التعليم في بلادنا العربية

االتعليم أساس تطوير أي مجتمع في العالم ، وهو الطريق لصقل شخصية الإنسان وتجهيزه ليكون قائداً...ولأهمية التعليم فلا بد من وقفة تأملية بطريقة موقعنا الخاصة... "تأملات".
- اسأل شخصاً يبلغ من العمر 25 عاماً من تذكر من المدرسين في المدرسة سيذكر مباشرة أستاذ أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر في البداية ثم سيحاول التذكر، هؤلاء المعدودون لم يعلموه علماً لكنهم أثروا في شخصيته لذلك هم أول من يتم استدعائهم وهذا هو التعليم الحقيقي، وليس التلقين.

- لم يعلمونا يوماً كيف تصبح رئيساً، ولا عن أهمية المعارضة في حياتنا العامة ، ولا علمونا كيف نكافح الفساد...أليس من حقنا تعلم كل ذلك؟.

- مشكلة التعليم في بلادنا أنه يأخذ منحى التحدي بين المعلم والطالب، بين واضع المنهاج والمعلم، وبين واضح المنهاج والطالب.. أي ليس هناك اتفاق على أن الأساس إخراج أفضل طالب جاهز للإضافة في الواقع.

- التعليم الحكومي في كامل الدول العربية حتى في الجامعات تعليم نظري فقط لا عملي ، يخرج المهندس يحفظ القوانين والطبيب يحفظ دروسه والصيدلي كذلك ثم يبدأ التعليم العملي الحقيقي في الحياة وعلى حساب الطالب ووقته.

- لا أذكر يوماً أن أستاذاً طلب منا أن نتحاور أمامه في قضية ما، لذلك لا داعي لأن نسأل " لماذا لا نعرف كيف نتحاور؟"... بل هل تذكرون ردات فعل الأساتذة مع كل اختلاف في الرأي معهم؟

- ما زالت كتب دول عربية كثيرة تؤكد أن كواكب المجموعة الشمسية 9 علماً أن الهيئات الدولية جعلتها 8 منذ سنوات طويلة، هذا مثال واحد على العلم القديم في كتب الطلاب ولو بحثنا فيها لوجدناها لا تعد ولا تحصى.

- يوما ما وعمري 17 عاماً وقف أستاذ المدرسة أمامنا وأفتى بوضوح أن الإرهاب وقتل المدنيين في بلاد المسلمين مقبول لأنه طريقة إيصالنا لرسالة ضد الزعماء الفاسدين، مثل هذا الشخص من جعله معلماً؟ .. وهناك عكسه من يعلم الرسالة المتطرفة على الطرف الأخر!

- أكثر ما يغيظني هو كتاب التاريخ ، فـ 30% عن السيد الرئيس و30% عن الحروب في أوروبا والعالم والباقي عن تاريخ العالم كله بما فيه تاريخنا ... التاريخ يجب أن لا يكون مادة دراسية للحفظ بل يجب أن يصاغ بطريقة قصصية توضح الحكمة وتوضح الدروس وليس فقط " متى حدثت الثورة الفرنسية؟"... هذا ما فعله ابن خلدون وجعله أسطورة التأريخ حول العالم.

- لماذا يصر من يضع المنهاج على جعل مادة الكيمياء والفيزياء خليطاً من العلم والتاريخ، لماذا نحتاج في مستوى دراسي كالمدرسة أن نتعلم نماذج سقطت والطالب غير مختص بعد؟.. أليس الوقت ثمين؟ فلماذا يضيع على شيء أصبح خرافة... هذا للأسف لأن المنهاج عبارة عن ترجمة لكتب أجنبية جامعية وليس منهاج بهدف.

- نحتاج لتعليم الطالب أموراً تخص حياته اليومية، فيعرف لماذا يعطس ولماذا ينسى ولماذا يتغير صوته كلما أصيب بالزكام ، نحتاج لهذه الأمور وننسى تعليم الطالب لأمور لا تمد للحياة الواقعية بصلة فحتى الآن ما زلت أذكر أنني درست في الرياضيات أثناء التوجيهي (الثانوية العامة) ما يسمى بالأعداد التخيلية التي لن تستخدمها أبداً في 99% من حياتك إلا لو تخصصت في الرياضيات أو مبحث من مباحث الهندسة المتقدمة جداً.

- ما زالت طريقة تعليم اللغة العربية مقيتة لا تتناسب مع الجيل الحديث والالكتروني ،فلا أفهم لماذا أنا مطالب كطالب لغة عربية بحفظ الدروس وإجابة أسئلة أذكر وعلل من دروس اللغة ..أليس اللغة كتابة وفهم وقوة تعبير ونحو!.
..................................................................................................................