التحقيق الذي أُجري مؤخرا حول سلسلة عمليات سرقة للسيارات قوات الأمن الجزائرية والموريتانية ساعد على قطع خط إمداد لإرهابيي الساحل بسيارات الدفع الرباعي.
وبدأت القضية الشهر الماضي عندما استجوبت السلطات الجزائرية في تمنراست أربعة رجال عن سرقة سيارات من شركات نفطية وشركات أخرى في إليزي وورقلة وغرداية وتمنراست.
وتفيد تقارير أن المشتبهين اعترفوا بتهريب 16 سيارة على الأقل إلى منطقة شمال مالي الصحراوية حسب ما نقلته يومية الخبر الجزائرية يوم 31 ديسمبر.
لكن ما يجعل القضية مختلفة هو أن سارقي السيارات الأربعة المزعومين متهمون أيضا بدعم الجماعات الإرهابية.
مصدر أمني موريتاني من مدينة كيفه فضل عدم ذكر اسمه، قال لمغاربية "بدون شك التنظيمات الإرهابية تستفيد من عدم الرقابة على بيع وتداول السيارات في موريتانيا".
ويضيف "يمكن لأي سيارة أن تتحول إلى قطع غيار ويتم نقلها إلى الحدود لتباع في الأسواق السرية حيث يمكن لعناصر القاعدة الاستفادة منها".
ويتفق معه الصحفي سيد لحسن ولد لمرابط على أن قطع الغيار قد تُنقل من المدن الحدودية وتُباع إلى "مجهولين".
وبما أن الصفقات تتم تحت الطاولة، فإن قطع الغيار يمكنها أن تصل بسهولة إلى التنظيمات المسلحة حسب قوله.
أكد أحد المشتبهين الذين قُبض عليهم بالجنوب الجزائري بأن أسعار تويوتا ستايشن عالية جدا في أحد الأسواق السوداء قرب مدينة تمبكتو، أما سعر سيارة تويوتا إف جي 55 فيفوقها بكثير.
وأفادت تقارير أن المشتبه، 33 سنة، من إليزي صرح للمحققين أن سعر أي سيارة رباعية الدفع لا يقل عن 40 ألف أورو.
بيد أن السيارات المسروقة هي جزء من المشكل فقط حسب حمادي ولد الداه محلل شؤون الإرهاب. وقال إن تجارة قطع الغيار قد تساعد أيضا الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل-الصحراء.
وقال "يتم بيع وتفكيك السيارات في الأسواق السوداء بدون أي رقابة أمنية وهذا خلل قد يدفع لنتائج وخيمة وقد تصل بعض هذه السيارات أو قطع غيارها للإرهابيين".
فيما أشار الصحفي ولد عمر الراجل إلى أن "تجارة قطع الغيار تشهد رواجا في المنطقة".
وقال لمغاربية في النعمة "السكان المحليون لا يتعاملون مع تنظيم القاعدة وربما ليست لديهم ثقافة بما يكفي عن التنظيمات الإرهابية، لكنهم في الغالب يبيعون قطع الغيار لوسطاء للقاعدة لتصل في النهاية إلى أيدي عناصر التنظيم".
ويؤكد ولد عمر الراجل أن مالا يقل عن شخصين قتلتهم الألغام المنتشرة عندما كانوا في طريقهم للبحث عن قطع غيار السيارات، فيما جرح عدد آخر من الأشخاص