ما هي نتائج زيارة الرئيس الروسي دميتري مدفيديف إلى الجزائر في بداية شهر اكتوبر/ تشرسن الاول ؟ فهل سيتمكن الجانب الروسي من إبرام صفقات هامة مع الجزائر في مجال الطاقة والاتصالات؟ كيف سيتطور التعاون العسكري بين الدولتين؟ وما مدى نجاح التعاون الروسي الجزائري الاستراتيجي وسَط تجليات التنافس على الساحة الجزائرية من جانب الشركاء الغربيين ؟
معلومات حول الموضوع:للعلاقات الودية المتنوعة بين روسيا والجزائر تاريخ طويل يعود الى عهود نضال الشعب الجزائري في سبيل الإستقلال. والى ذلك فالجزائر اول بلد في العالم العربي وقعت موسكو معه قبل عشر سنوات اتفاقية التعاون الإستراتيجي. والآن بعد زيارة الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الى الجزائر يتحدث الروس والجزائريون عن امكانية التفعيل النوعي للتعاون في ميدان النفط والغاز والإتصالات اللاسلكية والمجالات العسكرية الفنية. وتطمح روسيا الى اعادة العلاقات مع الجزائر الى المستوى الذي بلغته قبل سقوط الإتحاد السوفيتي وتجاوز المستوى السابق. فيما تبدي الجزائر بدورها اليوم اهتماما ليس فقط بشراء الآليات والأجهزة الروسية الحديثة للأغراض العسكرية والمدنية، بل وبالإستثمارات الروسية الضخمة. ويسترعي الإنتباه في هذا الإطار شراء شركة الإتصالات الروسية "فيمبيلكوم" بعض الأصول العائدة للملياردير المصري نجيب ساويرس ومنها شركة الإتصالات الجزائرية اوراسكوم تليكوم ألجيريا او "جيزي" للهاتف النقال. وفي حال موافقة الحكومة الجزائرية على هذه الصفقة يتولى المستثمر الروسي ادارة اكبر شركة للإتصالات في الجزائر. اما فيما يخص مشاريع الطاقة فإن موسكو تريد تفعيل التعاون بين شركة "غازبروم" الروسية و"سوناطراك" الجزائرية ، وللجانب الروسي مصلحة في شراء الشركة الروسية البريطانية تات نفط – بريتش بتروليوم "تي أن كا – بي بي" (ТНК-ВР) للأصول الجزائرية في الشركة الأم بريتش بتروليوم. وفي حال النجاح في هذا الإتجاه تتمكن روسيا والجزائر بالجهود المشتركة من تعزيز مواقعهما كثيرا في سوق الطاقة الأوروبي. الأمر الذي يثير مخاوف الغرب بالطبع. ولا يستبعد ان تعمل جهات غربية لتحجيم محاولات روسيا تطويرَ علاقاتها الإقتصادية مع الجزائر، لاسيما وان الأخيرة تقع على مفترق المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والصين، وهي مصالح لا تقتصر على الإقتصاد، بل تمس ايضا قضايا الأمن في المغرب العربي والصحراء الكبرى.
العلاقات الروسية الجزائرية