الشيخ كمال خطيب - نائب رئيس الحركة الاسلامية
لكي لا نظل ننظر الى الواقع والى المستقبل بمنظار السياسة ، ولكي نتحرر مما يكاد يسيطر على الكثيرين من الناس من ان هذا الواقع وحتى المستقبل انما هو رهين بأرادة بعض القادة والزعماء لا بل ذهب البعض الى حد حصر الارادة بارادة الامبراطور جورج بوش الثاني ووزيره شارون ، لا بل قل انه شارون وخادمه بوش ،
ولكي نساهم في احياء الذاكرة والتحرر من ذلك الشعور القاتل ، فلا بد من صرخة مدوية تقول « يا ناس ان الله سبحانه مالك الملك لم ينم فانه سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم ، وانه لم يذهب في اجازة ، فانه الله الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ، وانه الذي لم يجعل له بديلا ولا شريكا في ادارة هذا الكون { لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا } ، وعليه فإن هذا الكون كله يسير بارادة الله سبحانه ومشيئته ، وان هذا الذي نراه من ظلم ومن فساد ومن موازين منقلبة ومواقف ومشاهد غير عادية انما هي دلالات ورموز يجب ان نحسن قراءتها لتكون لنا معالم على طريق الخلاص مما نحن فيه» .
نعم اننا نشهد صورا وسلوكيات وممارسات غير عادية مما تستدعي الوقوف عندها ،ثم التصديق واليقين بأننا على ابواب مرحلة غير عادية وحاسمة من مراحل هذا الكون ، لأنه لا يمكن للخالق العظيم سبحانه الا وان يعيد الامور الى نصابها ومسارها الصحيح ، حيث له ارادة ومشيئة وحكمة حتى فيما هو حاصل من الانحراف والانقلاب في كل شيء ، وعليه ، فلقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأحاديثه الـشريفة عن ملامح وعلامات لفترة زمنية ستأتي ( وأظنها قد أتت) التي هي مقدمــــات بارزة جدا للساعة ويوم القيامة .
وانه في فهمنا العقائدي نحن المسلمين فإن كل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اخبر بوقوعه فان الايمان به واجب على كل مسلم لتحقيق الشهادة انه رسول الله ، قال سبحانه { وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى } ، قال الامام ابو محمد المقدسي في كتابه «لمعة الاعتقاد»: ( ويجب الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح به النقل عنه فيما شهدناه او غاب عنا ، نعلم انه حق وصدق وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه ولم نطلع على حقيقة معناه مثل حديث الاسراء والمعراج وفي ذلك اشراط الساعة مثل : خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم عليهما السلام فيقتله ، وخروج يأجوج ومأجوج وخروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها واشباه ذلك مما صح به النقل ) وقال صلى الله عليه وسلم ( ان الله عز وجل قد وضع لي الدنيا فأنا انظر اليها والى ما هو كائن فيها الى يوم القيامة كأنما انظر الى كفتي هذه ) .
وعليه فإن كل شيء اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه سيكون بعده فوقع الامر فيه طبق ما اخبر به صلى الله عليه وسلم فهو من معجزاته واعلام نبوته وظهور المعجزات بعد زمان النبوة ولا سيما في هذه الازمان البعيدة من زمنه صلى الله عليه وسلم مما يزيد المؤمنين ايمانا به وتصديقا بما اخبر به صلى الله عليه وسلم من الغيوب الماضية والغيوب الآتية مما لم يقع بعد .
وعليه فأنه لا أقل من ان نصف زماننا الذي نحن فيه ونسميه بأنه زمن الفتن التي تجعل الحليم حيرانا والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم ( تكون فتن تعوج فيها عقول الرجال حتى ما تكاد ترى رجلا عاقلا) والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم ( ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل ، المتمســــك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر ) .
وانها جملة من احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم التي ومن خلال قراءتها وفهم معانيها ، فاننا ندرك انها تتحدث عن زماننا الذي نحن فيه والتي كانت يوم قيلت غيبا لا يعلمه الا الله سبحانه .
ارتفاع أسافل الناس على خيارهم
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ( من اقتراب الساعة : ان ترفع الاشرار وتوضع الاخيار ) وقال صلى الله عليه وسلم ( ان بين يدي الساعة سنين خداعة فيها يكذب الصادق ويصدق الكاذب ويخون الأمين ويؤتمن الخائن ويتكلم في الناس الرويبضة ، قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ) ، بربكم وهل هناك سنين اخدع من التي نحن فيها لما اصبح الخونة هم المؤتمنون على مصالح الأمة بينما يخون الأمينون بل يوصفون بالمتطرفين والارهابيين والمتشددين والظلاميين وما الى ذلك من الفاظ وتعريفات ؟! وهل اخدع من سنواتنا هذه حيث اصبح الرويبضات مثل جلالته وفخامته وسيادته ومعاليه وسموه هم أولو الأمر وهم الذين يتحدثون باسم الأمة؟!
وقال صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها ) وانظروا الى القمة العربية الاخيرة ليقول كل واحد منكم :صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال كذلك ( لا تذهب الدنيا حتى تصير لكع بن لكع ) وقال ( لا تنقضي الدنيا حتى تكون عند لكع بن لكع) اي حتى يصير المال والنفوذ والامكانيات والسيادة هي عند اولئك الأراذل من الناس ، واللكع هو اللئيم ، وهو العبد الذليل ، وهو الاحمق، وقيل هو الوسخ والهامل .
بربكم اليس امر الناس قد اصبح بأيدي هؤلاء اللئام بني اللئام والحمقى والهمل وهم عنوان الأمة ووجاهتها ؟! وهل سمعتم اتفه واحمق ولكع بن لكع اكثر من العقيد القذافي وامثاله وخطابه الاخير في قمة الجزائر .
رفع الحياء وطغيان النساء وفسق الشباب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كيف بكم ايها الناس اذا طغى نساؤكم وفسق فتيانكم ؟! قالوا يا رسول الله ! ان هذ لكائن ؟ قال : نعم واشد منه ، كيف بكم اذا تركتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟! قالوا يا رسول الله : ان هذا لكائن ؟ قال نعم واشد منه ، كيف بكم اذا رأيتم المنكر معروفا والمعروف منكرا ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( يأتي على الناس زمان : لا يتبع فيه العالم ولا يستحيى فيه من الحليم ، ولا يوقر فيه الكبير ، ولا يرحم فيه الصغير ، يقتل بعضهم بعضا على الدنيا ، قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب ، لا يعرفون معروفا ، ولا ينكرون منكرا ، يمشي الصالح فيهم مستخفيا ، اولئك شرار خلق الله ولا ينظر الله اليهم يوم القيامة ) .
نعم ان كل عاقل يدرك ان ما آل اليه حالنا بما فيه من المظاهر السلبية وعدم قدرة ورغبة الكثيرين من السعي لتصحيحها حتى كأنها قدر مقدور وواقع لا يمكن تصحيحه ، بل حتى اصبح البعض يخشى ان يقال عنه انه شاذ اذا حاول تصحيح ذلك الخطأ ومثله فسق الشباب وفساد اخلاقهم وطغيان النساء اي تجاوزهن للمنطق المعقول والمقبول عرفا وشرعا في كثير من القضايا وعدم احترام الكبار وعدم الرحمة على الصغار وكثرة القتل على اشياء ولأسباب تافهة نسأل الله العافية .
الذين يبدلون التحيــة والســلام بالتــــلاعن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال الأمة على الشريعة ما لم تظهر فيهم ثلاث : ما لم يقبض منهم العلم ويكثر فيهم ولد الحنث ويظهر فيهم الصقارون ، قالوا وما الصقارون يا رسول الله، قال : نشء يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم اذا تلاقوا التلاعن ) نعم اننا نرى كثرة اولاد الزنا واللقطاء في المجتمعات البرية حتى انهم في الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية تصل نسبتهم الى ما يزيد عن 30% من نسبة المواليد ، واما الصقارون فهم الذين يضربون الناس بالسنتهم مثل الصقر في الحدة والاذى ، نعم اننا نراهم ونسمعهم اولئك الشباب الذين اذا تلاقوا سب الواحد منهم الآخر وشتمه ولعنه ( ايش يا ... ايش يا ابن ... وغير ذلك من الالفاظ القبيحة ) .
تشبُّبُ الشيوخ
والمقصود كبار السن من الذين شاب شعرهم وانضوى شبابهم ولكنهم يحاولون ان يظلوا في حياة الصبوة والشباب في سلوكياتهم وفي مظهرهم حتى انه ليكثر فيهم من يصبغون شعورهم بالسواد ، قال صلى الله عليه وسلم:« يكون في آخر الزمان قوم يسودون اشعارهم ، لا ينظر الله اليهم». نعم ان الشيب وقار وليس عيب ولا عار حتى يتم صبغه وتغييره.
تشبه الرجال بالنساء
والنساء بالرجال وتقديم النساء في المخاطبة
عن حذيفة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:« من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة... فذكر الخصال ومنها: وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال...» ولقد ظهر مصداق هذا في زماننا بما نراه من كثير من المشاهد لا تكاد نفرق فيها بين الرجل والمرأة في قصة الشعر ، ولبس الثياب ،ووضع القرط في الآذان وقيام الشباب بنمص الحواجب مثل النساء وصبغ الشعر بالاحمر والاصفر وحلقه بأشكال تثير الاشمئزاز ، وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال:« ان من اشراط الساعة... ، فذكر الحديث وفيه: وتكون المخاطبة للنساء» ولقد ظهر مصداق هذا في زماننا لا سيما عند السياسيين والاذاعيين الذين غالبهم يقدمون مخاطبة النساء على الرجال بقولهم سيداتي سادتي ، الاخوات والاخوة ، وهذا مثل ما اعتاد عليه الغربيون بقولهم (Ladeys and gentiLman) وهذا بخلاف ما اعتاد العرب منذ القدم وليس في هذا كما قد يظن البعض احتقار للمرأة او تكريم للرجال بقدر ما انه ظلّ عُرفا مرعيا منذ دهور طويلة ، وما تغييره الا زعما من هؤلاء بمساواة المرأة بالرجل.
كثرة العري وكشف العورات خاصة عند النساء
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم:« صنفان من اهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا».
وقال عليه الصلاة والسلام:« سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه رحال ينزلون على ابواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت ، إلعنوهن فانهن ملعونات»، نعم اننا نراها اليوم في اجلى صورة مظاهر العري الفاضح وكشف اللحم الحرام ،انها لم تعد فقط كشفا للرأس او السيقان بل انه الذي تعدى ذلك لكشف الصدر وكشف البطن ،وان من هؤلاء من ازواجهن او آباؤهن يأتون الى المساجد للصلاة يركبون السيارات (على سروج كأشباه الرحال) ويرضون المنكر في بيوتهم.
لا بل لقد ذهب العري كل مذهب الى درجة أن هناك شواطئ للعراة في كثير من دول العالم، وحتى في تونس وشواطئ بعض الدول العربية والاسلامية وغير الاسلامية، حتى أن الصحف في الأسبوع الماضي صورت قسيسا استراليا ضمن نادي العراة هناك، والذي سيصلي صلاة الأحد في جمع من هؤلاء العراة على أحد شواطئ استراليا، وها هي اسبانيا تستعد لحفل شعبي سنوي يتمثل بإطلاق عدد من الثيران في شوارع إحدى المدن، حيث يجري الناس خلفهم، وسيكون قسم من هذه الاحتفالات لمن يجرون خلف الثيران عراة كيوم ولدتهم أمهاتهم.
تقديم الزوجة والصديق على الأم والأب
اننا نراها مظاهر كثيرة غاب فيها احترام الوالدين وبرهما، بل إنه عقوق الوالدين في أقسى صوره وإهانتهما وضربهما، بل وحتى رفع الدعوى عليهما في المحاكم، يقف الأب في مواجهة ابنه الذي اشتكاه للقضاء، وفي مقابل هذا نرى ذلك الإبن المطيع لزوجته والمحسن لأصدقائه، قال صلى الله عليه وسلم:«اذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء، فذكر الخصال ومنها «وأطاع الرجل زوجته وعقّ أمه، وبرّ صديقه وجفا أباه، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء أو خسفا أو مسخا».
ومقابل هذا العقوق وهذه القسوة من الأبناء فإننا نرى عزوف الآباء عن الإنجاب وإتخاذ الكلب أو القط في البيت، قال صلى الله عليه وسلم عن ذلك الزمان: «ويربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولدا له»، نعم، لقد حصل هذا ورأيناه ونراه يا رسول الله حتى أن من أهل الغرب من يوصي بتركته وورثته من بعده لكلبه أو قطه وليس لإبنه إن كان له ولد.
ظهور الزنا والفواحش واللواط والسحاق
انه الزنا الذي حرّمه الله في التوراة والإنجيل والقرآن، لأنه من أبشع الخبائث وأنكر المنكرات، ولما أن يكون الزمان الذي يصبح فيه الزنا ليس منكرا، فإنه الزمان المنكوس، وإنها الموازين المقلوبة.
عن أبي تميمة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يتخذوا الأمانة مغنما، والزكاة مغرما، والخلافة مُلكا، والزيارة فاحشة، ويؤخروا المغرب الى اشتباك النجوم، قيل وما الزيارة فاحشة؟ قال: الرجل يصنع طعاما لأخيه يدعوه، فيكون في صنيعه النساء الخبائث»، وان ذلك ينطبق في زماننا هذا، حيث أصبحت بعض الملاهي والفنادق تقدم الطعام وخدمات الجنس والفواحش،لا بل وإن من القوادين (سماسرة الزنا) من يستخدمون بعض البيوت عبر تقديم الطعام وبائعات الهوى من الفساد والفتيات اللاتي يتم بيعهن وشراؤهن كالحذاء بل أرخص، لتقديم خدمات الجنس والزنا، ومع الأسف، فإن هناك مسوخا من الرجال ممن يجرون تبادل زوجات بعضهم البعض خلال حفلات طعام وخمر تجمع بينهم والعياذ بالله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا»، وفي رواية «ويفشوَ الزنا»، وفي رواية :«وتشيع فيها الفاحشة»، وهل هناك شيوع للفاحشة أكثر من زماننا، حيث تبث أفلام الجنس والفواحش عبر شاشات التلفاز والمحطات الفضائية، حتى تصل الى داخل كل بيت، وهل تشيع الفاحشة بأكثر من وجود أماكن معروفة لها وعليها إشارات ولافتات، لا بل وتدفع الضرائب الرسمية للدول والحكومات، وهل تشيع الفاحشة أكثر بأن الرجل إذا تزوج زوجة ثانية في أكثر الدول العربية وطبعا الأوروبية والغربية، فإنه يحاكم، أما أن يمارس الجنس والزنا مع غير زوجته فإنه لا يعتبر مخالفا ما دام بالتراضي، شعارهم (نعم للخليلة ولا للحليلة)، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يتسافدوا في الطرق تسافد الحمير»، والتسافد هو من السفاد وهو نزو الذكر على الأنثى.
وقال صلى الله عليه وسلم مخبرا عن هذا الزمن الأصفر الذي فيه يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء بمعنى اللواط والسحاق في حالة شذوذ مجنونة، قال صلى الله عليه وسلم:«إن من أشراط الساعة أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء»، قد يقول البعض أن هذا كان يحصل دائما ومنذ القدم، فأقول نعم، ولكن أن يصبح هذا معلنا ورسميا ويطالب هؤلاء بحقوق تسنها وتشرعها الحكومات، لا بل يصبح لهم ممثلون في البرلمانات، وأن يعتز فلان بشريك حياته فلان، وهكذا فلانة، لا بل لقد وصل الحد أن تتصل فتاة عربية مسلمة قبل شهر بإذاعة الشمس وتعرف عن نفسها بأنها مثيلة الجنس (سحاقية)، وأعلنت عن تشكيل جمعية للسحاقيات العربيات بشكل رسمي في البلاد.
تنزع البركة من الأيام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كإحتراق السعفة»، انه يعني بذلك نزع البركة من الوقت، حتى يبقى الانتفاع به وثمرة العمل فيه أقل مما يحصل في الأيام العادية، حتى اننا نسمع عن شكوى الناس من ضيق الوقت، ويقول بعضهم: لو كان اليوم ثلاثين ساعة لما كان يكفي لقضاء الإلتزامات، ويعجب الكثيرون من سرعة انقضاء اليوم، فما يبدأ الأسبوع إلا وهو ينتهي، ولا يبدأ الشهر إلا والذي من بعده يوشك أن يبدأ وهكذا!!.
كثرة القتل والتهاون بالدم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«لا تقوم الساعة حتى يكون القرآن عارا ويكثر الهرج، قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل»، اننا نرى كيف أن المتمسك بدينه وقرآنه يعيَّر بأنه إرهابي وأصولي وظلامي ويريد أن يرجع الى العصور الوسطى عصر الجمل والخيمة والصحراء، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا «أن بين يدي الساعة الهرج، قيل وما الهرج؟ قال: الكذب والقتل، قالوا: أكثر مما نقتل الآن؟ قال: انه ليس بقتلكم الكفار، ولكن قتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه ويقتل عمه وابن عمه، قالوا: سبحان الله، ومعنا عقولنا؟ قال: لا، انه ينزع عقول أهل ذاك الزمان حتى يحسب أحدكم أنه على شيء وليس على شيء»، وقال صلى الله عليه وسلم:«والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ولا يدري المقتول على أي شيء قتل»، نعم ان من الأمثلة والنماذج والقصص ما يغنينا عن التفصيل والشرح.
هل هناك مثال عن قتل الجار لجاره بلا سبب أعظم من المجزرة البشعة التي كاد يوقعها المدعو بطرس عزام يوم السبت الأخير، حين أطلق النار داخل بيت البروفيسور ماجد الحاج في شفاعمرو جاره الأقرب ليصيب بإصابات بالغة زوجته وثلاثة أبنائه لتكون رحمة الله ورعايته هي التي حالت بين أن تكون مجزرة بشعة من جار بحق جاره بلا سبب أو تفسير يقبله عاقل، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :«اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة».
كثرة موت الفجأة والفالج
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من اقتراب الساعة أن يفشوَ الفالج وموت الفجأة»، وقال صلى الله عليه وسلم:«من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة..، فذكر الحديث وفيه: وكثر الطلاق وموت الفجأة» وهل هناك حاجة للتأكيد على كثرة موت الفجأة سواء بسبب كحوادث الطرق أو بغير سبب ظاهر، والله أعلم.
كثرة الزلازل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل وتظهر الفتن ويكثر الهرج، قيل وما الهرج؟ (أي ما هو يا رسول الله)، قال: القتل، القتل».
عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كيف أنت يا عوف اذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة وسائرهن في النار؟! قلت: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا كثرت الشُرط (الأجهزة الأمنية والشرطية)، وملكت الإماء، وقعدت الحملان على المنابر (صغار السن هم الذين يعتلون المنابر للخطابة مشبها إياهم بالحمل ولد الضأن، لا بل حصل وصعدت المرأة المنبر وأمّت بالرجال في أمريكا قبل أسبوعين)، واتخذ القرآن مزامير وزخرفت المساجد، ورفعت المنابر، واتخذ الفيء دولا والزكاة مغرما والأمانة مغنما، وتفقه في الدين لغير الله، وأطاع الرجل امرأته، وعقّ أمه، وأقصى أباه، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل إتقاء شرّه، فيومئذ يكون ذلك ويفزع الناس الى الشام والى مدينة يقال لها دمشق من خير مدن الشام فتحصنهم من عدوهم: قلت: وهل تفتح الشام؟ قال: نعم، وشيكا، ثم تقع الفتن بعد فتحها، ثم تجيء فتنة غبراء مظلمة، ثم تتبع الفتن بعضها بعضا، حتى يخرج رجل من أهل بيتي يقال له المهدي، فإن أدركته فاتبعه وكن من المهتدين».
نعم، إن هذا زمان لكع بن لكع، ولكي لا يذهب الناس بعيدا، فأنا أتجرأ، والله أعلم، بالقول أننا في نهاية ذلك الزمان، وإننا على أبواب مرحلة الخير والفرج والفتح المبين، مرحلة وزمان الإمام المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن مُلئت ظلما وجورا، ولينتهي زمان الرويبضات والأراذل والهمل والتافهين من الذين أهانوا أمتنا وديننا، وكانوا وصمة عار وخزي.
إنني بكلامي هذا لا أدعو لا سمح الله ولشدة وقع ما نحن فيه للهروب من هذا الواقع الى الكهوف ورؤوس الجبال هربا من هذه الفتن، ولكنني أدعو لمواجهتها ورفع راية الإصلاح والتغيير دون خوف من الفساد والمفسدين ولا من يؤازرهم وسواء كان لكع بن لكع هذا عربيا أو إسرائيليا، أو كان أمريكيا، فإن دورة الزمان قد دارت بإذن الله لنصحو على الصبح القريب والفرج الآتي والفتح المبين، {يسـألونك متى هو قل عســــى أن يكون قريبا}.
رحم الله قارئا دعا لنفسه ولي ولإخواني رهائن الأقصى بالمغفرة.
{.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
__________________
الدنيا سجن المؤمن جنة الكافر