: اتهم اللواء الدكتور جمال مظلوم أستاذ الدراسات الاستراتيجية اسرائيل بلعب دور في أزمة القرصنة البحرية الراهنة التي تدور رحاها أمام السواحل الصومالية، مستدلاً على ذلك بعدم تعرض السفن الاسرائيلية ذاتها للقرصنة وأن أسطول زيم الإسرائيلي يجوب المنطقة دون عراقيل فيما يدل بالاجمال على أن اسرائيل تتحين الفرصة لتفعيل مشروعها لتدول البحر الأحمر.
جاء ذلك في ورشة عمل نظمها المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية حول 'أمن البحر الأحمر من الإرهاب البحري، إلى القرصنة البحرية' شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين.
ولفت الدكتور المظلوم الى أن تغيب أريتريا عن الاجتماع الذي عقدته الدول العربية المطلة على البحر الأحمر في القاهرة في 20 تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي يرجع أسبابه الى ارتباطها بإسرائيل, مشيراً الى أن إسرائيل لها تواجد ودور في أريتريا وأثيوبيا وكذلك الصومال واقليم بنط منه تحديداً. ونوه الى الأهداف الإسرائيلية في المنطقة وعلاقتها بالخطط الأمريكية لعسكرة المياه الدولية في البحر الأحمر حيث تسعى إسرائيل لبعث الحياة في مشروع قناة البحرين التي تصل إلى البحر الأحمر والبحر الميت كخطوة أولى نحو إنشاء الجزء الثاني من القناة التي من المقرر أن يتم توجيه سيرها غربا نحو البحر المتوسط وبالتحديد باتجاه حيفا.
وقدر أن المشروع سوف يتسبب في إفقاد قناة السويس أهميتها وتوجيه ضربة لمصر، مشيراً الى دراسة أعدها بنحاس مئير الباحث في الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب ذكر فيها ان إسرائيل لا يمكنها تحت أي ظرف من الظروف السماح بأن يتحول البحر الأحمر الى بحيرة عربية وأنها لابد من أن تتخذ كل الإجراءات الكفيلة بمواجهة أي تدهور قد يعيق الملاحة الإسرائيلية في هذا البحر.
من جهتها، قالت عفاف محمداني مستشار مندوبية السودان لدى جامعة الدول العربية إن السودان ينظر للبحر الأحمر بمعناه الواسع فيما يتعلق بالأمن القومي العربي، والمشكلة انه سيكون لأمريكا موضع قدم في أفريقيا بسبب الوضع في السودان والصومال، وأنه تجري الآن صفقات كبرى بين أمريكا وفرنسا لتأمين مصالحهما في البحر الأحمر.
أما الدكتور منيف البدراني المستشار السياسي لسفارة السعودية بالقاهرة فقال ان اعمال القرصنة فجرت قضية الأمن في البحر الأحمر بمستوياته المختلفة سواء الأمن القومي للدول الثماني المطلة عليه او الأمن القومي العربي أو الأمن العالمي بوجه عام وعالميا يعد البحر الأحمر من الناحية الجيوإستراتيجية أهم ممر ملاحي لنقل البترول العربي إلى دول العالم كافة، كما أن مرور السلع الصناعية من هذه الدول لقارة آسيا وأفريقيا يكسبه أهمية خاصة.
كما تحدث اللواء سراج الدين الروبي الخبير الأمني الدولي ونائب رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية 'انتربول' فرنسا سابقا عن التطور الذي شهدته عمليات القرصنة مؤخراً من حيث أنها لم تعد قاصرة على أفراد أو مجموعات بل أصبحت لها شبهة تنظيمية لتحقيق أهداف سياسية حيث يستخدم القراصنة زوارق من الفيبر جلاس أو أنواع خشبية بحيث لا تلتقطها الرادار ويقودون السفن العملاقة ويستخدمون معدات وأسلحة وأجهزة رصد وتصنت متقدمة جدا ويجيدون اللغة الانجليزية والفرنسية والألمانية والروسية وغيرها إذا فهذه امكانيات دول وليست امكانيات أفراد أو جماعات. وقال الروبي إن الخطورة من تنامي ظاهرة القرصنة تكمن في أن انخفاض أعداد السفن المارة بقناة السويس سيؤدي الى انخفاض عائد القناة مما سيؤثر على الاستثمار المصري.