السلام عليكم اخواني واخواتي..
إاليكم بعض المعلومات عن المقصلة (آلة الاعدام التي كانت تستخدم قديما وخاصة ايام الثورة الفرنسية)
كانوا يقصون شعر المحكوم بالاعدام من جهة العنق ويحلقونه تماما لئلا يعوق عمل المقصلة. فمبدأ عمل الآلة الرهيبة ينصب على اقتطاع الرأس عن الجسد بضربة واحدة لتفادي تعذيب المحكوم عبر تهاوي شفرتها الثقيلة على الرأس الخارج من الثقب الدائري. لذا لا يقال فلاناً أعدم (قصلاً) حتى الموت بما أن الموت فوري وآني.
العامل التونسي حميد جندوبي كان آخر من قطعت رأسه مقصلة فرنسية في 10/9/1977 وهو في سن (28) سنة، لقتله صديقته الفرنسية بنت ال (21) عاماً انتقاماً من وشايتها به. لكن أول مرة استخدمت فيها تعود ل 25/ 4/1792 حيث دشنت في رأس اللص الشهير نيكولا جاك بيلتييه. ففي العام 1789 كان الدكتور جوزيف غيوتان استنبط الآلة، والتي سميت باسمه، وعرضها على الجمعية التأسيسية في فترة كانت خلالها ( الهواية) الوطنية تنصب خلالها على قطع الرؤوس من اقطاب النظام الملكي السابق ونبلائه أو من يشتبه بهم أو يوشى بهم ظلماً.
واستعان الطبيب جوزيف بخبرة زميل جراح اسمه انطوان لوي، وشرح الاثنان أمام النواب مزايا اختراعهما مؤكدين أنها أسرع واضمن وسيلة إعدام وأقلها بربرية، على أساس تجنيبها المحكوم الألم، فاستعين بها فعلا وتدحرجت رؤوس كثيرة بين رأسي بيلتييه (أول العنقود) وجندوبي (آخره).
فرة المقصلة
مرزاق بقطاش المساء : 09 - 03 - 2011
تاريخ المقصلة في حاجة إلى توثيق عندنا، وكل ما يتعلق بهذه الأداة الجهنمية الرهيبة ينبغي أن يعرف معرفة تامة، لا لأن الاستعمار الفرنسي استخدمها فحسب، بل لأنها جزء من تاريخ الجهاد في الجزائر.
يقولون اليوم في الديار الشمالية إن الوجود الفرنسي في بلادنا كان نعمة من النعم الحضارية. وينسون أو هم يتغافلون عن حقيقة الحقائق وهي أن الموت العنيف ما كان في يوم من الأيام ولا في أي صقع من أصقاع الأرض شيئا يعتد به الإنسان في حياته اليومية وفي تاريخه كله.
في يوم 16 فبراير من عام 1843 انهالت شفرة المقصلة على قفا أول جزائري في ساحة باب الوادي، أي عند المخرج الغربي لمدينة الجزائر العاصمة التي كانت يومها مقصورة على حي القصبة وبعض البنايات في الجهة العلوية منها. وقعت التهمة على إنسان يقال له عبد الكريم، وقيل عنه يومها إنه ارتكب كذا وكذا من الجنح ونسي منفذو الحكم البشع أنهم وراء تلك الجنح، إذ أنهم دفعوا بالذي ألصقت به إلى أن يفتك قوت يومه وقوت عائلته.
وتوالى وقع المقصلة على الرقاب منذ ذلك الحين إلى أواخر الثورة الجزائرية وفي أثناء ذلك كله برز اختصاصيون في قصف رؤوس البشر، بل وفاخروا وتباهوا بصنيعهم ذاك حتى إن حرفتهم تلك توارثها أبناؤهم وأحفادهم وصاروا أعلاما عليها.
العربي بن مهيدي على سبيل المثال، لم تفتك به المقصلة في عام 1957 بل شنقوه شنقا. ولو أنهم لجأوا إلى المقصلة لتعين عليهم أن يظهروا رأسه المفصول عن جسده، ولانكشف أمرهم. لذلك قالوا إنه شنق نفسه بنفسه، وألقوا بتهمة القتل على هذا أو ذاك بعد ذلك.
ما زلت أذكر ابن حينا علي العبدي ذلك الذي فصلت المقصلة رأسه عن جسده في جويلية من عام .1957 وما زلنا في حينا نردد بطولاته بين الحين والآخر. كيف حكم عليه بالإعدام مع ثلاثة من رفاقه، وكيف نجا رفاقه من الموت بينما سار هو إلى المقصلة ذات فجر ساخن، وكيف ردد أهل القصبة قولة الله أكبر على جري عادتهم كلما عرفوا أن بطلا من الأبطال في طريقه إلى المقصلة. الله أكبر كان سلاحهم وسلاح السجناء وغيرهم من الذين ينتظرون تنفيذ الحكم بالإعدام. وكان من طبيعة السجناء أن يرفعوا أصواتهم بالتكبير في قلب الليل إذا ما أحسوا بأن الجلاد دخل هذه الزنزانة أو تلك لإخراج هذا أو ذاك.
وما زلت أتحسس رقبتي كلما قرأت شيئا عن المقصلة وعن أكاذيبهم الحضارية التي ما عادت تخدع أحدا في ديارنا هذه ولا في الأصقاع الأخرى التي ابتليت بالبلية الاستعمارية الفرنسية.