1-الحصول على الخبرة لتصميم وصنع سلاح نووي:
على الرغم من أن تصميم وسيلة نووية متفجرة بنجاح يتطلب رواد لهم خبرة في علم المعادن والكيمياء والفيزياء والالكترونيات والمتفجرات ، فان التكنولوجيا المطلوبة ترجع إلى السنوات الاربيعينية من هذا القرن، كما أن مفاهيم الفيزيقية الأساسية كانت معلومة على نطاق واسع منذ مدة. ومعظم الفيزيقة ذات الصلة بتصميم عملي متاح في مراجع منشورة. وكما اكتشف العراق وغيره من البلاد ، هناك وثائق غير خاضعة لحضر النشر لدواعي الأمن ، أو رفع عنها الحضر ، تجعل تصميم السلاح أسهل كثيرا اليوم مما كان بالنسبة للقوى النووية الأولى .ولقد كان أول سلاح صمم على الإطلاق من الطراز المدفعي لسلاح هيروشيما ، مرتكزا على أسلوب إطلاق مؤكد بحيث لم يعتبر الاختبار النووي ضروريا قبل استخدامه في أعمال القتال .ومع هذا ،فالا بد من تكملة المعرفة ببنية أساسية صناعية ومواد لانجاز برنامج أسلحة نووية . ولدينا حالة مماثلة ، فتكنولوجيات صنع السيارات والطائرات ذات المحركات يرجع تاريخها إلى أوائل هذا القرن ، ولكن هناك بلاد كثيرة لا تزال عاجزة عن صنعها بالمجهود الوطني .
و المتوقع على ما يبدو أن صنع الأسلحة قد لا يمثل عقبات جسيمة للدولة التي تبغي إكثار الأسلحة . فتجميع سلاح من الطراز المدفعي عملية خالية من اللبس نسبيا . وقد تتطلب تصميمات الانفجارات إلى الداخل مخارط وعددا أخرى , و ربما مكابس يتساوى ضغطها في جميع الاتجاهات لصنع عدسات المادة المتفجرة و مكونات أخرى , و لكن قد يوجد موردون عديدين لهذه الأصناف الثنائية الاستخدام , و سبل متعددة لإسترادها . و قليلا من المعدات اللازمة للتجميع النهائي للسلاح ما هو تخصيصي بالدرجة الكافية لإمكان التحكم فيه بسهولة عن طريق قوانين التصدير .و من هذا فان إعداد رأس نووية لتكون سلاحا يصوب صاروخيا , يوثق به , أو يخزن بمدة صلاحية طويلة ينشئ عقبات يمكنها زيادة المجهود التطويري المطلوب زيادة ضخمة و قد يكون للبنية الأساسية والخبرة المكتسبتين من برامج البحوث النووية المدنية و محطات القوى النووية فائدة عظيمة لبرنامج الأسلحة النووية.
فالتكنولوجية المستخدمة في تطوير دورة الوقود النووي تطابق واقعيا, حتى نقطة معينة في تطوير التكنولوجية المستخدمة لإنتاج المواد القابلة للانشطار اللازمة للأسلحة وقد تشمل الخبرة التي تتصل بهذا الشأن المقدرة على التعامل مع المواد المشعة و الإلمام بالعمليات الكيمائية المتعلقة بصنع الوقود و بالمواد التي لها خواص كيميائية أو نووية محددة , و تصميم المفاعلات ونظم التحكم الالكترونية و تشغيلها . و على الرغم من أن الخبرة التي من هذا النوع ليست خاصة بتشغيل المفاعلات فقط _ و لا هي ضرورية و لا كافية لإنتاج سلاح نووي _ فمن شأنها أن تهيئ قاعدة تكنولوجية يمكن أن يعتمد عليها برنامج الأسلحة النووية. أضف إلى ذلك أن البنية الأساسية التي يقوم عليها توليد الكهرباء نوويا و دورة الوقود المرتبطة به , يمكنهما أن يكونا ستارا لعناصر برنامج أسلحة نووية ينفذ خفية, حتى و لو كان في بلد خاضع للتدابير الوقائية التي تفرضها الوكالة الدولية للطاقة الذرية .
إن أي فريق كفء من علماء الفيزيقا النظرية والتجريبية والمهندسين يمكنه اكتشاف أسس الأسلحة النووية بدون خبرة سابقة بالتصميم .و على الرغم من أن تفصيلات تصميم أداة نووية متفجرة و تحويلها واختبارها و إنتاجها لا تدرس يقينا في مراحل الدراسات العليا, فان المناهج الدراسية للهندسة النووية و الفيزيقا تهيئ حتى قاعدة أساسية للعمل في مجال تصميم الأسلحة النووية . و لاشك أن طلابا من بلاد كثيرة يذهبون سنويا إلى الخارج لتلقي العلم في هذه المجالات بأرقى الجامعات , و مع هذا, فان مساعدة الخبراء الأجانب الذين لهم دراية خاصة بالتصميم النووي يمكن أن تعجل بدرجة عظيمة برنامجا ما , بتفادي "الطرق المسدودة" التي قد تضيع الثمين من الوقت و الموارد.
ووفقا لتقارير وزارة الخارجية الأمريكية يوجد عشرات من العلماء الروس المرموقين, الذين يحتمل أن يكونوا قادرين على إدارة نواح بالغة الأهمية في برنامج للأسلحة ببلد ما, و ربما يوجد أيضا 1000 أو 2000 تقني ذوي مهارات تقنية مفيدة جدا. وعلى أية حال ,فان الاختصاصيين الروس و الغربيين يقررون أنه لا يوجد حتى ألان دليل قاطع على نجاح أية محاولة لاستئجار مصممين حقيقيين للأسلحة النووية.
وعلى أية حال , فان الخبرة اللازمة لإنتاج مواد صالحة للاستخدام في الأسلحة و تحويلها إلى سلاح يمكن تصويبه, تمتد في نطاق واسع من التخصصات العلمية , و تتطلب الخليط المناسب من الأفراد . و استئجار أي تخصصي معين في الأسلحة النووية قد يعود بفائدة عظيمة أو هامشية وحسب, وهذا يتوقف بشدة على احتياجات البلد في ذلك الحين.
2-الخطوات التي يتضمنها صنع الأسلحة النووية:
إن عملية صنع الأسلحة النووية الموضحة تخطيطا في الشكل معقدة و صعبة.و هي تتضمن ثلاث مرحل أساسية .أولاها وأصعبها هي إنتاج المواد النووية الخاصة-البلوتونيوم المعزول أو اليورانيوم العالي الإثراء –اللازمة في الرأس النووية الناسفة .
و ثانيا , لا بد من إضافة مكونات أخرى لتحويل اليورانيوم العالي الإثراء أو البلوتونيوم plutonium المعزول إلى سلاح , و هذه المكونات هي: متفجرات كيميائية ( أو عوامل دافعة في حالة الأسلحة من الطراز المدفعي) لكبس المادة النووية , و تكوين كتلة فوق الحرجة تعمل على استمرار تفاعل متسلسل انفجاري , و مواد غير قابلة للانشطار لتعكس النيوترونات , و تحصر قوة الانفجار , و دوائر الكترونية لإطلاق المتفجرات , و مولد نيوترونات لبدء التفجير النووي ( التفاعل المتسلسل) عند اللحظة المطلوبة , و دوائر كهربائية لإصدار الأوامر و التحكم و الأمان .و اختبار عملية التفاعل النووي المتسلسل ليس ضروريا و لكن اختبار نظام الانفجار الكيميائي غير النووي في أسلحة الانفجار إلى الداخل مطلوب , و تستخدم هذه الاختبارات لتعيين القيم المقدرة للقوة الناتجة و ضبطها للوصول إلى أعظم فعالية.و السلاح من الطراز المدفعي المصنوع من اليورانيوم العالي الإثراء لا يتطلب اختبارا للتفجير الكيميائي . و من شأن اختبار المتفجرات النووية أن تكون له أهمية أعظم كثيرا للبلد الذي يكثر الأسلحة , و يسعى إلى التطوير , أما أسلحة منخفضة الوزن جدا , كالتي تصوب بواسطة صواريخ محدودة الحمولة النافعة, و أما أسلحة نووية حرارية.
و المرحلة الأخيرة في صنع السلاح النووي هي إدماجه في نظام تصويب . و يبدو أن بلادا كثيرة من التي يحتمل أن تكثر الأسلحة عاكفة على تطوير قذائف باليستية .
و لديها جميعا بالفعل طائرات مقاتلة. و صنع أسلحة نووية لنظم التصويب هذه يمكن أن يكون مثيرا للهمم , فيجب أن تكون الأسلحة صغيرة و خفيفة. و مع هذا, فان النظم العسكرية العالية التقنية ليست مطلوبة لتصويب الأسلحة النووية , فيمكن أيضا استخدام مركبات أخرى عسكرية أو مدنية لتصويب أسلحة نووية اكبر حجما , واقل تعقيدا...يُتبع...استاذة باحثة.