أحبطت قوات الأمن الجزائرية في الفترة الأخيرة عدة اعتداءات إرهابية استهدفت مقار أمنية ومباني حكومية، نفذتها مجموعات تنتمي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
ومن خلال هذه العمليات، يحاول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فك الحصار المضروب على الحدود الشرقية مع تونس الذي تتحصن بها مجموعات إرهابية في جبل الشعانبي ويعتقد أنها تقف وراء الاعتداءات المتكررة ضد أفراد الجيش التونسي.
وتمكنت وحدات الأمن الثلاثاء 20 غشت من تفكيك ثلاث عبوات في عمليتين منفصلتين بولايتي دلس والبويرة.
وكانت المتفجرات مزروعة على جانب الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين دلس وبومرداس، على مستوى حي البساتين على بعد نحو 300 متر من محكمة دلس. وأحدث اكتشاف القنبلة استنفارا أمنيا غير مسبوق استدعى تدخل قوات الأمن التي قامت بغلق الطريق، وتم تفكيك القنبلة في حدود الرابعة مساء.
وفي عملية ثانية في نفس اليوم، قامت أجهزة الأمن بتفكيك قنبلتين، كانتا بالقرب من ثكنة عسكرية بقرية أولاد بن فضيل بولاية البويرة، ونقل موقع تو سور لالجيري عن مصدر أمني قوله إن تدخل قوات الجيش جاء بعد تلقي معلومات تفيد بوجود قنبلتين بالقرب من الثكنة مزودتين بنظام للتفجير عن بعد.
وجاءت العملية بعد أقل من 12 ساعة على الهجوم الذي نفذته مجموع إرهابية استهدف أحد مراكز الدرك المتقدمة بالمخرج الشمالي-الشرقي مدينة الأخضرية، شمال البويرة. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن عناصر الدرك الوطني تمكنت ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، من صد هجوم إرهابي استهدف هذا المركز الأمني.
ولم تسجل إصابات في صفوف رجال الدرك أو المدنيين. وأعقب الانفجار اشتباك عنيف بين قوات الدرك الوطني والعناصر التي نفذت العملية.
وقد اعترف الوزير الأول عبد المالك سلال، خلال زيارة قام بها إلى ولاية جيجل قبل أسبوع، بحساسية الوضع الأمني الذي تعيشه الجزائر.
وقال بأن الجزائر أصبحت تعيش وسط بركان، في إشارة إلى الأوضاع الأمنية المضطربة على الحدود الجنوبية والشرقية للبلاد.
وأشار في لقاء جمعه مع أعيان المنطقة، بأن الحكومة الجزائرية لها القوة والإمكانيات للتصدي لهذه التهديدات.
وذكر من جانبه، وزير الداخلية، دحو ولد قابلية، أن تأمين الحدود الجزائرية مع الجارة تونس ليس بالجديد إنما الأحداث التي عرفتها هذه الأخيرة جعلت الجزائر تعزز انتشار الجيش من أجل تأمين أكبر لحدود البلدين.
وأصدرت الحكومة الجزائرية تعليمات لأجهزة الأمن للتعاون مع نظرائهم التونسيين وأكدت أن "التعليمات والتوجيهات التي أصدرتها الحكومة الجزائرية في هذا السياق تطبقها وتتبعها قيادة الدرك الوطني والشرطة الجزائرية للحدود".
وأحصت وسائل إعلامية محلية عدة اعتداءات إرهابية في الأيام الأخيرة، منها محاولة هجوم مجموعة إرهابية على مركز متقدم للجيش قرب الحدود التونسية. كما تعرّض قبل أسبوع أربعة جنود من أفراد الجيش إلى إصابات جراء انفجار قنبلة مصنوعة بطريقة تقليدية على الحدود الغربية الساحلية الفاصلة بين تيبازة والشلف، خلال عملية تمشيط كانت تقوم بها وحدة تابعة للجيش بالمنطقة.
تصاعد الاعتداءات على المقار الأمنية، دفع مصالح الأمن إلى تحيين قوائم الإرهابيين المطلوبين، ونشرت قائمة تضم 15 عنصرا مسلحا مطلوبين للعدالة، وعممت السلطات اللائحة على مراكز الأمن والدرك والجيش.
وقالت صحيفة النهار إن اللائحة سيتم نشرها في الساحات العمومية، لحث المواطنين على إبلاغ مصالح الأمن عن أي من العناصر المطلوبة. ووضعت السلطات الجزائرية أرقاما خضراء تحت تصرف المواطنين للإبلاغ عن أية معلومات تخص المطلوبين الـ15.
http://magharebia.com/ar/articles/awi/features/2013/08/23/feature-02