن .
02/ شقراء تغري المارة و تتزعم عصابة تعدي على المواطنين وتسلبهم ممتلكاتهم : * هي ظاهرة لاتقل أهمية عن الدعارة فالإغراء الجنسي والسرقة احترفتها إحدى فتيات في عشرين من عمرها ، من ولاية جيجل وهي فتاة شقراء آية في الجمال حيث كانت تتزعم عصابة أشرار وتعتدي على المواطنين ، حيث تقوم بإغراء المارة على الطريق وما ان تتوقف إحدى المركبات حتى يجد السائق نفسه محاصر من طرف جماعة ملثمنين تهدده بالعصي والقضبان الحديدية واسلحة البيضاء فما يبقى له سوى ان يمنحهم كل مايملك خوفا من ‘تداء عليه ، بدءا من هاتفه النقال وصولا الى أمواله وكل مايملك من اشياء ثمينة ، ثم يوسعونه ضربا ويتركونه في مكانه يصارع آلامه ، إلا ان يسعفه احد مستعملي الطريق غير ان هذه العصابة وقعت في كمين لدى مصالح الامن المختصة اقليميا . 03/ عجائز ينشطن ضمن شبكات السطو ويترأسن العصابات: * إذا كان الاجرام عند المرأة الشابة في حد ذاته ظاهرة تثير الاستغراب ، فان الاجرام عند فئة العجائر أمرأكثر غرابة في مجتمعنا المحافظ ، يستدعي البحث عن الاسباب التي تؤدي لاقتراف هذه الفئة التي بلغت من العمر عتيا وجعلها تقوم بهذه الجرائم ونذكر منها ان عجوز في سن متقدمة من عمرها قام بتخذير صاحب محل بيع المجوهرات كما قامت بسلب ماقيمته 70 مليون سنتيم من الذهب ، بعدما تقدمت منه الى محله على انها زبونة وبعد لحظات سلمته قارورة ماء طلبت منه شرب كمية منها على اساس انها ماء زمزم ، كونها زارات البقاع المقدسة في الايام القليلة الماضية ، فماكان على الصائغ الى رضوخ لطلبها تيمنا ببركة ماء زمزم ، إلا أن الذي وقع لصاحب المحل ظهر عكس ذلك فان الماء الذي قام بشربه به مواد مخدرة بدلا من ماء زمزم اين سقط مغشيا عليه فاقدة لوعيه ، لتقوم المحتالة بسرقة ممتلكاته من حلي والذهب،ثم قامت بالفرار الى وجهة مجهولة. 04/ عجائز ينشطن في التهريب المخدرات والالبسة ومواد أخرى: * تمكنت مصالح الامن مأخرا من توقيف عجوز تبلغ من العمر حوالي 65 سنة ، حاولت تهريب الالبسة وغيرها من المواد الاخرى من الحدود المغربية الى الحدود الجزائرية حيث تقوم العصابات التهريب باستعمال العجائز لاستمالة واثارة العواطف ، ومن غرائب هذه الفئة هو أن إحدى العجائز كانت تستغل في تهريب المخدرات بغرب البلاد ، حيث كانت تقم العصابات التهريب بإلباسها حزاما مدعما بالسموم ومخدرات على طول خصرها وتركبها على سيارة للذهاب الى الوجهة التي لايعلمها الا هي . وهو المكان الذي تسلم فيه البضاعة، ولكي تسلم من تفتيش الحواجز الامنية كانت تقابل عناصر امن بها بدعوات الخير والدعاء لهم بان يحفظهم وان يسهل عملهم والى غير ذلك ، حتى تسلم من التفتيش وتنجح في مهمتها .
05/ القتل العمدي :
*هي أخطر جريمة تدخل ضمن الإجرام العنيف ، أصبحت المرأة تقترفها بكثرة في آونة أخيرة ،حيث سجلت مصالح الأمنية أكثر من 47 امرأة أرتكبت جريمة قتل في مختلف ربوع الوطن .
06/ الهجرة الغير شرعية :
* كانت هذه الجريمة في أيام الماضية القليلة محتكرة على الرجال فقط ، أما في سنة 2009 فسجلت أكثر من 05 حالات هجرة غير شرعية لنساء حاولن التحاق بالضفة الأخرى من البلدان أوروبية ، حيث كانت هناك محاولات الهجرة بكل من ولاية وهران وولاية عنابه وكذا ولاية مستغانم وهذا مع ان المرأة أصبحت تسجل حضورها الدائم في مختلف الجرائم التي أصبحنا اليوم نراها في حياتنا اليومية .
07/ السرقة:
* جريمة يعاقب عليها القانون والمشرع الجزائري بالمادة 350 من قانون العقوبات ، علما بان قانون والمشرع الجزائري لم يقم بتحديد هوية مرتكب الجريمة من جنس ذكر أم أنثى ، في تحديد نوع العقوبة ، فالمرأة عند ارتكابها جريمة فإنها تعاقب على أساس أنها مجرم ، أي تتساوى مع الرجل في نفس العقوبة ، كما أن ولوج المرأة على جريمة السرقة ليس بأمر جديد على مجتمعنا ، وهذا بسبب مشاكل العائلية والفقر وكذا الحرمان من أبسط ضروريات الحياة ، مما جعلها نساق الى ارتكاب هذه الجريمة ، أي أوقف بهذا الشأن في مختلف انواع السرقات حوالي 77 امرأة ، مرتكبة سرقات بمختلف أنواعها (سرقة موصوفة وسرقة البسيطة) 08/ الانتحار :
* هي ظاهرة التي لاتقل أهمية عن الجرائم التي أصبحت المرأة تحاول القيام بها قامت بها ، بالاضافة الى أن الضغوطات التي تمارس على المرأة في حياتها اليومية من مشاكل عائلية وعاطفية ، كثيرا ما أدت الى قيام العديد من النساء على وضع حد لحياتهن ، عن طريق الانتحار ، وهذا إما شنقا أو عن طريق تناول سوائل ومواد سامة مثل مواد التنظيف أوحامض ماء أسيد ، أو عن طريق الانتحار شنقا أو الرمي أنفسهن من أماكن العالية من عمارات وجسور .. الى غير ذلك ، حيث لايوجد يوم إلا ونلاحظ في الجرائد اليومية او أخبار المتناقلة هن وهناك تفيد بان امرأة انتحرت أو حاولت الانتحار والتي كثيرا ماتجد المصالحة أمنية علامة استفهام حول الأسباب الحقيقة التي أدت الى القيام بذلك وتبقى الأسباب مجهولة .
ـ خاتمة :
* هذا هو الواقع المر الذي أصبحت عليه المرأة في مجتمعنا المحافظ الذي تضبطه التقاليد وتحكمه الأعراف ، لكن إذا كان ولوج المرأة عالم الإجرام من بابه الواسع أسبابه متعددة فان تمادي في إهمال هذه الشريحة جريمة اكبر منها تستدعي بذل جهود كبيرة من اجل القضاء على هذه الآفة وهذه الفئة من المجتمع التي تعتبر عنصر فعال بالنظر الى المناصب التي تمكنت العديد من النساء من الوصول إليها . رجاءا لكل قارئ الموضوع بان لايبخل بالرد وشكررررررررررررا