د ـ 'القدس العربي' ـ من حسين مجدوبي: تواصل إقالة الملك محمد السادس للرجل الثاني في الدبلوماسية المغربية أحمد الخريف تسجيل تطورات، لكن هذه المرة في الخارج عبر رؤية الجالية المغربية في أوروبا لهذا الحدث وكذلك حكومة مدريد التي لا تخفي امتعاضها لاسيما وأن السبب الرئيسي في الإقالة كان هو حمل الخريف الجنسية الإسبانية.
وهكذا، تأخذ إقالة أحمد الخريف الذي كان الممثل الوحيد لمنطقة الصحراء في حكومة عباس الفاسي أبعادا، ومن ضمنها رؤية المهاجرين المغاربة للحدث الذي تحول إلى موضوع رئيسي للنقاش وسطهم خلال هذه الأيام بحكم تولي مغاربة مناصب حكومية في فرنسا وبلجيكا وهولندا وهم يحملون الجنسية المغربية علاوة على جنسية البلد المضيف إضافة إلى مطالب الجالية بضرورة اختيار وزراء وسفراء منهم مستقبلا في المغرب وهم يحملون جنسية الدول الأوروبية.
في هذا الصدد، قال لـ'القدس العربي' عبد الحميد البجوقي الذي يشغل منصب اسبانيا في اللجنة الأوروبية لمناهضة العنصرية واللاتسامح رغم أنه لا يحمل الجنسية الإسبانية 'بغض النظر عن أي موقف مبدئي من مسألة ازدواجية الجنسية بالنسبة للذين يتحملون مسؤوليات في دولة أو أخرى، وهو الموضوع الذي كان أولى بالدولة المغربية أن تنتبه له منذ مدة، تبدو لي إقالة السيد أخريف من مهامه متسرعة وقد تكون لها انعكاسات سلبية على علاقات المغرب الخارجية'.
وأضاف 'ليس خافيا أن العديد من البرلمانيين المغاربة والمسؤولين ورؤساء مجالس بالمغرب يحملون جنسيات أخرى ليست بالضرورة إسبانية، فما الداعي إذن للكيل بمكيالين؟ ما ضرورة التصريح العلني بأسباب الإقالة إن لم يكن الضغط على جهة ما في موضوع ما؟ ما هي العلاقة التي يريدها المغرب مع أبنائه المجنسين بجنسيات أخرى دون التخلي عن ولائهم للوطن؟ هذا ويبدو أن الأمر لا يتعلق بمن يحمل الجنسية الفرنسية أو الكندية وهم كثيرون'.
ويبرز في سياق تصريحاته 'لا يخلو القرار كذلك من إشارة لحرمان ملايين المغاربة المقيمين بالخارج من حقوقهم السياسية حتى في بلدان إقامتهم وتعريضهم للمزيد من هجمات اليمين المتطرف التي تشكك في ولائهم، ولنا في هولندا وفرنسا وغيرها نماذج واضحة. أسفي على مثل هذه الخطوات غير المحسوبة والتي لن تخدم مصالح المغرب الحيوية وهو يتمتع اليوم بوضع الشريك المتقدم في الوحدة الأوروبية'.
وأبرز مصدر من 'الجمعية المغربية - الإسبانية للتواصل' أن 'مطالبة بعض الأحزاب المغربية بإلغاء الجنسية الثانية وعدم استوزار من يحملون جنسية أوروبية يعني أنهم يلتقون مباشرة مع أطروحات اليمين المتطرف في بعض الدول مثل هولندا الذي تطالب بطرد المغاربة الذين لا يتخلون عن جنسيتهم المغربية وتطالب بمنع استوزار أو تولي أي مهاجر منصب رسمي إذا لم يتخل عن جنسيته المغربية'.
والبعد الآخر لهذا الخبر الشائك يتعلق بمدى تأثيره على العلاقات الإسبانية-المغربية بحكم أن سبب الإقالة هو الجنسية الإسبانية.
واتصلت 'القدس العربي' بالصحافي والخبير في العلاقات الثنائية بين مدريد والرباط بيدرو كاناليس وصرح بما يلي 'إنهاء مهام أحمد الخريف التي هي إقالة بسبب جنسيته الإسبانية يتم رؤيتها من اسبانيا من زاويتين، من جهة، هي نتاج المواجهة بين اللوبي الفرنسي المتحكم في مقاليد الحكم ضد اللوبي الإسباني الذي بدأ يظهر.
والمثير أنه ما يتم الترخيص به من جنسية فرنسية للمسؤولين المغاربة يمنع على الذين يرغبون في الجنسية الإسبانية. اللوبي الفرنسي المتواجد بقوة في دواليب المخزن منذ الاستقلال لن يسمح بأي منافسة أخرى'.
وأضاف 'الزاوية الأخرى، فالأمر يتعلق بمغربي من أصول صحراوية، إذ هناك تخوف لدى الرباط من احتمال أن يتبعه باقي المسؤولين الصحراويين الأمر الذي قد يمس ملف الصحراء. فالمغرب يرى بارتياح حصول صحراويي تندوف على الجنسية الإسبانية لأن هذا يجعلهم غير مقتنعين بما يسمى جمهورية الصحراء لكنها لا تقبل بهذه الجنسية لصحراويي المغرب'