أن هناك فرقاً بين مصطلحين متداولين على الساحة الآن :-الحروب في عصر المعلومات " و حرب المعلومات " ويرى أن هناك خلطاً بينهما يقع فيه كثيرون ويوضح الفرق بينهما بأن ، الحرب في عصر المعلومات هي استخدام تكنولوجيا المعلومات كأداة تغذي أطراف الصراع بوسائل ( وسائط ) تؤدي إلى الدقة و السرعة في تنفيذ العمليات العسكرية .-أما حروب المعلومات فيرى أنها كيانً مستقل منفصل كسلاح أو هدف محدد ، ويقدم تعريفاً لحرب المعلومات و أنها استخدام المعلومات كشكل من أشكال الحرب ويقول أنها أي فعل أو نشاط يستهدف حرمان العدو من معلوماته .ويستخلص من هذا التعريف عدة نقاط أهمها :-1.أن حرب المعلومات هي أي استهداف ضد تفعيل المعلومات ويضرب مثلاً بتدمير مراكز المعلومات وغيرها .2.أي فعل يؤدي إلي حماية المعلومات " إجراءات الحماية " تدخل في نطاق حرب المعلومات .3.أنشطة حرب المعلومات أداة من أدوات الحرب الشاملة وهي لا تحسم الحرب وتعتبر وسيلة من الوسائل .يذكر الخبراء أن أنشطة حرب المعلومات تشتمل على الأتي :-الحرب الالكترونية التي تؤدي إلى تدمير البنية المعلوماتية للعدو ، وكذلك عمليات الحرب النفسية التي تستخدم المعلومات للتأثير على العدو إضافة إلى عمليات الخداع والتضليل عن القدرات والنوايا والهجمات عبر الانترنت وشبكات الاتصال و الإجراءات الأمنية للحماية والتدمير المادي بالأسلحة التقليدية و.يشير ون إلى أنه ليس هناك رؤية واضحة أو عقيدة محددة معلنة لدى الجيوش تتعلق بما يمكن أن يطلق عليه حرب المعلومات و أن الفكر العسكري الحديث لا يتعامل مع حروب المعلومات باعتبارها حروباً منفصلة بل يدمجها مع الحرب الشاملة .ويقسم المؤلف منظومة حرب المعلومات إلى أدوات تعقب و جمع المعلومات وأدوات أفساد وتعطيل المعلومات .-أدوات التعقب يقسمهونها إلي قسمين أدوات جمع المعلومات من خارج البنية الأساسية للعدو شبكات ، قواعد ، نظم تحكم ، متمثلة في جواسيس وعناصر جمع معلومات ووسائل السطع المختلفة .-القسم الثاني من أدوات التعقب داخل البنية الأساسية ويقصد بها نقاط الضعف والثغرات الأمنية في الشبكات و النظم و اختراقها وفك التشفير وما إلى ذلك من المهارات .
-أدوات الإفساد تبنى على ضخ المعلومات المضللة وشن هجمات ضد أهداف منتقاة فيروسات الحاسب الآلي أو الاختراق المباشر للشبكات لإفسادها وهجمات الاختناق المروري الالكتروني التي تعتمد على خنق طرق تمرير المعلومات بكثافة مرور معلوماتية وهمية إضافة للقنابل الكهرومغناطيسية .يؤكد المؤلف على تطبيقات حروب المعلومات في كلاً من العـراق و كوسوفو ويقدم نماذج حية لاستخدامات تكنولوجيا المعلــومات و الاتصالات في الحروب الأخيرة ومنها عمليات الاغتيال التي نفذت بالقصف الصاروخي بالطائرات بدون طيار في كل من اليمن ، والصومال ، و أفغانستان كتطبيق مباشر لتكنولوجيا حرب المعلومات كما يتطرق إلى استخدام المحاكيات و المشبهات في التدريب
و أهميتها من حيث الواقعية وخفض التكلفة ومساهمتها في إعداد تصورات وسيناريوهات للإعداد للحروب ويضرب مثلا لما حصل في أفغانستان و العراق ويؤكد أن الجيش الأمريكي يستخدمها بكثافة لتدريب القادة والضباط .وفي الخاتمة يشار إلي أن تكنولوجيا المعلومات والاتصال كانت العمل الحاسم في الحروب الأخيرة
ولكن لها نقاط ضعف وأن أداءها كان مخيباً للآمال أحيانا ، وان الحروب تدب بين جماعات بشرية مختلفة لكل منها كيان وحضارة وإنها صراع إرادات ومهارات تفضي إلي نتائج تختلف في أحيان كثيرة عما هو مخطط له ، وبالرغم من انكسار الجيوش تحت خط التقنية تبقى المجتمعات بما لديها من موروث ثقافي وحضاري كتعبير عن أرادة البقاء ..........................................................................................منقول