غدت الحرب في جورجيا عاملا حافزا لبد إصلاحات واسعة في القوات المسلحة الروسية منذ تجهيز القوات بالوسائل الميكانيكية بشكل كامل ودعمها بالسلاح النووي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. وأصبح جليا أن الجيش يجب أن يكون مستعدا ليس لخوض العمليات العسكرية البوليسية كما حدث في الشيشان بل وللنزاعات الإقليمية المحدودة مع جيوش الدول المجاورة.
وذكر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال نيقولاي ماكاروف أن الجيش السوفيتي كان يستعد لحرب واسعة في أوروبا بينما لا يوجد حاليا شيء من هذا القبيل.
ومن جانبه ذكر وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف أن الجيش من طراز جديد يجب أن يكون قادرا على المشاركة في 3 نزاعات محدودة في آن واحد.
وفي هذا السياق ستطرأ تغييرات جذرية على شكل القوات البرية. فبدلا من 24 فرقة مشاة يفوق عدد الأفراد في كل منها 10 آلاف فرد سيتم تشكيل 81 لواءا يضم كل واحد منها 4 آلاف فرد. وسيتم جمع الألوية التي ستتكون بدورها من الكتائب والوحدات الأخرى في إطار القيادات العملياتية. وستمتلك الألوية بخلاف فرق المشاة أسلحة ثقيلة وذخيرة أقل ولكنها ستصبح أكثر قابلية للحركة. ومثل هذه الألوية ظهرت في الولايات المتحدة بعد إصلاحات التسعينات من القرن الماضي، مع أن أمريكا لم تتخل أيضا عن فرق المشاة، مما يقود إلى استنتاج مفاده أن القيادات العملياتية ستكون شبيهة بفرق المشاة الأمريكية.
وستطرأ تغييرات على القوات الجوية الروسية أيضا. فبدلا من 100 فوج حيث توجد في كل منها طائرتان أو ثلاث طائرات في حالة التأهب القتالي الدائم، سيتم إنشاء عدة قواعد جوية على أساس المطارات الكبرى وسيتم تقليص عدد الطائرات الحربية قيد التشغيل مع تحويل المتبقية إلى وحدات للتأهب القتالي الدائم. وسيتعرض الأسطول البحري الحربي الروسي إلى إصلاحات بدرجة أقل وكذلك الأمر مع القوات الصاروخية الإستراتيجية.
ويذكر أنه تم تقليص القوات المسلحة الروسية في 1992-1994 من 2.5 مليون إلى 1.5 مليون فرد وتم خفض عدد الضباط بـ500 ألف ضابط. ومن المتوقع حاليا خفض عدد الضباط بشكل إضافي بـ160 ألفا وضباط الصف بـ80 ألفا.
ومن المتوقع أن يشكل عدد أفراد القوات المسلحة الروسية بحلول عام 2016 نحو مليون فرد في فترة السلام و1.7 مليون فرد في زمن الحرب