.............أحدثك عن واقعة لا تزال الى اليوم راسخة في الذاكرة ووقعت أثناء المظاهرات التي خرجت بالعاصمة يوم 11 ديسمبر 1960، يقول المجاهد لقد كان يوما مشهودا في العاصمة، وكان الجميع في حالة استنفار ومواجهة عبر العديد من الأحياء•• وفي حي المدنية كانت فتاة لا تتجاوز العشرين ربيعا تحمل الراية الوطنية وتجري عبر أحد شوارع الحي منادية بحياة الجزائر، وفجأة برز أمامها مظلي مدجج بالسلاح، لاحقها محاولا أخذ الراية من يدها، إلا أنها صارعته بكل ما تملك من قوة، وإيمان وشجاعة، ولما يئس من افتكاك الراية من يدها، سحب رشاشه وأطلق عليها الرصاص لتسقط شهيدة مضرجة بالدماء، وفي لحظة غير متوقعة برز طفل لا يتجاوز عمره الحادية عشرة ليلتقط الراية وينطلق بها يسابق الريح، إلا أن المظلي الفرنسي عاجله بإطلاق الرصاص وبحقد كبير، بحيث أفرغ فيه ماصورة الرشاش ليسقط والراية بيده، ومن شدة الألم وحرارة الروح راح يتلوى على الطريق إلى أن سكن فكانت الراية تلفه وكأنما يدا كفنته بها، هنا توقف المجاهد عن الحديث وغصت الكلمات في حلقه وغالبته الدموع ولم يتمكن للحظات من إتمام الحديث•• تلك هي الصورة التي كان عليها الشعب الجزائري•• التضحية من أجل الحرية وتلك هي صورة فرنسا الاستعمارية•• قتل وإبادة الإنسانية•• وعندما تمكن المجاهد من التقاط أنفاسه استدرك ليقول إن الشاب الشهيد ذا الأحد عشر ربيعا من عائلة تدعى "مغرواوي" من أب جزائري وأم فرنسية• ....................................منقول.............................