التقرير الرسمى حول الوجود الإسرائيلى فى حوض النيل.. محطة للموساد بأديس أبابا.. وخبراء إسرائيليون فى قلب الحرس الجمهورى الرواندى.. والمساعدات والدورات التدريبية سلاح مصر للمواجهة
الجمعة، 21 مايو 2010 - 16:47
الخارجية لا تزال تحاول حسم ملف حوض النيل
كتب يوسف أيوب
فى الجزء الأول من التقرير الرسمى عن حجم التدخلات الإسرائيلية فى دول حوض النيل، ومقارنة بالتواجد المصرى، تحدث التقرير عن دول الكونغو الديمقراطية واريتريا وأوغندا، فى الجزء الثانى نعرض لما رصده التقرير فى أثيوبيا وبوروندى ورواندا.
فيما يتعلق بأثيوبيا كشف التقرير تركيز إسرائيل على الجانب العسكرى والمخابراتى فى هذه المنطقة، حيث ذكر إنشاء تل أبيب وحدة تابعة للموساد الاسرائيلى فى أديس أبابا تتعلق بأفريقيا.
وقال التقرير الذى حصل "اليوم السابع" على نسخة منه إن إسرائيل نجحت فى الحفاظ على علاقاتها مع أثيوبيا خلال فترات حكم الأنظمة المختلفة منذ خمسينات القرن الماضى وحتى الآن فى صورة جيدة، حيث أن أثيوبيا حليف مهم لإسرائيل بسبب موقعها، وكذلك باعتبارها دولة المقر للاتحاد الأفريقى، وأيضا كونها دولة غير عربية أو إسلامية مجاورة للمنطقة العربية، بالإضافة إلى الدور الذى تلعبه فى أمن البحر الأحمر والحرب على الإرهاب والتطرف الاسلامى فى منطقة القرن الأفريقى وفى الصومال بشكل خاص.
وبدأت العلاقات الرسمية بين إسرائيل وأثيوبيا عام 1955 بالعلاقات القنصلية، وتم افتتاح سفارات للدولتين فى أديس أبابا وتل أبيب عام 1961، ولكن قامت أثيوبيا بقطع علاقتها الرسمية مع إسرائيل فى أعقاب حرب أكتوبر 1973 أسوة بالدول الأفريقية التى اتخذت هذا الإجراء، ثم عادت العلاقات الرسمية بين البلدين فى عام 1989، حيث بدأت فى الازدهار بعد وصول النظام الحاكم الحالى فى أثيوبيا إلى السلطة، وتعتبر إسرائيل من أهم موردى السلاح لأثيوبيا والذى تقوم به فى مقابل أن يسمح النظام الأثيوبى بتهجير اليهود الفلاشا لإسرائيل، ويتردد وجود محطة للموساد فى أفريقيا بأثيوبيا والمنوط بها جمع المعلومات الاستخباراتية عن منطقة القرن الأفريقى، وتعتبر أثيوبيا من أكثر الدول التى تمتنع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة التى تتخذ ضد الممارسات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.
كما أعلن بدء برنامج لليهود الأثيوبيين اعتبارا من 22 يناير 2007 تحت عنوان "
التليفزيون الأثيوبى الإسرائيلى" بهدف مساعدة اليهود الأثيوبيين البالغ عددهم 120 ألف على الحفاظ على لغتهم وثقافتهم وهويتهم،
وتقوم إسرائيل بتقديم المساعدات والمنح العسكرية لأثيوبيا مقابل السماح ليهود الفلاشا بالهجرة لإسرائيل، وقد أستأنفت عمليات التهجير فى يناير 2010 .وأشار التقرير إلى أن عددا من المستثمرين الإسرائيلين حصلوا على تصاريح لممارستهم نشاطات زراعة الأزهار فى أثيوبيا، ويتطلع عد آخر من رجال الأعمال للاستثمار فى أثيوبيا، خاصة فى مجال زراعة السمسم التى تتميز به، كما تتزايد صادرات أثيوبيا لإسرائيل من الحبوب والتوابل،
ويبلغ إجمالى رأس المال الإسرائيلى المستثمر فى أثيوبيا حوالى بليون و57 مليون دولار أمريكى فى 281 مشروعا منهم 11 تحت التنفيذ،
فى مقابل 416 مليون دولار أمريكى حجم الاستثمارات المصرية فى أثيوبيا فى 92 مشروعا بينهم 3 تحت التنفيذ وتشير الإحصائيات إلى أنها بعد زيارة رئيس الوزراء أحمد نظيف الأخيرة وصلت إلى مليار دولار رأس مال مصرى مستثمر وفقا لإحصائيات وكالة الاستثمار الأثيوبية.
يوجد اتفاقيتان ساريتان بين أثيوبيا وإسرائيل فى مجال العلاقات التجارية والاقتصادية لحماية الاستثمارات، والثانية لتجنب الأزواج الضريبى، وتتركز معظم أنشطة الهيئة الإسرائيلية للتعاون الدولى "ماشاف" فى أثيوبيا فى قطاع الزراعة والرى، بالإضافة إلى تنظيمها لدورات تدريبية وورش عمل فى عدة مجالات مثل تمكين المرأة والقضاء على مرض الإيدز.
ويعد أبرز مشروعات إسرائيل الزراعية فى أثيوبيا فى الفترة الأخيرة هو مشروع رفع كفاءة نظام الرى، والذى تم تدشينه بموجب الاتفاق الذى تم التوقيع عليه فى يناير 2010 مع الهيئة الألمانية للتعاون الدولى ووزارة الزراعة الأثيوبية، وتقوم إسرائيل بين الحين والآخر بإيفاد فرق غنائية لتقديم عروضها فى أثيوبيا، كما تعرض بعض الأفلام السينمائية فى عروض محدودة، كذلك يوجد اتفاقية توأمة بين أديس أبابا ومدينة بيرشيا الإسرائيلية.
ولفت التقرير إلى الزيارة التى قام بها وزير الخارجية الإسرائيلى بزيارة أديس أبابا يومى 2 و3 سبتمبر 2009 وبحث مع الجانب الأثيوبى فرص الاستثمار فى مجالات الطاقة الكهربائية على أحواض الأنهار الأثيوبية، ومجال التنقيب عن النفط والمعادن وتعزيز التعاون الأمنى، وتبادل المعلومات بين الجانبين خاصة فيما يتعلق بأنشطة وتحركات الإسلاميين الصوماليين، كما زار أثيوبيا وفد إسرائيلى نهاية ديسمبر 2009 لتنويع وزيادة التعاون خاصة فى نقل التكنولوجيا، حيث يبلغ حجم الاستثمار الاسرائيلى فى أثيوبيا يقدر بحوالى 100 مليون دولار، كما وقعت أثيوبيا مع كل من ألمانيا وإسرائيل اتفاقية تعاون ثنائى فى 25 يناير 2010 لرفع كفاءة نظام الرى فى أثيوبيا وتسرى الاتفاقية حتى عام 2012 .
العلاقات المصرية الأثيوبية
أما عن العلاقات المصرية الأثيوبية من أقدم العلاقات مع أفريقيا، حيث أنشئت العلاقات بين البلدين عام 1927، وتتخذ العلاقات طابعا خاصا نظرا لاشتراك البلدين فى ملفات بالغة الحيوية أبرزها المياه وأمن القرن الأفريقى ومكافحة ظاهرة القرصنة، فعلى مستوى الزيارات قام رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف بزيارة أديس أبابا 3 مرات، منهم اثنتان لرئاسة وفد مصر فى القمة الأفريقية لعامى 2008 و2009 ، وقام بلقاء رئيس الوزراء الأثيوبى على هامش المشاركة، والثالثة فى الفترة من 29 إلى 230 ديسمبر 2009، وقامت وزيرة التعاون الدولى ووزير الزراعة بزيارة أثيوبيا فى الفترة من 12 إلى 14 يناير 2009 وكذلك الفترة من 19 إلى 21 أكتوبر 2009، وتم الاتفاق خلال الزيارة الأخيرة على تصدير البذور الزيتية واللحوم إلى مصر واستيراد المنتجات الزراعية البتركيماويات ومواد التشييد من أثيوبيا، والاتفاق على التعاون الثنائى فى مجال الكهرباء، وتم رفع الحظر المفروض على اللحوم الأثيوبية مع الاتفاق على الالتزام بالأنماط والتطبيقات الدولية الخاصة بالحجر الصحى، مع ترحيب الجانب الأثيوبى بمهمات بيطرية من مصر، بالإضافة إلى الاتفاق على تحديد نقطة اتصال بوزارتى الزراعة فى البلدين لتسهيل عمل المستثمرين وتبادل المعلومات حول الأراضى الزراعية الأثيوبية المخصصة للاستثمار، وكذلك الاتفاق على دراسة التعاون فى مجال الأمصال البيطرية، بالإضافة إلى استيراد الأسمدة وطلمبات المياه، كما حرص ممثلو شركات الأدوية المصرية على تقديم عدد من عروض التعاون المجانية والتى شملت تقديم 2 مليون قرص من أدوية الملاريا وإيفاد قافلتين طبيتين، وممارسين عاميين وجراحين وأطباء قلب وأطفال وفقا للاحتياجات الأثيوبية، وتم افتتاح مصنع السويدى للكابلات الكهربائية مع اعتزام الشركة إنشاء منطقة صناعية، وأيضا افتتاح الفرع الثانى للمواسير البلاستيكية لشركة جولدن تريد، مع اتخاذ خطوات لإنشاء مصنع ثالث ، وأخيرا تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون بين هيئتى الاستثمار المصرية والأثيوبية بما يفتح المجال لتبادل المعلومات بين رجال الأعمال وتسهيل عملية التعارف والاتصال فيما بينهم.
وأشار التقرير إلى أن هناك زيارات أثيوبية لمصر منها الزيارة التى قام بها رئيس الوزراء الأثيوبى ميليس زيناوى لمصر ورئاسة وفد بلاده المشارك فى قمة عدم الانحياز بشرم الشيخ فى 15 يوليو 2009 وزار رئيس البرلمان الأثيوبى مصر فى الفترة من 15 إلى 16 يونيو 2009 ، ووفد من وكالة المعلومات الأثيوبية فى 15 يوليو 2009 ، أما عن العلاقات الاقتصادية ، فتم عقد الجولة الثالثة من اللجنة المشتركة المصرية الأثيوبية فى الفترة من 26 إلى 30 مارس 2010 باديس أبابا برئاسة أحمد أبو الغيط وزير الخارجية ، وتم التوقيع على 8 مذكرات تفاهم .
وفيما يتعلق بأنشطة وبرامج صندوق التعاون الفنى مع أفريقيا والمساعدات الإنسانية المصرية لأثيوبيا فيبلغ عدد خبراء الصندوق حاليا 5 خبراء فى جامعتى أديس أبابا وجيما فى تخصصات الصيدلة والكيمياء الحيوية وهندسة الحاسبات، كما قدمت السفارة فى مجال المساعدات الإنسانية معونة غائية بحوالى 50 ألف دولار إلى هيئة الاستعداد والكوارث الأثيوبية فى يوليو 2009 عن طريق الصندوق المصرى.
ويرتبط البلدان باتفاق للتعاون المشترك فى نهر النيل موقع فى عام 1993، وتم إنشاء شركة مصرية أثيوبية مشتركة فى مجال تصنيع مستلزمات الرى بين وزارة الرى والموارد المائية الأثيوبية وشركة جولدن تريد المصرية العاملة فى مجال تكنولوجيا الرى بمشروع توشكى، ويتضمن عقد إنشاء الشركة قيام الشركة المصرية بتقديم تكنولوجيا حديثة لتصنيع مستلزمات الرى اللازمة للمشروعات الأثيوبية، ويبلغ إجمالى الاستثمار فى الشركة 10 ملايين دولار ومدة العقد 10 سنوات.
رواندا
تعتبر العلاقات الرواندية الإسرائيلية امتدادا لاهتمام تل أبيب بتعزيز العلاقات الثنائية مع دول القارة السمراء، فى حين تعتبر إسرائيل أحد شركاء الدعم والتنمية للنظام الرواندى، وتعتبر العلاقات بين البلدين جيدة ولكنها محدودة فى الوقت الراهن، ومرشحة للتنوع والزيادة فى المستقبل، رغم أنه لا يوجد تمثيل دبلوماسى لرواندا فى تل أبيب وأن التمثيل الدبلوماسى الإسرائيلى لدى رواندا غير مقيم، حيث إن السفير المعتمد لدى رواندا مقيم فى أديس أبابا، ويتردد من وقت لآخر على كيجالى حيث تتاح له مقابلة كبار المسئولين الروانديين فى كل مرة.
ويلاحظ أن هناك زيارات متبادلة بين مسئولى البلدين، ففى الفترة من 13 الى 15 مايو 2008 قام الرئيس الرواندى بأول زيارة لإسرائيل، حيث شارك فى احتفالات مرور 60 عاما على تأسيس إسرائيل ، كما قام رئيس مجلس الشيوخ الرواندى بزيارة تل أيبب خلال الفترة من 27 أبريل إلى 3 مايو 2008 لحضور اجتماعات غرفة التجارة الدولية المسيحية، وفى الفترة من 16 إلى 20 أغسطس 2009 قام وفد رسمى رفيع المستوى من تجمع دول شرق أفريقيا برئاسة وزيرة التجارة والصناعة الرواندية بزيارة تل أبيب لبحث سبل دفع التعاون الاقتصادى والتجارى بين إسرائيل ودول التجمع الخمس، كما قام السفير الإسرائيلى غير المقيم بزيارة كيجالى فى إطار زيارة رسمية فى الفترة من 10 إلى 12 مايو 2010 على رأس وفد مكون من مسئولين من منظمة ماشاف ومسئول من وزارة الخارجية، والتقى الوفد بوزيرة الخارجية الرواندية، بالإضافة إلى الوكيل الدائم لوزارة الزراعة الرواندية، حيث استهدفت الزيارة بحث سبل التعاون فى تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز التعاون الاسرائيلى الرواندى فى مجال الزراعة، وتركيز التواجد الإسرائيلى فى دول حوض النيل ذات المكانة والتأثير فى محيطها الإقليمى وشبه الإقليمى بالقارة .
وأطلقت منظمة غير حكومية تدعى "COMMITTEE JDC AMERICAN JEWISH JOINT DISTRIBUTION" فى يونيو 2009 قرية رواندية متكاملة بالمقاطعة الشرقية لرواندا باسم قرية السكينة والسلام، والتى تتسع لحوالى 500 طفل رواندا من الأيتام الناجين من أحداث الإبادة الجماعية، وذلك على نمط قرى إسرائيلية مخصصة للشباب الناجين من محرقة الهولوكوست.
ويلاحظ أن مؤسسات أمريكية رسمية ومدنية تدخل فى مشروعات إسرائيلية تنفذها فى دول أفريقية مما يعطيها مزيدا من الثقل الموضوعى والسياسى.
وتحاول إسرائيل دائما التركيز فى خطابها إلى النخبة الرواندية على التماثل القائم بين رواندا وإسرائيل، والذى يمتد ليشمل مقارنة حجم كل من الدولتين الصغير وسط جيرانهما الكبار، والتى تتمكن رغم حجمها بالتفوق على جيرانها عسكريا وحضاريا مرورا بمأساة الإبادة الجماعية التى عانى منها شعب الدولتين.
وتتراوح قيمة الصادرات الإسرائيلية السلعية إلى رواندا سنويا ما بين 1.6 الى 2 مليون دولار ، فى حين تبلغ الصادرات الرواندية حوالى 1.9 مليون دولار سنويا تتمثل فى الشاى وبعض مواد التعدين المستخدمة فى شرائح إلكترونية خاصة بالحاسبات" مادة التانتالايت"، وتقوم بعض شركات الخدمات الأمنية الإسرائيلية بتنفيذ عقود للتعاون فى مجال التدريب العسكرى، والتى توفد بموجبها عسكريين إسرائيليين سابقين لتقديم خدمات تدريبية لوحدات الجيش الرواندى، خاصة وحدات الحرس الجمهورى الرواندى والتى يتردد وجود عدد من الخبراء العسكريين الإسرائيليين بشكل دائم فى إحدى وحداتها المتمركزة حول مقر رئاسة الجمهورية، كما تقوم أحدى شركات الاستشارات الأمنية الإسرائيلية بالإشراف على نظم التأمين الخاصة بمطار كيجالى وقرية البضائع الرواندية، ويعمل عدد من الخبراء والشركات الإسرائيلية المتخصصة فى قطاعات رواندية مختلفة، ومنها قطاع الزراعة، حيث شهد عام 2007 إسناد عقد تصميم نظام الرى الرئيسى فى رواندا إلى شركة EBONY ENTERPRISES LTD الإسرائيلية.
مصر ورواندا
أما العلاقات المصرية الرواندية فتعتبر أكثر تنوعا وعمقا من نظيرتها الإسرائيلية، كما يربط مصر ورواندا العديد من الأطر الإقليمية والاقتصادية كالاتحاد الأفريقى وسوق الكوميسا المشتركة ومبادرة حوض النيل.
وشهدت الفترة الماضية زيارة قام بها الرئيس الرواندى بول كاجامى على رأس وفد رفيع المستوى ضم وزيرة الخارجية إلى القاهرة فى الفترة من 4 الى 7 نوفمير 2009 تلبية لدعوة من الرئيس مبارك ، وكانت هذه هى الزيارة الرئاسية الاولى التى يقوم بها الرئيس الرواندى لمصر منذ 15 عاما ، كما عقدت اللجنة المصرية الرواندية المشتركة بالقاهرة فى الفترة من 7 إلى 10 سبتمبر 2009 ، بعد 20 عاما من الجولة الأولى، وقد شهت التوقيع على 10 وثائق للتعاون فى مجالات مختلفة، بالإضافة إلى زيارات مختلفة قام بها مسئولو وزارة الخارجية مثل الأمين العام للصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا ونائب مساعد وزير الخارجية لشئون دول حوض النيل، بالإضافة إلى زيارة مدير عام بالجهاز المركزة للتعبئة العامة والإحصاء الذى شارك فى اجتماع الميثاق الأفريقى للإحصائيات الذى عقد بكيجالى فى الفترة من 22 إلى 24 مايو 2009 ، والدكتور أحمد طاهر الذى شارك ممثلا لوزير الزراعة فى الاجتماع رفيع المستوى لبرنامج التنمية الزراعية الشاملة فى أفريقيا.
وعلى الجانب الرواندى شارك أيضا مسئولون روانديون فى عدد من الفاعليات التى عقدت بالقاهرة، بالإضافة إلى الزيارة التى قام بها سكرتير عام جهاز خدمة الأمن الوطنى الرواندى على رأس وفد مكون من 6 أفراد فى الفترة من 2 إلى 4 نوفمبر 2009 تلبية لدعوة من الوزير مدير المخابرات العامة المصرية.
أما عن العلاقات التجارية بين القاهرة وكيجالى فإن حجم الصادرات المصرية لرواندا وصل إلى 14 مليون دولار خلال العام 2009، وتقوم مصر بالعديد من المساعدات الفنية فى دعم التنمية الرواندية، وذلك من خلال عقد الدورات التدريبية المتخصصة للكوادر الرواندية فى مجالات مختلفة، بالإضافة إلى إيفاد خبراء مصريين للعمل فى رواندا، وكذلك توجد علاقات ثقافية وعلمية جيدة بين البلدين تتمثل فى المنح الدراسية الجامعية، ومنح الدراسات العليا والمنح الدراسية الأزهرية وكذلك مشاركة مصر فى المهرجانات الثقافية الرواندية والدعم الفنى المصرى لجمعية مسلمى رواندا.
بوروندى
لا يوجد تواجد إسرائيلى علنى فى بوروندى، حيث توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، إلا أنه لا يوجد تبادل للسفارات والسفراء المقيمين، لأن سفير إسرائيل المقيم فى أديس أبابا يقوم بتمثيل بلاده لدى بوروندى كسفير معتمد غير مقيم.
وتتبع إسرائيل سياسة التكتم والغموض فى علاقتها مع بوروندى والتى يصعب معها معرفة حجم الدعم المقدم لبوروندى، فلا توجد مصلحة مباشرة لإسرائيل فى بوروندى، لأن اهتمامات إسرائيل بالمنطقة الواقعة فيها بوروندى هى أمنية بالدرجة الأولى والتى يفضل ألا تكون معلنة، وتقوم إسرائيل بمساعدة بوروندى فى مجال التنصت وجمع المعلومات الاستخباراتية.
نادرا ما يتم تبادل الزيارات الرسمية على مستوى عال بين البلدين، حيث قامت وزيرة الخارجية الرواندية السابقة خلال الفترة من 27 أبريل إلى 2 مايو بآخر زيارة علنية لمسئول بوروندى رفيع المستوى إلى إسرائيل لحضور مؤتمر الغرفة التجارية المسيحية، كما كانت آخر زيارة للسفير الإسرائيلى لبوروندى فى 23 مارس 2010 هى آخر زيارة رسمية وعلنية من الجانب الإسرائيلى.
وتقدم إسرائيل دورات تدريبية فى مجال الزراعة لبوروندى، وطالب مجموعة من رجال الأعمال البورونديين الجانب الإسرائيلى بإقامة مشروعات مشتركة فى بوروندى، وقاموا بإرسال دراسات مفصلة عن مقترحات للمشروعات المطلوب تنفيذها.
وقام الرئيس البوروندى خلال زيارته لناميبيا فى الفترة من 27 إلى 29 أبريل 2010 بزيارة المعهد الزراعى الممول من إسرائيل، وذلك لاستعراض إمكانية تكرار التجربة فى بلاده، حيث يقدم المعهد منح دراسية للناميبيين بإسرائيل، كما يقوم بالتدريس به عدد من الأساتذة الإسرائيليين.
أما عن العلاقات المصرية البوروندية فإن رئيس جمهورية بوروندى قام بزيارة مصر على رأس وفد رفيع المستوى خلال الفترة من 15 إلى 17 مارس 2009 ، وعقد قمة ثنائية مع الرئيس مبارك ، وقام مسئولين مصريين بزيارة بوروندى منهم الأمين العام للصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا التى زارت بوروندى فى 22 مارس 2009 لافتتاح المركز الطبى المصرى ، وقام وفد من مركز التدريب التابع لشركة مصر للطيران بزيارة لبوجبورا خلال مايو 2009 لبحث سبل التعاون المشترك مع شركة الطيران الوطنية البوروندية، كما زار وفد من مجلس الدفاع الوطنى المصرى بوروندى خلال الفترة من 22 إلى 28 يوليو 2009 ، وزار الوفد التفاوضى المصرى المعنى بالمفاوضات الخاصة بالاتفاق الإطارى لمبادرة حوض النيل خلال الفترة من 30 إلى 31 أكتوبر 2009 بزيارة بوروندى والتقى بوزيرة المياه والبيئة وعقد جولة مفاوضات معهم، وقام بعض ممثلى الشركات بزيارة بوروندى خلال عام 2009 ومنهم مندوب شركة "TELSOL" لكابلات الألياف الضوئية، مندوب شركة فيليبس مصر وبعض ممثلى مجموعة العاشر للتصدير والتجارة الخارجية للتعرف على السوق البوروندية، ووفد مصرى مشكل من ممثلى وزارات الكهرباء والطاقة والسياحة والرى والموراد المائية والزراعة بزيارة بوروندى فى الفترة من 14 إلى 16 يناير 2010
وزار القاهرة العديد من المسئولين البورونديين منهم وزير الخارجية والتعاون الدولى الذى زار القاهرة 3 مرات فى عام 2009 ، منها الزيارة التى ترأس فيها الوفد البوروندى فى اجتماعات اللجنة المشتركة مع مصر يومى 14 و15 مارس 2009 ، بالإضافة إلى زيارات وزير الموارد المائية والبيئة ووزير الزراعة ووزير الإعلام فى مناسبات مختلفة، ووزير الدفاع الذى زار القاهرة يومى 15 و16 فبراير 2010، ووزير الأمن العام فى الفترة من 25 إلى 29 مارس 2010 ووفد الاستخبارات البوروندية برئاسة رئيس الجهاز إلى القاهرة فى الفترة من 5 الى 9 يونيو 2009، والنائب الأول والنائب الثانى لرئيس الجمهورية.