منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى غير رسمي يهدف للتعريف بالجيش الوطني الشعبي Forum informel visant à présenter l'Armée Nationale Populaire
 
الرئيسيةأحدث الصورقوانينالتسجيلصفحتنا على الفيسبوكعلمتنى الحياة ان الصهيونية لا تعيش الا على الدماء والاشلاء Oouusu10دخول

شاطر
 

 علمتنى الحياة ان الصهيونية لا تعيش الا على الدماء والاشلاء

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
morad
مقـــدم
مقـــدم
morad

عدد المساهمات : 1365
نقاط : 1934
سمعة العضو : 21
التسجيل : 22/07/2009
علمتنى الحياة ان الصهيونية لا تعيش الا على الدماء والاشلاء I_back11

علمتنى الحياة ان الصهيونية لا تعيش الا على الدماء والاشلاء Empty
مُساهمةموضوع: علمتنى الحياة ان الصهيونية لا تعيش الا على الدماء والاشلاء   علمتنى الحياة ان الصهيونية لا تعيش الا على الدماء والاشلاء I_icon_minitimeالأربعاء مارس 30, 2011 4:45 pm

علمتني الحياةُ أن الصهيونيةَ لا تعيش إلا على الدماء والأشلاء

لقد وعد الله تعالى اليهود بالأرض المقدسة، فقال تعالى على لسان موسى (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم. ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين).

وهذا الوعد كان قد قطعه الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام، فهو بالتالي دعوة لبني إسرائيل وبني إسماعيل أن يسكنوا هذه الأرض، وهي بشارة مشروطة لهم؛ أنهم سيأمنون فيها ويملكونها إن أخلصوا لله تعالى. هذه البشارة ليست خاصة ببني إسرائيل، بل هي عامة في كل من آمن وعمل صالحًا، قال تعالى (ولقد كتبنا في كلبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون). فالمسألة بشارة وليست أمرًا، أي أن الله تعالى لم يأمرهم بالقتال للسيطرة عليها، بل وعدهم أنهم إن آمنوا وعملوا الصالحات فستؤول إليهم ضمنيًا. وأما قول موسى لقومه: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة) فهي دعوة لهم لإعمار تلك المنطقة بعد أن اضطروا للفرار من مصر التي تستعبدهم وتقتل أبناءهم وتسحيي نساءهم، فمن حقّهم أن يسكنوا أي أرض، بشرط ألا يعتدوا على سكانها الأصليين. لكن، إن قاومهم السكان الأصليون ومنعوهم من إعمار الأراضي البور غير المسكونة فمن واجبهم قتالهم حينذاك. فنبي الله موسى عليه السلام يطلب منهم أن يدخلوا الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم، أي التي وعدهم بها على لسان إبراهيم، ولم يأمرهم بالقتال، لكن اليهود الجبناء ضعيفي الإيمان لم يصدقوا كلام الله ولا تفسير موسى، فارتعدوا خوفا، فقال لهم رجلان مؤمنان: ادخلوا الباب فقط، وعندها ستنتصرون على من يريد قتالكم، ذلك أن دخولكم هو طاعة لله ورسوله، وهو الشرط الوحيد لتحقيق وعد الله بدخول الأرض المقدسة.. لكنهم ظلوا في جبنهم يعمهون.. لأنهم ليسوا بمؤمنين.. وبالتالي قرر الله تعالى أن يحرمهم هذا الوعدَ أربعين سنة، حيث إنهم لم يفوا بشرطه.

إذن، وعْدُ الله لهم بهذه الأرض ليس أمرًا بقتال أهلها، ولا يعني أنه وعد أبديّ، بل هو بشارة تخبرهم بامتلاك الأرض إن آمنوا وعملوا الصالحات.. وهذا ليس خاصًّا بهم، بل هي مسألة عامة لأهل الأرض جميعًا.

ولو فهم أحدٌ منهم أن هذا الوعد خاص بهم، وأنه يجب عليهم أن يقاتلوا لتنفيذ وعد الله، فهذا الفهم ليس مخالفًا للوعد فحسب، بل إنه يتضمن إباحة الظلم والاغتصاب؛ ذلك أن قتال السكان الأصليين عدوان، كما أن السيطرة على أرضهم التي يزرعونها وبيوتهم التي يسكنونها اغتصاب لا يختلف دينان على تجريمه.. بل إن حرمته معلومة على البديهة.

من هنا فإن ما قام به الصهاينة من تخطيط لإقامة وطن على أرض فلسطين، بحيث يتضمن هذا الفعل طرد نسبة كبيرة من السكان، ويتضمن ظلم الناس واغتصاب أراضي كثير منهم، هو عمل عدواني. ولكنهم لو خططوا للسكن في هذه الأرض وأن يكونوا جزءا من الناس بحيث يشترون أرضًا ويبيعون، وبحيث يخضعون للقوانين التي تُسير شؤون المجتمع فيصبحون مواطنين عاديين فيه، فلا بأس بذلك حتى لو أصبحوا أغلبية بصورة طبيعية يومًا من الأيام.. وحيث إن هذا غير حاصل وغير مفكَّر فيه، فقد كان على العربِ سكانِ البلاد الأصليين أن لا يبيعوا أي شبر من هذه الأرض للصهاينة، ولا شك أن بيعهم كان مناصرة لعدوانهم، وبالتالي فقد يصل البائع إلى درجة الكفر إن علم نتيجة بيعه الوخيمة.

لقد استغل اليهود الصهاينة الحرب العالمية الأولى وما نتج عنها من انتصار الحلفاء على ألمانيا وتركيا للبدء في تقوية وجودهم في فلسطين عن طريق الهجرة، ثم جاءت الحرب العالمية الثانية فاستغلوا ما أصابهم من مذابح في ألمانيا للتسريع في إقامة دولتهم العدوانية.

ولم يكن العرب في ذلك الوقت يملكون أي شيء يُذكر لمقاومة بريطانيا أو العصابات الصهيونية.. بل كانت غالبية الدول العربية غير مستقلة بعد، والمستقل منها كان مجبرًا على الخضوع لدولة استعمارية بطريقة أو بأخرى، أي أنه لم يكن مستقلاً حقيقة. فهل يمكن لهؤلاء أن يقاتلوا الدولة العظمى، بل ليس بإمكانهم أن يقاتلوا الصهاينة وحدهم.

في ظل هذه الظروف أعلن مجلس الأمن تقسيم فلسطين، بحيث يبقى السكان في مناطقهم لا تسلب منهم ممتلكاتهم. هذا التقسيم يجعل للصهاينة 55% من فلسطين، ونصف هذه النسبة واقعة في صحراء النقب، أي أنها تكاد تكون غير مستغلة فلسطينيًّا..

قد يقول بعض الناس في هذا العالم: لا بدّ من التعاطف مع اليهود الذين ذُبحوا شر ذِبحة في ألمانيا، ولا بدّ من إسكانهم في أرض يعتقدون بقدسيتها من غير الاضرار بالسكان الأصليين.. وهذا أهون الشرور.

ولكنا نقول: هذا الأمر لم يكن ليكون من دون الاضرار بالسكان الأصليين.. ولا يمكن عقلاً أن تأتي بأقوام غرباء لتضعهم في بحر أناس ذوي جنس واحد ليقيموا دولة خاصَّة بهم من دون بحر من الدماء.. ولا يراودني شك في أن الإتيان باليهود كان مكيدة أوروبية للإبقاء على سيطرتهم على المنطقة العربية، مهما ادّعوا من مبررات إنسانية.

على كل حال، نحن لا نناقش هنا الموقف الأوروبي أو الأمريكي الذي أيّد قيام إسرائيل، إنما نناقش الموقف العربي الساذج الذي كان لجهله الدور الأبرز في قوة إسرائيل وديمومتها.

ولنعد إلى قرار التقسيم عام 1947، الذي يعطي اليهود أرضًا نصفها صحراء.. هذا القرار رفضه العرب فورًا، وعملوا على إفشال تنفيذه بالقوة المسلحة وهم لا يملكونها.. أرادوا أن يواجهوا هذه الدولة التي وافق العالم على وجودها، وبالتالي فهو ملزم بالدفاع عنها إن تعرضت لمخاطر حقيقية.. ولم يكن العالم الغربي ملزمًا بالدفاع عن إسرائيل فحسب، بل إن الدول العربية المستقلة الأعضاءَ في مجلس الأمن الدولي ملزمة كذلك بموجب التزامها بأحكام هذا المجلس، ومن ضمن هذه الأحكام الدفاع عن أي عضو معتدى عليه. لذا فقد دخلت الجيوش العربي لتعمل على عدم توسع إسرائيل عمليا، وادَّعت على أعين الناس أنها دخلت لطرد اليهود.. لذا فقد خدع الزعماءُ شعوبَهم، وقد يكون هذا الخداعُ هو الأول في القضية وتليه خداعات أخرى قام بها الحكام وبعضُ الأحزاب، معتبرة الشعوب لم تصل إلى مرحلة النضج السياسي، فهي بالتالي لا تستطيع أن تفهم المعادلة الدولية المعقدة، وأنه تجب معاملتها على قدر عقلها!

إذن، رفض العرب قرار التقسيم، فوجد الصهاينة الفرصة مواتية للتوسع قدر ما يمكن، فاستولوا على 78% من فلسطين بحلول عام 1949.. وحصلت الهدنة، وظل العرب خلال الهدنة يراوحون مكانهم، بينما تُعد إسرائيل العدّة.. وظل العرب يخططون لانقلابات عسكرية في مصر والعراق وسورية، بينما إسرائيل مستقرة سياسيًا إلى حد كبير.. وظل العرب يَكْفرون بالديمقراطية ويعتبرونها بضاعة غربية غريبة، بينما إسرائيل تعيشها بحذافيرها.. وظل العرب يهددون ويتوعدون بقذف اليهود في البحر، بينما ظلت إسرائيل تتمسكن وتمثل دور الضحية المغلوب على أمرها وسط بحر من الوحوش الضارية.. وظل العرب يصيحون ولا يعملون وإسرائيل ساكتة وتعمل بهدوء..

هكذا ظل العرب بحكامهم وأحزابهم ومشايخهم.. لقد كذبوا علينا، لقد خدعونا. لم يقل أحد منهم إن أمريكا ملزمة بالدفاع عن إسرائيل، ولن تسمح بإزالتها.. لم يقولوا: إنهم لا يستطيعون صناعة إبرة. لم يقولوا إن دخلهم القومي لا يعادل دخل ولاية أمريكية..

شعار "الإسلام هو الحل":

لذا لجئوا إلى الله يطلبون منه حلّ مشكلتهم وهم نيام، مع أن عليهم هم أن يقوموا بحلها متوكلين على الله.. فقال المشايخ: سبب هزيمة سنة 67 هو غناء أم كلثوم وعبد الحليم، وحين نعود إلى الله فسيُهزم اليهود. مع أنهم لم يعودوا إلى الله ولا يعرفون كيف تكون العودة.

وحين عجزت الأنظمة التقليدية ومعها الأنظمة القومية الثورية عن حل القضية، وطال الاحتلال من غير أي ضوء في النفق، طلع فريق يقول: الإسلام هو الحل. ومعنى هذا الشعار حسب السياق الذي يوردونه فيه: أن الإسلام يخلصنا من الاحتلال، فعلينا أن نتمسك به من أجل الخلاص من هذا الاحتلال الجاثم فوق صدورنا. مع أن العبارة يمكن فهمها بطرق مختلفة، أحدها لا بأس به، وهو: أنه لمن خاف مقام ربه جنتان؛ جنة في الدنيا، حيث السعادة الحقيقية والأمن والرخاء، لأن أهل القرى لو آمنوا وعملوا الصالحات لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، وجنة الآخرة المعروفة. فالإيمان يؤدي إلى تحقيق النصر والإيجابية في الحياة الدنيا؛ لكن مُطْلقيها لا يقصدون بها هذا مباشرة، بل يعملونها ورقة انتخابية يستغلونها لجعل الأكثرية تنتخبهم، كما أن إطلاقها حسب السياق الذي يوردونها فيه لا يصح؛ فلسان حالهم يقول: لقد جربتم -أيها الناس- الأنظمة القومية والوطنية والعلمانية فلم تنفعكم، فلماذا لا تجربون الإسلام فلعله يحرر لكم أرضكم! هذا المنطق يريد أصحابه أن يتخذوا من الدين مطية، بينما يجب على المسلم أن يتمسك بالدين لأنه الحق من عند الله وكفى، وحينها ينصره الله ويحقق آمانيه في الدنيا إن كان إيمانه خالصًا لوجهه الكريم.. أما منطقهم فيبين أن إيمانهم ليس خالصًا لله تعالى.. لذا لا ينصرهم الله ولا يحقق أمانيهم رغم أنهم أكثرية مطلقة في العالم العربي. ثم إن الإسلام لم يأتِ لحلّ مشكلةِ قومية من القوميات، بل هو دين يشمل عقيدة ومنهاج حياة؛ من التزمه وفقه الله تعالى، بشرط أن يكون التزامه مجردًا وخالصًا لوجهه تعالى، وليس بنية التحرر القومي. إن تحويل الدين إلى قوميةٍ كفرٌ بجوهر الدين، وهذا ما حصل مع اليهود.

يمكن للمرء أن يقول: إن سبب الهزائم المتتالية هو البعد عن الإسلام.. هذه عبارة صحيحة. لكن، أليست الجماعات الإسلامية هي الأكثر عددٍا، وهي التي تفوز في انتخابات المجالس البلدية والنقابية والطلابية والعمالية؟! فهذا يدل على أنهم يمثلون الغالبية، أي أنهم ليسوا ببعيدين عن الدين حسب فهمهم إياه. إذن، المشكلة في فهمهم هذا للدين، إنهم لا يعرفونه حقيقة، بل يعتقدون أفكارًا عنصرية كارهة ناتجة عن ردة فعل على الهزائم والنكسات والفقر وكراهية العالم.. فالقول إن سبب الهزيمة هو البعد عن الإسلام قول صحيح، لأنه يتضمن بعد هذه الجماعات عن الإسلام.

إن ما يسمى بالصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي –في غالبه-صحوة قومية جاءت ردّة فعل على هزائم المشروع القومي العربي المتكررة، فكانت العودة إلى الدين لتحقيق هدف دنيوي؛ هو الانتصار على إسرائيل المعتدية، وتحقيق الرفاه الاقتصادي.. ولم يكن حبًّا في الدين ذاته، أو في سبيل الله خاصّة..

لذا فإن من أهم عوامل غلبة هذا التيار الإسلامي السياسي هو عدوانية أمريكا والغرب وعنجهية إسرائيل ولؤمها وحقدها.. فهذا كله يزيد من حدّة ردّة الفعل القومي العربي الذي لم يبق أمامه سوى ورقة الدين ليلوذ به ويحقق من خلاله أمانيه السياسية والاقتصادية المقهورة.

كيف نواجه الصهيونية الآن؟

هناك طريقان لإرجاع أي حق مغتصب، الطريقة العسكرية، أي بالقوة، والطريقة السلمية، أي بالتفاوض أو الاعتصامات أو الشكوى إلى مجلس الأمن الدولي وما شابه ذلك. والعاقل يختار الطريق الذي يحقق هدفه بأقصى سرعة، أما الطريق الذي يزيد وعورة الطريق فلا يجدر أن يَلِجَه.

من هنا فإن القتال ليس غاية، بل هو وسيلة لإعادة الحق لأصحابه؛ فإن وُجدت وسيلة أفضل منه فالعاقل يختارها.. وقد يكون القتال وسيلة فعالة في ظرف معيّن، ثم يصبح وسيلة غير فعالة في ظرف آخر..

كما يجب الالتزام بالقيم الإسلامية خلال القتال كله، فلا يجوز قتل المدنيين والأطفال مثلا، ولا يجوز الغدر.

كما أن دخول معركة من غير إعدادٍ عملٌ مخالف لشرع الله الذي أوجب علينا أن نُعِدَّ ما استطعنا من قوة لنرهب عدو الله، ولا شكّ أن الوحدة الداخلية والتكافل الاجتماعي والاستقرار السياسي من أهم مقومات القوة. فإعلان الحرب من غير إعداد هو انتحار سياسي وعسكري ومخالفة لما أراد الله..

ولا شكّ أن قوة العدو أضعاف قوتنا من جميع النواحي.. فقتاله في هذا الحال ليس من الحكمة.. ومن باب ثانٍ فعلى الحكام أن يكونوا صرحاء مع شعوبهم، فيخبروهم أن إسرائيل قد أُعلنت دولة مستقلة من قبل مجلس الأمن الدولي الذي أصبح العرب أعضاء فيه وملزمين بأحكامه والتي من ضمنها عدم جواز الاعتداء على دولة أخرى، ووجوب الدفاع عن الدولة المعتدى عليها.. فهذا البند يوجب على الدول العربية المحافظة على إسرائيل من خطر الاستئصال، فكيف الحال بالدول الغربية التي أوجدت إسرائيل؟! وهل من العقل مواجهة هؤلاء جميعًا بشعب مفكك حزبيًّا وقبليًّا وبعيد عن روح الدين وجوهره.

فتح الحدود:

هناك دعوة لفتح الحدود أمام المتطوعين ليقاتلوا إسرائيل ويبيدوها من الوجود، ويقول هؤلاء الدعاة: إن الدول العربية حارسة لأمن إسرائيل، وهي بالتالي عميلة، ويوجب بعضهم قتال الأنظمة والانقلاب عليها.

لا شك أن هؤلاء يهذون، ذلك أنه إذا أعلنت دولة أن حدودها مفتوحة لمن أراد أن يقاتل جارتها فهذا إعلان حرب من هذه الدولة.. ولا خلاف في أن الأردن مثلا لا يقدر على مواجهة إسرائيل.. ولا سورية ولا مصر ولا الدول العربية مجتمعة، وهي لا تستطيع أن تجتمع أصلا، كما لا تستطيع ذلك الأحزاب القومية ولا الأحزاب الإسلامية، ولا يستطيع ذلك أهل قرية ولا أهل مدينة.

وأما الدعوة إلى التغاضي عن المقاتلين الذاهبين عبر الحدود، والسماح لهم مع الإعلان أمام العالم أن الحدود مغلقة، فهذا دجل وتضليل وكذب، فهو محرم.. ولا يجوز لدولة أن تمارس هذا السلوك المشين المخالف للإسلام العظيم.

إذن، لا بدّ من إغلاق الحدود أمام المتطوعين الذين لا يذهبون إلا ليُقتلوا.. ولا خطر على إسرائيل من قِبَلِهِم أصلاً.. فالحدود إما أن تُفتح أمام الجيش بشكل علني بعد إعلان الحرب، أو أن تغلق، وليس هناك (نصف فتحة) للحدود بحيث يدخل المتطوعون خِلسة.

ولا يصحّ اتخاذ بعض الأمثلة دليلا على تفنيد قولي هذا، مع أن الأمثلة الواقعية تصح حجة لصالح قولي، لكني لن أستغلها لدعم موقفي، بل لا بدّ أن يكون الموقف صحيحا بغض النظر عن إثبات التاريخ لصحته، وبخاصة أن هناك جدلا كبيرا في صحة ما تم من ممارسات قتالية عبر العقود الماضية. ثم إن الصحة، عندي، ليست هي تحقيق مكاسب على الأرض، بل هي التزام الحق.

كيف نواجه إسرائيل التي تغتصب كل يوم أرضا وتصادر أخرى تحت شتى الذرائع؟

لنعلم أن العالم يُدار من أناس دجالين، لكنهم يغلفون دجلهم بغلاف من العدالة والحق والحرية والمساواة.. أي أنهم لا يمارسون الظلم إلا بعد أن يحفظوا لأنفسهم خطّ الرجعة.. والمعنى: أنهم يُظهرون للعالم شيئًا ويمارسون شيئًا آخر غالبًا.. وهذا الأمر ليس سهلاً دائمًا عليهم، لذا فإنهم حين يخططون لعمل إجرامي فإنهم يبحثون عن مبررات تقنع العالم بجرائمهم، بحيث يرى كثير من الناس العملَ الإجراميَّ دفاعًا عن الخير والحق والعدالة. ولنضرب بعض الأمثلة:

-قدوم أمريكا إلى الخليج كان تحت مبرر الحرب العراقية الإيرانية ولحماية المصالح المختلفة هناك. وحربها للعراق سنة 90-91 كان تحت شعار تحرير الكويت وشعبها من طغيان صدّام.

-احتلال أفغانستان سنة 2001-2002 كان تحت مبرر اعتقال أعضاء القاعدة بعد ضرب برجي نيويورك، مع أن أعضاء القاعدة قد تلقوا دعما كبيرا من أمريكا والسعودية قبل ذلك بسنوات عندما استُخدموا أداة لضرب الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.

-احتلال العراق سنة 2003 كان تحت مبررات عديدة، من ضمنها القضاء على الدكتاتورية الجاثمة فوق صدور العراقيين. ولما كانت هذه المبررات ضعيفة، فلم يقتنع كثير من العالم بها، وكادت تقوض التحالف الغربي لو أحبّ العراقيون قائدهم ودافعوا عن بلادهم شهرين اثنيْن، لكن كرههم لصدام جعلهم يرحبون بأمريكا أمام الكاميرات.

-حتى طرد الفلسطينيين من قراهم سنة 48 كان يبرره اليهود بالضرورة العسكرية، أي أنهم اضطروا لطرد سكان بعض القرى والمدن لأن سبعة جيوش عربية كانت تقاتلهم، عدا عن السكان المحليين.. ويدّعون أن البقية خرجوا بمحض إرادتهم.. ولا أشك أن اليهود كذبة في ادعائهم.. لكن قدوم سبعة جيوش لا تملك شيئًا، وقيام بعض المتطوعين بالغارات على مستوطنات من دون أن يملكوا سلاحا حقيقيا كان مبررا كافيا لليهود ليقنعوا أنفسهم ثم العالم بضرورة القيام بجرائمهم.

-ثم جاءت حرب ال67 التي خسرنا فيها ما تبقى لنا من أرض.. فقد كان سببها عنجهية عبد الناصر الذي لم يكن ليستطيع الوقوف أمام الصهاينة حتى لو اتّحد معه العرب أجمعون.. وقد تبيّن ذلك سنة 73، حيث لم يحقق العرب شيئًا رغم أنهم باغتوا إسرائيل في حرب وهي تحتفل بعيد دينيّ.. وسرعان ما انقلبت الموازين في المعركة لصالح اليهود.

إذن، لا يقوم العالم اليوم بحرب من دون مبرر.. بل إن الأنظمة العربية لا تقوم باعتقال من دون مبرر، لكن هذه المبررات تكون واهية في كثير من الأحيان.. وإن أسوأ فكرة منتشرة بين الناس أن العالم سيهاجمهم ويحتل ديارهم ويقتلهم، سواء وجد مبررًا أم لم يجد. هذه الفكرة تدميرية إحباطية قنوطية.. فصاحبها محبط، يائس، مفعول به. إن الواجب علينا أن نفهم المعادلة الدولية.. أن نفهم الواقع السياسي، لنتحرك لنيل حقوقنا وكشف دجل أعدائنا من خلال المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية المنتشرة في العالم كله.. إن الغرب ليس كله شرًّا.. لقد خرجت مسيرات تستنكر الحرب على العراق بالملايين في كثير من دول العالم الغربي.. ولقد خرجت مسيرات عند استشهاد محمد الدرة في أمريكا نفسها.. إن العالم ليس كتلة من الشر، بل فيهم الصالح والطالح، وفيهم الصادق والدجال.. وحتى الدجال فليس كتلة من الدجل، بل فيه جوانب مضيئة يمكن تقويتها.. إن علينا أن نُظهر عدالة قضيتنا أمام هؤلاء جميعًا.. ويجب أن نجعل ذلك على رأس أولويات نضالنا.. لا أن نجعل قتل أكبر عدد من اليهود هو العمل الأساس الأوّلي.. فالقتل ليس غاية ولا يجوز أن يكون كذلك في أي حال من الأحوال.

النضال السلمي:

لا أرفض النضال العسكري رفضا مبدئيا، لكني أرفض الكذب والغدر والخيانة والتضليل.. أما النضال العسكري الملتزم فهو مرحّب به بداية، لكنه ليس هو الحل دائما، بل قد يكون عقبةً أحيانًا، وقد يكون حلاًّ مثاليًّا، وقد نجتهد فنختلف في تطبيق ذلك على ظرف خاص. لكن ما يجب معرفته هو أن القتال الملتزم وسيلة وليس غاية.. وفي ظل ظروفنا الحالية[1][1][2] أرى أن النضال العسكري لا يفيد قضيتنا. لذا فإني أَعْجبُ للمناضلين الذين يقاتلون لتحقيق قرارات مجلس الأمن الدولي! أليس من واجب العالم أن يقوم بتطبيق هذه القرارات؟! أليس هذا واجب الأمم المتحدة ودول العالم قاطبة؟ إذن، واجبنا أن نناضل سلميًّا لإجبارهم على التسريع في تنفيذ ذلك.. أما من يسعى من خلال نضاله لطرد اليهود من فلسطين كلها ببندقية قلّما تصيب هدفها، فلا أظنه إلا عبثيًّا يعلم يقينًا أن عمله ليس أكثر من مادة للتنظير في الجلسات النقاشية الحادّة. إن من يريد أن يحرر فلسطين كلها عليه أن يعدّ العدّة لذلك.. وهذا لن يكون سهلاً في ظروفنا الحالية التي تشهد انهيارًا سياسيًّا واقتصاديًَّا في الدول الإسلامية كافة.. وتشهد صعودًا سياسيًّا واقتصاديًّا في دول الغرب كافة.

يجد بنا أن ننطلق من قرار التقسيم لعام 47 في تفاوضنا مع إسرائيل، وعلى العالم أن يساعدنا في ذلك.. وإن أصرّت إسرائيل على رفض قرار مجلس الأمن، فلتكن فلسطين كلها دولة ديمقراطية علمانية واحدة، حيث سنكون أغلبية بعد عقد من الزمان، وستنتهي الصهيوينة وستذوب من غير قتال.. لأن السلام يقضي على الأفكار العدوانية كلها، ذلك أنها لا تعيش إلا على الدماء والأشلاء. هذا هو التصور الذي علينا التمسك به للقضاء على الفكرة الصهيونية العدوانية.

الانتفاضة الثانية:

لكن المناضلين الفلسطينيين في الانتفاضة الثانية يسعون لإقامة دولة على أرض الضفة وغزة والقدس. وقد تغيرت الاستراتيجية مرات ومرات، لأنهم لا يملكون استراتيجية واضحة محددة، حتى داخل الفصيل الواحد.

استراتيجية حماس:

حماس امتداد لجماعة الإخوان المسلمين التي تسعى للسيطرة على الشارع لإقامة حكم إسلامي في الدول الإسلامية.. وقد شاركت هذه الحركة في الانتفاضة الأولى كمنافس لمنظمة التحرير، أما في الانتفاضة الثانية فقد اضطرت للمشاركة بعد أن التفّ الشارع حول فتح التي بادرت في هذه الانتفاضة، فخشيت حماس من انفضاض الناس عنها، فدخلت بقوة كبيرة وشاركت بشكل أذهل الجميع، حيث أثبتت أن لديها قدرات عظيمة.

ولا ريب في أنه قد حصل جدال طويل داخل حماس قبل تبنيها المشاركة في هذه الانتفاضة، فالبعض يرى أن هذه الانتفاضة صناعة السلطة، وهي انتفاضة تفاوضية وليست تحررية، ولن يقطف ثمارها سوى السلطة، فلا داعي للمشاركة.. بينما قال آخرون: إن الجهاد فرض دائمًا، فهل نشيح بوجهنا عنه وقد دقّ أبوابنا؟ ثم إن "الإسلام شجرة لا تعيش إلا على الدماء والأشلاء"! فإشعال الوضع يعيد الناس إلى ربّهم ويملأ المساجد شبابا وشيبا.

هذا النقاش حُسم لصالح الفريق الثاني بعد أن شاهد الناس المظاهرات العنيفة الشعبية التي خرجت في الأسبوعين الأوَّلَيْن للانتفاضة الثانية.

ويظهر من هذا أن استراتيجية حماس ليست قائمة على تحرير ال67، ولا ال48، فهي تخشى من الخوض التفصيلي في هذا الخلاف؛ ذلك أنها إن أعلنت بوضوح أنها تريد تحرير ال67 فقط، فسيقال لها: لقد تخليت عن الأرض الإسلامية، وإن قالت بوضوح: سنحررها من البحر إلى النهر ولن نرضى بأقل من ذلك، فسيقال لها: لقد جننت وضيعت المكاسب السياسية. لذا فإنها تتجنب الخوض في هذا الموضوع علانية.. من هنا فلا استراتيجية في هذا الجانب.. أي أنه لم يبق استراتيجية إلا في القتال لمجرد القتال، لأن القتال والدماء والأشلاء تُبقي الناس في حالة روحانية عظيمة، وتعيد الناس إلى ربهم! كما يتصور هؤلاء. حتى الجدار سيء الصيت الذي بناه المغتصبون الصهاينة نظروا إليه في حماس على أنه نصر حقيقي لهم، ذلك أنه دليل على خوف اليهود منهم!!!!! وهذا يدل على طريقة تفكيرهم، وأنها ليست قائمة على تحقيق مكاسب سياسية أو صيانة حقوق المواطنين أو التخفيف من وطأة العدو أو ما شابه ذلك، بل إنهم يفرحون لتشديد الحصار وتقتيل الأطفال، فهذه الأمور تجعل الناس متمسكين بالله أكثر وأكثر. إذًا، هذه هي الاستراتيجية الوحيدة.. القتل والدم والأشلاء والحصار والجدار والعداء لأنه يؤدي إلى القرب من الله. إنها استراتيجية الحرب لمجرد الحرب.

ولا شك أن هذه الاستراتيجية ناجحة على المدى القريب، أي أنها تخلق جيلا حمساويا لا يسمع إلا أناشيد قتالية.. لكن هذا الجيل ليس مسلما حقيقيًا، بل هو جيل عنصري كاره يميل نحو الهوجاوية والعنف.. وستحصد حماس ثمار هذا الجيل بعد حين..

كيف كان علينا أن نواجه قرار التقسيم عام 47؟

معلوم أن بريطانيا كانت تحتل فلسطين خلال قرار التقسيم وقبله بثلاثين عاما.. ولم يكن بإمكان الشعب العربي في فلسطين مقاومة هذه القوات البريطانية المدججة بالسلاح. ولمّا كانت بلفور وزير خارجية بريطانيا قد نظر بعين العطف لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، فكان على الفلسطينيين منذ ذلك الحين أن يعملوا جاهدين بأساليب حكيمة للحيلولة دون تنفيذ هذا الوعد بالطريقة التي تضيع أرضهم.. فكان عليهم أن يقوموا بما يلي:

1-عدم بيع أي شبر لليهود. وتوعية السكان إلى خطورة مثل هذا البيع.

2-تشجير الأراضي غير المزروعة والمحافظة على أراضيهم كلها.

3-الطلب من العرب في الدول العربية القاحلة أن يرحلوا لفلسطين ليعمروا أرضها.. وإذا كانت القوانين لا تسمح بذلك، فكان يمكن تزويج هؤلاء بحيث يحصلوا على المواطنة.

4-المحافظة على القيم الإسلامية التي تحرم ذبح السكان الأبرياء حتى لو كانوا يهودا.. لذا فقد كان من غير اللائق ذبح يهود الخليل عن بكرة أبيهم وقد كانوا ساكنين فيها منذ قرون طويلة.

5-عدم فتح جبهات متعددة في الوقت الذي لا يملكون فيه بندقية صيد.

6-التركيز على النضال السلمي الذي يوضح للعالم وللشعوب الأوروبية وغيرها الظلمَ الواقع على الفلسطينيين لسبب تطبيق الفكرة الظالمة العنصرية العدوانية بقيام وطن قومي لليهود على أرض غيرهم.

7-إنشاء بيت مال خاص بشراء الأراضي من المحتاجين لبيعها، وتشغيل العمال العرب القادمين من بلاد عربية فيها، والرفع من اقتصاد سكان البلاد الأصليين.

8-القيام باعتصامات ومسيرات سلمية لمحاربة القوانين البريطانية المتعلقة بالأراضي وضرائبها وتبيان مأساويتها على الشعب، وتعرية الهدف الحقيقي من ورائها.

9-التظاهر ضد شخص المندوب السامي، وتبيان أنه صهيوني يعمل لصالح طرف واحد.

10-إعطاء مهلة تحذيرية للمحتل البريطاني، بعد أن تتأسس قيادة معروفة داخل البلاد.. بحيث تحذر المحتل من أن التظاهرات السلمية ستتحول إلى عصيان مدني إن استمر في تجاهل مطالب المواطنين.

11-التحذير من تحويل العصيان المدني إلى كفاح مسلح علني.. تقوم به طليعة من السكان.. بحيث تتمسك هذه الطليعة بالإعلان عن أسماء أفرادها، وفي الوقت ذاته الاختفاء عن أنظار الحكومة المحتلة، وضرب عسكرها ومسؤوليها في كل مكان.. وعدم القيام بأي عمل يتنافى مع الخلق الإسلامي المعروف، كالصدق والأمانة والوفاء..

12-إنشاء تنظيم عسكري موحد يقوم بمقاومة المحتل عسكريًا إذا غلب على الظنّ أن هذه الخطوة ستحقق إيجابيات ملموسة، وأن التضحيات لن تؤدي إلى كوارث جديدة.

13-مراجعة كافة الخطوات بين الفينة والفينة وملاحظة مدى نجاح كل خطوة.

أما وأن هذا لم يحصل، بل حصل عكسه، فكانت النتيجة قرار التقسيم الجائر سيئ الصيت.. لقد كان علينا بعد هذا القرار أن نقوم بما يلي:

1-التوضيح للعالم أجمع أن هذا القرار جائر ومخالف للقيم والعدالة.

2-إعلان قبول هذا القرار مع توضيح أنه قرار إجرامي.. والموافقة عليه آتية من باب أنه صدر عن مجلس الأمن الدولي الذي لا يمكن عصيان قراراته المُلزمة، مع التذكير أنها قرارات ظالمة.. وأن قبولنا فيه ليس تكتيكيًّا، بل هو قبول بالظلم الواقع علينا من قِبَل دول العالم التي وافقنا على الانضمام إلى هيئتها لأسباب عديدة.

3-مطالبة العرب المقيمين في الجزء الإسرائيلي من فلسطين البقاء في منازلهم والمحافظة على أراضيهم وعدم إعطاء أي مبرر للعدو لترحيلهم.

4-العمل على إعداد العدة للحرب القادمة التي ستشنها إسرائيل العدوانية التوسعية، والتي من خلال عدوانها سنعمل على تحطيمها واستئصالها.

5-العمل على قيام سلام دائم مع الصهاينة، والتخطيط لإذابتهم في محيطنا، بحيث يشكلون حارات في مدننا الواسعة، ويصبحون مواطنين عاديين كما هم النصارى.

6-هذا كله يتطلب الالتزام بالمثل الإسلامية التي لا بدّ أن يتأثر بها الغزاة فيدخل جزء منهم في الدين الإسلامي، فيصبحون كالغزاة التتار الذين أذبناهم في محيطنا وأصبحوا جزءًا منا. وهذا لا بدّ أن يحصل بعد أن يرى اليهودي، القادم من محيط مادّي شرير إلى محيط تكافلي أخلاقي إسلامي، المثلَ الإسلامية العليا.

7-عدم افتعال أي حرب مع اليهود، ما دام وضعنا كما هو، لأن قوتهم أضعاف قوتنا المقاربة للصفر.

النتيجة:

لو تمّ هذا ما تذرع اليهود بالحرب لطرد السكان المحليين من حيفا وعكا ويافا واللد والرملة ومئات القرى المنتشرة في النقب والجليل.

وماذا بعد؟

ماذا حققنا من وراء الحروب المستمرة مع إسرائيل؟ هل ملّ اليهود وهربوا؟ هل تحطمت معنوياتهم وانهاروا ورحلوا؟ هل أعدنا أرضًا بالقوة؟ هل انتصرنا عليهم في معركة واحدة؟

ألم يأنِ للمقاتلين أن يعلموا أن الصلح مع هذا المغتصب هو خير وسيلة لتذويبه والقضاء عليه؟ ألم تكفهم التجارب المريرة كلها؟

ألم نُهزم في سنة 48 وضاع ربع آخر من فلسطين؟

ألم نُهزم في سنة 67 وضاعت بقية فلسطين وسيناء والجولان؟

ألم نُهزم في سنة 73 والتي لا زال العرب يحتفلون بها كانتصار؟

ألم نُهزم في سنة 82 حيث طرد الفلسطينيون من لبنان؟

ماذا حقق النضالُ الفلسطيني في الأردن؟ هل طرد إسرائيل؟ ألم يكن أيلول الأسود ثمرته الطبيعية؟ وماذا حقق في لبنان؟ ألم يستقبل اللبنانيون في جنوب لبنان الجنودَ الإسرائيليين بالورود؟ لماذا؟ أليس هذا هزيمة كبيرة لنا؟

لقد بينتُ أن قتال دولة بالتسلل عبر حدود دولة أخرى هو إعلان حرب من هذه الدولة. وهذا مبررٌ كافٍ لغزوها، لذا غزا الصهاينةُ لبنان وحقّقوا ما أرادوا. وكانوا سيغزون الأردن لو لم تحدث كوارث أيلول اللعينة.

وأذكّرُ في هذا السياق أنني لا أرفض القتال من ناحية مبدئية، بل أرحب به إن كان مدروسًا وملتزمًا.. ولا معنى لقتال أفراد متسللين عبر الحدود! بل لا بدّ من قتال دولة لدولة.. ثم أليس من واجب العرب والمسلمين والأحرار في العالم أن يعيدوا الحق لأصحابه، فيحرروا فلسطين؟ أليس تحرير فلسطين واجب مليارات في هذا العالم؟ فلماذا نقوم بالعبء وحدنا؟ لماذا نقوم به ونحن عالمون أننا لن ننجح؟! بل نرى أننا نهزم في كل عام مرة أو مرتين، ثم لا نتذكر!

مفهوم الوقف الإسلامي ومفهوم الأرض الإسلامية

على أن الفكر الإسلامي التقليدي يرفض الحلول السلمية من جذورها، ويراها حراما وكفرا.. ويحتج على ذلك بأن فلسطين أرض وقف إسلامي، وأنه لا يجوز التفريط بشبر منها. فهي أرض وقف، وهي أرض إسلامية..

وكأنه يجوز التفريط بغيرها من الأراضي غير الوقفية وغير الإسلامية!!!!!!

إن التفريط بالحقوق عمل مرذول، لكن الوضع الدولي يحتم على العاقل أحيانا أن يفاوض المغتصبين والمجرمين ويتنازل عن بعض حقوقه مقابل حقٍّ أكبر، فمثلا: قد يختطف طفل، ويفاوضنا مختطفوه على فدية، فندفع لهم هذه الفدية، أي أننا تنازلنا عن حق من حقوقنا من أجل حق أكبر منه.. فالتنازل عن الحقّ أمر ترفضه الغريزة، لكن العقل يقبله في حالات. من هنا فقد تفاوض صلاح الدين الأيوبي مع الصليبيين، بحيث يكون الساحل الفلسطيني من نصيبهم. ولم يذكر التاريخ أن الفقهاء قد قالوا له: لقد فرطت في أرض الوقف الإسلامي!!!

أما مسألة الوقف، فإن فلسطين ليست ارضًا وقفية، بل فيها أراضٍ موقوفة لصالح الفقراء والمساكين وطلبة العلم ولرعاية شؤون المساجد، أما عامة أرضها فهي مملوكة ومطوب كثير منها بأسماء أصحابها.. وقد ملكوها بالشراء والتعمير.. ولو كانت موقوفة لكنا مغتصبي أراضي وقفية، وهذا عمل يمثل كبيرة من الكبائر.

وأما القول بإسلاميتها، فاعلم أنه لا توجد أرض إسلامية ولا أرض مسيحية ولا يهودية.. بل الأرض شيء غير عاقل، فلا دين لها.. فلا يقال عن كوم الحجارة في أرضي إنه كوم حجارة إسلامي، كما لا يقال عن كوم الحجارة في لندن إنه مسيحي.. فالحجر لا دين له، ولا التربة بأنواها المختلفة.

إن اصطلاح (أرض إسلامية) لا أساس له ولا معنى.. فالأرض لصاحيها، ويستطيع المسلم أن يشتري أراضي في نيويورك وباريس، كما يمكن للمسيحي أن يشتري أراضي في طولكرم والقدس. إن هذا الاصطلاح لم يرد في قرآن ولا سنة.. بل هو قول فقهي اجتهادي لا يمثل شيئًا ذات قيمة..

أما قول بعضهم إن الأرض الإسلامية هي كل أرض فتحها المسلمون، فهو قول لا دليل عليه أولا.. ثم هو مرتبط بالجهاد وفلسفته في الإسلام.. فعند هؤلاءِ يمثلُ الجهادُ وسيلةً لمهاجمة غير المسلمين مهما كانت مواقفهم تجاهنا، لإجبارهم على الخضوع للكيان الإسلامي.. ونحن نرى في هذا الفهم عدوانا يأثم فاعله إثما عظيما..

إنه لا معنى لاصطلاح أرض إسلامية، لأن الدين لا أرض له ولا وطن.. بل يعتنقه بشر، يؤمنون به، ويضحون من أجل نشره، بالحكمة والموعظة الحسنة.. وإن هوجموا بالقوة فيردوا بالقوة.. وهذا كله لا علاقة له بهذا الاصطلاح، ولا يجعل أرضنا إسلامية.

من هنا فإن فلسطين ليست وقفية ولا إسلامية.. بل هي أرض عادية.. باركها الله تعالى، إذ جعلها مكانا لبعثة أعداد كبيرة من أنبياء بني إسرائيل، ثم جعل إسراء النبي صلى الله عليه وسلم إليها.. لكن هذه المباركة لا تعني أن نسميها إسلامية أو وقفية.. ومع هذا كله فلا يجوز التفريط فيها.. ولا ريب، عندي، في أن الذين رفضوا قرار التقسيم عام 47 في تلك الظروف الرهيبة قد فرّطوا في ربعها الذي سلبه الصهاينة المعتدون.. فالفرق بيني وبين رافضي قرار التقسيم أنني كنت سأعمل على إبقاء 23% من فلسطين بأيدينا، بينما ساهم الرافضون بزيادة نسبة الصهاينة المعتدين من 55% إلى 78%. فمن المفرِّط إذن؟! كما أنني الآن حين أدعو إلى عدم (عسكرة الانتفاضة) إنما أعمل على عدم التفريط بتلك الأرض الشاسعة التي سلبها اليهود تحت مبرر العمليات التفجيرية في القدس وتل أبيب.. فلو اتبع الناس ما قلناه في بداية الانتفاضة ما ضاعت هذه الأراضي. فمن المفرط إذن؟ إن العنجهية والرفض السلبي والصراخ والطخطخة لا تعني عدم التفريط، بل كل عمل يؤدي إلى ضياع أرض جديدة هو تفريط. أما الموافقة القلبية فليس هناك مؤمن يوافق على ضياع حقوق أحد.. ونحن حين نفدي ابننا المختطف بمليون دينار لا يعني أننا فرطنا بحقنا، ولا يعني أننا نَكره مالنا، ولا يعني أننا وافقنا قلبيا على دفع هذا المبلغ كله. كما لا يعني أننا جبناء منسحبون سلبيون متخاذلون مُخَذِّلون، بل يعني أننا عقلاء نحسب المسألة جيدا؛ فالإنسان ليس مخيّرًا بين خير وخير دائمًا، بل قد يُخيّر بين شرّ وشرّ أشدّ.

الهدنة محدودة الزمن مع العدو:

ويطلع علينا المشايخ بين الفينة والفينة ليعرضوا هدنة مدتها عشر سنوات مع العدو الصهيوني، معتبرين أن العشر السنوات هي الحد الأقصى لأي هدنة. وهذا الفهم يُعتبر تضييقا لواسع، وهو اجتهاد سيتراجعون عنه يوما ما كما تراجعوا عن غيره من الاجتهادات التي ضيقت عليهم سابقا.

إن القرآن الكريم لم يحدد مدة زمنية للهدنة مع العدو، كما لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم شيئًا حول هذا الموضوع.. كل ما يستدلون به هو صلح الحديبية الذي صالح فيه الرسول صلى الله عليه وسلم كفار مكة عشر سنوات.. علمًا أنه صلى الله عليه وسلم لم يقل: إن المعاهدة التي تزيد عن عشر سنوات محرمة.. بل قد يكون هذا التحديد قد طُرح من قبل الكفار، ثم وافق عليه المسلمون.. كما يُحتمل أنه طرح من قبل المسلمين ووافق عليه الكفار.. ويحتمل أنه طرح على بساط البحث أزمان أخرى وشروط أخرى، وتم التفاوض إلى أن اتفقوا على التفاصيل كلها.. ولم يقل أحد وقت التوقيع إن عشر السنوات زمن مقدس لا يجوز تجاوزه.

إن الكفار نوعان، كفار محاربون معتدون كإسرائيل، وكفار مسالمون. أما المسالمون فإنه لا داعي لهدنة معهم، بل معهم صلح دائم وعلاقات ودية وبر وإحسان.. وأما المحاربون فتجوز مهادنتهم مدة محدودة، طالت أم قصرت، ويجوز مهادنتهم مدة مفتوحة.. لأن الأصل في الأشياء الإباحة، وحيث إنه لم يرد دليل يحدد هذه المدة فتبقى من غير تحديد.. وتبقى الحالات كافة مباحة ومسموح بها.

لماذا ترفض حماس الحلول السياسية

من هنا ظلت حماس ترفض الحلول السلمية، بل ظل الفلسطينيون يرفضونها.. لأن خلفيتهم الدينية الفقهية مهلهلة.. ولأن اجتهاداتهم مؤسسة على شفا جرف هار. ومن ثمّ ظلت حماس خارج نطاق منظمة التحرير الفلسطينية، فهي، عند حماس، منظمة تريد التفاوض، وهو حرام بإجماع!!!! وظل هذا الخروج على المنظمة يشكل هاجسا بالفتنة الداخلية ولا زال. ولا زلنا نذكر كيف عملت حماس على إثبات نفسها في الساحة حين فرضت إضرابا شاملا بتاريخ 21-8-1988 في الضفة، فعملت التنظيمات التابعة للقيادة الموحدة حينها على إجهاضه، ومن هناك بدأت النزاعات.

السادات والاتهام بالخيانة:

لقد اتّهم العربُ أنور السادات بالخيانة حين فاوض اليهود وأعاد سيناء التي تبلغ مساحتها أضعاف فلسطين كلها.. ويكاد الفلسطينوين اليوم يجمعون على وقف نضالهم إن انسحبت إسرائيل من الضفة والقدس الشرقية.. مع أن هذه المساحات لا تمثل شيئًا مقارنة بسيناء. أفلا يجب عليهم الاعتذار للسادات في قبره؟!

ويجب علينا في هذا السياق الدفاع عن السادات، ذلك الرئيس الذي اضطر للقيام بمناورة عسكرية محدودة أُطلق عليها حرب تشرين سنة 73.. لم تكن هذه الحرب إلا لرفع الروح المعنوية للجندي المصري وللقيادة المصرية لتقوم بالتفاوض بقوة.. كان هذا الرئيس يعلم قبل الحرب أنه لا قبل له بإسرائيل، وكان يعلم أنه حتى لو كانت إسرائيل ضعيفة-جدلا- فإن الغرب يحميها.. وكان يعلم أن العرب يكرهون إسرائيل واليهود كرها عظيما، وأنهم لا يستوعبون أن يقيموا معهم علاقات حسن جوار. وكان يعلم أن العرب قد أجمعوا على تخوين الحبيب بو رقيبة حين دعا إلى مصالحة إسرائيل.. ولا شك، عندي، في أنه أبلغ الزعماء العرب بهذا كله.. لكن الزعماء لم يكونوا يجرؤون على المواجهة مثله.. ويبدو أن بعضهم طلب منه الانتظار، ولكن الرجل مضى في طريقه.. فما دامت الحرب لا تعيد شيئًا، وما دامت إسرائيل تغتصب أراضي جديدة في كل مرحلة، فلماذا لا نوقف هذا التفريط عبر التفاوض؟! وكانت ردّة فعل العالم الإسلامي: السادات خائن العرب!!! وحين يتذكر المرءُ ذلك يومَ طَرَحَ العربُ في قمتهم في آذار 2002 خطةً للسلام تتضمن ما كان السادات قد فاوض من أجله.. لا يتمالك نفسه من إطلاق ضحكة صفراء على هذا الواقع الموغل في إضاعة الفرص والندم عليها.

هل التفاوض مع المغتصب يعني الخيانة والتفريط في الأرض؟

إننا لسنا أمام خيارات متعددة ومريحة، فلا يملك العربُ أيّ قوة، بل يملكون عوامل الضعف والتشتت.. ولو كنا نملك القوة العسكرية والوحدة الفكرية والسياسية، لمنعنا قيام إسرائيل أصلا.. لكننا نتحدث عن الواقع..

إننا في واقع تغتصب فيه إسرائيل كل يوم أرضًا جديدة، وهي تستغل حالة اللاسلم واللاحرب لفرض وقائع على الأرض يصعب تغييرها. لذا فإن رفض التفاوض في مثل هذه الحالة يعني تفريطًا في الجزء المتبقي من الأرض.

يجب على القارئ أن يستذكر الواقع الذي نعيشه جيّدًا، لا أن يضع رأسه في القرن الثامن ورجليه في القرن الحادي والعشرين! ليس أمامنا أن نختار بين الحرب وبين عدم التفاوض، بل يوجد طريق ثالث، فحربنا خاسرة، لأسباب كثيرة معلومة.. وعدم التفاوض يعني استمرارية إسرائيل في مخططاتها الجهنمية التي تبررها بعدم قبول العرب للتفاوض وبإصرارهم على رميها في البحر، فهي بالتالي تريد ضمان أمنها.. لذا لا بدّ من التفاوض، ولا بدّ من التعهد بعدم قذف إسرائيل في البحر، ولا بدّ من الموافقة على بقائها بيننا، رغم كرهنا لذلك.. لأن غير ذلك يعني التفريط الكلي..

قد يقول أحدهم: هذه هي خطة إسرائيل عبر عقود قيامها، وأنت بقولك هذا تخضع لخطتهم المرسومة، وتلبي حاجاتهم المدروسة. فنقول ردًّا على هذا: إن إسرائيل قامت لتتوسع في أرض أوسع من ذلك بكثير.. إن خطتها أن تبقى في حروب مستمرة، لتملك ما بين النيل والفرات.. وهذا لن يتأتى من غير حروب مستعرة.. أما التفاوض والسلام الدائم فإنه يقضي على طموحها العدواني، ويقذف بالكرة في الملعب الإسرائيلي الذي ينشغل بصراعاته الداخلية، كونه لا يعيش إلا على الدماء والأشلاء. فالسلام الحقيقي نهاية لإسرائيل.

وبالمحصلة فإن التفاوض الذي يتضمن الاعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود، لا يتضمن الخيانة، بل يعني وقف توسعها السرطاني، ونقل المعركة إلى صراع داخلي بين أركانها.. وعدم التفاوض يعني: إما حربا جديدة تُفقدنا أرضا أخرى، وإما استمرارا في مصادرة اراضينا والتضييق علينا وطردنا التدريجي.

هل نقبل أي تفاوض مهما كان؟

على أن هذا لا يعني أننا نريد أن نفاوض بأي طريقة كانت، بل لا بدّ من الدراسة المسبقة المستفيضة.. وأهم شرط لتحقيق ذلك هو الإصرار على تطبيق قرارات مجلس الأمن، وأهمها قرار التقسيم، ثم الذهاب إلى التفاوض مجتمعين، لا الانفراد بالفلسطينيين المهرولين نحو العودة الشخصية إلى البلاد بعد أن ذاقوا المرّ في الدول العربية! والمعنى أن العرب لو أصروا على التفاوض مجتمعين وضغطوا على دول العالم لتجبر إسرائيل على الصلح وتطبيق القرارات الدولية لحشروا إسرائيل في الزاوية ولأُجبرت في النهاية على التفاوض والانسحاب. لكن إسرائيل ظلت تتذرع بالعمليات العسكرية، ولما أخذت العمليات التفجيرية تتصاعد في الباصات المدنية الإسرائيلية، كانت هذه خير وسيلة للهروب الإسرائيلي من تنفيذ أي قرار دولي. لقد قدّم هؤلاء التفجيريون هدية سخيّة للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

الوحدة العسكرية والسياسية والتعددية الفكرية

لا بدّ لحركات التحرر في أي بلد من توحيد الاستراتيجية العسكرية وتوحيد القرار السياسي، مع احتفاظ كل جماعة بفكرها السياسي الخاص بها. والمعنى: أن من حق أي جماعة أن ترى أن الحل العسكري هو الأفضل، لكن ليس من حقها أن تمارس ذلك وحدها، بل لا بدّ من التنسيق





--------------------------------------------------------------------------------


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علمتنى الحياة ان الصهيونية لا تعيش الا على الدماء والاشلاء
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire ::  الـــــقـــــــــســــــم الـــــــــغــــــيـــــــــر عــــــــســـــــكـــــــــــري  :: مواضيع عامة-
انتقل الى: