كيف نطوّر أساليب وطرق تدريب
وحداتنا بحيث نبعد عنها الملل والتكرار ؟
إن تكرار الفرد لعمل معين عدة مرات متوالية في التدريب شيء
يثير الملل ما لم
يقتنع الفرد بالسبب الذي يدعو إلى هذا التكرار، لأنه قد
ينظر إليه على أنه
مجرد شغل للوقت. والمعروف أن تكرارالتطبيق ضروري للوصول
إلى مستوى معين من
السرعة والإتقان، ولابد أن يعرف الفرد أننا نطالبه
بتكرار الأداء حتى
يستطيع أنه يؤدي العمل بصورة أسرع في الزمن وأدق في
الكيفية، وأن النصر في
المعركة سيكون للطرف الذي يستطيع أن يتصرف أسرع وأدق من
عدوه، ولابد من
أجل ذلك أن يتبين للفرد أن درجة السرعة والدقة التي وصل
إليها حتى الآن هي
كذا، وأن عليه أن يتمرن أكثر حتى يصل إلى الزمن
النموذجي، وبهذا سيقتنع
بالتكرار الذي يطلب منه ويحدد لديه الحافز إليه، ويساعد
في هذا المطلوب
أسلوب المنافسة وقيام المدرب بتشجيع الفرد بصفة مستمرة،
مع إعطائه الراحة
عندما يستدعي الأمر.
ولكي نطوّر أساليب وطرق تدريب الوحدات، يجب أن نثير
الرغبة في التعليم لدى الفرد باستخدام الطرق الآتية، التي ثبت نجاحها:
(1) تعريف الفرد بالغرض من التدريب وأهميته.
(2) استخدام أسلوب المنافسة.
(3) استخدام التشجيع و منع التأنيب.
(4) استخدام الواقعية في التدريب.
(5) تعريف الفرد بمدى تقدمه في التدريب (سجل التقدم).
(6) مساهمة الفرد في التدريب باستغلال ذكائه.
تعريف الفرد بالغرض من التدريب وأهميته :
إذا عرف الفرد لماذا يتم تدريبه، ودرجة أهميته له، فسوف يقبل
على التدريب وهو
مقتنع بضرورته، وسيكون مستعدًا لبذل أي جهد يطلب منه ؛
فمثال ذلك: تدريب
الفرد على رياضة "الكاراتيه" للدفاع عن النفس
وهو تدريب شاق وعنيف ينجح
المدرب في تحريك الرغبة في تعلمه وتحمل المشاق، إذا فهم
الفرد أن الدفاع
عن النفس هو ملاذه الأخير في المعركة، وهو وسيلته
الوحيدة التي تبقى لديه
لكي يقتل عدوه قبل أن يقتله، وبهذه الطريقة ستتولد
الرغبة في تعلّم هذه
الرياضة على أساس الاقتناع بأهميتها وضرورتها.
ومثاله أيضًا: تدريب
الفرد على الحفر باستخدام أدوات الحفر، يقتنع بها الفرد
أكثر، ويقبل على
تعلمها، لو شرح له المدرب ذلك المبدأ المشهور:
"احفر أو تموت"، وأن حياته
في الميدان تتطلب منه أن يكون ذا كفاءة عالية في استخدام
أدوات الحفر
استخدامًا صحيحًا وبدقة.
استخدام أسلوب المنافسة (الجماعية الفردية) :
المنافسة الجماعية:
تحب
الجماعات دائمًا أن تكون أحسن من الأخرى، ولذلك
فالمنافسات من أفضل ما
يولّد الرغبة في التدريب بين الجماعات والأطقم والفصائل
والسرايا .. إلخ
في مختلف موضوعات التدريب الأساسي.
المنافسة الفردية :
استخدام المنافسة الفردية يثير الرغبة في التدريب،
كاختيار أحسن رامٍ من خلال التدريب على الرماية بالأسلحة الخفيفة.
استخدام التشجيع ومنع التأنيب :
إن عبارات التشجيع لها قيمتها وأثرها على الفرد والجماعة خلال
التدريب، فهي
تثير الحافز للإتقان، ولكن يجب عدم المغالاة فيها بدون
مبرر.
أما عبارات التأنيب، فيجب الامتناع عنها خلال التدريب، فهي
تقتل الدافع
والرغبة، ويفضل بدلاً منها عبارات النقد الموضوعي لنقاط
الضعف أو الأخطاء،
مصحوبة بطرق تلافيها، والتركيز على عبارات تشجيع تحفّز
المتدرب نحو التقدم.
فهناك فرق كبير بين أن يقول المدرب للفرد أنت كسلان، بليد،
لافائدة منك، إذا لم
تفعل كذا سأجازيك، وبين أن يقول له: إن الملاحظات على
قيامك بالعمل هي كذا
وكذا، والإجراء الصحيح هو كذا وكذا، ويمكن أن تتقن عملك
بصورة صحيحة
وبكفاءة عالية. ويتطلب ذلك من المدرب الذي يقوم بتدريب
الأفراد أن يتمتع
بسعة الصدر والهدوء، وعدم الانفعال، أو السخط، أو سرعة
الغضب.
استخدام الواقعية في التدريب :
كلما كان التدريب واقعيًا، كلما زادت الرغبة فيه لدى الفرد،
لذلك يجب على
المدرب أن يكثر من استخدام مساعدات التدريب بجميع
أنواعها، وأن يستخدم
البيانات العملية، وكذلك شرح الموضوعات الجديدة باستخدام
اللوحات أو
القطاعات في الأسلحة والنماذج التي تبين الحركة
الميكانيكية للسلاح؛ كذلك
يجب استخدام الخرائط، وتخت الرمل لشرح المواقف التكتيكية
وتمثيل جو
المعركة ... إلخ.
ويجب أن يمنع المدرّب ما يسمى (بالتدريب الوهمي أو
التعليم الوهمي)، كأن يقبل بأن يحرك (فرد الذخيرة)
المدفع بيديه في
الهواء، متوهمًا أنه يحمل طلقة، ويمثل كيف يحملها
ويجهزها ويعمّرها، إذ
يجب على المدرب توفير طلقات التدريب، لأنه يحقق الواقعية
ويجعل الفرد يحس
فعلاً بمايفعل فلا يصيبه الملل والنفور.
كذلك على المدرب أن يصوّر
موقفًا تكتيكيًا بسيطًا يعطي المتدربين شيئاً من
الواقعية، ويرغبهم في
العمل، حيث يمكنه مثلاً اتخاذ أوضاع الرمي بالسلاح، أو
التنشين ضد
الأهداف، باستخدام أجسام هيكلية، أو عملية الزحف ، أو
التسلل... إلخ
تحياتي