تعتبر حرب تموز 2006 التي شنتها اسرائيل على لبنان افضل مثال عن نظرية القتال الجديدة التي الغت نظريات عسكرية واوجدت اخرى فمثلا كانت احدى تلك النظريات تقول ان المقاومة يمكن ان تحرر ارضا لكنها لا يمكن ان تمنع احتلالا فمالسر يا ترى وراء نجاح منظمة شبه عسكرية تتالف من بضعة الاف شخص في الوقوف امام عشرات الالاف من القوات النظامية المدربة تدريبا عاليا بما في ذلك المظليون وفرق مدرعة كاملة تحت ظروف التفوق الجوي الاسرائيلي التام والتفوق في قوة النيران ودقتها ووسائل الاستطلاع الجوي والكوني المتطورة ؟
تعريف تكتيك القتال الهجين
هو تكتيك مختلط يتشكل من مزيج من تكتيكات حرب العصابات مع ادماج منظومات تسلح ثقيلة وتكتيكات ووسائل مستعملة من طرف الجيوش النظامية بحيث يعالج هذا الاسلوب مسالة التفوق الجوي والعددي والناري المعادي وتحييده بشكل ملموس.
الموارد البشرية
بخلاف الحرب التقليدية فان هذا الاسلوب يتطلب عددا اقل من القوات فالمهمة الدفاعية التي تتطلب 100 الف مقاتل في الحروب التقليدية يمكن انجازها ب 10 الاف مقاتل فقط باستخدام التكتيك الهجين .
التسليح
يراعى تجهيز وتسليح الافراد بشكل جيد بالاسلحة الفردية والمعدات اللازمة كالخوذة والصدرية والمنظار الحربي ووسائل الاتصال وتناسب تسليح المقاتلين مع طبيعة المهام وجغرافيا الارض كما تدخل الاسلحة الثقيلة كالدبابة الهجومية والراجمات الصاروخية ارض-ارض ومدافع الهاون ذات العيار الثقيل مع مراعاة التركيز على الاسلحة المضادة للدروع سواء القاذفات الفردية او الصواريخ الموجهة .
الاتصالات
تلعب الاتصالات دورا مهما وذلك بتبليغ الوقف الميداني وتلقي الاوامر واختراق ترددات العدو وتنفيذ حرب نفسية على جنوده المتوغلين .
استراتيجية القتال
نظرا للتفوق الجوي والناري والعددي الساحق للعدو فان الدخول في معارك طاحنة بتشكيلات كبرى امر مرفوض تماما حيث ان ذلك هو ما يتمناه العدو .
-لامركزية القيادة وتقسيم منطقة الدفاع الى قطاعات يمتلك كل منها مقومات الصمود وادارة المعركة لفترة طويلة دون الحاجة الى امدادات من خارج النطاق المحدد له .
-التركيز على الاسلحة الخفيفة والفردية في التصدي للدروع
-اعتماد اسلوب الجزر الدفاعية بحيث لا يؤثر اختراق احد المحاور على بقيتها فكل نطاق مؤهل للدفاع الدائري
-نشر وتمويه الاسلحة الثقيلة وعدم تركيزها او الاعتماد عليها في التصدي لتشكيلات مدرعة معادية بل استخدامها في الدعم وضرب خطوط مواصلات العدو ومراكزه الخلفية .
-استخدام الالغام المضادة للاليات والعبوات الناسفة بانواعها بكثافة مع تعدد طرق تفجيرها
-الاعتماد على القتال الملتحم بحيث يشل فعالية الدعم المدفعي والجوي المعادي
-امتلاك حد ادنى من الوسائل المضادة للطائرات لاسقاط وسائل الاستطلاع والتصدي للمروحيات ومنع المقاتلات من التحليق المنخفض لزيادة فاعلية التمويه وجعل قصف العدو عشوائيا وغير مؤثر .
-عدم الركون الى السلبية المطلقة وشن الهجمات المضادة على المناطق التي يستولي عليها العدو بعد التمهيد من الهاون والراجمات الصاروخية
-اعتماد الحفر البرميلية والقتال الفردي
-التجهيز الهندسي للميدان من ملاجئ مموهة للافراد والاليات وخنادق مضادة للدبابات ونشر الالغام وتفخيخ المباني واغراق الاراضي بالمياه وبث الموانع المضادة للاليات والافراد ونسف الجسور...
-استخدام الاهداف الوهمية لاستنزاف ذخيرة العدو في قصفها بعيدا عن التجمعات السكانية المدنية
متطلبات نجاح هذا النوع من القتال
ان اهم عنصر في نجاح هذا الاسلوب هو الجغرافيا حيث ان المناطق الصحراوية والمفتوحة التي تقل بها التضاريس والغطاء النباتي تجعل التمويه غير فعال مما يعرض قواتنا لضربات جوية عنيفة في ظل عدم وجود حماية جوية فعالة كما ان سلاح المدرعات له اليد الطولى في المناطق المكشوفة مما يجعل الاسلحة الفردية المضادة للدبابات غير فعالة بسبب مسافة الاشتباك الكبيرة وانظمة التصويب المتطورة للدبابات الحديثة اذن فنجاح هذا الاسلوب في القتال لا يتم الا في مناطق بها غطاء نباتي كثيف او مناطق عمرانية مكتظة مثل ماهو الحال في قطاع غزة كما ان التضاريس تمثل موانع طبيعية مضادة للدبابات .