بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
قد يبدو اختلاف وجهات النظر أمراً طبيعياً وعادياً بالنسبة الي العلاقة الزوجية، لكن ما ليس عاديا بالمرة أن يؤدي الاختلاف الي ارتكاب أبشع الجرائم ألا وهي القتل. والغريب في الأمر أن المتتبع لصفحات الحوادث الاجتماعية يلاحظ انتشارها وتناغمها حيث من الصعب أن لا تجد بشكل يومي جريمة قتل قام بها زوج أو زوجة في حق الطرف الآخر. ومن بين هذه الجرائم، سنروي لكم هذه الحادثة التي نشرتها الصحيفة التونسية الأسبوعية صباح الخير :
الشرارة الأولي
الجريمة حدثت في ساعة متأخرة من الليل.. فبعد مناوشة كلامية بين الزوجين قام الزوج المدعو حسن والبالغ من العمر 43 سنة بالاعتداء علي زوجته المدعوة فاطمة والبالغة من العمر 35 عاما.
ولئن تحملت المسكينة اهاناته وخلدت للنوم فإن الزوج لم يهدأ وظل في حالة غضب شديد فتوجه الي المطبخ وحمل سكيناً ثم دخل غرفة النوم حيث كانت الضحية مستلقية بين ابنيها.. وارتمي عليها ووضع السكين علي رقبتها.
أفاقت الزوجة مذعورة هي والابن الاكبر وحاولت مقاومته واضعة كلتا يديها علي رقبته.. فأصابها بطعنة في يدها مما جعلها تعجز عن الدفاع عن نفسها وكانت الوضعية مناسبة لذبحها.. ولما حاول الابن الفرار لطلب النجدة بطلب من والدته التي كانت تحتضر.. هدده الاب بالذبح أيضا فخاف الطفل ولبث في مكانه يتابع اطوار الجريمة الفظيعة وبعد أن تأكد الزوج من موت ضحيته.. جلس يراقب المشهد المروع.
بنفس السكين
وفوراً قبّل طفليه وأوهم اكبرهما انه متوجه لمحل العطار وأمره بأن يظل بجانب والدته ثم دخل المطبخ وأحكم غلقه عليه وهناك نفذ العقاب في نفسه.. إذ أصاب نفسه بطعنة وانتظر علها تؤدي الي موته إلا أنها لم تكن قاتلة حينها ربط حبلا وانتحر شنقاً.
أمي نائمة!
أشرقت الشمس وطلع النهار ولا أحد علم بسيناريو الفاجعة التي جرت في منزل الهالك. فقد خرج الطفلان للعب في الشارع كالعادة دون أن يعرفا هول ما حدث وظلا هناك حتي منتصف النهار بلا أكل ولا شرب الأمر الذي أثار استغراب الجارة صديقة الهالكة فأمرتهما بالدخول. لكن الطفلين طلبا من الجارة ان تُعد لهما شيئاً يأكلانه لانهما جائعان.. إذ قال الابن الاكبر: أمي نائمة.. والدم في رقبتها .. فلم تخطر ببالها فظاعة الجريمة إلا ان دخولها للمنزل واكتشافها بما وقع كان كافيا ليرجها رجاً.. فكانت الصدمة شديدة عليها.. عندها تعالي صوتها بالصياح لما رأت صديقتها في بركة من الدماء فهب الجيران.. وأعوان الأمن. لكن لا أحد فطن الي جثة الزوج المتدلية في غرفة أخري وظن الجميع انه نفذ جريمته وفر.. فهاتفوا أهله وأهل زوجته للسؤال عنه لكن دون جدوي.. مرت الساعات وانطلقت تحقيقات الأعوان مع الجيران.. فسألوا الطفل عن السكين أداة الجريمة فقال انها في المطبخ المغلق بإحكام فقام الاعوان بخلع الباب ليجدو الزوج جثة هامدة.
ظروف مادية صعبة
تقول شقيقة الهالكة ان زوج أختها كان صعبا عنيفا شديد القسوة، فرغم ظروفه المادية الصعبة فإنه رفض فكرة بحثها عن عمل.. أما هي فلم تتحمل حالة البؤس الشديد ورأت ان العمل هو الحل الأنجع لمساعدته لكنه رفض وظلت هذه المسألة سبب خلاف دائم بينهما؟
رواية أخري انكشفت خيوطها بعد الجريمة وهي ان الزوج قبل أيام أجري عدة تحاليل طبية كشفت له انه مريض بالسرطان لذلك ساءت نفسيته خاصة وهو لا يمتلك تكاليف العلاج.. لكن هل يكون هذا السبب دافعا لقتل زوجته؟
مع تحيات:السيف الصاعق