سلاح الفرسان هو سلاح قديم كان يستخدم في العصور القديمة وحتى البضعة قرون الأخيرة، وهو عبارة عن فرقة من الفرسان تُشكل جزءاً من الجيش. وتاريخياً كان يُقسم سلاح الفرسان إلى قسمين: "سلاح الفرسان الخفيف" و"سلاح الفرسان الثقيل" (أو بالأحرى "المدرّع")، والفرق بينهما هو مقدار تدريع وتسليح الفارس. بحلول القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ظهور حرفة صهر المعادن لصنع الأسلحة أعطى المشاة الأفضلية. كانت القبائل البدوية في آسيا هي أول من استخدم سلاح الفرسان، وقد كانت تستخدمه في مهمام المراقبة والاستطلاع ومطاردة فلول الأعداء الهاربين. وباستنثاءات قليلة بقي سلاح المشاة متوفقاً على سلاح الفرسان في أوروبا حتى بدأ سلاح الفرسان الخفيف بالاعتماد على الرماة
ولقد استخدمه الهكسوس في غزو مصر في عصر المملكة المتوسطة عندم تم إهمال تحصين الحدود الشمالية الشرقية وحكموا مصر من 1730 إلى 1570 ق.م. وشكلوا الأسر 15و16و17 وكانت عاصمتهم أفاريس. وفي العصور القديمة لم يستخدم الفرسان الركاب (قطعة حديدية تُثبّت على الحِصان يُدخل الفارس قدمه فيها لتثبيتها، وأيضاً يستخدمها كدرج أثناء الركوب على الحصان) ولكنهم كانوا يستخدمون اللجام، وأيضاً لم يستخدموا السرج وحتى لم يَضعوا بدلاً منه قطع قماش أو جلد
في العصور الوُسطى كان سلاح الفرسان هاماً جدا وأساسياً في الجيش في أوروبا، وقد كان يُعد رمزاً للبسالة والشجاعة والشرف وكان يَهتم الناس بمشاهدته.
البداياتتُظهر الأدوات والنقوش التي اكتشفت في الهند وفارس وآشور ومصر والتي تعود إلى العصر الحجري أن سكان هذه المناطق كانوا يروضون الأحصنة آنذاك. وقد كان الصينيون في عهد الإمبراطور هوانغ-تي (2637 ق.م) يَضعون سلاح الفرسان على جناحي الجيش. وكان الإغريق والرومان فرساناً ماهرين، وهذا مما جعل الرومان يؤسسون واحدة من أقوى الإمبراطوريات القديمة وأكبرها على الإطلاق
الآشوريونتمتد جذور سلاح الفرسان للدولة الآشورية التي تعتبر أول من استخدمت العربة كسلاح حربي بعد أن تم تدريعها وتزويدها بزوائد حديدية حادة. تكون العربة الحربية على شكل عربة صغيرة تتسع لشخصين ومصنوعة من الخشب ولها عجلتان. يجرها حصان أو اثنان ويجلس فيها فارس أو اثنان، أحدهما يحرك العجلة عن طريق الخيل والآخر يُطلق السهام :
في أوروبااستخدم سلاح الفرسان كوحدات عسكرية كبيرة لأول مرة في أوروبا في القرن الثالث ق.م، حيث استخدمه الملك المقدوني فيليب الثاني ضد بعض أعدائه في الحرب المقدسة الثالثة. وقد بدأ سلاح الفرسان في أوروبا يُصبح أكثر أهمية في القرن الثالث الميلادي، حيث أصبح جزءاً أساسياً من الجيش الروماني. وقد ظهر السرج في أوروبا في القرن الرابع الميلادي والركاب في القرن الثامن].
الخيل في الحرب العالمية الأولىمثل استخدام الخيل في الحرب العالمية الأولى فترة انتقالية في تطور الصراعات المسلحة. قديمًا، كانت وحدات سلاح الفرسان أحد العناصر الهجومية الأساسية في القوات العسكرية. ولكن خلال الحرب العالمية الأولى، أصبح من الواضح ضعف تأثير سلاح الفرسان أمام المدافع الرشاشة الحديثة ونيران المدفعية، مما ألجأ أطراف النزاع إلى تعزيز استخدام القوات الميكانيكية، وتقليل الاعتماد على وحدات الفرسان. كما كان لتطور الدبابات خلال نفس الفترة شأنه، حتى أنها أصبحت البديل لوحدات الفرسان عند القيام بهجوم مفاجئ. وبالرغم من ضعف تأثير سلاح الفرسان في هذه الفترة، إلا أنه لعب دورًا هامًا طوال فترة الحرب.
استخدم كل أطراف النزاع الرئيسيين في الحرب العالمية الأولى، قوات سلاح الفرسان في بداية الحرب. توقفت ألمانيا والنمسا والمجر عن استخدامها في الجبهة الغربية، بعد فترة وجيزة من بدء الحرب، لكنها واصلت استخدامها بقوات محدودة على الجبهة الشرقية. وعلى الجانب الآخر، استخدمت المملكة المتحدة المشاة المحمولة وسلاح الفرسان طوال فترة الحرب، بينما استخدمت الولايات المتحدة سلاح الفرسان لفترة قصيرة فقط. وبالرغم من عدم نجاح قوات فرسان الحلفاء على الجبهة الغربية، إلا أنها حققت بعض النجاح في المعارك التي دارت في الشرق الأوسط، ربما يرجع ذلك جزئيًا إلى مواجهة عدو أضعف وأقل تقدمًا من الناحية التكنولوجية. أما العثمانيون، فقد استخدموا سلاح الفرسان على نطاق واسع خلال تلك الحرب، كما استخدمت روسيا قوات سلاح الفرسان على الجبهة الشرقية، ولكن بنجاح محدود.
استخدمت الجيوش الخيول أساسًا لتقديم الدعم اللوجستي أثناء الحرب، حيث كانت أفضل من المركبات الآلية في التنقل في الأراضي الموحلة والوعرة. كما استخدمت لأغراض الاستطلاع وحمل الرسائل، فضلاً عن جر المدافع وسيارات الإسعاف وعربات الإمدادات. كان لوجود الفرسان أثره في زيادة الروح المعنوية بين الجنود في الجبهة في كثير من الأحيان، ولكنها ساهمت أيضًا في انتشار الأمراض في المعسكرات بسبب الروث والجثث. كانت الخيول ذات قيمة كبيرة أثناء الحرب ويصعب تعويضها، حتى أنه بحلول عام 1917، أصبح من المعروف بين بعض الجنود، أنه فقدان حصان أسوأ من الناحية التكتيكية من فقدان جندي. وحين منعت قوات الحلفاء إمدادات الخيول إلى قوات المحور المركزي المحاصرة، ساهم ذلك في هزيمة ألمانيا. ومع نهاية الحرب، حتى الجيش الأمريكي ذو الإمدادات الجيدة، افتقر للخيول.
كانت الظروف قاسية على الخيول في الجبهة؛ فقد قتلوا بنيران المدفعية وعانوا من الأمراض الجلدية وتسمموا بالغاز. مات مئات الآلاف من الخيول، كما عولج العديد منها في المستشفيات البيطرية، وأعيد إرسالها إلى الجبهة. كان توفير العلف للخيول من المشاكل الرئيسية، فقد خسرت ألمانيا العديد من الخيول جوعًا بسبب عدم وجود العلف. شُيدت عدة نصب تذكارية للاحتفال بالخيول التي ماتت في الحرب، كما ظهرت العديد من الروايات والمسرحيات والأفلام الوثائقية التي استعرضت استخدام الخيول في الحرب العالمية الأولى.