المقاتلة الصينية متعددة المهام j-10

تسعى الصين التي تمتلك أكبر جيوش العالم عدداً إلى تحديث ترسانتها العسكرية بغية بناء جيش حديث قادر على التعامل مع التقنيات الحديثة للأسلحة المختلفة ، وذلك من خلال زيادة حجم النفقات العسكرية لامتلاك التقنيات والقدرات العسكرية سعياً منها نحو حماية مصالحها القومية وبناء قدراتها التكنولوجية في ظل تنامي الاقتصاد الصيني بشكل واضح .
الطائرة j-10 تمثل أحد أهم الإنجازات الصينية في مجال تصنيع الطائرات حيث أثبتت التجارب أن هذه الطائرة تمتلك قدرات فنية وقتالية عالية مقارنةً مع غيرها من طائرات الجيل الرابع المعروفة .
وقد ظهرت هذه الطائرة مؤخراً في أروع صورها واستعراضاتها ضمن مشروع مشترك بين الصين وباكستان لإنتاج طائرة من هذا الطراز تعرف باسم "J-10 F" توازي في قدراتها وكفاءتها الطائرة الأمريكية F-16 والطائرة F-18-C/D الأمر الذي لفت انتباه كثير من دول العالم إلى هذه الطائرة .
طائرة J-10 التي تعرف بطائرة "شنجدو Chengdu " أو بطائرة F-10 الاسم التجاري لها هي طائرة ذات محرك وحيد ، ملائمة لكافة الأجواء ، متعددة المهام وذات كفاءة عالية ملائمة لمهاجمة الأهداف المعادية جو- جو ، جو- أرض .
وقد تم تصميم هذه الطائرة بمعهد تصميم الطائرات بقاعدة PLA" " Chengdu 611 ومن ثم تم تصنيعها وإنتاجها من قبل شركة Chengdu الجوية لتصنيع الطائرات (CAIC) .
أنتج من هذه الطائرة نموذجان النموذج A J-10كطائرة قتالية بمقعد واحد ، والنموذج B J-10كطائرة تدريبية بمقعدين .
كانت أول تجربة إقلاع لهذه الطائرة ومشاهدتها في الأجواء في العام 1990م ، ثم دخلت الخدمة كطائرة قتالية في العام 2003م .
تم تزويد الطائرة بمحرك توربيني طراز AL-31FN روسي الصنع ، ولكن هذا المحرك استبدل مؤخراً بمحرك توربيني آخر طراز WS-10A صيني الصنع من قبل شركة Chengdu والذي ظهرت فيه بعض الأعطال والعيوب مما أدى إلى العودة لاستخدام المحرك الروسي السابق .
وقد بدأ العمل ببرنامج طائرة J-10 الذي عرف بمشروع "8610" عام 1986م ، حيث جاء هذا البرنامج منافساً لطائرات الجيل الرابع من المقاتلات الروسية مثل ميج -29 ، سو-27 .
صممت هذه الطائرة مبدئياً لتكون طائرة اعتراض لكنها مؤخراً تم تطويرها لتكون طائرة قتال متعددة المهام ، وكان هذا التطوير بديلاً للبرنامج الإسرائيلي الخاص بتصنيع طائرات Lavi ( lion ) والذي تعثر العمل به من قبل إسرائيل وتم نقله وبيعه إلى الصين لعدم قدرة إسرائيل على تمويل البرنامج وفي نفس الوقت شراءها في ذلك الحين لطائرات F-15 و F-16C/D.
في منتصف العام 1990م كان لروسيا دوراً بارزاً في هذا البرنامج حيث قامت بتزويد الطائرة بمحرك نفاث طراز AL-31F والذي ساعدها على الإقلاع لأول مرة .
لمحة تاريخية
1980 : كان هناك رغبة من قيادة القوات الجوية الصينية لمنافسة المقاتلات من الجيل الرابع من الطائرات الروسية طراز SU-27, MIG-29 ورغبة الصين في انتاج مقاتله متعددة المهام (اعتراضية / هجومية ) .
1985 : استطاعت شركة Chengdu لتصنيع الطائرات تصميم نموذج لهذه الطائرة واختيرت قاعدة PLA" " Chengdu 611 لإجراء الاختبارات الأولية فيها .

1986 : انطلاق مشروع برنامج تطوير الطائرة J-10 والذي أطلق عليه " Project8610 " وجاء من هذا البرنامج إطلاق تسمية الطائرة بطائرة J-10 من قبل كبير المصممين في هذا المشروع ، كما تم في نفس العام إدخال التقنيات الغربية على هذه الطائرة والاستعانة بشركة " لوكهيد مارتن" وشركة " CFM" العالمية لتصنيع المحركات النفاثة .
1987 : في هذا العام بالذات ألغت إسرائيل تمويل مشروع طائرة Lavi ( lion ) الذي كان بإشراف الولايات المتحدة الأمريكية حيث لم تستطع إسرائيل تمويل البرنامج نظراً لشرائها طائرات F-16 ، F-18-C/D كما ذكر سابقاً ، فانتهزت شركة Chengdu هذه الفرصة وقامت بشراء البرنامج والذي أطلق عليه بعد ذلك برنامج "8610" وتم إدخاله حيز التنفيذ بعد ذلك .
1990 : تحديداً في نهاية 1989 واجهت الطائرة معوقات عند الإقلاع وذلك لعدم وجود محرك نفاث ذو كفاءة عالية يمكنها من الإقلاع ولم يكن الحل موجوداً لدى الصين أو إسرائيل في حينه حتى منتصف العام 1990 حيث تم شراءمحرك روسي الصنع نفاث طراز AL-31F وحينها أقلعت الطائرة بعد ذلك وتم مشاهدتها فعلياً محلقةً في الأجواء .
1993 : استطاعت الشركة الصينية Chengdu إنتاج محرك صيني واختباره في مختبر النفق الهوائي و كان ناجحاً إلى حدٍ ما ، وظهرت به بعض العيوب حيث أنه لا يمكن الطائرة من اكتساب السرعات العالية مما يقلل من كفاءة الطائرة القتالية الأمر الذي أدى إلى إلغاء إنتاج هذه المحركات والعودة إلى المحركات الروسية AL-31F .
1996 : تم إنتاج أول نموذج من هذه الطائرة (J-10 – 01) ذو المقعد الواحد والذي لم يحقق النجاح المطلوب .
1998 : بعد مرور 15 شهراً من التأخير ومن أجل تحسين النموذج السابق تم إنتاج النموذج المحسن (J-10-03) وبعد ذلك استمر البرنامج بتطور سريع وخطى حثيثة أدت إلى تقدم البرنامج عامين إلى الأمام لما خطط له.
1999 : استطاعت شركة Chengdu الصينية إنتاج 7 نماذج مختلفة ( 04,05,06,13,16,21,23) في نفس العام ، وكل هذه الطائرات مزودة بالمحرك النفاث الروسي AL-31F مع تحسين وتحديث لمنظومات الكهرباء والعدادات .
في أواخر 1999 تم نقل نموذجين من هذه الطائرة من الشركة المصنعة إلى منطقة " شانكسي" الصينية لإجراء اختبارات إضافية بحيث تكون الطائرة قادرة على العمل في كافة الأجواء .
2000 : في شهر مايو من هذا العام تم إنتاج الطائرة التدريبية " J-10B " ، وفي صيف عام 2000 تم اختبار عمل الكرسي القاذف لهذه الطائرة في عرض طيراني حي على إحدى الطائرات حيث تمت عملية القذف بنجاح .
2001 : عقدت الصين صفقة مع روسيا لاستيراد 54 محرك نفاث طراز AL-31FN والذي استخدم لتحويل طائرة J-10 من طائرة اعتراضية إلى طائرة هجومية ، ووصلت هذه المحركات بين عامي 2002 ، 2004 .
2002 : تم اختبار وفحص طائرة J-10 عند تسليحها بأنواع الأسلحة المختلفة ، وكذلك فحص منظومة التحكم بالنيران .
2003م دخلت الطائرة J-10A الخدمة العسكرية كطائرة مقاتلة بقاعدة " جانج زو" الصينية ، وفي نفس العام تم تركيب واختبار رادار من طراز "Y- 8" على المقاتلة J-10A لغرض التحكم بالنيران وكشف الأهداف ، وفي نفس العام كذلك وبالتحديد في صيف عام 2003 استطاعت الطائرة أن تتزود بالوقود جواً من طائرات الإرضاع الجوي .
2004 : تم إجراء أول تمرين لاختبار طائرة J-10B التدريبية بنجاح متزامناً مع قيام طائرة J-10A بتنفيذ تجربة إطلاق أول صاروخ جو / جو بنجاح تام .
2004 : حصلت طائرة J-10 على شهادة الجودة بعد مرور 18
2005 : استكملت طائرة J-10B اختباراتها التدريبية .
طائرة J-10

هي طائرة قتالية ذات محرك واحد مع فوهة آخذة هواء مستطيلة الشكل تقع أسفل جسم الطائرة موازية للأجنحة التي على شكل " دلتا " في الجزء الأمامي الأسفل ، وينتهي هيكل الطائرة بذيل كبير وعمودي على جسمها ، وتتميز بارتفاع كبينة القيادة والتي تمكن الطيار من الرؤية في جميع الاتجاهات ، وتعتبر أول طائرة قتالية صينية تمكن الطيار من الرؤية بزاوية 360ْ .
كما أن الطائرة مزودة بمنظومة التزود بالوقود جواً ، وتمثل الطائرة J-10 أعلى مستويات التقنية في الصين في الوقت الحالي حيث تقوم الطائرة بإنجاز مناورة سريعة وبزاوية حرجة وذلك بسبب خفة وزنها واستخدام مواد خفيفة في صناعة هيكلها مما قلل من وزنها الإجمالي وهذا يزيد معدل قوة الدفع نسبة إلى وزنها .
تستخدم الطائرة الخاصية الإيروديناميكية مما يمكنها من قوة رفع هائلة يتحكم بها الطيار عن طريق تقنية رقمية باستخدام كمبيوتر تحكم ، كما يمكن استخدام منظومة الطيار الآلي مما يعطيها استقرار صناعي لأبسط انحراف وخاصة في المعارك الجوية .
كما زودت مقصورة الطائرة بعدادات ذات تقنية رقمية عالية الجودة وكذلك منظومة التحكم بالنيران مما يسهل مهامها الاعتراضية والهجومية .
في نهاية العام 1990م وجد مكتب الاستخبارات في البحرية الأمريكية U.S. Naval بعد إجراى دراسة ومقارنة أن الطائرة J-10 تعادل في قدراتها القتالية الطائرة F-18E/F "سوبر هورنت " من حيث الكفاءة القتالية وسرعة المناورة .
النموذج القتالي من هذه الطائرة A J-10 دخل الخدمة الفعلية بقاعدة BLAAF الصينية في العام 2003م بعدد من الطائرات يتراوح بين 50-70 طائرة ومعدل الإنتاج يزيد بصورة مستمرة حيث يتم إنتاج طائرتين بمعدل شهري .
علماً أن هذه الطائرة المقاتلة ذات المقعد الواحد طائرة متعددة المهام قد زودت برادار صيني نبضي دوبلري طراز "1437PD" يقوم بكشف عشرة أهداف في آنٍ واحد ، كما أنه يقوم بتوجيه الصواريخ لمهاجمة أربعة أهداف في نفس اللحظة ، وأقصى مدى لكشف هذا الرادار يصل إلى 100 كم .
وزدت هذه الطائرة كذلك بنظام GPS وحاسبة جوية لجمع المعلومات ، ورادار إنذار مبكر طراز "ARW9101" ، ونظام الطيران "Fly by wire"والذي جعلها تتفوق على كثير من الطائرات الغير مزودة بهذا النظام وهو ما أثبتته التجارب العملية .
ولهذه الطائرة القدرة على التزود بالوقود جواً ، وتحمل صواريخ جو – جو قصيرة المدى PL-8 الموجهة بالأشعة تحت الحمراء ، وصواريخ جو – جو متوسطة المدى PL-12 الموجهة برادار active homing .
كما يمكن لهذه الطائرة حمل قنابل موجهة بالليزر يصل وزنها إلى 500 كجم ، وكذلك حمل قنابل غير موجهة وإطلاق صواريخ غير موجهة عيار 90 مم من حاضنة صواريخ .

J-10B
دخل هذا النموذج الخدمة بحلول العام 2006م وعملية إنتاجه مستمرة حيث سيتم وضعها في الأسواق العالمية بحلول العام 2008م .
تمتلك الطائرة مقعدين شبيهين إلى حدٍ ما بمقعد الطائرة j-10A ، وتستخدم لغرض التدريب وكذلك القتال في الحالات الضرورية ، ويمكنها كذلك الدخول ضمن التشكيلات الجوية المختلفة ، كما تمتلك الطائرة نفس مواصفات الطائرة J-10A الأخرى .

المحركات النفاثة المستخدمة مع طائرات J-10

كما ذكر سابقاً استخدمت طائرات J-10 الصينية محركات مختلفة من هذه المحركات المحرك طراز WS-10 من إنتاج شركة Chengdu الصينية والذي لم يؤدي دوره بنجاح مما أدى إلى استخدام المحرك الروسي النفاث طراز AL-31F والذي يعمل بقوة دفع تصل إلى 79.43 كيلو نيوتن جاف و 122.58 كيلو نيوتن بعد الاحتراق ، حيث أن هذا المحرك يستخدم مع الطائرات Su-27,Su-30 الروسية .
كما تم استخدام المحرك النفاث AL-31FN والذي تم تطويره بشكل خاص للعمل على الطائرات J-10A لتحويل مهامها القتالية من طائرة اعتراضية إلى طائرة اعتراضية / هجومية .
استوردت الصين 54 محركا طراز AL-31F النفاث بين عامي 2002-2004 كما ذكر أنفاً ، وفي عام 2005 وقعت الصين مع روسيا عقداً لاستيراد 100 محرك من طراز AL-31FN .
وهناك دراسة صينية لتطوير وتلافي مشاكل المحرك الصيني طراز WS-10 لاستبداله بطراز آخر مطور أطلق عليه WS-10A والذي تبنى فكرته على أساس المحرك الروسي طراز AL-31F ، وتم استكمال عملية التطوير نهاية العام 2005 ، وسيكون جاهزاً للعمل على طائرة J-10 , J-11 المقاتلتين .

تسليح الطائرة

يتم تسليح الطائرة بأسلحة مختلفة حسب المهام التي تقوم بتنفيذها وهي على النحو الآتي :
- مدفع 23 مم أحادي السبطانه مثبت على الطائرة بصورة دائمة .
- تمتلك الطائرة إحدى عشرة نقطة تعليق منها 6 نقاط تحت الجناح و 5 نقاط تحت جسم الطائرة .
- تحمل الطائرة صواريخ جو- جو ، جو – أرض حسب المهمة التي تقوم بها .
- صواريخ متوسطة المدى جو- جو طراز PL-12 الموجهة رادارياً .
- صواريخ طراز PL-8 قصيرة المدى جو- جو موجهة بالأشعة تحت الحمراء .
- قنابل موجهة بالليزر للأهداف الأرضية يصل وزن القنبلة حتى 500كجم ، وكذلك قنابل غير موجهة .
- حاوية صواريخ عيار 90 مم موجهة .
- حاوية للتوجيه الملاحي نحو الأهداف الجوية والأرضية .

مميزات جيدة لكنها للاسف احادية المحرك في حين نجد ان التايفون لديها محركان

شكر على المساعدة بالصور (ليست لدي الصلاحيات بعد) شكرا على الإفادة في مايخص المحركات كذلك