أبو محمد صلاح" حرّك خلية دعم بعنابة لضرب الاقتصاد الوطني
أحبطت مصالح الأمن المختصة، مخططا إرهابيا يقف وراءه التنظيم الإرهابي المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، يهدف إلى تنفيذ تفجير انتحاري يضرب بواخر أوروبية وأمريكية في عرض البحر الأبيض المتوسط، انطلاقا من شواطئ الشرق الجزائري.
وعلمت "الشروق" من مصادر مؤكدة، أن التحقيقات الأمنية توصلت إلى أن المخطط الإرهابي كان يهدف إلى زعزعة الاقتصاد الوطني، وكذا تحقيق صدى إعلامي دولي، بتوفير مادة إعلامية تستند إليها وسائل الإعلام العالمية في تهويل الجريمة الإرهابية.
وحسب ما توفر من معلومات، فإن خلية دعم وإسناد، تعمل تحت أوامر الإرهابي "قاسمي صلاح الدين" المدعو "أبو محمد صلاح"، مسؤول الإعلام في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" والمعروف بـ"المادة الرمادية" للتنظيم المسلح، قامت بشراء قارب وزودته بجهاز ملاحة ومحرّك قوي، ليتم بعدها ملؤه بكميات كبيرة من المواد المتفجرة، يقوده انتحاري، مـُنح له حق اختيار الوجهة والهدف الواجب تفجيره.
ولإنجاح المخطط الإرهابي الذي أفشلته مصالح الأمن المختصة، قبل أيام، تفيد المعلومات المتوفرة، أن المسمى "ح.رابح" (موقوف)، المكنى "العصر الجديد"، قام بالاتصال بالمكنى "أبي"، وهو محل بحث حاليا، والمعروف بنشاطه في مجال "الحراڤة" والهجرة غير الشرعية.
وقد زوده بمعلومات دقيقة حول ثمن القوارب وكل ما يتعلق بمستلزماتها، وكذا الأماكن التي يُمكن المغادرة أو الإبحار منها، ويتعلق الأمر بكل من البطاح، واد القاب وواد سمحوت بالشرق الجزائري، ليقوم بدوره بسرد جميع التفاصيل والمعلومات عبر شبكة الأنترنيت على الإرهابي "أبو محمد صلاح".
وبهذه العملية الأمنية الناجحة، تكون مصالح الأمن المختصة، قد وجّهت ضربة قاصمة للتنظيم الإرهابي "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، حيث أثبتت التحريات أن خلية الدعم والإسناد التي تم تفكيكها مؤخرا، بضواحي عنابة، لها علاقة مباشرة بالإرهابي "قاسمي صلاح الدين" المدعو "أبو محمد صلاح" الذي يشغل منصب مسؤول الإعلام في التنظيم الذي يتزعمه "عبد المالك درودكال".
وعلمت "الشروق" من مصادر قضائية، أن اعترافات الموقوفين أكدت تعاملهم المباشر مع المدعو "أبو محمد صلاح"، وذلك بعد تفكيك مصالح الأمن بداية جانفي الجاري، لخلية دعم وإسناد خطيرة، متكونة من ثلاثة أفراد، وبتعلق الأمر بكل من: "ح.رابح، ط.بلال، م.طارق"، الذين ينحدرون من مدينة عنابة، وهم ذوي مستويات دراسية تتراوح من دون المتوسط إلى الضعيف.
وكشفت التحرّيات، أن الموقوفين الثلاثة الذين كان يحرّكهم المدعو "أبو محمد صلاح"، كانوا يترددون يوميا على مقاهي الانترنيت والمواقع الجهادية كالشموخ والفلوجة والجحافل وشبكة الأنصار والفدا، حيث كان الثلاثة يستخدمون بغية التمويه، أسماء مستعارة مثل: العصر الجديد، مدمر الكفر وأبو أسامة الجزائري، الأمر الذي لفت الانتباه لهم بعد ما أثاروا الشكوك، وجعلهم محلّ تتبّع دقيق من طرف المصالح المختصة في مكافحة الجريمة الالكترونية.
وأكدت التحقيقات أن عناصر الشبكة المفككة، تم تجنيدهم من طرف الإرهابي الموقوف المسمى "ع.سفيان" المدعو "أبو مسلم الجزائري" المنحدر من مدينة عنابة، والمتواجد حاليا رهن الحبس الاحتياطي بمؤسسة إعادة التربية بالحراش، لثبوت ضلوعه في قضايا إرهابية، حيث تم تقديمه من طرف مصالح الشرطة القضائية، وقد كان أيضا على اتصال بالإرهابي "دغدغ أحمد" المكنى "عبد الإله"، مسؤول اللجنة السياسية والعلاقات الخارجية في تنظيم "القاعدة".
وتبعا لشهادات واعترافات موقوفين، فإن المدعو "ع.سفيان" المدعو "الشيخ أبو مسلم الجزائري"، يحظى بثقة كبيرة في المنتديات الجهادية، وذلك بواسطة المقالات التحريضية التي يكتبها وينشرها على المواقع الجهادية، خاصة منها "منبر التوحيد" و"الجهاد" الذي يشغل فيه "أبو مسلم"، عضوا في اللجنة الشرعية، وهو الموقع المسيّر من طرف المدعو "أبو محمد المقدسي"، أحد أكبر المنظرين للتيار الجهادي، والمحرّض على الأعمال الإجرامية