التاريخ : منذ مدة غير محددة
المهمة : الحصول على تاجيل الخدمة الوطنية
الوسائل المرصودة : نسخة مصادق عليها من شهادة التسجيل وبطاقة الهوية واستدعائين للخدمة الوطنية كلاهما تم تجاوز مدته
الساعة السادسة صباحا .. كتيبة مستيقظ وفي حالة الجاهزية التامة .. كل الوثائق قد حملت وحفظت جيدا .. تمت ازالة الملعقة من المحفظة والتحقق من عدم وجود اي ممنوعات قانونية او امنية
الاتجاه الى مركز الخدمة الوطنية سيرا على الاقدام بوقت كاف لضمان الوصول المبكر من جهة وتخفيف التوتر لمواجهة التوبيخ المرتقب .. سيناريوهات سوداء تدور في راس كتيبة عن الاحتمالات وكيفية مواجهتها بالطريقة الانسب .. كيف انسج كذبة مقنعة وكيف الرد اذا تكلم معي بطريقة فظة وكيف اذا ما آلت الامور الى التصعيد
قبل الساعة الثامنة صباحا بقليل فتح باب المركز وتمركز بقربه عناصر عسكريون غير مسلحين فيما يلفت الانتباه ان العمال شبه العسكريين كانو ياتون مبكرا وفي الوقت خلافا لما عهدناه في الادارات الاخرى ..
الساعة الثامنة تماما يطلب احد العسكريين منا الاصطفاف ويقوم بنزع السلسلة ويتقدم الجميع حيث يتم التحقق من الهوية عند الباب والتحقق منها ثانية بعدها بقليل ثم مركز حفظ الهواتف النقالة اين يستبدل الهاتف النقال برقم عيه طابع ويوضع الهاتف في مظروف .. الهواتف النقالة ممنوعة داخل المركز
ندخل جميعا حيث يوجهنا احد العسكريين الى مكان مغطى وفيه مقاعد طويلة ثم يبدا بالمناداة على من يدرس ليقدم الاستدعاء وبطاقة الهوية ثم بعد ذلك ينادي على البقية
لم اقم من البداية باعطاء الاستدعاء والهوية انتظارا لفهم النظام اكثر وهممت بالتقدم من العسكري والشرح له اني لم اقم بالتسوية للاستدعاء الاول لكن سبقني احد ما وهو يشرح للعسكري وضعية مشابهة لوضعيتي حسب ما فهمت ورد عليه الاخير انه يعتبر عاصيا وعليه احضار امر من المحكمة العسكرية !
عندها قمت بتخبئة الاستدعاء الاول والاكتفاء بالثاني وعندما نادى العسكري من جديد قدمت له بطاقة الهوية والاستدعاء الثاني فقط دون الاول وضربت الطلسة .
ماهوش حاب يفهم :
جاء احد المستدعين للخدمة الوطنية من اجل التاجيل مع والده وعبثا يحاول العسكري اقناعه ان الامر ليس بيده وانه تابع لحامية الطارف وانه ليس من حقهم ان يعملو له التاجيل في مركز عنابة وبعد عدة محاولات اقناع طلبوا منه ان يتوجه الى رئيس المركز واذا وافق فسيلبون طلبه .. العسكري المسكين قلقت في بلاصتو فقد كان يرد على هذا المواطن البليد بكل ادب والاخير ماهوش حاب يفهم !
اجلسوا من فضلكم :
ما يلفت الانتباه في العسكريين داخل المركز هو انهم يتعاملون بطريقة مهنية واحترافية مع المواطن لكن بمجرد ان تهر بوادر الفوضى وعدم النظام يبدا الانزعاج بالظهور واضحا عليهم وهذا ما تجلى عند اكتضاض المكان وعدم انتظام الواقفين حيث اصر العسكريون على الواقفين ايجاد اماكن للجلوس وعدم الوقوف في الوسط واجابوا بعدم وجود اماكن ولكن الضابط من مكانه كان يرى اماكن شاغرة وبالكاد تمالك نفسه من الغضب
انزع النظارة من فضلك :
البعض يفاجئونك بتصرفاتهم فانا عند الدخول نزعت القبعة حتى لا توجه لي ملاحظة عنها تعكر يومي ولكن البعض لا يفكر هكذا فتجده جالسا قبالتهم بالنظارة الشمسية وهنا طلب منه الضابط بكل ادب قائلا " النظارة من فضلك " ليستجيب الاخير للطلب وينزعها
لاجودان صح خاطي كذب :
احد العسكريين كان جالسا امام الطاولة ومر اثنان فنادا " يا لاجودان " فاستجاب احدهما فقال له " لاجودان صح خاطي انت " ويبدو ان لاجودان كذب يؤدي الخدمة العسكرية والاخر محترف
بعد ساعتين بدئت المناداة على الذين تم انجاز وثيقة التاجيل وبقيت مع قلة قليلة وبدئت بالتساؤل هل اكتشفوا الامر وبدئو بالبحث والتحقق ؟ سوف انال نصيبا وافرا من التوبيخ على عدم التصريح بذلك وبعد ساعة اضافية واخيرا تمت المناداة على اسمي تسلمت السورسي وخرجت من المركز بعد استبدال الرقم بالهاتف النقال لكن هناك اخر اضاع الرقم السلم له وبقي هناك يبحث عنه
عند الخروج من المركز كانت الساعة تشير الى الحادية عشر اي مكوث مدة 3 ساعات وهو الشيئ الوحيد الذي يمكن ان يعاب عليهم