متى تُستنكر الجريمة؟
كان خالد بن الوليد قد قتل أسيرا في إحدى الغزوات، فلما أُخبر النبيّ r رَفَعَ يَدَيه إلى السماء وَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ" وكررها مَرَّتَيْنِ أو ثلاثا. ثم دفع r الدية وأرسلها للمشركين.
ومع أن المشركين ظلوا يقتلون العزّل من المسلمين فلم يستنكر النبي r فِعلتَهم ولم يرفع يديه إلى السماء داعيا ببراءته من فعلهم؛ ذلك أنّ الجريمة متوقَّعة من المشركين، وهم الذين يحملون وِزْرها، فليس عليك سوى أن تذكِّر الناس بها لتحمسهم على قتال المشركين في معركة، أو لتُشعرهم بسمو أخلاق الإسلام مقارنة معهم. أما الجريمة التي يرتكبها أحدُنا فعلينا أن نُظهر استنكارنا وبراءتنا منها فورا، وأن نقوم بما يترتب عليها من واجبات.