فن التفكير وادارة الحرب

ليس المطروح تقديم طريقة في المحاكمة معى معضلات الحرب كما انني لا ارغب في عرض الطرائق التقليدية الخاصة بمدارس المنطق او الاستنباط او الجدلية ولكن المطروح شئي اخر اكثر تركيبة واشد بساطة ويتمثل هذى الشئي في السمؤ فوق الاستراتيجية والمنطق لانني على يقين بان هناك علاقة خفية بين طرائق رجل الحرب ورجل الفكر وسأعود الان الى الانتقال من الفكر الى الحرب انني لا اجد اي صعوبة في رؤية التشابة طالما ان العمل كلة يتمثل هتا ايضا في اختيار نمط الهجوم والدفاع والثبات فيها كما لو ان نطتم المعركة متعلق بها ويتطلب هذى الامر اختيار نقطة الجهد هذة بشكل صحيح بحيث يكون للنتيجة المحققة فيها صدى داخل مكان المعركة والحرب وزمانهما وبحيث تهئي هذة النتيجة بشكل متزايد امكانية تحقيق النجاح النهائي عن طريق الستغلال قوي للنجاح الاولي ويتعلق بالمرحلة التركيبة الاولى السعي بلا انقطاع لرؤية اوسع الكليات بيد ان هذى العمل الصعب بال اصل في مجال حقل المعركة او الحرب يغدو اشد صعوبة في مدتيهما لانه اذا كات المرء بحاجة الى كثير الذكاء والشجاعة كيما يتقبل تجاهل او ضياع هذة الميزة او تلك في حقل المكان (خط مدينة مقاطعة بلاد قارة) فانة بحاجة ولاشك الى ذكاء اشد وشجاعة اكبر حتى يقرر القبول بان يكون مهزوما خلالفترة طويلة من الزمن قبل وقوع اللحضة النهائية التي تعتبر حاسمة فاذ ما قارنا الفكر في ممارستة الفلسفية وتطبيقة الاستراتيجي امكنا القول ان خطر الفكر بشكل مجرد هو انة يتاخر كثيرا داخل الافكار العامة او داخل التركيبات السابقة لاوانها في حين يميل رجل الحرب بطبعة الى النبهار بحدث جزئي سعيدا كان او غير سعيد ان هذة النضريات مطروحة في مؤلفات فوش (المبادء الارادة والمذكرات انة لمما يسترعي الاهتمام في خط تفكير فوش قدرتة على التقاط هذة الكليات الكبيرة واختيار النقاط التطبيقية بالنسبة لهذة الكلمات التي يتم النضر اليها في المجال الرحب وفي المدة الزمنية الطويلة بصورة خاصةى ان الحروب العضمى وخاصة عندما تشترك فيها عدة امم متحالفة والمعارك الكبيرة التي يضمها هذة الحروب لا يمكن ان ينضر اليها من وجهة نضر كل مجموعة من مجموعات القوات المشتركة فيها فهى تشكل شيئا مجملا وكلا مركبا من اعمال مترابطة موزعة دون شك على مساحات شاسعة وفترات زمنية طويلة بيد ان الحفاط على توافقها ضروري للوصول الى نتيجة نهائية ملا ئمة وحتى لو ان احد هذة الاعمال تعثر او ان مجموعة من مجموعات القوات اتعرضت بصورةخاصة لكثير من المتاعب والمأسي فان على القيادة العليا رغم ذالك ان تحافظ على خطتها العامة قبل كل شي في الوقت الذى تسعى فية الى دعم العمل المتعثر او اعادة القيام بة دون انيؤدي ذالك الى تعديل الخطة او التخلي عنهى ان المتاعب التي تتعرض لها في فترة من الفترات مجموعة قوات حتى لو كانت هذة المجموعة جيشا كاملا غير كافية لتبرير الاضطرابات في مجمل العماليات التي تقوم بها الجيوش الاخرى او في حماية مصالح الحلفاءعندها تضهر مواقف معنوية تصلح القيادة على مختلف المستويات وتتمثل هذة المواقف في انة كلما ازداد وضع قائد القوات اضطرابا وغدى هذى الوضع منذرا بالخطر واصبحت الحضة اشد خطورة كلما احس هذى القائد بان الواجب يفرض علية ان يدفع عملياتة ويبقيها باى ثمن على الاتجاه المرسوم للخطة الاجمالية دون ان يتاثر بضباب وضعة الخاص او بالا اخطار المحدقة بة على اعتبار ان وضعه سيعود دائما الى حالتة الطبيعية بفضل نجاح مجمل العمليات ومن واجبات هذى القائد على العكس ان يجد في خيالة وعقلة الوسائط التي تسمح له بالحفاض على قطعتة حتى نهاية الازمة بمثل هذة الروح كتب فوش من قبل (ليس النصر محصلة نتائج متميزة وجزئية ولكنة محصلة جهود بعضهى ظافر والبعض الاخر خاسر ولاكنهى تتجة كلها رغم ذلك نحو الهدف نفسه ونلاحظ ان اسباب التشويش ناجم عن ان الاحداث لا تاتي دفعة واحدة بل بصورة متتالية ويمكن القول ان الهزيمة تاتي احيان من كوننا نعتبر انفستا مهزوميين بصورة مبكرة على حين ان مدة معركة او حرب هى كالوجود الانساني وتستطيع ارادتنا كما سنرى فيما بعد تغيير هذى المعنى في اخر مرحلة من مراحل العمل الحربي فلقد قررت الساعة الاخيرة وربع الساعة الاخيرة مصير معارك عدة بيد ان الفكر والارادة عند بني البشر قوتان لجوجتان لا تعرفان الصبر وعلى المرء ان يملك فعلا زمام نفسة ليفرض عليهما هذة التاخيرات الضرورية

لاكن الا توجد فلسفة للحرب.الى بمعنى ماهى الحرب.