الجزائر تدرس حظر المواقع الجهادية

من المحتمل أن تفرض الجزائر قريبا حظرا على المنتديات الجهادية ومواقع التنظيمات الإرهابية.
ودعا تقرير صدر مؤخرا من مركز الأمن الإلكتروني التابع لقسم الاستخبارات والأمن، حصلت تو سير لالجيري على نسخة منه، السلطات إلى بذل المزيد من الجهود لمواجهة التطرف عبر الإنترنت.
وأوردت تو سير لالجيري يوم 21 سبتمبر نقلا عن التقرير أن "التنظيمات الإرهابية تستخدم التكنولوجيا المتطورة للتخطيط وتنفيذ الهجمات الإرهابية من قبيل الهجوم الذي نُفذ يناير الماضي على مصنع الغاز تيقنتورين في عين أميناس بولاية إليزي، باستخدام الإنترنت أساسا للتواصل".

[أرشيف] أشرطة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على الإنترنت تُشكل "تهديدا على الأمن الوطني"، حسب السلطات الجزائرية.

وجاء في التقرير إن "الإعلام عادة ما ينشر تصريحات وأشرطة تُبث على الإنترنت من قبل تنظيمات إرهابية مثل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو ما يشكل تهديدا على الأمن الوطني".
الوثيقة الحكومية أوضحت أن "التنظيمات الإرهابية نجحت في تجنيد أعضاء جدد بفضل الإنترنت".
وبحسب سليم حمدوش، الخبير في القضايا الأمنية، فإن "الإنترنت هو السلاح الآخر للجماعات، فهو وسيلة للتواصل فيما بينها ويقدم مساعدة كبيرة في نشر دعايتها".
علاوة على ذلك، قال إن هذه الجماعات تضم في صفوفها متخصصين في تكنولوجيا المعلومات.
وما فتئت الجزائر ولسنوات تتعامل مع هذا التهديد بجدية بدءا باعتماد قانون جديد سنة 2009 تضمن مقتضيات خاصة للتعامل مع الجرائم المتصلة باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وحسب الإحصائيات التي كشف عنها اللواء عبد الغني الهامل المدير العام للأمن الوطني، فقد تمت تعبئة وتجهيز 22 فرقة لمحاربة الجريمة السبرانية في الجزائر. وقال إن الجريمة الافتراضية تغيرت بشكل كبير وكذا الأساليب المستخدمة للتعامل معها.
وقال "اليوم، لدينا رجال شرطة الإنترنت، المُكونين تكوينا عاليا والمجهزين بأحدث الموارد للتعامل مع هذه الآفة ومطاردة من يقف وراءها".
ومن بين الإجراءات الوقائية المتخذة، منع الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة من استخدام مقاهي الإنترنت. في هذا الصدد، أوضح أيمن منجل، صحفي متخصص في الشؤون الأمنية، أن "الدعاية الإرهابية تستهدف أساسا هذه الشريحة العمرية. وعادة ما يسقط المراهقون ضحية المواقع والمنتديات الجهادية".
ولمواكبة تنفيذ هذا القرار، أسس قائد الدرك الوطني ثمانية ألوية متخصصة في حماية القاصرين وخاصة في مقاهي الإنترنت. وتنتشر هذه الألوية عبر ثماني ولايات وهي الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة وعنابة والبليدة وتيارت ومدية والشلف.
وتقوم بزيارة مقاهي الإنترنت بهدف وقاية الأطفال من ولوج الإنترنت ومعاقبة مالكي المقاهي الذين يخالفون القوانين. وتنشط هذه الألوية على الميدان منذ 2011.
الدعوة إلى حظر المواقع الجهادية لقيت رد فعل إيجابي وترحيب من ظرف الشباب الجزائري وآبائهم.
محمد كسير، أب لطفلين، قال "هذه المواقع تمجد الموت والإقصاء والتعصب. هذا خطر حقيقي على أطفالنا. سأكون مرتاحا جدا إذا نجحوا في حظرها".
كريم صابر، في العشرينيات، قال "الكثير من الشباب يزور هذه المواقع، بدافع الفضول في البداية، لكن مع مرور الوقت، يصبح بعضهم [مقتنعا] بالرسائل التي تحتويها، وعادة ما يكون ذلك بدون علم آبائهم".
وأضاف "من شبه المستحيل مراقبة سلوك الأبناء عندما يغادرون المنزل، لهذا فإن أفضل شيء هو حظر هذه المواقع".

الكثير من الشباب يزور هذه المواقع، بدافع الفضول في البداية، لكن مع مرور الوقت، يصبح بعضهم [مقتنعا] بالرسائل التي تحتويها،

جزاك الله

» الجزائر تدرس طلبا من باماكو للحصول على مساعدة عسكرية
» الجزائر تدرس وضع قانون خاص بالإرهاب بعد قرار بوتفليقة رفع حال الطوارئ
» لمواجهة تهديدات الجماعات الجهادية : الجزائر توافق على مبدأ المطاردة خارج الحدود
» الجزائر تدرس تجميد إبرام صفقات جديدة لتوريد أنظمة تسلح روسية
» الجزائر تدرس تجهيز حدودها الجنوبية بأنظمة إلكترونية لمواجهة التهديدات الأمنية