استخبارات الوضع الجديد

فيما يستعد العدو الإسرائيلي لإطلاق تدريبات شاملة في الجبهة الداخلية تحمل اسم “الجبهة الصلبة” بعدما حملت على مدى خمس جولات اسم “نقطة تحول”، كشف ومن مصدر يتابع الحركة العسكرية والأمنية الإسرائيلية من الداخل تحول منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى غرفة للتخطيط وإدارة الحرب الإقليمية .ويستقي المصدر معلوماته من دائرة وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك والذي رغم أنه لا يشغل منصبا رسميا إلا أنه يستدعى بين الحين والآخر لتقديم المشورة والنصح حول الحرب الإقليمية.

عقد نتنياهو اجتماعين مع القيادات الأمنية الرئيسية وعلى مدى ساعات يومي الخميس والجمعة ضمت وزير الدفاع موشي يعلون ونائبه داني دانون ووزير الاستخبارات والشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينتزبالإضافة لوزير الجبهة الداخلية جلعاد إردان وقائد الجبهة الداخلية الجنرال إيال إيزنبرج.

كما شارك بافجتماعات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخفي ورئيس الموساد تمر باردو ومستشار الأمن القومي جنرال الاحتياط يعقوب عميدرور.

وتحدث وزير الجبهة الداخلية وقائد الجبهة الداخلية حول ما أنجز من جاهزية لمواجهة حرب إقليمية، وهل أصبحت جاهزة ومستعدة بعد خمس جولات من المناورات والتدريبات التي تجري بشكل دوري لمواجهة حرب إقليمية ليس مع سوريا وحزب الله وإنما أيضا مع إيران ومع قطاع غزة.

وزير الجبهة الداخلية وقائدها لخصا الوضع على الجبهة الداخلية بأن التدريبات التي ستكون القول الفصل في تحديد وتقرير مستوى هذه الجاهزية للحرب أي أن نتائجها وتقييم أداء هذه الجبهة هو الذي سيعطي الضوء الأخضر بأن الجبهة جاهزة.

وفي جلستين عرضا أيضا رئيس شعبة أمان ما توصلت إليه وحدة الأبحاث في الشعبة من تقديرات للوضع في الدول التي ستكون طرفا في هذه الحرب وكان في صدارة هذه الأطراف حزب الله وحدد ما أسماه بنقاط الضعف البنيوية لدى الحزب.

وأولها العزلة الداخلية ليس فقط من معسكر قوى 14 آذار وإنما أيضا من قبل قيادات دينية شمال لبنان وفي صيدا يتنازعها العداء ضد حزب الله. إضافة إلى عزلة من قبل قوى عديدة داخل لبنان من قوى 14 آذار التي يتزعمها تيار المستقبل والتي عاد إلى صفوفها وليد جنبلاط بعد الأزمة السورية، ويضيف الوزير العبري بدأ رئيس الجمهورية ميشيل سليمان ولأول مرة يبدي مواقف معارضة لحزب الله ، ويختم بما أسماه تورط الحزب في الحرب في سوريا وعلى الأخص في منطقة القصير.

ويتابع يضاف لما سبق مصاعب لوجيستية للحصول على المزيد من السلاح لعدة أسباب من بينها الهجمات الإسرائيلية على شحنات الأسلحة التي تصل من سوريا والرصد اليومي لحركة التنقل بين سوريا ولبنان وعقبات ومعوقات أمام نقل الأسلحة من إيران إلى سوريا.

ويختم الوزير بانعكاس ما يدور بسورية بشكل سلبي ومفصلي بتقلص القدرة العسكرية السورية في مواجهة الميليشيات المسلحة في الداخل وهو ما يؤثر على أي أداء عسكري سوري في حالة اندلاع حرب ضد حزب الله.

وفي تقديره للشأن السوري تحدث الجنرال كوخفي عن فقدان سوريا ثلث قدراتها العسكرية في المجال البشري أو التسليحي والجيش السوري يواجه مصاعب جمة وخطيرة أمام أداء دوره في الحرب في استخدام منظومات الأسلحة المتطورة لديه أو تحريك قواته.كما أشار إلى ما وصفه بالحصار الذي يحيط بسوريا من الجنوب من قبل الأردن ومن الشمال من تركيا.

واستدرك بالقول يمكن لسوريا أن تتغلب على هذه المقيدات والمحدوديات إذا ما ألقت روسيا بثقلها إلى جانبها في أية معركة قد تنشب بينها وبين إسرائيل، وهو ما سيؤدي إلى تدخل عسكري أمريكي فيصل الأمر إلى حافة الحرب بين البلدين على غرار ما حدث في كويا في ستينات القرن الماضي.

واعتبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أن إيران تشكل مركز الثقل التي تعتمد عليه سوريا في مواجهة أعداء الداخل أو القوة الإقليمية أو إسرائيل ،لإدراكها بأنها إيران لن تسمح بتقويض سوريا لأن هذا التقويض سيقود إلى سلسلة من عمليات التقويض للوجود الإيراني في المنطقة. وشدد على أن إيران ستنضم إلى المعركة وتلقي بثقلها بشكل مباشر أو غير مباشر.

وتحدث كوخفي عن انضمام العراق إلى محور طهران دمشق لكن مشاركته في دعم سوريا وحزب الله ستكون رمزية نظرا لأنه لا يمتلك حزمة القدرة للمشاركة الفعلية في الحرب ضد إسرائيل على غرار جولات سابقة في الصراع الإسرائيلي العربي حيث كان العراق يشارك في كل الحروب.

وتطرق كوخفي إلى مواقف الدول العربية الأخرى إذا ما اندلعت الحرب الإقليمية ومن بين هذه الدول فمصر لن تجازف بإحداث نقلة في مواقفها فهي مقيدة بالتزامات ومعاهدات وقد أثبتت السلطة الحالية بقيادة مرسي تمسكها بها، وأن الشغل الشاغل لدى القيادة المصرية الحالية هي مواجهة المشاكل الداخلية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

وأكد عاموس جلعاد أن لدى إسرائيل والولايات المتحدة ضمانات بأن مصر لن تشارك في أي عمل عدائي ضد إسرائيل وأنها تعهدت أيضا بعدم إحداث أي تعديل على الملحق الأمني والعسكري في اتفاقية كامب ديفيد.

وقدم جلعاد أكثر من دليل على التزام مصر باتفاق كامب كتوتر العلاقة بين السلطة المصرية وحركة حماس في قطاع غزة في أعقاب اختطاف سبعة من رجال الأمن المصريين واستهجان إخوان مصر دعوة قيادات حماس للحكومة المصرية إلى إلغاء كامب ديفيد ورفع الحصار عن غزة.

وأضاف جلعاد "مصر تدعم حركات مسلحة داخل سوريا وخاصة الإخوان المسلمين وهي تستضيف قيادات من المعارضة وتدعم انتقال العناصر المسلحة عن طريق لبنان وتركيا والأردن".

واستبعد أن تقف أية دولة عربية إلى جانب سوريا وحزب الله في أي حرب قد تندلع، وحدد هذه الدول المملكة السعودية والإمارات والكويت ودول الخليج وليبيا وتونس والمغرب.

وبعد اللقاء جرى تداول إمكانية إعلان حالة طوارئ في إسرائيل كخطوة تسبق الحرب أو إعلان الحرب كخطوة ضرورية وهامة لأن الحرب التي قد تخوضها إسرائيل بحسب وزير الدفاع حرب غير مسبوقة من حيث عدة عوامل أهمها حجم الحرب على مستوى الإقليم حيث لن تكون بين إسرائيل وحزب الله وسوريا أو إيران وإنما ستشارك فيها قوى إقليمية الأردن وتركيا وقطر والسعودية والإمارات والمغرب، إضافة إلى قوى دولية وعلى الأخص فرنسا وبريطانيا.

التدريبات في الجبهة وامتدت من نهاريا في الشمال على الحدود اللبنانية حتى إيلات في الجنوب لم تكن تدريبات روتينية للتأكد من فاعلية منظومة حماية الجبهة الداخلية وإنما تدريبات بمثابة بروفات تحاكي السيناريوهات الحقيقية التي وضعتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في الاعتبار أي أنها ليست سيناريوهات مرتبطة باحتمالات افتراضية.

وقال زير الشؤون الإستراتيجية "الهدف الأعلى لهذه التدريبات التأكد من أن الجبهة المدنية أو المؤخرة تشكل أرضا صلبة تنطلق منها إسرائيل نحو المواجهة العسكرية دون مخاوف مبالغ فيها من ضعف هذه المؤخرة، أو من وجود فجوات تلقي بظلال سلبية على أداء الجبهة العسكرية.

وخلص وزير الشؤون الإستراتيجية إلى أن الاستعدادات الحالية لحرب مفاجئة أكثر جدية واحتمالية من أي وقت مضى بل أن سقف احتمال اندلاع الحرب يرتفع ويعلو بين يوم وآخر.

وكشف رئيس الموساد تمير باردو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعطى الضوء الأخضر للحرب الإقليمية دون مشاركة مباشرة لأن الدول الإقليمية وعلى رأسها إسرائيل وتركيا نجحت في إقناع أوباما ووزيري الخارجية والدفاع جون كيري وتشوك هيجل بأن هذه الحرب حتمية من أجل تقويض ما وصف بمحور الشر لكي تنعم المنطقة فيما بعد بالاستقرار والأمن.

وكشف باردو عن زيارته تركيا والأردن والإمارات وقطر والتقى في الأردن بندر والذي وصفه بأنه أكثر المتحمسين والمندفعين وراء شن حرب ضد حلفاء إيران وعلى الأخص سوريا ثم حزب الله وبعد ذلك إيران.

وأعلن مدير عام وزارة المؤخرة جابي عوفير للمستوطنين أن التدريبات محاكية ومطابقة لسيناريوهات حرب وشيكة الاندلاع، وطالبهم لبالاستعداد لمواجهة اندلاع هذه الحرب بين يوم وآخر بل وفي كل ساعة.

من ناحية أخرى أصدر قائد المنطقة الشمالية الجنرال يائير جولان تعليمات بالتزامن مع انطلاق المناورة برفع درجة الاستعدادات لدى الفرق والتشكيلات العسكرية التابعة لقيادة المنطقة الشمالية.