منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى غير رسمي يهدف للتعريف بالجيش الوطني الشعبي Forum informel visant à présenter l'Armée Nationale Populaire
 
الرئيسيةأحدث الصورقوانينالتسجيلصفحتنا على الفيسبوكمهمة في الاتحاد الافريقي  Oouusu10دخول

شاطر
 

 مهمة في الاتحاد الافريقي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
auress54
القائد الاعلى للدرك الوطني
القائد الاعلى للدرك الوطني
auress54

ذكر
عدد المساهمات : 7617
نقاط : 11436
سمعة العضو : 567
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
التسجيل : 29/12/2011
العمر : 29
الموقع : جبال الاوراس
المهنة : جزائري
نقاط التميز : 10

مهمة في الاتحاد الافريقي  Empty
مُساهمةموضوع: مهمة في الاتحاد الافريقي    مهمة في الاتحاد الافريقي  I_icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2013 6:37 pm

يوميات مراقب عسكري في دارفور.1
إن العمل ضمن قوات حفظ السلام في مناطق النزاعات المسلحة من أكثر الواجبات التي تجعل المرء يشعر بالفخر لأن العمل على تخفيف معانات المدنيين في تلك المناطق يجعله يبذل كل ما لديه من جهد دون كلل ولا ملل ولو بالعيش معهم في نفس الظروف الصعبة التي يعيشونها لفترة من الزمن .  ولأن العمل في هذا المجال من أسمى واجبات العسكريين بالرغم من إن ذلك في الغالب يكون على حساب حياتهم
الخاصة وصحتهم وأحياناً كثيرة يكلفهم ذلك حياتهم إلا إني عندما بدأت حياتي العسكرية كنت حريصاً على أن أخوض هذه التجربة ولو لمرة واحدة في حياتي و لم أكن أعرف من أين أبدأ وكيف ولكني لم أنتظر طويلاً ، ففي عام 1999 عندما كنت تابعاً لإدارة القوات الخاصة تم تكليف وحدتنا بمهمة لجنة حفظ السلام بمنطقة البحيرات الكبرى بإشراف منظمة الوحدة الإفريقية في ذلك الوقت ، وتم اختياري عضواً في هذه اللجنة ، وانا أمتن لرؤسائي في وحدتي السابقة لثقتهم ومنحي فرصة خوض شرف هذه المهمة ، وبالتالي كانت هذه هي مهمتي الأولى في هذا المجال .
مهمة في الاتحاد الافريقي  A
 مهمة في الاتحاد الافريقي  Aa
الرحلات بين القطاعات
بعد هدؤ الوضع في منطقة البحيرات الكبرى بسنوات ظهرت مشكلة دارفور ، وتدخل الاتحاد الإفريقي ووسطاء آخرون وتم التوصل إلى أتفاق بين الحكومة السودانية وحركة جيش تحرير السودان جناح مناوي وبناء عليه وقعت اتفاقية ( أبوجا ) بينهما ،  وأرسل الاتحاد الافريقي مراقبين عسكريين وشرطة مدنية وقوات حماية افريقية وشاركت ليبيا بعدد تسعة ضباط كانوا أول مراقبين عسكريين ليبيين يشاركون بصورة فعلية بعملية لحفظ السلام بمنطقة نزاع مسلح من ضمن قوة دولية ، وهذا العدد قليل جداً مقارنة بإعداد المراقبين من الدول الأخرى بالرغم من دور ليبيا الريادي في حل هذه المشكلة وبالرغم من ارتياح وتجاوب السكان المحليين للمراقبين الليبيين أكثر من غيرهم.
في بداية عام 2005 تم ترشيحي من قبل وحدتي إدارة الهندسة العسكرية لدورة مراقبين دوليين بإدارة العمليات وبعد مرور تسعة أشهر من الدورة كان قد مر عام على عمل المجموعة الاولى من المراقبين العسكريين الليبيين بإقليم دارفور المضطرب وتم اختياري من ضمن تسعة ضباط آخرين لنكون المجموعة الثانية من المراقبين الليبيين ، وبذلك تكون هذه هي مهمتي الثانية في مجال حفظ السلام .
غادرنا مطار طرابلس يوم الأحد  3 . 9 . 2006  عند الساعة الحادية عشر ليلاً متجهين إلى أثيوبيا مروراً بالقاهرة وكان في توديعنا بمطار طرابلس مدير إدارة العمليات الذي أبى إلا أن يكون قريباً منا حتى أخر لحظة ، كان على أي مراقب عسكري يكلف من بلده  بالعمل في هذه المهمة الذهاب إلي مقر مفوضية الاتحاد الافريقي باديس ابابا ، عند وصولنا كان في انتظارنا منذوب من المفوضية والقنصل الليبي هناك ، في اليوم التالي تم تعريفنا على طبيعة المهمة وتسليمنا الشارات الخاصة بها ومبلغ مالي لتغطية مصروفات الرحلة إلى ارض المهمة  . 
                        
مهمة في الاتحاد الافريقي  Aaa
قيادة المنطقة الثامنة
                                     
يوم الخميس 7 . 9 . 2006 الساعة الحادية عشر غادرنا أديس أبابا متجهين إلى الخرطوم التي وصلناه بعد ساعتين ، وبعد الراحة لبضع ساعات ذهبنا إلى مقر الاتحاد الإفريقي هناك للتسجيل لديهم وبذلك يكون يوم الجمعة 8 . 9 . 2006 بالنسبة للمجموعة الثانية من المراقبين الليبيين هو تاريخ أول يوم في المهمة.
كان علينا إعلام المكتب الشعبي هناك بوجودنا في السودان وعلينا أن نسجل في مكتب التسفير بالاتحاد الافريقي للسفر إلى الفاشر ولم يكن ذلك ممكناً في نفس اليوم وان نقوم بوزن مهماتنا لأنه لايسمح بنقل أكثر من 50 كجم والوزن الزائد يرسل لاحقاً وعلينا تفقد النواقص وتأمينها قبل السفر إلى هناك واستغرق ذلك يومين حيث سافرنا إلى الفاشر يوم الاثنين 11 . 9 . 2006 واستغرقت الرحلة حوالي ساعتين ونصف على متن طائرة صغيرة مخصصة للركاب ، كانت تلك الساعات بالنسبة لي كمن يحلق إلى المجهول ، عندما أقلعت الطائرة بان واضحاً اثار فيضان نهر النيل فقد غطت المياه أجزاء كبيرة من أطراف الخرطوم تم دخلنا الصحراء وبعدها جبال ووديان تم أصبح لون الأرض يتغير إلى الأخضر ويزداد إخضراراً كلما تقدمنا أكثر باتجاه الغرب وذلك لأان موسم الأمطار في الأقليم يبدأ في نهاية أغسطس وينتهي في نهاية شهر أكتوبر ، وخلال هذا الموسم بعض الوديان تستمر في الجريان طيلة شهر كامل وتنمو الأعشاب وترتوي الاشجار وبعدها تتحول الارض إلى اللون الاصفر وبسرعة بسبب درجة الحرارة العالية والعواصف الرملية .
وعند وصولنا مطار الفاشر كان المطر متوقفاً ولكن الجو مازال مغيماً ووجدنا في انتظارنا اثنين من المراقبين السابقين وكان ذلك من كرم أخلاقهم إذ فعلوا فقد ترك ذلك انطباعاً جميلاً وكان له الأثر الرائع على معنويات كل الضباط ثم التقينا لاحقاً بباقي المجموعة الأولى حيث كانوا يقومون بالإجراءات النهائية لانفكاكهم من المهمة .
تعتبر الفاشر مدينة قياساً بمستوى التنمية في  السودان وهي عاصمة دارفور إلا إني اكتشفت لاحقاً أن مدينة ( نيالا ) بجنوب الإقليم أكبر منها بكثير من حيث المساحة وعدد السكان ومستوى الخدمات ، تقع الفاشر في شمال دارفور وهي تقع تحت سيطرة الحكومة وبها مطار يستخدم للرحلات الداخلية إلى المدن الرئيسية ويستخدم كقاعدة جوية للسلاح الجوي السوداني وتتمركز بها بعض وحدات الجيش السوداني بالاضافة للشرطة المدنية ومستشفى سعودي وأخر حكومي وجامعة ومقر ولاية شمال دارفور وبها سوق شعبي ومحلات تجارية توفر معظم الخدمات إلا ان الاسعار مرتفعة مقارنة بالخرطوم وتزداد كلما توغلت في الاقليم .
 
كانت الفاشر تعتبر من المدن الآمنة في الأقليم ولم تسجل بها أحداث ذات أهمية تذكر ولكن بعد التغير في تكتيكات بعض الحركات المتمردة وذلك بنقل المعركة إلى مناطق الحكومة ومن بعد الهجوم على المدينة عام 2003 أصبح فيها الأمن مهدداً وحدثت فيها بعض الاشتباكات القبلية بسوق الماشية خلال وجودنا في المهمة ، كما تم قتل ضابط مصري في منزله وضابط أخر من غانا في الشارع والاستيلاء على سيارته وغيرها من الأحداث ، أما بالنسبة للشعب السوداني بصفة عامة في الشمال والجنوب ودارفور يتصف بالطيبة والتدين والاخلاق ويقدرون كثيراً دور ليبيا في حل أزمة دارفور ويحترمون الرابط المشترك بين الشعبين وهما الدين واللغة .
يوجد بالفاشر مقر المهمة الإفريقية في دارفور وهو لا يبعد عن المطار سوى 1كم ، ذهبنا هناك لإنهاء الإجراءات الإدارية الروتينية ( إملاء نماذج خاصة بالبيانات الشخصية / التصوير لاستخراج تعريف و رخصة قيادة خاصتين بالمهمة / تسليم جوازات السفر من أجل الإقامة / شراء واصلات الوجبات حيث أن كل وجبة يتناولها المراقب تكلفه 4 دولارات أمريكية / استلام بطانية من الحجم الصغير وهي الشئ الوحيد الذي يتم تقديمه في ارض المهمة ) بعد ذلك تم إعلامنا بأنه ستعقد لنا دورة لمدة عشرة أيام بداية من يوم الغد وتم تخصيص سيارة وسائق لنقلنا يومياً من وإلى المقر ، ذهبنا إلى معسكر زمزم الذي يبعد 5كم عن المقر وهو عبارة عن معسكر مجموعة عمل زمزم ويوجد به عدد ثلاث خيام كبيرة جداً خاصة بأعضاء المهمة العاملين بالقطاعات الأخرى الذين قد يتواجدون لأي سبب في الفاشر كالذهاب أو الرجوع من الإجازات أو في حالة القدوم إلى أرض المهمة لأول مرة كما هو الحال بالنسبة لنا ، وكان علينا حسب التعليمات أن نقيم في تلك الخيام حتى يتم توزيعنا ، لكن احد ضباط المجموعة الأولى الذي كان يعمل بنفس المعسكر استطاع أن يؤمن لنا ثلاث خيام فردية لنتقاسمها ولهذا أيضا أثر إيجابي على معنوياتنا بالرغم من صغر حجم الخيمة بالنسبة لثلاثة أشخاص وأمتعتهم .
يقع معسكر زمزم في الأطراف الغربية لمدينة الفاشر في أرض مفتوحة على الطريق المؤدية إلى نيالا وشاعرية ويوجد أمام المعسكر مقهى على اليمين وأخر على اليسار كانا المتنفس الوحيد لنا في أوقات الفراغ لأنه يوفر بعض الإحتياجات كما أن مظلات المقهى توفر الظل اللازم الذي كنا في أمس الحاجة إليه ، فكان هذا والمسجد المغطى بالزنك هو الملاذ الوحيد لنا من ارتفاع درجة حرارة الجو في النهار حيث يستحيل معها البقاء داخل الخيمة بعد العاشرة صباحا وبعد الغروب لابد أن تكون كل الأطراف مغطأة وعند النوم يجب استخدام شبكة ضد الناموس الناقل للأمراض الخطيرة كالملاريا و أن لا تنسي الموعد الأسبوعي لتناول العلاج المضاد للملا ريا وان تعرف مواعيد فتح المياه بالحمامات وهي من الخامسة إلى التاسعة صباحاً ومن الخامسة إلى التاسعة مساءاً  وان تشرب فقط من المياه المخصصة لذلك نظراً لتلوث المياه وإنتشار مرض الكوليرا وان لا تتأخر عن مواعيد الوجبات ولا تسال عن مكوناتها ولا يسمح بالطبخ داخل الخيام وان تنظف الخيمة وكل مهماتك من الحشرات يوميا قبل أن تنام وعندما تسنيقظ وان لا تتأخرعن العمل ، وكان هذا هو الوضع السائد بصفة عامة في كل المعسكرات ولكن بشكل نسبي لأن بعض المعسكرات التي تقع في مناطق تتوفر فيها المياه مثلاً كانوا يحصلون على كمية أكبر من المياه .
يوم الثلاثاء 12 . 9 . 2006 صباحاً ذهبنا إلى المقر حيث سيكون مكان إنعقاد الدورة في غمرة العمليات وعند وصولنا بدأنا أول محاضرة وكان نظام المحاضرات من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً ومن الساعة الثانية بعد الظهر إلى الساعة الخامسة مساءاً بينهما راحة الغذاء لمدة ساعة جميع أيام الأسبوع ما عدا الجمعة والسبت ، وكانت الدورة للتعريف بالقوانين الخاصة بالعمل في مناطق النزاع المسلح وإعطاء صورة للوضع العام للمهمة وأخر تطورات الاحداث في المنطقة ودورة في الإسعافات الأولية وقيادة السيارات الصحراوية وكيفية إتباع التسلسل العسكري لاسيما في طلب الإجازات حيث يجب كتابة الطلب قبل موعد الإجازة بشهر ويتم إرسال الموافقة قبل موعد بداية الإجازة بأسبوع وتشمل أيضاً فكرة عن واجبات المراقب العسكري والشرطة المدنية وقوات الحماية وغيرها من الأمور المتعلقة بطبيعة العمل في هذه المهمة .
في اليوم التالي ومن غرائب الصدف التقيت أحد العسكريين الأفارقة الذين تدربوا في ليبيا سنة 2000 وكان حينها برتبة عريف وكنت آمر فصيله وبرتبة ملازم أول ، كان ذلك قبل ستة سنوات أما الآن فهو ضابط برتبة نقيب تابع إلى جناح العمليات بمقر المهمة ، في الحقيقة لقد رحب بنا كثيراً وعرفنا على بعض الضباط هناك وكان يعرفني على أني آمره ومعلمه بطريقة تجعلني أفتخر بانني ليبي واخدم بلدي في هذا المجال بالذات .
وخلال الدورة أبدى ضابط العمليات رغبته في بقاء أحدنا للعمل معه في مكتب التدريب على أن يكون برتبة نقيب فتم إختياري وفي اليوم التالي إستدعاني ضابط الإستخبارات وأخبرني أيضاً برغبته في العمل معه كضابط أمن بالمقر لعدم ثقته في بعض مصادره كما قال وايضاً لأهمية اللغة العربية كمصدر للحصول على المعلومات وأكد لي موافقة نائب آمر القوات لأنه في ذلك الوقت لم يكن آمر القوات موجوداً ، وكان وجود أحدنا في المقر هو مطلب كل المجموعة في محاولة لتلافي المشاكل التي مر بها ضباط المجموعة الأولى .
يوم السبت 23 . 9 . 2006 كان أول أيام شهر رمضان المبارك بالنسبة للسودان وفي ظل الظروف الصعبة سالفة الذكر كان أيضاً شهراً اسثنائياً ويوم الثلاثاء 26 . 9 . 2006 ثم إبلاغنا بصدور قرار توزيعنا جميعاً على القطاعات وكان الأقليم حسب تنظيم الإتحاد الإفريقي مقسم إلى ثمانية قطاعات وكل قطاع به لا يقل عن ثلاث مجموعات عمل ( معسكر ) فتم توزيعنا حسب الأقدمية بحيث سيذهب ضابط إلى كل قطاع وإثنان للقطاع الثاني أما أنا فتم تنسيبي للقطاع الثامن الذي كان في ذلك الوقت الأكثر إضطراباً ومن شأن ذلك أن يدخل إلى النفس شئ من التشاؤم ، لاحقاً أعتذر ضابط العمليات والإستخبارات عن عدم قدرتهم تنفيذ ما قالوا ولم يقدموا تفسيراً لأنهم كما قالوا لم يفهموا ما حدث ، وأستطعنا لاحقاً أن نعرف أن هناك من يرى مصلحته في إستبعادنا عن المقر والاستعانة بضباط من جنسيات أخرى ، وفي اليوم التالي انهى ضباط المجموعة الأولى إجراءات انفكاكهم وسافروا إلى الخرطوم في طريق العودة إلى ارض الوطن .
كان السفر إلى المواقع يتطلب التسجيل في قائمة الرحلات قبل السفر بيوم واحد على الأقل والمروحيات هي الوسيلة وبالرغم من ان ذهابنا إلى قطاعاتنا ومواقعنا سيفرقنا عن بعضنا ونعرف أنه قد لانلتقي إلا بعد نهاية المهمة أو إلى الأبد إلا إننا كنا متلهفين للوصول إلى معسكراتنا وبداية العمل لأنه يعني الاستقرار مهما كانت الظروف المحيطة ،بقينا لفترة من الزمن في انتظار الرحلات الجوية التي توقفت لأيام بسبب النقص في الوقود تم أستؤنفت من جديد  وأصبحنا في كل مرة يودعنا احد الزملاء ويسافر ليبدأ حياته الفعلية في المهمة التي جاء من أجلها حتى جاء دور رحلتي وكنت الشخص ماقبل الاخير من المجموعة الذي غادر الفاشر حيث يوم الأربعاء 4 . 10 . 2006 ركبت المروحية المتجهة إلى منطقة الضعين حيث يتواجد مقر رئاسة القطاع الثامن واستغرقت الرحلة حوالي الساعة والنصف ، عند وصولي تبين من ضابط الإمداد بانه لا توجد خيمة شاغرة الآن فاستقبلني احد المراقبين المصريين معه في خيمته إلى حين يتم توزيعي ، وفي اليوم التالي صباحاً حضرت الاجتماع اليومي الذي ترأسه آمر مجموعة الضعين لعدم وجود الآمر الاصلي ، تم تعريفي على مجموعة المراقبين كما عرفت عن نفسي  وقدموا لي فكرة عن الوضع السائد باختصار حيث تبين لي أنه في الأيام القليلة الفائتة حدتث معارك في منطقة مهاجرية وكل القرى المجاورة والتابعة لها وبناء على ذلك تم إيقاف الدوريات إلى حين إشعار أخر ، والوضع الآن آمن بتلك المناطق في انتظار التعليمات باستئناف الدوريات كما أكد لي الآمر بانه علي الانتظار إلى حين عودة الآمر الأصلي من الإجازة ليتم توزيعك على أحد المجموعات وانتهى الاجتماع ، ولكن بعد الإفطار جاءني الضابط الإداري وقال لي بأنه تم توزيعي إلى معسكر مهاجرية ثم أكد لي صديقي المصري ذلك وقد عمل سابقاً هناك لمدة ستة أشهر فحاولت أن أكون فكرة ولو بسيطة عن طريق المعلومات التي قدمها لي عن تلك المنطقة ومجموعة العمل هناك ، وقال لي أيضا بأنه تقرر استئناف الدوريات بأول دورية إلى مهاجرية غداً الجمعة ، وانه باستطاعتي البقاء ايام اخر اذا اردت ولكني ابلغتهم برغبتي للذهاب والالتحاق بمجموعتي ، وفي صباح اليوم التالي الموافق 6 . 9 . 2006 استقليت وأمتعتي سيارة آمر الدورية وتحركنا باتجاه منطقة اسمها ( انجابو ) وهي أحد نقاط الالتقاء بباقي الدوريات من كل المعسكرات التابعة للقطاع الثامن حيث سنلتقي بدورية أخرى قادمة من مهاجرية تم تعود كل دورية إلى المعسكر الذي انطلقت منه ، وكانت عبارة عن منطقة صغيرة جداً بها بعض البيوت المبنية بالصفيح وأخرى بالمواد المحلية المتوفرة وبعض الدكاكين وبئر للامداد بالمياه وتبعد حوالي 52 كم غرب الضعين و54 كم شرق مهاجرية وتقع تحت سيطرة حركة جيش تحرير السودان جناح مناوي ويقيمون أول بوابة لهم من هذا الاتجاه في هذه المنطقة ، لم نجد بها إلا القليل من السكان الذين بدأو في العودة إليها بعد الهجوم الأخيروبعض أفراد الحركة المسلحين وشيخ المنطقة الذي أبلغنا شكواه عن توقف مضخة البئر وكان علينا ان نكاتب احد المنظمات الانسانية الموجودة بالمنطقة للاهتمام بذلك ، وبعد نصف ساعة من الإنتظار وصلت دورية مهاجرية وكان آمر الدورية رائد طبيب من زامبيا وبعد ان انهى عمله مع آمر الدورية الأخرى ونقلت أمتعتي لسيارته تحركت الدورية لوجهتها ولم نذهب بعيدا حتى اتصل آمر الدورية الاخرى ليبلغنا باننا تركنا احد ممثلي حركة جيش تحرير السودان بالاتحاد الإفريقي وهو الآن في الطريق اليكم ، كان ذلك الشخص برتبة مقدم وهوينتمي لهذه المنطقة ولكنه يرسل الى هنا لاول مرة ، ويالمناسبة كل ممثلي حركة تحرير السودان في الاتحاد الافريقي برتبة مقدم إعتقاداً منهم ان ذلك سيمنحهم قدماً أو صلاحيات دون الممثلين الاقل رتبة من الحركات الاخرى او الحكومة ، عندما نزل من السيارة كان غاضباً وفي يده سيجارة واحتج على آمر الدورية بقوله له لماذا لم تنتظرني فرد عليه بهدؤ : وإذا استمريت في تضييع الوقت سأتركك مرة أخرى ، فركب معنا وجلس بجانبي وهو يشتم ويدخن ، ونظر لي نظرة حادة فبادلته مثلها ، سألني عن جنسيتي فقلت له إنني ليبي ، فقال هذا جيد ( كويس ) وبانت عليه علامات الارتياح وحين طلبت منه ان يفتح النافذة لأنني صائم رمى بسيجارته ولم أتكلم معه مرة أخرى ، قد يقول قائل ماالحاجة لذكر مثل هذه القصص ولكن الأحداث القادمة تتكون من مجموعة من المواقف والاحداث التي يصنعها الأشخاص وهذا الشخص الذي تم توزيعه لأول مرة أيضا في نفس المعسكر سيكون لي معه قصص أخرى ، ولتوضيح الأمر فان من ضمن اتفاقية نشر القوات في الاقليم ان يكون هناك ممثلين للاطراف الموقعة على اتفاقية السلام للعمل مع قوات الاتحاد الافريقي لغرض تدليل الصعاب عند العمل في المناطق التي يسيطرون عليها ، فقد كانوا يعيشون معنا داخل المعسكرات ويخرجون معنا في الدوريات ويحضرون اجتماعاتنا ويقراون تقاريرنا وكان ذلك في تقديري من الأخطاء الفادحة التي ارتكبها قادة الاتحاد الافريقي ومن الاسباب التي ساهمت في فشل مهمة الاتحاد الافريقي في هذا الاقليم وبعد إسناد المهمة لقوات مشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ( قوات الهجين ) تم استبعاد جميع الممثلين من المهمة متهمين اياهم بالتجسس لصالح جهاتهم .
لقد وصلنا الى اليوم 33 ومازلنا في بداية سنة مثيرة.....و للحديث بقية.
مهمة في الاتحاد الافريقي  Aaمهمة في الاتحاد الافريقي  Aaa


عدل سابقا من قبل auress54 في الخميس يونيو 20, 2013 6:50 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
auress54
القائد الاعلى للدرك الوطني
القائد الاعلى للدرك الوطني
auress54

ذكر
عدد المساهمات : 7617
نقاط : 11436
سمعة العضو : 567
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
التسجيل : 29/12/2011
العمر : 29
الموقع : جبال الاوراس
المهنة : جزائري
نقاط التميز : 10

مهمة في الاتحاد الافريقي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهمة في الاتحاد الافريقي    مهمة في الاتحاد الافريقي  I_icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2013 6:38 pm

يوميات مراقب عسكري في دارفور2
 
انتهى الجزء الأول من اليوميات بعد وصولي إلى منطقة (مهاجرية) والإلتحاق بمجموعتي هناك وشمل الجزء السابق أيضاً مراحل تنقل المجموعة الثانية من المراقبين العسكريين الليبيين في دارفور ، وفي هذا الجزء أرى إنه من المهم للقارئ أخذ فكرة عن طريقة عمل قوات حفظ السلام في مناطق النزاعات المسلحة قبل أن ندخل في الحديث عن تفاصيل بعض الأحداث لأن ذلك سيساعد في تفهم المواقف وردات الافعال عند تأزم الظروف التي قد يواجهها المراقب الدولي في تلك المناطق على أساس أن ما يحدث في دارفور هو جزء مما يحدث في كل مناطق النزاعات المسلحة في العالم مع مراعاة أن كل منطقة ومشكلة تنفرد بخصائص مختلفة عن غيرها ، إلا أن عمليات حفظ السلام تتشكل في العادة من  العناصر التالية:
 1.المسئول الدبلوماسي والسياسي ومعاونيه : واجباته المفاوضات السياسية والإشراف والسيطرة المباشرة والتحكم في الجهاز الإداري والمكاتب التابعة له .
 2 .الإدارة المدنية: وتتكون من موظفين مدنيين بالمهمة والموظفين المحليين العاملين مع قوات حفظ السلام ، وواجبها العمليات المتعلقة بالإمداد بالمهمات والمواد الغذائية وخدمات النقل والصيانة والأعمال الإنشائية الهندسية وخدمات الطيران وإعداد الميزانيات والخدمات المالية والصحية والبريد وغيرها.
  .القوات العسكرية: تتكون من كتائب عسكرية مسلحة تسليحاً خفيفاً ( حسب المهمة ) لها هيكل تنظيمي خاص وملاك يوفر عدداً من الفصائل لحراسة المواقع ومراكز المراقبة والقيادة والدوريات البرية وعمليات الإصطحاب ( المرافقة ).
 4المراقبون العسكريون : وهم مجموعة من الضباط يعملون في مجموعات / فرق غير مسلحة مهمتهم تقصي الحقائق والإشراف على الإتفاقيات ومراقبة الحدود ومناطق وقف إطلاق النار والإتصال مع الأطراف المتنازعة ومفاوضتهم وكتابة النتائج في تقارير.
5 .الشرطة المدنية : تنظم في مجموعات / فرق غير مسلحة ومهمتها حفظ القانون والنظام ورصد الأنشطة القانونية التي يقوم بها المسؤلون المحليون والإشراف على معسكرات اللاجئين وعلى تنظيم وتدريب الشرطة المحلية وجميع واجبات الشرطة المدنية من تحقيق في قضايا القتل والسرقة والإغتصاب وغيرها
 6 .فريق الإنتخابات : وهم مجموعات صغيرة مهمتها تنظيم والإشراف على الإستفتاء أو الإنتخابات والتأكيد للمجتمع الدولي نزاهة الإنتخابات من عدمها.  
 7.فريق المساعدات الإنسانية: هم مجموعات من المدنيين مهمتها توزيع الأغذية وتوفير الإمدادات الطبية ومشاريع البنى التحتية والتعمير 
 8 . فريق حقوق الإنسان : مجموعات من المدنيين تعمل تحت قيادة ممثل من مفوضية حقوق الإنسان مهمتها كل الأنشطة المتعلقة بحقوق الإنسان مثل مراقبة حقوق الإنسان والحريات الأساسية ومنع إنتهاك حقوق الإنسان وتنفيذ البرنامج التعليمي لحقوق الإنسان والتحقيق في حوادث إنتهاك حقوق الإنسان ومتابعتها .ولمواجهة التحديات التي تواجه الأمم المتحدة تم تحديد 7 تصنيفات لجهود الأمم المتحدة في المستقبل لإعادة السلام والأمن الدوليين ، وهذه التصنيفات تبين مدى التعقيد في نشاطات حفظ السلام وتعطي فكرة على كيفية قدرة العالم على تحقيق أهداف ميثاق الأمم المتحدة وهي:
 1الدبلوماسية الوقائية : وهي إجراءات للحد من تزايد الخلافات بين الاطراف وتفادي تصعيدها ومنع حدوثها
 2صنع السلام : وهو إجراءات دبلوماسية الهدف منها الوصول بالأطراف المتنازعة إلى إتفاق عن طريق المفاوضات بالطرق السلمية. 
3 . حفظ السلام : وهو تواجد قوات دولية لحفظ السلام في أرض النزاعات وبرضاء الأطراف المتنازعة لتنفيذ أو مراقبة تنفيذ الإتفاقيات ولإيجاد الحلول المؤقتة أو الدائمة وتأمين وصول المساعدات الإنسانية.
4 . فرض السلام : في حالة فشل كل الخيارات السلمية تدعو الحاجة في بعض الأحيان لعمليات فرض السلام ، وتكون تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ويشمل استخدام القوات المسلحة لحفظ أو إعادة السلام والأمن الدوليين عندما يرى مجلس الأمن وجود تهديد للأمن أو في حالة وجود عدوان مسلح.
5 . بناء السلام : وهو دعم وتعزيز السلام وبناء الثقة والتفاعل الإيجابي بين الأعداء السابقين لمنع العودة للنزاع من جديد ، وهي مرحلة حرجة لانها حصيلة لخاتمة النزاع .
6 . العقوبات : وهي إستخدام كل الإجراءات باسثتناء القوة لتأمين وحفظ السلام الدولي ، ويتم اللجوء لهذا الإجراء لتأكيد الغرض من المقاطعة وهو تقويمسلوك الطرف الذي يهدد السلام والأمن الدوليين وليس العقوبة.
7 . نزع السلاح : وهو تجميع الأسلحة والسيطرة عليها والتخلص منها وهذه العملية تتوافق مع بناء السلام التي تحدث بعد انتهاء النزاع وقد تحدث عملية نزع السلاح باستخدام القوة .بدأ العمل بميثاق الأمم المتحدة في عام 1945 وهو يمثل رأي الدول المؤسسة للأمم المتحدة والمرجعية الأساسية لمكونات الأمم المتحدة لتمكينها من الإلتزام بمسؤلياتها ، ولن أتطرق لكل الميثاق وأنما ساذكر منه هنا ثلاثة فصول خاصة بعمليات حفظ السلام وهي: 
1 . الفصل السادس : يكرس لإستخدام الوسائل السلمية مثل المفاوضات ولجان التحقيق والوساطة والمصالحة والتحكيم لوضع نهاية للنزاع وتقديم المقترحات وبذلك نفهم ان قرارات ومقترحات مجلس الأمن لإنهاء النزاع تتوقف على أطراف النزاع أنفسهم،ومن المهم معرفة أن القوات الأفريقية والأمم المتحدة في دارفور تعمل تحت هذا الفصل.
2 .الفصل السابع : ينص على استخدام القوة للتعامل مع الأعمال العدوانية ومايهدد السلام ، وقبل اللجوء لإستخدام القوة يمكن مخاطبة الأطراف المتنازعة للإلتزام بالإجراءات القانونية التي قد تشمل (المقاطعة الإقتصادية الكاملة أوالجزئية / قطع الإتصالات / قطع العلاقات الدبلوماسية ).
3.الفصل الثامن: يشجع على التسويات للتوصل للحلول السلمية للمنازعات قبل إحالتها إلى مجلس الأمن .وفي الوقت الذي نجد فيه إن الجندي المقاتل يتم تدريبه على القتال لمواجهة القوة بالقوة فأن النهج والسلوك المطلوبين من الأفراد العاملون في قوات حفظ السلام مسألة صعبة وحساسة جداً وتستحق توضيحاً خاصاً ، فجنود حفظ السلام لا يرسلون لدعم أحد الأطراف ولكن ينتشرون في مناطق النزاع كطرف محايد في الصراع  ، لذلك يجب على العسكري التابع لهذه القوات أن يعرف إنه سفيراً للجهة التابعة لها المهمة ولبلده وأن يضع في إعتباره أن السلوك الجيد والسيطرة على النفس هما الطريق إلى الآمان وعليه أن يكون مستعداً للعمل 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع ويجب أن يتحكم في تصرفاته وكلامه لأنهما محل مراقبة دائماً وقد تنعكس تصرفاته على أداء المهمة .ان نجاح أي مراقب دولي يعمل في حفظ السلام يعتمد على المرونة والصبر والحساسية في التعاملات اليومية فهي أهم من التدرب على القتال لتحديد نجاح أي مهمة ، فوسيلته هي فن التفاوض والوساطة وليس السلاح لأن عمليات حفظ السلام عمليات سياسية وليست عسكرية فهي في العادة من إختصاص الدبلوماسيين والسياسيين بالرغم من أنها تنفذ عادة بواسطة العسكريين لإنه غالباً ما تنشأ ظروف تحتاج من الأفراد العاملين على الأرض القيام بالدور الذي يقوم به الدبلوماسيين مثل تسوية الخلافات والجمع بين الأطراف المتنازعة وتهدئة الإنفعالات والمراقبة وتقديم التقارير وغالباً مايتم السيطرة على الأوضاع المتأزمة وحلها وتفادي التصعيد من قبل المجموعات والأفراد العاملون على الأرض أكثر مما يتم بواسطة المستويات العليا ، والوسيلة الوحيدة التي يدافع بها المراقب العسكري عن نفسه إذا وجد في منطقة تبادل إطلاق نار هي الإلتزام بالقواعد الأربعة وهي:
1 . الحياد : ( أن يكون محايداً وعادلاً وذلك بعمله كجسر بين الأطراف وأن يكون صبوراً ودبلوماسياً وأن يكون هادئاً ويكبح مشاعره حتى تتحقق النتائج المطلوبة فبناء سلام دائم عملية بطيئة وتحتاج لمجهود كبير )
 2 .النزاهة : ( وتتمثل في العمل بقوانين المهمة وتقبل القيود في الحياة العامة والخاصة والتقيد بالقوانين واللوائح التنظيمية للدولة المضيفة وتفادي الأنشطة التي لاعلاقة لها بالمهمة والإمتناع عن قبول الهدايا وتسديد جميع الإلتزامات المالية قبل انتهاء الخدمة )
3 . الولاء : (يجب أن يكون الولاء لأهداف المهمة وعليه يجب تفهم وتقبل وجهات النظر والإختلاف في العادات والثقافات ويجب التعامل مع جميع الأشخاص دون تعصب أو تحيز لجنسية أو دين أو ثقافة أو سياسة معينة وممارسة ضبط النفس عند التعبير عن الأراء الشخصية)
 4 . الإستقلالية (وذلك بعدم طلب أوتقبل تعليمات من أي حكومة أو أي سلطة إلا سلطة المهمة التابع لها) .
وفي القطاعات الثمانية التابعة للإتحاد الإفريقي في دارفور (بعد إستلام الأمم المتحدة المهمة هناك أصبحت ثلاثة قطاعات) يوجد ثلاثة مجموعات عمل (معسكرات) في كل قطاع على أقل تقدير وكل معسكر به مجموعة من الضباط المراقبين ومجموعة من الشرطة المدنية وقوات حماية بقوام سرية تقريباً ومجموعة الخدمات ، وبالعودة إلى رحلتي من رئاسة القطاع إلى مجموعة العمل التي تم تنسيبي لها نجد ان المسافة من منطقة الإلتقاء ( إنجابو) إلى (مهاجرية) تبلغ حوالي 54 كم باتجاه الغرب والطريق إلى هناك تمر بطبيعة أراضي مختلفة وأصعبها مناطق السبخات والأراضي الطينية في موسم الأمطار والرمال عند إرتفاع درجة الحرارة وبصفة عامة طبيعة الأرض بالأقليم صحراوية والقيادة فيها تحتاج لخبرة خاصة نحن كعسكريين ليبيين نملكها وكثيراً منا يملك مهارات خاصة أيضاً والسبب طبيعة أرضنا الصحراوية وتوفر السيارات ذات الدفع الرباعي في وحداتنا ونستخدمها للخدمات والتدريب والمشاريع والمهام ولأننا نتعلم القيادة في سن مبكرة لكثرة السيارات في مجتمعنا ، أنا أقول هذا لأن ما أكتشفته في هذه الرحلة وأكدته لاحقاً أن الخروج مع الدورية في سيارة يقودها أحد الزملاء الأفارقة هو نوع من العقوبة لذلك عندما التحقت بالمجموعة وباشرت العمل معهم كنت أقود سيارتي لوحدي عندما اكون آمراً للدورية وأطلب ذلك عندما أكون عضواً حتى أضمن رحلة بأقل متاعب .
 
 
مهمة في الاتحاد الافريقي  %20%20%20%20%20

طبيعة جنوب دارفور في موسم الامطار
قبل أن نصل بحوالي عشرة كيلومترات أتصل آمر الدورية بالمعسكر وأبلغهم بتجهيز خيمة لمراقب جديد وكان يقصدني بالطبع وكانت هذه من مهام ضابط الإمداد (اللوجيستيك) وعند وصولنا وجهتنا بعد منتصف الظهر بقليل كنت مرهقاً وشعرت بالعطش ولم أجد أنه قد تم تجهيز الخيمة وطلب مني ان انتظره وطال انتظاري ولم يفعل فقد ماطلني مرتين بطريقة مستفزة وغريبة أيضاً ، كان أول شخص يحدث بيني وبينه سؤ تفاهم في المعسكر فهو لم يفعل حتى ذهبت إليه في مكتبه وبمجرد دخولي أغلقت الباب ورائي وكنت ممسكا بيدي حافظة المياه الباردة بحثاً عن بعض الثلج وتحضيره لوجبة الإفطار فوقف من مقعده وكأنه فهم أن الذي سيحدث هذه المرة سيكون مختلفاً عن المرتين السابقتين فقلت له وأذكر الجملة حرفياً : أنت ضابط سئ ، ولاأعرف ماالذي تقصده بتصرفك هذا إنما يجب ان تعرف إنني هنا من أجل السلام ولست هنا لأعادي أحد ولكني لاأمانع أن تكون أنت أول عدو لي في هذا المكان ، فرد مرتبكاً : أنا مريض بالملاريا ونسيت انك كنت تنتظرني فقلت له : أنا لست من جعلك مريضاً فهذه مشكلتك ومشكلتي إني أريد خيمة لأقيم فيها وهذا حقي وهو واجبك فرد : نعم ، نعم وخرج معي ليسلمني خيمة بها سرير ومرتبة وكرسيين وهذا كل شئ ، وللأمانة إن هذا الضابط قد تغير معي بشكل كبير بعد ذلك وكان كلما التقيته يقول لي ممازحاً : أنا أعرف إنني ضابط سئ حتى طلبت منه أن لايقول ذلك ثانية وأصبح يفضلني في بعض الميزات حتى إنه دفع بي لأحل محله كضابط إمداد ، ولم يكن ذلك خوفاً أو ضعفاً منه حسب رأي وإنما إعتراف بالخطأ ونوع من الإعتدار ، ولأن الخيمة لم يكن بها شئ فقد أشتريت لاحقاً من السوق مخدة وفرش أرضي ودولاب ملابس ميداني أشتريته من أحد المراقبين الذين أنهوا مهمتهم وايضاً حصلت منه على طاولة ومروحة وأشتريت معدات ومواد للطبخ بالرغم من إنني لست خبيراً في الطبخ والتعليمات تمنع ذلك داخل الخيام إلا ان سؤ نوعية الوجبات المقدمة جعلني أحاول ذلك .كان من ضمن واجبات ضابط العمليات إصطحاب أي مراقب جديد في جولة لتعريفه على مرافق الوحدة وهذا ما فعله معي وكان المعسكر يتكون من 25 خيمة فردية خاصة بالضباط المراقبين العسكريين و 14 خيمة كبيرة لإفراد قوات الحماية و5 خيم فردية وثلاثة كبيرة للشرطة المدنية ومبنى مقر إداري للمراقبين وقوات الحماية ومبنى مقر إدارة الشرطة المدنية وغرفة للعمليات وصالة أكل للمراقبين والشرطة وصالة أخرى للأفراد ومغسلة وورشة ومضخة وقود ومولدين للكهرباء ومقر إدارة وإقامة أفراد الخدمات وخيمة كبيرة بها تلفزيون ومسجد وكنيسة وحمامات للضباط وأخرى للأفراد وثالثة للسيدات وبعد انتهى الجولة وإستلام الخيمة ذهبت لتنظيفها ورتبت أشيائي فيها قدر المستطاع وكان الجو حار جداً والكهرباء مقطوعة بسبب عطل أحد المولدين لذلك فيتم تشغيل الأخر ليلاً فقط وعدم وجود المياه كنتيجة تبعية لعدم وجود الكهربا وربما لحسن حظنا وجود شجرة داخل سياج المعسكر فكانت لنا كالماء في الرمضاء ، فهناك يكفي أن تكون في الظل حتى تشعر بالراحة،حتى المسجد المغطى بالصفيح كان ملاذاً بارداً لنا في النهار ، مر الوقت وجاء موعد الإفطار فدعوني الممثلين السودانيين للحكومة والمعارضة والمترجمين للإفطار معهم وقد فعلت إلا إني أكثرت من شرب السوائل لأنني كنت عطشاناً ، كما إني في الحقيقة لم أعتاد على الأكلات الشعبية هناك وكنت أعتمد على التمر المعجون الذي أحضرته معي والحليب المجفف وكانوا متفهمين لموقفي ولذلك وفي الأيام التالية كنت أبدأ إفطاري معهم تم أذهب إلى المطعم ، وكان الضباط المراقبين قد أشتروا على حسابهم تلفزيون وجهاز استقبال القنوات الفضائية على حسابهم الخاص فاشتركت معهم وكانت فكرة جيدة لقضاء بعض أوقات الفراغ والتواصل مع العالم من خلال الأخبار .يوم السبت 7 . 10 . 2006 في الصباح لم يكن هناك عمل معين وفي المساء الساعة الخامسة كان موعد الإجتماع اليومي مع آمر المجموعة كان آمر المجموعة ضابط برتبة مقدم من البحرية الغانية وكان عسكرياً وحازماً في تصرفاته والمجموعة تتكون من رائد من زامبيا كضابط عمليات ورائد طبيب من زامبيا كضابط إداري ورائد طيار مقاتل من الكاميرون ضابط الإمداد ونقيب من غامبيا ضابط العمليات الجوية ونقيب من نيجيريا ضابط النقلية ورائد من موريتانيا كضابط أمن وضابط من التوغو كمنسق مع المنظمات الإنسانية ونقيب من الغابون ويمثل الحكومة السودانية مقدم ركن ونقيب ويمثل حركة جيش تحرير السودان الضابط الذى أتى معنا من الضعين (ع.ش) ومقدم أخر كان موجوداً أصلاً ورائد يمثل حركة الإرادة الحرة ورائد يمثل الولايات المتحدة الإمريكية ومترجم يعمل مع المراقبين وأخر يعمل مع الشرطة ، والإجتماعات أنواع فهناك الاجتماع المعروف الذي يتم تحديد موعده وموضوعه حسب الموقف وهناك إجتماع المهمة ( الدورية ) ويحضره الضباط المراقبين الذاهبين في الدورية ومنذوب عن أفراد الشرطة الذاهبون في الدورية وآمر فصيل الحماية المرافق للدورية والمترجم والممثلين وآمر المجموعة وهناك الإجتماع اليومي الذي له موعد محدد تابث ويحضره جميع الضباط المراقبين وآمر المجموعة وآمر الشرطة وآمر قوات الحماية والممثلين ومترجم .في إجتماعنا اليومي هذا قدم لي الحاضرون أنفسهم وعرفت عن نفسي وبعد ذلك تم عرض الموقف الأمني الذي تبين منه أنه بعد الهجوم الأخير لقبيلة (المعاليا العربية) على مناطق ( انجابو ) و( المتورد ) و( بركة ) تراجعوا إلى الجنوب وأخذ السكان بتلك المناطق في العودة بعد ان تم طردهم من قراهم ولم نستلم تعليمات بخصوص الدوريات الطويلة ولكن يجب تواصل الدوريات المحلية التي تعني القرية ومعسكرات النازحين والأطراف المحيطة بها وبصفة عامة الوضع الآن آمن ولكنه ليس مستقراً تم أعطى آمر المجموعة تعليماته لضابط العمليات (للإختصاص) بإدراج اسمي وممثل الحركة ( ع.ش ) في جميع الدوريات لمدة اربعة عشر يوماً باعتبارنا جدد على المجموعة والمنطقة ولم يلقى ذلك أستحساناً من ممثل الحركة ولكني أرتحت لهذا القرار فقد كنت أفضل أن أشغل كل وقتي في العمل لمعرفة الكثير في وقت قصير كما أنه ليس المكان المناسب لأشعر فيه بالفراغ فقد كان الضغط النفسي له تأثيره السلبي على المعنويات أكثر من أي شئ أخر  .يقسم الضباط المراقبين في مجموعة عمل (مهاجرية) إلى فريقين يكون أقدم الضباط قائداً للفريق ويضم كل فريق ايضاً ممثل عن الحكومة السودانية وممثل عن حركة جيش تحرير السودان ومترجم كما يتبع مجموعتنا فريق عمل ثالث يعمل مستقل في معسكر بمنطقة ( لبدو ) التي تبعد 23 كم شمال غرب معسكرنا والمنطقة تقع تحت سيطرة نفس الحركة المسيطرة على ( مهاجرية ) ويقسم العمل بالتناوب بين الفريقين ، في الإجتماع اليومي في اليوم الذي يسبق يوم الخروج في الدورية يسلم ضابط العمليات أمر المهمة للضابط الذي تم اختياره لقيادة الدورية ولايشترط الأقدمية في ذلك بل هي بالتناوب وحسب القدرة ، يحتوي أمر المهمة على المعلومات الرئيسية كنوع المهمة والمسافة والإتجاه والإحداثيات للمنطقة المتجهين لها ووقت إجتماع الدورية ووقت تحركها وتسلم نسخة من هذا الأمر لآمر قوات الحماية لتكليف فصيل بالخروج مع الدورية ونسخة أخرى للشرطة لتكليف مجموعة بالخروج مع الدورية أما المترجم والممثلين فعلى آمر الدورية إبلاغهم بموعد الدورية وإبلاغ المراقبين الذين يريدهم أن يذهبوا معه ، وفي اليوم التالي صباحاً وحسب التوقيت الموجود بأمر المهمة يجب أن يحضر إلى حجرة العمليات الضباط المراقبين الذاهبين في الدورية فقط دون الضباط المراقبين الآخرين الذين من المفترض أنهم يسيرون الإدارة وأقدم ضباط الشرطة الذاهبين في الدورية وآمرفصيل الحماية وممثلي الحكومة والحركة والولايات المتحدة الامريكية والمترجم ، بعد تواجدهم جميعاً يأتي آمر المجموعة وبمجرد دخوله يعطي الأدن لآمر الدورية بالحديث فيبدأ الحديث بنوع المهمة الذاهبون لها والمسافة والإتجاه والإحداثيات وطبيعة الأرض والوضع الأمني المتوقع طوال الطريق تم يعطي علامات النداء التي ستستخدم ومكان كل سيارة والمسافة بين السيارة والاخرى والسرعة التي ستسير بها الدورية وتحديد المسئوليات للضباط المرافقين له كقيادة السيارات والتصوير والتسجيل الذي عادة يطلب من الجميع فكلما زاد عدد الذين يسجلون ما يشاهدون ويسمعون كلما إزدادت دقة المعلومة ، تم يعطي المجال لمندوب الشرطة وآمر فصيل الحماية والحاضرين لأبدأ الرأي والملاحظات تم يعطي ضابط العمليات المعلومات الامنية المتعلقة بالمنطقة الذاهبون إليها ويختم آمر المجموعة الإجتماع بالتعليمات الخاصة باتباع إجراءات تحوطات الأمان ويعطي تعليماته الأخرى إن وجدت ، كل هذا يجب أن لا يتجاوز العشرون دقيقة وفي خلال ذلك الوقت يقوم أفراد قوات الحماية والشرطة بتجهيز السيارات وكل من سيذهب معهم وبمجرد خروج الضباط من الإجتماع يأخذ كل شخص محله ويتمم آمر الدورية باللاسلكي على جميع المحطات (السيارات) وإذا كان كل شئ على مايرام يعطي الأمر إلى أول سيارة بالتحرك وتكون سيارة أمر الدورية في العادة في الوسط إلا إني أفضل أن تكون سيارتي الأولى عندما أكون آمراً للدورية فذلك يجعلني اتحكم في سرعة الدورية كما أني أفضل أن أكون أول المتعاملين مع المواقف التي قد تحدث في المقدمة فلاأريد أن يتسبب أحدهم في مشكلة أكون مسئولاً عنها فانا لا أثق كثيراً في تصرفات البعض بسبب الإختلافات في اللغة والدين والثقافة وكل شئ وهذا من شأنه أن يخلق سؤ تفاهم قد يؤدي إلى مشكلة ، وخلال تحرك الدورية يكون آمر الدورية وهو من المراقبين آمراً للدورية ومسئولاً عنها حتى رجوعها إلى المعسكر وواجب المراقبين التحدث مع القادة والعمد والمشائخ في تلك المناطق وواجب افراد الشرطة التحقيق في الجرائم الجنائية وواجب قوات الحماية حماية أفراد الدورية عند الحاجة وواجب الممثلين السودانيين تدليل الصعاب للدوريات في المناطق التي يسيطرون عليها وممثل الولايات المتحدة كان يخرج في بعض الدوريات فقط ويعمل لوحده في هذه المجموعة ودور المترجم لا يحتاج لتوضيح ويستثنى من الخروج في الدوريات آمر المجموعة الذي يخرج في بعض الدوريات فقط وضابط العمليات في حالة عدم وجود ضابط أخر معه نظراً لإلتزامه بإرسال تقارير يومية عن الأوضاع الأمنية عن طريق الإنترنت أو اللاسلكي إلى رئاسة القطاع في أوقات محددة لا يمكن تغييرها .وتقسم المناصب داخل المجموعة أيضاً على الفريقين فهناك ضابط العمليات  وضابط عمليات ثان والضابط الإداري وضابط إداري ثان وهكذا بالنسبة لضابط الإمداد والنقلية والعمليات الجوية والإستخبارات وبذلك يوجد بكل مكتب أثنين من الضباط لأداء نفس العمل ولايتم وضعهم في نفس الفريق ولا يمكن إعطائهم إجازة في نفس الوقت فاإذا خرج أحدهم في دورية أو إجازة أو غيره فالأخر موجوداً مكانه وبذلك لا يتوقف العمل بسب العمل ، عند وصولي كان هناك تبديل لقوات الحماية ووجدت أخر مجموعة منهم التي ستغادر غداً وكانت مدة عمل قوات الحماية ستة أشهر فقط وليس سنة كالمراقبين والشرطة .
 

مهمة في الاتحاد الافريقي  %20%20%20%20

 

مهمة في الاتحاد الافريقي  %20%20%20

دورية في موسم الامطار
وكان يحد المعسكر من الشرق والشمال وادي به أشجار كبيرة  وهذا الوادي يستمر في الجريان لمدة شهر كامل في موسم الامطار حتى تظنه نهراً عندما تراه للمرة الأولى ، ومن الغرب مجموعة بيوت بعضها ملتسق بسياج المعسكر والبيوت هي عبارة عن سياج وبداخله مجموعة حجرات وكل هذا مبني بالمواد المحلية ( أغصان الشجر والقش ) ، ومن الجنوب حيث البوابة الرئيسية توجد أرض  فضاء محاطة بالأشجار تستخدم كمهبط لمروحيات الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ويبعد المعسكر حوالي ثلاثة كيلومتر عن مركز القرية أي السوق ومكان الخدمات حيث يوجد مكتب بريد للإتصالات المحلية والدولية بإمكانيات محدودة وتقديم الخدمات متوقف على الوضع الأمني مما يعني إن الإتصالات شبه معدومة وعند توفرها بالطبع فالسعر مرتفع ، وبها مجموعة من محلات المواد الغذائية والملابس والمواد المنزلية والصناعات اليدوية وصيدلية وقرطاسية وكلها تقدم الخدمات بشكل محدود حسب الإمكانيات ويوجد سوق خاص بالمواشي وأخر خاص باللحوم ونظراً لتوفر الثروة الحيوانية في دارفور كانت الأسعار رخيصة إلا إن إنتشار القوات الإفريقة والمنظمات الإنسانية هناك ساعدت على زيادة الأسعار بشكل كبير ، وتتواجد بالقرية منظمة أطباء بلا حدود المعروفة ويعمل أفرادها بمستشفى القرية وفي دوريات مترجلة وراكبة ومنظمة التضامن الفرنسية للمساعدات الإنسانية التي تقوم على توزيع المساعدات واستخراج المياه والإشراف على الآبار ومساعدة النازحين ، ويوجد بمركز القرية أيضاً مكاتب القادة العسكريين للحركة ومركز شرطة القرية التابع للحركة ، ومكتب الشئون الانسانية بالحركة ، كما يوجد بالقرية معسكريين للنازحين أحدهما في الجنوب والآخر في شمال القرية باللإضافة لمدرسة للاولاد وأخر للبنات ويبلغ عدد سكان القرية وضواحيها حوالي 25 الف نسمة أغلبهم من قبائل الزغاوة والفور والبرقد كما يوجد حي صغير لقبيلة ( الدنكا ) الجنوبية التي لجأت إلى هذه القرية سنوات حرب الجنوب ومنحوا مساحة من الأرض ليقيموا عليها الحي الذي أصبح يعرف في ما بعد بأسم حي الدنكا حتى قرروا العودة لاحقاً في عام 2007 عندما كنت هناك بعد توقيع إتفاقية سلام مع الحكومة واستقرار الوضع وقد كان يوماً تاريخياً بالنسبة لهم فلحظة العودة إلى الوطن لايمكن التعبير عنها بالكلمات مهما قلنا .إذا كان القول ( من عاشر قوماً أربعون يوماً صار منهم ) صحيحاً فانا صرت من أهل ( مهاجرية ) تسعة مرات ، لقد عشت في هذه القرية لمدة ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وعاملني أهلها وكأنني واحداً منهم وكنت شاهداً على الكثير من مآسيهم وتألمت ومازلت لمعاناة االنساء والأطفال والشيوخ وأحس بسعادة عندما أراهم آمنين ويعيشون حياتهم البسيطة بحرية ، وبالرغم من معاناتهم كان كل من في هذه القرية يقابلني بالرضاء والترحاب وهذا جعلني أحس إني في بلدي ، وحتى بعد إنتهاء المهمة وعودتي كنت أحاول الحصول على أي معلومات عن هاته القرية وعرفت انه قد حدتث بها معارك عدة بين الفصائل المتمردة من جهة وبين الحكومة والمتمردين من جهة أخرى وثم قصفها من قبل الجيش السوداني بالطائرات وغيرها من الإنتكاسات الأمنية فقد كانت دائماً مسرحاً للمعارك التي تكون عادة فاصلة نظراً لموقعها الإستراتيجي ومكانتها بالنسبة لافراد الحركة وتواجد الكثير من القادة العسكريين بها وفي كل مرة يحدث فيها ذلك أسال الله ان يلطف بهم ويسلمهم وأتسائل يا ترى ماالذي حدث لفلان وذلك المكان وماالذي يحدث الآن وهكذا ، أنا قلقاً عليهم ليس لأنهم من الحركة أو القبيلة أو العقيدة الفلانية ولكن لأني كنت يوماً منهم فهي قريتي التي عشت فيها وهم أهلي الذين يعانون ، وفي هذه الأيام التي أكتب فيها هذا المقال يجتمع القادة السياسيون للإتحاد الإفريقي في ( أديس أبابا ) لمناقشة القضايا الأفريقية تزامناً مع تأزم الأحداث في (مهاجرية) فكان لها نصيباً في هذه المناقشات فقد ذكرت المصادر إن الحكومة السودانية طلبت من بعثة الأمم المتحدة في مهاجرية (المجموعة التي كنت تابعاً لها) المغادرة وذلك تحضيراً للهجوم على القرية وطرد أفراد حركة العدل والمساواة منها ، وحتى لايختلط الأمر على القارئ عندما يسمع ذلك في الأخبار وهو قد عرف سابقاً أن (مهاجرية) تقع تحت سيطرة حركة جيش تحرير السودان أريد أن أوضح أنه قد حدتث معارك ومواقف ( سنذكرها في حينها ) غيرت الوضع على الأرض ، وفي هذه القمة الإفريقية أيضاً تم إنتخاب القائد معمر القذافي رئيساً للإتحاد الإفريقي لمدة عام أتمنى أن يكون عاماً للسلام والأمن في مهاجرية ودارفور وكل أفريقيا فاهتمام سيادته بالقضايا الأفريقية وحكمته في وضع الحلول الجدرية لها يجعلني أتفائل بالعام الافريقي القادم . 


عدل سابقا من قبل auress54 في الخميس يونيو 20, 2013 6:51 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
auress54
القائد الاعلى للدرك الوطني
القائد الاعلى للدرك الوطني
auress54

ذكر
عدد المساهمات : 7617
نقاط : 11436
سمعة العضو : 567
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
التسجيل : 29/12/2011
العمر : 29
الموقع : جبال الاوراس
المهنة : جزائري
نقاط التميز : 10

مهمة في الاتحاد الافريقي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهمة في الاتحاد الافريقي    مهمة في الاتحاد الافريقي  I_icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2013 6:40 pm

[rtl]يوميات مراقب عسكري في دار فور3[/rtl]
لأن التاريخ تحليل ووصف لما وقع ويقع فقد بدلت كل ما بوسعي عندما كنت في أرض المهمة لأعرف وأناقش وأحلل كل ما يحدث وأدون دلك بكل صدق على النحو الدي ظهر لي واحسست به متجنباً أي إنحياز أو مجاملة لطرف على حساب الأخر وساحاول عدم إبداء الأحكام النهائية ما أستطعت ، وأحب أن انوه إلى أن الأراء التي قد أطرحها لا تعبر عن سياسة الدولة ولا عن رأي المجلة حتى وإن تطابقت معهما او مع احداهما بل تمثل رأي الشخصي الدي وان وافقني عليه البعض فلابد من وجود الرأي الأخر ، وما أكتبه في هده السلسلة هو خلاصة لبعض ما دونته في مفكرتي اليومية طوال عام كامل ، فالوصول إلى الحقيقة بل البحث عنها في ظل تلك الظروف كان صعباً للغاية .ومن المهم جداً معرفة أن عمليات حفظ السلام مهما كانت تبعيتها فهي عمليات إنسانية وليست عمليات قتالية لدلك فاهداف هده العمليات وتشكيلها واماكن تمركزها وتقاريرها وسلبياتها وايجابياتها ونتائج أعمالها كلها ليست سرية بل في كثير من الأحيان يتعمد نشر هده المعلومات ، لمادا ؟
لإعطاء المجتمع الدولي صورة عن تواجد هده القوات وفاعليتها ولأنه كما عرفنا في العدد السابق ان انتشار قوات حفظ السلام في مناطق النزاعات تحت الفصل السادس لميثاق الامم المتحدة يشترط فيه موافقة جميع الاطراف ، وقد توافق جميع الاطراف وقد لا توافق اطراف اخرى او تطلب تعديلاً معيناً كما حدث عندما اعترضت الحكومة السودانية (عند التفاوض معها على نشر القوات الدولية في دارفور) على عدد القوات التي ستنشر كما انها اعترضت على تسليح هده القوات بطائرات مروحية هجومية ووافقت على استخدام الدفاعية منها بل اعترضت على وجود جنسيات معينة كالقوات الدنماركية التي اعلنت استعدادها لإرسال قواتها فتم رفضها ، وبعد انتشار قوات حفظ السلام في ارض المهمة فهي تحتاج الى الكثير من العمال المدنيين الدين يعملون في التنظيف والطبخ والغسل والعمل في الورش ومضخات الوقود وغيرها من الأعمال الأخرى وهولاء العمال يتم توظيفهم من السكان المحليين الدين لا بد ان يكون لهم انتماء من قريب او من بعيد حسب التركيبة الاجتماعية او العقيدة الفكرية أو الاهداف السياسية إلى طرف من أطراف النزاع ولم تكن عليهم أي قيود لتشغيلهم او تنقلهم داخل المعسكرات بل لديهم تصاريح للدخول ، لدلك فمن الممكن  استغلالهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة للحصول على المعلومات المطلوبة (ادا) ، كما ان ممثلي أطراف النزاع وممثلي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي لم يكونوا بالطبع محايدين لأنهم ببساطة جاءوا ليمثلوا دولهم وحركاتهم وهدا هو دورهم وهو حقهم ، كما ان وسائل الإعلام لا تترك شاردة ولا واردة تخص مثل هده العمليات فقد كانت كل الأحداث والتقارير والنتائج والصعوبات والمعسكرات تعرض على الرأي العام أول بأول ، ونفهم مما تقدم بأن العدد والعدة والمكان والإمكانيات في عمليات حفظ السلام لا تعتمد على السرية لأن خدمة الإنسان لابد أن تكون شفافة وادا وصلنا الى دلك عن قناعة فان مكان خيام الضباط أو مكاتبهم والحمامات التي يستخدمونها لا تعني أي شئ ، وفي وجود موافع الإنترنت الخاصة بالملاحة أعتقد أنه من أراد بناء معسكر سري لا يعرفه احد فيجب أن يكون تحت الأرض وادا وجد صورته عند احدهم قد يكون له الحق في ان يعتبر دلك خرقاً أمنياً .
[rtl]أنا أقول دلك حتى لا يعتقد احد بانني أفضح أسراراً أو أكتب محظوراً فقد مر عام ونصف من نهاية مهمتي هناك والتي استمرت سنة وثلاثة أسابيع كاملة مما يعني إن الكثير من الأشياء قد تغيرت فتم استبدال المهمة الافريقية في دارفورAMIS   إلى القوات المختلطة بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقيUNMID  وبالتالي تغيرت بعض بنود المهمة وقواعد الاشتباك والكثير من القادة الميدانيين للإتحاد الافريقي واطراف النزاع وتم تقليص القطاعات الثمانية إلي ثلاثة قطاعات وتغيرت الكتير من المواقف على الأرض ، مما يعني ان ما اكتبه مجموعة من الاحداث والمواقف التي اصبحت الآن جزء من الماضي ، وادا ما كنت اركز على العيوب في هده المهمة ليس القصد منه التشهير أو الشهرة وإنما لنستنتج منها دروساً مستفادة لضباطنا ومرؤسيهم الدين قد يدفع بهم لتنفيد مثل هده المهام ، وادا كان لابد من الاستفادة من الأخطاء التي نرتكبها فمن الحكمة أن نستفيد من أخطاء الغير حتى لا نقع فيها ، وادا كان الكثير لا يحب ان يتدكر تجربته في دلك المكان لانها تمثل معاناة حقيقية يصعب نسيانها إلا إني اخترت ان انقل لكم ما صادفته ورايته وأطرح عليكم اراء لعلي استطيع ان اضعكم في الصورة والاستفادة بشئ من هده الكلمات ادا وجدتم انفسكم هناك ولا نطلب سواء دعاء بالخير قد يكون حاجزاً بيننا وبين السؤ يوماً .[/rtl]
[rtl] [/rtl]

مهمة في الاتحاد الافريقي  %20
ونواصل اليوميات باحداث يوم الأحد 8 . 10 . 2006  فعند الساعة العاشرة تقريباً عندما كنت متجهاً من خيمتي إلى حجرة العمليات وجدت أثنان من الضباط المراقبين على وشك المغادرة في إحدى السيارات فسألتهم إلى أين داهبون فقالوا انهم داهبون في دورية محلية الى وسط القرية فقلت لهم : ادا سادهب معكم وكان إحدهما ضابط العمليات فقال لي : ليس في هده المرة فقلت له : مادا تقصد بليس هده المرة ؟ ليس لدي عمل اقوم به وأريد أن ارى القرية فقال لي : انا لا أمانع ان تدهب معنا إلا لأنني أخاف عليك فقط ولا أريد أن أتحمل مسئولية ما قد يحدث لك ، وبالرغم من انني كنت اعرف ما يقصده إلا ان كلامه استفزني فقلت له : هل تقصد إنك انت القادم من زامبيا وهدا الضابط التوغولي آمنين أكثر مني في هده المنطقة ؟ فقال لي : نحن لسنا عرباً ، وكان يقصد بدلك ان المعارك التي دارت في الايام القليلة السابقة والتي يتوقع تجددها كانت بهجوم من قبيلة المعاليا العربية على المناطق المجاورة لمهاجرية ولكني كنت اعرف انه لا علاقة لي بما يقصده فقلت له : وانا لست من الجنجاويد ، وعندما فهم انه لن يخرج بدوني قال لي : ادا لابد ان يدهب معنا ممثل الحركة فقلت له : انها فكرة جيدة وركبت السيارة ودهب هو لينادي عليه وبعد حضورهما خرجنا ، كانت المرة الأولى التي اخرج فيها الى القرية وبالطبع لا وجود لأي طريق معبد في هده المنطقة وأقرب منطقة بها هده الخدمة لاتقل عن 80 كم ، دهبنا إلى معسكر النازحين الشمالي وكان عبارة عن حي من الخيام والأكواخ يسكنها المواطنون الفارون من القرى المجاورة وبه مدرسة وهي الاخرى مبنية بالمواد المحلية المتوفرة وبئر للمياه ، تجولنا بالمعسكر دون ان ننزل من السيارة وكان الوضع الأمني مستتباً ثم دهبنا الى وسط القرية حيث المحلات والخدمات فنزل ممثل الحركة ليشتري أغراضاً وكنت اراقب من خلف زجاج النافدة ما ارى بالخارج ، فشعرت انني في احدى قرى بلادي الصحراوية  فكان الناس يبيعون ويشترون كاي مكان وكل ما اراه ليس غريباً علي إلا تجول بعض الافراد المسلحين الدي لم اعتاد عليه من قبل ومع هدا لم احس انني ساكون قي خطر ادا أختلطت بهم بل ربما ستصلهم رسالة سلبية ببقائي في السيارة وشعرت بعدم الارتياح فالتفت إلى ضابط العمليات وقلت له : أتدري ؟ أنا أحس أنني في خطر  هنا أكثر من وجودي في الخارج  ولم انتظر منه جواباً فتحت الباب ونزلت ، لم يتكلم أو يتحرك من مكانه ولكنه كان يراقبني طوال الوقت ، وقفت على احد الدكاكين لاشتري بعض الاحتياجات ولأنني رجل ابيض واتكلم العربية فكنت مختلفا عن ما تعودوا ان يروه من افراد الاتحاد الافريقي لدلك اقترب مني افراد من الحركة وبعض المواطنين ليسلموا ويسالوا عندها جاء ممثل الحركة واخد يقدمني لهم ويقول : هدا اخونا من ليبيا ، وعندما عرفوا انني ليبي زاد ترحابهم وعددهم وكانوا في غاية اللطف، تم ركبنا السيارة ودهبنا إلى أحد مكاتب الحركة القريب من سوق المواشي وهناك وجدنا بعض القادة العسكريين للحركة تعرفت عليهم وكان الترحاب بي مبالغ فيه وفي بعض الاحيان محرج فقد دعوني إلى ( زردة ) خاصة سيقيمونها لي تعبيراً منهم عن ترحيبهم بوجودي في منطقتهم ، كان دلك كرماً منهم ولكني شكرتهم وأعتدرت منهم وأوضحت لهم بانني هنا أمثل جهة محايدة ويجب ان التزم بقوانينها حفاظاً على الحيادية والنزاهة ومن الأفضل لي ولكم ادا اردنا بناء صداقة وثيقة ان نبتعد عن اي شبهات وكانوا جد متفهمين لموقفي واكتفى ضابط العمليات بالسكوت ورسم الابتسامات العريضة على وجهه تم دهبنا إلى معسكر النازحين الجنوبي الدي كان لا يختلف كثيراً عن المعسكر الجنوبي وهو ايضاً يسكنه المواطنين الفارين من مناطق الاقتتال شرق مهاجرية وكان الوضع الامني ايضاً مستتباً وسلكنا طريق العودة الى المعسكر وبعد عودتنا أخد ضابط العمليات يحكي ما شاهده من تصرفات عفوية في طريقة استقبال الناس لي وتسأل عن السبب في ما أعتقد انها علاقة تخص حركة تحرير السودان ، فقلت له : ان ما رأيته اليوم يعود الى مثانة العلاقات بين الليبيين وجميع السودانيين على حد سواء ولأن الليبيين ليس لديهم مشكلة ولا يدعمون اي طرف من اطراف النزاع في السودان ولأننا نتكلم لغة واحدة وندين بنفس الديانة وعندما ضاق الحال على اهل دارفور وجدوا متنفسهم في بلدهم الثاني ليبيا لانها الاقرب والاقدر ولانها الاكثر احتراماً لهم ولأنها لم تسد ابوابها في وجوههم حتى عندما كان دلك على حساب اقتصادها وامنها ، وتستطيع ان تسأل جميع من يصادفك في دارفور فستجد انه كان في ليبيا أو انه يريد ان يدهب لانه يسمع اخباراً جيدة أو ان له قريباً هناك وجميعهم يتمنون الدهاب والاهم من دلك ان كل هؤلاء الناس لن تجد منهم من يخبرك عن معاملة سيئة رأها هناك فقال لي : نعم هدا صحيح فقد التقيت بالكثيرمنهم وهم كما تقول ولكني أعرف ايضاً انه تم استبعاد بعض المراقبين المصريين واخر جزائري من المناطق التي تسيطر عليها الحركات المتمردة فقلت له : سمعت عن دلك ، ولكن انا ليبي .وفي الحقيقة لقد كانت ملاحظتة عن المصريين صحيحة فلم يكن مرحباً بهم في تلك المناطق من قبل الحركات والمواطنين وبالفعل تم استبعاد بعض المراقبين المصريين من تلك المناطق إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة ، ليس لأن فكرة الناس عنهم في هده المناطق مختلفة وإنما لسيادة سلطة القانون فيها وهدا جعلني لاحقاً أبحث بين السودانيين انفسهم عن سبب هدا النفور فتوصلت إلى ثلاثة أراء حول هدا الموضوع ، الأول يقول أن السبب يعود لموقف الحكومة المصرية المؤيد لحكومة البشير والراي الثاني يقول ان السبب يعود إلى مشاركة بعض الطيارين المصريين في قصف مواقع للمتمردين بدارفور ، ودهب أحدهم بعيداً عندما قال لي إنه اعترض شخصياً أحد المكالمات اللاسلكية من أحد الطيارين الدي كان يتحدث اللهجة المصرية ، وأنا أرى ان هدان الرأيان وان كانا سببين كافيين من شانهما ان يحدثا شئ من الحساسية إلا إنهما غير دقيقان ، فلو كان كدلك ففي الحالتين السابقتين يفترض ان يكون الاستياء من الاخوة المصريين من قبل الحركات المسلحة والمؤيدين لها فقط  ومن يؤيد الحكومة سيكون ممتنا لهدا الدعم وهدا ما لم اجده بل وجدت عدم الارتياح في كل دارفور من قبل المؤيدين للحكومة والمعارضين لها ، وهدا ما جعلني أميل للرأي الثالث وأصدقه فقد كان محدثي من قبائل دارفور ولكنه ينتمي للحكومة السودانية قال لي : إن دلك يعود إلى ممارسات المصريين أثناء حكمهم لدارفور ، وكانت المرة الأولى التي أعرف فيها دلك فسألته : وهل أحتل المصريين دارفور ؟ فقال لي : نعم ، ولم يفعلوا خيراً ، لقد سمعت منه المزيد ولكن دلك لم يكن إلا خيطاً دقيقاً ومهماً للوصول إلى معلومة اكثر دقة ، ونظراً لأهمية معرفة دلك لكل مهتم باحداث دارفور ساوضح وبإختصار فترة الحكم المصري لدارفور ، ومن المهم أيضاً معرفة إن سكان دارفور الدين يعانون من الفقر والتخلف الآن كانوا على درجة كبيرة من الوعي لتكوين الدولة وأجهزتها الإدارية مند زمن بعيد والدليل على دلك إستمرار سلطنتهم لمدة أربعمئة وثلاثون عاماً متواصلاً ، وبالعودة إلى بداية الحكم المصري لدارفور نجد انه تمثل في أطماع حاكم مصر محمد علي باشا لضم مملكة دارفور وبدأت الحرب بين الطرفين في 16 . 04 . 1821 وهزم جيش الفور وسيطر محمد باشا على (كردفان) التي كانت في دلك الوقت تابعة لدارفور أما الآن فهي ولاية منفصلة تحد دارفور من الشرق ، تم حاول محمد علي التوصل إلى اتفاق مع سلطان دارفور نظراً لحاجة مصر للنحاس ولكنه لم يفلح ، وفي عهد محمد سعيد باشا شهدت العلاقات بين الطرفين إنفتاحأ ملحوظاً أما في عهد الخديوي إسماعيل وبالرغم من التبادل التجاري بينهما إلا إن سلطان دارفور أحس بجدية الأطماع المصرية في مملكته فقام بتجنيد عشرة آلاف جندي وسلحهم تسليحاً جيداً حتى إنه أدخل المدفعية لأول مرة في تسليح جيش دارفور وعقد تحالفات مع بعض القبائل وقد قرر فعلاً الخديوي اسماعيل غزو دارفور وحسمت قوة الجيش المصري الأمر وسقطت دارفور في 24 . 10 . 1874 ودارت خلال دلك معارك كثيرة قتل فيها المئات من أمراء دارفور وكبار الأعيان ناهيك عن رعاياهم من المواطنين العاديين ، ولم تضعف روحهم القتالية وقاموا بتشكيل حكومة سرية لمواصلة النضال وأستمر دلك لتسع سنوات ونصف قامت خلالها عدة ثورات عنيفة قتل فيها العديد من الأمراء والمواطنين ، وانتهى الحكم المصري بعد ان بعتث القاهرة برسالة سرية إلى الحاكم المصري في دارفور ( سلاطين باشا ) تأمره أن يجمع قواته المنتشرة بارجاء دارفور في منطقة الفاشر وأن يسلم الحكم للأمير عبدالشكور عبدالرحمن شاتوت ولكنه توفي قبل وصوله إلى دارقور قادماً من القاهرة وفي هده الأثناء قامت الثورة المهدية ، ونرى مما سبق ان هدا من شأنه أن يكون السبب الأقرب في تجدد مشاعر الكراهية التي تتناقل عبر الأجيال ، والآن بعد مشاركة المصريين باعداد كبيرة بدأت بمراقبين عسكريين وشرطة مدنية ووصولاً لكتيبة مشاة آلية وثلاثة سرايا منها سرية هندسة ساهم هدا التواجد في تحسين صورة المصريين في نظر السودانيين وسيكون من الأفضل لهم إرسال المزيد من القوات وبدل جهد أكبر لتصحيح مسار العلاقة بينهما وليدرك اهل دارفور إن أطماع المصريين في دارفور انتهت مع انتهاء القرن الثامن عشر وان تواجد المصريين باقليم دارفور في القرن الواحد والعشرين هو لمساعدتهم على تحقيق السلام وتجاوز أزمتهم وليس لإحتلالهم .
[rtl]يوم الأثنين 9 . 10 . 2006 مساءاً بعد صلاة العصر عندما كنت تحت الشجرة حدتث محاولة إعتداء من قبل ممثلي حركة التحرير (ع.ش) و (م.د) على ممثل حركة الإرادة الحرة ودلك بتهديده بمسدس كان معهما متهمين إياه بالتجسس عليهم لصالح حركته ، ولتوضيح الأمر أكثر فان افراد حركة تحرير السودان جناح مناوي أغلبهم من قبيلة الزغاوة وأفراد قبيلة الإرادة الحرة أغلبهم من قبيلة البرقد وكانوا حركة واحدة قبل ان تنفصل الحركة الاخيرة وتوقع اتفاقية منفصلة مع الحكومة ، ويتمركز افراد حركة الارداة الحرة في منطقة (سنيد) جنوب مهاجرية حوالي 50 كم ، كان أمر الإعتداء خرقاً أمنياً خطيراً ولم اسمع بهدا الا عندما التقيته قبل الافطار بقليل فنصحته بان لا يخرج في أي دورية بعد اليوم كخطوة أولى لتهدئة الموقف حتى تنتهي هده المشكلة نهائياً وهدا ما قرره أمر المجموعة ايضاً فيما بعد ، وكل ما فعله المسئولين على هده المهمة هو تعميم تعليمات بمنع الممثلين من ادخال أي نوع من انواع الاسلحة للمعسكر وايقاف ممثل حركة الارادة الحرة عن العمل وبعد فترة صدر قرار بنقله الى رئاسة القطاع ، لم يكن هدا الضعف والتهاون في القيادة لصالح من يعملون على الأرض لقد أصبح الجميع يشعرون بانهم ليسوا آمنين حتى في المكان الدي يفترض ان يكونوا فيه اكثر أمناً وانه قد يحدث لأحدهم ما قد حدث لغيره وربما أسواء دون وجود لمن ياخد له حقه .[/rtl]
[rtl] [/rtl]
 
مهمة في الاتحاد الافريقي  %20%202006

مهاجرية اكتوبر 2006
يوم الاربعاء 11 . 10 . 2006 دهبت مع أحد المراقبين من التوغو وممثل الحركة في دورية محلية التي تشمل دائماً معسكري النازحين الشمالي والجنوبي ووسط القرية ونقاط توزيع المياه والعودة للمعسكر وفي اليوم التالي كلفني ضابط العمليات بدورية محلية ومعي نفس الشخصان اللدان كنت معهما في دورية الأمس وكانت هده أول دورية محلية اكلف بأمرتها ، وكانت الدوريات المحلية في هده الفترة تسير بهده البساطة بحيث يمكن ارسال اثنان لمراقبة الوضع وفي بعض الاحيان يعتمد على بعض المصادر من السكان المحليين او مراقبة الوضع الامني اثناء المرور من المنطقة ، ومن الامور القليلة التي صادفتني هناك وجعلتني أشعر وكأني أقف في مفترق طرق ولا أضمن نهاية الطريق التي ساسلكه هي كيفية التعامل مع الممثل الأمريكي في مجموعتنا ، لم يكن حاضراً في الاجتماع الأول الدي تم فيه التعارف لدلك فلم نلتقي إلا في إجتماع هدا اليوم فقد كنا في حجرة العمليات وقبل حضور آمر المجموعة دخل الممثل الامريكي وهو برتية رائد وألقاء التحية على الجميع وكان يقابلني على جهة اليسار ممثل الحكومة السودانية فقلت له بالعربية : وهل هولاء الناس متوفرين هنا ايضاً ؟ فقال لي : في كل مكان ، وبعفوية ضحكنا معاً ، فجلس مكانه في نفس الصف الدي اجلس فيه وبيننا ثلاثة ضباط ولم يقل شيئاً وأعتقدت انه شك فقط في اننا تحدثنا عنه إلا انني اكتشفت لاحقاً انه يستطيع تحدث العربية قليلاً مما يعني انه قد يكون فهم الحديث كاملاً ، تم دخل الآمر ليبدأ الاجتماع اليومي الاعتيادي وبعد الإجتماع ولأنني الشخص الوحيد الدي لايعرفه فجاء الممثل الامريكي ليسلم علي ويعرفني على نفسه وتمنى لي التوفيق في المهمة (بمعنى انه قال لي ما كان يفترض ان يقوله لي في الاجتماع الاول الدي لم يحضره) كما تجري العادة ، تم سالني : هل تم فتح سفارة الولايات المتحدة الامريكية في ليبيا ؟ ، كنت أعلم عن طريق الإعلام كأي شخص متابع للأخبار بزيارة وفد من الكونغرس الامريكي لليبيا واعلم بالاتفاق على التمثيل الدبلوماسي بين البلدين ولكن كان كرهي لسياسة امريكا غريزة وعدم ثقتي فيها قناعة لدلك فلا يمكن ان اعتبر حتى عبارة صباح الخير من عسكري امريكي هي جملة بريئة ، فسؤاله عن فتح السفارة قد يكون بريئاً ولكن ما كان ليوجهه لي إلا لأنه يريد فتح موضوع للحديث بيننا وما كنت امانع لو إنه لم يختار الموضوع الخطأ وسالت نفسي .. لمادا ؟ هل يريد ان يوحي لي بشئ من الأطمئنان له ويحاول ان يهيئني نفسياً ليقنعني باننا اصبحنا اصدقاء بمجرد إنفراج في الأزمة السياسية التي بين بلدينا ، بالنسبة لي لن يحدث هدا حتى تصبح امريكا (بلد شقيق) ، فقلت له : أنا عسكري ولا أعلم شيئاً عن هده الأمور ، وفهم انها نقطة نهاية الكلام فقال لي : اعتقد انها مسالة وقت وقد تم الاتفاق على كل شئ ونحن سعداء بدلك واستأدن وخرج ، تم بعد دلك وفي الايام التالية كنت كل يوم بعد كسر الصيام والصلاة في الجامع او الخيمة أدهب الى المطعم للفطور وعندما ادخل أجده يجلس هو وآمر المجموعة ويكون معظم الضباط قد انتهوا من تناول وجبة العشاء (لأن موعد وجبة العشاء يبدأ قبل موعد ادان صلاة المغرب) فالقي بالتحية واخد وجبتي واجلس على طاولة اخرى واجعلهم وراء ظهري كان هدا هو المشهد اليومي وفي احد المرات عند دخولي والوقوف لاستلام الوجبة قال لي : هل تصلي قبل ان تأتي للفطور ؟ وبصراحة لقد شعرت بغضب شديد لم اظهره ، فهو لم يسالني لمادا أتاخر أو مادا افعل كل هدا الوقت ؟ مثلاً وإنما كان سِِِؤالاً محدداً هل تصلي قبل ان تاتي ؟ فقلت له : نعم انها سنة ، وقلت له كلمة (سنة) بالعربية فقال لي : نعم ..أعرف ، لقد أغاضني مرة أخرى وانا الدي اردت ان اغيضه حتى لا يتحدث معي ثانية ، مادا يقصد بانه يعرف ؟ لم ارد عليه وجلست لتناول إفطاري والتفكير في رده ، وكان لا يقيم معنا في الخيام بل في حجرة مكيفة ويملك خط خاص بالانترنت ولا يحضر جميع الاجتماعات ولا يخرج في جميع الدوريات لدلك لانلتقي دائماً كحال الآخرين ، لقد شغلني هدا الموضوع فسالت ممثل الحكومة عن رأيه فيه فقال لي بانه ليس لديه أي ملاحظة حتى الآن ، ولكن الأخوة السودانيين لا يقلون عنا في كرههم لسياسة هده الدولة لدلك فقال لي ايضا انا لا اعرف لمادا ولكني لم اتعامل معه ، فحكيت له الموقف الدي حدث لي معه في المطعم فقال لي : نعم .. لقد قالوا لي ولست متأكداً بانه مسلم ، لقد كانت هده المعلومة مفاجأة غيرمتوقعة بالنسبة لي وسبباً كافياً يجعلني ابحث عن حقيقة اسلامه من عدمها فلم اره يدهب الى المسجد ولو لصلاة واحدة ، وبما انني لا ادهب إلى المطعم في وقت الغداء لم أكن أعلم ادا كان هو يفعل ام لا ، لدلك ان أول مافعلته إنني تأكدت من عدم دهابه للمطعم وبطريقتي تاكدت بانه لا يرسل في طلب اكل من المطعم ، والأهم من دلك إنني كونت علاقة طيبة مع المرأة العجوز التي كانت تعمل بالمغسلة وتنظف له حجرته وبطريقة غير مباشرة جعلتها تتدكر اندهاشها عندما شاهدت اول مرة السجادة والمصحف في حجرته بعدها سألتها وبطريقة مباشرة هل تجدي أية بقايا طعام او صحون في النهار وكانت الإجابة بلا ، عندها أيقنت بصحة المعلومة وما أحتاج له أن أتاكد بنفسي ، ومع الأيام ستكون لي معه مواقف اخرى بينت لي جوانب من شخصيته وعرفني على جزء من حياته الخاصة وسادكر تلك المواقف في وقتها ، وبعد ظهر الخميس وصل إلى المعسكر قادمون من الفاشر ثلاثة موظفين من الأمم المتحدة أحدهم من السودان والأخر من اثيوبيا والثالث من كينيا ودلك لإعطاء دورة في مجال قوانين حقوق الانسان تخص حماية المدنيين اثناء النزاعات المسلحة ، وكانت الخطة تقضي دهابنا الى الفاشر لتلقي الدورة هناك ولكن نغيرت ليأتي المعلمون إلى المعسكرات ، وبدأت الدورة يوم الجمعة 12 . 10 . 2006 وستستمر لمدة ثلاثة أيام من الساعة 8:00 صباحأ إلى 12:00 ظهرا ومن الساعة 13:00 بعد الظهر إلى الساعة 17:00 مساءاً بينهما ساعة راحة للغداء (لغير الصائمين) وبالرغم من إن برنامج الدورة كان مضغوطاً إلا إنني كنت مرتاحاً وسعيداً جداً لأنني اتلقى مثل هده الدورة وايضاً لأنه من الجيد خصوصاً في شهر رمضان قتل الوقت بالعمل والشئ الاخر اننا كنا نتلقى هده الدورة في مقر إدارة الشرطة حيث كانت مكيفة والجو في الخارج لا يطاق وفي نهاية الدورة تم التقاط الصورة التدكارية وتم ارسال شهادات التخرج لنا فيما بعد ولمواصلة التقدم في هدا المجال شاركت في دورة تدريبية يقيمها قسم التدريب بالامم المتحدة عبر الانترنت لمنتسبي قوات حفظ السلام وانهيت بنجاح ستة امتحانات تخص حفظ السلام والارهاب العالمي وارسلت الشهادات لي لاحقاً يوم الاثنين 16 . 10 . 2006 الساعة الثامنة والنصف صباحاً دهبنا في دورية إلى منطقة الإلتقاء (إنجابو) ، كانت هده اول دورية ليست محلية (طويلة) اكون مكلفاً فيها وليس مجرد مسافر ، وكنت أقود أحد السيارات ومعي آمر الدورية رائد.ط من زامبيا وإثنان من أفراد قوات الحماية والضابط المورتاني الدي كان معنا في نفس المجموعة وصدر قرار نقله إلى رئاسة القطاع ، وكان هدا هو النظام المتبع في المهمة حيث يحق للمراقب بعد قضاء اربع أشهر ان يطلب النقل الى مكان اخر ، كما ان المراقبين الدين تنتهي مدتهم من رئاسة القطاع يتم تعويضهم بالمراقبين الدين قد امضوا مدة طويلة وارسال المراقبين الملتحقين بالمهمة حديثاً إلى مجموعات العمل التابعة للقطاع ، أما عن الضابط المورتاني الدي وجدته قبلي فكان ليس كالمورتانيين الدين عرفتهم في بلدي او التقيتهم في الفاشر بل كان شديد السواد كما انني وجدت صعوبة في التواصل معه فهو لا يتحدث الانجليزية جيداً ولا حتى العربية الفصحى بطلاقة وبعد فنرة عرفت انه من زنوج مورتانيا الدين تعود اصولهم لقبائل من دولة السنغال المجاورة لهم ويدعون انهم يعانون من اضطهاد المورتانيين العرب لهم وربما لدلك فهو متحفظ ومنطوي على نفسه ، والسيارة الاخرى يقودها النقيب التوغولي ومعه ممثل الحركة والمترجم وكان معنا ثلاثة سيارات تنقل أفراد الحماية الدين سيتم تبديلهم وسيارة نقل وقود وسيارة شحن تحمل مولد الكهرباء العاطل وسيارة رافعة ، وكنا مضطرين للسير يسرعة بطيئة والانتظار احياناً لصعوبة سير سيارات الشحن في بعض الطرق والممرات لدلك فقد وصلنا وجهتنا بعد ساعتين وعشر دقائق تقريباً ومع دلك فانتظرنا ربع ساعة حتى جاءت الدورية القادمة من الضعين فتم تبديل أفراد قوات الحماية ودهاب المراقب المورتاني وإستلام البريد ورجعت دورية الضعين وبقينا في انتظار الدورية القادمة من ( هسكنيتا) التي تأخرت عن الحضور لمدة ثلاثة ساعات وكان عدرهم اقبح من دنبهم ولم يكن دلك جيداً من الناحية الأمنية لنا ان نبقى كل هده المدة في نفس المكان في ظل اوضاع اقل ما يمكن ان يقال عنها انها غير مستقرة  ، فسلمناهم السيارة الرافعة والسيارة التي بها المولد وجاء معنا اربعة افراد شرطة إثنان منهما من اوغندا وإثنان أخران من جنوب افريقيا وفي طريق العودة إلى المعسكر كانت سرعتنا عالية مقارنة برحلة الدهاب ووصلنا الساعة 15:45 وكنت قد عطشت كثيراً لدرجة لم أصل لها من قبل فقد عجزت عن الكلام من قلة السوائل وكثرة التعب فصليت بصعوبة ودهبت لأرمي نفسي تحت الشجرة فبقيت هناك حتى الساعة الخامسة موعد فتح المياه فدهبت لأغسل وأجلس تحت الماء لدقائق وبعد ان خرجت قررت ان ادهب الى حجرة العمليات حيث ان وجود مكيف الهواء سيساعد في التقليل من الشعور بالعطش وعندما دخلت الحجرة تدكرت بانه يفترض ان اكون هنا في هده الحجرة لحضور الاجتماع اليومي واجتماع الدورية وطبعاً لم يدكرني سواء وجود الجميع داخل الحجرة وكنت ألبس ملابس مدنية فابتسم آمر المجموعة وأشار لي بالجلوس وأردف قائلاً : إنها المرة الاولى التي يتأخر فيها عن الاجتماع ولابد ان له سبب مقنع فقلت له بصعوبة : انني تعبت  وعطشت ففرحت بقدوم الماء ونسيت الاجتماع وجئت الآن لاجلس امام التلفزيون والمكيف وقد تفهم دلك واضاف انه هناك ايضاً سؤ فهم حدث في التنسيق مع مجموعة (هسكنيتا) سنعمل على عدم تكراره .يوم الثلاثاء 17 . 10 . 2006 بعد الافطار أبلغني ضابط العمليات بانني ساكون في الدورية التي ستدهب غداً إلى (إنجابو) للإلتقاء بدورية أخرى قادمة من (هسكنيتا) لدلك قررت النوم باكراً فدهبت إلى المكتب لقراءة بريدي الإلكتروني ومتابعة بعض الاخبار، وكان استعمال الانترنت يوزع على الراغبين في استعماله بمعدل نصف ساعة للفرد في حالة وجود اكثر من شخص أما في حالة عدم وجود اشخاص ينتظرون فيمكن استخدامه حتى يطلبه شخص اخر ولكن وجود الانترنت لم يستمر طويلاً فتم قطعه بعد اشهر قليلة من وصولي وهناك جاءني ضابط العمليات مرة أخرى ليبلغني بانه لا توجد دوريات يوم الغد لدلك فاخدت راحتي في استخدام الانترنت تم دهبت لأكمل السهرة مع الزملاء في حجرة العمليات لمشاهدة التلفزيون ولم انم حتى تناولت وجبة السحور ، وتفاجأة عندما أيقظني ضابط العمليات من النوم ليبلغني ان البرنامج قد تغير وإننا لا بد أن ندهب في دورية إلى (إنجابو) فجهزت نفسي على عجل وانطلقنا في الدورية التي كان آمرها نقيب من نيجيريا يقود أحدى السيارات ومعه المترجم وأنا أقود السيارة الأخرى ومعي ممثل الحركة (ع.ش) وترافقنا اربعة سيارات من قوات الحماية النيجيرية بأمرة م.أول ولكن آمر الدورية لم يسلك الطريق الصحيح فدهبنا بعيداً عن الطريق وأضطررنا للرجوع ما لا يقل عن 25 كم لكي نصحح مسارنا وكان هدا ينطبق عليه المثل الشعبي الدي يقول (الربيع من فم الباب يبان) فقد كان مقدمة لمجموعة متاعب اخرى فقد تعطلت احدى سيارات قوات الحماية بسبب ارتفاع درجة الحرارة ووصلت الحد الدي لا يمكن معه ان تتحرك اكثر ولم يكن معهم الا القليل من الماء الدي استخدموه وبعد تبريد السيارة واصلنا المسير حتى وصلنا منطقة اسمها (المثورد) وهناك دهب مجموعة للبحث عن الماء وقد وجدوا القليل الدي استخدمناه حتى وصلنا إلى وجهتنا وبالرغم من تأخرنا في الوصول إلا اننا لم نجد احداً في انتظارنا ولم نستطع تحقيق الاتصال اللاسلكي معهم إلا الساعة الثانية بعد الظهر حيث أبلغونا بأنه لا توجد دورية قادمة إلينا فأخدنا معنا كمية كافية من الماء لإستخدامها في تبريد السيارة وانطلقنا عائدين إلى معسكرنا وتوقفنا لمرات عديدة بسبب السيارة ووصلنا الساعة الخامسة وحدث سؤ تفاهم بين ضابط العمليات وآمر الدورية (الوهمية) بسبب عدم التنسيق مع معسكر هسكنيتا ولم اتدخل فيه وبعد الافطار الدي كان في هدا اليوم الساعة السابعة وسبع دقائق دهبت إلى حجرة العمليات وهناك وجدت آمر المجموعة وأثناء حديثنا عن ما حدث في دورية اليوم حدثني عن أمر يخصني وصفه هو بالنصيحة لأن هدا اليوم هو اخر يوم له في هدا المعسكر ، ففي هدا الجو الحار والرياح المحملة بالاتربة والغبار كان لبس العمامة أو ما يعرف لدي بـ(الزمالة) يساعد كثيرا على الشعور بالراحة وعدم الشعور بالعطش والتعب لدلك فقد ارتديتها اليوم في هده الدورية لتفادي الصعوبات التي واجهتها في الدورية السابقة فقال لي : لا تلبسها مرة أخرى ، ومن البديهي ان اساله لمادا ؟ فقال لي : حتى لا يتهمك سكان المنطقة بالانحياز للعرب فقلت له : أنا لست منحازاً للعرب بل انا عربي وأفتخر بدلك وهدا لباس تقليدي في كل شمال افريقيا للعرب وغير العرب وللبيض والسود قد لا تعرف انت دلك ولكن من تتوقع غضبهم يعرفون دلك جيداً فقال لي : لعلك تعلم بما حدث مع آمر فريق لبدو ؟ فقلت له : نعم سمعت عن دلك ، وكانت (لبدو) منطقة تقع غرب مهاجرية بحوالي 23 كم ويقع بها معسكر صغير هو عبارة عن فريق عمل تابع لمجموعة عمل مهاجرية آمره ضابط جزائري برتبة مقدم وكان المعسكر متعارف عليه بين المراقبين باسم (غوانتنامو) ، وكان آمر فريق لبدو غادر بعد وصولي إلى مهاجرية بعدة ايام بعد ان صدر قراراً بنقله إلى (نيالا) بالقطاع الثاني هدا الضابط اتهمه قادة الحركة والإدارة الاهلية بالانحياز للعرب وهددوه بالقتل ادا استمر بالعمل في هده المناطق ، وبقى في نيالا حتى انتهت مهمته ولم ترسل الجزائر مراقبين اخرين بعد هده المجموعة ، فقال لي آمر المجموعة إن من ضمن اتهاماتهم له بانه كان دائماً يلبس العمامة وبالطريقة العربية ، فتفهمت ما يريد وحرصاً مني لعدم اثارة أي حساسية مع أي طرف توقفت عن لبسها ، يوم الخميس 19 . 10 . 2006 الساعة العاشرة صباحاً غادر آمر المجموعة الأول وأستلم منه ضابط من زامبيا برتبة مقدم كان يعمل بمعسكر (شاعرية) شمال مهاجرية وأبلغت بحضور الإجتماع الدي سيعقد مساءاً وكان أشبه بتعارف جديد فلم تكن لديه تعليمات جديدة ولكن في الحقيقة ان هدا اليوم كان يوماً مختلفاً ، فمهاجرية بالرغم من اهميتها ومكانتها وحساسية الوضع فيها ارسل اليها ضابط كان اقل ما يمكن ان يقال عنه انه غير صالح ، لقد كان سكيراً وضعيف الشخصية ولا يجيد التصرف ووضعنا في مواقف كثيرة محرجة وساروي بعضها من خلال الاحداث ، وفي اليوم التالي دهبت دورية إلى منطقة إنجابو وبعد دهابهم جاءت اخرى من شاعرية وكنت قد تركت البعض من ملابسي المدنية بالمغسلة في معسكر رئاسة القطاع عندما جئت للمهمة اول مرة ولان دورية مهاجرية سمعت بها فجاءة فلم اوفق في الحصول على ملابسي لدلك تركتهم واوصيت صديقي المصري الدي بقيت على اتصال معه عن طريق الراديو حتى ارسلهم لي مع هده الدورية القادمة اليوم من هناك ، وجاء اليوم ايضاً ضابط الرواتب لتسليم مرتب شهر أغسطس ونحن اليوم تجاوزنا منتصف شهر اكتوبر مما يعني انه بالنسبة لمن بدأ مهمته في سبتمبر مثلي (قد) نستلم مرتباتنا في نهاية شهر نوفمبر ، لم يكن هدا الوضع مريحاً ولا منطقياً على الاطلاق فالعمل في قوات حفظ السلام يختلف عن عمل المتطوعين في المنظمات الخيرية فالعمل في المهام الانسانية لا يعني العمل بدون مقابل ، بل يجب ان يتقاضوا أعلى المرتبات التي قد تعوضهم عن الاضرار النفسية التي لا يخلو منها كل من عمل في مناطق متوترة والاضرار الجسدية التي قد يتعرض لها ناهيك عن الاحتياجات والمساعدات ، ومن لا يستطيع ان يدفع لموظفيه ويصرف الاموال على مثل هده المهام فهو غير قادر على تحقيق السلام لان من لا يدفع له لن يحقق له شيئاً ، يوم السبت 21 . 10 . 2006 علمنا ان غداً الاحد هو أول ايام عيد الفطر المبارك في ليبيا أما في السودان فهو المتمم لشهر شعبان ولم أحس بفرحة قرب قدوم العيد التي كنت اشعربها دائماً وكم كان حلماً ان اكون بين الاهل هده الليلة . وبالرغم من انني في هده المقالات أتكلم عن احداثاً من الماضي إلا إنني اعتدت على أن أختم كل مقال بكتابة شئ من أحداث الحاضر التي لها علاقة بما حدث سابقاً لأن ما يحدث في الوقت الحاضر هوتداعيات وتبعات ما حدث في الماضي ، ففي هده الأيام وبعد صدور مدكرة التوقيف من محكمة الجنايات الدولية في حق الرئيس البشير قامت الحكومة السودانية بطرد حوالي ثلاثة عشر منظمة إغاتة (إنسانية) تابعة للأمم المتحدة تعمل من ضمن حوالي مئة وواحد وثلاثون منظمة تعمل في دارفور متهمة اياها بالتجسس لصالح المحكمة الجنائية ، وفي اعتقادي ان قرار الحكومة كان صائباً بل كان عليهم ان يفعلوا دلك قبل صدور المدكرة بكثير وبالطبع انا لا اقصد انني مع تجويع وحرمان سكان المخيمات كما يروج من يتاجرون بقضية المحرومين من اجل اهداف مشبوهة وانما اقصد بعض المنظمات فقط والتي أشهد انهم كانوا يمارسون اعمالاً غير انسانية وادا كنت عرفت القليل عنهم في الفترة القليلة التي بقيتها هناك فالحكومة السودانية تعرف الكثير عن هده المنظمات وأعمالها اللانسانية ومن حقها ان تطرد بل تحاسب كل من يعمل على تهديد آمنها باسم الانسانية وحقوق الانسان ،هده المنظمات لها اجندة سياسية ومعظم موظفيها هم عملاء لأجهزة الاستخبارات الامريكية والاوربية استغلوا تواجدهم هناك للاغراض الانسانية في التجسس وكتابة التقارير الكادبة لتدين الحكومة وإجراء الابحاث والتجارب والدراسات عن السكان والارض والثقافة والديانة والتركيبات الاجتماعية وغيرها من الاعمال التي لا علاقة لها بطبيعة عملهم التي اتوا من اجلها ، وكلنا سمعنا على قضية خطف منظمة انسانية لإطفال من دارفور لتهريبهم الى فرنسا عبر تشاد وبالرغم من بشاعة الجريمة إلا انها انتهت كما تنتهي الجمرة في الماء ، كما لا بد وانكم سمعتم عن قضية اغتصاب موظفين من الامم المتحدة للفتيات في جنوب السودان ، ومنهم المبشرين للمسيحية الدين يحاولون استغلال فقر الناس وجهلهم لتغيير دياناتهم واعتقاداتهم والامثلة كثيرة ومنهم العملاء للصهيونية الدين يجرمون مقاومة الشعب الفلسطيني وينشرون القصص والاشرطة التي تصور اليهود على انهم مساكين وامنهم مهدد ، هولاء الناس لا يجب ان يبقوا في أي دولة مسلمة مهما كلف الثمن ، مع العلم من انه لا توجد أي منظمة اغاثة عربية او مسلمة في دارفور او على الاقل لم التقي طيلة مدة بقائي هناك باي منهم ولم اقراء عن تواجد اياً منها هناك ، ولا ادري اليوم لمادا نبكي على دارفور؟ ونحن من فرطنا فيها ولم نابه لها حين كان من الممكن احلال السلام بالأرز والدقيق والملابس وبناء المدارس والمستشفيات وتعبيد الطرق وغيرها ، فالعرب والمسلمين أولى من غيرهم لإغاثة اهل دارفور ومساعدتهم لتجاوز ازمتهم وقطع الطريق امام من يصنعون الحروب كدريعة للدخول إلى المناطق التي يخططون للسيطرة عليها ، كما ان مجموع ما صرف من اموال على مهام السلام والإغاثة في دارفور كفيل لبناء دارفور جديدة ولم شمل اهلها وإنهاء النزاع بطريقة سلمية ، فكل ما يتطلع اليه اهل دارفور الطعام والملابس والتعليم والعناية الصحية ودلك من ابسط الامور ، فادا استطعنا توفير التنمية في الاقليم فهدا يعني المزيد من التخلي عن السلاح وبالتالي المزيد من السلام وأخشى انه قد فات آوان السلام الدي قد يتحقق بهده الوسيلة . اما حركة العدل والمساواة التي كانت ترفض السلام مع الحكومة وبدأت في الحوار معها في الدوحة بعد الانسحاب من مهاجرية وقبل صدور مدكرة الاعتقال بعدة اسابيع تراجعت بعد صدور المدكرة عن الالتزام بالحوار مع الحكومة مبررة دلك بعدم تطبيق الحكومة لما اتفق عليه في الدوحة بل دهبت بعيداً واعتبرت نفسها معنية بتطبيق قرار المحكمة أي بالقبض على رئيس الدولة وهدا الموقف ينطبق عليه القول المأثور (ادا عصف الغرور برأس غر .. توهم إن منكبه جناح) ،فانا اعتقد انه من مصلحة قادة الحركة ان يواصلوا حوارهم مع الحكومة وفي هدا الوقت بالدات فالحكومة السودانية لم يعد لديها ما تخسره وستضرب بيد من حديد كل من يرفض السلام ويواصل التمرد وسيكون دلك مبرراً وهي قادرة على فعل دلك ، وانا ارى إن الحركة اصبحت احوج للسلام مع الحكومة اكثر من قبل عندما كانت الحكومة ملتزمة بالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها ويهمها راي ما يسمى (المجتمع الدولي) ولا اعتقد ان الحركات لها القدرة على مواصلة القتال مع الجيش النظامي السوداني لفترة طويلة .مازال في المهمة المزيد .. ونبدأ العدد القادم بيوم العيد .. ولم يكن عيدأً بل كان يمكن تسميته أي شيئا إلا عيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
auress54
القائد الاعلى للدرك الوطني
القائد الاعلى للدرك الوطني
auress54

ذكر
عدد المساهمات : 7617
نقاط : 11436
سمعة العضو : 567
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
التسجيل : 29/12/2011
العمر : 29
الموقع : جبال الاوراس
المهنة : جزائري
نقاط التميز : 10

مهمة في الاتحاد الافريقي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهمة في الاتحاد الافريقي    مهمة في الاتحاد الافريقي  I_icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2013 6:41 pm

[rtl] يوميات مراقب عسكري في دارفور4[/rtl]
[rtl] [/rtl]

[rtl]في هذه السنوات نسمع كثيراً من الكثير بأن يوم العيد لم يعد كما كان عليه وبان الوقت قد تغير ولم يعد فيه شئ جميل ، ونسمع شكاوى البعض بانهم لم يجدوا اللباس او الحذاء الفلاني الذي يريدون وعمن يتشهى الفواكه والحلويات وغيرها ، فهل يعلم هولاء كيف تكون الاعياد في اماكن اخرى من هذا العالم ؟[/rtl]
[rtl] [/rtl]
مهمة في الاتحاد الافريقي  %20
معسكر مهاجرية
[rtl]يوم الأحد 22 . 10 . 2006 مساءاً خرجت في دورية محلية إلى وسط القرية وضواحيها فكان الناس يستعدون لإستقبال العيد بالتسوق لشراء احتياجاتهم وتنظيف مساكنهم وتبادل التهاني والتحدث عن هذا اليوم ، وكان كل شئ على ما يرام ولاشئ يبين خلاف ذلك ، وبعد الإفطار عرض علي الممثلين السودانيين بالاتحاد الافريقي بمعسكرنا الذهاب غداً صباحاً إلى القرية للصلاة في المسجد فوافقت وبعد ان سهرنا معاً ذهبت إلى خيمتي ودخلت إلى فراشي لأنام ففكرت أن الذهاب الى هناك قد يكون فكرة غير جيدة في ظل أوضاع غير مستقرة فنهظت من فراشي من جديد ورجعت إلى الممثلين السودانيين وأبلغتهم إعتذاري عن الذهاب معهم غدا ونصحتهم بعدم الذهاب ورجعت لأنام .[/rtl]
 يوم الأثنين 23 . 10 . 2006 وبالرغم من انني نمت متأخراً إلا إنني أستيقضت باكراً وقبل أن أغادر فراشي عرفت أنه يوماً مختلفاً ، بالطبع ليس لأنه عيداً فانا أعرف ذلك منذ أيام بل أن ما اسمعه من ضوضاء حول المعسكر وأصوات الحيوانات واطلاق النار تبين ان ما بالخارج معركة وليس عيداً ، لقد راودني إحساس الليلة البارحة بأن لا أذهب إلى صلاة العيد في القرية ولكني حتى لو كنت أكثر الناس تشاؤماً في هذا المكان لن أتوقع أن هناك من عد العدة للهجوم على أناس في المسجد ومساكنهم في يوم العيد ، وأول ما خطر ببالي هو مصير الممثلين السودانيين الذين سيذهبون الى القرية ، وخرجت من خيمتي لأسال عنهم فالتقيت أحدهم وقال لي بأنهم قرروا ايضا ان لا يذهبوا بعد ان قررت انا ذلك وحمدت الله إنهم لم يفعلوا ، فغسلت وجهي وغيرت ملابسي على عجل وأكلت قطعة من البسكويت (وهي الشئ الوحيد الذي اوحى لي بفرحة العيد) ثم خرجت من خيمتي وأتجهت إلى البوابة الشمالية حيث يتواجد المواطنون دون ان اسال عن اي تفاصيل من داخل المعسكر ، فوجدت أن المنطقة شمال وشرق المعسكر تعج بالمواطنين الذين هربوا باطفالهم ونسائهم وحيواناتهم وما استطاعوا حمله من القرية التي تعرضت لهجوم وجاءوا للاحتماء بمعسكر الاتحاد الافريقي ، كان بعضهم مصاباً بعيارات نارية ومنهم المرضى والمسنين والاطفال لقد كان مشهداً مأساوياً ، واقام الفريق الطبي بالمعسكر نقطة اسعاف خارج المعسكر وباشروا في الاسعافات والعلاج ومعظم الإصابات كانت غير خطيرة باسثتناء شاب واحد اصيب على مستوى الصدر تم ادخاله إلى عيادة المعسكر لإجراء الاسعافات الاولية حتى استلمته منظمة اطباء بلا حدود وللاسف توفي في اليوم التالي ، وفي الحقيقة لقد ساهم الفريق الطبي بالمعسكر في تقديم المساعدة الطبية للمواطنيين قبل وصول اطباء المنظمة إليهم .
[rtl]لقد استغل المهاجمون فرصة إنشغال الناس بصلاة العيد وفرحة العيد وهجموا على مهاجرية من اتجاه الجنوب مستخدمين الأبل والخيول وسكان جنوب مهاجرية هم اصلاً نازحون من المناطق كليكلي – بركة – المثورد – انقابو – كالاجو وغيرها التي تعرضت لهجمات مماثلة ، لم يكن هذا الهجوم غير اخلاقياً فقط فنحن نعرف ان الغاية تبرر الوسيلة عند البعض لكن حتى عسكرياً لا يمكن وصف هذا الهجوم بهذا العدد على قرية بهذه الأهمية إلا بالعملية الإنتحارية وبما ان هذه الثقافة (العمليات الإنتحارية) غير موجودة هنا فيمكن ان اعتبره تخطيط سئ وهجوم غبي ، لم ينتج عنه إلا إثارة البلبلة وقتل الأبرياء واذا كان هذا هو الهدف فقد تحقق .[/rtl]
[rtl] [/rtl]

مهمة في الاتحاد الافريقي  Img_0312

جثة احد ضحايا الهجوم

[rtl]لقد استمرت مساعدتنا للمواطنين حتى وصل اطباء منظمة اطباء بلا حدود واستلموا المهمة في هذه الأثناء تم الإعداد لدورية إلى وسط القرية وخرجنا في دورية كبيرة بأمرة آمر مجموعة مراقبين مهاجرية ومعه مجموعة من المراقبين وآمر قوات الحماية وفصيلين حماية وآمر مجموعة شرطة مهاجرية ومجموعة من الشرطة وممثلي حركة تحرير السودان ، ذهبنا إلى وسط القرية وهناك التقينا بقائد قطاع جنوب دارفور بالحركة ورئيس مكتب الشئون الإنسانية بالحركة الذي خوله قائد القطاع بالذهاب معنا في دورية إلى المناطق التي تم الهجوم عليها ، ولقد تعرفت على هذا الشخص سابقاً ولم التقي به مرة اخرى إلا في هذا اليوم وكان يحمل بندقيته في يده فقلت له ممازحاً : كنت اعتقد إنك لا تحمل إلا غصن الزيتون فقال لي : هذه مع تلك فقلت له : نعم من حقك ان تدافع عن نفسك ، ولقد كانت المرة الأولى والأخيرة التي اراه يحمل سلاحاً ، لقد افلح قادة الحركة في اختيار هذا الشخص لهذا المنصب لقد كان دبلوماسياً ومتحدثاً لبقاً وله القدرة على احتواء الأزمات ويحظى باحترام كل افراد الحركة والمواطنين وفيما بعد اصبحت علاقتي به ممتازة .[/rtl]
 
[rtl]تحركنا باتجاه جنوب القرية مترجلين وكان لا يزال صوت اطلاق النار يسمع في اطراف القرية فوجدنا ان الكثير من البيوت قد احترقت وبعضها لا تزال تحترق وكنا ننتقل من بيت إلى اخر وهناك من يصور واخرون يدونون وكانت المسافات تزداد وتنقص بيننا وبما إنها المرة الأولى التي اعيش مثل هذا الحدث في هذه المهمة كنت اراقب ماذا يفعل الآخرين ولم احس ان منهم من يفعل شئ عن خبرة بل كانوا كمن يتجول في احد المعارض او في رحلة روتينية ينتظر نهايتها بفارغ الصبر لذلك فاخذت ابحث وادقق بطريقتي وعندما اصبحت قريباً من الممثل الامريكي قال لي : عن ماذا تبحث ؟ فقلت له : عن ما يبحث عنه الجميع فقال لي : انا لا اريد ان اقول انك تبحث عن شئ مختلف ولكن تبحث بطريقة مختلفة ، فضحكت و(قلت محدثاً نفسي ومتذكراً بسخرية الافلام الامريكية التي تبين قوة الرجل الامريكي) يبدو انهم يعرفون كل شئ ولاداعي للمراوغة فقلت له : اذا كان هناك معركة قد حدتث هنا فيجب ان يكون هناك ظلف فارغ فهز راسه موافقاً وقال لي : وانا أبحث عن النحاسة وقالها باللغة العربية ولكنة غير متحدثها (النهاسة) فسألته : أية نحاسة ؟ فقال لي : انه هناك قطعة معدنية في دانة القاذف ار بي جي لا تنصهر ومن المفترض انها تبقى في مكان الانفجار ولم اجد اي منها حتى الآن ، وهل وجدت ظلف فارغ ؟ فقلت له : حتى الآن لم اجد شئ ، كان مهتماً بكل شئ ويحمل كاميرا خاصة به لتوثيق ما يشاهد (نستخدم كاميرا الدورية) وكنا على اطراف المنطقة المتضررة من الهجوم وعلى وشك الدخول في منطقة مفتوحة فقال لي : دعنا نغطي هذه المنطقة ، واشار لي بيده على المنطقة التي سيغطيها والمنطقة التي سابحث فيها واستمرينا في التقدم مشياً على الارجل حتى عندما كان معظم الآخرون يقفزون في العربات عند التنقل من مكان إلى أخر وبعد فترة من الزمن وكنا قد اصبحنا بعيدين عن بعض أخذ ينادي علي وعندما التفت اليه رفع يده عالياً مشيراً بشئ يمسكه ففهمت بانه قد وجد ظلف فارغ بعدها اخذ الزملاء الأخرون يراقبون ما يحدث فاذا باثنان منهم يتبعاني وقد سالني احدهم : عن ماذا تبحث ؟ وماذا وجد الامريكي ؟ لم اجبه وكانوا قد سبقوني بخطوات وقد رايته يتخطى الظلف الفارغ قفلت لهم : ألم تسالوا عن ماذا ابحث فقالا نعم فقلت لهم : إني أبحث عن مثل هذ الأشياء والتقطت الظلف الفارغ بالقرب من اقدامهم ، فاخذوا يتناقلون الخبر ويقولون لقد وجد ظلف فارغ وبذلك بدأ البحث من قبل الجميع وعلى الأقل اصبح هناك هدف يتم البحث عنه في هذه الدورية وبعدها بقليل عثرنا على أول جثة من المهاجمين ثم حصان مقتول وبعد ذلك عثرنا على باقي الجتث التي وصلت إلى خمسة من المهاجمين ورجل مسن وجدنا اخته تبكي بجانبه وقالت انه خرج ليرى ما الذي يحدث فقتل بعيار ناري ولم نستطع الوصول إلى مناطق أخرى لوعورتها إذ كانت كثيفة الاشجار وفي اراضي وعرة ، استمرت هذه الدورية إلى الساعة االرابعة مساءاً وبعد رجوعنا إلى المعسكر وجدنا انه قد تم تجهيز وجبة الغذاء لنا بالرغم من ان موعدها قد فات عليه ساعات وبعد الغذاء ذهبنا إلى حجرة العمليات لإجتماع ضم آمر مجموعة المراقبين والمراقبين الذين كانوا بالدورية ورئيس مكتب الشئون الانسانية بالحركة ومعه ثلاثة من قادة الحركة وممثل الحركة بالاتحاد الإفريقي  والممثل الامريكي وآمر قوات الحماية بمعسكر مهاجرية ، افتتح آمر المجموعة  الاجتماع بعبارات الاسف لما حصل والمجاملة لأفراد الحركة تم تكلم الممثل الامريكي وتاسف لما حدث وسأل قادة الحركة عن عدد القوات المهاجمة ؟ ولم يحصل على اجابة دقيقة لانه لا احد يعرف فسال عن عدد القتلى ؟ وايضاً لم يكن الرقم دقيقاً لان التمشيط مازال مستمراً تم سأل لماذا القتلى بدون أحذية ؟ وكان هذا السؤال الاهم عندي ، نعم فلم ارى قتيلاً في دارفور يلبس حذاء كانت هذه ظاهرة تحتاج إلى تفسير فقال له : لانهم يلبسون احذية عسكرية ويأخذها افراد الحركة كغنيمة ، لا ادري ان كانت هذه الاجابة كاملة ام لا ولكني لا اعتقد ان جميع القتلى الذين رايتهم بدون احذية كانوا يلبسون احذية عسكرية مغرية لتكون غنيمة ، واتهم قادة الحركة الموجودين الحكومة السودانية بدعم الجنجاويد للهجوم على الحركة (بالرغم من ان هناك من اتهم حركة الارادة الحرة فيما بعد) وبعد ان اخذت الاذن بالكلام قلت : إنني اتأسف أن هذا الهجوم حدث على قرية آمنة وفي يوم مقدس ونحن كمراقبين بالاتحاد الافريقي معنيين بالكشف عن المسئولين عن هذا الهجوم وفي عدم وجود ممثل للحكومة السودانية بيننا الآن انا أطلب من الاخوة في الحركة ان يعطونا دليل مقنع نستند عليه لإذانة الحكومة في هذا الهجوم فقاطعني آمر المجموعة قائلاً ان هذا ليس وقته فقال له الممثل الامريكي : بالعكس انه سؤال مهم وكنت اريد ان اطلب ذلك ولكني نسيت فقال : اذاً استمر ، هكذا بكل بساطة تراجع عن ما كان يراه غير مناسب ولا ادري ان كان الممثل الامريكي فعلاً كان قد نسى ان يسال هذا السؤال ام انه اراد ان يسجل وقفة إلى جانبي وبالقدر الذي انزعجت فيه من تصرف الآمر فقد ارتحت لتصرف الأخر ، فرد رئيس مكتب الشئون الانسانية باطراء على ليبيا زاد من احراج الآمر قائلاً : إننا ندين لليبيا بدعمها للاتحاد الافريقي والسلام في دارفور ونحن وقعنا اتفاقية السلام مع الحكومة بوساطة افريقية لاننا نريد لهذا الاتحاد الذي ترعاه ليبيا النجاح فنجاحه في دارفور يعني نجاحه في باقي مهامه والعكس صحيح واننا نتفهم سؤال اخونا الليبي هنا ووجه كلامه قائلاً : لعلك رايت ان بعضهم يلبسون البدلة العسكرية الخاصة بالجيش السوداني فقلت له : نعم ، ولكن ذلك لا يعني شئ فبامكان اي شخص ان يلبس البدلة التي يحصل عليها فقال : ايضاً إن اتهامنا مبني على معلوماتنا الاستخباراتية وان المهاجمين قد انطلقوا من اراضي تسيطر عليها الحكومة وانه وقع تحت ايدينا بعض الاسلحة والمستندات فقلت له : اذا احضرتم الاسلحة والمستندات فقد نؤكد اتهامكم ولكنهم لم ياتوا بها، وبعد نهاية الاجتماع ذهبت انا وممثلي الحركة للاطلاع على احوال المواطنين الموجودين حول المعسكر فوجدنا بانهم قد غادروا الى منازلهم باستثناء مجموعة صغيرة جداً وكان المساء هادئاً جداً وجميع المحلات مقفلة والحركة قليلة  وحدرة .[/rtl]
 
[rtl]يوم الثلاثاء 24 . 10 . 2006 صباحأ خرجت انا واثنان من المراقبين وممثل الحركة وفصيل من قوات الحماية في دورية محلية فوجدنا ان جتث المهاجمين مازالت في مكانها ووجدنا جثة اخرى وحصان ميت لم نراهما بالامس ورجعنا إلى المعسكر وفي هذه الأيام لا توجد اي حركة في السوق لدرجة ان الاشخاص المدخنين عجزوا عن توفير سجايرهم .[/rtl]
[rtl] [/rtl]

مهمة في الاتحاد الافريقي  Muhajeria%20025

[rtl]يوم الخميس 26 . 10 . 2006 اليوم صباحاً اجتمعنا في حجرة العمليات لأجل الذهاب في دورية إلى منطقة انقابو وذلك لمرافقة سيارة الوقود المرسلة من الضعين إلى معسكرنا فركب في السيارة الاولى نقيب من نيجيريا آمر الدورية ومعه الممثل الامريكي وممثل الحركة (ع.ش) والمترجم وركب معي في السيارة الثانية رائد من جنوب افريقيا كان قد ارسل حديثاً إلى معسكرنا من الضعين وهوذاهب الآن إلى هناك لإحضار باقي مهماته ، خرجنا من المعسكر حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً وبعد حوالي 4 كم حين كنت اتبع سيارة آمر الدورية وكنا نخرج خارج الطريق في بعض الاحيان والارض مغطاة بالاعشاب كانت هناك شجرة مقطوعة وباقي الساق مغروساً بالارض فاجتازتها السيارة الاولى وعلقت سيارتنا بحيث اصبحت العجلات تدور في الهواء ، لقد أصبحت أتشائم كما وجدت غيري من أي دورية يكون آمرها هذا الضابط نظراً لما حدث في دورياته السابقة وبعد ان تكاثفت الجهود وتدخل افراد قوات الحماية استطعنا تخليص السيارة ولم نكد نواصل المسير حتى حدتث مشاجرة كلامية بين ممثل الحركة والممثل الامريكي فتوقفت السيارة التي امامنا ونزل منها الممثل الامريكي واخذ معه حقيبته التي كان يحملها معه في كل دورية يذهب فيها واتجه نحونا وطلب من الضابط الجنوب افريقي الذي كان معي ان يستبدل معه الاماكن لانه ان بقى معه سيقتله فذهب الضابط وركب معي ، وكانت المشكلة لان ممثل الحركة يريد ان يركب في الكرسي الامامي باعتبار انه مقدم والأخر رائد وفي الواقع كانت هذه المشكلة قائمة في اغلب الدوريات لأن معظم المراقبين هم برتية نقيب او رائد وكل ممثلي الحركة برتية مقدم لذلك فقد تم تخصيص سيارة خاصة للممثلين تفادياً للمشاكل واصدر الآمر تعليماته بتحديد مكان آمر الدورية في الكرسي الامامي بغض النظر عن رتبة الضباط المرافقين ، وبعد ان ركب معي قال لي ان هذا الشخص مجنون تم طلب مني ان اعود به إلى المعسكر فقلت له : اننا في مهمة رسمية فهل سنطور المشكلة لنلغيها ام اننا سنعود لوحدنا ؟ إنها فكرة غير جيدة ، سنذهب ونكمل مهمتنا ونعود فقال لي : لقد هددني وقال بانه سيقتلني هناك وكل من في هذ المنطقة هم مجموعته وانا اخاف ان يفعل لي شيئاً ، كنا نتحدث أثناء المسير فقلت له : لن يحدث لك شئ مادمت معي ويمكنك ان تثق بي ، وفي الحقيقة لم استند على اي ضمانات ولا اعرف كيف سأحميه ولم يكن يجدر بي ان اقول ذلك ، انا اعترف بذلك بالرغم من انه لم يحدث اي مكروه ولكن بعد ان قطعنا مسافة وكان قد اصبح أكثر هدؤً سألني ويبدو انه قد فكر بهدؤ ايضاً قائلاً : ولكن كيف ستضمن بانه لن يفعل لي شيئاً فقلت له بعفوية : لا أعرف ، فنظر الي وضحكنا فقلت له : ولكني اعدك باني ساموت دفاعاً عنك اذا حدث لك شيئاً في هذه الدورية فقال لي : هذا يكفيني ، واخذ يحكي لي ماحدث معه وكنا نضحك ونعلق على بعض الجمل حتى وصلنا إلى منطقة اسمها المثورد قبل وجهتنا بحوالي 11 كم فتوقفنا هناك لبعض الوقت فذهبت إلى ممثل الحركة في محاولة مني للوفاء بوعدي ومعرفة موقفه قبل ان نصل إلى هناك فقلت له : انا اعتبرنفسي هنا ضيفاً عندكم فهل انتم كذلك فقال لي : انت اخ لنا يارجل فقلت له : ان ذلك يسهل من طلبي فطلب الأخ ليس كطلب الضيف فاذا كنت اخاً لكم فذلك الرجل ضيفي اليوم وارجوا ان تنسى ما حدث بينكما إلى ان نرجع إلى المعسكر ، فاخذ يسبه ويشتمه (ليس في وجوده) حتى خفت انه سينفذ تهديده فقلت له : انا اطلب منك هذا الطلب ولن اطلبه منك دائماً تم انك حصلت على غايتك والآن انت تجلس في المكان الذي تريد ، فضحك وقال لي : لن افعل له شيئاً فقلت له : هل اعتمد على هذا الكلام فقال لي : اعتبره ضيفك ، وتحركت الدورية من جديد ووصلنا وجهتنا وبعد التحدث لأفراد الحركة المتواجدين هناك وإستلام سيارة الوقود والقيام بجولة في المنطقة ذهبت دورية الضعين وسلكنا طريق العودة وفي الطريق رأينا صغير الحمار (أكرمكم الله) فسألني ما اسمه بالعربية فقلت له : الجحش فقال لي : ان منظره جميل فقلت له : ان كل شئ صغير جميل فقال لي : نعم صحيح ولكن صوته قبيح جداً فقلت له : ان القرآن يذكر ان اقبح الاصوات صوت الحمير فقال لي : أليس صوت الخنزير وقلد لي صوته فقلت له : إن الخنزير بالنسبة للمسلمين ولحمه وشحمه ولبنه وشكله وصوته حرام ومنكر فقال لي : هل القرآن ذكر ذلك صراحة ؟ (يقصد إن انكر الاصوات لصوت الحمير) فقلت له : نعم فقال لي : غريب لم اقراء ذلك فقلت له : وهل قرأت القرآن ؟ فقال لي : نعم فقلت له : لماذا ؟ فقال لي : لأني مسلم فقلت له : هل انت كذلك ؟ فنطق بالشهادتين فقلت له : لم اراك تذهب إلى المسجد فقال لي : بانه لا يستطيع ان يلتزم بذلك وانه يضطر لعدم الاعلان عن اسلامه في الكثير من الاحيان فقلت له : لا اكاد اصدق بان هناك مسلم حقيقي يعمل بالجيش الامريكي فقال لي : انا امريكي واعمل من اجل وطني وانا اعرف ماذا تقصد ولكنني اذا اقتنعت بما تقتنع به فانا اعدك بانني لن استمر بالعمل في الجيش الذي يحارب الاسلام فقلت له : وهل تعتقد انه بامكان مسلم امريكي الفوز بانتخابات الرئاسة الامريكية فقال لي : انه من المبكر ان يصل رئيس مسلم او اسود الى هذا المنصب ، لم يتوقع المسكين ان رئيسه القادم سيكون من السود فقلت له : ان المسلمون اخوة واذا اردنا ان نحافظ على علاقة جيدة بيننا كزملاء في مهمة انسانية يجب ان لا نتحدث في اي موضوع سياسي لأننا سنختلف فقال لي : إن لدينا الكثير من المواضيع هنا لنتحدث فيها فقلت له : نعم كالموضوع الذي حدث معك اليوم ، فضحك كثيراً وعلق مرة اخرى على بعض العبارات التي قالها له وطلبت منه ان ينسى الموضوع فقال لي : نعم انا بالفعل نسيت ولم يقدم أي شكوى بعد عودتنا ، وفي طريق العودة كانت السرعة بطيئة نظراً لمرافقة سيارة الوقود ووصلنا الساعة الثانية والنصف بعد منتصف النهار .[/rtl]
 
[rtl]يوم الجمعة 27 . 10 . 2006 ذهبت إلى القرية انا والممثلين السودانيين وبعد ان تجولنا في السوق ذهبنا للغذاء في احد المقاهي التي كانت عبارة عن اكواخ من الصفيح ويتم اعداد الوجبات فيها على الفحم وكانت من الوجبات الشعبية الكبدة وكباب طوى(طاجين لحم وفول وبصل) وكباب حلة(طاجين لحم باللوسة) والفول والشاي كانت هذه المرة الاولى التي ازور فيها هذا المكان ولكنه اصبح المكان الملائم للحصول على وجبة افضل مما يقدمه مطعم المعسكر في بعض الأحيان وكان صحن الكبدة وجبتي المفضلة ولكن من الصعب لحصول عليه اذا تجاوزت الساعة العاشرة وهذا الوقت عادة هو وقت الانشغال بالعمل فكان الطبق البديل هو كباب طوى .[/rtl]
 يوم السبت 28 . 10 . 2006  صباحاً ذهبت دورية إلى نيالا فارسلت هاتفي المحمول مع ممثل الحكومة الذاهب في هذ الدورية ليستقبل اي رسائل واردة فقد كانت هذه الخدمة متوفرة فقط في المدن الرئيسية وكنا قد استلمنا هواتف ثريا من هيئة العمليات لاستخدامها إلا ان سعر المكالمات مكلف جداً كما ان بطاقات الشحن يصعب الحصول عليها وفي حالة توفرها فهي تباع بضعف ثمنها وكانت هذه مصاريف ثقيلة خاصة في ظل تأخر صرف المرتبات ، وبعد عودة الدورية في اليوم التالي أعاد لي صديقي الهاتف دون استقبال اي رسالة واكد لي بان التغطية كان مقطوعة على كامل المدينة وكانت هذه من علامات وجود مشاكل في منطقة ما ، وفي اجتماع اليوم التالي مساءاً تم تكليفي من قبل آمر المجموعة كضابط إداري ثاني وكلف الضابط الإداري الأول الذي كان قد رشحني لهذا المنصب بشرح واجبات الضابط الإداري ومهامه لي .  
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
auress54
القائد الاعلى للدرك الوطني
القائد الاعلى للدرك الوطني
auress54

ذكر
عدد المساهمات : 7617
نقاط : 11436
سمعة العضو : 567
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
التسجيل : 29/12/2011
العمر : 29
الموقع : جبال الاوراس
المهنة : جزائري
نقاط التميز : 10

مهمة في الاتحاد الافريقي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهمة في الاتحاد الافريقي    مهمة في الاتحاد الافريقي  I_icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2013 6:42 pm

[rtl] يوميات مراقب عسكري في دارفور5[/rtl]

[rtl]إن ظاهرة الحروب بين بني البشر قديمة جداً وستبقى ما بقيت الحياة وسيظل الجميع يخطط لتنمية قدراته من أجل تحقيق مصالحه والحفاظ عليها ، والتجارب أتبتث  أن أي خطة استراتيجية فعالة لا بد أن تكون مبنية على الخبرة والدروس المستفادة من الماضي لأنها الطريق لتخطيط استراتيجية المستقبل ، وأنا أبدل جهدي لأستعرض الأحداث التي عاصرتها دون ان اميل إلى إي اتجاه حتى إني أكتب الجمل التي تقال في الأحداث كما هي لأن الواقعية في سرد ما حدث في مثل هذه الحالات تعتبر أمانة لمن يكتبها وحق لمن يقرأ وغايتي هي سرد دروس من الماضي لنستفيد منها في التخطيط للمستقبل وبالتالي تحقيق المنفعة للجميع .[/rtl]
[rtl] [/rtl]

مهمة في الاتحاد الافريقي  Dsc02658

[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]يوم الثلاثاء 31 . 10 . 2006 صباحاً خرجنا في دورية بإمرة آمر المجموعة إلى منطقة (لبدو) ورافقته أنا وضابط الإمداد والممثل الأمريكي وممثل الحركة والمترجم ومجموعة من الشرطة وكانت مهمتنا هي الاجتماع مع الإدارة الأهلية والقيادة العسكرية بالمنطقة في معسكر الاتحاد الإفريقي (بلبدو) ومثل الإدارة الأهلية عمدة (لبدو) وعن القيادة العسكرية حضر قائد منطقة (مهاجرية) وقائد منطقة (لبدو) وممثلي الحركة (بمهاجرية ولبدو) وممثل الحكومة (بلبدو) وكان الاجتماع بخصوص النظر في الشكوى التي تقدمت بها الإدارة الأهلية باسم سكان المنطقة ضد أصحاب الإبل التي تدخل إلى مناطقهم وتتلف محاصيلهم ، وبعد وصولنا بفترة قصيرة دخلنا إلى مكان الاجتماع وهو خيمة كبيرة مخصصة كصالة أكل تم تجهيزها كصالة لاجتماع اليوم ، وأذكر إنه في اليوم الأول لاستلام الضابط الحالي إمرة المجموعة (وهو مسيحي) فاجأني في أول اجتماع يترأسه بعد استلامه القيادة بطلبه أن أبدائه بطريقة إسلامية (حسب تعبيره) فقرأت الفاتحة وأصبح من العادة في بعض الاجتماعات أن يطلب مني ذلك وهذا ما طلبه مني في بداية اجتماع اليوم ولكني حولته إلى عمدة المنطقة الذي كان كبيراً في السن ومدرساً بالمرحلة الثانوية وبعد ذلك بدأ آمر المجموعة بتعريف من معه وكذلك فعل الطرف الأخر وبدأ العمدة بالكلام عن العرب الذين يمرون بحيواناتهم عبر مزارعهم وتكرار ذلك بالرغم من الشكاوى العديدة التي قدمت إلى بعثة الاتحاد الإفريقي والحكومة في (الضعين) كما إنه أشار إلى حادثة سرقة أبقار من منطقة (لبدو) وتقدر بحوالي خمسون رأسا كما إنه تطرق إلى موضوع آمر فريق (لبدو) السابق (الضابط الجزائري الذي تم استبعاده) وأتهمه بعدم التجاوب مع مشاكلهم واتهم الحكومة بدعم (الجنجاويد) لغرض طرد سكان المنطقة منها كما إنه تسأل عن جدوى وجود بعثة الاتحاد الإفريقي في المنطقة وما الذي تفعله مادامت غير قادرة على توفير الأمن للمواطنين ، كانت كلها مشاكل تستحق النقاش والإصغاء إليها ولكن طريقة إدارة الجلسة لم تكن ناجحة فسرعان ما أصبح الجميع يتكلم وتتكرر المواضيع حتى أصبح الاجتماع مملاً وسادته الفوضى فأنهى آمر المجموعة الاجتماع بتأكيده على ضرورة التعاون بين الاتحاد الإفريقي والإدارة الأهلية والقيادة العسكرية والعمل على نقل كل الشكاوى إلى رئاسة القطاع ، أما أنا فاكتفيت في هذا الاجتماع بالمراقبة وتدوين ملاحظاتي فقط ولم أشارك في أي موضوع طرح نظراً لحساسية الموقف وعدم انضباطية الجلسة ، وبعد الغذاء رجعنا إلى (مهاجرية) فوجدنا في انتظارنا ثلاثة موظفين من الأمم المتحدة كانوا قد جاءوا بواسطة مروحية فالتقينا بهم في حجرة العمليات وكانوا يبحثون عن أي معلومات تقودهم إلى إحدى سياراتهم التي فقدت في طريق (نيالا / الصليعة) ، وكنا قد رأينا اليوم صباحاً عندما كنا متحركين إلى (لبدو) سيارة بنفس مواصفات السيارة المفقودة وقد طليت بمادة كالطين وابلغهم آمر المجموعة بهذه المعلومة فطلبوا منا مرافقتهم للقاء قادة الحركة فأرسل معهم أحد المراقبين وبعد فترة من الزمن ليست بالطويلة عادوا دون الحصول على أي معلومة مفيدة فغادروا على متن طائرتهم إلى (نيالا) .[/rtl]
 
[rtl]لقد كانت ظاهرة خطف سيارات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية العاملة في دارفور ومن بعدهم الاتحاد الإفريقي وقوات (الهجين) غير منتشرة بالرغم من تسجيل بعض الأحداث إلا إنها انتشرت بشكل كبير فيما بعد ، وقد قتل البعض من سائقي هذه السيارات والدافع هو المال لأنها أصبحت مصدراً للرزق فكل مجموعة تقوم بالاستيلاء على سيارة يبيعونها بثمن باهظ لأحدى الحركات المتمردة ويتقاسمون المبلغ فيما بينهم وكان في بعض الإعتداءات الأخرى رسائل واضخة عن عدم الرضاء ، وهذا زاد من أعباء المهمة فبعد أن كان في الإمكان إرسال سيارة واحدة في مهمة أصبح لابد من حماية السيارة التي تخرج باستخدام سيارات أخرى وأفراد لحمايتها.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]

مهمة في الاتحاد الافريقي  Dsc02655

[rtl]حتى ممثلي الحركات بالاتحاد الإفريقي الذين كان يسمح لهم بقيادة السيارات في بداية المهمة صدر قرار بمنعهم من ذلك وسحب رخص القيادة منهم ، لذلك اليوم مساءاً طلب مني ممثل الحركة إيصاله إلى منزله وعندما كنا في الطريق إلى هناك وقبل أن ندخل للقرية بقليل خرجت من أمامنا وفي مكان تتعدر فيه الرؤية سيارة للحركة وبها أفراد يركبون من الخلف وأرجلهم تتدلى للخارج وقطعت الطريق من أمامنا فجأة وبسرعة جنونية فحاولت تفادي الاصطدام بها ولكنني عجزت عن إيقاف السيارة التي انزلقت وصدمت سيارتهم من الخلف وقد رفع الأشخاص الموجودين بالسيارة أرجلهم في لحظة حرجة وبعد أن وقفت سيارتهم قفز اثنان منهم من السيارة واتجها نحونا وهم يصرخون ولم افهم إلا جملة واحدة (مالك .. ما تشوف ؟) وفي الحقيقة أنا كنت (أشوف) جيداً وأقود بسرعة اعتيادية ولكن السرعة والطريقة التي قطعوا بها الطريق أمامنا كادت أن تجعل الحادث مأساوياً ، لقد كانت هذه هي طريقتهم في القيادة سرعة مبالغ فيها فسالت عن السبب فيما بعد فقالوا حتى لا تكون السيارة هدفاً سهلاً ، وقد يكون هذا منطقياً في ساحات القتال ولكنه لم يكن مبرراً داخل شوارع القرى التي تسيخدمها النساء والاطفال وحتى الحيوانات ، المهم عندما اقتربا منا ووجدا ممثل الحركة معي اعتذرا وانتهى الموقف بسلام ، وبعد رجوعي للمعسكر علمت بتوقع حدوث قتال في منطقة (شاعرية) التي تقع شمال (مهاجرية) وتتبع لنفس رئاسة القطاع واحتمال وقوعها في (مهاجرية) وهذا زاد من تفسير النشاط الغير طبيعي لأفراد الحركة بالقرية وتم رفع درجة الاستعداد وإلغاء دورية كانت مقررة غداً إلى (إنقابو) .[/rtl]
 
[rtl]لقد كانت بعثة الاتحاد الإفريقي تفقد الثقة بين قادة التمرد وأوساط المحليين تدريجياً حتى أصبحت تتمتع بسمعة سيئة ، أما بالنسبة للمواطنين قد يكون ذلك بسبب جهلهم لطبيعة مهمة الاتحاد الافريقي المتمثلة في مراقبة تنفيذ بنود اتفاقية تم توقيعها بين بعض الأطراف المتنازعة وليس من صلاحيات هذه البعثة الاشتباك مع قوات احد الأطراف إلا دفاعاً عن النفس ، اي إن من يفترض فيه تطبيق بنود الاتفاقية هم الأطراف المتنازعة أنفسهم ودور الاتحاد الإفريقي مراقبة تطبيق هذه الاتفاقية وهو يعمل تحت بند لا يخوله استخدام القوة أو فرض السلام ، قد لا يعلم المواطن العادي ذلك ولكن أنا استغرب عدم تفهم هذا الموقف من قبل القادة في الحركات المتمردة حتى تحول الأمر في بعض الأحيان إلى تحريض على هذه القوات ، كان الناس يطلبون حمايتهم في قراهم المترامية الأطراف على مساحة كبيرة من الأرض ولكن لم تكن إمكانيات البعثة تسمح بخوض معارك مع احد الأطراف وفي مناطق بعيدة عن القواعد الرئيسية (المعسكرات) ولم تكن من صلاحياتها فعل ذلك وكنا نطلب من المواطنين الذين يقطنون في مناطق معرضة للهجوم عليها المجئ بالقرب من المعسكر وكل من يصل ويبقى بالقرب من المعسكر نلتزم بحمايته ، وفي هذا الخضم من عدم التفهم لمهمة البعثة الأفريقية بدارفور كنت قد تأكدت أكثر من إن الناس العامة لا تفهم فعلاً طبيعة وجود هذه القوات في بلادهم وبعد أسابيع من استلامي منصب الضابط الإداري الثاني وعندما كنت اطلع على محتويات مكتب ضابط الإمداد (في حضوره) وجدت صندوق كبير من الكرتون مقفل بشريط لاصق ومن فتحة في الصندوق تبين لي إن محتوياته عبارة عن كتيبات صغيرة فسألته : ماذا يوجد بالصندوق ؟ فقال لي : لا أدري فقلت له : لا اصدق انك لا تدري ، أليس هذا من محتويات مكتبك ؟ فقال لي : نعم ، هذا الصندوق أرسل لي من رئاسة القطاع منذ فترة وطلب مني توزيع ما بداخله على المواطنين وقد أرسلت مجموعة منه في احد الدوريات ولانها مكتوبة باللغة العربية والمترجم غير موجود توقفت عن توزيعها لأنني لا أعرف ما كتب فيها ، ففتحت الصندوق وإذا بداخله لا يقل عن عدد خمسمائة كتيب صغير عبارة عن اتفاقية سلام دارفور مبسطة بشكل جميل يفهمه ابسط الناس تعلماً ومدعم برسومات توضيحية فقلت له : ليس من الجيد أن لا تثق في رؤسائك ، فهم من أرسلوها لك لتوزعها وليس لتحتفظ بها في مكتبك وليس من المفترض أن تعرف أنت محتواها ماداموا هم يعرفون ، لقد شعرت بغضب حيال تصرفه فخرجت من عنده إلى مكتب الآمر مباشرة  ودون إثارة أي مشكلة قلت له إن هناك عدد كبير من النسخ لاتفاقية (ابوجا) اعتقد إنها ستعمل على التخفيف من شدة الكراهية والعداء لنا بين المواطنببن لأنها ستساعدهم على تفهم طبيعة مهمتنا وصلاحياتنا ومراحل تطبيق الاتفاقية وأبديت استعدادي لتولي أمر توزيعها فوافق على ذلك وأعطاني حرية التصرف فيها ، فأخذت مجموعة صغيرة ووزعتها على بعض من صادفتهم في السوق فاخذ الكثير منهم يبحث عني للحصول على نسخته فرجعت إلى المعسكر وأحضرت مجموعة أخرى ووزعتها بصعوبة من كثرة الناس التي تحاول الحصول على نسخة ، وفي اليوم التالي استهدفت شريحة الطلبة أمام المدرسة وفي يوم أخر معسكري النازحين وبعد ذلك أخذت معي وأرسلت مع أخرين نسخ لمناطق بعيدة أثناء الدوريات وهكذا حتى أكملت النسخ الموجودة ولا أبالغ إذا قلت إن هذا العمل وضع النقاط على الحروف لدى الكثير من المواطنين الذين أصبحوا أكثر وعياً بالاتفاقية ودور الوسطاء .[/rtl]
 
[rtl]يوم الخميس 2 . 11 . 2006 صباحاً أبلغت بأنني سأكون في الدورية التي ستذهب الآن إلى (أم زعيفة) وهي منطقة تقع شمال غرب (مهاجرية) وتبعد حوالي 55 كم عنها وهي نقطة التقاء بين مجموعات عمل القطاع الثامن والثاني وبعد انطلاق الدورية وقبل أن نخرج من القرية اتصل بنا ضابط العمليات وطلب منا العودة وبعدها عرفنا إن الدورية القادمة من (نيالا) لن تأتي ، وأنا هنا إذ أسجل حتى الدوريات التي لم تكن في مستوى الأداء المطلوب ليس لغرض زيادة عدد السطور وإنما لتبيين الأخطاء التي تحدث في الدوريات وكيف إن بعضها يتكرر وبنفس الطريقة دون أن يتم الاستفادة من الأخطاء السابقة ، وفي الأيام  التالية ونظراً للوضع الأمني لم نخرج في دوريات طويلة وأقتصر عملنا على الدوريات القصيرة (المحلية) فقد كان آمر المجموعة جديداً على المنطقة ويريد أن يكسب ود السكان المحليين وقادة الحركة التي تسيطر على الأرض واستطاع أن يسجل نقطة لصالحه عندما أمر بخروج دورية وكان آمرها يوم العيد بعد ساعات من الهجوم بالرغم من انه لم يكن ملزماً بما فعل بل كان يحظر عليه تعريض أفراد المجموعة للخطر وأراد أن يستثمر هذه النقطة للتقدم خطوات أخرى فخرجنا في دورية محلية يوم الأثنين 6 . 11 . 2006 إلى وسط القرية كان آمر المجموعة آمراً لها وخرجت معه أنا وأثنين آخرين من المراقبين والممثل الأمريكي وممثل الحركة وأربعة من أفراد الشرطة ولم يكن المترجم موجوداً في هذه الأيام فكنت من يترجم في حالة عدم وجوده ، وعند وصولنا وجدنا قائد قطاع جنوب دارفور بالحركة في انتظارنا ومعه بعض القادة وجلسنا لنتحدث عن الأوضاع الأمنية التي  لخصها قائد القطاع في إن عرب المعاليا يهددون بحرق كل القرى التي تقع شرق (مهاجرية) والحركة في حالة نفير من اجل الدفاع عن المناطق التي تسيطر عليها ولتنفيذ ضربات لمقاتلي قبيلة (المعاليا) في مناطقهم والأوضاع الإنسانية تفيد بازدياد عدد النازحين الذين مازالوا يفرون من المناطق المهددة باندلاع معارك فيها مما سبب في زيادة الحاجة للمساعدات الإنسانية وعن الهجوم الأخير قال إنهم مازالوا لم ينتهوا من نتائج تحقيقاتهم ولكنهم سيردون بالطريقة المناسبة وقبل أن ينتهي الاجتماع فاجأنا  قائد القطاع عندما قال انه تعبيراً منهم عن شكرهم للمجهودات التي يقوم بها آمر المجموعة فإننا قررنا أن نهديه ثوراً وسنرسله له في الأيام القادمة  ففرح كثيراً بالهدية وشكرهم على ذلك ، ولم أكن راضياً عن قبوله الهدية ولم يكن يجدر به أن يقبل هدية من أي أحد ولكن لم يكن بإمكاني التدخل لمنع ذلك ، وبعد أن رجعنا ويبدو أنه فكر كيف سيأكل الثور تم طرح فكرته في اجتماع المساء اليومي فقال بأنه طبعاً لن يأكله لوحده وسنقيم حفلة عشاء في أحد الليالي ونتعشى الثور وفي أحد الاجتماعات الأخرى مع الجنود وضباط الصف أبلغهم نفس الشئ أيضاً لذلك أصبح الجميع ينتظر الليلة التي سيؤكل فيها الثور وتقام فيها حفلة لتغيير الروتين والشعور بالعزلة وأصبح سؤال الجميع الاعتيادي متى سيذبح الثور ؟[/rtl]
 
[rtl]يوم الجمعة 9 . 11 . 2006 خرجنا قبل صلاة الجمعة في دورية محلية وكان فيها من المراقبين الفريق الذي اتبعه وآمر المجموعة وآمر قوات الحماية (بمهاجرية) ومجموعة من الشرطة ولم يكن معنا ممثلين سودانيين ولا مترجم وبعد الصلاة في مسجد القرية ذهبنا إلى قرية تدعى (مبروكة) وهي قرية صغيرة تابعة إلى (مهاجرية) وسكانها هم من طلبة حفظ القرآن الكريم وشيوخ ومدرسين بمعنى إنها مدرسة كبيرة لتحفيظ القرآن الكريم وبعد الهجوم الأخير هجرها أهلها والطلبة والآن بدأوا في العودة إليها بحدر وحين أصبحنا على مشارف القرية وجدنا جثة لأحد الذين هجموا على (مهاجرية) يوم العيد وبعد وصولنا استقبلنا عمدة (مهاجرية) وشيخ القرية وبعض من سكان القرية والطلبة وأخترنا أن نجلس جلسة (عربية) تحت الأشجار ، ومن المواقف الطريفة التي تحدث كثيراً عند الخروج في الدوريات أن يقدم لك المحليين شيئاً للأكل أو الشرب ولكنك غير معتاد عليه أو إنك لا تستطيع أن تأكله ومن العادات هنا إنه لا يمكنك رفض ما يقدم لك فهذا يزعل المضيف وفي هذه الدورية وبعد أن جلسنا أخذ أحد الطلبة يوزع شيئاً يشبه (المقروض) وعندما تذوقته وجدت إن به نسبة كبيرة من الرمل لذلك فقد تحايلت لكي أقنع من يراني إنني أستمتع بأكلها ووضعتها في جيبي وبعد هذه المرة كنت ارفض اخذ أي شئ بدعوى إنني صائم لتجنب الإحراج وأسال الله أن يكون هذا في عداد الكذب المسموح به وأن لا يحاسبني عليه ، لقد كان الناس هناك في غاية الكرم عند استقبالهم ضيوفهم ويعيشون حياتهم بكل بساطة لذلك فعندما يقدمون شيئاً مهما كان بسيطاً بالنسبة لك لكن في الحقيقة قد يكون هو كل ما يملكون لهذا ليس من اللياقة رفض ما يقدمونه لك .[/rtl]
 
[rtl]وبعد أن قدمت أسماء فريق الدورية للعمدة ومن معه قام هو بالتعريف عن نفسه والمجموعة التي معه وقبل أن يبدأ الحديث الذي أتينا من اجله سألته عن سبب عدم دفن الجثة التي رأيناها بالقرب من القرية فقال لي : هذا لأننا لم نكن بالقرية وقد وجدناها الآن بعد عودتنا ، وفي الحقيقة كان هناك شئ من عدم الاحترام للعدو الميت وقد يكون عدم دفنه يعتبر في مفهوم البعض هو نوع من الانتقام فأضفت قائلاً : إن الميت كائن من يكون قد انتهى ولن يضيره أن يبقى فوق الأرض أو تحتها ولكنكم وأطفالكم من سيتأذى تم إن ديننا لا يسمح بذلك ، فوافقني كلامي ووعد بدفن الجثة بعد هذا اللقاء مباشرة ، تم بدأ يتحدث عن المشاكل التي يعانونها وهي خطر التعرض لهجوم (المعاليا) نظراً لأنها تقع في أطراف (مهاجرية) والحاجة إلى صيانة بئر المياه كما انه أشار إلى انه قد حصل على وعد سابق من قائد القطاع الثامن بالاتحاد الإفريقي بالمساعدة في صيانة مدرسة البنات (بمهاجرية) وفي نهاية اللقاء تم الاتفاق على التنسيق مع المنظمات الإنسانية بغرض صيانة بئر المياه والاستفسار عن عرض صيانة مدرسة البنات من رئاسة القطاع .[/rtl]
 
[rtl]يوم الأحد 12 . 11 . 2006 اليوم صباحاً خرجت أنا وأحد المراقبين والمترجم في دورية للقيام بواجب عزاء واخذ إفادة أهل الميت ، فقد سمعنا عن مقتل عدد من الأشخاص من أهالي (مهاجرية) بالقرب من منطقة (انقابو) فذهبنا إلى حيث بيت العزاء وكانت العادة أو التقاليد هناك عند الذهاب للعزاء وبمجرد الوصول إليهم تطلق السلام تم تقف لقراءة الفاتحة وفي هذه الأثناء يكون أهل الميت قد استعدوا لك لتقبل العزاء وهذا مافعلناه وبعد الجلوس معهم لفترة تحدثنا مع والد الميت على انفراد فاتضح منه انه قد قتل ثلاثة أشخاص بالقرب من منطقة (انقابو) وفقد أخر وكان ابنه من ضمن الثلاثة الذين قتلوا وهو يطلب مساعدة الاتحاد الإفريقي لدفن أبنه ، ويوم الثلاثاء 14 . 11 . 2006 بعد أخذ الأدن منرئاسة القطاع خرجت دورية إلى المناطق التي تعرضت لهجمات في الأيام الفائتة وهي (انقابو والمثورد وكالاجو ) ورافقهم في هذه الدورية الوالد الذي يريد أن يدفن ابنه وهناك كادت أن تحدث مشكلة بين آمر الدورية وهو ضابط مسلم من السنغال برتبة رائد الذي أصر على أن يتم دفن القتيل قبل أن تعود الدورية وحاول بعض أفراد قبيلة (المعاليا) الموجودين هناك منعه من القيام بذلك وبعد أن دفنه عادوا إلى المعسكر وكان ذلك الأب سعيداً وكأن ابنه عاد إليه ولم يضعه في مثواه الأخير ولم اذهب في هذه الدورية تلبية لرغبة ضابط العمليات وآمر المجموعة .[/rtl]
 
[rtl]يوم الجمعة 17 . 11 . 2006 خرجت أنا وثلاثة مراقبين ومترجم إلى وسط القرية في دورية تحقيق حيث التقينا قائد قطاع جنوب دارفور وتحدثنا عن الأوضاع التي أهمها زحف قبيلة (المعاليا) من الجنوب الشرقي ومهاجمتها المناطق الواقعة شرق (مهاجرية) واستمرارهم في التحرك باتجاه الغرب وبعد الانتهاء من الاجتماع قمنا بدورية محلية وسط القرية وإطرافها وكان كل شئ على ما يرام فرجعنا إلى المعسكر  وفي اليوم التالي خرجت لأول مرة كآمر لدورية ليست محلية وكانت المهمة مرافقة سيارة مياه وسيارة كانت قد انقلبت في أحدى الدوريات حيث ستسلم لدورية أخرى ستأتي من (نيالا) لإصلاحها وفي طريق الذهاب وجدنا شخصان من المحليين يقفان على الطريق وكان احدهما يشير بيده للدلالة على إنهم يريدون منا إيصالهم في طريقنا ولم يكن ذلك مسموحاً به ولم يكن الوضع الأمني يسمح بتجاوز التعليمات لذلك لم أعطي الأمر بالتوقف وعندما توقفنا اضطراريا بعد فترة من الزمن بسبب إطار إحدى سيارات قوات الحماية جاء إلي ممثل الحركة وسألني قائلاً: لماذا لم تقف للرجلين اللذين وجدناهما في الطريق ؟ فقلت له : ولماذا أقف لهما ؟ فقال لي : لابد إنهم في حاجة لشئ ما فقلت له : إنهم في حاجة للركوب معنا وأنا لا استطيع فعل ذلك فقال لي : أنت لم تسألهم ماذا يريدون  فقلت له : إن تصرفهم يدل على حاجتهم تم إن لدي مهمة محددة وهذا كل ما أريد أن افعله ، فنظر لي نظرة لم افهمها في ذلك الوقت حتى اتبعها بتصرف لاحقاً ،ورجعنا بعد أن انتهت المهمة ، واليوم التالي انقضى في الاستعداد لزيارة آمر القطاع الثامن المقررة غداً فقد تم تجهيز مكان الاجتماع وإقامته وإقامة الضباط المرافقين وغيرها وقد تم تكليفي بالتنسيق مع قادة الحركة للقاء آمر القطاع بعد حضوره .[/rtl]
 
[rtl]يوم الأثنين 20 . 11 . 2006 اليوم صباحا قبل وصول الآمر كلفت بدورية لغرض استطلاع وتأمين المنطقة فاستغرقت تلك الدورية خمسون دقيقة ولم نعود للمعسكر حتى هبوط الطائرة وبعد رجوعنا اجتمع بنا آمر القطاع الذي ركز حديثه عن الجوانب الأمنية والمعنوية وفي المساء خرجنا للقاء قادة الحركة وكان لقاءاً مطولاً شمل الحديث فيه كل المشاكل وفي اليوم التالي ذهب إلى معسكر (لبدو) ومن هناك ستأتي المروحية لنقله وهذا الآمر هو أيضا جديدا على المهمة لذلك فهو يقوم بهذه الجولات لغرض التعرف على طبيعة العمل والأشخاص الذين لهم علاقة باتخاذ القرار في الحركة المسيطرة على الأرض عن قرب .[/rtl]
 ختاماً لمقال هذا العدد أريد أن أركز على محاولات بعض الدول الغربية الضغط على الحكومة السودانية عن طريق الأمم المتحدة من اجل التراجع عن قرارها طرد بعض المنظمات الإنسانية ولكنهم لم ينجحوا حتى الآن وأعتقد إنهم لن ينجحوا في فرض ذلك عليها ، فهيهات أن يتراجع السودانيون بعد أن قدموا الكثير من التنازلات من اجل الوصول إلى سلام شامل ولكن ذلك لم يجلب لهم سواء المزيد من الاتهامات والانتهاكات لسيادة دولتهم ، ولقد أعجبني كثيراً إعلان الرئيس البشير ما سماه (سودنت العمل الإنساني في دارفور) ففي اعتقادي لو نجحت الحكومة في هذه (السودنة) فهذا يعني النجاح في (سودنت أزمة دارفور) وإذا فعلاً حدث ذلك فالأزمة لن تدوم طويلاً فهذا هو الحل لأزمة دارفور  (إذا أصبحت مشكلة دارفور مشكلة سودانية فستنتهي إلى الأبد وبالسرعة التي ظهرت بها على الوجود وهذا لن يكون إلا بمنع التدخل الأجنبي فيها والمحافظة على سيادة اراضيها) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
auress54
القائد الاعلى للدرك الوطني
القائد الاعلى للدرك الوطني
auress54

ذكر
عدد المساهمات : 7617
نقاط : 11436
سمعة العضو : 567
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
التسجيل : 29/12/2011
العمر : 29
الموقع : جبال الاوراس
المهنة : جزائري
نقاط التميز : 10

مهمة في الاتحاد الافريقي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهمة في الاتحاد الافريقي    مهمة في الاتحاد الافريقي  I_icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2013 6:43 pm

وميات مراقب عسكري في دارفور6

مقدمة هذا العدد اردتها ان تكون تصحيحاً لبعض الأخطاء التي وردت في الأعداد السابقة ففي العدد الخامس عندما تحدتث عن التركيبة الاجتماعية لسكان دارفور ذكرت انهم جميعاً من المسلمين ولم أذكر بان جميعهم يتبعون المذهب السني مما يعني عدم وجود أي نزاعات طائفية في الاقليم ، كما اني ذكرت ان الحكومة لم تكن مسئولة عن المجازر التي حدتث هناك والحقيقة انها لم تكن مسئوليتها وحدها .


 وفي العدد السادس ذكرت ان مجموعة المراقبين الليبين الاولى التي ارسلت الى دارفور كانت اول مجموعة ليبية تشارك من ضمن قوات لحفظ السلام ولكي لا أثير حفيظة اي زميل قد شارك في مهمة لحفظ السلام في اي مكان في العالم ها انا اوضح ان مشاركات بعض الضباط الليبيين في عمليات حفظ السلام كانت فردية او لا تتجاوز عدة افراد ولم تكن بشكل مجموعة وهذا ما قصدته ، كما اني أسميت في اكثر من مرة الناس المهجرين من قراهم باللاجئين وفي الحقيقة إني لم اتعامل معهم طيلة مدة مهمتي هناك ولكني كنت اقصد النازحين والفرق بينهما ان اللاجئين هم المهجرين من دولة إلى اخرى اما النازحين فهم يهاجرون من منطقة الى اخرى داخل نفس الدولة ، وحين تحدتث على تجاوزات المنظمات الانسانية العاملة هناك قلت انها لا يجب ان تبقى في اي دولة مسلمة وهذا صحيح ولكن القصد انها يجب ان لا تبقى في اي دولة تريد ان تحافظ على سيادتها ، وفي العدد الثامن ذكرت ان حركة الارادة الحرة تتمركز في منطقة (سنيد) والحقيقة ان مكان تمركزها في منطقة (كاسب) جنوب مهاجرية ، قد لا تكون هذه هي جميع الاخطاء التي وردت في الاعداد السابقة ولكن هذا ما استطعت ان اتبينه من خلال مراجعتي لما كتبت وانا اذ اصحح هذه الاخطاء اعرف انه قد لا يلاحظها كل من يقراء ولكني اكتب التصحيح احتراماً لحق القارئ في معرفة الامور على حقيقتها وبمسمياتها والله من وراء القصد.
 
قبل أيام قليلة أرسلت إلى المعسكر الهدية التي كان أحد قادة الحركة قد وعد بها آمر المجموعة وكانت عبارة عن ثور أسود اللون وتم تشكيل لجنة للاشراف على إقامة حفل عشاء وخلال هذا الحفل سيقوم أحد الضباط بدور المنشط الذي يدير الحفل وينظم المسابقات والقاء النكت والخواطر وغيرها وسيتم الدبح بالطريقة الاسلامية وذلك بالاستعانة باحد القصابين المحليين وتم شراء المشروبات وبعض النواقص من السوق واصبح كل شئ جاهز في إنتظار التنفيذ وقد تم تحديد يوم الجمعة القادم لهذا الحدث ، كان من المفترض أن تأتي طائرة الإمداد في موعدها الاسبوعي يوم الثلاثاء ولكنها لم تأتي وقد نفذ تقريباً التموين فارسلت رسالة في اليوم التالي إلى مقر القيادة بهذا الموقف ولكنهم أكدوا إنهم لن يستطيعوا إرسال أي طائرة قبل يوم السبت .
 
يوم الاربعاء 22 . 11 . 2006 اليوم صباحاً خرجنا في دورية إلى (إنجابو) وكنت أقود أحد السيارات ومعي آمر الدورية وهو رائد.د من زامبيا ومعنا ممثل الحركة مقدم (ع.ش) والمترجم وترافقنا سيارة أخرى للمراقبين واربعة سيارات وعربة مدرعة لقوات الحماية وقبل ان نخرج تنازل آمر الدورية عن المقعد الامامي لممثل الحركة قائلاً له بانه لا يهمه في أي مقعد يجلس ولكن ما يهمه ان لا تحدث المشاكل في دوريته ، لم نكد نذهب بعيداً حتى أخرج ممثل الحركة قارورة مياه بحجم نصف لتر تقريباً وفتحها وشرب منها تم اغلقها وكرر ذلك مرة أخرى بعد فترة وفي هذ المرة بان بكل وضوح إنه يشرب خمراً محلياً فسأله آمر الدورية ماذا تشرب ؟ فقال له إنها مياه وضحك ، تم بعد فترة من الزمن أخذ يطلب منا أن نفعل أشياء ليست وقتها كأخذ الصور للمزارع الواقعة في الطريق وتوفير الأمن للمزارعين حتى يستطيعوا العمل في مزارعهم وغيرها من الطلبات المفتعلة التي كان يصر عليها وقد حاولت أن أشرح له إننا في مهمة محددة وأن مايطلبه الآن يجب أن يكون من ضمن أمر تحرك الدورية ولكنه لم يفهم ذلك وعندما وصلنا إلى منطقة (المثورد) وجدنا إنها قد إحرقت ولا توجد حياة فيها ووجدنا مجموعة من الدجاج والماعز  تعاني من العطش فتطوع أغلبنا بالمياه التي كان يحملها لإنقاذ هذه الحيوانات وقبل أن نغادر طلب ممثل الحركة من آمر الدورية إحضار مياه لهذه الحيوانات فقال له إن ذلك غير ممكن لانها ليست مهمتنا ولكن عند عودتنا سنتصل باحد المنظمات الإنسانية لنرى ماذا يمكن أن يفعلوه لإنقاذ هذه الحيوانات ولكنه لم يقتنع وأخذ يتمتم و هنا احسست انه خطط لإثارة المشاكل قبل أن يأتي وكان طول الطريق من المثورد إلى إنجابو يطلب منا ما يعرف اننا لن نفعله فيبدأ بالسب واللعن إلى أن وصلنا وجهتنا ، كانت المنطقة بالكامل قد تعرضت للهجوم من قبل قبيلة المعاليا وعندما وصلنا إلى هناك وجدنا مجموعة قليلة من الرجال وبعضهم مسلحين وبمجرد وصولنا قفز ممثل الحركة من السيارة وسبقنا إليهم وقد رأيته يتحدث إليهم بطريقة تظهر إنه كان يحرضهم وبعد أن اقتربنا منهم وبدأنا الحديث معهم حول الهجوم الذي خلف الكثير من الدمار والنازحين كانوا غاضبين جداً وغير متحمسين للتعاون معنا في الحديث كما جرت العادة وفجأة خطر ببال أحد الزملاء (الاذكياء) الذي كان جديداً في المهمة ويخرج معنا لاول مرة في هده الدورية أن يسألهم من أين حصلوا على السلاح وهنا استشاطوا غضباً وطلبوا من ان نغادر وان لا نأتي إلى هنا مرة اخرى لأننا لانفعل شئ لحمايتهم فبدأنا في تهدئة الخواطر، ونحن في هذا الموقف نحاول ان نخرج دون مشاكل رأينا دخاناً يتصاعد من اتجاه الجنوب الغربي من موقعنا وإذا باحدهم يقول ها هم يحرقون القرى في وجودكم وانتم لا تفعلون شيئاً ، لقد كنا في موقف جدي قد يتحول إلى خطير في حالة أي تصرف عشوائي ولكني اعتبر أنه نوع من الذكاء الذي جعل آمر الدورية يقول لهم بأننا سنذهب لرؤية ما الذي يحدث مما جعلهم يخففون من حدة لهجتهم ، ركبنا سياراتنا واتجهنا باتجاه المنطقة المذكورة لمسافة 2 كم تم توقفنا وخرجنا من السيارات لنستطيع السماع بشكل أفضل فلم نسمع أي تبادل لإطلاق النار أو صراخ أو ضوضاء وقدرنا المسافة المتبقية عن مصدر الدخان بحوالي 3 كم وكانت منطقة انجابو هي اخر منطقة تقع تحت مسئوليتنا وبهذا نكون قد تجاوزنا منطقتنا وأي حادث قد يحدث سنكون مدانين فيه حتى لو كان بداعي الدفاع عن النفس لذلك فقد رفض آمر الدورية التقدم أكثر وأمر بالعودة ، وهنا أخذ ممثل الحركة يتهمنا بالجبن والتخاذل فحاولت ان اشرح له الموقف على حقيقته ولكنه زاد من حدة كلامه واتهاماته وكان لابد ان نمر من وسط انجابو حيث تلك المجموعة تنتظر ان تعرف ما الذي يحدث ولكننا لم نتوقف لهم وقد رأيناهم يتقدمون نحونا ونحن لم نفعل ذلك لانهم كانوا غاضبين ولن يتفهموا موقفنا وهذا جعل ممثل الحركة يزيد من شتائمه للاتحاد الافريقي واتهاماته لنا بالجبن والتحيز للحكومة وغيرها واعتقدت بانني لست مقصوداً بكل ما يقول فحاولت ان اضعه في الصورة بان اوضح له دور بعثة الاتحاد الافريقي بصفة عامة ومهمتنا في هذه الدورية بصفة خاصة وبان ما يفعله غير صحيح فاذا به يوجه كلامه لي قائلاً: تعتقدون بانكم ستحصلون على المعلومات اذا كنتم استخبارات ؟ وهنا فقط عرفت بانني لست مستثنياً مما سمعت بل كنت مقصوداً ، فقد تم تكليفي قبل أيام كضابط استخبارات بالاضافة لعملي السابق وكان دور ضابط الاستخبارات يتمثل في الحصول على المعلومات التي تخص دارفور بشكل عام والتي يكون مصدرها عادة الاعلام مثل (الاتفاقيات والقرارات والتصريحات وغيرها ) والمعلومات الخاصة بالمنطقة مثل ( الهجمات والاعتداءات والمعنويات وغيرها ) التي يكون مصدرها عادة الدوريات والسكان المحليين وفي طريق عودتنا تجاوزنا المثورد ووصلنا إلى (كالاجو) التي تبعد 12 كم عن مهاجرية وكان بها مجموعة كبيرة من المسلحين التابعين للحركة في حالة تأهب لصد أي هجمات معادية عليهم وبعد وقوفنا أتي بعضهم ليستفسر عن ما يحدث في المنطقة القادمون منها فقلنا لهم بان كل شئ على ما يرام فقفز ممثل الحركة من السيارة لهؤلاء الجنود وقال لهم : إنهم يكدبون عليكم هؤلاء عملاء للحكومة ارموهم بالرصاص ، فانزل بعضهم بندقيته من على ظهره ومسكها بيده عندما سمعت ذلك لم اجد ما افعله فضحكت وبالطبع ليس لانني سعيداً أو لأن الموقف ليس جدياً بل لأن شر البلية ما يضحك ، لقد كنا نعيش معاً ونشرب ونأكل وننام معاً وخرج معنا هذا الصباح للعمل وكان واجبه تدليل الصعاب لنا فأذا به يأمر جنوده بقتلنا ولم يكن الجنود سوى أولاد قد لا يعرفون عاقبة ما يفعلون ، عندها سألني آمر الدورية قائلاً: ماذا يقول لهم فقلت له: لا شئ إنه فقط يقول لهم بان يرمونا بالرصاص ، فاخذ يدفعني بيده ويقول لي : انطلق ، انطلق أي انه يريدني ان اتحرك بالسيارة واتركه هناك فقلت له: لا .. يجب ان نواجه الموقف ، لقد كان الأمر بيد آمر الدورية ولكني كنت أدرى منه بتركيبة اهل المنطقة فقد نستطيع أن نصل الى المعسكر لاننا في السيارة الاولى وقد تفلت بعض السيارات معنا ولكن لن يفلت الجميع فيما لو حاولنا الهروب منهم كما انهم سيؤكدون كلام ممثل الحركة ، وزاد ممثل الحركة من اصراره على الجنود بان يرمونا وأخذ يقول لهم ارموني انا اولا تم هم وفي هذه الأثناء وصل شخص أكبر سناً من الموجودين ويظهر بانه الآمر في هذه المنطقة وبمجرد وصوله اشرت له بيدي استأدنه الحديث معه فأتى إلي وسألني ما الذي يحدث في المنطقة التي اتينا منها فقلت له باننا وجدنا بعض الناس في انجابو وبان الدخان الذي يتصاعد هو من منطقة خارج حدود عملنا وليس من حقنا التدخل فيها ولكن بمجرد وصولنا سنعلم المجموعة التي تقع تحت مسئوليتهم وان ممثل الحركة في حالة سكر ولا يعلم ما يفعله وبانه اثار الكثير من المشاكل معنا طوال الطريق فقال لي: غادروا المنطقة ، فطلبت من ممثل الحركة ان يركب فرفض  فقال لي آمر الدورية لا تصر عليه في الركوب فلندعه هنا ونذهب فقلت له ايضاً إن هذه فكرة غير جيدة دعنا لا نذهب إلا وهو معنا حتى لا يستغل ذلك ضدنا بقوله إننا تركناه فطلبت منه مرة اخرى ان يركب وقلت له باننا جئنا معاً ولن نتركك ونذهب فجاء وركب معنا وتحركنا واستمر في شتائمه وسبابه حتى وصلنا وكانت أطول فترة شتائم اسمعها في حياتي وقبل وصولنا بقليل اتصل آمر الدورية بآمر المجموعة وأبلغه بوجود مشكلة في الدورية وطلب منه عقد إجتماع مقابلة وبمجرد وصولنا وجدنا أنه في حجرة العمليات ومعه ضابط العمليات وجلسنا وافتتح الآمر الاجتماع بقوله انه يعقد الاجتماع بناء على طلب آمر الدورية تم اعطى الكلمة إلى آمر الدورية الذي روى ما حدث بالتفصيل تم تكلم ممثل الحركة وأنكر أنه في حالة سكر بالرغم من حالته وأتهمني أنا وآمر الدورية بالتآمر عليه لوجود مشاكل مسبقة معه وباننا نتهمه بسبب ذلك فقلت له إنها المرة الاولى التي اعرف فيها بوجود مشكلة بيني وبينه فاذا به يتحدث عن رحلتنا الى لبدو التي رفضت فيها الوقوف لإثنان من المواطنين الواقفين على الطريق فوجهت كلامي إلى آمر المجموعة قائلاً: عندما جئت إلى هنا كنت أتوقع الموت في أي لحظة لأنني ساعمل في منطقة نزاع مسلح ولكني ابداً لم اتوقع ان يخونني من يخرج للعمل معي لذلك فانا لن اخرج في أي دورية بعد الآن وهذا الشخص عضواً فيها وسأكتب تقريري وأطلب إحالته إلى رئاسة القطاع وانتهى الاجتماع ، واكتفى آمر الدورية بما ذكره في الاجتماع ولم يكتب تقريره أما أنا فكتبت تقريري واعطيته إلى آمر المجموعة الذي اعاده إلي بدعوى خطأ في الصياغة فتركته لاعادة صياغته وفي اليوم التالي ذهبت إلى رئيس مكتب الشئون الانسانية بالحركة في مكتبه وسردت له ما فعله ممثل الحركة معي فادان ذلك بشدة وقال لي ان هذا يسئ إلى أهداف الحركة وتوجهاتها وانهم لا يرضون بان يمثلهم مثل هؤلاء الاشخاص وبانهم لديهم الكثير من الملاحظات عليه من قبل واكد لي بانه سيتصرف في هذا الموضوع وبانهم سيعملون على تنحيته من هذا المكان وطلب مني كتابة تقريري ليدعم الخطوة التي سيقومون بها وشكرته على وقفته ورجعت إلى المعسكر،ولكني اكتشفت ان آمر المجموعة له علاقة وطيدة مع هذا الممثل وبانهما يسهران معاً احياناً يشربان الخمر فعرفت انه لا فائدة من ما كتبت وانه قد يكون من الحكمة عدم الاصرار على هذا الاجراء من اجل سلامتي .
 
الجمعة 24 . 11 . 2006 اليوم تم دبح العجل (الهدية) وبدأ التجهيز لحفل العشاء ولم نكد نبدأ في العشاء الساعة التاسعة ليلاً وإذا بطائرة للإتحاد الافريقي تنزل على مهبط المعسكر لقد كانت مفاجأة بالنسبة لنا جميعاً لم نكن نعرف شيئاً عن قدوم الطائرة وكنا نعرف جيداً بانه لايسمح بالطيران ليلاً في أجواء دارفور حسب الاتفاقية فما الذي حدث ؟ ارسلت الطائرة بناء على طلب آمر قوات الحماية بمهاجرية نظراً لسؤ الحالة الصحية لأحد جنوده ولكننا جميعاً لم نكن نعلم بسبب قدومها ، كنا قد بدأنا في تناول وجبة العشاء ولم نهتم انا وبعض الضباط المراقبين بوجود الطائرة وبعد دقائق رأيت جنود قوات الحماية الذين لم يكونوا في فترة مناوبة ينطلقون إلى الخيام ويخرجون بكامل قيافتهم واسلحتهم فاستوقفت احدهم الذي قال لي أن مجموعة من افراد الحركة يحتجون على نزول الطائرة ويمنعونها من الاقلاع فنهضت من مكاني انا والضباط المراقبين الذين كانوا معي واتجهنا الى البوابة الرئيسية وهناك رفضوا مواصلة المسير معي الى المهبط فذهبت لوحدي وعند وصولي كان افراد الحركة يغادرون وعرفت انهم احتجوا على نزول الطائرة ليلاً وهددوا بإسقاطها إن هي طارت قبل ان يتم التفاهم معهم حول سبب نزولها ليلا وكان ذلك من حقهم حسب رأيي ووجدت ان هناك مشكلة بين آمر المجموعة الذي يصر على عدم مغادرة الطائرة قبل التفاهم معهم وآمر قوات الحماية الذي يصر على ضرورة مغادرة الطائرة لانه لا يتلقى الاوامر من المتمردين كما يقول وأثناء الحديث التفت آمر المجموعة وقال لي: هل تذهب معي ؟ فقلت له: نعم فرجعت للمعسكر مرة اخرى واخذت احد السيارات وخرجت وكان معظم من في المعسكر يتفرجون علينا من الداخل، ركب معي الآمر وممثل الحركة (م.د) والمترجم ،ذهبنا إلى القرية وكنت اسير بسرعة بطيئة والنوافذ مفتوحة واستعمل اضواء التنبيه الاربعة خوفاً من عدم سماع أي تحدير قد يوجه إلينا وقبل ان نتحرك جاء أحد ضباط قوات الحماية وهو نيجيري مسلم واعطاني جهاز الاتصال اللاسلكي اليدوي وطلب مني ان انتبه إلى إشاراته التي قد يرسلها لي ، كان هدفنا الوصول الى بيت قائد قطاع جنوب دارفور بالحركة وبعد ان وصلناه لم نجده فاخذ ممثل الحركة هاتف الثريا الخاص بالاتحاد الافريقي واتصل به ليعلمه اننا قد اتينا نبحث عنه لتسوية موضوع الطائرة فقال له: هل هناك طائرة اخرى نزلت في المنطقة دون علمنا ام انك تتحدث عن الطائرة الاولى التي طارت كما نزلت بدون علمنا ؟ واضاف بانهم متواجدين الان لدراسة موقفهم مما حدث وبان طريقنا الى المعسكر غير آمنة لانهم لا يضمنون ردة فعل العسكريين ، وعندما سمعت ذلك مباشرة بدون ان انتظر أي تعليمات اطفأة انوار السيارة واغلقت نافذتي وركزت على العودة الى المعسكر باقصى سرعة ممكنة ولم يفصلنا عن احد دورياتهم سوى شارع واحد ولكن اطفاء الانوار ساعد في اختفائنا وبعد ان وصلنا المعسكر ولم اكد اصدق اننا فعلنا وجدنا ان البوابة مغلقة باحكام كما انهم لم يفتحوا لنا حتى تاكدوا من خلو السيارة من غيرنا ، وبعد دخولنا عرفنا ان آمر قوات الحماية اعطى الأمر للطيارين بالمغادرة باعتبار انه من طلبها واكد لي صديقي بانه حاول كثيراً الاتصال بي ولكن لم يفلح وحدث سؤ تفاهم بين آمر المعسكر الذي لا يعلم بقدوم الطائرة والذي لم يعطي الامر باقلاعها والذي تم التضحية به عند صدور الامر للطيارين بالمغادرة في وجوده داخل القرية وبين الضابط الذي يعتبر ان من حقه ان لا يتفاوض مع المتمردين مستنداً على خبرته في التعامل معهم في سيراليون وليبريا ، واصبحت هذه الليلة تعرف لدينا بليلة الثور وسميتها انا (ليلة أكلنا الثور الاسود) .
 
السبت 25 . 11 . 2006 صباحاً ذهبت انا وممثل الحركة(م.د) إلى وسط القرية للقاء قائد منطقة مهاجرية بالحركة الذي ابلغنا بانه التقاء مع القادة العسكريين وقد ابلغوه بانهم سيذهبون الى معسكر الاتحاد الافريقي لمناقشة ماحدث الليلة البارحة وفي المساء جاء ثلاثة اشخاص  وعند الاجتماع معهم ابلغونا بانهم قرروا تجميد عمل بعثة الاتحاد الافريقي بمهاجرية وعدم السماح بهبوط طائراتهم بالمنطقة وعدم السماح لافراد بعثة الاتحاد الافريقي بمغادرة المعسكر وضرورة مغادرة آمر قوات الحماية المنطقة خلال 72 ساعة بعد ان اوضح لهم امر المجموعة بانه هو المسئول عن هبوط واقلاع الطائرة ، وقبل المغرب جاء الى المعسكر ممثل الشئون الانسانية بالحركة وطلبني شخصياً وعند لقائه به شرحت له ماحدث وقلت له ان ما قرره قادة الحركة ليس معقولاً وبينت له كيف انه من  اراد ان يطاع عليه أن يأمر بما يستطاع وطلبت منه التدخل لتسوية هذه المشكلة فطلب مني ان نوجه دعوة للقيادة العسكرية بالمنطقة لحضور اجتماع يتم فيه تسوية الخلاف واتفقنا على ان نقوم بذلك في اليوم التالي ، ومع نهاية هذا اليوم نفذ التموين واعتمدنا على القليل من الدقيق الذي يصنع به الخبز ويوزع وقد حاول احد ضباط قوات الحماية ان يستعين برئيسة منظمة التضامن الفرنسية المتمركزة في مهاجرية عندما طلب منها شراء احتياجاتنا من السوق ولكنها رفضت بدعوى انها لا تريد ان تخلق مشاكل بينها وبين قادة الحركة وفشلت محاولته .
 يوم الاحد 26 . 11 . 2006 صباحاً جاءات طائرة وانزلت مترجمة تابعة لشرطة الاتحاد الافريقي ولم تكد تلمس الارض حتى طارت هذ الطائرة وبعدها بقليل جاءت طائرة اخرى وبعد ان نزلت جاء قادة الحركة وهددوا باسقاطها ان هي حاولت الطيران ، لا استطيع ان اتفهم كل هذا الذي حدث كيف ان القيادة ارسلت طائرة ليلاً بالرغم من ان ذلك يخالف اتفاقية العمل على الاراضي السودانية تم لا تتدخل بقوة لمنع تهديد المراقبين والقوات الموجودة على الارض بل لا تهتم لهم حين ترسل الطائرة بعد الاخرى بالرغم من وضعهم في الصورة دائماً ، تم اعداد طلب اجتماع ورسالة اعتذار تم تسليمهما عن طريق ممثل الشئون الانسانية بالحركة فجاءوا مساءاً وبعد الاجتماع سمحوا للطائرة بالمغادرة على ان يبقى كل شئ على ما هو عليه وفي اليوم التالي جاءوا الى المعسكر وبعد الاجتماع معهم اكدوا لنا انتهاء المشكلة وانه باستطاعتنا ان نخرج وان نمارس اعمالنا وان تهبط الطائرات كالعادة وفي اليوم الذي يليه جاءت طائرة التموين وعادت المياه الى مجاريها ، فهل ستستمر كذلك أم انها رياح تسبق عاصفة ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
auress54
القائد الاعلى للدرك الوطني
القائد الاعلى للدرك الوطني
auress54

ذكر
عدد المساهمات : 7617
نقاط : 11436
سمعة العضو : 567
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
التسجيل : 29/12/2011
العمر : 29
الموقع : جبال الاوراس
المهنة : جزائري
نقاط التميز : 10

مهمة في الاتحاد الافريقي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهمة في الاتحاد الافريقي    مهمة في الاتحاد الافريقي  I_icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2013 6:44 pm

[rtl]وميات مراقب عسكري في دارفور 7[/rtl]
[rtl] 
عندما نتحدث عن العمل الانساني في مناطق الصراعات المسلحة لا نستطيع ان نغفل عن الاختلاف في الثقافة ومستوى المعيشة بين الافراد العاملين في قوات حفظ السلام والسكان المحليين ، فقد كان التعامل مع سكان المنطقة بشكل يومي وعلى مستويات مختلفة (قيادات عسكرية وسياسية / إدارات أهلية ، عمد ومشائخ ورؤساء قبائل / الاهالي ، المستقرين منهم والرحل) وافراد قوات حفظ السلام من ثقافات (دول) مختلفة ويتمتعون بامتيازات مادية (سيارات واجهزة حديثة ورواتب مجزية) وتظهر عليهم علامات الصحة والقوة وفي المقابل يظهر على المحليين علامات التعب والارهاق بسبب معاناتهم من سنوات الحروب ولنفس السبب لم يحصلوا على فرصتهم في التعليم ولم يعرفوا معنى للرعاية الصحية ولا الوسائل الترفيهية وقاداتهم في الغالب مطاردون ويعيشون في ظروف صعبة تجعلهم غير مستقرين .
[/rtl]


مهمة في الاتحاد الافريقي  Sector%208%20edaein%20sudan.%20051

لقد كان هناك فرق اقتصادي وثقافي بين الطرفين وسيظل هذا الحاجز النفسي مسيطراً بالرغم من كل المحاولات التي تبدل من أجل ايجاد نوع من التقارب ، لذلك ومن اجل الاستفادة من التعامل معهم على الجميع ان يظهر تفهمه وتقديره لثقافتهم وعاداتهم وتراثهم وان لايظهر الفرق في مستوى المعيشة بينه وبين السكان المحليين او يتباهى به .

يوم الثلاثاء 28 . 11 . 2006 ليلاً عندما كنت في مكتبي دخل آمر المجموعة والقى التحية مع ابتسامة (صفراء) فهمت منها انه قد أتى وفي جعبته شئ لي ، وبدون أي مقدمة قال  لي : اريدك ان تكون آمراً للدورية التي ستذهب إلى لبدو غداً باعتبارك الضابط الاداري (الضابط الاداري الاول في اجازة محلية) ونظراً للوضع الامني فبامكانك ان تمتنع ان كنت لا تستطيع فسألته عن نوع المهمة فاجابني مع نفس الابتسامة السابقة قائلاً : لاستلام مرتبات المجموعة من هناك  واضاف موضحا ان ضابط الرواتب سياتي من رئاسة القطاع بالطائرة الى لبدو وليس لديه الوقت الكافي للذهاب الى باقي المعسكرات ولن يبقى كثيرا هناك واذا لم نستلم مرتباتنا غداً من لبدو فسنضطر للانتظار حتى اشعار أخر ، وكنت لا اتردد كثيراً للخروج في أي دورية تخرج للعمل وبامكاني ان اكون فيها فما بالك بهذه الدورية التي سنستلم فيها مرتباتنا خاصة وان هذا هو اول مرتب لي في هذه المهمة بعد شهران وعشرون يوماً وايضاً لانني استعد لقضاء اول اجازة لي بعد ان اقضي مدة ثلاثة اشهر والمرتب هو الوسيلة التي ساذهب بها  فقلت له : من يعلم بأمر هذه الدورية؟ فقال لي : أنا وضابط العمليات فقط فقد وصلت البرقية للتو (عن طريق الانترنت) وكنا معا وخرجت من عنده مباشرة الى هنا وهو سيلحق بي فقلت له : انا اوافق على الذهاب ولكن لدي طلب اعتقد انني لا استطيع الذهاب دون الموافقة عليه فقال لي : ما هو ؟ فقلت له : أن لا يعلم احد بنوع المهمة (بمعنى ان لا يعرف احد بأننا ذاهبون لاحضار المرتبات) وأضفت : بما في ذلك أمر التحرك افضل ان يصدر على انها دورية ادارية (للقيام باعمال خاصة بالقوات الافريقية)  وحتى في اجتماع الدورية سالقن المجموعة على هذا الاساس ، فوافقني على ذلك ومازلنا نتحدث حتى دخل ضابط العمليات فسأله ان كان قد اخبر احد بسبب الذهاب في دورية الغد فنفى ذلك ، فاخبره بما اتفقنا عليه و اصدر له التعليمات بالتنفيذ وبعدها طلب ضابط العمليات من الآمر ان يذهب في هذه الدورية فقال له : ان اردت ان تذهب فستكون عضوا في الدورية  فقال له : نعم انا اريد ان اذهب معه فقط .

عندما كنت اعمل هناك وانا العربي الوحيد في هذا المعسكر والجميع يفتخر بنفسه وبجنسيته كنت اعمل على ان اكون مع الاشخاص الافضل هنا تم احاول ان اكون افضلهم واقدرهم عند القيام باي عمل وكنت حريصاً على ان اكون مثالاً لكل شئ حسن وقدوة لمن ياتي جديداً لهذا المعسكر وكنت لا ارتاح لمن يقول عني فلاناً فعل او قال بل كنت احب ان يقولوا الليبي فعل كذا  وظللت أعمل على ذلك حتى حققت ما احب ، لقد كان اغلب الافارقة الذين التقيتهم هناك يتعاملون معي باحترام لانني ليبي ولكني افتخر بان بعض ممن كانوا لا يعرفون الكثير عن ليبيا احبوها لانني منها ، وكمثال لذلك دورية هذا اليوم فلن يجد الآمر الكثير من الضباط المتحمسين للذهاب في هذه الدورية وحتى انا لم اكن مطمئناً لها بسبب تساؤلي عن سبب عدم مجئ الطائرة الى معسكرنا بالرغم من علمهم بالموقف الامني في المنطقة وبالرغم من ان مهاجرية أقرب من لبدو بالنسبة للضعين وبالرغم من ان لبدو فريق عمل صغير يتبع مهاجرية وبالرغم من ان المبلغ المالي الذي سيكون معنا قد يكون سببا في فقدان حياتنا ، وسبب رغبتي في المحافظة على سرية هذه الدورية لا بد انه واضحاً للجميع ، فنحن قبل ايام فقط كنا في مشكلة وسؤ فهم مع اعلى مستوى في قيادة المنطقة التي نعمل بها والمواطنين اصلاً متدمرين من تواجد القوات الافريقية التي لا تعمل شئ لهم (حسب فهمهم) وبالرغم من ان المشكلة قد انتهت مع القيادات الا انه لا احد يعرف كم ستستغرق تداعياتها وقد يتوهم البعض ان الهجوم على قواتنا هو رد اعتبار واعتداء مبرر ، كما ان المبلغ الذي ساحمله معي سيكون مغرياً لخوض أي مغامرة .
 الاربعاء 29 . 11 . 2006 اليوم الساعة الثامنة صباحاً وكالعادة عند الاستعداد للدورية اجتمعنا في حجرة العمليات وكما اتفقت مع الآمر وضابط العمليات لقنت اعضاء الدورية على اساس اننا ذاهبون في دورية ادارية وبعد ان اعطانا الآمر الأدن انطلقنا ولم نواجه أي مشكلة في الطريق وعندما اصبحنا قريبين من المعسكر كانت الطائرة تستعد للهبوط وبعد قليل جاءت دورية اخرى من شاعرية لنفس الغرض الذي اتينا من اجله وبمجرد دخول ضابط الرواتب للمعسكر وتجهيز كشوفاته قال انه سيبدأ بمجموعتي وكان هذا المرتب عن شهر سبتمر وهو الشهر الذي وصلت فيه ارض المهمة وعندما اراد ان يسلمني مرتبي وجد خطأ في الكشف فقد وجدنا ان اسمي موجود في الكشف وامامه ان جنسيتي كيني والمبلغ عن شهر كامل وهذا لا يتطابق مع مرتبي حيث من المفترض ان اقبض  مرتب عن اثنان وعشرون يوماً فقط ويوجد بالكشف ايضاً اسم احد المراقبين الليبيين السابقين الذي كان يعمل بهذا القطاع وامامه نفس المبلغ الذي استحقه أنا فاعتذر بانه لا يستطيع ان يسلمني المبلغ حتى يتم التصحيح وذلك يتطلب الذهاب الى الضعين (رئاسة القطاع) والفاشر (رئاسة المهمة) وهذا يعني ضياع للوقت بالنسبة لي ، فشرحت له انني ذاهب في اجازة بعد ايام فقط ولا استطيع الانتظار وقد تستطيع تسليمي هذا المرتب وبعد عودتي من الاجازة مباشرة سنصلح (خطائكم) وبعد تفكير اعطاني المبلغ ولكن على ان اذهب الى الحسابات العامة في الفاشر قبل ذهابي في اجازة لتصحيح البيانات الخاصة بي حتى لا يستمر الخطاء في الاشهر القادمة فشكرته على مساعدته ثم استلمت مرتبات المجموعة وبدأت استعد للعودة ، وقد تفاجأ جميع من كان معي في الدورية بعد ان علموا بامر المرتبات واخذوا يتسائلون لماذا لم يقل لهم أحد ؟ ومنهم من سألني إن كنت اعلم وفي النهاية قلت لهم بانني كنت اريدها مفاجأة لكم وبالفعل فقد فرحوا برواتبهم ونسوا اسئلتهم ، وقبل ان نخرج من المعسكر اخترت اثنان من المراقبين وكل شخص منهما في سيارة مختلفة وسلمتهما جزء من المبلغ واحتفظت بالباقي معي حتى لا يبقى كل المبلغ عند نفس الشخص وفي حالة حدوث أي طارئ قد يستطيع انقاذ المبلغ الذي معه من يستطيع الحفاظ على حياته.

مهمة في الاتحاد الافريقي  Img_0156


وبعد ظهر هذا اليوم علمنا بوقوع معركة في منطقة كالاجو التي تبعد 12 كم شرق مهاجرية بين مقاتلي قبيلة المعاليا وحركة تحرير السودان ونزح السكان الى مهاجرية .

وفي هذه الدورية كان الضابط الذي يقود سيارتي برتبة رائد من السنغال وهو جديد على المهمة وفي طريق العودة لاحظت عليه عدم الارتياح وبالرغم من انه في العادة كان كثير الكلام الا انه لم يتكلم كثيراً هذه المرة فقلت له هل انت على ما يرام ؟ فقال لي : نعم لكن انا لا افهم ما الذي يحدث فقلت له : ما الذي حدث ؟ واعتقدت انه يقصد المرتبات فقال لي : كيف ان الاحدث آمراً والاقدم سائق فضحكت وقلت له : ولماذا قبلت الخروج معي في هذه الدورية ؟ ولماذا لم تقل شئ عندما كنت القن الدورية قبل خروجنا واوزع المهام وفي حضور الآمر فقال لي : إنني اتبع التعليمات وعندما اعود ساناقش ذلك مع آمر المجموعة فسألته : هل تستطيع ان تتحدث الانجليزية باستخدام اللاسلكي (لغته الفرنسية ويتكلم لغة انجليزية لم تعجب الآمر)  فقال لي : ليس بعد فقلت له : هل تعلم إنه معنا ضابط العمليات في هذه الدورية وهو برتبة رائد وعضواً في هذه الدورية وانت ترى انه لم يتدخل في أي شئ حتى انك لم تسمع صوته على الجهاز فقال لي : نعم فقلت له : اذا دعني اوضح لك بشكل اخوي  التعليمات الخاصة بالدوريات ان الفريق يعمل كشخص واحد وإمرت الدورية تنتقل بين افراد الفريق ولا تعتمد على الاقدمية ولكن تعتمد على ضرورة مرور وقت كافي على وجودك في المهمة ثم درجة اجادتك للتحدث باللاسلكي واستخدام جهاز تحديد المحل  فتفهم الموقف وانتهى النقاش في هذا الموضوع بعد ان اعتدر واعترف انه كان يفهم الموقف بشكل اخر ، وهذا الموقف يذكرني بالحساسيات التي قد توجد في هذا الوسط بسبب الاختلافات في الجنسية واللون والدين واللغة والثقافة وكل شئ ، فقد كان الكل يفتخر بانتمائه الى بلده وهذا شئ طبيعي كما انه من الطبيعي ان كل شخص لديه الثقافة التي جاء بها من بلده وهي ثقافات مختلفة وايضاً لم استغرب الحساسية التقليدية كما في جميع انحاء العالم بين الجيش والشرطة ولكني استغربت العنصرية التي اظهرها احد ضباط الشرطة من جنوب افريقيا وكان من البيض عندما وصل الى معسكرنا لم تكن لدى مجموعة الشرطة خيام كافية فتم اضافته الى خيمة احد ضباط الشرطة من نفس بلده ولكنه من السود فرفض السكن معه بسبب لونه فتمت معاقبته بنقله الى معسكر لبدو وكان اصغر بكثير من معسكرنا لذلك فقد حدث معه نفس الشئ الذي حدث معه في معسكر مهاجرية وقام بنفس ردة الفعل فتم ارساله الى رئاسة القطاع حيث تم تخييره بين القبول بالاقامة مع أي زميل اسود (لانه لاوجود للبيض) او العودة الى بلده فاختار الاخيرة ، وهناك حساسية  بين المتحدثين باللغة الانجليزية والمتحدثين باللغة الفرنسية والقضية حسب رايي ليست قضية لسان وانماء انتماء فهذه الحساسية موجودة حتى في وجود متحدثيي اللغة الفرنسية الذين يجيدون اللغة الانجليزية وفي الحقيقة وقد اكون مخطئ ولكني لاحظت بان الضباط من الدول التي كانت تحت الاستعمار الفرنسي اقل كفاءة من الضباط من الدول التي كانت تحت الاستعمار الانجليزي وفي حالات كثيرة هم ايضاً اقل فهما وذكاءً ، اما الحساسية الاخطر على الاطلاق في وجود تجمعات كبيرة مختلفة هي الحساسية الدينية ، وفي قوانين الامم المتحدة لا وجود لممارسة الصلوات والشعائر الدينية بشكل جماعي ولا يجهز لها مكان خاص وعلى من هو مهتم بهذه الامور ان يفعلها في خيمته اما في هذه المهمة ولان القيادة فيها نيجيرية خالصة وهم على دراية تامة بما تعنيه هذه المشكلة لما لهم من تجارب في التعامل مع المشاكل الطائفية بين المسلمين والمسيحيين ، ففي الجيش النيجيري لابد ان يكون في كل وحدة مسجد وكنيسة ويكلف بهما امام وراهب ويتم احترام مواعيد الصلاة وإذا كان الآمر مسلماً فالمعاون لابد ان يكون مسيحي وبالعكس وهذا ماطبقوه في هذه المهمة ، لقد كان آمر قوات الحماية في المعسكر عند وصولي هناك رائد مسيحي ولفت انتباهي ان احد العسكريين يأتيه بالاكل قبل صلاة المغرب في رمضان واذا به يوماً ما يقول لي انني صائم ولم افهم مايقصده لانني اعرف ديانته فقال لي : انا اصوم  تضامنا مع افراد سريتي المسلمين وافعل ذلك عندما يصوم المسيحيين وفي الحقيقة لقد كان يتعامل معهم باحترام وحزم في نفس الوقت وبعد فترة من الزمن تم تغييره بضابط اخر كان قمة في الغطرسة والتعجرف ويحمل حقداً لا يخفيه للاسلام وكان في كل ليلة وعند الساعة الثانية عشر بالضبط ياتيه مجموعة من العسكريين ويبداون في صلاتهم التي لم تكن الا غناء وتصفيق  ولا تفصل بيننا الا خيمة واحدة وبعد ان كرر ذلك لعدة مرات تحدتث مع ضابط العمليات بهذا الأمر وكنا اصدقاء مقربين فسألته: هل انت ايضاً تغني عندما تصلي فقال لي : انا لا اؤمن بأي اله (جواباً يقشعر له البدن) فقلت له : على كل حال اذا انت توافقني بان ما يفعله ليس مكانه فقال لي : نعم هو يزعجنا وانا ساتحدث معه بصفة شخصية ولا داعي لان تتكلم عن ذلك بصفة رسمية وبالفعل توقف تماماً عن ما كان يفعله ولكنه غير من طريقته وذلك بمنع جنوده المسلمين من الذهاب الى المسجد بحجة العمل كما ان احد الجنود المسيحيين وكان يثق بي قال لي بانه يوبخهم لان عدد المسلمين الذين يذهبون الى المسجد اكثر من عدد المسيحيين الذين يذهبون الى الكنيسة حتى وصل به الامر لمنع الجنود من رفع الآدان بالمسجد بعد تركيب مكبرات الصوت وحمدت الله اني كنت في اجازة حين فعل ذلك وعندما كنا في الفاشر في بداية المهمة وتضامنا من السودانيين العاملين بالمطعم يتم تجهيز مائدة بها عصائر والقليل من الأكل وبعد ان نخرج من المسجد لا نجد شيئاً ثم تعالت الشكاوى من المسيحيين بدعوى ان الصائمين يستهلكون الثلج في مرة واحدة ولا يتركون شيئاً متناسيين بانهم ياكلون ويشربون طيلة اليوم كما اخبرني احد الزملاء الذي كان يعمل بالقطاع السابع بانه هناك من حاول منعهم بكل ما اوتي من قوة من بناء مسجد داخل المعسكر  وهناك من شكى انزعاجه من رفع ادان الصبح حتى وصل بهم الأمر الى تركيب مكبرات صوت للكنائس اسوة بالمساجد واتفق مجموعة منهم على شكوى للقيادة بسبب رفع المسلمين ارجلهم عند الوضؤ للحوض الذي يستخدمونه لغسل وجوههم وغيرها من التصرفات العدائية ، كل الضغوطات الناتجة عن مثل هذه الحساسيات السابقة كانت قابلة للتحمل الا ما يتعلق منها بالدين فتنسى انك هنا من اجل السلام وتشعر بجاهزيتك للقتال او الرد باي طريقة وذات يوم حين كنت اتناول العشاء مع ملازم من قوات الحماية النيجيرية وكان شخصاً ملتزماً بالذهاب الى الكنيسة وسماع الاشرطة الدينية وكان يلقي المحاضرات في الكنيسة ويدفعهم للصلاة دائماً وبينما نحن كذلك دخلت الى المطعم شرطية مسلمة اسمها مريم وبعد ان القت السلام وردينا عليها كانت مدخلاً لحديث مهم معه فسالته : هل تعرف ما معنى اسمها فقال لي : لا فاوضحت له بانها (ماري) فسالني عن اسم المسيح بالعربية فقلت له عيسى فقال لي: هل يتحدث القرآن عن عيسى فاستغربت كثيراً كيف انه لا يعرف ان القرآن يذكر عيسى تم خطر ببالي ماذا لو انه فقط يريد ان يطابق ما يعرفه بما ساقول فقلت له: ان لغتي الانجليزية ليست بالكافية لاحفظ القرآن وأترجمه لك ولكن ان كنت تحب القراءة فسأتي لك من القرآن بآيات مترجمة عن المسيح وأمه وسيفيدك فقال لي: انا اتمنى ذلك ثم اخدنا نتحدث عن الانبياء حتى وصلنا الى سيدنا ابراهيم عليه السلام عندها تدخل معاون آمر قوات الحماية الذي كان يجلس قريبا منا ويبدو ان ما قلته كان يخالف اعتقاداتهم فاخذ يسرد عليه قصة سيدنا ابراهيم كما اراد هو وبعد ان اكملنا عشائنا ذهبت الى خيمتي وكان عندي في جهاز الحاسب نسخة كاملة للقرآن الكريم مترجم باللغة الانجليزية فبدأت في نسخ الكثير من الآيات التي تتحدث عن سيدنا عيسى بعد مقارنتها بالنسخة العربية حتى وصل العدد الى ثلاثة ورقات كاملة وبعد ان انتهيت منها في اليوم التالي طبعتها على ورق سلمتها له في الليل ، فهل تعتقدون بان هذا العمل البسيط من شأنه ان يغير شئ ؟ اليكم النتيجة .. بعد اسبوع فقط وفي حضوري وبخ المعاون هذا الضابط لانه لم يعد يأتي للكنيسة وهناك الكثير من أمثال هذا الضابط الذين هم مستعدون للتغيير إذا وجد من يوجههم ولكنهم لم يجدوا من يفعل ذلك .

كما ان الشريط السينمائي (الرسالة) باللغة الانجليزية ترك الكثير من الانطباع الحسن على الاسلام والكثير من المسيحيين وحتى الذين لا ينتمون إلى ديانة كانوا يفتحون معي نقاش يخص احداث الشريط ويعودون ومعهم اخرون ليعيدوا مشاهدته ونسخه والكثير منهم قال لي انا الآن فقط اعرف محمد (ص) واعرف ما هي الكعبة والحج ولماذا اختار محمد (ص) الهجرة إلى الحبشة ولماذا قاتل وكنت في غاية السعادة والفخر وانا ارى ذلك  وليس هذا كل شئ بالطبع هناك الكثير والكثير مما يحدث وهذه امثلة بسيطة اسردها فقط لانني ركزت في هذا المقال على الاختلافات الثقافية بين افراد قوات حفظ السلام والسكان المحليين أو بين افراد قوات حفظ السلام انفسهم واتمنى ان اكون قد نقلت تلك الصورة ولكن المهم والغريب في الأمر إن يكون دائماً التقصير منا نحن فقد زرت ثلاثة دولة افريقية وجميعها للعمل طبعاً لقد رأيت كيف إن المبشرين بالمسيحية في كل مكان وقد كانوا يستخدمون وسائل خبيثة في نظري فهم مثلاً يذهبون إلى مستشفى الاطفال ويعطونهم الالعاب ويقولون لهم بان المسيح ارسلها لكم وهو سيشفيكم وياخذون الاطفال من المدارس في رحلات لا يحلمون بها وهناك يلقنونهم ما ارادوا ولا نفعل نحن ما يدعو للاسلام بنفس القوة وإذا كان هناك من يفعل فهو غير مرئي .

 في يوم الخميس 30 . 11 . 2006 ظهراً جاء ممثل الشئون الانسانية بالحركة إلى المعسكر ليجتمع مع آمر المجموعة وكنت حاضراً الاجتماع فاكد لنا ان كالاجو بعد هجوم الامس تم تحريرها اليوم صباحاً من قبل جيش الحركة وهي الآن آمنة وتحت سيطرة الحركة بالكامل وطلب منا الذهاب إلى هناك للوقوف على نتائج معارك الأمس واليوم وقد طلب مني ان أكون في الدورية ولكني أعتذرت منه بحجة انشغالي في عمل ضروري والحقيقة وعلى غير العادة فإني لم أكن أرغب في الذهاب وتم الاعداد للدورية وخرجوا بأمرة آمر المجموعة نفسه وعندما وصولوا إلى المنطقة وترجل معظمهم وأخذوا في الإنتشار فجأة بدأ تبادل إطلاق النار بين الطرفين ووجد أفراد الدورية أنفسهم بين نارين كما يقولون وبما أن ذلك غير متوقع باعتبار انهم ذاهبون إلى منطقة آمنة فقد أحدث ذلك بلبلة كان من شأنها أن تحدث خسائر فيهم ورجعوا مهرولين إلى السيارات وفروا من المنطقة عائدين إلى المعسكر وبعد وصولهم مباشرة وكنا في انتظارهم توجه الجميع إلى حجرة العمليات للإجتماع وبدأ آمر المجموعة الحديث بقوله إن ممثل الشئون الانسانية قد (خدعني) وسرد أحداث الموقف السابق وكيف انهم كانوا يروا افراد الحركة بعرباتهم وافراد قبيلة المعاليا الذين يصفهم بالجنجاويد كانوا يستخدمون الابل والخيول وكيف أن صوت الرصاص كانوا يسمعونه فوق رؤوسهم ولكن كان أهم ما في الأمر هو إستغرابه من عدم جدوى محاولته الاتصال بالجهاز اليدوي وقد استشهد ببعض الضباط فأكدوا إنهم حاولوا استخدام الأجهزة ولكن كان يصدر منها صوت تشويش مستمر فقال: إن هذا معناه إن المهاجمين يملكون أجهزة تشويش؟ فوافقه جميع الضباط الذين كانوا معه باستثناء ضابط الامداد وهو ذلك الضابط الكاميروني  الذي لاحظت إنه لم يتكلم ولكن ملامحه توحي بأن لديه ما يقول ركزت على ذلك ولكن بما إني لم أكن في الدورية لم أعلق على أي شئ حتى طلب مني الآمر نفسه ذلك وقال لي : ماذا تقول في موضوع التشويش ؟ فقلت له : أنا لا أقول إن ذلك مستحيلاً ولكني استبعد ذلك فتغيرت ملامح وجهه وقال لي : لماذ؟ فقلت له: أنت أولاً اتهمت المهاجمين واستبعدت المدافعين بالرغم من ان المهاجمين على ظهور الجمال والمدافعين يستخدمون السيارات ولا وجود للكهرباء في هذه المنطقة تم إننا لسنا طرفاً في معاركهم ليتم الاعداد للتشويش على اجهزتنا ولا احد يعرف بانكم ذاهبون إلى هناك  ولم تسجل أي سابقة من هذا النوع من قبل ومع هذا كله أنا أؤكد إنه لا شئ مستحيل ولكن يجب أن نركز على جميع الاتجاهات حتى نعرف السبب وكان ضابط الامداد طوال الوقت الذي كنت اتحدث فيه يهز رأسه موافقاً وانهى الآمر الاجتماع وخرج ليبدأ فصل من مسرحية كوميدية بين المراقبين حين بدأ التعليق دون قيود على المواقف التي حدتث هناك وقد لا يتعارض مع أحداث يومياتنا إن ذكرت إثنان منها في العدد القادم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
auress54
القائد الاعلى للدرك الوطني
القائد الاعلى للدرك الوطني
auress54

ذكر
عدد المساهمات : 7617
نقاط : 11436
سمعة العضو : 567
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
التسجيل : 29/12/2011
العمر : 29
الموقع : جبال الاوراس
المهنة : جزائري
نقاط التميز : 10

مهمة في الاتحاد الافريقي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهمة في الاتحاد الافريقي    مهمة في الاتحاد الافريقي  I_icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2013 6:45 pm

يوميات مراقب عسكري في دار فور8
بالطبع ليبيا ليست دارفور لاتحدث عنها في هذه المقالات ولكني لم استطع ان اغفل التعليق في عدد شهر الفاتح على احتفالاتنا بالعيد الاربعين لثورة الفاتح الذي كان عيداً مميزاً بانتصارات للدبلوماسية الليبية المثمتلة في عودة السجين السياسي عبد الباسط المقرحي إلى وطنه وأهله واتمنى من الله أن يطيل في عمره ليطيل من عذاب وحسرة كل من عارض عودته ، كما ان اعتذار سويسرا وفي طرابلس عن تطاول أجهزتها على الليبيين نصراً أخر تزامن مع هذا العيد فكل عام وجميع الليبيين بالف خير.
وكما ان العيد كان مميزاً فقد كانت الاحتفالات به مميزة فمشاركة قوات رمزية من الدول الافريقية جسدت نموذجاً لامكانية توحيد افريقيا وجيشها والعرض الموسيقي العالمي كان الاول من نوعه في العالم والعرض الجوي العالمي كان رائعاً وظهور الاحتفالات بهذا الشكل وراءه عمل كبير وبما ان الاخطاء ملازمة للعمل فلابد وان لنا هفواتنا في هذه المناسبة فكما شهد العالم على انجازاتنا ومميزاتنا فقد شهدوا اخطاءنا وكما ان النجاح في هذه المناسبات لا ينسب الى جهة بعينها كذلك الاخطاء لا تتحملها جهة معينة وليس عيباً ان تكون لنا اخطاء ولكن يسئ لنا ان نكررها لذلك فانا اتمنى من كل من شارك في تنظيم الاحتفالات او إقامتها ان يقوم بدراسة الاخطاء التي حدتث قبل التفكير في اقامة أي احتفال اخر وليوفق الله كل من سعى إلى ذلك
[rtl] [/rtl]

مهمة في الاتحاد الافريقي  %20%20%201
الخرطوم من الجو

  

عندما التحقت بمجموعتي هنا في مهاجرية كان المترجم الموجود مع المراقبين شاب سوداني من منطقة الضعين ومن اصول غير عربية ومتعلم ومهتم بنفسه وكان لا يتردد في المساعدة بالترجمة لكل من يطلب منه ذلك وكما هي عادة ابناء السودان يملك روحاً مرحة ودائم الضحك إلا اني اوقفته عن الكلام ذات يوم عندما كان معي في احدى الدوريات فهو ولانه من اول المترجمين الذين تعاملوا وعملوا مع الاتحاد الافريقي  يعرف عنهم الكثير من العيوب والزلات ولا يترك مناسبة الا ويعلق على ذلك ويقلد ويسخر من بعض ما يفعلون وكان هذا ما فعله في تلك الدورية فطلبت منه ان يتوقف عن انتقاداته وسخريته وان لا ينسى بانني احد اعضاء الاتحاد الافريقي فتوقف عن ذلك واعتذر بقوله انه لا يقصدني لانه لا يعتبرني واحداً منهم وبعدها تحدث معي ممثل الحكومة في الامر وقال متعذراً عنه بانه لا يقصد ما يقول وانه فقط قال ذلك من باب المزاح فطلبت منه ان يبلغه بانني لم احب هذا المزاح واذا اراد الاستمرار في ذلك فلا يفعله في حضوري لانني ساعتبر نفسي معنياً بكلامه واكد لي بان ذلك لن يحدث مجدداً ، هذا الشاب نفسه الذي كان مع الدورية التي حدث اطلاق النار اثناء تواجدهم في منطقة كالاجو وبعد خروج الآمر من حجرة الاجتماع أخذ يحكي ما جرى هناك وقال لي بانه وجد نفسه في منطقة مفتوحة ما بين الطرفين المتحاربين ولم ادري ما افعل واخذت اجري باتجاه السيارة فقلت له : كان عليك ان تنبطح ارضاً في وجود اطلاق نار حتى تقلل من خطر الاصابة فقال لي : لو فعلت ذلك لتركوني منبطحاً وهربوا (واشار بيده على الزملاء الافارقة الذين كانوا معه) واضاف : فقد كانوا يتسابقون على الوصول للسيارات وركوبها ، ولم نتمالك انفسنا من الضحك ونحن نتخيل بانه بقى منبطحاً حتى قبض عليه المهاجمون ولم نكد نهدأ حتى تكلم ضابط الامداد الذي فضل السكوت في وجود آمر المجموعة فقال : انا اعرف سبب التشويش الذي حدث لاجهزتنا اثناء وجودنا هناك ، فسكتنا جميعاً لنعرف السر فهذا الموضوع قد يتطور ليتم بحثه مع المستوى الاعلى فهو أمراً جديداً ان تدخل الحرب الالكترونية في هذا النزاع فذلك ربما يشير الى تدخلات اكبر في هذا النزاع فقال ان السبب هو آمر المجموعة فزاد من دهشتنا وتساؤلنا فاضاف : إن آمر المجموعة لم يسيطر على خوفه عندما حدث القتال وكان ممسكاً بيده الجهاز اللاسلكي واستمر بالضغط على زر المحاكاة وهو يجري باتجاه السيارة وبذلك فهو يستمر في الارسال ولا يسمح لغيره بالارسال وبالتالي جميع الاجهزة يصدر منها تشويشاً ، ولم يتمالك احداً منا نفسه من الضحك واستمر كل واحد منهم يروي الحادثة كما رأها وحدث معه وتغير مزاج الجميع ونسوا بسرعة انهم كانوا في ميدان قتال ، وقبل المغرب جاء مجموعة من افراد الحركة الى معسكرنا قادمين من ارض المعركة لاسعاف احد ابرز القادة العسكريين بالمنطقة الذي اصيب هناك ويطلبون من الاتحاد الافريقي ارسال طائرة لاسعافه الى الفاشر فتم ادخاله الى عيادة الوحدة لاجراء الاسعافات الاولية له وعندما دخلت الى هناك وجدته ممدداً على الارض وقد اصيب وينزف من فكه الايمن واعتقدت للوهلة الاولى بإنني انظر الى رجلاً ميت او يكاد بسبب مكان الاصابة وكمية الدم التي رايته ينزفها حتى فتح عينييه بصعوبة ونظر لمن حوله تم اشار إلي بيده للدلالة على انه يريد ان يتقيأ ولم اترجم للممرضة ما يريد حتى فعل وقد كان ذلك عبارة عن دم ورغوة بيضاء وبالرغم من اصابته إلا اني تأكدت من انه مازال يستطيع التركيز حين ميزني من بين الموجودين واستمرت الممرضات في عملهن ولم اجد الجرأة الكافية للبقاء مدة اطول فخرجت ، وبينما هو كذلك كانت الاتصالات قائمة مع رئاسة المهمة ورئاسة القطاع من اجل الحصول على تعليمات  بخصوص هذا الموقف ومعرفة ما اذا كان سيتم ارسال طائرة لنقل المصاب الى الفاشر او نيالا ام لا ، وبعد مرور اكثر من ساعة ابلغ آمر المجموعة بعدم إمكانية إرسال الطائرة بدعوى توقف الطيران بسبب نفاذ الوقود ولقد كنت أتوقع ذلك .. لماذا ؟ لأنه ومن غرائب الصدف أن يطلب قادة الحركة طائرة من الاتحاد الافريقي ليلاً لتنقل مصاباً لم يكن إلا ذلك الشخص الذي تعامل بجدية مع مشكلة هبوط طائرتهم ذات ليلة في المنطقة فقال لي أحدهم : يبدو أن الاتحاد الافريقي يعاقبنا على ما فعلناه معه الاسبوع الفائت فقلت له محاولاً صرف نظره عن هذه الفكرة : أنا لم اعرف أخبر منك  في التعامل مع الازمات في هذا المكان (كان كذلك) لهذا اتمنى ان تكون لديكم طرق بديلة لاسعاف الرجل كما أني اطلب منك أن تجد لهم العدر قبل ان تعتقد انهم يفكرون في معاقبتكم وإذا كان الأمر كما ترى فربما يكون في إمكان القادة السياسيين التدخل بطريقة او اخرى لما لا تطلبوا منهم ذلك ؟ فقال لي : إنه لم يفلح تدخلهم لنفس العدر وسننقله براً غداً صباحاً وذهب للتحضير مع الباقين للرحلة وخلال ذلك الوقت بقى في عيادة الوحدة تحت رعاية الممرضات وكنت بين الحين والأخر أسأل عنه فيقولون لي ان حالته مستقرة واعتقد بانه لن يكون من الجيد ان يتوفى بالمعسكر لا سامح الله فقد نتهم بالتقصير او الانتقام ولا احد سيعرف ما سيكون عليه الموقف إلا الله سبحانه وتعالى .
يوم السبت 2 . 12 . 2006 .. اليوم ظهراً جاءت دورية من معسكر لبدو وأثناء تواجدهم هناك ذهب بعض أفرادها إلى السوق فأشهر جنود من الحركة (كما قال) سلاحهم على أحد المراقبين وهو رائد من موزمبيق مطالبين إياه بمفتاح السيارة التي معه ولكنه إدعى إن المفتاح ليس معه وهرب منهما ورجع في إحدى السيارات الأخرى إلى المعسكر ليعود ومعه باقي مجموعته لاسترجاع السيارة التي وجدوها في حماية افراد اخرون من الحركة فعادوا بها إلى المعسكر تم عادت دوريتهم إلى لبدو ، وبالطبع ليكون العدر الذي تقدم به الاتحاد الافريقي مقنعاً فقد توقفت حركة الطيران إلى مهاجرية فنفاذ الوقود يعني لا طيران في الوقت الذي أصبحت فيه جاهزاً لمغادرة المعسكر إلى الفاشر ومنها إلى الخرطوم تم إلى ليبيا لقضاء إجازتي الأولى ولمدة عشرون يوماً وبدأت أقلق بسبب توقف حركة الطيران وبسبب الموقف المالي فمرتبي الذي استلمته عن أثنان وعشرون يوماً وبعد خصم قيمة كوبونات الأكل والاشتراك مع الزملاء الاخرين في التلفزيون و الصحن الفضائي ودفع بعض الديون الناتجة عن المصاريف اليومية  لم يعد المبلغ كافياً لفتح رحلة ذهاباً وأياباً إلى ليبيا بما تشمله من تذاكر سفر وإقامة في الفندق والمواصلات وتناول الوجبات ومصروفات البيت وغيرها من المصاريف وهناك لا وجود لقريب أو صديق أو زميل ليبي أو عربي يقدر قيمة هذا الموقف ويساعدك بسهولة فقررت الاستعانة بأحد الزملاء الأفارقة الذي كنت أعرف انه لن يذهب في إجازة قبل عودتي ولم يكن هذا الموقف بسهولة كتابة هذه السطور ولكنه لم يمانع عندما قلت له بانني ساوقع له على ورقة ليستلم المبلغ من مرتبي القادم إذا لم أكن موجوداً وبذلك ارتحت إلى إنني قد أصبحت جاهزاً للرحيل .

مهمة في الاتحاد الافريقي  Dsc02108

 
يوم الاحد 3 . 12 . 2006 جاءت طائرة تابعة إلى أحدى منظمات الأمم المتحدة وكنا نعرف إن طائرات هذه المنظمات لا تسمح بركوب العسكريين فيها ولكن أحد ضباط قوات الحماية ذهب لهم لمحاولة تسفيرنا انا وضابط اخر من جنوب افريقيا معهم ولكنهم اعتذروا عن فعل ذلك لانه مخالف لتعليمات المنظمة  فذهب صديقي الذي يرافقني في السفر وتحدث مع مدير شركة الخدمات بالمعسكر لتسفيرنا في إحدى طائراتهم التي نعلم ايضاً إنهم لا يسمحون بنقل العسكريين على متنها ولكنه قال له بانه ينتظر الرد على ارسال فنيين إلى هنا لإصلاح المولد وإذا جاءوا سارسلكم في هذه الطائرة إلى نيالا وارتحنا لوعده لاننا نعرف انه سيفعل ذلك فهو لم يكن مجرد مهندس فقد ارسل إلى معسكرنا لتحسين الاوضاع به ومنذ وصوله بدأت تظهر لمساته في المعسكر ووفرت له إمكانيات لم نراها من قبل ولم ننتظر طويلاً ففي اليوم التالي ارسلت الطائرة وتحدث معهم لكي يتم نقلنا معهم فوافقوا وقالوا لنا بانهم بعد ان ينهوا عملهم هنا سيذهبون إلى شاعرية لعمل مماثل تم سيطيرون إلى نيالا وهذا ماحدث حيث استغرق الوقت حوالي نصف ساعة إلى شاعرية التي تقع شمال شرق مهاجرية ولا يفصلها عن الفاشر الكثير وبعد البقاء هناك حوالي خمسة واربعين دقيقة حلقت بنا الطائرة لمدة اربعون دقيقة باتجاه الغرب وهو الاتجاه المعاكس للفاشر حتى وصلنا إلى مطار نيالا وهناك بعد فترة من الزمن تمكن صديقي الجنوب افريقي من السفر إلى الضعين (رئاسة القطاع) وبقيت انا أحاول السفر إلى الفاشر ولم أفلح لعدم وجود طائرة متجهة إلى هناك وقد تأخر الوقت فذهبت إلى معسكر الاتحاد الافريقي (رئاسة القطاع الثاني) وكان لابد من التسجيل لدى الضابط الإداري من أجل الإقامة والسفر للوجهة التي اريد وعندما دخلت عليه في مكتبه سألني عن أسمي وأجبته فنظر إلي وسألني : هل أنت من ليبيا فاجبته : بنعم فترك الكشف وأخرج سجلاً أخراً وقال لي : حسناً فعلت لانك أتيت قبل أن أرجع مرتبك إلى الفاشر ، فبقيت مندهشاً لثواني ولم أعرف  ما كان يتحدث عنه فقلت له : أنا من القطاع الثامن فقال لي : هناك خطأ قد حدث ومرتبك ارسل الينا وانا اعتقدت انك هنا من اجله فنظرت للكشف وإذا به اسمي وجنسيتي ومبلغ عن شهر كامل وفي هذه الأثناء خطرت لي فكرة لا أدري مصدرها إن كانت شيطانية أم هي الحاجة فقد فكرة أن استلم المبلغ لكي استفيد منه في إجازتي وبعد رجوعي اقوم بتسوية المبلغ وكانني حصلت على سلفة خاصة ولانه نزل باسمي ولن استلم مرتب غيري ولا احد يستطيع استلامه سواي ولكني الغيت الفكرة من رأسي حتى لا يسأ الظن بي فسألني : هل استلمت مرتبك فقلت له : نعم وحكيت له ما حدث بيني وبين ضابط رواتب القطاع الثامن فقال لي : ما كان عليه ان يفعل ذلك فهذا هو مرتبك تم قال لي : عليك ان تمر على الحسابات في الفاشر لتصحيح هذا الخطأ ، ووفر لي اقامة الليلة في احد الخيام الخاصة بالضباط الغير مقيمين بنيالا وأدرج اسمي على قائمة المسافرين إلى الفاشر غداً تم خرجت إلى المدينة لأكتشف بانها كبيرة وبها معظم الخدمات التي كنت أفتقدها في المنطقة التي أعمل بها ولانها المرة الأولى التي ارى فيها نيالا فقد اعجبت بها كثيراً لانني وجدتها اكبر من الفاشر عاصمة دارفور كما ان الاشهر الفائتة كانت عبارة عن اشهر من العزلة والحرمان لذلك فالوصول إلى مثل هذه المناطق يصبح كالحلم وبعد ان تجولت بها رجعت إلى المعسكر ليلا.
 
[rtl] [/rtl]
مهمة في الاتحاد الافريقي  Sawo%20076

[rtl] [/rtl]
[rtl]الثلاثاء 5 . 12 . 2006 اليوم صباحاً ذهبت إلى المطار مع أحد الضباط وبعد الانتظار لفترة من الزمن جاء موعد طائرة الفاشرة التي كانت تنقل التموين في حفاظات كبيرة جداً تحتل كل المساحة في الوسط ولم يبقى لنا إلا صفين من الكراسي جلسنا فيهما بوضعية لا نستطيع تحريك ارجلنا معها لمدة ساعة ونصف تقريبا من الطيران وبالرغم من ذلك لم اتأثر لان معنوياتي كانت عالية لانني في طريقي إلى قضاء إجازة من كل هذا العناء ، وبعد وصولنا ذهبت إلى مقر المهمة اولا لاستلام جواز السفر الذي تم استلامه منا في بداية المهمة من اجل التأشيرة والاقامة بعدها ذهبت لتصحيح الخطأ الذي حدث في كشف الرواتب وبعد ذلك ذهبت لتصحيح خطأ اخر ورد في عدد أيام إجازتي التي ينقصها ستة أيام وتم ذلك بدون أي تعطيل وبعد ان انهيت كل ذلك لم يبقى إلا التسجيل في قائمة السفر إلى الخرطوم  غداً حسب ما هو متبع فلم يكن في الامكان السفر في نفس اليوم ، وبعد ان انتهيت من كل ما اريد فعله خرجت إلى وسط المدينة وعند مروري في احد الشوارع لفت انتباهي دعاية لاحد وكالات السفر كتب عليها ليبيا غداً فدخلت لاستفسر ما إذا كان ذلك صحيحاً أم إنها الكاميرا الخفية فاكدوا لي وجود رحلة غداً صباحاً إلى الكفرة ، عندما اكون في ليبيا ويتحدث احدهم عن الكفرة فكانه يتحدث عن أخر بلاد المسلمين لانها في نظرنا بعيدة جداً أما اليوم فانا لا امانع ان اذهب إلى اليها لانني ساشعر بانني في بيتي فاتصلت باحد الاصدقاء وطلبت منه ان يسال عن اقرب رحلة من الكفرة إلى طرابلس أو بنغازي وبعد فترة من الزمن اكد لي وجود رحلة غذاً من الكفرة إلى بنغازي فكان ذلك خبراً مفرحاً فتوكلت على الله وحجزت تذكرة إلى هناك ورجعت إلى مقر المهمة ومن هناك ذهبت إلى معسكر زمزم مع أحد الضباط في سيارة الاتحاد الافريقي واستقبلني أحد الاخوة السودانيين وهو ممثل للحكومة في هذا المعسكر وكنت قد تركت معه عندما كنت هنا لاول مرة حقيبة بها بعض الاشياء التي تركتها لتخفف عني عناء رحلتي الى الضعين فاخذتها لارجعها معي ونمت قرير العين احلم بيوم الغد الذي ساكون فيه في  بلدي وان غداً لناظره لقريب.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
مهمة في الاتحاد الافريقي  Dsc01957

[rtl] [/rtl]
الاربعاء 6 . 12 . 2006 اليوم صباحاً كنت على موعد مع أحد السائقين الذي كان من المفترض أن يقوم بتوصيلي الى المطار ولكنه تأخر عن الموعد فركبت مع احد الضباط الذاهبون الى مقر المهمة وقام بايصالي الى هناك وقبل ان ادخل الى صالة المطار سالني الموظف عن رحلتي وعندما اجبته قال لي بانها الغيت ولم يكن خبراً جيداً على الاطلاق فهذا ذكرني بالمثل الشعبي الذي يقول (استعجل تبطأ) فقد خططت لان اكون اليوم في الكفرة وربما بنغازي ولكني الان في موقف قد لايكفيني الوقت لان اكون في الخرطوم ايضاً لذلك فلم افكر في الذهاب الى مقر المهمة لاستجدي الحصول على سيارة فاستقليت  سيارة بالاجرة وذهبت لااعيد التذكرة واستعيد نقودي التي دفعتها بالدولار الامريكي واخذتها بالدينار السوداني لانني لا استطيع الانتظار فموعد الطائرة بعد ساعة ونصف وعلي ان اكون هناك قبل موعد الرحلة بساعة حسب التعليمات وقد وفقت في ذلك وتم تسليمنا كروت الصعود وذهبنا الى المطار وركبنا طائرة الاتحاد الافريقي المتجهة الى الخرطوم وبمجرد وصولي الى هناك احسست اني قد وصلت الى طرابلس فابمكانك الاقامة في فندق من خمسة نجوم ان اردت وان تاكل في مطعم راقي وتقرأ الجرائد وتتمشى في الحدائق وتتسوق في المحلات فذهبت للحجز على الشركة المحلية الوحيدة الناقلة إلى الخرطوم ولكن كانت اقرب رحلة ستكون يوم السبت صباحاً مما يعني البقاء المزيد من الوقت وبالتالي المزيد من المصاريف الغير ضرورية فذهبت الى وكالة اخرى للبحث عن رحلة اقرب فوجدت افضلها التي ستقلع غداً صباحاً مروراً بالقاهرة وستكون في طرابلس ليلاً وكانت مناسبة جداً وبعد ان انتهيت من الحجز ذهبت إلى أحد الفنادق لارتاح واستعد إلى رحلة الصباح ، وعندما استيقظت صباحاً وجدت الكهرباء مقطوعة فغسلت وغيرت ملابسي وتلمست طريقي حتى وصلت الاستعلامات ولم اجد احداً وبعد دقائق جاءت الكهرباء وبعدها موظف الاستقبال الذي كان يشغل المولد وبعد انهاء اجراءات الاخلاء خرجت من الفندق لاجد سائق السيارة الاجرة الذي كنت قد اتفقت معه الليلة السابقة لايصالي الى المطار وعند وصولي هناك وجدت ان صالة المطار مقفلة وجميع الركاب في حالة انتظار خارج المطار ويتم مناداة  المسافرين حسب الرحلة التي ستقلع فقد كانت صالة مطار الخرطوم في ذلك الوقت تحت الصيانة والتطوير واصبحت لاحقاً صالة كبيرة وحديثة وبقينا بالخارج حتى موعد رحلتنا الساعة الثامنة صباحاً ووصلنا القاهرة العاشرة صباحاً وبقيت في الفندق حتى موعد رحلتي الى طرابلس التي وصلت اليها يوم الخميس الساعة الحادية عشر ليلاً وإلى هنا اقف عن سرد الاحداث فهي خاصة ولا يمكن وصفها إلا بانها كمن عاد للحياة بعد أن يئس منها.
[rtl] [/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
auress54
القائد الاعلى للدرك الوطني
القائد الاعلى للدرك الوطني
auress54

ذكر
عدد المساهمات : 7617
نقاط : 11436
سمعة العضو : 567
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
التسجيل : 29/12/2011
العمر : 29
الموقع : جبال الاوراس
المهنة : جزائري
نقاط التميز : 10

مهمة في الاتحاد الافريقي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهمة في الاتحاد الافريقي    مهمة في الاتحاد الافريقي  I_icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2013 6:46 pm

 يوميات مراقب عسكري في دار فور9
من الصعب وصف المشاعر التي أحسست ويحس بها كل من هو في أرض المهمة حين يغادر المنطقة لقضاء إجازته وخاصة إن كانت هي الأولى له في المهمة فذلك يعني قضاء أوقات مختلفة بحرية أكثر ويعني رؤية الأهل والأقارب والأصدقاء ويعني النوم لساعات أطول والراحة والأكل الجيد ويعني الرحلات والشواطئ والأندية وغيرها وهذا ما يعتقده كل من تركتهم ورائي وهم يحسدونني على اجازتي وربما لأن الكثير منهم كانوا يقضون اجازاتهم في مدن اخرى من العالم تم يعودون الى ارض المهمة دون ان يروا بلدانهم .

والحقيقة بالنسبة لي غير ذلك فلم تكن الإجازة كافية حتى لإنجاز مجموعة من المسئوليات والالتزامات والاحتياجات التي تراكمت طوال الأشهر الثلاثة السابقة ناهيك عن الأحداث العارضة كاصابتي بانفلونزا حادة نتيجة لاختلاف الطقس واضطرابات في المعدة بسبب التغيير في الاكل وغيرها من الاحداث  لذلك فبدلاً من أن تكون الاجازة وقتاً مخصصاً للراحة والاستجمام للعودة إلى المهمة بنشاط وحيوية من أجل أداء افضل كانت الاجازة استمرار للارهاق والضغط النفسي وبالتالي العودة بفكر مشوش وبدن مرهق وقلق على الأداء والحياة وكل شئ.

يوم الجمعة 5 . 1 . 2007 بدأت طريق العودة إلى أرض المهمة والموعد الساعة الثامنة مساءاً على الرحلة المتوجهة إلى الخرطوم وعندما دخلت إلى صالة مطار طرابلس التقيت مع اربعة من المراقبين الليبيين العاملين هناك والذين لم التق معهم منذ تم توزيعنا على مجموعات العمل (المعسكرات) أول مرة وسافرنا على نفس الرحلة التي استغرقت ثلاثة ساعات ونصف ولم تكن هذه الرحلة كسابقاتها بالنسبة لي فقد كنت مازلت اتعافى من الانفلونزا التي لم اشف منها تماماً وربما كانت وراء ما تعرضت له من تاثير الضغط الجوي فقد كنت اشعر وكأن هناك فقاعات هواء تتحرك في اماكن من رأسي ويكاد ينفجر ولم تفلح استغاثتي بالمضيفين والزملاء والمحاولات باشغال نفسي من ان تخفف عني وكنت في بعض الاحيان اقف من مكاني منتفضاً من شدة الالم ولا اعرف ما الذي يجب أن افعله وليس في الامكان المغادرة لزيارة الطبيب وكدت لا اصدق باننا هبطنا على أرض مطار الخرطوم الساعة الثانية عشر تقريباً فاتممنا اجراءاتنا وخرجنا لنحجز في احد الفنادق وفي اليوم التالي سافر اثنان من الزملاء إلى الفاشر وبقيت انا واثنين اخرين لاتمام بعض الامور في السفارة واستكمال بعض الاحتياجات والراحة ولحقنا بهم إلى الفاشر يوم الأثنين 8 . 1 . 2007 على متن طائرة الاتحاد الافريقي وكانت رحلة عادية جداً بالرغم من تخوفي من 


الطيران بعد ما حدث لي في الرحلة السابقة إلا ان تاثير الضغط هده المرة كان خفيفاً ويحتمل وبعد وصولنا الفاشر ذهبنا إلى مقر قيادة المهمة حيث علينا أن نسجل في سجل خاص بالمغادرة والرجوع إلى ارض المهمة تم ذهبنا إلى معسكر زمزم وبالتحديد إلى الخيام الكبيرة المخصصة لاستقبال اعضاء الاتحاد الافريقي الغير عاملين بهذا المعسكر فحجزنا اماكننا ووضعنا امتعتنا وكانت الاقامة في هذه الخيمة غير مريحة على الاطلاق فقد كان بهذه الخيمة لا يقل عن ثلاثون سريراً وهي مزدحمة بجميع الجنسيات لذلك فهم يسهرون لمشاهدة الافلام على اجهزة الحاسب والتعارف وتبادل المعلومات ويطبخون في السر مما يتسبب في انبعاث روائح مختلفة مزعجة ايضاً في اماكن النوم وهناك من يستعمل الانارة في اوقات متأخرة والموسيقى العالية بالاضافة للسرقة والتطفل وو وغيرها وما زاد الطين بلة وجعل هذا المكان اكثر كآبة هو تدمير المقهى الذي امام المعسكر على جهة اليسار واحراق الآخر المقابل له في مظاهرة احتجاج لسكان الفاشر وفي هذه الليلة لم انعم بالراحة حتى في نومي فقد كانت البطانية من الحجم الصغير والليلة باردة جداً ولعله لا يخفى على احد معنى البرد في المناخ الصحراوي ولا معنى ان يقضي أحدهم ليلته في برد قارس حتى الصباح.
 
مهمة في الاتحاد الافريقي  Dsc00674
 

يوم الثلاثاء 9 . 1 . 2007 اليوم صباحأ سافر الزميلان اللذان كانا معي إلى موقعهما وبقيت لوحدي في هذا المكان أنتظر دور رحلتي لاسافر وبالرغم من أن سفرهما جعل المكان أكثر مللاً إلا إن أحدهم أعطاني بطانيه كان قد استعارها من أحد الضباط الجزائريين على أن أتركها له عندما أغادر وبذلك استطعت ان أعرف معنى النوم الحقيقي باقي الليالي وقبل أن أنام هذه الليلة وعندما دخلت إلى فراشي وتغطيت جيداً وابقيت على رأسي خارج الغطاء واخذت اراقب ما يدور حولي من حوارات ومواقف وكلهم في جماعات ولا وجود لليبي أو عربي أخر ولا حتى أي شخص أبيض عندها خطر ببالي ذلك السؤال الذي سالته لنفسي مرات عديدة خلال مهمتي .. ماذا افعل هنا ؟ وعندما أجبت نفسي وعلمت ماذا أفعل هنا ضحكت وأدخلت راسي تحت الغطاء ونمت . 
يوم الاربعاء 10 . 1 . 2007 صباحاً ذهبت إلى المطار في محاولة للسفر إلى الموقع على الطائرة المتجهة إلى هناك وكانت مخصصة للتموين حسب الجدول ولكني لم اتمكن من السفر على متنها بالرغم من ان قائد الرحلة قد سمح لعدد محدد من ركوب الطائرة وكان من بينهم آمر مجموعتنا الذي حضر الموقف فقال لي بانه يعرف انه لا توجد رحلات كافية وبانه منذ ايام ينتظر السفر ولذلك فهو سيقدر أي تاخير لي عن الالتحاق بالموقع فرجعت إلى مقر المهمة وبالتحديد إلى شعبة العمليات الجوية حيث لديهم سجل على كل من يريد السفر إلى أي موقع من مواقع الاتحاد الافريقي أو سيستخدم أي وسيلة مواصلات خاصة بالاتحاد الافريقي عليه ان يسجل بعض البيانات التي اهمها الاسم ورقم الهوية فسجلت طالباً السفر إلى مهاجرية ورجعت إلى معسكر زمزم ونفس الخيمة حيث وجدت أن احدهم قد أعجبه مكاني وأخذه فبحتث عن سرير أخر وغيرت مكاني .
كانت معظم اللقاءات بين الضباط المراقبين الليبيين (بيننا) في هذا المهمة تتم عادة بالمصادفة فعندما يدخل احدنا إلى المناطق التي بها تغطية الهاتف المحمول يبدأ بالاتصال بارقام الجميع ومن يكون في التغطية سيرد وفي كثير من المواقف نلتقي مع بعضنا البعض بدون أي تنسيق أو تخطيط وهذا ما حدث يوم الخميس 11 . 1 . 2007 حين اتصل بي احد الزملاء القادم من الإجازة وقال لي بانه نزل الان في مطار الفاشر قادماً من الخرطوم وكان هذا خبراً مفرحاً بالنسبة لي فوجوده سيغير قليلاً من الشعور بالقلق والوحدة وبعد ان جاء إلى معسكر زمزم استطاع ان يحصل على خيمة فردية فانتقلت معه فيها واصبح الحال افضل مما هو عليه على الاقل من ناحية الاستقلالية وخاصة انه لن تكون هناك رحلات يوم الغد مما يعني بقائنا يوم وليلتين في هذا المكان على اقل تقدير وكانت التعليمات في هذا المعسكر تقتضي بان يقيم الضباط برتبة عقيد ومقدم في حال تواجدهم بهذا المعسكر بالخيام الفردية وكان زميلي هذا برتبة مقدم فقضينا عطلة نهاية الاسبوع معاً .

يوم السبت 13 . 1 . 2007 سافر زميلي إلى موقعه فقد كان محظوظاً لأنه يعمل بمنطقة تسير اليها الرحلات يومياً بالاضافة للرحلات التجارية وبقيت لوحدي مرة أخرى فذهبت إلى مقر المهمة للتسجيل في قائمة السفر فهم لا يعتدون بقائمة يوم الخميس بل التسجيل يكون بشكل يومي وفي الخامسة مساء من كل يوم يتم تعميم جدول الرحلات المقررة غداً على القطاعات عن طريق الانترنت وينشر في لوحات الاعلانات والجدول يبين نوع الطائرة واسمها ورقمها ووجهتها ونوع الرحلة (دورية إدارية/دورية تحقيق/نقل مسافرين/شحن تموين او معدات وغيرها) وعدد الركاب المسموح بهم ومن هذا الجدول تبين وجود رحلة إلى مهاجرية غداً فاستعديت للسفر .
 
مهمة في الاتحاد الافريقي  Dsc02259
 

يوم الأحد 14 . 1 . 2007 اليوم صباحاً ذهبت إلى المطار وبعد انتظار ومحاولة فاشلة للسفر عن طريق رحلة متجهة إلى نيالا أولاً تم مهاجرية فلم يسمح لي بصعود الطائرة لعدم وجود اسمي بكشف المسافرين على هذه الطائرة وبعد ذلك استطعت ان أجد طائرة كانت ستذهب في رحلة طويلة جداً تردد الكثيرين قبل ان يسجلوا اسمائهم ولكنني فرحت بها وركبت الطائرة مع ثمانية أفراد أخرون واقلعت بنا متجهة إلى معسكر هسكنيتا الذي كان يقع شرق معسكرنا ويبعد عنها أكثر من مئة كيلو متر وبعد وصولنا هناك دخلنا إلى المعسكر للغذاء في انتظار افراغ شحنة التموين المرسلة اليهم تم اقلعت بنا الطائرة مرة أخرى متجهة إلى نيالا التي تقع غرب معسكرنا بحوالي مئة كلم وكنا قد حلقنا فوق معسكرنا ونحن نطير بهذا الاتجاه وهناك التحق بنا اربعة افراد من الشرطة الافريقية وتم التزود بالوقود واقلعت الطائرة متجهة إلى مهاجرية ونزلت بمهبط المعسكر وبالرغم من طول الرحلة إلا انها كانت من غير متاعب وبالنسبة لي كنت سأختار رحلة اطول من هذه مرتين أو ثلاثة على البقاء في معسكر زمزم وتلك الخيام الكبيرة ، بعد هبوط الطائرة وجدنا مجموعة في انتظار الصعود إليها كان منهم آمر الشرطة بمعسكرنا الذي كان ذاهباً في إجازة وآمر قوات الحماية بالمعسكر وهو ذلك الضابط الذي كان طرفاً في مشكلة هبوط الطائرة ليلاً فقد تم نقله إلى معسكر هسكنيتا وارسال آمر مجموعة الحماية بهسكنيتا إلى مهاجرية وبعد دخولي إلى المعسكر وفتح خيمتي وجدت أن كل أشيائي قد غطاها الغبار فطلبت من أحد العسكريين أن يقوم بتنظيفها وذهبت لاسلم على باقي الزملاء كما اني رأيت أن أحد المحليين قد افتتح متجراً أمام المعسكر فذهبت لابارك له واستطلع امكانياته فوجدت أن المتجر عبارة عن كوخ من الصفيح وامامه مظلة تحتها مجموعة من الكراسي وكان يبيع الاحتياجات الاساسية من سجاير وبطاريات وادوات حلاقة والصابون والسكر والشاي والمشروبات وغيرها كما انه اصبح مكانا نجلس فيه بعض الأحيان للحديث وقضاء بعض الوقت .

يوم الأثنين 15 . 1 . 2007 صباحاً ذهبت دورية إلى لبدو ورجعت بدون أي حاذث يذكر وبعد الظهر رأينا دخان يتصاعد من جهة الشرق وكان كثيفاً وليس ببعيد وفي المساء وصلتنا معلومات تؤكد أن مصدر الدخان قرية اسمها (أم دريساي) التي تعرضت لهجوم من قبل الجنجاويد فقرر الآمر إرسال دورية إلى هناك وكلف رائد من جنوب افريقيا وانا معه وكان الوقت قد تأخر حيث خرجنا من المعسكر الساعة السادسة والنصف ومعنا مجموعة من قوات الحماية وبعد أن خرجنا من مهاجرية واصبحنا في اطرافها التقينا مجموعة من المواطنين الفارين من تلك المنطقة فاستوقفناهم لنسألهم عن ما يحدث فقالوا لنا بانهم ذهبوا إلى هناك معتقدين بانه لا وجود للجنجاويد ولكنهم كانوا في كل مكان وبالرغم من ان المواطنين في الغالب ما كانوا يطلبون منا ان نواجه الميليشيات إلا ان من صادفناهم هذه المرة طلبوا منا ان لا نذهب إلى هناك لان الوقت قد تأخر ولن نرى شئ في الظلام فاخذنا اقوالهم وسجلنا ما شاهدوه ورجعنا إلى المعسكر .

الثلاثاء 16 . 1 . 2007 اليوم صباحاً تم تسليمي مهمة دورية إلى قرية (أم دريساي) ومعي نقيب من التوغو وافراد من الشرطة ومجموعة من قوات الحماية ولم يكن احد من المراقبين الموجودين في هذا المعسكر يعرف شئ عن القرية ولا يوجد لها إحداثي مسجل على جهاز تحديد المحل لذلك عندما سلكت الطريق باتجاه المنطقة فكرت انه ليس من الجيد ان اذهب لابحث عن قرية لا اعرفها من قبل وليس عندي لها إحداثي فقد لا اجدها او اقع في مشاكل انا في غنى عنها وفي الطريق التقيت احد الرجال ومعه زوجته يركبان حصاناً يجر عربة فاستوقفتهما وسألت الرجل عن القرية التي نقصدها فحاول ان يصف لي الطريق ولكن كان ذلك صعباً لعدم وجود نقاط دالة أعرفها فسألته ما إذا كان يستطيع ان يذهب معنا إلى هناك فتكلم مع شريكته بلغة محلية تم اجابني بالموافقة ، وفي الواقع كان نقل المدنيين بشكل عام والمحليين بشكل خاص لا يسمح به ولكن في رأيي ان بعض التجاوزات قد تكون مفيدة عندما يكون القصد منها صالح العمل وكان هذا الرجل يحمل سيفاً فقلت له بطريقة ودية : بما انك ستذهب معنا فانت لست في حاجة لهذا السيف ومن الافضل ان تتركه مع زوجتك لانها هي من ستذهب لوحدها فضحك ومرة اخرى تبادلا جملاً غير مفهومة بالنسبة لي واعطى سلاحه لزوجته  وركب معنا وانطلقنا إلى القرية المعنية وفي هذه الاثناء كنت ارسم الطريق إلى هناك على جهاز تحديد المحل وبمجرد وصولنا إلى وجهتنا طلبت من المراقب الذي يقود السيارة ان يقف بنا في منتصف الحي وسجلت الاحداثي والمسافة التي كانت 8 كم تم صعدت إلى سقف السيارة لأوثق ما أرى بآلة التصوير الرقمية الخاصة بالدورية وبعد ذلك ترجلت وأخذت في تفقد الحي مع باقي افراد الدورية ووجدنا أن نصف المساكن تقريباً قد أحرقت ودمر جزء أخر ووجدت مجموعة من الاطلاقات ومجموعة أخرى من الظرف الفارغ للبندقية FN   والبندقية كلاشنكوف فقمت بتجميعها جميعاً وتوثيقها تم قمنا بجولة حول القرية وعدنا من نفس الطريق وأنزلنا الشخص المدني حيث أراد وفي طريقنا ثم ذهبنا إلى معسكر النازحين الجنوبي بمهاجرية ثم إلى وسط القرية وبعد ذلك إلى معسكر النازحين الشمالي ورجعنا إلى المعسكر بعد أن وجدنا قرية مهاجرية آمنة وبعد الغذاء أرسل آمر المجموعة وبشكل مفاجئ دورية أخرى إلى نفس القرية بها نقيب من مالي ورائد من زامبيا ورجعوا مساءأ دون أن يضيفوا جديداً وفي إجتماع المساء كان الحديث عن ثلاثة دوريات إلى نفس القرية .
مهمة في الاتحاد الافريقي  Qqq
 

يوم الاربعاء 17 . 1 . 2007 اليوم صباحاً ذهبت أنا وآمر المجموعة ونقيب من التوغو في سيارة الآمر ومعنا قوات حماية وشخص سوداني يعمل بشركة الخدمات بالمعسكر أحضره الآمر معنا كدليل لنا للوصول إلى أناس نزحوا من قرية (أم دريساي) إلى (حي السلام) القريب من معسكرنا ولا يفصل بيننا الا وادي وعند وصولنا إلى هناك استطعنا أن نلتقي بمجموعة من الناس منهم اثنان كانا حاضرين وقت الهجوم على القرية وكان أحدهما شيخ في الستينات من عمره والآخر شاب عمره 18 سنة وبعد أن أخذنا أقوالهما التي قالا فيها انهم كانوا يتوقعون الهجوم في أي لحظة ولكن الهجوم كان مباغث واستطعنا ان نهرب من هناك كما ان احدهما قال بأن المهاجمون أمسكوا ببعض من سكان القرية واطلقوا سراحهم بعد ان هددوهم بالقتل ان هم عادوا إلى هذه القرية أو مزارعها وقالا ايضا ان بعض المصابين موجودين بمستشفى القرية وذكروا لنا أسماء فذهبنا إلى هناك فاستقبلنا أمام باب المستشفى طبيب من أطباء بلا حدود فسأله الآمر عن عدد الجرحى الذين استقبلهم بالمستشفى بعد هجوم الأمس فذكر لنا العدد وللأمانة لم أعد أذكره بالضبط الآن ولكنه لا يقل عن تسعة جرحى فشكرناه وانهينا الحديث معه وتوجهنا إلى مقر العمدة ، وكان الغرض من معرفة عدد الجرحى هو محاولة لتكوين فكرة عن حجم المعركة بناء على الخسائر وعند العمدة التقينا ايضاً بقائد منطقة جنوب دارفور بالحركة وشيخ مهاجرية وبعض الأعيان فتحدثنا عن الأوضاع الأمنية بالمنطقة بصفة عامة وعن خلفيات هجوم الأمس بصفة خاصة وبعد رجوعنا إلى المعسكر علمنا أن مجموعة من الامم المتحدة ستزور معسكرنا غداً .

الخميس 18 . 1 . 2007 اليوم أستيقظنا باكراً من أجل الاستعداد لاستقبال الضيوف الذين كان من المفترض أن يصلوا الساعة التاسعة ولكن بعد الحادية عشر وصلت برقية تفيد بتأجيل الزيارة نظراً للأوضاع الأمنية بالمنطقة وفي هذا اليوم جاءت دورية من لبدو لتسليم بعض المعاملات الإدارية ومعهم سيارة نقل مياه لتعبيتها من بئر المعسكر فلم يكن لديهم بئر داخل المعسكر كما هو الحال في معسكرنا ومعظم المعسكرات الاخرى وكانوا يقومون بتعبية المياه من بئر داخل منطقة لبدو ولكن حين تتوتر العلاقات مع المحليين كانت أولى أوراق الضغط هي مياه الشرب لقد كانت الحياة في مثل هذه الظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها معاناة وقبل أن يغادروا جاءت دورية أخرى من شاعرية ايضاً من أجل البريد وبعد أن علمنا رسمياً بتأجيل موعد زيارة مجموعة الأمم المتحدة ذهبت أنا وممثل الحركة إلى العمدة والقيادة العسكرية لنخبرهم بذلك لأننا كنا قد أعلمناهم بها حسب التعليمات .

السبت 20 . 1 . 2007 اليوم صباحاً بعد اجتماع الدورية خرجت مع الآمر ونقيب من نيجيريا في دورية على محور مهاجرية – حي الدنكا – كالاجو – بركة – كليكلي كانت كل هذه المناطق عند بداية عملي بالمهمة تقع تحت سيطرة حركة جيش تحرير السودان جناح مناوي أما الآن فهي مناطق مهجورة ومدمرة ولم يبقى تحت سيطرة الحركة الا مهاجرية ولبدو وسنيد ويوجد على طول الطريق إلى هناك بعض المقاتلين وافراد من قبيلة المعاليا الذين كنا نراهم من بعيد وبعد وصولنا إلى المنطقة الأخيرة وجدنا أنه قد ثم فتح نقطة للجيش وأخرى للشرطة السودانية فبعد سيطرة ما يسمى بالجنجويد على تلك المناطق قاموا بتسليم كليكلي للحكومة السودانية التي قامت بدورها بتتبيث اقدامها لتأكيد سيطرتها على الأرض وكانت هذه الخطوة قد قلبت موازين القوة بالمنطقة وكان أفراد من قبيلة المعاليا في السابق يقولون انه عند سيطرتهم على أي أرض سيقومون بتسليمها للحكومة وهذا ما فعلوه في كليكلي ولم نستطع لقاء العمدة لانه كان في اجتماع بمدينة الضعين يجمع كل عمد المنطقة ثم جاءت دورية الضعين وكان آمرها ذلك الضابط الموريتاني الذي كان معنا وانتقل إلى هناك وجاء معه ضابط الامداد بمعسكرنا الذي ثم نقله إلى الضعين بعد ذهابي في إجازة وثم إعادة توزيعه مرة أخرى بمعسكرنا  فرجع معنا اليوم إلى هناك وبعد وصولنا المعسكر ذهبنا إلى إجتماع قصير تناولنا فيه نتائج دورية اليوم قبل ان نذهب للغذاء وفي المساء جاء إلى معسكرنا بعض من القادة العسكريين للحركة بالمنطقة وطلبوا الاجتماع بالآمر الذي اجتمع معهم بمرافقة بعض المراقبين كنت أحدهم وعندما بدأ أحد الضيوف يتحدث عن سبب مجيئهم تفاجئنا بما يقول فقد طلبوا فصل العاملات السودانيات اللاتي كن يعملن بالمعسكر في الغسيل والتنظيف كان طلبهم بدون مقدمات ولم يقدموا مبررات لقد كانوا مصممين على تنفيذ قرارهم ورافضين إيجاد حلول وسط بدعوى انه قرار الإدارة الأهلية بالمنطقة الذي لا يمكن التدخل فيه عندها طلب الآمر مهلة لمعالجة الأمر فوافقوا على اعطائنا مهلة حتى صدور قرار فصلهن ، لم نكن لنتأثر كثيراً بايقاف تللك النسوة عن العمل فنحن كعسكريين تعلمنا أن نصنع الشئ من لاشئ وتدربنا على الإعتماد والإعتداد بالنفس وجربنا التعايش في ظروف مختلفة لهذا فلن تحل كارثة إذا غسلنا ملابسنا بايدينا أونظفنا مكاتبنا بانفسنا وإنما ستكون هناك مآساة إذا ثم طردهن لأن أقل إمراءة فيهن لديها ثلاثة أطفال تقوم باطعامهم وفرصة العمل بالنسبة لهن في مثل هذه المناطق هي فرصة العمر التي قد لا تتكرر لذلك فنحن نظرنا لهذه المشكلة من الجانب الانساني .. ما السبب ياترى وراء الاصرار على قطع الارزاق ؟ لقد حاولت أن افهم السبب الحقيقي وراء هذا القرار دون فائدة لقد وقفت عاجزاً كما هو حال زملائي لإحتواء هذه الأزمة فكيف لي أن أطرح  حلاً أو حتى أفكر لحل مشكلة لا اعرف سببها ، كتب الآمر تقريره إلى رئاسة القطاع واستدعاء مدير شركة الخدمات بالمعسكر نظراً لتبعية النسوة له وأبلغه بما حدث فقال أنه سيطلب التعليمات من مديره وطلب ايضاً أن يتحدث مع الاشخاص الذين جاءوا إلى هنا ولكنهم كانوا قد غادروا .
فهل سيتم فصل النسوة عن العمل ؟..............................................................................................النقيب خالد كنيفو 


عدل سابقا من قبل auress54 في الخميس يونيو 20, 2013 6:49 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
auress54
القائد الاعلى للدرك الوطني
القائد الاعلى للدرك الوطني
auress54

ذكر
عدد المساهمات : 7617
نقاط : 11436
سمعة العضو : 567
تاريخ الميلاد : 05/05/1995
التسجيل : 29/12/2011
العمر : 29
الموقع : جبال الاوراس
المهنة : جزائري
نقاط التميز : 10

مهمة في الاتحاد الافريقي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: مهمة في الاتحاد الافريقي    مهمة في الاتحاد الافريقي  I_icon_minitimeالخميس يونيو 20, 2013 6:47 pm

يوميات مراقب عسكري في دار فور10
إن عدداً كبيراً من الضباط وخاصة الإحداث منهم في المراكز القيادية لا يجيدون تقدير الموقف بصورة صحيحة وفي هذه المهمة وغيرها أدلة واضحة على ذلك ، وفي هذه المقالات أحداث قد تساعد في الإرشاد إلى الطريق الصحيح لإيجاد الحلول للمشاكل بناء على تقدير الموقف وبالطبع هذه الأحداث هي فقط لإتباثها كأمثلة عامة وليس للتمسك بها على اساس انها الطريقة الوحيدة للوصول إلى تقدير الموقف بشكل جيد.

وبما ان تقدير الموقف يعتبر ممارسة دهنية يقوم بها الأشخاص فمن الطبيعي أن يكون هناك إختلافاً في إيجاد الحلول التي يقدمها أشخاص مختلفون لمشكلة واحدة .
 
مهمة في الاتحاد الافريقي  Brig%20gen%20kazura-dfc

الاحد 21 . 01 . 2007 صباحاً ذهبت دورية من معسكرنا إلى معسكر فريق عمل ( لبدو ) وبقيت انا مع الضباط المراقبين الآخرين لاستقبال مجموعة من فريق الامم المتحدة بالسودان والذين تم الغاء زيارتهم السابقة كما تم الغائها اليوم فلم يأتوا ورجعت الدورية مساءا من (لبدو)  بدون اي حادث .

الثلاثاء 23 . 01 . 2007 اليوم بعد الظهر سلمني ضابط العمليات مهمة دورية للذهاب غداً إلى رئاسة القطاع (بالضعين) والتي تبعد حوالي 90 كم شرق معسكرنا وذلك لمرافقة ضباط نيجيريين من قوات الحماية وتسليم البريد وشراء بعض الاحتياجات من هناك لذلك بعد اجتماع المساء بدأت في تجهيز طلبات الحصول على اجازة والتي تقدم بها الضباط المراقبين للحصول على اجازتهم في شهر مارس القادم وطلب الاجازة الخاص بي من بينها وكان استلام الطلبات والتأكد من صحة البيانات وتطابقها مع التعليمات الخاصة بتقديم طلبات الاجازة من مهمة الضابط الاداري الاول ولانه في اجازة محلية فهي من مسئوليتي كضابط اداري ثان وفي نظام الاجازات في هذه المهمة كان يمكن ان للمراقب ان يحصل على اجازة لمدة ستة ايام من كل شهر تسمى إجازة محلية على ان يقضي هذه الاجازة داخل معسكرات الاتحاد الافريقي بالسودان او ان يجمع هذه الايام حتى تصل الى ثمانية عشر يوماً فيحصل عليها بعد قضاء مدة ثلاثة اشهر متواصلة مع منح يومان للسفر لتصبح عشرون يوماً وبالنسبة لي هذه هي الاجازة التي تتمشى معي في هذه المهمة نظراً لبعد المسافة وتكاليف كل رحلة سفر ، وفي مساء هذا اليوم رأينا دخاناً يتصاعد من منطقة ليست ببعيدة عن معسكرنا وباتجاه الشرق وبعد فترة من الزمن علمنا من أحد مصادرنا ان قرية ( جوخان ) قد ثم مهاجمتها وحرقها وبسبب ذلك ابلغني ضابط العمليات بالغاء دورية الغد إلى الضعين وانه قد تم تكليف طائرة ستاتي للموقع وتنقل الضباط والبريد فانهيت المعاملات وحرصت ان اسلمها لاحد الضباط الذين اثق بهم وسيذهب في هذه الطائرة حتى لا يحدث اي خطأ قد يترتب عليه التأخر في الحصول على اجازتي .
مهمة في الاتحاد الافريقي  Eee

الاربعاء 24 . 01 . 2007 اليوم صباحاً ذهبت دورية من قوات الحماية فقط إلى لبدو والتي نعتبرها دورية محلية لانها تبعد فقط 23 كم ومعسكر الفريق هناك يتبع مجموعتنا وهي تتبع مهاجرية إدارياً ولم تتأخر الدورية هناك حيث رجعت العاشرة صباحاً تقريباً وبعد رجوعهم مباشرة دخلنا إلى حجرة العمليات لغرض الاجتماع للذهاب في دورية إلى القرية التي تم حرقها مساء الامس وتم تكليف رائد من جنوب افريقيا بهذه الدورية وأنا معه وكالعادة معنا مجموعة من الشرطة الافريقية وقوات الحماية فانطلقنا حوالي الساعة 11 صباحاً من طريق ( دنكا – ام دريساي – جوخان ) التي وجدناها قد دمرت الا بعض المنازل التي مازالت النيران مشتعلة في بعضها وهي تبعد حوالي 11 كم شرق معسكرنا وبعد تفقد القرية وتوثيق وتسجيل ما شاهدناه من دمار حل بهذه القرية حاولنا العثور على الناجين والشهود الذين حضروا الهجوم على القرية ولكن لا وجود لأحد فرجعنا الى المعسكر وفي المساء كتبنا تقريرنا بالخصوص وارسلناه إلى رئاسة القطاع كالعادة وثم مناقشته في الاجتماع اليومي  ، اما الحدث الخاص  في هذا اليوم هو رجوع أحد الضباط المراقبين من الغابون الى المهمة بعد ان كان قد انفك منها وودعناه وسافر الى بلده فاستغربنا جميعنا ما حدث فقد كان النظام في هذه المهمة لا يسمح بالعمل لاكثر من عام متواصل  للمراقب ولم يكن لدى هذا الضابط اي نية في التمديد والبقاء لمدة اطول هنا ولا رغبة للاتحاد الافريقي في التمديد له بدليل ان رئاسة المهمة في الفاشر سلمته رسالة الانفكاك ومستحقاته وارسلته الى بلده .. فهل يعقل ان الغابون هي من مددت له المهمة ؟ هذا ما قاله هو وما لم نفهمه نحن وعلى أي حال لقد سعدنا جميعاً بعودته بالرغم من انه كان متدمراً بسبب ذلك فلقد تعودنا على وجوده لانه كان هادئاً ومسالماً والجميع يرتاح في التعامل معه  لقد كان هذا الضابط برتبة نقيب وعمره 46 سنه ولا يستطيع التحدث اللغة الانجليزية الا القليل جداً منها لان لغته الفرنسية لذلك فقد كان يستعين بيديه وبعض من الاصدقاء الذين يتحدثون اللغتين معا لايصال ما يريد من من فكرة او نقاش ، كان محبوبا من الجميع لانه دائماً يجعلنا نضحك دون ان يقصد ذلك  ولعل من اول الاشياء التي جعلتني أضحك هو تخصصه عندما عرفته وعرفت ذلك في احد الايام التي كنا فيها في اجتماع بين المراقبين ومدير شركة الخدمات بالمعسكر الذي تم استبداله حديثاً بالمهندس الذي كان موجودا وكان هذا الاجتماع مخصصاً لتعليمات شركة الخدمات والتي تتعلق بمواعيد ضخ المياه واستعمال الكهرباء ومواعيد الدخول الى المطعم والنظافة والوقود وصيانة السيارات وكل شئ يخص الخدمات التي تقدمها الشركة للمعسكر وكان المهندس الموجود بالمعسكر والذي قام بالكثير من التحسينات قد استبدل بهذا المهندس الذي قلل من كمية المياه والكهرباء واظهر حرص كبير على تنفيذ التعليمات وضمن التعليمات التي تم التشديد عليها هي عدم الطبخ بالخيام وهدد باتخاد اجراءاته بالابلاغ عن اي مخالفات الى المستوى الاعلي وكان اكثرنا ياكل في مطعم المعسكر واحيانا نطبخ في الخيام حسب الامكانيات وتوفر الوقت والظروف وهذا يحرم الشركة من الايراد المالي الذي تستفيده مقابل ما تقدمه من وجبات وكان الضابط الغابوني هذا لا ياكل في المطعم ابداً وعندما ترجم له احد الزملاء ما قاله مدير الشركة وآمر المجموعة الذي طلب منا الالتزام بالتعليمات فستأدن للكلام وقال : أنا لن اتوقف عن الطبخ في خيمتي لأن الأكل غير جيد النوعية واذا حدث حريق في المعسكر فانا سأعرف كيف أطفئه لأنني رجل اطفاء وبالرغم من انه رفض التعليمات صراحة الا ان جميع من كان موجوداً لم يسيطر على نفسه من الضحك وبعضهم كان يعرف تخصصه ولكنها المرة الاولى بالنسبة لي التي اعرف فيها تخصصه ولم اجد تفسيراً لذلك وما علاقة الضابط الاطفائي في الجيش بمهام حفظ السلام فوجدت ان العلاقة الوحيدة بينهما ان كلاهما يحاول ان يخمد النار التي تشتعل ، المهم إننا جميعاً رفضنا الإمتثال لأوامر منع الطبخ بالخيام واكدنا إننا سنستمر في فعل ذلك ليس لاننا اطفائيين ولكن اشترطنا تحسين الاكل بما يتلائم مع المجهود الذي نبدله والطقس الذي نعيش فيه والمبلغ الذي ندفعه ثمناً لهذه الوجبات حتى لا نفكر في الأكل خارج المطعم .

الخميس 25 . 01 . 2007 في الصباح ذهبت دورية إلى قرية ( جوخان ) التي ذهبنا لها بالامس وبينما كنت اجلس امام خيمتي في انتظار عودة الدورية جاءني فرد الأمن بالباب النظامي ليبلغني ان ضابط العمليات واثنين من قادة الحركة امام البوابة في انتظاري وعندما ذهبت اليهم عرفت الشخصين فسلمت عليهما وفهمت من ضابط العمليات انه في حاجة لمن يترجم له الموضوع الذي أتى الضيوف من اجله لعدم وجود المترجم الذي ذهب مع الدورية فدخلنا الى حجرة العمليات وجاء آمر المجموعة وبعد ان بدأنا الحديث تبين انهم اتوا لانهم مصرين على ان يتم فصل النسوة اللاتي يعملن بالمعسكر وفي هذه المرة احضروا معهم ورقة موقعة باسم القيادة العسكرية ومكتوبة باللغة العربية لايقاف العاملات بناء على قرار الادارة الاهلية والذي يفترض انه يبدأ من تاريخ اليوم وبعد نقاش لم يكن سهلاً طلب مدير شركة الخدمات والذي تم استدعائه بناء على طلبه في المرة السابقة وهو المدير في الجهة التابعة اليها النسوة ان تستمر النسوة في العمل حتى نهاية الشهر لانهن لن يحصلوا على مرتب هذا الشهر اذا لم يكملن العمل الى نهايته وليتمكن من ايجاد البديل خلال هذه المدة بالتشاور مع رؤسائه ثم قال آمر المعسكر جملة فيها الكثير من الذكاء الذي انكره عليه واعتقد بانه قد تم تلقينه ليقول ماقاله فقد قال : أنتم احراراً في قراراتكم ونحن لن نتدخل في ذلك ولكن الا تروا معي ان هذا قد يسئ الى سجل حقوق الانسان في المنطقة التي تسيطرون عليها وانتم الذين تحاولون كسب التأييد الدولي واثبات تعرضكم الى التهميش واردف : انا لا اطلب رداً ولكن اطلب مزيداً من التفكير .. لقد كانت الكلمات مختارة بعناية واحسست بانني استمع الى قائد القطاع الذي اشهد له بانه كان سياسيا ودبلوماسيا وذو شخصية قوية وربما خلال احد المكالامات السابقة عندما ثم مناقشة الموضوع حين طرح في السابق فطلب منه تمرير هذه الرسالة ليسجلوا ردة فعل هولاء الناس وقد نجح ، هذا ظني ويبقى بعض الظن إثم .

وبعد ان انهى آمر المجموعة كلامه طلبت منه ان يأذن لي بأن أذهب مع هؤلاء الاشخاص لأريهم المكان الذي يشتغلن به النسوة واشرح لهم طبيعة عملهن فوافق ووافقوا هم وخرجنا إلى المغسلة حيث يتواجدن والتقوا بهن تم عرفتهم على العمال المحليين من الرجال وبينت لهم كيف انه لا يمكن لهن الاختلاط مع باقي الافارقة الموجودين بالمعسكر إذا كان هذا هو السبب في الاصرار على فصلهن من عملهن فانا والكثير من العمال السودانيين الذين يعملون معهن والمترجم والممثلين السودانيين كلنا لا نرضى بأي سلوك لا يتمشى مع ديننا أو اخلاقنا وبكل امانة لم نرى منهن الا كل خير ولم يحدث ان رأينا أو علمنا باي شئ من هذا القبيل ، فوافقوا على أن تستمر النسوة في العمل ووخلال ذلك سيتم مراجعة الأمر مع الإدارة الأهلية ودراسته مرة أخرى والرد في نهاية الشهر فأوصلتهم إلى القرية ومعي ممثل الحركة وممثل الحكومة وقد عبروا كما في كل مناسبة عن شكرهم وإمتنانهم لليبيا شعباً وقيادة واحترامهم لي كممثل لليبيا في الاتحاد الافريقي ومنطقتهم وبعد الغذاء في أحد مقاهي القرية رجعنا إلى المعسكر .

السبت 27 . 01 . 2007 اليوم صباحاً ذهبنا في دورية إلى كليكلي عن طريق دنكا – كالاجو - بركة – كليكلي وخلال الطريق ومن بعد كالاجو حتى وصولنا وجهتنا كان هناك تواجد ملحوظ لقبيلة المعاليا وعلى شكل عائلات وتجمعات وبعد وصولنا التقينا آمر نقطة الشرطة التابعة للحكومة هناك ولم نستطع في هذه المرة ايضاً من لقاء عمدة المنطقة الذي كان في منطقة الضعين في اجتماع يضم كل عمد المناطق المجاورة في محاول لإحتواء الأزمة الحالية في المنطقة فرجعنا من نفس الطريق ، وفي الأيام التالية اعتمدنا على الدوريات المحلية بمنطقة مهاجرية وضواحيها حتى يوم الخميس 01 . 02 . 2007 صباحاً حيث أنطلقنا في دورية إلى مدينة (نيالا) بإمرة رائد من جنوب افريقيا ومجموعة من الشرطة وقوات الحماية وبعض الضباط والجنود الذاهبون إلى هناك إما لقضاء إجازة محلية أو شراء بعض الاحتياجات أو لتغيير الروتين ولو ليوم واحد وبعد ان خرجنا من المعسكر وقبل الدخول للقرية التي تمر منها الطريق استوقفتنا رئيسة منظمة التضامن الفرنسية المتمركزة في (مهاجرية) وطلبت ان ترافقنا أحد شاحنات المنظمة إلى (نيالا) وكنا نعرف انه قد حدث سؤ تفاهم بينها وبين آمر المجموعة بسبب تصرفاته الصبيانية لذلك فهي قد تكون طلبت منه ورفض أو إنها فضلت أن لا تطلب منه وتبحث عن طريقة أخرى وهذا ما فعلته وبعد أن تحدتث معنا وافق آمر الدورية وأيدناه نحن في قراره لأنه ليس من الانسانية أن نترك شاحنة وسائقها تابعين لمنظمة انسانية دون ان نقدم لهم المساعدة التي نستطيعها وكان من الخطر جداً السفر في تلك المناطق المترامية الاطراف والتي تكثر فيها الجماعات المسلحة وقطاع الطرق واللصوص وغيرها من الاخطار.
مهمة في الاتحاد الافريقي  A33

كانت دوريتنا إلى (نيالا) ما يطلق عليها بالدورية الإدارية أي إنها لتوصيل واستلام البريد بين القطاعات والمعسكرات ولتوصيل السيارات التي تحتاج إلى صيانة اوإصلاح وإستلام وتسليم الاجهزة وقطع الغيار وشراء بعض الاحتياجات والتنقل بالنسبة للافراد وغيرها ، ذهبنا إلى معسكر لبدو وانتظرنا خارج المعسكر لدقائق حتى انضمت إلينا مجموعة أخرى من هناك بآلياتهم وواصلنا الدورية بعد ان ابلغنا قادة الحركة بالمنطقة عن وجهتنا ومروراً بأم زعيفة وصلنا إلى وجهتنا بعد منتصف النهار وبدأنا مباشرة في القيام بما أتينا من أجله فسلمنا أحد السيارات التي تحتاج إلى صيانة للورشة الرئيسية وذهبنا إلى المصرف لتصريف العملة التي بحوزتنا وذلك لشراء بعض الاحتياجات من المواد الغذائية والمشروبات من هنا لان (نيالا) هي الارخص في دارفور ومتوفر بها كل ما لايمكن ان يتوفر في باقي المناطق وكنا نحتاج لكمية كبيرة منها للحفل الذي سيقام بمناسبة عيد الأضحى الذي اصبح على الابواب ونهاية السنة الافرنجية 2006 الذي مر عليه اكثر من شهر وبعد أن أنهينا معظم الأمور التي يجب ان نقوم بها ذهبنا للبحث عن مكان للغذاء ولم يكن هذه المرة مقهى من الصفيح بل مطعما لبنانياً يقدم الشاورما والبيتزا والفطاير وغيرها من الأكلات المألوفة بالنسبة لي ونالت استحسان الافارقة وفي المساء استلمنا السيارة من الورشة فوضعنا كل مهماتنا ومشترياتنا فيها وتم تأميناها وتأمين إقامة لنا فنمت باكرا بعد العشاء في نفس المطعم الذي تناولنا فيه وجبة الغذاء .

الجمعة 2 . 2 . 2007 صباحاً بعد أن أجتمع جميع الافراد الذين من المفترض انهم سيكونون في الدورية بدأنا رحلة العودة إلى معسكرنا الساعة التاسعة وقد سلكنا طريقاً اختلف عن طريق الذهاب لذلك فقد خرجنا عن المسار الصحيح وتم تصحيح الطريق ووصلنا معسكرنا بعد منتصف النهار واكتفى الآمر بتقرير شفوي عن الدورية وقام بالغاء الاجتماع اليومي لاعطائنا فرصة للراحة .

السبت 3 . 2 . 2007 اليوم صباحاً جاءت مروحية من (الضعين) وبها آمر القطاع وآمر قوات الحماية بالقطاع وآمر الشرطة الافريقية بالقطاع ومعهم مجموعة من الضباط فتم استقبالهم تحت الطائرة وتم اقامة طابور شرف للآمر تم جلسنا بمطعم الضباط لتناول الشاي والتعارف وتبادل الاحاديث الشخصية تم انتقلنا إلى حجرة العمليات وكالعادة بدأ الآمر الاجتماع بعرض تقديمي عن الموقف الأمني بالمنطقة والذي تمثل في تدمير جميع القرى المحيطة والتابعة (لمهاجرية) وتهجير سكانها تم اجتمع آمر القطاع مع العمد بالمنطقة وبعض من قيادات الحركة بخصوص نفس الموضوع تم اجتمع مع آمر المجموعة على انفراد وخرج من عنده لنودعه ومن جاء معه من (الضعين) .

الأحد 4 . 2 . 2007 اليوم في المساء وبشكل مفاجئ وصلت إلى معسكرنا اربع سيارات تابعة لفريق الأمم المتحدة قادمين من (نيالا) ولم أعد أتذكر عدد الأفراد بالضبط ولكني متأكد إنهم لم يتعدوا ستة اشخاص ونظراً لقدومهم بهذه الطريقة بحيث لم نكن نعلم شيئاً عن هذه الزيارة فلم يتم تجهيز خيام لهم للإقامة فيها إلا بعد العشاء وأمضينا وقتاً طويلاً في انتظار التعليمات بهذا الخصوص.

يوم الأثنين 5 . 2 . 2007 اليوم صباحاً بعد أن تم ارسال دورية إلى لبدو ذهبت أنا والمراقبين الأخرين إلى حجرة العمليات حيث قام آمر المجموعة بعرض تقديمي عن الوضع الأمني بصفة عامة في المنطقة لفريق الأمم المتحدة هو نفسه الذي تم عرضه في زيارة آمر القطاع أول أمس تم اوضح لهم كيف اننا قمنا في السابق بتحضيرات لاستقبالهم ولكنهم لم يأتوا وإن مجيئهم بهذه الطريق فيه مخاطرة كبيرة فاعتدروا وقالوا انهم الغوا زياراتهم السابقة بسبب الأحداث الأخيرة بالمنطقة ثم طلبوا لقاء قيادات الحركة بالمنطقة فتم ارسال أحد المراقبين معهم وعندما ذهبوا إلى القرية رفض قادة الحركة استقبالهم بسبب قدومهم من غير موعد مسبق فرجعوا إلى المعسكر ثم عادوا إلى نيالا واستطيع ان اقول انهم رجعوا بخفي حنين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مهمة في الاتحاد الافريقي
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاتحاد الافريقي يكشف عن احتمالية تشكيل قوة عسكرية افريقية للتدخل السريع من أجل مكافحة الارهاب
» الاتحاد الافريقي يفرض عقوبات 'فردية' على حكام موريتانيا ومقربون من الجنرال ولد عبد العزيز يؤكدون استمراره في اجندته
» القايد صالح :لقاء الجزائر ضربة لمحاولات التدخل في المن الافريقي
» وزراء خارجية الساحل الافريقي يجتمعون في الجزائر لتحديد استراتيجية التصدي للقاعدة في المنطقة
» الصين تطالب الاتحاد الاوروبي برفع حظر توريد الاسلحة اليها.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire :: بـــــــا قـــــــــي جـــــــــيــــــــــــــوش الــــــــعـــــــا لــــــــــــــــــــم  :: مواضيع عسكرية عامة لباقي الجيوش-
انتقل الى: