معلومات موثوقة توصل بها الجيشان التونسي والجزائري تؤكد تواجد خلايا تنظيم القاعدة تنشط في وادي سوف

تلقت السلطات التونسية تحذيرا من نظيرتها الجزائرية من خطر اختراق مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية للأراضي التونسية عبر الشريط الحدودي الجنوبي الشرقي مع ليبيا، في وقت رصدت فيه تونس عودة حوالي 1950 مقاتلا من سوريا كانوا يقاتلون في صفوف هذا التنظيم، في إطار إستراتيجية توسيع دولة الخلافة التي كان أعلن عنها التنظيم حين قسم العالم إلى 13 ولاية من بينها ولاية المغرب الإسلامي .

وقال مصدر عسكري رفيع إن عمليات التعقب والمراقبة التي تقوم بها وحدات من الجيش التونسي ومن الجيش الجزائري على الحدود الليبية قادت إلى معلومات موثوقة تؤكد تواجد خلايا تابعة لـ الدولة الاسلامية تنشط في وادي سوف وتحاول التسلل إلى داخل الأراضي التونسية عبر مدينتي توزر وقبلي.

وكشف المصدر أن القيادة المركزية للجيش تتلقى يوميا من الوحدات العسكرية المرابطة بالشريط الحدودي الجنوبي مع ليبيا تقارير يومية تؤكد أن عناصر تدين بالولاء لتنظيم الدولة الاسلامية تحاول اختراق الأراضي التونسية .

ولفت المصدر العسكري إلى أنه تم اعتقال أكثر من 70 مقاتلا مسلحا اعترفوا بأنهم كانوا يقاتلون في سوريا إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية وأنهم عادوا في إطار خطة رسمتها قيادات التنظيم المتشدد لتوسيع دولة الخلافة إلى بلدان المغرب العربي .

كما اعترف عدد من المعتقلين بأن التنظيم أرسلهم للقيام بعمليات إرهابية تستهدف منشآت حيوية وثكنات عسكرية ومراكز أمن ومقرات أحزاب سياسية من أجل إجهاض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها في اكتوبر/تشرين الثاني القادم .

وتؤكد هده التصريحات خلفية القلق المتزايد الذي تشعر به السلطات التونسية من خطر تسلل الجماعات الإسلامية المسلحة إلى أراضيها عبر الحدود الليبية الأمر الذي دفع بها إرسال تعزيزات عسكرية وأمنية إضافية، لتضييق الخناق على تلك الجماعات المتوثبة في مراكز تدريب ليبية متواجدة خاصة في درنة.

وتقول تقارير عسكرية وأمنية وإعلامية إن موافقة الولايات المتحدة الأميركية على طلب تونس تسليمها 12 مروحية عسكرية ومعدات وتجهيزات متطورة جاء بناء على اقتناع واشنطن بأن تونس أصبحت مهددة جديا من خطر التنظيمات الإسلامية المسلحة المتواجدة في ليبيا بصفة عامة ومن خطر اختراق الدولة الاسلامية للأراضي التونسية بصفة خاصة .

وتضيف تلك التقارير أن تونس أصبحت هدفا لتنظيم الدولة الإسلامية خاصة بعد عودة المئات من أنصاره التونسيين سواء منهم الذين دخلوا تونس أو المتواجدين بليبيا وذلك في إطار خطة تهدف إلى فتح ولاية المغرب وضمها إلى دولة الخلافة.

وكانت الدولة الإسلامية قسمت ما تقول دولة الخلافة الإسلامية إلى 13 ولاية من بينها ولاية المغرب وهي أكبر ولاية وتضم تونس وليبيا والمغرب والصحراء الغربية وموريتانيا والسنغال وغينيا وساحل العاج ونيجيريا والنيجر ومالي.

وتزايد قلق السلطات التونسية إثر توصلها إلى معلومات تفيد بأن زعيم تنظيم أنصار الشريعة سيف الله بن حسين الملقب بأبو عياض، أجرى لقاءات بدرنة الليبية مع عدد من مقاتلي الدولة الاسلامية العائدين من جبهات القتال في سوريا والعراق لبناء قيادة موحدة للجماعات الإسلامية تحمل اسم دامس أي دولة المغرب الإسلامي تعمل تحت إمرة القيادة المركزية لـ الدولة الاسلامية ليكون منافسا لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي الذي يعيش انقسامات حادة وحرب زعامات بين أميره عبد القادر درودكال ومختار بلمختار الذي انشق عنه وكون جماعة الموقعون بالدم .

وتقول الأجهزة الأمنية التونسية إن أبوعياض الذي فر إلى ليبيا في سبتمبر/أيلول 2012، نسج علاقات مع أمراء الجماعات الإسلامية المسلحة الليبية التي توسطت له في عقد لقاءات مع قيادات نافدة من الدولة الاسلامية واتفق معها على تأسيس دامس ليكون فرعا لها في بلدان المغرب العربي بعد أن أبلغهم ولاءه لأبوبكر البغدادي وضم تنظيم أنصار الشريعة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

وعلى الرغم من أنه لم يقع الإعلان رسميا على تشكيل دامس فإن أبو عياض يشرف على معسكرات تدريب متواجدة بدرنة وتضم أكثر من 1000 مقاتل عائد من سوريا والعراق أغلبهم تونسيين إلى جانب جنسيات أخرى جزائرية وموريتانية ومالية وليبية.

وخلال العامين الماضيين، أحصت وزارة الداخلية التونسية عودة 1900 مقاتل تونسي من سوريا والعراق تم اعتقال عدد منهم، غير أن الخبراء يقولون إن عدد العائدين أكثر من ذلك ويصل إلى 2400 شخص.

ويحذر الخبراء من خطورة عودة مقاتلين شرسين تعودوا على خوض الحروب، لافتين إلى أنهم يشكلون خلايا نائمة للتنظيم المركزي تربطهم علاقات مع قياداته، ويمثلون ظهيرا للمجموعات الإرهابية التي نفدت عدة عمليات خلال الفترة الأخيرة في تونس.

وبالفعل فقد أثبتت التحريات التي قامت بها الأجهزة الأمنية التونسية أن العملية الإرهابية التي نفذتها كتيبة عقبة بن نافع في سلسلة جبال الشعانبي في يوليو/تموز وأودت بحياة 15 جنديا هي أول عملية يقف وراءها تنظيم الدولة الإسلامية غير أن السلطات تكتمت عن ذلك لأسباب أمنية.

كما كشفت التحريات وكذلك تقارير استخباراتية أن مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية التونسيين أصبح عدد منهم يحتل مواقع قيادية في التنظيم، ويقومون بدور كبير في صناعة القرار نتيجة قربهم من الدائرة الضيقة لأبوبكر البغدادي.

وتبذل كل من تونس والجزائر جهودا كبيرة للتنسيق فيما بينها من أجل مواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية الذي يرابط على مشارف حدودهما مع ليبيا، حيث أحدث البلدان لجنة عسكرية أمنية مشتركة تدرس السبل الكفيلة بإجهاض محاولات الدولة الاسلامية لاختراق أراضي البلدين.

ولا يستبعد الخبراء العسكريون أن يقدم تنظيم الدولة الإسلامية على تنفيذ عمليات إرهابية في كل من تونس والجزائر خلال الفترة القادمة لتكون بمثابة الإعلان عن فتح ولاية المغرب الإسلامي .

ويشدد الخبراء على أن هكذا عمليات أمر متوقع في ظل تواجد خلايا نائمة تتبع تنظيم الدولة الاسلامية تنتظر الأوامر من القيادة المركزية، وفي ظل إعلان الجماعات الإسلامية المتشددة ولاءها لـ الدولة الإسلامية .







الجزائر تايمز
المصدر
http://www.algeriatimes.net/algerianews29159.html