السلام عليكم
أنا لا أوافق الأخ الذي تحدّث عن الوهابية السعودية فالكثير منا يرى أنّ الوهابية مذهب و هو ليس كذلك بل الإمام عبد الوهاب مجدد...الإشكال ليس هنا فعلماء السعودية عامّة مشهود لهم بالعلم و لكن شخصيا لا أوافقهم في أمرين:
1- أنّهم ساكتون عن نظامهم العميل لأمريكا و هذا طبيعي لسببين:
أ- كون دول مجلس الخليج لا زالت تحت الإنتذاب البريطاني...
ب-كون الأمراء الخلجيين يحرصون على الزواج من البريطانيات الاتي ينجبن أبناء يحملون أسماء عربية و يرثون الحكم و تبرمجهم الخالة ابريطانية بالعدواة..كما حدث مع الملك عبد الله الأردني أمّه ابريطانية ذات جنسية فلسطينية يهودية الأصل...و هذا ما أسمّيه بلإحتلال البيولوجي..
2- يتبعون فتوى الإستنجاد بالقوى البريطانية و هي فتوى قديمة لم أهضمها شخصيا فهم بذلك أشبهوا الصوفية الذين يتبعون الأقوى و إن كان أجنبيا.
الحاصل أنّه صار عندنا علماء سنيين و فتوى تجاوزها الزمن و حكام أسمائهم عربية و أرواحهم بريطانية فحصلنا على دول خليجية بالوكالة- توكلّت أمريكا و ابريطانية القرارات عنها.
لا يجب أن انسى التذكير بحالتنا نحن الجزائريين خصوصا إذ لا يجوز رؤية سنام الآخر(حدبة البعير) و التستر على عيوبنا.
عانينا الإستيطان المرير قبل و بعد التأريخ و الفرصة الوحيدة التي دخلنا فيها إلى الحياة السيادية كانت 1962 و لكن خرجنا عن مبادئ المجاهدين و رحنا نشتري الأسلحة و لا ننتجها و نقتفي التيارات الفكرية الغربية و نعمى عن تياراتنا ...فحصلنا في الأخير على شعب جاهل وليد منظومة التربية المستعارة...التي لا تواكب العصر و رحنا نرشي و نرتشي و نحقر و نحتقر بعضنا إلخ
الأمر خطير فموقع الجزائر رباعي الأهمية : مدخل إلى إفريقيا و أروبا و همزة وصل بين الأطلسي و الهادئ جعل منها أشهى طبق على مائدة القوى و الأطماع الإستراتيجية...أنظر اليوم النار التي تتأجج من حولنا في الحدود الّيبيا و تشاد و المالي و إمكانية تدخل فرنسا على ما يسمى القاعدة و أطماع امريكا في الجنوب من أجل الإيرانيوم و الحديد و الذهب و و و..حقا أرضنا رائعة و أخشى أنّا لن نكون قدر المسؤليات العظام و الأمر ليس مجرد كلام فعلى مخابراتنا و صنّاع القرار عندنا أن يكونوا جزائريين مسلمين حقيقيين و في الأخير أنا لا أؤمن بالكلام و المؤتمرات و الحماسة التي تخلو من العمل الميداني, لن أحسّ بالراحة حتى يُنشأ جيش احتياطي و تنشأ الجزائر مركبّات تجميع و تصنيع العتاد الحربي الثقيل و لما لا أن تسرق تكنولوجيا السلاح النووي إذا فعلت هذا حينها سأصدق بأن هناك أمل حقيقي و إلا فنحن في الوحل....