استخدم الجيش خلال السنوات الاربع الماضية منظومة واسعة من الاسلحة شملت القنابل الاسفنجية التي تصيب الافراد وتسبب لهم رضوضا كبيرة، والاصوات الموجهة عبر مكبرات ضخمة تؤدي عند توجيهها على شخص ما الى الحاق ضرر في اذنه الوسطى، وتالياً فقدانه التوازن الجسدي، والكرات الملحية وهي كرات صغيرة مليئة بمسحوق الغاز تصيب الأفراد، وأكياس الكرات الحديد وهي كيس خيشي صغير يحتوي على نحو مئة كرة معدنية موجهة ضد الافراد ايضاً، والسلاح الكهربائي وكرات معدنية تصيب المتظاهرين بصدمة كهربائية وغيرها...
وأخيراً استخدم الجيش المياة النتنة التي اعتقد المتظاهرون بداية انها مياه عادمة نظرا الى شدة نتانتها، الى ان كشف الجيش في استجوابات صحافية وبرلمانية انها تركيب كيماوي ينتج رائحة الضربان النتنة.
ومع كل وسيلة قمع جديدة، كان المتظاهرون يجتمعون ويتدارسون معا وسائل الرد. ومن الافكار التي طبقوها في هذه التظاهرات القاء روث الحيوانات والبيض على الجنود، اضافة الى استخدام دروع حديد على الصدر للوقاية من الرصاص المطاط، واستخدام مرايا كبيرة لتوجيه اشعة الشمس على عيون الجنود وارباكهم ومنعهم من توجيه اسلحتهم نحو المتظاهرين.
------------------------------------------------------------------------------------------------------
والضربان حيوان صغير شبيه بالجرو يستخدم رائحته الكريهة لاصطياد فرائسة. وتنقل المصادر التاريخية عن الأعراب قولهم عن هذا الحيوان انه «يخرج رائحة في ثوب من يصيده، فلا تذهب رائحته حتى يبلى ذلك الثوب».
وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين عبدالله ابو رحمة لـ «الحياة» إنه شخصياً تعرض للمياه النتنة هذه قبل اسبوعين، وانه اخضع ملابسه لسلسلة عمليات غسيل استخدم فيها الكثير من انواع المنظفات ووضعها في الشمس لمدة اسبوع من دون ان تفارقها رائحة الضربان النتنة.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
وكانت الفكرة الاكثر قبولا لمواجهة مياه الضربان هي ارتداء ملابس قديمة غير صالحة للبس او تغطية الجسم بأكياس بلاستيكية. وقال ابو رحمة: «هذه الوسائل غير كافية لحماية المتظاهرين من هذه المياه النتنة، لكنها بالتأكيد تخفف من آثارها».