الاستخدام الاستراتيجي لانظمة الدفاع الجوي

عندما تواجه دولة متواضعة من حيث امكانيات الدفاع الجوي هجوما جويا شاملا من طرف قوى عظمى مثل حلف شمال الاطلسي فان المفاهيم العسكرية النظامية تفقد جدواها

تعتمد المفاهيم العسكرية للدفاع الجوي على المبادئ التالية :

- ايلاء الاولوية لسلامة الهدف المدافع عنه على تدمير العدو الجوي المهاجم
- تخصيص كل سلاح للمهمة الانسب للقيام بها
- التوازن بين ماهو متاح وبين ماهو مطلوب

ان استخدام المفاهيم العسكرية التقليدية للدفاع الجوي ضد عدو جوي متفوق عدديا ونوعيا بفارق كبير يعتبر انتحارا بطيئا حيث يؤدي الى استنزاف البطاريات الدفاعية واستهدافها وبالنهاية انهيار النظام الدفاعي وسماء مفتوحة لضرب مختلف الاهداف بمختلف الوسائل والطرق

وهنا يطرح مفهوم الاستخدام الاستراتيجي لوسائل الدفاع الجوي المتاحة عن طريق التخلي عن المفاهيم الدفاعية العسكرية واعطاء الالولوية لايقاع خسائر في صفوف الطائرات المهاجمة مما يخلق حالة من الردع والارباك تؤدي الى ايقاف الغارات الجوية وذلك باستغلال حساسية الطرف المهاجم من وقوع الخسائر العالية في صفوفه

مثال على ذلك :

احدى الدول المتعرضة لهجوم جوي شامل من الناتو تملك فقط عدد 25 من بطاريات سام-6 التكتيكية بمدى 25 كلم مع عدد مشابه من بطاريات تور ام-1 بمدى 12 كلم يمكن بطاريات سام-6 مقاومة التشويش بفعالية وتوجيه 3 صواريخ نحو نفس الهدف في الوقت نفسه ما يجعلها مميتة للطائرات التي تدخل مجالها لكن مشكلتها الوحيدة هي صواريخ هارم عالية السرعة المضادة للرادار والتي تحتم على طواقمها اتباع تكتيكات بقائية تحد بشدة من فعاليتها وخطورتها

المنطق العسكري يقول انه يجب نشر بطاريات سام-6 لمحاولة عرقلة واسقاط الطائرات المهاجمة بينما يتم نشر بطاريات التور ام-1 من اجل التصدي لهجمات صواريخ الكروز على الاهداف الاستراتيجية

لكن المنطق الاستراتيجي يقول انه يجب التخلي عن حماية بعض الاهداف من ضربات صواريخ الكروز في مقابل توفير الحماية لبطاريات سام-6 عبر اسقاط الصواريخ المضادة للرادار التي تستهدفها وتمكينها من اسقاط الطائرات الغربية المهاجمة ما سيؤدي الى ايقاف الهجمات الجوية على الاقل مؤقتا

OFP كتب:

 وهنا يكمن الدور الكبير للأهداف الوهمية والمغالطة لتوجه ضربات العدو الكثيفة نحوها وتخفيف الكثافة على الدفاعات الحقيقية
ولالا؟

صحيح نشر الاهداف الوهمية ومحاولة اخفاء الاهداف الحقيقية وتطبيق استراتيجية انتشار للحد من الخسائر ومضاعفة وتشتيت المجهود الجوي للعدو بالاضافة الى امتلاك عدد محترم من وسائل التشويش المتحركة التي تبطل عمل شبكة gps وبذلك تضيع الاحداثيات المضبوطة سلفا للاهداف الثابتة ويصبح الخداع عنها امرا ممكنا رغم كونها ثابتة وارغام العدو على استهدافها باسلحة ذات مديات اقل للدخول في مرمى وسائل الدفاع الجوي المتوفرة

al3amil047 كتب:

لكن المعلوم ان الطائرات و المقاتلات
المهاجمة لا تبدأ هجومها الشامل الا بعد تدمير صواريخ الكروز لكل الأهداف الدفاعية التي ستشكل خطرا على المقاتلات ثم هجوم تلك المقاتلات
وخير دليل على هذا ما حدث في لييبيا

شخصيا لا تقلقني صواريخ كروز مثلما تقلقني القنابل رخيصة الكلفة بعيدة المدى عالية الدقة مثل gbu-39
صواريخ كروز سلاح مكلف كما يوجد سقف اقصى لقدرة الاطلاق المتزامن له مما يعني ان اية دولة تملك منظومات متخصصة مثل التور او البانتسير او الكروتال او حتى الافنجر المدعوم برادار مراقبة تكتيكي يمكنها التصدي لصواريخ كروز بكل فعالية حيث انها لحد الان هدف غير مناور وغير مشوش

بينما عندما تواجهك طائرات اف-22 التي تحمل في الطلعة الواحدة 8 قنابل منها ولا يمكن رصد الطائرة قبل ان تطلق قنابلها التي مداها 110 كلم وحتى عند التشويش على شبكة gps يمكنها التوجه بالقصور الذاتي بدقة قدرها 8 امتار مما يعني ان اي مبنى او هدف طوله 16 مترا معرض للاصابة المحققة بهذه القنابل والتي يتراوح سعرها فقط بين 70 الفا و 90 الف دولار للقنبلة الواحدة واغلبية الصواريخ الاعتراضية سعرها اكبر من ذلك

لكن من وجهة نظر القوات الجوية المهاجمة لكي تهاجم هدفا عليك اولا ان تحدد موقعه بدقة والاهداف المتحركة حتى بوجود وسائل الاستطلاع يتطلب تحديد موقعها وقتا فمثلا لكي تحدد موقع بطارية سام تحركت عليك اولا ان تعثر عليها بالاقمار الصناعية او بطائرات استطلاع دون طيار او عبر عملاء على الارض مع تجهيزات مناسبة ثم الخطوة التالية هي تدقيق الموقع عن طريق جهاز يعمل بنظام وارسال الاحداثيات gps هذا اذا اردت استهدافها بقنبلة مداها 110 كلم او صاروخ كروز واذا كانت هناك اجهزة تشويش فلن تعمل اية اجهزة رصد ارضية مع العملاء ولن تتمكن من تحديد الاحداثيات اما المسح عبر الاقمار الصناعية فياخذ وقتا ويجب انتظار ان يصبح القمر فوق المنطقة المطلوب البحث فيها ويوجد الكثير من الاهداف للبحث عنها واما الطائرات بلا طيار فهي معرضة للاسقاط بسهولة

ولهذا باستثناء الاهداف الكبرى الثابتة المعرضة لتحديد الموقع في وقت السلم مثل المباني ومنشآت الرادار الثابتة والمطارات والثكنات والموانئ والجسور فبقية الاهداف يتطلب استهدافها اقتراب الطائرات المعادية ولهذا حاليا يتم تطوير ذخائر هجوم جوي ذات بواحث ذاتية نهائية لكي يتم اطلاقها نحو منطقة الهدف المحتمل ثم تتولى البحث بنفسها وايجاد الهدف والاطباق عليه وطبعا يمكن مواجهتها عبر التشويش والخداع والاخفاء

al3amil047 كتب:

ان حدثت اية حرب بين دولتين فان حلف الناتو لابد ان يكون أحد الأطراف

لذلك يتم تحييد "سقف اقصى لقدرة الاطلاق المتزامن"

بالنسبة للاستخدام الاخير الواسع لصواريخ الكروز تم اطلاق 110 صاروخا في ظرف ساعتين في ليبيا اي بمعدل صاروخ في الدقيقة تقريبا او ابطئ من ذلك قليلا

منظومة البانتسير يمكنها صد 10 اهداف في الدقيقة الواحدة

لا اعتقد ان وتيرة الاطلاق يمكن ان تتضاعف ل10 مرات في مواجهة اية دولة من العالم الثالث لان امريكا تحتاج دوما لابقاء قوة ردع متاهبة وغير متورطة في القتال

بقية اعضاء الناتو لا يملكون مجتمعين كثافة النيران التي تملكها البحرية الامريكية

اضافة لامكانية اعتراض صواريخ كروز بوسائل اخرى مثل الشيلكا والصواريخ المحمولة على الكتف والمدافع التقليدية م/ط

ولهذا انا لست قلقا من هذه الناحية بل من ناحية الاستخدام المكثف والمتكرر لقنابل gbu-39 من طائرات تكتيكية خفية عن الرادار وتحديدا f-22 حيث ان f-35 لا تحمل سوى قنبلتين داخل الهيكل واذا حملت خارجه فسوف تفقد خاصيتها الشبحية لان كل قنبلة من هذا النوع لديها مقطع راداري قيمته 0.1 متر² وتصبح وجبة دسمة للاس-300