عقود أميركية لدراسة اعتراض الصواريخ في مراحل انطلاقها

انطلقت الولايات المتحدة عملياً في مسار امتلاك القدرات المضادة للصواريخ في مراحل انطلاقها. وقد أعلنت وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية عن منح ثلاثة عقود لدعم تحديد مفهوم الصاروخ SM-3 Block IIB القادر على اعتراض الصواريخ المعادية في مرحلة باكرة، وتخطيط البرنامج المتعلق به.

وستعمل الشركات التي تم اختيارها مع وكالة الدفاع الصاروخي لتحديد ماهية التصاميم الصاروخية الحيوية والميسرة الكلفة وتقييمها، وإجراء دراسات لأفضل الحلول التقنية وتطوير خطة تطوير قابلة للتطبيق.

وقد تم منح العقود بعد الإعلان عن إجراء منافسة على موقع فرص الأعمال الفيدرالية الحكومية، وحصلت وكالة الدفاع الصاروخي على أربع عروض اختارت منها ثلاثة.

وكان الرئيس الأميركي في العام 2009 قد اختار مقاربة تكيفية على مراحل، لتطوير ونشر الدفاعات الصاروخية عن الولايات المتحدة. ويعتبر الصاروخ SM-3 Block IIB عاملاً رئيسياً بالنسبة للولايات المتحدة لتحقيق تقدم في مجال الدفاع الصاروخي بتكلفة أكثر إجزاءً، بالنسبة للمرحلة الرابعة من المقاربة التكيفية على مراحل، وذلك من خلال توفير صاروخ اعتراضي قابل للنشر بسهولة كبيرة جداً، يتميز بالقدرة على تدمير الصواريخ المهددة في مرحلة باكرة من طيرانها. ومن شأن قدرة الاعتراض الباكرة هذه ان تخفض من الأعباء الملقاة على عاتق التصميم الهندسي للدفاع الصاروخي الأميركي المعاصر، والذي يدمر الصواريخ المهددة في مرحلة متأخرة من طيرانها.

وستكتمل المرحلة الرابعة هذه بحلول العام 2020، وستوفر قدرة اعتراض باكرة ضد الصواريخ البالستية على المستوى المتوسط والأبعد والعابر للقارات. وهكذا، توافقاً مع قدرة نظام الدفاع الصاروخي في المسار المتوسط GMD، الموضوعة قيد الخدمة الآن في ألاسكا وكاليفورنيا ضمن منظومة الدفاع الوطني، ستوفر المرحلة الرابعة ضمن المقاربة التكيفية على مراحل، مع الصاروخ الاعتراضي الجديد SM-3 Block IIB والقيادة والتحكم المعززة وشبكة المستشعرات، ستوفر قدرة دفاع فعالة للدفاع الوطني والمناطقي، من خلال إتاحة العديد من الفرص للصواريخ المعترضة أن تدمر الصواريخ المهاجمة مهما كان مداها في المنطقة التي انطلقت منها.

منحت العقود الثلاثة في هذا الإطار لكل من شركة بوينغ (Boeing) بقيمة 41.1 مليون دولار، ولوكهيد مارتن (Lockheed Martin) بقيمة 43.3 مليون دولار، ورايثيون (Raytheon) بقيمة 42.7 مليون دولار.

يعتبر SM-3 Block IIB صاروخاً اعتراضياً يستخدم قوة الاصطدام المباشر لتدمير هدفه. وسيتم إطلاقه من نظام السلاح إيجيس الساحلي (Aegis Ashore)، وهو يمثل طرازاً برياً لنظام إيجيس للدفاع ضد الصواريخ البالستية.

وتتيح القدرة على اعتراض الصواريخ في مرحلة طيرانها المبكرة، أي في مرحلة انطلاق الصاروخ نحو الأعلى، تتيح للمدافعين أن يتعاملوا مع غارات صاروخية أكبر، هجوم صاروخي متعدد، والاشتباك مع هذه الصواريخ قبل تمكنها من تنفيذ مناورات لتحاشي الإصابة، أو نشر الإجراءات المضادة.

ويتميز الصاروخ SM-3 Block IIB بسرعة ذروية أكبر، ومرونة في أطلاقه من مواقع مختلفة، وبقدرة أكبر على تحويل اتجاهه، ويمكنه ايضاً التعامل مع الصواريخ البالستية العابرة للقارات، مكملاً بذلك قدرة نظام الدفاع الصاروخي في المسار المتوسط GMD.

وستستفيد الطرازات المستقبلية لصاروخ SM-3 Block IIB من جهود الأبحاث والتطوير المستمرة حول نظام تحكم بالمسار والوضعية باستخدام الوقود الصلب، بالإضافة إلى اختبارات لتصاميم هيكلية صاروخية خفيفة الوزن لبرهان القدرة على إنتاج ودمج المواد الخفيفة الوزن في الصاروخ. وكذلك ستستمر وكالة الدفاع الصاروخي بتطوير النماذج الرقمية والنماذج التشبيهية لدعم منظومة قدرات شاملة لنظام الصاروخ.


القدرة على الاعتراض الصاروخي في كل الحالات باتت
أقرب ما يمكن للتحقيق