منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الكريم أختي الكريمة,زوارنا الاعزاء.إدارة منتدى الجيش الوطني الشعبي تدعوكم للتسجيل حتى تكون لكم إمكانية المشاركة في منتدانا...وشكرا
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى غير رسمي يهدف للتعريف بالجيش الوطني الشعبي Forum informel visant à présenter l'Armée Nationale Populaire
 
الرئيسيةأحدث الصورقوانينالتسجيلصفحتنا على الفيسبوككتب كفاحي لهتلر Oouusu10دخول

شاطر
 

 كتب كفاحي لهتلر

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 1:26 pm

هذا كتاب كفاحي للزعيم النازي هتلر من أهم مقولات الرجل والذي اعجبتني أنا شخصيا ليس في كلماتها إنما في مضمونها هي (( سأحكم العالم ولو على جسر من الجماجم )) حيث أعجبتني العزيمة على تحقيق الهدف مهما كانت المخاطر والصعوبات لذلك ليس العار أن تسقط لكن العار أن لا تستطيع النهوض ....
كتب كفاحي لهتلر MZn76603
كتب كفاحي لهتلر GHL76760
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 2:30 pm

الفصل الأول - هتلر واليهود:
1- طفولتي
2- سنوات الإمتحان القاسي
3- الحزب الإشتراكي الديمقراطي
4- مفتاح الإشتراكية
5- ملاحظات سياسية عامة
6- النظام البرلماني
7- الرأي العام
8- عوامل الإخفاق
9- ميونخ

الفصل الثاني - هتلر والشيوعية:
1- الحرب العالمية
2- الدعاوة في الحرب
3- الثورة
4- بدء النشاط السياسي
5- حزب الفلاح الألماني
6- أسباب الإنهيار

الفصل الثالث - هتلر والأجناس:
1- الشعب والعرق
2- الحزب في العمل
3- في الدولة

الفصل الرابع - هتلر والنازية:
1- الدولة وتنشئة النخبة
2- رعايا الدولة والمواطنين
3- المفهوم الفلسفي والتنظيم
4- فعل الكلمة
5- القوي قوي بنفسه
6- القناع الفيدرالي

الفصل الخامس - هتلر والحركة النقابية:
1- الدعاوة والتنظيم
2- الحركة النقابية
3- سياسة المحالفات
4- الإتجاة نحو الشرق
5- حق الدفاع المشروع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 2:34 pm

أدولف هتلر
(1889 - 1945)


تمهيد:
قد يكون آدولف هتلر أهم الشخصيات السياسية في القرن العشرين.. ومن المعروف أن وجود صورته على ظهر كتاب يزيد مبيعاته بنسسبة 20%. وقد وُلد كما يقص في مذكراته لأسرة متواضعة، وعاش جل أعوام طفولته وشبابه الأول خارج ألمانيا. ثم عاد لوطنه الأم وساهم في تأسيس الحزب النازي. وخلال عشرة أعوام، بات قائدًا للأمة الألمانية.

في كفاحي، يقص هتلر حكاية صراعه في سبيل الوصول للفلسفة التي يؤمن بها أولاً، ثم الكفاح في سبيل تحقيق ما يعتبره طموحات الشعب الألماني.

نختار أولاً وصف هتلر لطفولته الباكرة وحياته الأسرية ثم معاناته من الفقر المدقع في فيينا، وصولاً الى آرائه التي لم يغيرها أبدًا بشأن القضية اليهودية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 2:38 pm

كتاب كفاحي
تأليف: أدولف هتلر



الفصل الأول: طفولتي:

يبدو وكأن القدر تعمد اختيار براوناو موقعًا لأولد فيه: فتلك المدينة الصغيرة تقع على الحدود بين دولتين سعينا نحن الجيل الجديد لتوحيدهما بكل ما لدينا من قوة.

فلا بد من عودة ألمانيا النمساوية للوطن الأم، وليس بسبب أي دوافع اقتصادية. بل أنه ألحق الإتحاد أضرارًا اقتصادية، فلا بد منه. دمائنا تطلب وطنًا واحدًا، ولن تستطيع الأمة الألمانية امتلاك الحق الأخلاقي لتحقيق سياسة استعمارية حتى تجمع أطفالها في وطن واحد. وفقط حين تشمل حدودنا آخر ألماني، ولا نستطيع تأمين رزقه، سنمتلك الحق الأخلاقي في احتلال أراضي أخرى بسبب معاناة شعبنا.

سيصير السيف أداة الحرث، ومن دموع الحرب سينبت الخبز للأجيال القادمة. وهكذا يبدو لي أن هذه القرية الصغيرة كانت رمزًا للمسئولية الغالية التي أنيطت بي.

ولكن هنالك صورة بائسة أخرى تذكرنا تلك المدينة بها. فقبل مائة عام، كانت مسرحًا لكارثة مأساوية ستخلد في صفحات التاريخ الألماني. فحين انحطت الأوضاع إلى أسوأ حال ممكن تحت وطأة الاحتلال الفرنسي، استشهد جوهانا، بائع الكتب، في سبيل الوطن الذي أحبه. وقد رفض التخلي عن شركائه وشجب الذين كانوا أفضل منه في قدراتهم. وقد أبلغ أحد ضباط الشرطة الألمان عنه الفرنسيين، وبقي العار ملحقاً باسمه حتى الساعة.

في هذه المدينة الصغيرة، المضيئة ببريق الشهادة في سبيل الوطن، والتي حكمتها النمسا وإن كان دم شعبها ألمانيًا، عاش والدي في آواخر الثمانينات من القرن الماضي: وبينما كان والدي موظفاً حكومياً، رعت أمي أفراد الأسرة. ولم يبقَ حالياً في ذاكرتي سوى القليل عن هذا المكان لأننا سرعان ما رحلنا منه لبلدة باسو في ألمانيا.

وخلال تلك الأيام كان التنقل مصيرًا محتومًا على الموظف. وهكذا انتقل والدي مرة ثالثة إلى لينز، وهناك أخيرًا تمت إحالته على التعاقد. ولكن ذلك لم يعنِ له الراحة أبدًا. فمنذ طفولته كان لا يطيق البقاء في المنزل بلا عمل، وهرب في سن الثالثة عشر إلى فيينا وتعلم حرفة وحصل على التجربة والنجاح قبل سن السابعة عشر، ولكنه ما اقتنع بكل هذا، بل أن معاناة الأعوام الأولى دفعته للسعي وراء مستقبل أفضل. وهكذا بحث على وظيفة حكومية، وبعد عشرين عامًا من الصراع الدؤوب، عثر عليها. وهكذا حقق قسمه القديم، وهو ألا يعود لقريته الصغيرة إلا بعد أن يكون قد كوّن نفسه.

حقق الرجل حلمه، ولكن لا أحد في القرية تذكر الطفل الذي هاجر، بل وبدت له قريته غريبة تمامًا، وكأنه يراها لأول مرة. وأخيرًا، وفي سن السادسة والخمسين، بعد تقاعده، ما استطاع احتمال الفراغ، فاقتنى مزرعة وعمل في زراعتها كما فعل أجداده من قبل.

وخلال تلك الفترة تكونت داخلي بوادر الشخصية الأولية. اللعب في الحقول، المشي إلى المدرسة، وخصوصًا الاختلاط مع أصدقائي العنيفين الذين أقلقت علاقاتي معهم والدتي، كل هذه الأمور جعلتني من النوع النشيط الذي لا يرتاح للبقاء في المنزل. وبالرغم من عدم تفكيري بالحرفة المستقبلية، ما كانت عواطفي أبدًا تتجه نحو المسير الذي اتخذه والدي لنفسه. أؤمن بأني حتى آنذاك تمتعت بقدرات بلاغية مميزة ظهرت في شكل حوارات عنيفة مع زملاء الدراسة. بل وبت زعيمًا لمجموعة. ونجحت في المدرسة بالفعل، ولكني كنت شديد المراس. اشتركت في النشاطات الكنائسية، وأسكرتني عظمة هذه المؤسسة العريقة. وبدا لي القس مثالاً لما ينبغي أن أكونه، كما بدا لوالدي من قبل. ولكن الأخير فشل في التعامل مع قدرات ابنه البلاغية وما استطاع تصور مستقبل ممكن له، بل وأقلقه هذا الوضع كثيرًا.

هذا الحلم الكنائسي تخلى عني سريعًا، بعد أن عثرت على بعض الكتب العسكرية التي وصفت المعارك بين فرنسا وألمانيا عام 1870 - 71. عشقت هذه النصوص، وصارت الصراعات البطولية والنشاط الفكري والخيالي هو الأساسي لكياني. ومنذ ذلك الوقت صرت أعشق كل ما له علاقة بالجنود. ولكن الأسئلة الصعبة بدأت تفرض نفسها على فكري: هل هناك فوارق بين الألمان الذين خاضوا تلك المعارك والآخرين؟ ولماذا لم تشترك النمسا فيها؟ ولماذا لم يطلب من والدي الاشتراك؟ ألا ننتمي جميعاً لذات الوطن؟ ألا ننتمي سوية؟ بدأت هذه التساؤلات تشغل بالي لأول مرة. طرحت الأسئلة وأجابوني بحذر قائلين إن الألمان غير المحظوظين لا ينتمون لذات الدولة التي أسسها بسمارك.

وكان هذا الوضع عسيرًا على الفهم.
ثم قالوا لي أن الأوان قد حان للذهاب للمدرسة الثانوية.
أكد والدي أنه يرغب في أن أذهب لمدرسة خاصة لإعداد الموظفين. فهو -بسبب تجاربه الحياتية- ما رأى طائلاً وراء المدارس العادية. كانت رغبته هي أن أصير موظفًا حكوميًا مثله، بل أفضل لأنني كنت سأتعلم من أخطائه وأستفيد من تجاربه.

لأنه تصور استحالة أن أرفض السير على دربه، كان قراره واضحًا، مؤكدًا. معاناة عمر طويل ومشاق الحياة وهبته طبيعة متعسفة. وبدا له من المستحيل أن يترك الأمر لابنه غير المجرب، الغير قادر على احتمال المسئوليات. بل وتصور أنه سيكون مذنبًا إن لم يستخدم سلطته لتحديد مستقبله، ورأى أن هذه مسئولية تحتمها عليه الوظيفة الأبوية.

ومع ذلك سارت الأمور بطريقة مغايرة: فقد رفضت الفكرة بشكل قاطع، وما كان عمري أكثر من إحدى عشر سنة. ولم ينجح الترغيب أو الترهيب كليهما في تغيير رأيي. وكل مساعي والدي الذي قص علي قصصاً عن تجاربه في العمل، راجيًا أن أقنع به وأحبه، أدت لنتائج عكسية.

تثائبت واهنًا إذ تصورت أنني سأقضي العمر أمام مكتب، بدون أن يكون وقتي ملكًا لي، قاضيًا حياتي في تحويل الدنيا إلى فراغات يقوم أحدهم بملأها في صورة طلب أو وظيفة. وأي أفكار كان يمكن لمشهد كهذا أن يخلقه في نفس طفل طبيعي؟ الوظائف المدرسية كانت سهلة، وامتلكت الوقت الحر لدرجة أن الشمس عرفتني أكثر من حيطان حجرتي. وحين يبحث أعدائي السياسيين في الماضي البعيد، ويعثرون على ما يؤكد أن هتلر كان طفلاً شقيًا، أشكر الله على أنهم قد أعادوا لفكري ذكريات بعض تلك الأيام السعيدة. الغابات والحقول باتوا حلبات الصراع التي قضيت فيها حياتي.

والمدرسة الجديدة لم تغير هذا الوضع.
وطالما كانت معارضتي الأساسية لفكرة والدي نظرية، استطعنا التعايش سويًا. فقد احتفظت بآرائي الخاصة، وما خالفته بصوت مرتفع. ولكن -وفي سن الثانية عشر- بدأت أطمح في أن أصير رسامًا. ومع أن والدي كان يشجع هذه الهواية، إلا أنه لم يتصور أبدًا أن أسير في هذا الاتجاه.
-"رسام"؟

تشكك حتى في عقلي، وربما تصور أنه لم يفهم ما أعنيه. ولكن بعد أن فهم، عارض الفكرة بكل ما في طبيعته من عناد. "رسام! فقط بعد موتي". ولكنة اكتشف أن ابنه قد ورث منه نفس العناد. وهكذا بقي الحال زمنًا طويلاً. وما كانت النتائج طيبة. فقد أصابت المرارة نفس الرجل الكبير، وما كان باستطاعتي الرضوخ له. وهكذا حين أكد استحالة دراستي للفن، قررت إيقاف الدراسة بشكل عملي، متصورًا أنه حين سيرى فشلي الدراسي، سيسمح لي بالسير في الاتجاه الذي أختاره. كانت نتائجي المدرسية آنذاك غير طبيعية. فكل ما له علاقة بالرسم جلبت فيه أفضل النتائج، وفي الباقي أسوأها. ولكن انجازاتي كانت مميزة في حقلي الجغرافيا والتاريخ الألمانيين، لأنني عشقت هاتين المادتين وكنت أفضل التلاميذ فيهما.

وحين أتطلع لتلك المرحلة الآن، بعد مرور السنوات الكثيرة، ألاحظ حقيقتين هامتين: فأولاً، صرت قوميًا، وثانيًا، تعلمت معنى التاريخ. ففي دولة متعددة الأجناس كالنمسا، كان من الصعب جداً أن يعرف المرء معنى الانتماء لألمانيا. فبعد المعارك الفرنسية الألمانية، قل الاهتمام بالألمان في الخارج، ونَسَيَّهم البعض تمامًا. ومع ذلك، فلو لم يكن الدم الألماني طاهرًا قويًا، لما استطاع العشرة مليون ألماني ترك بصمته واضحة جلية في دولة تتكون من أكثر من خمسين مليون نسمة، لدرجة أن الناس تصورت أن النمسا كانت دولة ألمانية مستقلة.

القليلون أدركوا قسوة الصراع الوحشي الذي خضناه للحفاظ على اللغة الألمانية، المدارس الألمانية، والأسلوب الخاص للحياة. اليوم فقط، حين يحلم الملايين من الألمان بالعودة للوطن الأم، ساعين على الأقل للحفاظ على لغتهم القوية، يدرك جل الناس صعوبة هذا الصراع، وربما يقدر بعضهم أهمية هؤلاء الأفراد الذين حموا الوطن من الهجمات من الشرق، وحاربوا من أجل إبقاء اللغة المشتركة حين لم تهتم الحكومات الألمانية بالمستعمرات البعيدة، متناسية معاناة الألمان في الجوار. وحتى الأطفال اشتركوا في الصراع القومي. اذ رفضنا ترديد الأغاني غير الألمانية، وارتدينا الثياب التقليدية، بالرغم من التهديد والعقوبات. فمنذ طفولتي لم يعنِ شعور "الوطنية" أي شيء لي، بينما عنت المشاعر القومية كل شيء.

وقد كانت دراسة التاريخ دافعًا قويًا لخلق الحس القومي، نظرًا لعدم وجود تاريخ نمساوي مستقل. بل إن مصير هذه الدولة مرتبط بألمانيا لدرجة أن ظهور تاريخ نمساوي خاص يبدو مستحيلاً. فتقسيم ألمانيا لموقعين هو في حد ذاته جزء من التاريخ الألماني.

ضرورة توحيد الألمان والنمساويين كانت نتيجة حلمًا بقي في قلوب الجماهير بسبب تذكرها للتاريخ الذي كان بئرًا لا ينضب. وخاصة في أوقات النسيان، سما التاريخ فوق الثراء المرحلي وهمس الماضي للشعب بأحلام المستقبل.

تعليم التاريخ في ما يسمى المدارس الثانوية لا يزال حتى اليوم في حال يرثى لها. والقلة من الأساتذة تفهم أن الهدف من دراسته ليس حفظ أرقام أو تواريخ، مثل يوم معركة، أو ساعة ميلاد زعيم، أو حتى حين وصول ملك للسلطة. فمعرفة التاريخ يعني معرفة القوى التي تسبب النتائج المسماة أحداثًا تاريخية.
والمعرفة هي: القدرة على تذكر الأساسي، ونسيان كل ما هو غير ضروري.

وقد يكون أحد أهم أسباب تشكيل شخصيتي الحالية دراستي للتاريخ مع أحد القلة الذين عرفوا هذه القواعد وراعوها في التدريس، الأستاذ ليوبلد بوتش. فقد كان ذلك الرجل العجوز خيرًا متقنًا لمادته، وتمتع أيضًا بقدرة بلاغية مميزة سحرت اللب وجعلتنا، ونحن نستمع لبعض قصصه، ننسى الحاضر، وكأنه ساحر يأخذنا لعصور ماضية، عبر ضباب عشرات السنين، صانعاً من الأحداث التاريخية واقعًا معاشًا. وقد كنا من المحظوظين جدًا لأن هذا المدرس عرف كيف ينير الماضي بأمثلة من الحاضر، وكيف يجلب من الماضي وقائع تلقي الضوء على الحاضر. ونتيجة لهذه القدرة فهم أكثر من غيره المصاعب التي نعانيها، واستغل مشاعرنا القومية لتقويمنا، مستنشدًا بإحساسنا بالشرف للانتماء للوطن. وبهذه الطريقة نجح في تهذيبنا بشكل أفضل من أي أسلوب آخر.

هذا المدرس جعلني عاشقًا للتاريخ. وهكذا بت ثوريًا بدون أن يسعى هو متعمدًا لذلك. فمن يستطيع دراسة التاريخ الألماني مع أستاذ كهذا بدون أن يكره الدولة التي كادت تدمر مصير الأمة؟

ألم نعرف أن النمسا ما حملت للألمان سوى البغضاء؟ ألم نشاهد أفعالهم كل يوم؟ في الشمال والجنوب كان سم الدول الأخرى يدمر جسد وطننا، وحتى فيينا تم تحويلها لمدينة لا ألمانية. فقد حاولت الأسرة الحاكمة جلب سكان البلاد الأخرى، وخصوصاً التشيك، بقدر الاستطاعة، وكان مقتل السيد فرانسز فوردناد، عدو الألمان الأول، على أيديهم دلالة على عدالة الرب الأزلي.

كانت الأثقال التي ناء بحملها الشعب الألماني هائلة، إذ دفعوا المال والدم، وبلا فائدة. ولكن ما أغضبني ادعاء أن كل هذا نتج عن علاقات متميزة بين ألمانيا والنمسا، نتج عنها أن الشعب الألماني تم تدميره بموافقة من الحكومة الألمانية ذاتها. وكانت نتيجة هذا النفاق هو ازدياد الكراهية للحكومة الألمانية لدرجة الازدراء. ولكن حكام ألمانيا ما فقهوا كل هذا، ومثل رجل أعمى، عاشوا بجوار الجثة متصورين في سكون الموت ساعة ميلاد حياة جديدة. وهذا التصور الخاطيء أدى للحرب العالمية الأولى والدمار الناتج عنها.

أدركت في هذه الفترة أن الأمة الألمانية ستبقى فقط لو تم تدمير النمسا، وما هو أهم، أن الحس القومي يتعارض كلية مع مشاعر التبجيل للملك. عرفت أن هذه الأسرة الحاكمة لا هدف لها سوى إخماد نار الأمة الألمانية. ومع ذلك أحببت النمسا كجزء من الوطن الأم.

طبع التفكير التاريخي الذي تعلمته خلال هذه الأيام ما هجرني أبدًا بعد ذلك. بات التاريخ العالمي موردًا لا ينضب عرفت عن طريقه مغزى الأحداث المعاصرة. وهكذا تحولت باكرًا إلى سياسي ثائر.

ما كان المسرح سيئًا في شمال النمسا. فقد شاهدت المسرحيات المختلفة في سن الثانية عشر، وبعض أعمال الأوبرا كذلك.

كل هذه العوامل دفعتني لرفض العمل الذي أراد والدي إعدادي له. أيقنت أنني لن أستطيع الوصول للراحة النفسية في أي وظيفة حكومية. سأكون رسامًا، ولن تقدر أي قوة في العالم على جعلي موظفًا.

ومع ذلك، تحولت مع مرور الأعوام إلى حب المعمار أكثر من الرسم.
وعلى كل حال، فقد تدخل القدر، وأصيب والدي بالجلطة، وانتهت رحلته الدنيوية، وتركنا جميعًا في حالة من الحزن العميق. لقد كان طموحه الأخير مساعدة ابنه حتى لا يعاني كما عانى ويكرر ذات الأخطاء. وإن لم ينجح إلا أن البذور التي زرعها لعبت دورها في خلق مستقبل لم يستطع هو -ولا أنا- إدراكه آنذاك.

وقد رغبت أمي في أن استمر في الدراسة كما أراد والدي. ثم أصبت بمرض ساعدني على التغلب على هذا الصراع المنزلي. إذ أكد الطبيب أنني لا أستطيع البقاء في مكتب، وألح على ابتعادي عن المدرسة لعام كامل. وهكذا حققت لي الأقدار الهدف الذي سعيت له.

أيام العمر أمامي. إلا أنها بقت أحلامًا لأن والدتي توفيت بعد وفاة والدي بعامين نتيجة لمرض قاتل أصابها على حين غرة. احترمت والدي، ولكنني أحببت أمي، وقد أحزنني رحيلها كثيرًا.

وهكذا وجدت نفسي مضطرًا لاتخاذ قرارات صعبة مع الأموال القليلة المتبقية بعد أن كنت قد أنفقت في علاج أمي، وما قدمته الحكومة للأيتام ما كان كافيًا حتى لشظف العيش. وهكذا كان أمامي مسئؤلية الاستقلال الاقتصادي.

وضعت ثيابي القليلة في حكلب، وفي قلبي إرادة جديدة، واتجهت إلى فيينا. مثل والدي، قررت أن أنتزع من القدر مصيرًا مميزًا، وأن أكون شيئًا خاصًا، أي شيء، باستثناء موظف حكومي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 2:43 pm

الفصل الأول: سنوات الإمتحان القاسي



حين ماتت والدتي، حدد القدر أجزاء كثيرة من مصيري المستقبلي.
خلال الشهور الأخيرة من مرضها، ذهبت إلى فيينا لإجتياز الاختيار المبدأي لدخول المعهد الفني. كنت قد أعددت بعض اللوحات، متأكدًا من أن الامتحان سيكون في غاية السهولة. فقد كنت الأفضل في الفصل في مجال الرسم دائمًا، ومنذ ذلك الوقت، تقدمت قدراتي بسرعة، فأصابني الغرور.

ومع ذلك، شعرت بالمرارة لأن قدراتي على الرسم الهندسي فاقت بكثير قدراتي كرسام. وكل يوم كان ولعي بالفنون المعمارية يتزايد، خصوصاً بعد رحلة لمدة أسبوعين قضيتها في فيينا في سن السادسة عشر. وقد كان هدف تلك المرحلة هو دراسة متحف الفن، وإن وجدت نظراتي تتطلع أكثر لهيكل المتحف. فمنذ الصباح الباكر وحتى المساء، تجولت في الأروقة متابعًا كل ما به بشغف فكري، وإن كان جل اهتمامي قد انصب على المتحف ذاته. لساعات وقفت أمام مبنى الأوبرا، وبدا لي المكان ساحرًا مثل قصور ألف ليلة وليلة.

والآن كنت في المدينة الخلابة للمرة الثانية، منتظرًا على أحر من الجمر نتائج الامتحان. كنت متأكداً من النجاح لدرجة أن سقوطي أصابني بذهول مطبق. وحين تحادثت مع المسئول، وطلبت منه التوضيح، أكد لي أن اللوحات التي قدمتها تشير إلى عدم توافر الموهبة المطلوبة للرسم لدي، وإن أكد أن مجال الرسم الهندسي هو الملائم لي ولم يصدق أنني لم أدرسه البتة. تركت المبنى مكتئبًا، لأول مرة في حياتي غير داري بما يجدر بي فعله.

عرفت الآن أنه لا بد لي من دراسة الهندسة. وكان الطريق صعبًا: فكل ما رفضت دراسته خلال صراعي مع والدي بات ضروريًا. ما كان ممكناً دخول كلية الهندسة بدون الشهادة الثانوية. وهكذا بدا أن حلمي الفني لن يتحقق أبدًا.

حين عدت لفيينا مرة ثالثة، بعد وفاة والدتي، كان الطموح والعناد قد عادا لي. قررت أن أصير مخططًا هندسيًا، مع كل الصعاب التي واجهتني كان التحدي يصر علي بأنه الذي لا بد لي من اجتيازه. كنت مصممًا على مواجهة العقبات، وأمامي صورة أبي، الذي بدأ حياته مصلحًا للأحذية، وصعد بجهوده الخاصة إلى موقع حكومي جيد. توفرت لدي إمكانيات أكثر، وهكذا بدا أن الصراع سيكون أسهل، وما بدا لي آنذك سوء الحظ، امتدح اليوم كمساعدة القدر الحكيم. فبينما ازدادت معاناتي اليومية، ازدادت إرادة المقاومة داخل ذاتي وفي نهاية المطاف تفوقت على غيرها من العوامل. تعلمت خلال تلك الأيام الشدة، وتحولت من طفل مدلل إلى رجل قُذف به إلى قلب المعاناة والفقر المدقع. ومن ثم تعرفت على أولئك الذين سأدافع عنهم في أيام مستقبلية.

خلال تلك المرحلة أدركت وجود خطرين مدقعين يحيطان بالشعب الألماني، وهما اليهودية والشيوعية. ولا تزال فيينا، التي يتصورها الكثيرين مدينة اللذات البريئة، تجلب لذهني أسوأ صور المعاناة الانسانية التي عرفتها لمدة خمسة أعوام اضطررت خلالها للعمل، أولاً كمستأجر يومي، ثم كرسام.

ما جلبته من مال ما كفى حتى لإشباع الجوع اليومي. كان الجوع صديقًا لي آنذاك، وما تركني للحظة، بل شاركني في كل شيء. كل كتاب اقتنيته، وكل مسرحية شاهدتها، جعلتهم أقرب إلي. ومع ذلك، درست خلال تلك الأيام أكثر من أي فترة أخرى. باستثناء زياراتي النادرة للأوبرا التي دفعت ثمنها جوعًا، ما كان لدي أي لذة سوى القراءة. وهكذا خلال تلك الفترة قرأت كثيرًا وبعمق. كل وقت الفراغ المتاح لي بعد العمل قضيته في القراءة، وبهذه الطريقة جمعت خلال بضع أعوام المعارف التي تغنيني حتى الساعة.

خلال تلك الأعوام، تكونت في ذهني صورة للعالم تبقى كلبدة التي أستخدمها في كل قرار أتخذه، وكل تصرف أقوم به. وأنا اليوم مقتنع بأن كل سلوكياتنا تنبع من آراء تنتج أثناء شبابنا. فحكمة النضوج تحوي الآراء الخلاقة التي ينتجها فكر الشاب ولا يمكن تطويرها آنذاك، مضافًا لها الحذر الذي يتعلمه الإنسان بالتجربة. وهذه العبقرية الشبابية ستكون الأداة الأساسية لخطط المستقبل، التي سيمكن تحقيقها فقط لو لم تدمرها تمامًا حكمة النضج.

كانت طفولتي مريحة، بلا قلق يذكر. كنت انتظر مجيء الصباح، بلا أي معاناة اجتماعية. فقد انتميت لطبقة الرأسمالية الصغيرة، وكنت لهذا السبب بعيدًا عن الطبقات العاملة. وبالرغم من أن الفرق الاقتصادي بين الطبقتين كان محدودًا، إلا أن الفاصل بينهما كان شاسعًا. وقد يكون سبب العداء بين الطبقتين، هو أن الموظف الذي ما استطاع إلا بصعوبة ترك الطبقات العاملة، يخشى من العودة إلى تلك الطبقة المحتقرة، أو على الأقل أن يتصوره الناس جزءًا منها. هناك أيضًا الذكريات المخيفة للفقر، وانعدام المعايير الأخلاقية بين الطبقات المنحطة، وهكذا يخشى الرأسمالي الصغير أي اتصال مع هذه الطبقة. وهذا الصراع عادة يدمر كل شعور بالرحمة. فصراعنا للبقاء يدر عواطفنا لأولئك الذين تخلفوا ورائنا.

أشكر القدر الذي أجبرني على العودة لعالم الفقر والخوف، لأن التجربة أزاحت عن عيوني غشاء نتج عن تربية الرأسمالية الصغيرة. عرفت الآن معاناة الإنسانية، وتعلمت التفرقة بين المظاهر الفارغة والكائن الموجود في داخلها.

كانت فيينا التي شاهدتها إحدى أكثر مدن أوربا تخلفًا. الثراء الفاحش والفقر المدقع تجاورا في مركز المدينة وحاراتها. شعرت بنبض 52 مليونًا. أما المحكمة الفخمة والمناطق المجاورة لها، وخصوصًا المباني الحكومية، فجذبت لها الذكاء والثراء. وهذه المناطق كانت كل ما يوحد الشعوب المختلفة الموجودة في هذه الدولة. فالمدينة كانت العاصمة الثقافية والسياسية والاقتصادية. مجموعة مديرى الشركات العامة والخاصة، موظفي الحكومة، الفنانين، والمدرسين والمثقفين، عاشت في مواقع قريبة بجوار الفقراء، وواجهت جيوشاً من العمال كل يوم. خارج القصور المعروفة. تشرد آلاف من العاطلين، وفي ظلال أسوارها رقد من لا يملكون مسكنًا.

معرفة هذه الأوضاع المزرية ودراستها لن يتم من مواقع عالية: لا أحد ممن لم يسقطوا في أشداق هذه المعاناة يمكن له أن يفهم آلامها. ومن حاولوا دراستها من الخارج غرقوا في لغو الحديث والعاطفة، وأنا لا أدري إن كان تجاهل الأغنياء للفقير أكثر ضررًا من أفعال أولئك الذين يدعون الشفقة عليه بتكبر وغرور. والنتيجة دائمًا سلبية على كل حال، بينما تزداد الأوضاع سوءً. ولا يجدر بالفقير أن يرضى بصدقة بدلاً من أن تعاد له بعض حقوقه.

لم أعرف الفقر من بعيد بل ذقت طعم الجوع والحرمان، ولم أدرسه بطريقة موضوعية، بل خبرته داخل روحي. وكل ما أستطيع فعله الآن هو وصف المشاعر الأساسية، وذكر بعض ما تعلمته من هذه التجارب.

لم يكن العثور على وظيفة صعباً، نظرًا لافتقاري التجربة. وهكذا اضطررت للعمل كمساعد عامل أو كعامل بأجر يومي. حلمت بالهجرة إلى أمريكا. تحررت من الأفكار القديمة عن الحرفة والمركز، المجتمع والتراث، وسعيت وراء أي فرصة متاحة، وتقبلت أي عمل، مدركًا أن أي عمل شريف لا يجلب العار لصاحبه. عرفت بسرعة أن العمل متوفر ويمكن الحصول عليه بسهولة، ولكن يمكن أيضًا أن يفقده المرء بسهولة. بدا لي أن عدم ضمان الوصول لرغيف العيش كل يوم كان أسوأ ما عانيته.

العامل المدرب لا يجد نفسه في الشارع بيسر مثل العامل غير المحترف، إلا أنه قد يواجه نفس المصير أيضًا. ولذلك ترى العمال يضربون عن العمل، مما يؤدي للأضرار باقتصاد المجتمع ككل.

ذلك الفلاح الذي يهاجر إلى المدينة، متخيلاً سهولة العمل، وقلة ساعاته، والأضواء الكهربائية الملونة، كان قد اعتاد على نوع من الضمان بخصوص لقمة العيش. ففي القرية، لن يترك عمله إلا إذا ضمن لنفسه عملاً أفضل منه. ونظرًا لوجود حاجة دائمة للأيدي العاملة في الفلاحة، تبقى امكانيات البطالة محدودة. ومن الخطأ تصور أن الفلاح الذي يهاجر للمدينة أكثر كسلاً من ذلك الذي يبقى في عقر داره. العكس هو الصحيح، فالمهاجر عادة يكون الأكثر صحة ونشاطًا. ولذلك لا يخاف من مواجهة الصعاب. هو يصل أيضًا للمدينة ومعه مدخراته. ولذلك لا يخاف أن لا يصل للوظيفة المرغوبة من أول يوم. ولكن الأمور تزداد سوءً أن يعثر على وظيفة ثم يفقدها. فالعثور على غيرها، خصوصًا في فصل الشتاء، سيكون شاقًا بل ومستحيلاً. ومع ذلك، سيعيش وستعاونه الفوائد الحكومية للعاطلين. ولكن، حين تنضب هذه الموارد مع مرور الوقت، ستبدأ المعاناة الحقيقية. سيتشرد الفتى الجائع في الشوارع، وسيبيع أو يرهن ما يملك، وستسوء حال ثيابه، وينحط إلى مستوى مادي وروحي في غاية التعاسة. فتتسمم روحه. وإن فقد سكنه في الشتاء، وهو ما يحدث كثيرًا، فستكون معاناته فظيعة. وفي نهاية المطاف، سيعثر على وظيفة أخرى، ثم تتكرر ذات القصة مرة ثانية وثالثة، وشيئًا فشيئًا يتعلم عدم المبالاة، ويصير التكرار عادة. وهكذا يتحول هذا الرجل النشيط سابقًا إلى كسول يستخدمه الآخرين لمصالحهم. وقد عاش حياة البطالة لوقت طويل دون ذنب حتى ما عاد يهمه طبيعة العمل الذي يقوم به، حتى إن كان هدفه تدمير القيم السياسية الثقافية الاجتماعية. وحتى إن لم تعجبه فكرة الإضراب، فلن يبالي بها. وقد شاهدت آلاف القصص المشابهة للتي أقصها. وكلما شاهدت المزيد، ازدادت كراهيتي للمدينة الكبيرة التي تمتص دماء الرجال وتدمرهم. فحين جاءوا أفرادًا، انتمى كل منه للمجتمع، وبعد أعوام انتموا لا لشيء.

وأنا أيضًا عانيت من حياة المدينة: شعر جسدي بصعابها وامتصت روحي معاناتها. وقد شاهدت أيضًا أن التنقل السريع بين العمل والبطالة، وما ينتج عنه من تقلب اقتصادي، يدمر شعور الفرد بأهمية الاقتصاد. بدا أن الجسد يعتاد على التبذير حين يتوفر المال، ويستحمل الجوع حين انعدامه. وبصراحة إن الجوع يقضي على أي إرادة تسعى للتنظيم الاقتصادي حين يتوافر المال لأنه يضع أمام ضحيته المعذبة سراب الحياة السعيدة لدرجة أن الرغبات المريضة ستدمر أي قدرة على التحكم ساعة الوصول لأي موارد. وهكذا حين يصل الرجل للمال ينسى كل أفكار تتعلق بالنظام والترتيب، ويعيش حياة البذخ ويسعى وراء اللذات الآنية. وغالبًا ما سيكون لهذا العامل زوجة وأطفال وسيعتادون جميعًا على التبذير ثلاث ليالٍ من الأسبوع، والجوع باقيه. وفي ساعات الظهيرة سيجلسون سويًا أمام الصحون شبه الفارغة، منتظرين يوم وصول المرتب، متحدثين عنه، حالمين طوال ساعات الجوع بلذات التبذير. وهكذا يعتاد الأطفال منذ طفولتهم على هذه الأوضاع السيئة.

وقد شاهدت هذه الأوضاع مئات المرات وتقززت منها أولاً، ثم فهمت حقيقة المأساة التي يعيشها هؤلاء الناس الذين باتوا ضحايا لظروف اجتماعية سيئة. وما كان أكثر بؤسًا هو أوضاع السكن السيئة. بل أنني أشعر بالغضب حتى هذه الساعة حين أتذكر الغرف الصغيرة والأكواخ الخشبية المحاطة بالقاذورات والأوساخ من كل جانب. وقد خشيت ذلك اليوم المرعب، حين سيخرج هؤلاء العبيد من أقفاصهم للإنتقام من قسوة البشرية عليهم.

والمسؤولون والأثرياء يتركون الأمور تسير على مجاريها: وبدون أي تفكير يفشلون حتى في الشك بأن القدر يخطط للانتقام من هذا الجور. أما أنا فعرفت أن تحسين هذه الأوضاع ممكن بطريقتين. فلا بد من وجود إحساس عميق بالمسؤولية لخلق أسس أفضل للتقدم، ومعه إرادة وحشية تدمر كل ما سيقف في طريقها ويعوق تقدمها. وكما لا تركز الطبيعة جهودها في الحفاظ على ما هو موجود، بل تسعى لخلق أجيال مستقبلية أفضل، سيكون من الضروري صناعة قنوات جديدة أكثر صحية منذ البداية.

تجاربي المختلفة في فيينا علمتني أن المشاريع الخيرية غير مفيدة، والمطلوب تدمير الفوضى الاقتصادية التي تؤدي إلى إنحطاط الأفراد الخلقي. بل أن عدم قدرتنا على استخدام الوحشية في الحرب ضد المجرمين الذين يهددون المجتمع سببها هو عدم تأكدنا من برائتنا التامة من الأسباب النفسية والإجتماعية لهذه الظواهر. شعورنا الجمعي بالذنب تجاه مآسي الانحطاط الأخلاقي يشل قدرتنا على اتخاذ أقل الخطوات قسوة في الدفاع عن مجتمعاتنا. وفقط حين نتحرر من سلطة عقدة الذنب هذه سنقدر على الوصول للقوة والوحشية والضروريين لتدمير الأعشاب الضارة والأفكار المارقة.

وبما أن النمسا كانت عمليًا بلا قانون اجتماعي صالح، لم تكن الدولة قادرة على التعامل مع هذه الأمراض البتة.

ولا أعرف حتى الساعة ما أرعبني أكثر. هل كان سوء الأوضاع الإقتصادية لمن عرفت، أم انحطاطه الخلقي، أم الضعف الفكري؟

تصور مثلاً هذا المشهد: في شقة تتكون من حجرتين سكنت أسرة عامل تتكون من سبع أشخاص. بين الأطفال الخمسة، كان هناك طفل في الثالثة، وهو السن الذي تتكون خلاله انطباعات الفرد الأولى. هناك بعض الموهوبين الذين يتذكرون هذه الانطباعات حتى أرذل العمر. مجرد ضيق الشقة وازدحامها لا يؤدي لخلق ظروف صحية ونفسية ملائمة للنمو. قد تحدث مثلاً خلافات بسيطة بين أفراد كل أسرة، وعادة يذهبون كل إلى حجرة مختلفة، وينتهي الأمر. إما في شقة صغيرة، فكل سيرى نفسه في مواجهة الآخرين طوال الوقت. بين الأطفال، الخلاف شيء طبيعي، وهم ينسون أسبابه بسرعة. ولكن أن يشاهد الأطفال الأبوين في حال خصام دائم، تستخدم خلاله الألفاظ النابية، وربما العنف، فستكون النتائج سلبية. سيتصور الطفل العالم بطريقة تخيف من يقدر على تصورها. فقد تم تسميمه أخلاقيًا، وما تغذى جسده كما ينبغي. ومن ثم يذهب هذا المواطن الصغير إلى المدرسة. بعد صراع مضن، قد يتعلم القراءة والكتابة، أما الواجب المنزلي، فانجازه مستحيل. بل أن والديه سيشتمان المدرسة بأبشع الألفاظ وكل ما سيسمعه الطفل لن يعلمه احترام مجتمعه. سيكره المدرسين وكل أنواع السلطة. وحين يُطرد من المدرسة بعد ذلك، سيلاحظ الناس غبائه، وجهله، وكذلك سوء أخلاقه. أي موقع سيستطيع هذا الشاب اليافع الوصول إليه في ظروف مثل هذه؟ كل ما لديه هو كراهية المجتمع والبشرية. وبعد هذا، في سن الخامسة عشر، سيبدأ ذات الحياة التي عاشها والده، فيذهب للحانات، ويعود متأخرًا لمنزله، وينتهي به الأمر في السجن.

وكم من مرة غضب الرأسمالي إذ سمع العامل الفقير يقول أنه لا يهتم سواء أكان ألمانيًا أم لا، ما دام يجد الغذاء والكساء. فقدان الشعور القومي بهذه الطريقة فظيع. كم من الألمان في عصرنا يشعرون بالفخر أن تذكَّروا انجازات أمتهم الثقافية والفنية؟ وهل يدرك المسئولين أن الشعور بالفخر والعزة الوطنية لا يصل إلا لقلة من أفراد الشعب.

لذلك لا بد من تحسين الأوضاع المعيشية ومن أن يركز التعليم على قيم أساسية تتفشى في أذهان الناس عبر التكرار.

ولكن ألمانيا، بدلاً من الدفاع عن القيم القليلة الموجودة، تسعى لتدميرها. والفئران التي تبث سمومها في القلب والذاكرة تنجح في الوصول لغاياتها، بمساعدة الفقر والمعاناة يومًا بعد يوم، في المسارح ودور السينما، نرى السم يُقذف على الجماهير، ثم يتحير الأثرياء عن أسباب انحطاط القيم الأخلاقية للفقراء، وانعدام الشعور الوطني بينهم.

قضية خلق الشعور الوطني إذًا يعتمد على توفير ظروف ملائمة لتعليم الأفراد لأن أولئك الذين يتعلمون عن طريق الأسرة والمدرسة فقط هم الذين سيستطيعون تقدير الإنجازات الثقافية والاقتصادية والسياسية لوطنهم لدرجة الانتماء لذلك الوطن. أستطيع أن أحارب فقط من أجل ما أحب، وأحب فقط ما أحترمه، وأحترم على الأقل ما أعرفه.

ومع ازدياد اهتمامي بالقضايا الاجتماعية، بدأت أقرأ المزيد عنها، وفتح عالم جديد أبوابه لي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 2:48 pm

الفصل الأول: الحزب الإشتراكي الديمقراطي


ملاحظة:
هذا الفصل هو الذي تم تحريفه وتغييره.. وما سأعلمه لكم بالأحمر هو ما تم إلغاءه من المذكرات كليًا وتحريفه ليصبح معناه مختلفًا تمامًا حيث تم وضع الكتابة بأن هتلر تربى على عداء اليهود منذ صغره وأنه هو العدائي ضدهم... وهي عبارة عن أحداث حصلت مع هتلر وكان سببها اليهود... وانتبهوا أن هتلر حتى اللحظة يعترف أنه رومانسي يحب الفن والرسم والموسيقى والقراءة والهدوء وإلى ما ذلك... لكم البقية والحكم..



خلال الأعوام 1900 -1910 تغيرت أوضاعي لأنني ما عدت أعمل كعامل، بل بدأت العمل كخطاط ورسام بالألوان المائية. ومع أن المال ما كان كافيًا، إلا أنه كفى لتحقيق طموحي آنذاك. إذ استطعت الرجوع للمنزل وأنا قادر على القراءة بدون أن يدفعني التعب من عمل اليوم للنوم فورًا. بات بعض وقتي ملكاً لي.

تصور الكثيرون أنني غير طبيعي. ولكنني تابعت ما أعشق، الموسيقى والعمران. كنت أجد في الرسم والقراءة كل اللذات وسهرت كثيرًا حتى الصباح مع لوحة أو كتاب. وهكذا كبرت طموحاتي، وحلمت بأن المستقبل سيحقق آمالي، وإن بعد حين. كذلك تابعت قضايا السياسة وقرأت المزيد عنها لأني أرى أن التفكير في شؤونها وظيفة تقع على عاتق كل مواطن يفكر. وبدون معرفة شيء عن طبيعتها لا يحق للفرد النقد أو الشكوى.

ما أعنيه بالقراءة يختلف عما يقوله دعاة الثقافة في عصرنا. فقد عرفت رجالاً قرأوا كثيراً، ولكنهم ما كانوا مثتقفين. نعم، هم عرفوا الكثير من المعلومات، ولكنهم ما استطاعوا تسجيلها وتنظيمها. وهكذا افتقدوا فن تمحيص القيم من الغث، والتحرر مما كان بلا فائدة، والاحتفاط بالمفيد معهم طول العمر. فالقراءة ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق الغايات. وظيفتها الأساسية هي ملأ الفراغ المحيط بالمواهب والقدرات الطبيعية للأفراد. المفروض هو أن نقدم للفرد المعدات التي يحتاجها لعمله الحياتي بغض النظر عن طبيعة هذا العمل. كذلك، يجدر بالقراءة أن تقدم رؤية معينة للوجود. وفي كلا الحالتين، الضروري هو ألا تتحول محتويات الكتاب إلى الذاكرة بجوار كتب لاحقة، بل أن توضع المعلومة المفيدة بجوار غيرها لتوضيح الرؤية الأساسية في فكر القارئ. وإن لم يحدث هذا، ستتجمع المعلومات بشكل فوضوي في الذهن، بلا قيمة سوى خلق الكبرياء. فالقارئ من هذا النوع سيتصور أنه قد عرف المزيد، وإن كان في الواقع يبتعد أكثر فأكثر عن الواقع حتى ينتهي المطاف به في مستشفى المجانين، أو مجلس الشعب، وهو ما يحدث كثيرا. وهو لن يستطيع إذًا الاستفادة مما قرأه.

أما القاريء الناجح، فيستطيع بسرعة إدراك ما سيستفيد منه وترك الباقي. المعلومة المفيدة ستصحح الأخطاء، وتوضح الصورة الكلية. ثم، حين تضع الحياة سؤالاً أمام القاريء، ستعرف ذاكرته كيف تجلب الأجزاء المطلوبة للإجابة، وتقدمها للعقل حتى يختبرها ويتحقق بشأنها، حتى تتم الإجابة على السؤال. وهذه هي القراءة المفيدة.

ومنذ صباي حاولت القراءة بهذا الأسلوب، وفي هذا المسعى عاونني الذكاء والذاكرة. أما تجارب الحياة اليومية فقد دفعتني لقراءة المزيد والتفكر بشأنه. وفي هذا المسعى عاونني الذكاء والتجارب. وهكذا وجدتني أخيرًا قادرًا على الربط بين النظرية والواقع، وعلى اختبار النظرية في ظل الواقع، ونجوت بهذه الطريقة من الكبت الذي تخلقه النظرية لمن لا يعرف سواها، ومن التفاهة التي يحياها من لا يعرف سوى الواقع اليومي المعاش.

خلال تلك المرحلة دفعتني تجارب الحياة إلى دراسة سؤالين آخرين، كانت الماركسية أحدها. فما عرفته عن الفكر الديمقراطي كان قليلاً وغير دقيق. آنذاك، أسعدتني فكرة الصراع من أجل حقوق الإنتخاب. فحتى في ذلك الزمن الباكر، أدركت بأن هذا سيضعف من سطوة السلطة الجائرة في النمسا. وكلما زادت اللغات المستخدمة في مجلس الشعب النمساوي الذي بات مثل -بابل- بدا تشتت تلك الدولة الحتمي وشيكاً، ومعه ساعة تحرر الشعب الألماني.

نتيجة لكل هذا، لم أتضايق من حركات الديمقراطية الإجتماعية. بل إن ادعائاتها بمساعدة الطبقات الفقيرة بدت لي من العوامل التي وقفت في صفها. ولكني رفضت في هذه الحركات عدائها لكل محاولات المحافظة على الشخصية الألمانية، ومغازلتها "للرفاق السلاف"، الذين ما تقبلوا من أفكارها إلا ما سيستفيدوا منه، وتركوا الباقي باحتقار تام.

حدث لقائي الأول مع هذه الحركات خلال عملي كعامل بناء.
وكانت التجربة سيئة منذ البداية. كانت ثيابي نظيفة، ولغتي جيدة، وسلوكي حذرًا. كنت لا أزال أسعى وراء مصيري لدرجة تجاهل الناس حولي. بحثت عن العمل فقط خوفًا من الجوع، والاستمرار في الدراسة. ربما ما كانت القضية ستهمني البتة لو لم يطلبوا مني في اليوم الرابع الانضمام لتجمعهم. ونظرًا لجهلي بالموضوع، رفضت موضحًا أنني لا أعرف ما يكفي عنهم للإنضمام إليهم. ربما لهذا السبب لم يعادونني، بل ورغبوا في إقناعي بالإنضمام إلى صفوفهم. ولكنني خلال الأسبوعين القادمين عرفت أفكارهم جيدًا، وما عاد باستطاعتي البتة الانضمام لمجموعة بغضتها.

ساعة الظهيرة حين كنا نتناول الطعام في الحانة. كنت أشرب الحليب وآكل الخبر في زاوية متطلعًا لهم بحذر أو متأملاً حظي السيء. وهكذا استمعت لهم، بل أنهم جاءوا بجواري حتى أستمع وأتخذ موقفًا. وما كان أمامي منفذ آخر لأن آرائهم أغضبتني جدًا. قالوا أن الحس الوطني نتج عن إعلام الطبقات الرأسمالية، وأنه عبارة عن سلاح يستخدمه الأثرياء لاستغلال العمال، والمدرسة ليست سوى مؤسسة لإنتاج العبيد وأسيادهم، أما الدين فادعوا أنه أسلوب لتخدير الشعوب حتى تسهل السيطرة عليهم، والأخلاق ليست سوى دلالة على الغباء. ما كان هناك ما لم يلقونه في الوحل. في البداية لذت بالصمت، ولكنني سرعان ما بدأت باتخاذ مواقف فكرية مخالفة، وقرأت فكرهم وناقشتهم بشأنه. واستمر النقاش حتى قرروا استخدام سلاح يقهر العقل بسهولة. وهو البطش والإرهاب. وهكذا طلبوا مني الذهاب وهددوني بأنهم سيلقونني في الخارج إن رفضت. وهكذا خسرت عملي، وفي نفسي سؤال مرير. هل هؤلاء فعلاً بشر؟ وهل يستحقون شرف الإنتماء لأمة عظيمة؟ وكان السؤال صعباً. وإن كانت إجابته بالإيجاب، فإن الصراع في سبيل القومية لن يستحق التضحية والمعاناة، أما إن كانت الإجابة بالنفي، فإن أمتي ستفتقر بالفعل للإنسان.

ومن المؤكد أن ملايين العمال بدأوا برفض الحركات اليسارية، ولكن الرأسماليين ذاتهم دفعوهم لأحضانها بطريقة مجنونة. إذ أن الأثرياء رفضوا كل محاولات تحسين أوضاع العمال، سواء أكان الهدف تحسين الأوضاع الصحية في المصانع عبر تطوير الآلات، أو منع عمالة الأطفال، أو حماية المرأة الفقيرة أثناء فترة الحمل. وقد كان رفض هذه الأفكار مخزيًا بالفعل، ودفع العمال لأحضان اليسار. ولن تستطيع الرأسمالية أبدًا التحرر من أضرار رفضها للإصلاح الذي بذر الكراهية بين الغني والفقير ودفع بالعمال إلى الأحزاب اليسارية.

خلال تلك الفترة، رفضت أيضًا اتحادات العمال، وإن كنت خاطئًا في هذا الإتجاه. ففي سن العشرين عرفت أن الإتحاد العمالي سعى للدفاع عن الحقوق الاجتماعية لهذه الطبقة، وأن هدفه الأساسي كان تحسين أوضاعها الإجتماعية. فالعامل لا يستطيع إن ما رضي بعمله، استبداله بآخر. فإما أن يكون تحسين الأوضاع الإجتماعية في مصلحة المجتمع أو لا يكون. وإن كان، فلا بد من الصراع لتحسين هذه الأوضاع. ولكن العامل لا يقدر وحيدًا على مواجهة قوة الرأسمالي الثري. ولذلك كانت الإتحادات ضرورية. ولكنها منذ بدايات القرن العشرين بدأت تفقد دورها الاجتماعي الأساسي، ومع مرور الأعوام تحولت إلى سلاح تستخدمه الأحزاب الشيوعية في صراعها الطبقي. وهكذا بات هدفها تدمير اقتصاد المجتمع، وتغييره، بدلاً من إصلاح الأوضاع السيئة، التي كان إصلاحها خطرًا إذ أنه قد يقنع العمال بتقبل أوضاعهم، ولا يسمح للشيوعيين بإستغلالهم بذات الطريقة البشعة. تطلع زعماء الإتحادات بخوف لإمكانيات الإصلاح لدرجة أنهم رفضوا أي محاولة للتغيير للأفضل، وهاجموها بقسوة شديدة. ثم تقدموا بطلبات مستحيلة ما كان للرأسماليين بد من رفضها، ثم ادعوا أن هناك مؤامرة لتدمير العمال واستغلالهم. ونظرًا لضعف قدرات هذه الطبقة الفكرية، ما كان النجاح صعبًا.

وهكذا عرفت طبيعة العلاقة بين هذه العقيدة المدمرة والطبائع الحقيقية لأناس ما عرفت بعد أي شيء عنهم. وقد كانت معرفتي باليهود فقط هي ما أوضحت لي الطبيعة الحقيقية الخفية لنشاطات اتحادات العمال، الديمقراطية ظاهرًا، الشيوعية في الخفاء.

لا أتذكر بالضبط متى بدأت بالتفكير بشكل جدي بالقضية اليهودية. لا أعتقد أنني استمعت لهذه الكلمة في منزلنا أثناء طفولتي. أعتقد أن والدي كان سيتضايق من الإهتمام بهذه القضية بل ويعتبر التركيز عليها نوعًا من أنواع التخلف. وبسبب تجاربه المختلفة، وصل لنوع من العالمية التي، بالرغم من وطنيته، أثرت علي بشكل ما. وما رأيت في المدرسة ما دفعني لتغيير أفكاري. وأتذكر الآن وجود شاب يهودي معنا في المدرسة، ولم نكن نثق به بسبب تسريبه للأخبار من شخص لآخر. ولكن هذا لم يدفعني للتفكير بالأمر بشكل جدي.

في سن الخامسة عشر، استمعت لحوارات دينية وسياسية تناولت القضية اليهودية، ولكني ضقت ذرعًا بها نظرًا لطبيعتها الدينية. كان هناك بعض اليهود في لينز. ومع مرور القرون، تغيرت طباعهم ومظهرهم لدرجة أنني اعتبرتهم ألمانًا. ياللبلاهة! تصورت أنه لا فرق بيننا وبينهم سوى الدين. حقيقة معاناتهم للإضطهاد بسبب دينهم، كما تصورت واهمًا، دفعتني للغضب حين سمعت الناس ينتقدونهم.

ثم جئت إلى فيينا وبسبب اهتمامي بالمعمار والصعاب التي واجهتها، لم ألاحظ وجود مئتا ألف يهودي بين المليونين الذين يقطنونها. غمرتني الأفكار والقيم الجديدة. وفقط مع عودة الوعي والتروي وضحت الرؤية. في البداية، أغضبتني للغاية انتقادات بعض الصحف المحلية لليهود، وتصورت أنها رجعة لتطرف العصور الوسيطة. وبما أن المجلات المعنية ما كانت حسنة السمعة، تصورت أن القضية لا تزيد عن كراهية وحسد. وأكد صحة هذا الرأي الأسلوب النبيل الذي استخدمته الصحف الكبيرة في الرد على هذه الاتهامات، أو رفضها أحيانًا كثيرة مجرد التعليق عليها، وقتلها بالصمت المطبق.

قرأت الصحافة الدولية وأذهلني وسع أفقها ومواضيع مقالاتها. احترمت سموها الفكري، وإن ضايقني أحيانًا ما اعتبرته نوع من النفاق على حساب الحقيقة. فقد رأيت مغازلة هذه الصحف للسلطة. وما حدث أمر يتعلق بالحكومة، إلا ووصفوه بحماس منقطع النظير. وفي ذات الآن، كانوا أحيانًا يهاجمون الحكومة القيصرية في ألمانيا. كانت موضوعيتهم إذًا عبارة عن احترام مصطنع لاتفاقية بين دولتين. شعرت بسطحية هذه الصحافة، وبدأت ألاحظ نقاط ضعفها. قرأتها الآن بحذر، ولاحظت أن الصحافة المعادية لليهود، كانت أكثر صراحة أحيانًا. بل أن بعض ما نُشر على صفحات الأخيرة كان يدفع للتفكير.

وفي يوم لاحظت يهودياً في شوارع فيينا وتطلعت له متسائلاً: هل هذا الرجل ألماني؟ كالعادة قمت بالقراءة عن هذا الموضوع، وكانت الكتب سيئة الكتابة تصوروا أن القارئ يعرف كل ما هو ضروري عن أساسيات الموضوع، وجعله يقدم أفكارًا غير علمية البتة. تراجعت، وخشيت أن تتكون لدي آراء غير عادلة بهذا الشأن.

ما بات واضحًا لي هو أن اليهود ما كانوا ألمانًا، بل شعبًا خاصًا. فمنذ أن بدأت بدراسة الموضوع بت ألاحظهم وكانت تصرفاتهم وأخلاقياتهم وأشكالهم تخالف تمامًا الألمان العاديين. بل أنني عرفت أن هناك بينهم حركة تدعى الصهيونية تؤكد على أنهم شعب خاص. وكان واضحًا أن بعضهم وافقوا على هذه الفكرة، وعارضها آخرين. ولكن المعارضين للصهيونية بدوا لي كاذبين لأنهم ما رفضوا الصهاينة كمارقين، بل كيهود يقدمون أفكارًا خطيرة وأساليب ضارة للتعبير عن هويتهم الدينية. وهكذا كانوا جميهًا جسدًا واحدًا، الصهاينة وغيرهم.

خلال فترة قصيرة تقززت من الحوار بين اليهود الصهاينة واليهود غير الصهاينة لأن الحوار بدا لي مبنيًا على خداع كاذب لا يتلائم مع السمو الخلقي والطهارة التي يدعيها الشعب المختار لنفسه.

ثم لاحظت أيضًا الدور الذي يلعبونه في الحياة الثقافية. ولا أدري هل يوجد أي نوع من أنواع الفساد الأخلاقي والثقافي بدون أن يكون أحدهم وراءه. لاحظت دورهم في الصحافة، الفن، الأدب، المسرح. لم أحتج سوى قراءة الأسماء وراء كل إنتاج يسعى لهدم البنية الأخلاقية للمجتمع، وفي جميع الميادين. إن أنتجت الطبيعة واحدًا مثل جوثة، فهناك مقابله آلاف من هؤلاء الذين يبثون السموم في أرواح الناس. وبدا كأن الطبيعة قد خلقت اليهود للقيام بمثل هذه الأدوار.

تسعة أعشار القذارات في ميداني الأدب والمسرح أنتجها الشعب المختار، وهم لا يزيدون عن 1% من السكان. أما الصحافة الدولية التي أحببتها يومًا فكان غالب كتابها منهم. أدركت الآن أن أسلوبهم الموضوعي في الرد على مهاجميهم، والتزامهم الصمت أحيانًا، ما كانا سوى خداعًا يهدف للسيطرة على الناس. لاحظت أن الأعمال المسرحية والأدبية التي يمتدحونها هي التي يقدمها اليهود، أما الأعمال الأدبية الألمانية، فانتقدوها دائمًا بقسوة بالغة. ما اختبأ وراء الموضوعية المصطنعة كان العداوة الشديدة لكل ما هو ألماني.

ولكن، لمصلحة من كان كل هذا؟
هل كان كله محض صدفة؟
بت غير واثق شيئًا فشيء.

ثم لاحظت الأخلاقيات اليهودية في الشارع. علاقتهم بالدعارة، بل وباستعباد البيض، كان واضحًا جدًا في فيينا. وهكذا حين أدركت أن اليهودي هو ذلك المرابي البارد القلب، المنعدم الحياء، الذي يستثمر أمواله في هذه التجارة الفاسدة التي تدمر المجتمع، ارتعشت أطراف جسدي.

بدأت بمناقشة القضية اليهودية، وتعودت أن أراهم في مختلف فروع الحياة الثقافية. ولم أستغرب حين عرفت أن زعيم الحزب الديمقراطي الذي تحدثت عنه أعلاه كان يهوديًا.

وحتى في علاقاتي اليومية مع العمال، لاحظت قدراتهم المذهلة على تقبل آراء متعاكسة، متذبذبين بين اتجاه وآخر أحيانًا خلال ساعات أو أيام محدودة. لم أستطع أن أفهم كيف يمكن لأناس، حين تتحدث مع أحدهم، يبدو لك منطقيًا واقعيًا، أن يتحول فجأة تحت تأثير رفاقه لآراء معاكسة لكل منطق. أحيانًا شعرت باليأس التام المطبق. فبعد ساعات قضيتها في حوار مضني، شعرت بأنني ساعدت في تحرير أحدهم من هراء آمن به، وسعدت لنجاحي، ولكني سمعته يكرر ذات الهراء ثانية صباح اليوم التالي، وذهب جهدي هباء.

فهمت أنهم ما كانوا قانعين بأوضاعهم وبغضوا القدر الذي عاملهم بقسوة شديدة، والرجال الذين بخسوهم الأجر وما فهموا معاناتهم، وأنهم تظاهروا ضد ارتفاع الأسعار، كل هذا كان مفهومًا. ولكن ما لا أفهمه كان كراهيتهم لجنسهم ووطنهم، واحتقارهم له، وتدميرهم لتاريخه. كان هذا الصراع ضد جنسهم وقبائلهم وبلادهم تدميرًا للذات. وإن أمكن معالجتهم منه، فلساعات محدودة.

ثم لاحظت أن صحافة الديمقراطيين تحكم فيها اليهود. ومع أن ظروف العمل في هذه الصحف شابهت غيرها، إلا أنني لم أجد بينها واحدة يمكن اعتبارها حسب رؤيتي الخاصة، وطنية. كانت الصحافة التي يديرها اليهود شيوعية في العادة، وأسعدني هذا. إذ عرفت أن الحزب الذي كنت أتصارع معه منذ شهور كان أجنبيًا، فاليهود ما كانوا أبدًا ألمانًا.

عرفت الآن من أغوى شعبنا لطريق الضلال.
عرفت أيضًا أن إنقاذه ممكن.
أما اليهودي، فآرائه الضالة لا تتغير أبدًا.


فقد حاولت آنذاك مناقشتهم. تحدثت كثيرًا وأوضحت شرور الفكر الماركسي، ولكن بلا فائدة سوى أن يبح صوتي. وأحيانًا، حين نجحت في إصابة أحدهم بضربة فكرية مميتة، وشاهد جميع السامعين هذا، واضطر غريمك للموافقة، فإنه سيعود صباح اليوم التالي لمواقفه ذاتها، وكأن أي تغيير لم يحدث.

وكان لكل هذا فائدة. فكلما فهمت أساليب اليهود وخداعهم بشكل أفضل، زاد عطفي على العمال وأدركت أنهم ضحايا لهذه الأساليب وإغوائها.

تراجعت عن الأفكار الدولية وبت ناقمًا على اليهود. وحين درست نشاطاتهم عبر القرون، تسائلت: هل كتب القدر لهم التوفيق والسيطرة على الآخرين، لأسباب لا نعرفها؟ هل يمكن أن يكون النصر حليفًا لأمة ما عاشت إلا للدنيا؟

تفكرت مرة أخرى في عقائد الماركسية، وتعلمت أشياءً جديدة. إن هذه العقيدة ترفض فكرة الصفوة الارستقراطية الموجودة في الطبيعة وتستبدل القوة الفكرية بالكثرة العددية. وهي لهذا السبب ترفض أي قيمة فردية، وتعارض الفكر القومي، وتسحب من الإنسانية ثقافتها. إنها فكرة كفيلة بتدمير أي حضارة، وإن انتصر اليهودي بمعونة هذا الفكر، فإن نصره سيكون الدمار النهائي للإنسانية.
ولذلك أشعر أنني أتصرف بمعاونة الخالق العظيم ومن أجل تحقيق أهدافه السامية لمصلحة البشرية حين أدافع عن نفسي ضد اليهودية وأعلن الحرب عليها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 2:53 pm

الفصل الأول: مفتاح الإشتراكية




بعد أن تكشفت لي حقيقة الإشتراكية الديمقراطية، انكببت على درس نظريات قادة هذه الحركة، فوجدت نفسي أمام عقيدة مبنية على الحقد والأنانية، عقيدة يعني انتصارها هزيمة للبشرية، وما لبثت أن اكتشفت الصلات الوثيقة بين هذه العقيدة الخطرة والمبادئ التي يدعوا إليها اليهود. وأدركت مع الأيام أن أهداف الحركة الإشتراكية الديمقراطية هي نفسها أهداف اليهود كشعب، واليهودية كدين، والصهيونية كحركة سياسية قومية. ففي حداثتي كنت أعتبر يهود بلادي مواطنين. وكنت لا أعتبر الخلاف في الدين، حتى أني وبختُّ صديقًا لي لإهانته أحد التلاميذ اليهود.

وظلت هذه نظرتي إلى اليهود إلى أن انتقلت إلى فيينا، فبرزت أمامي المسألة اليهودية في زحمة المسائل التي كانت تواجه النمسا حكومة وشعبًا. وقد تبينت لي هذه المسألة من خلال حملات الصحف المعادية للسامية، وكنت أعتقد أن هذه الحملات كانت نتيجة التعصب الأعمى، وكانت الصحف التي تهاجم اليهود قليلة الانتشار، والصحف التي تتولى الرد عليها كانت من الصحف الكبرى، وكان أسلوبها الرصين يلاقي في نفسي وقعًا حسنًا. ولكن سرعان ما ضايقني تزلفها الشديد للسلطات وحملاتها العنيفة على الرايخ والامبراطور غليوم الثاني الذي كنت معجباً به لتزويده ألمانيا بأسطول بحري من الطراز الأول، كما أغضبني من الصحافة الكبرى عطفها على فرنسا واعجابها بها ونعتها إياها "بالأمة المتمدنة" وكنت أتساءل لمصلحة من تعمل هذه الصحف ومن هم موجهيها؟ فجاء الجواب في الوقت الذي تكشفت لي فيه اليهودية على حقيقتها.
كنت أعتبر اليهود مواطنين لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ولكن اختلاطي بأعداء السامية من مفكرين وساسة جعلني أتحفظ في الحكم على أعداء اليهود، وما لبثت أن أصبحت من المهتمين بالمسألة اليهودية بعد أن لمست بنفسي تكتل الإسرائيليين وتجمعهم في حي واحد من أحياء فيينا، ومحافظتهم الشديدة على تقاليدهم وعاداتهم وطقوسهم. ومما زاد اهتمامي بمسألتهم ظهور الحركة الصهيونية وانقسام يهود فيينا إلى قسمين. قسم يؤيد الحركة الجديدة ويدعو لها. وقسم يشجعها. وقد أطلق خصوم الصهيونية على أنفسهم اسم "اليهود الأحرار" إلا أن انقسامهم هذا لم يكن إلا من باب التمويه، فتأكدت أن انقسامهم مصطنع وأنهم يلعبون لعبتهم في النمسا وفي العالم كله. وهي لعبة قذرة تعتمد الكذب والرياء مما يتنافى والطهارة الخلقية. طهارة الذيل التي يدعيها اليهود. وطهارة الذيل هذه، وطهارة أخرى يدعيها اليهود هي ذات طابع خاص. فقذارتهم كانت تصدم النظر منذ أن تقع العين على يهودي، وكنت أضطر إلى سد أنفي كل مرة ألتقي بأحد لابسي القفاطين. لأن الرائحة تبعث على القرف. ولكن قذارتهم الجسدية ليست شيئًا يذكر بالنسبة إلى قذارة نفوسهم، فقد أثبتت لي الأيام أن ما من عمل مخالف للأخلاق وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود فيها يد. واستطعت أن ألمس مدى تأصير هذا "الشعب المختار" في تسميم أفكار الشعب وتخديره وشل حيويته. فقد امتدت أصابع الأخطبوط اليهودي إلى جميع الميادين وفرض سيطرته عليها. وأصبح هذا التغلغل كالطاعون الأسود بل أشد منه فتكًا، إذ أن تسعة أعشار المؤلفات والنشرات والمسرحيات واللوحات الفنية التي تدعوا للإباحية المطلقة وللماركسية هي من صنع اليهود.أما الصحف الكبرى التي أعجبت بها وبرصانتها فكان معظم محرريها وموجهيها من أبناء هذا "الشعب المختار". وشعرت بعد معرفتي بالحقيقة مدى تأثير اليهود في توجيه الرأي العام وذلك بالنظريات التي تتناوب ومصالحهم الشخصية البعيدة الهدف. فالنقد المسرحي في الصحف التي كان يهيمن عليها أو حتى يشارك في تحريرها يهود، يرفع من شأن الممثلين اليهود والمؤلفين المسرحيين ويحط بالتالي من قدر زملائهم الألمان. والمقالات السياسية التي كانت تمجد بآل هابسبورغ وتكيل المديح لفرنسا، كانت بنفس الوقت تهاجم غليوم الثاني وحكومته.


مما زاد من نقمتي على اليهود تكالبهم على المال بجميع السبل الملتوية، وقد لمست الحقائق التي لا تخطر ببال، الدور الذي يمثله اليهود في ترويج سوق الدعارة والاتجار بالرقيق الأبيض. هذا الدور الذي يؤديه اليهود بمهارة لم ينتبه إلى خطورته الشعب الألماني إلا في الحرب العالمية الكبرى. أما أنا فقد شعرت بالقرف حين اكتشفت أن اليهودي، هذا المخلوق الوديع، هو الذي يستثمر البغاء السري والعلني ويحوله إلى تجارة رابحة.

انصرفت منذ ذلك الحين إلى جمع المعلومات والأدلة على جرائم اليهود بحق الوطن والمجتمع. وكنت أتابع نشاطاتهم في شتى الميادين، وقد اصطدمت بهم في أمكنة لم يخطر لي أنهم فيها، فقد ظهر لي أن اليهود يتزعمون الحركة الإشتراكية الديمقراطية، ويسيطرون على صحفها ويوجهون نقاباتها. وكان معظم النواب الإشتراكيين الديمقراطيين يهود ورؤساء النقابات جميعهم من اليهود. بما فيهم قادة ومديري المؤامرات ورؤساء تحرير الصحف التابعة للحزب.

وهكذا أصبح الحزب الكبير الذي يسيطر على مقدرات البلاد ألعوبة بيد شعب أجنبي، لأن اليهودي لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون ألمانيًا. وأخيرًا وضعت يدي على الروح الشريرة التي تمنع شعبنا عن التقدم. كانت الفترة القصيرة التي أمضيتها في فيينا كافية لإقناعي أنه مهما استبدت الأوهام بالعمال وضللتهم الدعايات المغرضة، فإنهم سيقتنعون مستقبلاً، لو قدر لرجل مخلص أن يأخذ على عاتقه مهمة تحريرهم من المستثمرين، وهذا ما بدأته ووقفت به إلى حد كبير. وعلى العكس لم أوفق ولو مرة واحدة لإقناع يهودي واحد بأنه على خطأ. وقد كنت من السذاجة بحيث رحت أحاول اقناع بني صهيون بسخف المبادئ الماركسية. وسرعان ما أدركت أن أسلوبهم في الجدال يقوم على قواعد خاصة بهم، وهو اعتمادهم في أول الجدال على بلاهة خصمهم، فإذا لم يتمكنوا منه تظاهروا هم بالغباء، فيستحيل على خصمهم أن يأخذ منهم أجوبة واضحة. أما إذا اضطر أحدهم إلى التسليم بوجهة نظر خصمه بوجود بعض الشهود فإنه يتجاهل في اليوم التالي ما كان من أمره ويتظاهر بالدهشة إذا ما جوبه بالشهود ويسترسل بالكذب ويزعم أنه أفحم خصمه بحجه دامغة في اليوم الأسبق.



لم يكن العمال مسؤولين عن ما تعانيه البلاد من اضطرابات، بل كانت المسؤولية ملقاة على عاتق الحكام الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء الاهتمام بمشاكل الشعب ووضع الحلول اللازمة لإزالة تلك المسببات. وقد عكفت على درس العقيدة الماركسية والبحث عن مصادرها وجذورها، وتتبع تطوراتها، وقد تساءلت مرارًا: هل كان أصحاب هذه العقيدة يتوقعون لها هذا النجاح؟ وهل كانت لديهم فكرة عن نتائج نجاح الماركسية على المدى البعيد؟ أم كانوا ضحية الخطأ في التقدير؟ فإذا كان الأمر الثاني فإنه يجب على كل رجل أن يقف في وجه هذه الحركة المخيفة ويمنع تطورها. وإذا كان الأمر الأول فلا بد أن يكون زعماء هذا الوباء الذي يهدد الشعوب أبالسة حقيقيين، لأن العقل الذي تمكن من أن يضع تصميم فكرة لا بد أن يؤدي انتشارها في المستقبل إلى تدهور الحضارة وانهيارها وتحويل العالم إلى قفر، هذا العقل ليس بعقل انسان ولكن عقل مسخ.
في هذه الحالة يجب أن تكافح كفاحًا مريرًا، وبجميع الأسلحة التي يمكن للعقل البشري أن يصنعها بالإضافة إلى الذكاء والإرادة الحديدية.

وقد توصلت نتيجة دراستي للمسألة اليهودية إلى تفهم الحركة الماركسية دون عناء، ذلك أن اليهود هم الذين وضعوا مبادئها وتولوا الدعاية لها.
وعرفوا كيف يستغلون جهود الذين كانوا ضحيتها. كذلك رجعت إلى تاريخ الشعب اليهودي عبر الأجيال وما كان له من تأثير في توجيه البشر. فهالتني شدة التأثيرات وتساءلت بقلق: هل يقضي القدر بأن يكون لليهود النصر النهائي؟


إن العقيدة اليهودية المعبر عنها في التعاليم الماركسية لا تعترف بالمبدأ الأرستقراطي وتضع التفوق العددي محل القوة والمقدرة، وبالتالي تنكر قيمة الإنسان الفردية كما تنكر أهمية الكيان القومي والعنصري، مجردة البشرية من العناصر التي لا بد من وجودها لاستمرارها وبقاء حضارتها. فإذا اعتمدت هذه العقيدة كأساس للحياة فإنها ستقوض كل نظام وتعود بالجنس البشري إلى عهد الفوضى واختلاط العناصر مما سيؤدي إلى انقراض البشر، وإذا قدر لليهودي من خلال إيمانه الماركسي أن يتغلب على شعوب هذا العالم فلن يبقى للبشر من أثر على سطح الأرض.

إن الأبدية ستنتقم من الذين يخالفون أحكامها، ولذلك سأتصرف حسب مشيئة الخالق، لأني بدفاعي عن نفسي ضد اليهودي إنما أناضل للدفاع عن مشيئة الخالق وعمله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 2:56 pm

الفصل الأول: ميونخ


غادرت فينا في ربيع عام 1912 قاصدًا ميونخ. فقد كنت أعرف تلك المدينة كما لو كنت ساكنًا فيها، وذلك بسبب دراستي للفن الألماني. إن من يزور ألمانيا ولا يرى ميونخ لن يعرف شيئًا عن الفن الألماني، فقد كانت الفترة التي أمضيتها في ميونخ من أسعد أيام حياتي مع أن تحصيلي من عملي كان متواضعًا، ولكن ما كنت أعمل لأعيش بل لأتابع دراستي وتحصيلي وأنا متأكد من بلوغي الهدف الذي رسمته لنفسي.

لقد تعلقت كثيرًا بهذه البلدة الجميلة وشعرت بالفرق العظيم بينها وبين فيينا، ومما زادني تعلقًا بها ما رأيته من مظاهر الحيوية الدافقة في جميع الميادين ومن روائع الفن الناطقة بعظمة الفن الألماني، ولا شك أن تعلقي بميونخ هو لأنها مرتبطة بتطوري ونمو مداركي ارتباطًا شديدًا لا يمكن فصله، بالإضافة إلى تأثير جمالها في كل رجل مرهف الحس محب للجمال.

لم يصرفني انكبابي على الدرس عن متابعة الأحداث السياسية. وكنت ألمس من سياسة ألمانيا الخارجية أنها مبنية على أسس غير سليمة. وذلك من خلال المخالفات التي أنشأتها. ولكني كنت أظن أن الساسة في برلين على علم بحالة الضعف التي وصلت إليها النمسا. وبنفس الوقت يكتمون هذه الحقيقة عن الشعب تجنباً لنقمته. وبنفس الوقت كانوا يحرصون على الحفاظ على سياسة المحالفات التي رسمها ووضع أسسها بسمارك.

ولكن مع الأسف فقد كانت الفكرة لدى الألمان عن النمسا خاطئة. والوهم كان سائدًا بأن النمسا لا تزال قوية يمكن الاعتماد عليها كحليف قوي. أما أنا فكنت على علم تام بمشاكل النمسا، بينما كانت الدبلوماسية الرسمية تجهل تلك المشاكل الخطيرة. حتى أن الرأي العام ظل على اعتقاده الخاطيء بقوة النمسا وجيشها وخاصة أنها لا تزال ألمانية. وبلغ بهم حسن الظن حدًا أصبحت فيه ادعاءات فيينا من أمانة للتحالف الثلاثي مثارًا للسخرية من الصحف في عواصم الولايات السلافية لا سيما براغ التي كانت تعتبر هذا التحالف مسرحية مضحكة ومبكية معًا. وكان الرأي السائد في أيام السلم أن هذه المحالفات ستنقض عند أول تجربة قاسية.

وقد صدق الحدس ورأينا ايطاليا وفي الوقت الذي كان التحالف يمر في تجربته القاسية الأولى، تتنكر لحلفائها ألمانيا والنمسا وتقف مع أعدائها.

عندما كنت في فيينا لاحظت الحماس البالغ من قبل أنصار الوحدة الجرمانية للتحالف الثلاثي بسبب اعتقادهم أن هذا التحالف سيدعم موقف ألمانيا في حال نشوب الحرب، وبذلك يرتبط مصير النمسا بمصير الرابح.

وقد فاتهم أن هذا الحلف سيحمل الرابح حملاً ثقيلاً ويؤدي بالدولتين إلى الهاوية. كما أن تفاؤلهم بالحلف سيضمن تحقيق أمانيهم القومية، ولكن هذا الحلف كان ستارًا استخدمته فيينا لتغطية تدابيرها الرامية إلى إبادة العناصر الجرمانية في البلاد.

لقد أصبح موقف ألمان النمسا حرجًا نتيجة لسياسة الأحلاف، لأنهم لو استمروا في نضالهم لاعتبروا خائنين، ولم يفت المطلعين منهم أن الحلف الثلاثي قيمته في ابقاء العنصر الألماني متفوقًا، وبالتالي يوم يتغلب الطابع السلافي على البلاد سيصبح لا قيمة له. وقد آلم هذا الفريق من الألمان النمساويين أن تسقط هذه الاعتبارات من حساب الدبلوماسية والرأي العام الألماني، وذلك يجعل مستقبله مرتبطًا بمعاهدات مع سلطة لا تتورع عن إبادة رعاياها الألمان. أي العنصر الأساسي الذي ستعتمد عليه هذه المعاهدة.

ولو رجع المسؤولون إلى التاريخ لوجدوا أنه لا يمكن للكولينال والقصر الامبراطوري أن يحاربا جنبًا إلى جنب. فالشعب الإيطالي لم ينسَ موقف الهايسبورغيين من وحدة بلاده واستقلالها. ولن تجرؤ الحكومة الإيطالية على إرسال جندي واحد إلى الحرب ما لم تتأكد من أنه سيحارب آل هايسبورغ بالذات. ولإن تكن إيطاليا قد دخلت الحلف الثلاثي فلرغبتها في كسب الوقت والتضليل، بحيث يركن حلفاؤها إلى المعاهدات بينما تستعد هي للحرب.

إن سياسة المحالفات التي اعتمدتها ألمانيا منذ أن ساءت علاقات النمسا مع روسيا، قد بنيت على افتراضات خاطئة.

لقد كانت الرغبة في عقد المحالفات هو الحاجة الملحة إلى أصدقاء يمكن الاعتماد عليهم في حالة نشوب حرب لا بد منها. فقد كان على ألمانيا أن تواجه مشكلة تكاثر عدد السكان، ففي كل سنة كان يزداد عدد سكان ألمانيا 900 ألف شخص. وهذا التزايد يهدد البلاد بكارثة إذا لم تفكر السلطات بتدابير سريعة تقطع الطريق على المجاعة.

وكان هناك أربع حلول يمكن اعتبارها:
أولاً: تحديد النسل منعًا لازدياد عدد السكان، كما هو جاري في فرنسا، ففي الأقطار ذات المناخ الرديء تتولى الطبيعة مهمة الحد من تضخم عدد السكان، فهي تعترض نمو السكان وتخضعهم إلى تجارب قاسية فتزيل العناصر الضعيفة وتبقي على الأصلح، وبذلك يتوصل خفض العدد إلى تقوية الفرد وبالتالي النوع. وعلى العكس من ذلك إذا تولى الإنسان بنفسه تحديد النسل، فهو غير الطبيعة، لا يعترض نمو الفرد ولكنه يتولى الحد من التناسل، وبذك يرضي إنسانيته لأنه لا يرى من الكون إلا نفسه ولا يعتبر وزنًا للعرق الذي ينتمي إليه.

إن طريقة الإنسان وعواقبها هي عكس طريقة وعواقب الطبيعة. فالطبيعة تفسح المجال للتناسل ولكنها تخضع هذه السلالة إلى امتحانٍ قاسٍ فتختار الأصلح للحياة وتحتفظ به وتوكل إليه مهمة حفظ النوع. أما الإنسان فإنه يحد من نسله ويحاول الحفاظ على سلالته سواءً كانت صالحة للحياة أم لا. ولذلك يتمكن من الحد من العدد ولكن قيمة الفرد تتضاءل كما تتضاءل جودة النوع.

إن سنة الطبيعة تفسح مجال البقاء للأقوى، أما الحد من التناسل فلا يستبعد السلالات الضعيفة الغير جديرة بالحياة، فتؤلف سلالة جديدة أشد ضعفًا، مما يشكل تحدياً لسنة الطبيعة. ولكن الطبيعة تثأر لنفسها من هذا التحدي، فتسلط الأقوياء الجديرين بالحياة على الضعفاء الخاملين. وليعلم الذين يدرسون مشكلة تزايد عدد السكان أن الطريقة المتبعة في فرنسا أي تحديد النسل، لو اتبعت في ألمانيا فإنها تعني القضاء على مستقبل الشعب الألماني.

ثانيًا: إن الاعتماد على زيادة محصول الأرض كوسيلة لإنقاذ الشعب الألماني من المجاعة، ممكن كحل مؤقت. ولكن هذه الطريقة لن تحل المشكلة من أساسها حلاً نهائيًا. باعتبار أن عدد السكان سيزداد بينما قدرة الأرض على الانتاج ستتضاءل. ولأن متطلبات السكان تأخذ بالتنوع فمثلاً كانت متطلبات أجدادنا منذ مئة عام أقل من متطلبات جيلنا الحاضر بنسبة كبيرة جدًا. فالأرض كما قدمنا لن تتمكن من العطاء إلى الأبد ولا بد أن يأتي اليوم الذي ستجف الأرض وتصبح عاجزة عن الإنتاج والعطاء. وقد لا تجف الأرض إلا في سنوات القحط، ولكنها ومع الاستمرار في ازدياد عدد السكان ستصبح عاجزة تماماً، فتطل المجاعة بوجهها القبيح، ولا ينقذ الموقف إلا تدخل الطبيعة بما تملكه من قوة في اختيار من هم صالحين للبقاء، وتترك سائر السكان لمصيرهم المحتوم.

وقد يقول قائل أن هذه الاحتمالات ستحصل يومًا من الأيام وستطال المجاعة البشرية كلها ولن يسلم من خطرها شعب من الشعوب. وهذا القول يبدو صحيحًا. ولكن هذا لا يمنع من النظر إلى الأمور على حالتها الراهنة فالطبيعة لا تتعرف إلى الحدود السياسية، وهي وضعت المخلوقات الحية على وجه البسيطة، وبدأت تراقب صراع القوى المختلفة وتنظر بعين العطف إلى من هو جدير بالحياة والبقاء. وقد تركت الطبيعة أراضٍ شاسعة لا تزال بكرًا، وهي لم تحتفظ بها لجنس من الأجناس، بل تركتها للشعب الذي يتمكن من امتلاكها ويضع يده عليها.

فالشعب الذي ينصرف إلى الاستعمار الداخلي، بينما تحاول الشعوب الأخرى الامتداد إلى مناطق واسعة في الأرض، سيضطر هذا الشعب إن عاجلاً أو آجلاً إلى تحديد نسله. ومن الملاحظ أن أفضل الأمم هي التي لا تطمح إلى التوسع وتكتفي بالاستعمار الداخلي، تاركة التوسع لأمم أقل منها جدارة ولكن أكثر منها عزيمة وقوة وحيوية. وفي نفس الوقت تجد الأمم الأولى مضطرة إلى تحديد النسل لتفادي المجاعة، بينما تجد الثانية تنمو وتزدهر وتزداد قوة تبعاً لازدياد امكاناتها.

إن فكرة الاستعمار الداخلي ستكون وبالاً على شعبنا، فليس أقتل لحيوية شعبنا من القناعة التي لا يبررها الواقع، فالقناعة ستقعد بنا عن الجهاد في سبيل المستقبل اللائق. ومتى قلنا لشعبنا أن ألمانيا تكفي نفسها بنفسها، فلنقل على ألمانيا السلام.

إن من سخرية القدر أن يكون اليهودي هو الموجه لهذا التوجيه الخطر، وهو المدخل في روعنا أن في امكاننا توفير ما نحتاجه جميعًا باستدرار عطف الأرض الألمانية.

لن ينقذ ألمانيا من خطر الجوع إلا الاستيلاء على أرض جديدة. والبلاد الصغيرة في مساحتها تبقى معرضة للمفاجآت العسكرية والسياسية، فكلما امتدت أراضي شعب سهل الدفاع عنه، فقد رأينا أن الانتصارات السريعة كانت على أراضي شعوب مجالها الحيوي ضيق. بينما كان على العكس من ذلك بالنسبة للبلدان ذات المساحات الشاسعة، إذ أن قوة المهاجم تنهار قبل وصوله إلى هدفه البعيد.

إن الموجهين الألمان قد رفضوا فكرة الاستعمار الداخلي لأسباب غير التي ذكرناها سابقًا فقد اعتبروا الاستعمار الداخلي كهجوم على الاقطاعيات الكبيرة بشكل عام وعلى الملكية الخاصة بشكل خاص. كما رفضوا فكرة تحديد النسل لأسباب دينية بحته.

ثالثًا: تأمين الطعام والإسكان والعمل للسكان الآخذين بالازدياد وذلك بالاستيلاء على أرضي جديدة وإسكان الألمان فيها.

رابعًا: إغراق الأسواق الخارجية بالبضائع الألمانية لتوفير أرباح كافية تمنع عنا شبح المجاعة.
لقد أصبح على ألمانيا أن تختار بين الاعتماد على التوسع أو الاعتماد على التجارة. وقد اختارت التجارة بعد تردد طويل، وكان عليها أن تختار التوسع لأنه أصلح وأسلم، إذ أن كسب أراضي جديدة ينتقل إليها الفائض من السكان له ميزات عديدة، أهمها وجود طبقة سليمة من الفلاحين تعتمد عليهم الأمة كلها. فإن ما نشكو منه اليوم سببه فقدان التوازن بين ما تقدمه المدن وبين ما تقدمه الأرياف، وقد كان وجود المزارعين الصغار المتوسطي الحال كالدرع الواقي للشعب ضد مشاكله الاجتماعية التي يواجهها الآن. باعتبار أن نشاط المزارعين ضمن مجالات الاقتصاد المقفل يجعل نشاطهم يسير جنبًا إلى جنب مع باقي النشاطات الاقتصادية وبذلك يؤمن التوازن المطلوب بين حاجات السكان وحالة الانتاج.

لكن سياسة التوسع لا يمكن أن تستهدف بلادًا بعيدة كالكاميرون مثلاً، إذ أن مكانها الوحيد هو أوروبا. وعلينا كألمان أن نعتنق النظرية القائلة أن الله لا يمكن أن يقضي بأن يحصل شعب على خمسين ضعف ما لشعب آخر من الأرض، وأنه إذا كانت الأرض قادرة على إكفاء الجميع، فليس من العدالة بشيء أن يفصل بيننا وبين الحصول على المدى الحيوي لنمونا وبقاءنا. لذلك يجب على كل فرد أن يكافح ليؤمن ما يكفل له البقاء، وإن لم يتمكن بالمسالمة واللين فعليه بالقوة. ولو أن أجدادنا استسلموا وتخاذلوا كما هي عقلية جيلنا اليوم، لما كان لنا الآن ثلث أراضي وطننا الألماني، ولولا نضالهم لما قامت للرايخ أية قائمة.

وهناك اعتبار آخر يجعل من التوسع طريقة مثلى:
تشغل بعض الدول الأوروبية مساحة صغيرة جدًا بينما تشغل ممتلكاتها خارج القارة مساحات شاسعة فتكون قمة هذه الدولة في اوروبا وقواعدها تمتد إلى جميع أنحاء العالم، كالشكل الهندسي للهرم. وهذا عكس ما هو في الولايات المتحدة الأمريكية فقاعدتها على أرضها ولا يوجد ارتباط بينها وبين العالم الخارجي إلا بواسطة القمة. وهذا مما يجعل للبلاد مركزًا داخليًا منيعًا بينما يسبب العكس ضعف معظم الدول الاستعمارية في القارة الأوروبية.

أما بالنسبة لألمانيا فالطريقة المثالية التي يمكنها اتباعها تقوم على إحراز مدى حيوي لها في القارة الأوروبية بالذات، لأن المستعمرات لا تصلح هدفًا للتوسع ما لم تكن قادرة على استيعاب أكبر عدد ممكن من السكان الأوروبيين. علماً أنه ليس بالإمكان الاستيلاء على مستعمرات تحوي هذه الميزة إلا بواسطة الحروب التي يمكن خوضها في أوروبا عوضًا عن المجازفة خارجها.

ومتى تقبل شعبنا فكرة الحرب عليه أن يكرس لها جهوده. ولا يمكن بأنصاف التدابير والتردد القيام بمهمة تفرض على كل منا أقصى ما يمكن من الجهد والحزم. ولا بد من جعل سياسة الرايخ منسجمة مع هذا الهدف، لذلك يجب إعادة النظر في جميع المحالفات المعقودة وقيمة كل منها. ولا يغرب عن بالنا أن توسع ألمانيا في أوروبا يجب أن يتم على حساب روسيا.

إن انكلترا هي التي كان على ألمانيا أن تحالفها قبل الشروع في نهجها التوسعي. فبعد أن تضمن سلامة مؤخرتها كان بإمكان ألمانيا شن الحملة الصليبية الجرمانية الجديدة، إذ أن حقنا في حملتنا الصليبية واضح كما كان واضحًا حق أجدادنا.

كان على ألمانيا أن تكسب ود انكلترا مهما كلفها ذلك تضحيات، فمثلاً كان علينا أن نكف عن المطالبة بمستعمرات، وأن نتخلى عن فكرة جعل ألمانيا أكبر دولة بحرية، وأن نكف عن مزاحمة بريطانيا في ميدان الصناعة. وبدلاً من ذلك يمكننا تعزيز قوة جيشنا البرية، ولو ترتب على هذا النهج الإقلال من طموحنا مؤقتًا، مقابل ضمان المستقبل المزدهر لشعبنا الألماني العزيز.

إن حاجة ألمانيا التي كانت تواجه ازديادًا في عدد السكان لم يكن خافيًا على انكلترا، فقد كان على ألمانيا أن تستفيد من هذه المعرفة وتمد يدها إلى انكلترا التي كانت ترغب في التقرب منا. ولكن ساستنا لم يقدموا على هذه الخطوة، مع أن كل محالفة تقوم وتضمن مصلحة الطرفين المشتركين.
لو اعتمدت ألمانيا في ذلك الوقت النهج السياسي الذي اعتمدته اليابان عام 1904، لو فعلت ذلك لما كانت الحرب العالمية، ولما منينا بتلك الهزيمة المنكرة الشنعاء.

ومهما يكن، فتحالف ألمانيا والنمسا كان سخيفًا فقد كانت هذه الدولة المومياء حريصة على التحالف معنا لتتيح لساستها فرصة المضي في إبادة العنصر الجرماني. ولو كان ساستنا أبعد ادراكًا لعلموا أن قيمة التحالف النمساوي الألماني يكمن في استمرار نفوذ العنصر الجرماني في النمسا، ومتى زال هذا النفوذ أو ضعف لمصلحة السلاف، زالت بالتالي قيمة التحالف.

لقد كانوا في برلين يخافون النضال، ولما فرضت عليهم الحرب كانت الظروف غير مناسبة. وقد حاولوا تفادي المقدر، وحلموا بسلم دائم ولكنهم استيقظوا على أصوات المدافع.

إن التعلق بالسلام بهذا الشكل أقعد الساسة الألمان عن الأخذ بفكرة التوسع في أوروبا. فقد كانوا يعلمون أن هناك أراضي يمكن الاستيلاء عليها في الشرق، وأنهم بحاجة ماسة إليها، ولكنهم أحجمواعن ذلك لأنهم يريدون السلام بأي ثمن، بدلاً من أن يضعوا نصب عيونهم توفير أسباب البقاء ومقوماته للشعب الألماني بأي ثمن. وكانت النتيجة حرب عام 1914-1918.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:00 pm

ولم يبقَ إلا سلوك نهج السياسة الاستعمارية والتجارية.
إن طريقة الاستعمار تستلزم وقتًا طويلاً، فالاستعمار ليس بالقفزة الفورية، إنه دفعة تدريجية عميقة ولكنها مستمرة. فعندما سلكت ألمانيا هذا السبيل كان عليها أن تدرك أن هذه السياسة ستقودهم في النهاية إلى الحرب التي أرادوا تجنبها، مع أنهم كانوا يؤكدون نياتهم السلمية.

وقد أدى هذا السلوك المتناقض إلى توتر العلاقات مع انكلترا التي وقفت ضدنا في جميع الميادين. وقد سهى عن بال زعمائنا أن التوسع في أوروبا يفرض التحالف مع انكلترا ضد روسيا، فالتوسع خارج أوروبا يفرض محاربة روسيا ضد انكلترا. وفي هذه الحالة لا بد من تبديل المحالفات وذلك بالتخلي عن النمسا. ولكن برلين لم تفكر بالتحالف مع روسيا ضد انكلترا ولا العكس بالعكس، لاعتقادها أن هذا سيؤدي إلى الحرب، ولتلافي النزاعات المسلحة لجأت إلى سياسة الانتاج كطريقة مثلى لاستعمار العالم بطريقة سلمية.

لقد كان باعتقاد ساستنا أن استعمار العالم اقتصاديًا وسلميًا سيضع حدًا لسياسة العنف، وما إن شعروا بعداء انكلترا الصريح حتى قرروا بناء أسطول لم يكن الغرض منه الهجوم على انكلترا وسحقها، بل كان الغرض منه الدفاع عن "السلم العالمي" وقد حرصت ألمانيا على أن يكون هذا الأسطول متواضعًا من حيث السلاح، ولذلك تؤكد رغبتها في السلام والمحافظة عليه.

كانت سياسة الفتح الاقتصادي السلمي سياسة سخيفة لا تليق بدول عظمى. فقد بلغ الهوس ببعض المتعصبين لهذه السياسة حدًا جعلهم يزعمون أن انكلترا سبقت ألمانيا في هذا الميدان وأصابت نجاحًا باهرًا. حقًا أن بعض الناس يقرأون التاريخ ولا يعرفون منه شيئًا.

لم تنشأ الامبراطورية البريطانية بالاستعمار السلمي. فالوحشية التي اعتمدها الانكليز كانت مضرب الأمثال. إن السر في السياسة الانكليزية هو في استخدام القوة السياسية لتحقيق الفتوحات الاقتصادية. كما أنها تعرف كيف تحول نجاحها الاقتصادي إلى قوة سياسية. وأنه لمن السخف أن نعتقد أن انكلترا كانت لا تهرق دماء أبناءها في سبيل التوسع الاقتصادي. فقد كانت انكلترا تستخدم المرتزقة لكسب الحروب وبذل الدماء، ولكنها في نفس الوقت كان تجود بدم أبناءها في الحالات التي لم يكن فيها بدًا من التضحية.

ولكنا في ألمانيا كنا نعتقد أن الرجل الانكليزي رجل أعمال وتجارة واسع الحيلة. بليد وجبان. ولم يخطر في بالنا أن امبراطوية واسعة كالامبراطورية البريطانية لا يمكن أن تكتسب بالخداع واللين. أما الألمان القلائل الذين وقفوا ليحذروا مواطنيهم من قوة الانكليز كشعب مقاتل، فقد اعتبروهم انهزاميين ولم يؤخذ برأيهم.

ما زلت أذكر الدهشة التي كانت تستحوذ على رفاقي في جبهة الفلاندر عندما جابهنا الانكليز في إحدى الملاحم القاسية، فقد أدركنا جميعًا أن هؤلاء الاسكتلنديين محاربون أقوياء. وأن الصحف والبلاغات كانت تخدعنا حين صورتهم لنا بصورة الجبناء.
*****
إن تسرع ألمانيا بالتحالف مع النمسا قد قعد بها عن التوسع في أوروبا معتمدة على صداقتها مع روسيا. وأن الاعتماد على دولة مهترئة مفككة كالنمسا للإقدام على التوسع هو ضرب من الجنون.

فقد كان اندلاع الحرب العالمية بسبب النمسا من حسن حظ ألمانيا. فقد حالت الحرب بين آل هابسبورغ وبين التهرب من التزاماتها تجاه المحالفة المعقودة ولو كان الأمر على عكس ذلك لما عدمت فيها أن وجدت وسيلة لتتهرب من التزامها وتقف على الحياد. وما كان السلاف ليقبلوا بارسال الجيش النمساوي ليحارب إكرامًا لألمانيا التي تحمي العنصر الجرماني في النمسا.

لقد كان للنمسا أعداء كثيرين يطمعون باقتسامها، وبالتالي سيناصبوا ألمانيا العداء باعتبارها تقف حجر عثرة في سبيل مطامعهم. ومن أجل النمسا أبغض الايطاليون ألمانيا. وقد كان بالامكان التفاهم مع روسيا ما دام الألمان يريدون التوسع اقتصاديا، ولكن اليهود والماركسيين جعلوا الحرب محتمة ولولا الحلف الثلاثي لما تمكن أعداء ألمانيا من حمل دول أوروبا الشرقية وروسيا وايطاليا على خوض الحرب ضد ألمانيا، فقد كان أمل الطامعين هو اقتسام النمسا بعد تصفية حسابها. ولكن رغبتهم في وجود الحرب هو وجود تركيا في عداد حلفاء ألمانيا باعتبار أن تركة السلطنة كانت مما تغري ويسيل اللعاب.

إن الرسامين اليهودية كانت وراء هذه الاغراءات التي لوحت بها للطامعين، على أمل الوصول إلى هدفها وهو القضاء على ألمانيا التي لم تكن خاضعة للنفوذ اليهودي المالي والاقتصادي.
***
لنرجع إلى السياسة الاقتصادية لألمانيا خلال السنوات التي سبقت نشوب الحرب. فقد كان النجاح الذي أصابته ألمانيا في ميادين التجارة باهرًا لدرجة أن البعض ذهب في غروره للاعتقاد أن وجود الدولة مرهون باستمرار الازدهار الاقتصادي والتجاري، والدولة هي قبل كل شيء مؤسسة اقتصادية كبرى.

علمًا أن استمرار الازدهار هو رهن بقيام دولة قوية تدعمه. إن الاقتصاد وسيلة من الوسائل الضرورية لتحقيق الغرض من وجود الدولة، ولكنه ليس سبب وجودها، فالدولة التي تجعل من الاقتصاد سببًا لوجودها ليس لها ما لبقية الدول من مقومات البقاء.

إن في تاريخ ألمانيا أكثر من دليل على أن المستوى الاقتصادي لألمانيا كان يرتفع بارتفاع وازدياد نفوذها السياسي في المجال الدولي.

إن العقل والإدارة والتضحية والمثل العليا هي القوى التي تنشيء الدولة وتصونها. فالإنسان لا يقدم على التضحية بنفسه من أجل صفقة تجارية ولكنه يفعل من أجل فكرة أو مثل أعلى.

لقد حاربنا في الحرب العالمية من أجل لقمة الخبز. بينما حاربت انكلترا دفاعًا عن الحرية. وقد حارب الانكليز حتى النهاية بقوة واخلاص. أما نحن فقد استبسلنا في بداية الحرب ولم نلبث أن تخاذلنا وانهارت معنوياتنا حين علمنا أننا نحارب من أجل اللقمة.

إن الدول تبقى وليدة غريزة حب البقاء، بقاء العرق، سواءً كانت هذه الغريزة في ميدان البطولة أو ميدان الدسائس. فإذا تجلت في الميدان الأول نشأت دولاً آرية يسودها العمل الجدي. أما إذا تجلت في الثاني فإنها تنشيء مستعمرات فضولية لليهود. لقد أدركت خلال مشاهداتي في فيينا وألمانيا أن الجمود المميت الذي سيطر على أمتنا كان بسبب جرثومة الماركسية الرهيبة، والسموم التي كان ينفثها اليهود أساتذة الماركسية وحماتها.

وانكببت للمرة الثانية على دراسة هذه العقيدة الهدامة على ضوء الأحداث السياسية الجديدة. وقد اطلعت على المحاولات التي حاولها بعض الرجال العظام للحد من انتشار هذا الوباء العالمي الفتاك، وقد أعجبت بمحاولة بسمارك والتشريعات التي سنها والتي قطعت ذيل الأفعى ولكنها لم تقضِ على رأسها. فقد حارب بسمارك ضحايا الماركسية ولكنه لم يحارب الماركسيين بالذات. فقد حاول أن يقضي على الوباء بقتل المصاب وأغفل عن ناشر الجرثومة.

ومرة ثانية درست العلاقة بين الماركسية واليهودية وتأكدت لي حقيقة اليهود ومراميهم في إشاعة الفوضى والخراب في العالم ليتمكن هذا الشعب المختار من استغلال الفوضى بفرض مشيئته في كل مكان.


كنت أنظر إلى ألمانيا حين كنت في فيينا نظري إلى عملاق جبار، ولكن بعد انتقالي إلى ميونخ تغيرت نظرتي وصرت أشك في مقدرة هذا العملاق على الصمود في وجه الأعاصير. وصرت أنتقد سياسة ألمانيا الخارجية بشكل ظاهر وعلني وخاصة بما يتعلق بموقفها من خطر الماركسية الذي أخذ بالتفاقم.

وقد أدهشني عدم الاكتراث من قبل المسؤولين لهذا الخطر الهدام الذي يوجهه اليهود، ومما زاد في نقمتي أن فئة من المفكرين قاموا بحملة تخدير للحكام الذين شعروا بخطر الماركسية، زاعمين أن هذه العقيدة لن تعيش في ألمانيا لأن لشعبنا مناعة طبيعية ضد هذا المرض الفتاك. وقد سهى عن بالهم أن هذه العقلية المريضة قد أودت بحياة امبراطورية ضخمة.


وأخذت على نفسي منذ عام 1913 مهمة تحذير الشعب من هذا الخطر، وأوضحت أكثر من مرة أن مستقبل ألمانيا يتوقف عليه القضاء على الماركسية قبل انتشارها. وقد كان لهذا التحذير صداه المستحب عند المواطنين الذين هم الآن جنود الحركة القومية الاشتراكية.

وقد تأكد لي مع الأيام أن الأخطاء السياسية التي ارتكبها المسؤولون الألمان منذ أواخر القرن الماضي حتى نشوب الحرب العالمية كان نتيجة الأخذ بنصائح عملاء الماركسية من يهود ومفكرين عديمي الإخلاص لوطنهم. فعندما أقامت ألمانيا اقتصادها على تلك الأسس الواهية كان اليهود أول المهللين لها، يقينًا منهم أن الاقتصاد الأعوج سيؤدي بألمانيا إلى الانهيار، فتقوم على أنقاضها الدولة التي يحلمون بها. دولة تحكمها في الظاهر البروليتاريا وتخضع في نفس الوقت لسيطرة شرذمة من رجال المال اليهود.

وقد لاحظت في الصحف الاشتراكية الديمقراطية المقالات المسمومة والتي كان يحررها يهود جبناء يذيلون مقالاتهم المحشوة بالسموم بتواقيع مستعارة. وهذا لم يكن له وجود في النمسا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:05 pm

الفصل الأول: هتلر والشيوعية



في عام 1914 انقضت صاعقة عظمى على الأرض، وأصم الآذان صوت مدافع الحرب العالمية.

وعندما أعلن في ميونخ نبأ مقتل الأرشيدوق فرنسوا فرديناند أصابني قلق شديد، وكنت أتساءل عند وصول الخبر المشؤوم هل قتل الأرشيدوق برصاص طلبة ألمان عز عليهم أن يعمل ولي العهد على إكساب النمسا الطابع السلافي، فقرروا التخلص منه وانقاذ الشعب الألماني من عدو داخلي؟ وإذا كان افتراضي صحيحًا فمعنى ذلك أن فيينا ستجد مبررًا لزيادة اضطهادها للألمان تجاه العالم كله. ولكن عندما علمت أن الصرب هم المتهمين الرئيسيين بالقتل دهشت لسخرية القدر، فقد سقط أوفى أصدقاء السلاف برصاص أشد المتعصبين للسلاف.

إن من أتيح لهم تفهم موقف النمسا من صربيا علموا أنه لا بد للصخرة التي ابتدأت بالتدحرج من أن تستقر في قعر الهاوية.

لا يسعنا مؤاخذة الحكومة النمساوية على الإنذار الذي وجهته عقب الاعتداء فقد كان تصرفها سليمًا. فقد كان على حدود النمسا الجنوبية الشرقية عدوًا لدودًا، ما برح يتربص بها، ويتحين الفرصة المناسبة للانقضاض عليها. ولكن خصوم المملكة كانوا يعتقدون أن زوالها قد أصبح محتومًا بعد تواري الامبراطور فرانسوا جوزيف، فهو الوحيد الذي كان يجسد الامبراطورية في نظر غالبية الشعب وقد عمل الساسة السلاف على ترسيخ هذا الوهم في نفوس الشعوب مدخلين في روعهم أن الدولة مدينة بوجودها لعبقرية الامبراطور وحسن سياسته. وكان هذا المديح يلاقي وقعًا حسنًا في نفس الامبراطور فرانسوا جوزيف ورجال حاشيته، ولكنه في نفس الوقت يحوي في طياته خنجرًا مسمومًا ليكون أداة لتمزيق فريستهم.

لقد أدى مصرع ولي العهد إلى دفع عجلة الحرب إلى الأمام، وبالرغم من أن الناقدين قد اتهموا فيينا في تسبب الحرب، إلا أن الحرب كانت واقعة لا محالة. فلو عملت حكومتي ألمانيا والنمسا على تفادي الحرب بعد مقتل الأرشيدوق لأدى هذا إلى تأجيل الكارثة إلى ظرف أكثر ملائمة لخصومها فقط.

إن من يتبجحون بلوم الذين أيقظوا إله الحرب من نومه، ويسدون النصائح السخيفة، يجب أن يحملوا وقبل سواهم وزر الحرب وجرنا إليها. فمنذ عشرات السنين والاشتراكية الديمقراطية الألمانية تحرض على الحرب ضد روسيا، أما بالنسية لأحزاب الوسط فقط ساهمت في جعل النمسا حجر الزاوية في محور السياسة الألمانية، وذلك لاعتبارات دينية بحتة. وقد جنت البلاد ما زرعته الأحزاب السياسية وتحملت أخطاء هذه الأحزاب. أما بالنسبة لألمانيا فقد كان خطأها الوحيد هو حرصها على السلام، فقد تركت الظروف الملائمة للهجوم تفوتها للحفاظ على السلام التي ذهبت هي ضحيته، بل ضحية التحالف العالمي لاشعال الحرب العالمية.

إن الإنذار الذي صاغته فيينا في قالب معتدل قد أثار نقمة الشعب واعتبره إنذارًا ضعيفًا. فالحرب عام 1914 لم تفرض على الشعب، فقد أرادها الشعب برمته، إذ تقدم للجهاد مليوني ألماني بين رجل وفتى متأهبين جميعهم للدفاع عن الوطن وبذل دمائهم في سبيله.

أما بالنسبة لي شخصيًا فقد حررتني الحرب من جو الكآبة المسيطر علي، إذ سرعان ما دب في الحماس فجثوت أشكر السماء لأنني ولدت في هذا العهد بالذات.

بدأ النضال المرير من أجل الحرية، فقد أدرك الشعب أنه مدعو إلى الكفاح والبذل لا من أجل النمسا بل من أجل الأمة الألمانية ذات التاريخ المجيد. وهكذا بدأ الشعب يتبين مستقبله بعد سنين من التعامي.

لقد مرت بذاكرتي فكرتان بعد صدور البلاغ الرسمي حول مقتل الأرشيدوق أن الحرب باتت محتمة، وأن الظروف ستفرض على النمسا احترام اتفاقاتها المعقودة. فقد كنت أخشى أن تضطر ألمانيا إلى دخول الحرب باسم الحلف الثلاثي دون أن تكون النمسا السبب الرئيسي للحرب، وربما لاعتبارات سياسية داخلية ستجبن فيينا عن القيام بواجباتها كحليفة لألمانيا، ولكن وبما أن الواقعة وقعت بسبب النمسا (في الظاهر على الأقل) فلم يبقَ أمام النمسا إلا أن تضع يدها في يدنا لنواجه الموقف سوية متحملين جميع النتائج.

إن موقفي من النزاع كان واضحًا، فقد علمت منذ اللحظة الأولى أن المسألة بالنسبة لألمانيا كانت أخطر من تأديب صربيا. فقد كانت كفاح الأمة الألمانية بأسرها في سبيل وجودها وحريتها. أدركت أن ألمانيا التي حقق لها بسمارك وحدتها، مدعوة مرة أخرى إلى البذل والتضحية، وأن ما قام به أجدادنا من تضحيات وبذل في ميدان المعارك الرهيبة من فيسمبورغ إلى سيدان وباريس، يفرض على الجيل الحاضر أن يحرزه من جديد، فإذا تمكنا من الكفاح حتى النهاية نكون قد حققنا النصر وأصبحنا في مصاف الأمم الكبرى، فتصبح الامبراطورية الألمانية من جديد موئلاً للسلام دون أن تضطر إلى حرمان أبنائها من قوتهم اليومي إكرامًا للسلام.

وما إن نشبت الحرب حتى سارعت لتلبية نداء الواجب فوضعت كتبي على الرف بعد أن قررت أن أحمل السلاح لأدافع عن وطني، وفي الثالث من شهر آب 1914 وجهت رسالة إلى جلالة الملك لويس الثالث أطلب قبولي في إحدى القطاعات العسكرية البافارية، وكم كان سروري عظيمًا عندما وصلني في اليوم التالي القبول والموافقة على تطوعي بفيلق بافاري معين. وأقمت أنتظر بزوغ فجر اليوم التالي لأسافر إلى الجبهة، وقد كان همي الوحيد أن أصل إلى ساحة القتال قبل أن تنتهي الحرب، لأن الأخبار كانت تجمع على أن الحرب ستكون قصيرة.

وأخيرًا سافرنا إلى الجبهة، وأبصرت لأول مرة نهر الراين عندما اتجهنا غربًا لنسهم في الدفاع عن النهر الألماني العظيم. وعندما شاهدت تمثال جرمانيا رمز السيطرة الألمانية على رينانيا امتلأت صدورنا بالفخر والاعتزاز ونشدنا نشيد "الراين" وكلنا حماس وأمل بالنصر الكبير.

وصلنا سهول الفلاندر، وشرعنا بالزحف تحت ستار الظلام دون أن نلقى أية مقاومة من العدو، ولكن ما إن بزغ الفجر حتى بدأ الرصاص ينهمر علينا، فتعالى هتافتا ترحيبًا بالموت والتحمنا مع العدو وسط حقول الملفوف، وعلت أصواتنا بالأناشيد الحماسية، ومشينا إلى الموت ننشد "ألمانيا فوق الجميع".

بعد أربعة أيام تراجعنا إلى حيث بدأنا الهجوم، لكن المدة القصيرة كانت كافية لنصبح رجالاً مدربين مكتملي الرجولة. فقد كان فيلقنا فيلق "ليست" غير مدرب على القتال كما يجب، ولكنا على استعداد تام للموت ميتة الأبطال العريقين في فنون الجندية والقتال.

توالت السنون، وانطفأت جذوة الحماسة في صدورنا ليدخل مكانها الرعب والخوف من الموت، وقام في داخلنا صراع عنيف بين الواجب وحب البقاء. فقد كان الجبن يسيطر علينا محاولاً اقناعنا بضرورة التوقف والتمرد والثورة على قادتنا، ولكن ثباتنا وعنادنا كان يقوى على هذا الشعور المتخاذل إلى أن انتهى هذا الصراع الداخلي، فاستعدت رباطة جأشي خاصة في معارك عام 1915 ولم يعد يراودني هذا الشعور منذ ذلك الحين. وكان هذا ينطبق على بقية رجالنا، فقد تمكن الجيش كله من التغلب على الخوف والضعف وجعلته المعارك المتواصلة صلبًا فولاذي الأعصاب. فقد أثبت الجيش الألماني باعتراف المؤرخين، أنه فريد عصره بما أظهره من شجاعة وجلد في مقارعة خصومه الذين يفوقونه عددًا وعدة. ولن ينسى العالم كله أن الجيش الألماني الباسل ضرب أروع الأمثلة في التفاني ونكران الذات.

لم يكن لدي الوقت في ذلك الحين للإهتمام بالسياسة إلا أن بعض الصحف المعينة منذ احرازنا أولى انتصاراتنا بدأت في تعكير صفو الابتهاج العام باسلوب بارع خبيث استحال معه تبين خطر هذه الألاعيب وأهدافها الحقيقية. فقد عارضت الاحتفالات التي كانت تقام ابتهاجًا بالانتصارات العسكرية بحجة عدم لياقتها بأمة عظيمة كالأمة الألمانية. فالشجاعة والأعمال البطولية لا يبرران هذا الإسراف في الابتهاج بل على العكس قد يسيء إلى ألمانيا باعتبارها دولة محبة للسلام وهي لم ترد الحرب في الأصل، بل هي راغبة في التعاون مع الدول على قدم المساواة.نتيجة لهذه الحملات الخبيثة، قامت السلطات باتخاذ الاجراءات الكفيلة بالحد من الابتهاج العام الغير لائق. بدلاً من أن تأخذ بهؤلاء الثرثارين إلى ساحة الإعدام وتريح الشعب من فلسفتهم. ولكن السلطات شاءت أن تكبت الحماس وتخنقه في صدور المواطنين بدلاً من أن تدعهم يواصلون النضال وهم زاخرين بالقوة والحماس.


والشيء الثاني الذي كان يقض مضجعي منذ اشتعال نار الحرب الكبرى، هو التغاضي التام عن نشاط الماركسيين، وكان حجة السلطات أن المصلحة تقتضي تكاثف جميع الأحزاب، ولا يجوز استثناء الماركسيين.

ولكن الماركسية لم تكن حزبًا بل عقيدة يقضي انتشارها إلى تغيير المقاييس التي حفظت الكائنات ويترتب على نجاحها القضاء على البشرية قضاءً تامًا.

وقد صرح وزير الداخلية بأن حزب الماركسيين قد دلل على صدق وطنيته وعاد إلى حظيرة الوطن. وهذا هو الجهل بعينه.


لقد كان على السلطات أن تحزم أمرها وتتخذ جميع التدابير الكفيلة بالقضاء على المضللين والماركسيين ومن وراءهم اليهود. كان على الحكومة أن تقضي على أعداء ألمانيا، على تلك الحثالة الباقية في المؤخرة بينما كانت النخبة في الأمام تجود بدمائها في ساحة القتال. لكن جلالة الامبراطور شاء أن يمد يده إلى المجرمين، فعفا عن مصاصي دماء الشعب، متيحًا لهم فرصة العمل بحذر وحكمة ممهدين الطريق أمام الثورة.لقد زادت نقمتي على الأوضاع وكنت أتساءل عن السبب الذي دعا المسؤولين إلى هذا التسامح بدلاً من استعمال الشدة والعنف لتأديبهم، وهل تتمكن القوة من القضاء على العقيدة؟ ورجعت إلى التاريخ استقرأه، وخرجت بالمبدأ الأساسي التالي:

تصبح العقائد والمبادئ المرتكزة على الفكرة الفلسفية. بعد أن تبلغ مرحلة معينة، أمتن وأقوى من أن يقضى عليها بالقوة المادية إلا إذا وجدت هذه القوة المادية لتقديم فكرة أو عقيدة جديدة. وإلا لا يمكن القضاء عليها أو منع انتشارها. اللهم إذا أبيد جميع أنصارها ومؤيديها من الوجود، وهذا يؤدي إلى الإطاحة بالدولة لأن مذبحة كهذه ستقضي على الفريق الصالح من المواطنين مع غيرهم. فإن كل حركة اضطهاد لا ترتكز على أساس فكري تظهر للعالم وكأنها حركة ظالمة، وتدفعهم إلى العطف على المضطهدين، وبذلك يزداد قوة الأنصار تبعًا لاتساع حركة الاضطهاد.

إن الشبه الكبير بين العقيدة المحصورة في نطاقها الضيق وبين الكائن الحي وهو لا يزال طفلاً. فهو يتعرض للأمراض في مرحلة الطفولة، إنما السنين تكسبه مناعة كافية. وهكذا الفكرة أو العقيدة يسهل القضاء عليها قبل أن تنمو وتنتشر، أما إذا جاء التدبير بعد انتشارها فإن النتائج ستكون مخيبة للآمال للأسباب الآتية:

إن الشرط الأساسي لنجاح فكرة القوة لمكافحة عقيدة ما، هو الاستمرار في محاربتها بدون هوادة، أما إذا كان هناك قليلاً من التسامح فالعقيدة لا تلبث أن تستجمع قواها وتعود إلى نشاطها من جديد.

لكن الاستمرار في المكافحة يجب أن يقوم على أساس عقيدة أخرى، وإلا كان الاستمرار بالقمع يبدو مترددًا لافتقاره إلى الركائز التي تدعمه. لهذا نجد أن جميع المحالاوت التي بذلت لقمع فكرة الماركسية قد باءت بالفشل.

إن ما اتخذه بسمارك من تدابير ضد الاشتراكيين لم يؤدِ إلى نتيجة مرضية، وذلك لعدم وجود فكرة أو عقيدة مضادة. وقد اضطر في النهاية لا سيما بعد أن جنح الاشتراكيون نحو الماركسية، اضطر بسمارك إلى الاستعانة بالديمقراطية والبورجوازية، أي بكلمة ثانية بالاشتراكيين المعتدلين لمكافحة الماركسيين، وكان بعمله هذا كالذي يوصي القط بقطعة الجبنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:08 pm

الفصل الأول: الحرب والدعاية



كانت الدعاية على جانب عظيم من الأهمية. فهي أداة لتنوير الأذهان من جهة ولخداع من يراد خداعهم من جهة ثانية. وقد لفت نظري أن الأحزاب الاشتراكية والماركسية كانت تتقن هذا الفن الذي لم يتعلمه سواهم من الأحزاب المناوئة عند الحزب المسيحي الاشتراكي الذي كانت لديه دعايات منظمة في عهد الدكتور لوجر.
وقد لعبت الدعايات دورًا بارزًا في الحرب. وكنت وأنا أراقب نشاط العدو في هذا الميدان، أكاد أتفجر غيظًا لإغفالنا خطر هذا الفن الفعال. والأدهى من ذلك أن قاداتنا لم يفكروا باللجوء إلى هذا السلاح، مع أنهم لمسوا مدى تأثيره في معنويات الشعب والجيش.

نعم لم تكن لنا دعايات منظمة، وكانت الدعايات الممسوخة التي نوجهها كلب نتائج عكسية، لأن الذين أوكل إليهم تنظيمها لم يحملوا أنفسهم عناء تحديد الغرض منها ومعرفة ما إذا كانت وسيلة أم غاية.

لقد كانت غايتنا من أنبل الغايات وأشرفها، فقد كنا ندافع عن حرية شعبنا واستقلاله وتوفير طعامه وضمان مستقبله. لذلك كان المفروض في الدعايات أن تركز على هذا الهدف لتزكي روح النضال في شعبنا لبلوغ النصر.

عندما نكافح من أجل كياننا، لا يبقى هناك مجالاً للاعتبارات الإنسانية، لأن هذه الاعتبارات هي من صنع مخيلة الإنسان، فمتى زال هو زالت معه اعتبارات الإنسانية لأن الطبيعة لا تعترف بها.

قال مولكته: "إن أساليب القتال العنيفة هي أكثر الأساليب انسانية لأنها تعجل في وضع حد للحرب، والنضال من أجل الكيان ينفي كل اعتبار جمالي، لأنه ليس هناك أقبح من ظلم الإستعباد".

نعم لقد كان مولكته محقًا، وقوله هذا ينطبق على القتال وعلى الدعاية. فالشعب قد حمل السلاح ليدافع عن كيانه، والدعاية التي تهدف إلى إزكاء حماسته الوطنية هي غاية يجب الوصول إليها مهما كانت الوسائل. فكل سلاح مهما يكن منافيًا لمبادئ الإنسانية، يصبح وسيلة إنسانية ما دام الغرض من استعماله الدفاع عن حريتها.

هل توجه الدعاية إلى المتعلمين أم إلى العوام؟
يجب توجيه الإعلان إلى عامة الشعب فالمتعلمين يوجه لهم التفسير العلمي للدعايات. لأن الدعاية لا تحوي من العلم أكثر مما يحويه الإعلان من عناصر فنية. ففن الإعلان يقوم على براعة الرسام في لفت النظر إلى إعلانه المرسوم. فمثلاً الإعلان عن معرض فني، يطلب أولاً إبراز الفن في المعرض المعلن عنه، وإعطاء فكرة عن معنى هذا المعرض. أما الفن فلا يمكن للرسام أن يعطي أي فكرة عنه إلا بزيارة المعرض والنظر إلى كل لوحة على انفراد.

إن الدعايات تهدف إلى لفت نظر الجمهور إلى وقائع وأحداث، لا على تنوير الشعب على أساس علمي. لذلك وجب التوجه إلى قلوب الشعب لا عقله.

يجب أن تكون الدعاية شعبية لتكون في مستوى تفكيره. وكلما كان عدد الذين تنقل لهم الدعاية كبيرًا كلما وجب خفض مستواها العلمي، ليتسنى لجميع الطبقات تفهمها واستيعاب القصد منها. فالدعاية التي تتوجه إلى قلب الجمهور وحواسه قبل عقله هي التي تكون أشد تأثيرًا به. شرط أن لا تعتمد التضليل وقلب الحقائق.

لقد ركزت الصحافة الألمانية والنمساوية على السخرية من العدو، واظهاره بمظهر الجبان. ولكن هذه الدعاية كانت كلب نتائج معكوسة. لأن قراء هذه الصحف كانوا يجدون في ساحات القتال جنودًا من الأعداء شجعانًا وأقوياء، لذلك عوضًا عن تقوية روح المقاومة في الجنود أضعفت من معنوياتهم وأثارت نقمتهم. بعكس الدعاية الانكليزية التي كانت تبدو معقولة بارعة، فقد كانت تصور الألمان كقبائل "الهون" البرابرة. فهي كانت تعد الجندي الانكليزي للثبات واليقظة. وعندما يجد في الألمان الشدة في القتال يتأكد من أن الدعاية التي زودته بها حكومته لم تكن مضللة، فيقتنع أن الألمان برابرة.

لذلك كسبت الحكومة ثقة جنودها، فأيقنوا أن حكوماتهم تصارحهم بالحقيقة مهما كانت جارحة. بعكس الجندي الألماني فقد انتهى به العدو إلى اعتبار جميع ما تعلنه حكومته تضليلاً ونفاقًا. وكان فشل الدعاية الألمانية يعود إلى إهمال الاعتبارات السيكولوجية وعدم إبراز موقف ألمانيا في شتى الميادين دون اللجوء إلى المقارنة بين ألمانيا والدول الأخرى. أليس من السذاجة أن يعلن أحد معامل الصابون عن انتاجه الجيد ذاكرًا أن الصابون الذي تنتجه المعامل الأخرى جيد أيضًا؟ فقد كانت دعاياتنا تقوم على هذا المنطق الأعوج فالدعاية لا تكون إلا لمصلحة الفريق الذي تعمل له.

ولقد وقعت الدعاية الألمانية في هذا الخطأ الكبير حينما أكدت أنه لا يجوز أن تتحمل ألمانيا وحدها مسؤولية جر العالم إلى الحرب، وأن العدو يجب أن يتحمل قسماً من هذه المسؤولية. فهي قد اعترفت ببعض الحق للعدو أمام شعبها الذي يسوده الشك والارتياب في حكومته، فما لبث هذا الشعب أن وقع في دوامة القلق وأصبح عاجزًا عن التمييز بين مسؤولية العدو ومسؤولية وطنه. وزاده ترددًا وتشكيكًا دعاية العدو المضادة التي كانت تضع كل المسؤولية على ألمانيا وحدها وتحملها جميع التبعات. فانتهى به الأمر إلى الوقوع في حبائل الدعاية المضللة.

ولقد أدرك الانكليز أن أكثرية الشعوب في الأزمات تأتي آراؤها وتصرفاتها نتيجة المؤثرات لا نتيجة التفكير المجرد. فالتأثير الذي يسيطر على الشعوب ليس إلا الشعور بالحب أو البغض، بالصدق أو الكذب، بالقوة أو الضعف.

لقد اكتشف الانكليز سر الدعاية. وعرفوا كيف يستخدمونها كسلاح أساسي، فجندوا لها رجالاً أكفاء، فنجحوا نجاحًا باهرًا.

أما نحن فقد اعتبرنا الدعاية كسلاح ثانوي. وعهدنا بها إلى نفر من حملة الأقلام البعيدين عن الجمهور، فكانت النتيجة الفشل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:12 pm

الثورة


بدأت حملة العدو الدعائية عام 1915، وخلال عام 1918 تدفقت الاشاعات والأكاذيب على ألمانيا بشكل ظاهر مما أثر تأثيرًا مباشرًا على الجيش، وبدأ يحول تفكيره نحو تصديق ما كان يقوله العدو. وفي الصيف وبعد إخلاء الضفة لنهر المارن، وقفت صحافتنا الألمانية موقفًا مخزيًا إن لم نقل مجرمًا، وقد رحت أساءل نفسي بألم: ماذا تنتظر السلطات لوقف هذه الحملات المسعورة المضعفة لمعنوياتنا.

ماذا صنعت فرنسا عام 1914 عندما اجتاحت جيوشنا أراضيها؟ وما هو الموقف الذي وقفته عام 1918 عندما أوشكت جيوشنا على دخول باريس؟ لقد قامت الدعاية لتلعب دورها المنظم في إلهاب صدور الشعب بالحماس مدخلة في عقولهم أن النصر النهائي سيكون لهم.

كم تألمت لأنني لم أكن مكان المسؤولين عن الدعاية الألمانية، وهم العاجزين أو المقصرين. ولكن شاءت الظروف أن أكون في وضع يسمح لأي زنجي أن يصرعني برصاصة، مع العلم أنني لو كلفت بمهمة أخرى لأسديت لبلادي خدمات كثيرة، ولكن ما حيلتي أنا الجندي البسيط بين ثمانية ملايين رجل.

في أحد أيام الصيف من عام 1915 وقعت على إحدى النشرات الدعائية التي كان يوجهها العدو، فقرأت فيها أن المجاعة بدأت تنتشر في ألمانيا، وأن الحرب طويلة ولم يعد هناك أمل لألمانيا في كسب الحرب، لذلك فإن الشعب الألماني يريد السلم لكن العسكريين والقيصر لا يريدون له السلم بل الحرب. وإذا كان العالم قد حمل السلاح، فليس معنى هذا أنه يحارب شعب ألمانيا، ولكن غاية الحلفاء هي معاقبة المسؤول الوحيد، القيصر غليوم، ولن تنتهي الخلافات إلا بعد إقصاء القيصر عدو البشرية. ومتى انتهت الحرب ستفتح الشعوب الحرة والديمقراطية ذراعيها للشعب الألماني كي تتعاون وإياه تحت جناح السلم العالمي الدائم، هذا السلم الذي ستقوم دعائمه على أنقاض الروح العسكرية البروسية.

كانت هذه النشرات تقابل بالسخرية التامة، ولكن العدو استمر في ارسالها بواسطة الطائرات. وقد لاحظنا أن النشرات التي كانت تلقى فوق الأراضي التي يسكنها بافاريون تتضمن هجومًا عنيفًا على بروسيا، زاعمة أنها المسؤولة عن نشوب الحرب، مع أن الحلفاء لا يريدون الحرب مع بافاريا، ولكن لا يسعهم أن يساعدوها طالما هي مع البروسيين. ولم تلبث هذه الدعاية المسمومة أن أثرت تأثيرًا كبيرًا، فازدادت النقمة على بروسيا خاصة في الجيش دون أن تكترث لها السلطات، ولما قررت التدخل كان الوضع قد أصبح خطيرًا وأفلت زمامه من يدها، ودفع ثمن تهاونها الشعب الألماني كله.

وقد ساهم في إضعاف معنويات الجنود، الرسائل التي كانت ترسلها النساء إلى أزواجهن يشكون فيها ما يقاسونه من عذاب وحرمان. وقد حصل العدو على بعض الرسائل من الأسرى فاستغلها في دعايته أحسن استغلال. وهكذا بدأت الأزمة تتفاقم، ولكن بقيت هناك معنويات طيبة بين الجنود، بحيث أنهم كانوا يؤدون واجبهم على أكمل وجه ويدافعون عن كل شبر من أرض الوطن.

في شهر أيلول عام 1916 تلقينا الأوامر للالتحاق بالفيالق المقاتلة قرب نهر "السوم" حيث شاركنا في قتال رهيب مع العدو، وكان سلاحنا جديدًا جعل من المعركة جحيمًا. وفي السابع من تشرين الأول أصبت بشظية، فنقلت إلى المؤخرة حيث أقلني القطار إلى ألمانيا، وأدخلت إلى مستشفى بيلتز في ضواحي برلين. وهناك قدر لي أن ألمس الفرق بين الروح الوطنية المسيطرة في الجبهة وبين المؤخرة. لقد سمعت ما لم أسمعه في ميدان القتال. سمعت جريحًا يتحدث ويفاخر بفشله وجبنه، وسمعت آخرًا يقول أنه جرح بالأسلاك الشائكة كي ينقلوه إلى المستشفى، وقد لاحظت أن بعض المستمعين كان يصغي إليه مستحسنين ما يقوله.

ما إن تمكنت من المشي دون تعب، حتى طلبت الإذن بإخراجي من المستشفى حيث انتقلت لبرلين التي كانت في حالة غليان شديد، فالمجاعة متفشية والأمراض تفتك بالناس والنقمة على الأوضاع ظاهرة على وجوه الجميع.

بعد شفائي التام ألحقت بفوج الاستيداع في ميونخ. وهناك كانت الحالة أسوأ من برلين. وقد أذهلتني الروح الانهزامية المستسلمة التي سيطرت على مدينة الفن. وكانت معنويات الجنود في الفوج الذي ألحقت به أسوأ من معنويات السكان، فقد كان مدربي الفوج من الضباط المستجدين الذين لم يذهبوا إلى الجبهة قط، لذلك لم يتمكنوا من تفهم نفسية الجنود الذين قاتلوا وأصيبوا ودفعوا ضريبة الدم.

ومن جملة ما لاحظته أن الحالة الروحية إجمالاً لم تكن مرضية. فاليهود كانوا يشغلون معظم الوظائف المدنية، والحياة الاقتصادية أصبحت معلقة بيدي اليهود الذين بدأوا بامتصاص دم الشعب الألماني باسلوبهم الناعم، فقد وجد اليهود أن حصر الإنتاج الحربي هو الأداة الأساسية لضرب الاقتصاد القومي، وهكذا كان، إذ لم يأتِ شتاء 1917 حتى أصبح الإنتاج الحربي بأسره خاضعًا للرساميل اليهودية.

وكان الشعب الألماني في هذه الأثناء يغذي الأحقاد في صدوره. فقد كانت الدعايات تحرض الناس على معادة البروسيين، بينما بقيت السلطات على الحياد من هذه الدعايات، مع العلم أنه لو انهارت بروسيا فهذا لن يدعم موقف بافاريا، بل على العكس فإن سقوط إحداهما سيؤدي إلى سقوط الاثنين معًا.

وكان اليهود كعادتهم وراء هذه الدسائس، فقد شغلوا بروسيا وبافاريا بالخلافات، بينما راحوا يمتصون دماء الشعب وموارد رزقه. وبينما كان البافاريون يشتمون بروسيا كان اليهود يهيئون الثورة فيقوضون دعائم بروسيا وبافاريا معًا.

لم أعد أحتمل هذه الحالة، لذلك قررت العودة إلى الجبهة، وغادرت ميونخ في آذار عام 1917. وقد لاحظت ارتفاع معنويات الجيش الألماني فقد أنعش الأمل في نفسه انهيار المقاومة في روسيا وانهزام الايطاليين في خريف عام 1918، فشدد هذا من عزائمهم وزاد من ثقتهم بأنفسهم، ومر الشتاء عام 1918 هادئًا، ولكن الهدوء الذي يسبق العاصفة.

فبينما كانت استعدادات الجيش الألماني قائمة على قدم وساق استعدادًا للهجوم الكبير في الربيع المقبل، حدثت المفاجأة الغير منتظرة. فقد لجأ أعداء الأمة إلى طريقة بدت لهم أنها ستوقف هجوم الربيع المنتظر.
فقد هيئوا لإضراب عمال مصانع الذخيرة.قدروا أن الإضراب سيترتب عليه شل حركة الجيش في هجومه المنتظر، مما سيدفع بالحلفاء إلى الهجوم وفتح ثغرات عديدة في الجبهة الألمانية. وبذلك يتفادى أعداء ألمانيا الهزيمة، وتسيطر الرساميل الدولية على ألمانيا وتبلغ الماركسية الخداعة هدفها الرئيسي.

لكن هذا الإضراب المصطنع لم يعطِ النتائج التي أرادها الأعداء، لأن الإضراب لم يستمر إلا وقتًا قصيرًا ولم تفتقر الجبهة إلى الذخيرة. إلا أن الأضرار المعنوية كانت كبيرة. فقد بدأ الجنود يفكرون كيف يمكنهم القتال ولأجل من يقاتلون، طالما أن بلادهم تضرب لتمنع عنهم الذخيرة؟

ولكن ما كان صدى هذا الإضراب عند اليهود؟

في شتاء عام 1918 خيم التشاؤم على صفوف الحلفاء. فمنذ أربع سنوات والجيوش الحليفة تهاجم العملاق الألماني بدون طائل. مع العلم أن الجيش الألماني كان يحارب على ثلاث جبهات. أما الآن وبعد أن قضى على الحليف الروسي واطمئن إلى مؤخرته، تفرغ نهائيًا لمنازلة أعدائه الباقين. وبذلك أصبح من المتوقع أن يبدأ الجيش الألماني بشن هجومه الكبير.

ساد الصمت الرهيب على طول الجبهة. وكف العدو عن ثرثرته في إيهام الرأي العام عن إنهزام ألمانيا.
لقد مرت ثلاث سنوات وجنودنا يقارعون العملاق الروسي وكان الرأي السائد في عواصم الدول الحليفة أن النصر سيكون للعملاق الروسي الذي يتميز بالتفوق العددي.

بعد معركة تانلبرغ بدأت قوافل الأسرى من الروس تصل إلى ألمانيا، ولكن كثرة عدد الروس بدت كأنها لن تنفد، فكل جيش نسحقه كنا نجد مكانه جيشًا آخرًا يحل محله. ولكن الجبار الروسي سقط، ولم يبقَ أمامنا إلا الهجوم الصاعق بعد توحد شطري جيشنا الباسل.

لقد كان الحلفاء في موقف حرج. فبينما كانوا يقفون بانتظار مصيرهم المحتوم، وبينما كانت القيادة الألمانية تستعد لإصدار تعليماتها بالهجوم، أعلن الإضراب العام في ألمانيا. وتنفس العدو الصعداء، وبدأت دعاياته تنصب على رفع معنويات جيوشه، محاولة لإقناعهم أن مصير الحرب لن يقرره الهجوم الألماني، بل النصر سيكون حليف الذي يثبت للنهاية.
***
كان لي شرف المشاركة في الهجوم الأول والهجوم الأخير، ولن يمكنني نسيان تلك التظاهرات الحماسية التي رافقت انتقالنا من الدفاع إلى الهجوم، فعادت كتائبنا المظفرة تهز ألويتها وتنشد أناشيدها، متأكدة أن النص سيكون حليفها في الغرب كما كان لها في الشرق.

لكن القدر كان يعد مفاجأة لشعبنا. ففي الصيف من عام 1918، ظهرت علامات الإعياء في الجبهة، بينما بدأ الشقاق يدب بين صفوف المواطنين في المؤخرة، ولم تلبث الأخبار والإشاعات أن وصلت إلى الجبهة، فمن قال أن الشعب يرفض القتال ومن قال أن النصر قد أفلت من يد المانيا، وأن الرأسماليين والقيصر غليوم هم أصحاب المصلحة في استمرار الحرب.

في ليل 14 تشرين الأول من العام نفسه انصبت المدافع الانكليزية على خطوطنا بأمطار من قنابل الغاز المعروف باسم "الغاز ذو الصليب الأصفر" ومن مميزاته أن المرء لا يشعر بوجوده كي يتجنبه. وكانت فرقتنا تعمل على الجبهة جنوب نهر "الايبر" عندما فوجئنا بالغاز، وفي الليل بدأ نقل المصابين إلى المؤخرة وكنت واحدًا منهم فنقلت إلى مستشفى "باسفلك" حيث شاء سوء حظي أن أشهد هناك الثورة.

لم تكن الثورة مفاجئة لكثيرين منا، فقد كان منتظرًا نشوبها بين يوم وآخر. وفي تشرين الثاني عام 1918 انطلقت الشرارة الأولى فوصل ذات صباح جمهور من رجال البحرية في كميونات للجيش وبدأوا يحرضون الشعب على التظاهر، تحت راية العمل من أجل حرية شعبنا وكرامته، وقد لاحظت أن زعماء الحركة كانوا من الشبان اليهود الذين لم يسبق لهم أن حملوا السلاح.

امتدت العدوى إلى ميونخ، وكنت لا أزال أعتبرها ثورة ضيقة النطاق يقوم بها نفر من رجال البحرية. لكن الأيام أظهرت لي أن الثورة قد تفاقمت وعمت البلاد، حتى أنها وصلت إلى الجبهة حيث بدأت الإشاعات عن إلقاء السلاح.

وحدث أن جاء إلى المستشفى أحد رجال الدين ليلقي فينا موعظة، ومنه علمت كل شيء. فقد كان يتكلم بصوت متهدج ويقول أن آل هوهنزولرن قد فقدوا حقهم بالعرش، وأن ألمانيا قد بدلت النظام الملكي بالنظام الجمهوري، ودعانا إلى الصلاة للنظام الجديد، ثم أخبرنا أن بلادنا خسرت الحرب، وأصبحنا الآن تحت رحمة العدو، وعلينا أن نقبل بالأمر الواقع ونستسلم للشروط المفوضة دون أن نقنط من رحمة العدو وتسامحه.

عندما وصل القسيس إلى هذا الحد، لم أتمالك نفسي فخرجت من الغرفة أتلمس طريقي إلى السرير حيث ارتميت عليه ودفنت رأسي تحت الغطاء.

لقد خسرنا كل شيء وأكثر من ذلك خسرنا مليوني شهيد قتلوا في ساحة الشرف.
وكيف سنبرر موقفنا للأجيال المقبلة؟ وكيف سنكتب غدًا تاريخ هذا الحديث؟

إن الذين تسببوا في وقوع الكارثة، ولطخوا بالعار تاريخ شعبنا المجيد قد جنوا على هذا الشعب دون أن يشعروا.

إن الحقد يغلي في صدري على أولئك الذين سببوا الكارثة. ومرت الأيام وأيقنت أن الاعتماد على سخاء العدو وتسامحه هو نوع من الجنون بل هو الخيانة بالذات.


قررت الاشتغال بالسياسة واضعاً أمامي إنقاذ ألمانيا من عدوين: الماركسية واليهودية. إن غليوم الثاني كان أول امبراطور ألماني مد يده إلى الماركسيين الذين صافحوه وبيدهم الأخرى يخفون الخنجر المسموم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:18 pm

نشاطي السياسي


في شهر تشرين الثاني 1918 رجعت إلى ميونخ لكي أنضم إلى البقية الباقية من أفراد فيلقي في الاستيداع، وقد وجدت الفيلق تحت عهدة "المجلس العسكري" الذي سرعان ما برمت به وبأساليبه، فانتقلت إلى "ثروتشتين"مع صديقي أرنست شميت ولم أعد إلى ميونخ بعد ذلك إلا عام 1919.

كانت الحالة في المدينة غير مستقرة، فبعد وفاة "ايرنز" سادت الدكتاتورية السوفياتية وخفت سيطرة اليهود الذين بذروا بذرة الثورة. لم تمنعني الحوادث الجارية من الجهر بآرائي، مما حدا بالسوفييت المركزي في ميونخ إلى وضع اسمي في اللائحة السوداء، لائحة أعداء الثورة. وقد اضطررت إلى شهر السلاح في وجه ثلاثة رجال جاؤوا لاعتقالي، فعادوا من حيث أتوا ولم يعاودوا الكرة.

بعد انقاذ ميونخ انتخبت عضوًا في لجنة للتحقيق في حوادث العصيان والثورة التي شطرت فيلق المشاة الثاني إلى قسمين. ثم تلقيت أمرًا بمتابعة دروس خاصة في التنشئة الوطنية التي كانت تلقى على أفراد القوى المسلحة. وهناك تعرفت إلى رفاق كثيرين يوافقوني الرأي على الحالة السياسية وكانوا جميعهم مقتنعين أن الذين ارتكبوا جريمة تشرين الثاني لن يتمكنوا من إنقاذ ألمانيا، أما بالنسبة للأحزاب البورجوازية القومية فهي عاجزة عن اصلاح ما أفسده المفسدون.

وقمنا بوضع الخطوط الأولى لتأليف حزب جديد يقوم على مبادئ تقدمية. وقد قررنا أن نعطي الحزب اسما يروق للجماهير الشعبية كي تلتحق فيه، فسميناه "الحزب الاجتماعي الثوري" باعتبار أن المبادئ الاجتماعية لحزبنا الجديد كانت ذات طابع تقدمي. وقد كان هناك سببًا هامًا دفعني إلى اختيار هذا الاسم، ذلك أن اهتمامي بالمسألة الاقتصادية لم يتح لي دراسة المشاكل الاجتماعية، فلما تعمقت بدراستي اتضح لي أن سياسة المحالفات الألمانية كانت نتيجة لتقدير خاطئ لأسس الحياة الاقتصادية. كما اتضح لي أن معرفة المسؤولين عن رأس المال كانت ضعيفة وسطحية، فما هو رأس المال؟

إنه نتيجة العمل، وهو غير ثابت لأنه خاضع كالعمل نفسه إلى العوامل المؤاتية لنشاط البشر أو المعرقلة لها. وعلى هذا تبقى أهمية رأس المال مرتبطة بقوة الدولة وحريتها. فتوجيه رأس المال تمليه مصلحة حرية الدولة واستقلالها يجره بالتالي إلى خدمة حرية الدولة وعظمتها. وبذلك يجب على الدولة إبقاء رأس المال خاضعًا لها بدلاً من أن تتركه يطغى على الأمة. وهذا لا يتم إلا إذا أصبح الاقتصاد القومي مستقلاً، وأصبحت حقوق العامل الاجتماعية مضمونة.

لم يكن هناك فرق كبير بين رأس المال الذي هو ثمرة العمل المنتج، وبين رأس المال الذي يقوم على المضاربات. وكان الفضل يعود إلى الأستاذ فيدر الذي لفت نظري إلى أهمية رأس المال الذي وجدت فيه الأساس الذي يمكن أن يقوم عليه الحزب الجديد.

كان الأستاذ فيدر يشدد على ضرورة التمييز بين رأس المال الدولي الخاضع لسياسة المضاربات، ورأس المال المرتبط بالاقتصاد. وقد حاول النقاد إيجاد ثغرات في نظريته لكنهم اعترفوا أخيرًا بصحتها ولكن لم يثقوا بامكانية تطبيقها عمليًا.

إن ما ظهر للناقدين ضعيفًا في نظرية الأستاذ فيدر، يشكل بنظري موطنًا للقوة. إذ أنه ما يجب على صاحب مشروع ما أن يهتم به كغاية قبل الواسطة. وبالتالي ينبغي على من يضع مشروعًا لحركة ما، أن يحدد الغاية منها، أما تحقيق هذه الغاية فيسلم إلى رجل السياسة. فتتجلى عظمة الأول في صحة نظرياته وآرائه، وتظهر عظمة الآخر في تقديره للأمور ومعالجته لها واستخدامها على ضوء التشريعات التي حددها رجل الفكر.

إن فكرة مثالية ذات أهداف كبيرة لا يمكن تحقيقها بالطرق والوسائل البشرية المعروفة كما صورها عقل صاحبها. لذلك لا يجوز أن نقيس عظمة صاحبها بمقدار ما تحقق من فكرته، ولكن بمدى تأثير هذه الفكرة في تقدم البشرية. أما إذا افترضنا أن نجاح الفكرة نجاحًا كليًا هو المقياس لعظمة موجدها، فإننا لن نجد مكانًا بين العظماء لمؤسسي الديانات السماوية، لأن تطبيق تعاليمهم الروحية بشكل عملي لهو من الأمور المستحيلة. وإنما أهميته تقوم على الفكرة الموجهة التي أراد مؤسسها أن يصقل الأخلاق والعادات البشرية.

وهذا الفرق الكبير بين مؤسس الفكرة وبين رجل السياسة يجعل من النادر جدًا أن يجتمع كلاهما في شخص واحد. وهذا ينطبق على رجال السياسة العاديين الذين مارسوا نشاطهم ضمن نطاق الممكن. وقد أشار بسمارك إلى هؤلاء عندما حدد السياسة بقوله أنها "فن العمل في حدود الممكن".

من المؤسف أن نرى مشاريع رجال السياسة البعيدة عن الأفكار السامية والواضحة، تصادف نجاحًا كبيرًا وبوقت قصير لكن هذه المشاريع تكون قصيرة الأجل، فإنها تموت بموت صاحبها فهي لا تعود بأي نفع على الأجيال المقبلة لأن نجاحها يقوم على اهمال المشاريع البناءة البعيدة الأثر، ومن الغريب أن نرى أن متابعة هذا النوع الأهداف السامية لا يرى تشجيعًا من جانب المواطنين فهم يهتمون بالزعماء الذين يؤمنون لهم بطاقات الحليب والبيرة وطعامهم اليومي، تاريكين الذين يفكرون بالمشاريع البعيدة الهدف التي لا يستفيد منها إلا الأجيال القادمة.

لهذه الأسباب نرى معظم رجال السياسة ينصرفون عن المشاريع ذات الهدف البعيد، حرصًا منهم على ترضية جمهورهم الذي يهمه الوقت الحاضر.

لقد أدركت على ضوء نظريات الأستاذ "فيدر" أن جهودنا يجب أن توجه ضد فكرة رأس المال الدولي، وقد أثبتت الحوادث صحة هذا الرأي، فحتى نوابغ السياسة البورجوازيين في هذه الأيام أدركوا مدى خطورة رأس المال الدولي، فهو لم يكتفِ بإثارة الحرب العالمية، بل جعل من السلم جحيمًا لا يطاق. ولم يبقَ شخص مخلص واحد إلا وأدرك أن محاربة رأس المال المعد للقروض أصبح واجبًا وطنيًا لإنقاذ الأمة وإنقاذ حريتها واقتصادها.

فإلى الذين يتخوفون من هذا الإتجاه، أطمئنهم أن مخاوفهم ليست في محلها، فقد جربت ألمانيا عدة تجارب اقتصادية على غير طائل. ويذكرني تحفظ هؤلاء بتلك الآراء السخيفة التي طلع بها مؤتمر الأطباء البافاريين عندما نادوا ضد مشروع إنشاء السكك الحديدية، وكانت حجتهم أن المسافرين سيصابون بالدوار وكذلك السكان الذين سيمر بهم القطار، وأوصى المؤتمرون بإقامة حواجز من الخشب أو غيره يحول دون رؤية الجمهور للقطار وهو يمر بسرعة كي لا يؤثر هذا المشهد على أعصابهم.

فنصيحتي للذين يريدون التطور التدريجي أن يدعوا هذا العمل لغيرهم من المخلصين الذين يقدمون لعرقنا وشعبنا أسباب النمو، بحيث يمكنه أن يغذي أبناءه ويحفظ دمه نقيًا.

عدت إلى دراسة نظريات اليهودي كارل ماركس، فتوضحت لي هذه المرة أهداف رأس المال كما حدده هو. وتبينت بوضوح ما تهدف إليه الاشتراكية الديمقراطية من جراء محاربتها للإقتصاد القومي. فهي تهدف إلى تسخير مالية البلاد واقتصادياتها لخدمة وسيطرة الرأسمال اليهودي. وقد اشتركت في عدة مناقشات حول هذا الموضوع. وفي أحد الأيام وقف أحدهم ليدافع عن اليهود والماركسية بشكل لفت نظر المستمعين، وقد رددت عليه بشكل عنيف مقنع مما حمل الكثيرين على تبني وجهة نظري.

بعد أيام ألحقت بإحدى الثكنات العسكرية في ميونخ بصفة مربي عسكري.

بدأت مهمتي الجديدة بحماس شديد. مع أن روح الانضباط كانت ضعيفة فكان علي أن أدرب الجنود على التفكير قوميًا ووطنيًا مما فتح أمامي فرصة صقل موهبتي في الخطابة والتحدث في حفل كبير، وسرعان ما أصبحت محدثًا بارعًا وخطيبًا قوي الصوت.

لقد تكللت جهودي بالنجاح. فتمكنت من إعادة مئات من الجنود ضحايا الماركسية، إلى فكرة الوطن والشعب، كما تمكنت من إعادة الإنضباط إلى عهده السابق.

وخلال هذه الفترة تعرفت إلى رفاق تمكنت وإياهم فيما بعد من وضع أسس الحركة الجديدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:21 pm

أسباب الانهيار


[size=21]إن مقياس عمق سقطة جسم ما تقاس بالمسافة ما بين مكان سقطته والمكان الذي سقط منه، وهذه النظرية يمكن تطبيقها على سقوط الشعوب والدول.
لقد كان سقوط الامبراطورية من إرتفاع شاهق. فكان الانهيار هائلاً. فالامبراطورية لم تبنى على ثرثرة البرلمانيين، بل على سواعد جنودها وأعمالهم البطولية الخارقة. ففي الحرب السبعينية وبينما كانت المدافع تقصف باريس، اختمرت فكرة تأسيس الامبراطورية وجعل التاج الامبراطوري من جديد رمزًا للوحدة المقدسة.

لقد نشأت دولة بسمارك على سواعد جنودنا في ساحات القتال وأحيطت ولادتها الامبراطورية بهالة من المجد التاريخي، وعندما بدأت تتسلق درج التقدم، أيقن العالم أنها ستبلغ ذروة المجد. وينعم شعبها بالحرية والطمأنينة والبحبوحة.

من هذه القمة العالية سقطت الامبراطورية. وانتاب الذهول شعبها فباتوا عاجزين عن تكوين فكرة صحيحة عما كانت عليه بلادهم قبيل انهيارها، فكيف يمكنهم أن يلمسوا العوامل التي أدت إلى هذا الانهيار.

ما أقل الذين شعرا بأعراض الانحلال، فالذين كشفوا موطن الداء حاولوا علاجه، لكن المخلصين منهم خلطوا بين أعراض المرض وعلته. فاليوم نعتبر أن ضعف الجهاز الاقتصادي هو السبب المنطقي للهزيمة، فالمثقفون يعتبرون أن الهزيمة كانت هزيمة اقتصادية قبل أن تكون عسكرية. لذلك يحاولون بناء الأمة على أساس اقتصادي سليم. لكن العامل الاقتصادي يأتي في المرتبة الثانية لأن أهم سبب أدى إلى الانهيار هو عامل السياسة والمعنويات وعامل الدم. وانطلاقًا من هذه الحقيقة يمكننا تشخيص المرض وإيجاد الدواء الشافي.

إن من الأقوال المنتشرة لتعليل انهيار الامبراطورية: "يجب علينا أن نتحمل نتائج الحرب، أي الأزمة التي نعانيها من جراء الحرب الخاسرة".
وبلا شك هناك من يأخذ بهذا التعليل. فنجد قسمًا كبيرًا من هؤلاء الخبثاء في أوساط الحكومة بالذات.

لم ينسَ المواطنون عتاب دعاة الثورة من ماركسيين ويهود على الشعب لأنه لم يلجأ إلى العصيان حين كانت الحرب في بدايتها ليفوت على الرأسماليين لذة النصر وفوائده. ألم يؤكد هؤلاء الخونة على وجوب القضاء على روح العسكرية البروسية، لأن هذا باعتقادهم هو الضمان الوحيد للاستقرار وللحرية؟ أما بعد الكارثة فقد رأيناهم يلقون تبعة الإنهزام على الجيش. وفي نفس الوقت يعللوا متاعب البلاد ومشاكلها الخانقة إلى هزيمة الجيش العسكرية.

لا أنكر أن تأثير الهزيمة كان سيئًا على مستقبلنا. ولكن هذه الهزيمة لم تكن عاملاً مسببًا، بل كانت نتيجة عوامل أخرى يعرفها الخونة الذين يتجاهلونها اليوم، لأن الهزيمة كانت نتيجة تآمرهم ودسائسهم. ولم تكن الهزيمة كما يدعون بسبب سوء تصرف القيادة العامة. فالكل يعلم أننا جابهنا جيوشًا تفوقنا بالعدد والعتاد ومع ذلك انتصرنا عليها طوال أربع سنوات، بفضل قيادتنا العسكرية الحكيمة.

إن المحنة الحالية لم يسببها تداعي الجبهة. بل كانت نتيجة لجرائم اقترفها الذين جعلوا من الجيش كبش الفداء في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات المطالبة بتحديد المسؤوليات ومحاكمة المسؤولين. متى كانت الهزيمة العسكرية تسبب انهيارًا كاملاً للدولة والأمة؟ ومتى كانت خسارة الحرب تحتم هلاك الشعب؟

إن الشعب الذي يصل إلى هذا الدرك هو شعب فاسد وجبان ونذل. أما الشعب الذي يتمتع بمعنويات وفضائل سليمة فإن خسارة الحرب تصبح بالنسبة له كالدواء المقوي ليدفع به إلى الأمام.

كانت الهزيمة العسكرية قصاصًا أنزلته بنا العدالة السماوية. وهي تشكل ظاهرة ملموسة تنم عن وجود التشقق والتصدع الذي تعامى الشعب عن رؤية عوارضه، وقد افتضح أمره وظهر للعيان بصورته البشعة بالطريقة التي تقبل بها شعبنا الألماني الهزيمة الشنعاء.

ألم يتلقَ الماركسيون واليهود ومن لف حولهم نبأ الهزيمة بالفرح والابتهاج؟ ألم نسمع تشدق البعض بأنهم أصحاب الفضل في هذا الانهيار وأن العدو لم يفعل سوى الإجهاز علينا؟ ألم يحمل فريق منا ألمانيا تبعة الحرب وما سببته من ويلات؟ لقد تقبل الشعب الألماني نبأ الهزيمة بطريقة لا تشرفه. وبذلك يكون قد استحق القصاص الذي أنزل به. فلو كانت الأقدار مسؤولة عن الهزيمة لما وجد بيننا من يبتهج للمحنة، ولما تشدق المتشدقون بأنهم أصحاب الفضل في إضعاف الجبهة، ولما راح الماركسيون يكرسون الهزيمة ويهينوا الجيش المهزوم ويدوسوا الأعلام بأرجلهم. ولما كان لضابط انكليزي أن يقول "بين كل ثلاثة ألمان تجد واحدًا خائنًا".

إن الهزيمة التي لحقت بنا كانت نتيجة الداء الذي أصاب الأمة في زمن السلم. فقضى على مناعتها وأضعف معنوياتها وشل منها غريزة حب البقاء. لكن اليهود وأتباعهم الماركسيين الذين ينفذون لهم خططهم أرادوا أن يحددوا المسؤوليات ويحصروها ويلقوا بتبعة الهزيمة على شخص واحد هو لودندورف. هذا القائد الفذ الذي عمل جاهدًا ليجنب الأمة الانهيار الكامل.

لقد جردوه من سلاحه المعنوي الوحيد الذي يستطيع أن يشهره في وجه الخونة، لأن "المتهم" لا يصلح كشاهد إثبات يوم يأتي يوم الحساب ويصار إلى تحديد المسؤوليات.

فالماركسيون وأساتذتهم اليهود عندما أطلقوا كذبتهم الجديدة، كانوا يعلمون أن الشعب لن يتبين ما وراء هذه اللعبة، وهذا كافٍ لخلق جو من البلبلة يحول الأنظار عن المسؤولين الحقيقيين. إن اتقان الكذب هو فن يجيده اليهود، لأن كيانهم من أساسه يقوم على كذبة ضخمة إلا وهي زعمهم أنهم طائفة دينية، مع أنهم في الواقع جنس وأي جنس؟

لقد وصف شوبنهور اليهود بأنهم أساتذة عظام في فن الكذب. ولا شك أن الرجل لم يظلمهم.


عندما بدأ ازدياد عدد السكان يشكل خطرًا على ألمانيا، اهتم المسؤولون بمسألة تأمين القوت اليومي للمواطنين، فبدلاً من أن ينشدوا الخبز مثلاً من أوروبا بالذات بسياسة التوسع، اعتمدوا سياسة غزو العالم اقتصاديا. فترتب على هذه السياسة توسع في الإنتاج، وكان من نتيجة هذا التوسع انخفاض مستوى الفلاحين، وازدياد عدد العمال في المدن الكبرى بشكل كبير أدى إلى اختلال التوازن بين عنصري الأمة المجيدين. وانقسمت الأمة إلى قسمين: الأغنياء والفقراء. وقد لفت هذا الانقسام نظر الماركسيين إلى ضرورة استغلال الضائقة المسيطرة على العمال، واستطاعوا بالتالي أن يوسعوا الهوة بين الطبقات.

في الوقت الذي أصبح الاقتصاد فيه كالعمود الفقري للدولة، ارتكبت غلطة فظيعة، فقد شجع الامبراطور غليوم النبلاء على الإنصراف للشئون المالية. فاستهوت الصفقات المالية الضخمة النبلاء، فانصرفوا عن الاهتمام بالمعارك الحربية. وبدأت المؤامرات تحاك من الداخل والخارج، بينما ظل النبلاء الذين كانوا خدام الامبراطورية وحراسها في شاغل عنها لأن المال أخرجهم من مركزهم النبيل وجعلهم عبيدًا لليهود في حقل الصفقات المالية.

وكان من مظاهر إنحلال الاقتصاد القومي، اختفاء الثروة العامة أو الدخل الفردي بسبب الاحتكارات الدولية ودسائس الماركسيين. وقد حاولت الصناعة الثقيلة مقاومة هذه الظاهرة لكن الماركسيين وقفوا بوجه محاولاتها هذه خاصة وأن ثورتهم نجحت عقب الهزيمة العسكرية، فاستطاع أعداء الوطن أن يدولوا الاقتصاد الألماني. وكان انتقال الخطوط الحديدية من ملكية الدولة إلى ملكية حاملي الأسهم أول نجاح لهم في هذا الحقل.

ولما تم لليهود والماركسيين تقويض الاقتصاد القومي. وقفوا بعد انتهاء الحرب يزعمون أن الاقتصاد سينهض بالبلاد وينعشها من جديد. وقد تبنى هذه المزاعم الذين قدر لهم أن يكونوا في سدة الحكم.


من أعراض التفسخ التي ظهرت على الدولة الألمانية قبل الحرب إنعدام الحزم والشجاعة الأدبية التي كانت من شيم آباءنا وأجدادنا، وحل محلها التراخي والميوعة والتردد والتزلف. ولا شك أن مناهج التربية كانت المسؤولة عن هذا التفسخ الخلقي لأنها أهملت تقوية شخصية الفرد. وكانت هذه النقائص والعيوب تظهر بشكل واضح في مسلك رجالاتنا تجاه الامبراطور. فكانوا يتقبلون كل شيء يقوله لهم ويعتبرونه مقدسًا، ولم يكن بينهم رجلاً واحدًا لديه من الشجاعة أن يقول له لا. فهذا التزلف هو الذي أوصلنا إلى هذا الدرك.

إن الذين يحيطون بالعرض ويستأثرون بكلبا صاحبه ويتظاهرون بالولاء له ويدعون أنفسهم ملكيين، هم الذين ينقمون عليه بعد أن تحل به كارثة ما، فنجدهم أول المطالبين بالاقتصاص منه. فهل يرجى من هؤلاء المتزلفين أن يفتدوا ولي نعمتهم بأرواحهم؟

إن المخلص الحقيقي للعرش هو الذي يقدم النصح لجلالته ويلفت نظره إلى مواطن الزلل فينهيه عنها بحكمته وبعد نظره.

فمن تزلف الساسة إلى سوء التربية المدنية تولد مركب النقص عند أوساط المهتمين بالشئون العامة، فصاروا يتهربون من تحمل المسؤولية ويخافون الاقدام حيث تدعو الحاجة لذلك. فقامت في البلاد حكومات ضعيفة لم تتمكن من معالجة المشاكل المسيطرة.

وقد لعبت الصحافة دورًا بارزًا في إبعاد التربية المدنية عن أهدافها السامية. فالصحافة هي مدرسة الشعب ومهمتها توجيه الرأي العام، أما قراء الصحف فكانوا ثلاثة أقسام:
1- الذين يصدقون جميع ما تنشره الصحف.
2- الذين لا يصدقون شيئاً مما تنشره الصحف.
3- الذين يفكرون بما يقرأون.

فالقسم الأول من القراء هم الأغلبية الساحقة، وهم الفئة الغير متعلمة من الشعب التي تعتمد على طبقة المثقفين بالتفكير واعطائهم الخلاصة، باعتقادهم أن الذي يقرأ ويفكر ويدون آراءه لا بد أن يكون مدركًا ادراكًا تامًا للأمور.
إن هذه الفئة التي لا تفكر هي فريسة سهلة للصحافة التي تعتمد تضليل الشعب بحجة تنويره.

والقسم الثاني يضم بعض العناصر من القسم الأول، انتقلت مع مرور الأيام من الإيمان المطلق إلى الشك المطلق فأصبحت لا تصدق شيئًا من ما تكتبه الصحف. وهذا الفريق لا يصلح لأي عمل ايجابي.

أما القسم الثالث فيضم عددًا محدودًا من المواطنين المؤهلين لأن يفكروا تفكيرًا صحيحًا فيميزوا بين الصالح والطالح. ولكنهم مع الأسف لا شأن لهم أو تأثير في مقدرات البلاد.

فالأكثرية الجاهلة هي التي تتحكم بالبلاد وذلك بفضل ما يدعى بنظام الاقتراع العام، وهذه الأكثرية أرسلت إلى البرلمان رجالاً مغمورين جعلت منهم الدعايات الصحفية نجومًا لامعة. وقد رأينا هؤلاء الممثلين للأمة يحشون جيوبهم بالمال بينما كان شبابنا يضحي بأرواحه في ساحات القتال.

أليس من واجب الدولة أن تراقب الصحافة نظرًا لتأثيرها القوي على الجمهور. إن حرية الصحافة شيء جميل، ولكن هذه الحرية تصبح عاملاُ من عوامل الفساد إذا لم تمارس حريتها في الحدود التي ترسمها مصلحة الدولة والأمة.

إن الموقف المخزي الذي وقفته الصحافة قبل الحرب لا يمكننا نسيانه. وقد شددت الصحافة اليسارية إلى وجوب انقاذ السلام بأي ثمن، بينما كانت الدول المعادية جادة في إعداد عدة الحرب. ألم تدعو صحافتنا إلى الديمقراطية الغربية وتمجدها وتطالب بتقوية شخصية الفرد وتدعو إلى إضعاف الدولة؟ ألم تسهم في محاربة تقاليد شعبنا العريق مزينة له الانغماس في الملذات التي أضعفت مناعته الخلقية؟ ألم تحارب الصحافة مشروع التجنيد الاجباري، وتحرض النواب على عدم منح الاعتمادات للجيش، بينما كانت رائحة الحرب تنتشر في الأجواء؟ ألم تكن مهمة الصحافة الماركسية الكاذبة إضعاف الشعب اجتماعيًا وقومياًً ليسهل اخضاعه للرساميل الدولية ولليهود أسياد الماركسية؟

ماذا أعدت الدولة لدفع الخطر عن الأمة؟
إن الدولة لم تفعل شيئًا يذكر، مع أن معاول المفسدين من اليهود كانت تعمل في هدم صرح الدولة فقضوا على حيويتها وأخضعوا اقتصادها لرقابة أجنبية. نعم لم تفعل الدولة شيئًا حيال الصحافة الماركسية اليهودية التي كانت تخدر الأعصاب بالدعاية للسلام فتشل حيوية الأمة بالدعاية الإباحية الرذيلة. ولم يكن تغاضي الدولة يرجع إلى جهلها لخطر هذه الدعايات وضررها بقدر ما كان هذا راجعًا إلى جبن المسؤولين واحجامهم عن التصدي لها.

لا بد لنا من القول أن اليهود قد اعتمدوا طرقًا بارعة تبعد عنهم الشبهات، فبينما كانت صحفهم الماركسية تمعن في تسميم أفكار الشعب وتعمل على استفزاز الطبقات بعضها ضد بعض، كانت صحافتهم البورجوازية الديمقراطية تعالج القضايا باسلوب رصين هاديء. ذلك أن اليهود كانوا يعلمون أن العقول الفارغة تحكم على المظاهر، هذه العقول التي انخدعت بنعومة الشعب المختار وميوله المسالمة، لن تأخذه بجريرة الآخرين، لعجزها عن كشف اللعبة المزدوجة. فقد كانت مثلاً صحيفة "لاغازيت دو فرانكفورت" نموذجًا للاعتدال اليهودي. وشعارها باعتماد المنطق ونبذ العنف أكبر دليل على رصانتها واعتدالها. حتى أنها كانت تسدي النصح إلى زميلات الماركسيات بوجوب وقف الحملات العنيفة، وبنفس الوقت كانت تدافع عنها باسم الحرية، حرية التعبير عن الرأي حين تلجأ السلطات إلى استعمال حقها في محاكمة الصحافيين وكلبل صحفهم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:29 pm

وكانت السلطات تعفي عنهم كي لا تغضب الصحافة الطيبة، فتعود إلى نفث سمومها من جديد في جسم الدولة الآخذ في الانحلال. وهكذا نجد أن تفسخ الامبراطورية يرجع إلى الاهمال باتخاذ التدابير الكفيلة بصيانتها، والانهيار الخارجي كان نتيجة حتمية للانحلال الداخلي.

إن الشواهد على ضعف الحكومة الألمانية كثيرة، فبعد أن أغفلت أمر اليهود والماركسيين وتقاعست عن الاضطلاع بالمهام المنوطة بها، رأيناها تقف حيال الأمراض مكتوفة الأيدي، فتفشى داء الزهري وداء السل بين المواطنين تفشيًا هائلاً بسبب سوء التغذية، ووقف الشعب والحكومة من داء الزهري موقف من لا يستطيع شيئًا. وقد حاولت الحكومة مكافحة المرض بحصر الداء أولاً ولكنها أغفلت مسببات المرض وهو البغاء الذي ما إن ينتشر في بلد ما إلا ويكون مصير الشعب الفناء. إذ أن البغاء يعني تحويل الحب والعلاقات الجسدية إلى صفقات تجارية، وانتشار البغاء يعني تراخي العلاقات والروابط التي تجمع بين المحبين. فتسود الإباحية ويكثر اللقطاء وأبناء الزنى. ويكفي أن نلقي نظرة على أبناء النبلاء والبرجوازيين لنفهم خطورة الخطوة التي خطتها أمتنا نحو الانهيار. فقد انتقلت عدوى هذا الداء الوبيل إليهم عن طريق علاقاتهم الجنسية مع الموظفات اليهوديات في المحلات التجارية والأندية، وكانت النتيجة أولادًا ضعفاءً مشوهين.

فبدلاً من أن تتخذ الحكومة الاجراءات الكفيلة بالقضاء على البغاء، هذه التجارة اليهودية الرابحة، عمدت إلى تشجيع المؤتمرات الطبية لدرس هذه الظاهرة الخطيرة.

إن القضاء على هذه الظاهرة الخطرة تتطلب خطوات عملية وجريئة. فالزواج المبكر في مقدمة الأسباب التي تحد من إنتشار البغاء. فالزواج يهدف إلى غاية سامية: هي حفظ النوع والجنس، ومن حسنات الزواج المبكر أنه يعطي الأمة أولادًا أقوياءً البنية، فيجب على الدولة قبل أن تشجع هذه الخطوة، أن تعمد إلى تأمين المستوى الاجتماعي اللائق للمواطنين.
أما الخطوة التالية
فيجب أن تعمد الدولة إلى تغيير مناهج التربية والتعليم، ففي نظامنا الحالي لا نجد اهتمامًا بالرياضة البدنية التي لمس آباؤنا أهميتها في تنشئة جيل قوي روحيًا وجسدياًً، فالعقل السليم هو في الجسم السليم. ففي الفترة التي سبقت نشوب الحرب عمدت الدولة إلى رعاية العقل الذي يدعم نهضة الأمة. فلما انتشرت البلشفية في الأوساط التي لا تملك المناعة الخلقية، تبين أن هذه المباديء ما كانت لتقى رواجًا لو ألقيت إلى عقول سليمة في أجسام سليمة.

إن عدم اهتمامنا بالتربية البدنية قد فتح الطريق أمام النزوات والغرائز الجنسية، فالشاب الذي يمارس الألعاب الرياضية يصبح أكثر قوة ومقدرة على كبح جماح غرائزة الجنسية، فالنظام التربوي يجب أن يتعهد العقل والجسد معًا بالإضافة إلى الأخلاق. كذلك يجب القضاء على مظاهر الخلاعة التي تثير الغرائز الجنسية وذلك بتطهير الحضارة الألمانية تطهيرًا كاملاً يشمل المسرح والفن والسينما والصحافة، فصحة شعبنا تتطلب محافظتنا أيضًا على عرقنا ولو على حساب الحرية الفردية التي يتشدق بها اليهود المسؤولون أولاً وآخرًا عن الاباحية.

إن التدابير السابقة ليست كافية، إذا تم تنفيذها، للقضاء على داء الزهري قضاءً مبرمًا. بل هناك تدابير أخرى يجب اتخاذها على نطاق واسع وحاسم. أليس اجرامًا بحق الأمة والعرق أن نترك المصابين بالزهري الذين لا أمل في انقاذهم أن يمارسوا العلاقات الجنسية، وبذلك ينقلوا العدوى إلى الأصحاء؟ ألا يعادل هذا التسامح الشعور الإنساني السخيف الذي يجعلنا نسمح بهلاك مئة شخص لندفع الإساءة عن واحد.

إن منع المصابين بالزهري، الذين لا أمل في شفاءهم من ممارسة العلاقات الجنسية هو إجراء إنساني حكيم يهدف إلى التضحية بالبعض في سبيل المجموع. ولكن يجب أن يكون المنع أكثر جدوى، أي بعزل المصاب والقضاء على طاقته التناسلية. إن هذا الإجراء الذي يبدو وحشيًا كفيل بانقاذ الأجيال المقبلة وصون حيوية الأمة.

من أعراض الانحلال التي بدت على الامبراطورية قبل الحرب تدهور المستوى الثقافي بفعل المؤثرات الغريبة، لا سيما تلك التي كانت خاضعة لتوجيهات اليهود. فمنذ ابتداء القرن العشرين طرأ تحول كبير على الفن أبعده عن القواعد المدرسية وأخضعه لأهواء قلة من المنحرفين فكريًا. فقد قام الفنانون اليهود والبلاشفة بفكرة التجديد والابتكار وذلك بالحط من قدر التراث الألماني الفكري والهزء بمقدسات الأمة، فقد هزئوا من شيلر وغوته وشوبنهور وهيغل وغيرهم. لقد أرادوا أن يقطعوا كل صلة بين الماضي والحاضر، فجعلوا من الأدب الرخيص والفن الإباحي بضاعة سهلة التناول، فامتلأت واجهات المكتبات وجدران المتاحف بإنتاج هزيل لا أثر فيه للفكر أو الفن.

ولم يكتفِ اليهود بهذا، فشنوا الحملات على الدين ورجاله بحجة تقديس حرية المعتقدات. وقد قاموا بترجمة المؤلفات الأجنبية التي لا يجوز أن توضع بين أيدي المثقفين، فكيف بعامة الشعب، أما رجال الكنائس فكانوا منصرفين عن هذه الأعمال التخريبية داخل البلاد، للتسابق إلى هدي زنوج أفريقيا، هذا التسابق الذي لم يؤدِ إلى أية نتتيجة بالنسبة إلى النتائج الباهرة التي حققها الإسلام هناك.
لقد ترك رجال الكنيستين نعاجهم إلى الذئاب، وكانت النتيجة تزعزع الإيمان وتقلص شأن الوازع الديني.


وفي الحقل السياسي تجلى التفكك والانحلال. فالحكومات كانت ترتجل مشروعاتها في الداخل والخارج دون أن ترسم أهدافًا معينة. ولعل المسؤولين قد اتخذوا من كلمة بسمارك شعارًا لهم. ألم يقل المستشار الحديدي أن السياسة هي "فن العمل في حدود الممكن"؟ ولكن هذا لا يعني أن السياسة تخبط وارتجال. ولكن مستشاري هذه الأيام قد اعتبروا هذا القول تحريرًا لهم من قيود المباديء والأهداف.

لقد أدرك المخلصون، قبل نشوب الحرب ببضع سنوات، أن اضعاف جهاز في الدولة هو البرلمان أو الرينستاغ، مع أنه أريد بهذه المؤسسة تقوية الصرح لا إضعافه. ففي هذه المؤسسة يجتمع الجبن والتهرب من المسؤولية، وتكثر الثرثرات الفارغة. فالبرلمان هو المسؤول عن إنعدام الانسجام في سياسة الدولة، كذلك عدم الاستقرار والارتجال، فهذه كانت من العوامل الرئيسية التي أدت إلى انهيار الامبراطورية. فكل خطوة خطتها الحكومة وجاءت ناقصة كانت نتيجة لاهمال البرلمان إن لم نقل لخيانته.

إن سياسة المحالفات كانت مرتجلة وضعيفة. وسياستنا حيال بولونيا كانت ضعيفة ومرتجلة. فقد أثيرت هذه القضية أكثر من مرة دون أن نتمكن من معالجتها معالجة جدية وفعالة، فجاءت النتيجة التي أردناها انتصارًا للجرمانية أو تفاهمًا مع بولونيا، جاءت لتباعد بيننا وبين روسيا. وكانت الحلول التي قدمناها لمسألة الألزاس واللورين غير مجدية. فعوضًا عن أن نسحق الفرنسيين بضربة واحدة، ونعطي للألزاس الحقوق الممنوحة لباقي دويلات الرايخ، رحنا نتودد إلى الفرنسيين متجاهلين أماني الألزاسيين. كل ذلك لأن في أحزابنا السياسية أكبر الخونة المارقين.
وكانت الضحية الكبرى للسياسة المترددة الحائرة، الأداة الوحيدة التي يتوقف عليها مصير الامبراطورية: الجيش.

لقد رأينا الأحزاب البرلمانية تجرد الأمة من سلاحها المعد للدفاع عن كيانها وحريتها وتأمين خبزها ولو قام أبطال سهول الفلاندر من قبورهم لاتهموا أعضاء البرلمان بالخيانة لدفعهم بمئات الألوف إلى أشداق الموت جنودًا غير مدربين. ذلك أنه بينما كانت اليهودية العالمية تهاجم "الروح العسكرية الألمانية" في صحافتها الماركسية والديمقراطية، محاولة أن تلقي بمسؤولية الحرب على ألمانيا ولو سلفًا، كانت الأحزاب الماركسية والديمقراطية عندنا تقف في البرلمان ضد تدريب القوى الشعبية.

لم يقتصر الاهمال على الجيش البري فحسب، بل تعداه إلى الاسطول، الذي لم ينل ما يكفيه من العناية والاهتمام. مع أن القادة قد أدركوا منذ عام 1904 أن انكلترا الدولة البحرية الأولى ستقف ضدنا أيام الحرب. لذلك كان علينا أن نجعل من القوة البحرية سلاحًا ضخمًا وقويًا. فبينما كانت المصانع الانكليزية تصنع السفن الضخمة كانت مصانعنا تنتج سفنًا صغيرة غير صالحة. وقد رأينا أن زيادة سرعة السفن الألمانية كانت تتم على حساب تصفيحها. وكان المسؤولون يعزون أنفسهم بأن المدافع الألمانية من عيار 28 توازي مدافع السفن الانكليزية من عيار 30، مع أن المهم هو التفوق لا مجاراة العدو، وكان بإمكانهم تزويد السفن بمدافع من عيار 30.

وقد تركت القيادة البحرية المبادرة للعدو عندما عمدت إلى جعل سفنها صالحة للأغراض الدفاعية. وهكذا قدمت النصر للعدو على طبق من فضة، لأن النصر لا يتحقق إلا بالهجوم لا بالدفاع. وفي معركة سكاجراك كان النصر حليف الاسطول الانكليزي. فلو كان للسفن الألمانية حمولة سفن العدو وسلاحها وسرعتها لكان النصر حليفها بفضل المدافع من عيار 28. وقد كان على القيادة الألمانية أن تحذو حذو زميلتها اليابانية، فقد جابهت اليابان في بور ارثور كل سفينة روسية بسفينة تفوقها سرعة وحمولة وسلاحًا.

لقد حرصت الحكومة والقيادة على التقيد بتوجيهات البرلمان وآراءه، بل سمحت للبرلمانيين بالتدخل في الشئون العسكرية وفي تعيين القواد وتحديد حمولة السفن وسرعتها. وقد تدارك الجيش أمره وعزل نفسه عن التيارات البرلمانية المضادة لمصلحة الوطن، وكان لودندورف أول من قاد الحملة ضد سياسة التقتير في الانفاق على التسلح. ولإن عجز لودندورف عن إحراز النصر، فالذنب يقع على البرلمان وعلى المستشار الضعيف هولويغ.

كان الجيش في طليعة المؤسسات التي توحي بالثقة والطمأنينة رغمًا عن الضعف والانحلال الباديين على الدولة. فهو الدعامة المتينة للبنيان الصامد، ولا بد أن ينصب عليه حقد الحاقدين ودسائس الدساسين من الأعداء في الخارج وفي الداخل. وعندما اجتمع المتآمرون الدوليون في فرساي، اختلفوا على أشياء كثيرة ولكنهم أجمعوا على وجوب تصفية الجيش الألماني لأنه سياج الوطن وعنوان مجده. فلولا الجيش لما تردد العدو في تطبيق أحكام معاهدة فرساي التي تعني القضاء على شعبنا قضاءً تامًا. فنحن مدينين للجيش بكل شيء.

نعم كان الجيش يجسد معنى المسؤولية، فهو مدرسة الأمة الألمانية وقوتها المعنوية الهائلة. ومع أن هناك من يجهل هذه الحقيقة أو يتجاهلها، لكن العالم الخارجي قد أدركها وبنى سياسته على أساسها.

هناك دعامة أخرى إلى جانب الجيش، هي الموظفين. فقد كانت ألمانيا أرقى البلدان تنظيمًا وإدارة، فالموظف كان مثالاً للدقة والتجرد.

وكان يحلو للحساد أن يعيبوا على الموظف الألماني جهله إدارة المشاريع التجارية، لكن نجاح الدولة في استثمار السكك الحديدية قد برهن عن مقدرته. ومن ميزات جهاز الإدارة الألمانية أنه كان متمتعًا بالاستقلال التام عن الحكومات، فكان لا يتأثر الموظف بتغيير الوزارات ونزعاتها السياسية. ولكن وضع الموظف اليوم أصبح قلقًا غير مستقر. فالوظائف الآن ليست وقفًا على الأكفاء، فالجمهورية تريد أن تفسح المجال لأنصارها. وكل حزب يريد أن يخص أعضاءه وأنصاره بالوظائف الحساسة.

أما الرشوة في دوائر الدولة فكانت متفشية تفشي اليهود، فالرشوة واليهود صنوان لا يفترقان.

كان جهاز الإدارة السليم يرتكز على النظام الملكي والعسكري وعليها ترتكز الامبراطورية الجبارة، ومنها كانت تستمد الامبراطورية قوتها وهيبتها فتمارس سلطة الدولة ممارسة فعلية.

إن سلطة الدولة لا تقوم إلا على الثقة بالذين يمسكون بدفة الحكم، وهذه الثقة هي وليدة الاقتناع بوطنية السلطات وتجردها، كما تكون وليدة الارتياح العام إلى نظم الحكم وشرائعه والمباديء التي يسترشد بها.

والآن بعد أن أوضحت للقارئ أن الامبراطورية كانت تقوم على ثلاث دعائم قوية، أصبح من حقه أن يتساءل كيف كان الانهيار؟ وهل كانت عوامل التفسخ والانحلال قوية لدرجة أنها جرفت عوامل الاستقرار التي كانت تجعل من ألمانيا دولة مثالية؟

إن عوامل التفسخ والانحلال لم تكن لتقوى على الاطاحة بالامبراطورية، ولكن هناك عاملاً رئيسيًا انضم إليها، وهذا العامل الهام هو عدم الاهتمام لمسألة الأجناس وأثرها في نمو الشعوب.

لقد تساءلت كيف تمكن أجدادنا من التغلب على الهزيمة ونتائجها؟ وهل نحن غير جديرين بالأمجاد التي تركها لنا الأجداد؟ وهل الدم الذي يجري في عروقنا غير الدم الذي كان يجري في عروقهم؟

ومن هنا كان اقتناعي أن جيلنا قد تلقى هذه الكارثة لأنه لم يكن يتحلى بفضائل الأجداد، وأن تحوله عن الطريق الذي رسمها له تاريخ الأمة الألمانية المجيد ليس وليد الصدف، بل هو نتيجة حتمية للنهج الذي اعتمده في سعيه لحفظ النوع واستمرار الجنس. وسنرى في الفصل القادم كيف أن الاختلاط في التناسل لا يكون في مصلحة العرق المتفوق. فالدم الآري الذي كان يجري في عروق أجدادنا كان صافيًا. فهل يمكننا التأكد بأن ما يجري في عروقنا نحن هو دم آري صرف؟؟

يجد القاريء الجواب لو دقق النظر في حالة ألمانيا قبل الحرب، وتتبع تطور الأحداث الداخلية. ألم يكن غريبًا أن يزداد عدد النواب الماركسيين بعد كل انتخاب. وأن يجدد الشعب الألماني الولاية لمن عمل على اضعاف الجيش والاسطول، وهل من المعقول أن يصافح الشعب الألماني اليد التي عملت على إذلاله؟ ومتى كان الألماني، الألماني الحقيقي يضحي بمصلحة وطنه في سبيل مبدأ هوائي كالسلام العام الذي هو من ابتكار اليهود والماركسيين؟

إن انتفاضة الشعب عام 1914 قد حملته إليها غريزة حب البقاء، لأن سموم الماركسية قد شلت إرادته، فقام ليجابه أعداءه وهو ضعيف الإيمان بالنصر فانهزم. ولكنه استيقظ وقضى على مفعول المخدر. وجاءت الثورة لتقطع الطريق على عناصر البعث والنهضة. فلم يبقَ إلا العمل على هامش العهد الجديد، وأن تضع الأسس السليمة التي يجب أن تقوم عليها الدولة الجديدة. الدولة الجرمانية حيث يسود العنصر المتفوق، ولا يفسح مجال النشاط البناء إلا للآريين الحقيقيين.

لن يكون لليهودي وصنيعه الماركسي أي مكان في الدولة الجديدة والنظام الجديد.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:32 pm

الفصل الثالث - هتلر والأجناس



الحزب يبدأ العمل

[size=21]انقسم الشعب الألماني عام 1918 إلى قسمين، الأول يضم طبقة المفكرين وهي طبقة ذات ميول قومية مبهمة إن لم تكن سطحية، لأنها كانت تمثل مصالح تتناسب والمصالح الملكية، مع أنها في الظاهر تبدو ملتصقة بالدولة. وقد حاولت هذه الطبقة الوصول إلى أهدافها بواسطة الأسلحة الفكرية، لكنها لم تنجح ضد خصمها القوي. وقد رأينا العدو يسيطر عليها بسهولة ويرغمها على الرضوخ للشروط التي تعمد بها إذلال شعبنا.

والقسم الآخر يضم الأغلبية الساحقة من العمال اليدويين الذين دخلوا في منظمات ذات ميول ماركسية متطرفة تهدف إلى القضاء على كل من يحاول الوقوف في طريقها ولا تعترف بالمصالح القومية ولا تقيم وزنًا للمثل العليا. وكان أخطر ما في هذه الحركات العمالية انضمام أغلبية الشعب إليها واشتمالها عناصر لا يمكن الاستغناء عنها لتحقيق الانعاش القومي. ذلك أن الشعب كان بحاجة ماسة إلى من ينفخ فيه روح الحماس وقوة الإرادة، لمقاومة الضغط الأجنبي المتزايد. فمحاولات الانعاش الشعبي يجب أن تعتمد على تلك العناصر التي لا يمكن الاستغناء عنها لتحقيق هذا الانعاش. هذه العناصر التي انطوت تحت لواء الحركات العمالية المتنكرة لقوميتها. فكيف يمكن والحالة هذه النهوض بدولة حين تكون غالبية شعبها تدين بمباديء غير قومية؟! لذلك كان على حركة حزبنا أن تتهيأ لبعث الدولة الألمانية وإعادة اعتبارها، وتعمل على اجتذاب الأغلبية إلى صفوفها، لأن هذه الأغلبية تؤلف العنصر الهام في الأمة وبدونه تذهب الجهود الرامية إلى تحرير شعبنا هباءً.

والبورجوازية لم تكن تشكل خطرًا على حركتنا القومية، فآفاقها الضيقة ونزعاتها القومية المضطربة كانت لا تسمح لها بالمقاومة إلا بطريقة سلبية كالطريقة التي ابتعتها في عهد بسمارك، منتظرة ساعة الخلاص.

لقد بدت مهمتنا شاقة، فالأغلبية الساحقة من المواطنين كانت مبهورة بزخرف الدعوات الماركسية، فتنكرت لأمتها وجنحت إلى العنف بتحريض من اليهود.
ولم يفتنا أن الماركسيين وحلفائهم قادرون عل منع الدولة الألمانية ذات النظام البرلماني من اتخاذ سياسة خارجية قومية، لأنهم قادرين على اظهارها بمظهر الدولة المفككة بحيث لا تجد من يحالفها أو يتعاون معها باعتبار أن أغلبية الشعب تعارض كل سياسة داخلية بناءة وكل خطوة خارجية حازمة. وقد أدركنا أن شعبنا الباسل لن يتمكن من الوصول إلى مركز الصدارة إلا بعد أن يصفي حساب الذين تسببوا في انهيار الدولة واستغلوا بعد ذلك الانهيار. فشهر تشرين الثاني سنة 1918 لم يكن بالخيانة العادية بل جريمة كبرى. نعم لن يتمكن شعبنا من تهيئة نفسه للمعركة الكبرى قبل أن يتخلص نهائياً من أعدائه الداخليين وعلى رأسهم اليهود. وقبل أن يتمكن من نزع الفكرة الماركسية من عقول الملايين من الألمان، وحقدهم على أمتهم.

ولإن يكن اجتذاب الأغلبية هو الهدف الأول لحركتنا، فقد أدركنا أن نشاطنا يجب أن يقوم على أسس ثابتة يقوم عليها صرح التعاون بين فئات الشباب الألماني، وقد اتبعنا خطة في عام 1919 تركزت على المباديء التالية:

أولاً: يجب التضحية بكل شيء في سبيل اجتذاب الأغلبية الساحقة إلى حركة الانعاش القومي. فالتنازلات الاقتصادية لمصلحة العمال لا تكفي ما لم يرافقها ادخال الطبقات الشعبية إلى الجسم الاجتماعي الذي هو جزء لا يتجزأ منه. فلو حافظت النقابات على مصالح العمال أثناء الحرب وانتزعت الموافقة عل مطالبهم ولو بالاضرابات، لما خسرت ألمانيا الحرب.

ثانيًا: لا يمكن إنشاء الأغلبية نشأة قومية إلا برفع مستواها الاجتماعي.

ثالثًا: إن اجتذاب الأغلبية إلى فكرة القومية لا يتم بأنصاف التدابير والجهود المنقطعة، فلا بد من مواصلة الجهود كي نجعل من شعبنا شعبًا قوميًا، ونعالج المشاكل بقوة وحزم، فالسم يعالج بالدواء المضاد له. لا بمكافحته بالتعاويذ.
إن الأغلبية الساحقة ليست من الأساتذة والدبلوماسيين، لذلك لا يمكن استمالتها بالنظريات العلمية، بل تؤخذ بالعواطف ففي هذا المضمار تكمن انتفاضاتها من سلبية ايجابية. فالأغلبية لا تعمل إلا لمصلحة القوة ذات الإتجاه الصريح، ولا تعمل مطلقًا لمصلحة خطوة مترددة مذبذبة. على أن مشاعر الجمهور وعواطفه متقلبة وليست ثابتة، فما يراد إقامته على أساس ثابت يجب أن يرتكز على إيمان الشعب وتمسكه بالفكرة التي يراد حمله على اعتناقها. إذ أن الإيمان أقوى من صمود العلم، والمحبة أقوى على الاستمرار من التقدير، والبغض أطول نفسًا من النفور. وقد برهن لنا التاريخ أن الثورات الكبرى لم تحركها الأفكار العلمية أو الحرص على نشرها، بل حركها التعصب الأعمى لرأي أو عقيدة.

رابعًا: لا يمكن كسب ثقة الشعب إلا بعد تحطيم العقبات التي تقف في طريقه، مزيلين من طريقهم أعداء حركتهم. فالأغلبية تعتبر مهاجمة خصومها بطريقة عنيفة حقًا من حقوقها المقدسة. وترفض بالتالي التساهل أو التسامح، فهي تعتقد أن البقاء هو للأصلح والأقوى.

خامسًا: إن القضايا الكبرى في العصر الحديث هي نتيجة القضايا الأعمق جذورًا، ويأتي في طليعة هذه القضايا قضية المحافظة على سلامة العرق، وذلك بصون نقاوة دمه. فإن فسد دم عرق من الأعراق نتيجة الاختلاط، فسرعان ما تتفكك عرى الوحدة الروحية وتنهار قوة الابداع وصروح الحضارة. فمن يطمح إلى إخراج الشعب الألماني من مشاكله الحالية، عليه أن يطهر الصفوف من الذين أفسدوه، وعلى الأمة الألمانية أن تبادر إلى مواجهة المسألة العرقية متخذة كافة التدابير الحاسمة لإنهاء المشاكل التي يثيرها وجود اليهود بيننا.

سادسًا: إن الأغلبية الساحقة من الشعب التي استمالتها الماركسية إلى جماعة الأمم يمكن انضمامها إلى الجماعة القومية دون أن تتخلى عن حقها في الدفاع عن مصالحها. علمًا أن اختلاف المصالح بين مختلف الهيئات لا يبرر قيام النزاع بين الطبقات، لأن هذه المصالح ليست إلا نتيجة طبيعية لتركيبنا الاقتصادي. وحين ندرك هذه الحقيقة نرى أن قيام تكتلات مهنية لا تتعارض مع قيام اتحاد شعبي، وبالتالي دولة قومية. وانضمام طبقة من الطبقات إلى الاتحاد الشعبي أو إلى الدولة لا يفرض تدني مستوى الطبقات العليا، بل يرفع من مستوى الطبقات الوضيعة. فالبرجوازية لم تنضم إلى الدولة لأن طبقة النبلاء أرادت أن تفتح أمامها المجال وتتنازل عن امتيازاتها، بل لأن البورجوازية قد استحقت وضعها الجديد بفضل نشاطها وثباتها. لذلك يمكن القول أن العامل الألماني لم يتوصل إلى أن يصبح قوة فاعلة إلا بعد أن نجح في رفع مستواه الاجتماعي ليوازن به مستوى سائر الطبقات.

أما تنكر العمال اليوم للفكرة القومية، ليس معناه أنهم منتظمين في هيئات تعاونية أو نقابات تقدم مصلحتهم على بقية المصالح. بل لأن المحرضين هم الذين نفخوا فيهم روح المغامرة الخطرة التي جعلت منهم أعداء الوطن والشعب وجعلتهم بالتالي أداة لتحقيق مصالح المغامرين الدوليين ومصالح اليهودية العالمية. فإذا تطهرت النقابات من المحرضين ووجهت توجيهًا قوميًا وشعبيًا صحيحًا تمكنت من أن تكوّن لنفسها مركزًا قويًا هامًا، باعتبارها أكثر الطبقات انتاجًا وحماية لتقاليد هذا الشعب العريق. وبالإضافة إلى هذا يجب تطهير صفوف أرباب العمل من الجشعين والأنانيين الذين تتعارض مفاهيمهم للعمل مع المبادئ التي يجب أن يقوم عليها التعاون بين أعضاء المجتمع الواحد ليعود هذا التعاون بالنفع على الجميع، فرب العمل يظن أن اندماج العامل في الجماعة الشعبية سيحرمه اقتصاديًا من الوسائل التي اعتاد على استخدامها للدفاع عن مصالحه ومحاربة مستخدميه. كذلك يعتقد رب العمل أن كل محاولة لحماية مصالح العمال الاقتصادية حتى ولو كانت حيوية، تشكل اعتداء على مصالح الجماعة. لذلك يجب مكافحة هذه النظرية الخطرة واعتبارها في رأس المهام التي سيضطلع بها الحزب الجديد.

إن العامل الذي يعتمد ارهاق رب العمل بمطالبه المستحيلة، ويلجأ بحق أمته. وكذلك صاحب العمل الذي لا هم له إلا جني الأرباح الطائلة إلى العنف كلما أراد أن يرهب مستخدميه، هذا العامل يعتبر مجرمًا وخائنًا الذي يجعل منه رجلاً متحجر العواطف، هذا الرجل يعتبر حليفًا ونصيرًا للمشاغبين والماركسيين.

إن نشاط حزبنا يجب أن يوجه إلى العمال بالدرجة الأولى، ليعمل على انقاذهم من حبائل المغامرين الدوليين، وبالتالي لرفع مستواهم الاجتماعي بحيث يصبحون عنصرًا شديد المراس، مشبعًا بالأفكار القومية لا تؤثر فيه الدعايات المضللة. ولن يرفض الحزب الجديد التعاون مع جميع العناصر القومية، ولكنه لن يعمل على اجتذاب طبقة البورجوازيين لأنها ستصبح عالة عليه، وبالتالي ربما ترتب على هذا التعاون نفور العمال منه.

سابعًا: يجب أن توجه دعاية الحزب إلى أحد المعسكرين الذين يؤلفان الأكثرية الساحقة. فالتفاوت في المستوى الفكري يجعل الدعاية المبسطة غير ذات قيمة بالنسبة إلى المعلمين. في حين أن الدعاية الرفيعة لن تلاقي تجاوبًا عند غير المتعلمين. وحتى طريقة التعبير لا يمكن أن تكون واحدة في التوجه إلى الطبقتين. فإذا اعتمدت الدعاية البساطة في التعبير ظلت الأوساط المتعلمة بعيدة عنها، وإذا تركزت على الدعاية الفكرية العالية لن تتمكن من إثارة عاطفة الأغلبية الشعبية.

لن نجد بين مئة خطيب عشرة يتمكنون من مخاطبة جمهور من الحدادين والكناسين مثلاً، وبنفس الوقت يتوجهوا لمخاطبة أساتذة الجامعة. ولا يغيب عن بالنا أن أحسن فكرة لا يمكن نشرها إلا بعد تبسيطها، ويتوقف نجاحها على الذين يتناقلوها أكثر مما يتوقف على مبلغها.

إن قوة انتشار الحركة الماركسية تقوم على وحدة الاسلوب في مخاطبة الجمهور الذي يتألف من طبقة معينة. وقد أدرك الماركسيون أن الأغلبية لا تتمكن إلا من استيعاب التعاليم السطحية، لذلك وضعوا تحت تصرفه كل ما هو ملائمًا لمستوى تفكيره. لذلك يجب على الحزب الجديد أن لا يرتفع بدعايته إلى المستوى العالي، أي فوق مستوى العبء. ففي حفل شعبي يكون الخطيب الذي يغزو قلوب الجمهور هو سيد الكلمة، لا الخطيب الذي يصفق له المتعلمون والمفكرون.

ثامنًا: إن نجاح حركة الاصلاح السياسي تعتمد على نجاح القوة السياسية، فالنجاح هو المقياس الوحيد لملاءمة فكرة ما لمصلحة المجموع. فالقول أن الحركة الثورية في ألمانيا قد نجحت لأن قادة الحركة قد تسلموا زمام الحكم، هو قول هراء، فالنجاح الوحيد الذي تحرزه الثورة هو في جعل الأمة أكثر ازدهارًا.

إن حركة ما تعتبر القوة السياسية هي شرط أساسي لنجاحها، يجب أن تعتمد على تأييد الأغلبية الساحقة من الشعب وأن تعلم أن الحركات الاصلاحية لا تقوم على سواعد رواد الأندية الأدبية وشاربي الشاي ولا على سواعد لاعبي الشطرنج من البورجوازيين.

تاسعًا: الحركة الجديدة في جوهرها وتنظيمها هي ضد النظام البرلماني فهي لا تعترف بسيطرة الأكثرية، هذا النظام الذي يجعل من رئيس الحكومة منفذًا لمشيئة الآخرين. إن حزبنا يحصر المسؤولية بالرجل الذي يتسلم مقدرات الدولة، وبشخص زعيم الحزب. وهذا المبدأ يجب تطبيقه كالتالي:

يعين زعيم الحزب رؤساء للفروع ويكون رئيس الفرع مسؤولاً عن فرعه، وتوضع اللجان الحكلبة تحت تصرفه التي تنحصر مهمتها في درس المسائل التي يقدمها لها رئيس الفرع.
إن زعيم الحزب هو المسؤول الوحيد الذي يأخذ مركزه بالانتخاب، وتتولى انتخابه الجمعية العمومية. وهو مطلق الصلاحية نظرًا لجسامة مسؤولياته، فإذا خرق نظام الحزب أو فرط بمصلحة الحزب عملت الجمعية العمومية على اسقاطه وانتخبوا زعيمًا غيره.
هذا المبدأ يجب أن يطبق على الدولة نفسها، فعلى من يطمح إلى الزعامة أن يحمل إلى جانب السلطة غير المحدودة المسؤولية الكاملة.
إن التقدم والحضارة هما نتيجة جهود العبقرية، لا نتيجة ثرثرة الأكثرية. فحزبنا يحارب النظام البرلماني لأنه يقصي النخبة عن الميدان ويفتح الطريق أمام الدجالين والخونة.

عاشرًا: يرفض الحزب الجديد أن يحدد موقفه من المسائل الخارجة عن نطاق عمله السياسي، فهو لا يهدف مثلاً إلى الاصلاح الديني لأن في كلتا الطائفتين الدينيتين دعائمًا قوية يرتكز عليها بقاء شعبنا. والأحزاب التي تنكر على الدين دوره كدعامة معنوية لاستخدامها في الأغراض السياسية، يجب على حركتنا محاربتها بشدة وعنف.
إن حركتنا تهدف إلى إعادة تنظيم شعبنا سياسيًا، ولكنها لن تتصدى لإقامة شكل معين من أشكال الحكم، فالملكية والجمهورية سيان في نظرها، والمهم هو تقرير المباديء الأساسية التي يجب أن تقوم عليها الدولة الجرمانية المثالية.

أما تنظيم الحركة داخليًا فهو متصل بالغاية التي وضعها الحزب والنظام الأنسب هو النظام الذي لا يقيم جهازًا من الوسطاء بين الزعيم وأنصاره فالتنظيم هو نقل فكرة معينة مختمرة في رأس رجل واحد إلى جمهور كبير من الناس. وعندي أن التنظيم هو شر لا بد منه، وهو فوق ذلك واسطة لا غاية.
وما دام العالم مفتقرًا إلى الأدمغة المفكرة التي تقود المخلوقات الآلية فالتنظيم مهمة سهلة بالنسبة إلى تجسيد فكرة ما، فالفكرة تشق طريقها مجتازة المراحل الآتية:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:35 pm

تخرج الفكرة من دماغ رجل واحد ليبشر بها فيجمع حوله عددًا من الأنصار. ونقل هذه الفكرة إلى الأنصار مباشرة هو الطريقة المثلى، ولكن هذا النقل سيصبح متعذرًا بعد ازدياد عدد هؤلاء الأنصار فيتطلب عندئذ الاستعانة بالوسطاء. هذا الشر الذي لا بد منه، وهذا ما يفرض التنظيم على أساس إنشاء شعب وخلايا محلية. بيد أنه لا يجوز التسرع في إنشاء هذه الخلايا قبل أن تترسخ سلطة مؤسس الحركة في المركز الرئيسي لحركته. فمثلاً سحر مكة وروما يعطي الإسلام والكاثوليك قوة منشأها الوحدة الداخلية وخضوع المؤمنين والأنصار للرجل الذي هو رمز لهذه الوحدة. ومن هنا وجب علينا إحاطة المكان الذي انطلقت منه الفكرة، بهالة من القدسية تجعله محجة للأنصار ورمزًا لوحدتهم.

يتضح مما أسلفنا أن الأسس التي يجب أن تقوم عليها حركتنا داخليًا هي الآتية:
1- حصر النشاط في مدينة واحدة هي ميونخ. حيث بها مجموعة كبيرة من الأنصار المتحمسين، ويصار إلى تأسيس مدرسة لتعليم رسل الحركة. وفي نفس الوقت يحاول الحزب فرض وجوده ومحو الوهم العالق في الأذهان باستحالة قيام حركة جديدة تقوى على التصدي في وجه الماركسية والتغلب عليها.

2- لا يصار إلى إنشاء خلايا محلية ما لم تتثبت سلطة المركز في ميونخ.

3- لا يصار إلى إنشاء فروع إقليليمة ما لم تتوفر الاثباتات الكافية على ولاء الأنصار للمركز الرئيسي وتقيدهم بتعلماته. علمًا أن إنشاء مراكز إقليمية يتوقف على عدد كافٍ من الأفراد الذين يعتمد عليهم بإدارة المراكز. ويمكن للحزب أن يجتذب أفرادًا أذكياء فينشئهم تنشئة قوية تؤهلهم للقيادة، إذا توفر لديه المال الكافي. وهذا ممكن بدفع رواتب الموظفين من صندوقه الخاص. أما إذا لم تسمح له ماليته باستخدام رؤساء موظفين، فإنه يعهد بإدارة الفروع إلى رجال لا يبخلون على الحزب بالجهد والوقت والمال.
وقبل إنشاء الفرع يجب تعيين رئيسه، فإذا تعذر ذلك يترك الفرع دون رئيس أو تترك المنطقة دون فرع، لأن الرئيس الفاشل كالقائد الأحمق الذي لا يحسن وضع وتنفيذ الخطط.

إن نجاح حركة سياسية لا يعتمد على تعصب الأنصار واعتبار حركتهم أنبل الحركات وأسماها. ومن يعتقد أن اندماج حركتين متماثلتين يضاعف من قوة الحركة فهو مخطيء. لأن هذا يزيد في النمو الخارجي، مع أن هذا الاندماج يلقي بذور ضعف داخلي تظهر أعراضه بسرعة. ذلك أنه مهما كان التشابه قريبًا فالشبه التام بينهما يبقى مستحيلاً. والطبيعة نفسها لا تسمح بالتزاوج بين جهازين مختلفين، فتعمد إلى استفزازهما إلى القتال ليبقى الأنسب والأقوى.

فالتاريخ يعلمنا أن قوة الأحزاب تقوم على التعصب ضد كل ما هو خارج عنها، وأن أنصار الحزب حين يقتنعوا بصحة فكرتهم يتجندوا للدفاع عنها ولمنازلة خصومهم موقنين أن النصر حليفهم. ولا يزيدهم الاضطهاد إلا شدة وعزيمة. فالمسيحية لم تنتشر وتشتد بالتسويات بين تعاليمها وتعاليم بقية الديانات بل شقت طريقها بفضل تعصبها لرسالتها ودفاعها عنها دفاعًا مستميتًا.

ينبغي لحركتنا أن تعلم وتفهم الشعب الألماني أن اليهودي إذ يقول الحقيقة إنما يحاول تغطية خدعة كبرى، وأن كل افتراء يصدر عن اليهود هو كالشهادة بحسن السلوك. وكل ألمان يهاجمه اليهود هو واحد منا، وكل ألماني يبغضه اليهود هو أفضل أصدقائنا.

يجب على حركتنا أن تفهم أنصارها أن من يقرأ جريدة صباحية يهودية ولا يجد فيها حملة من الافتراء عليه. فمعني ذلك أنه أضاع نهاره السابق سدى، فلو أمضى نهاره السابق في مكافحة نشاط اليهود لوجد في صباح اليوم التالي حملة الإفتراء والتجريح في صحف الصباح.
حين يدرك أنصارنا هذا كله تصبح حركتنا قوية لا يمكن أن تُغلب.


لم يكترث الجمهور لعملنا الحكلب، وكان معذورًا إذ كان عددنا في البداية سبعة رجال لا حول لهم يهدفون إلى تحقيق ما عجزت عنه الأحزاب الكبيرة.
فكنا نجلس في اجتماعاتنا نحن السبعة حول طاولة عارية إلا من أقلامنا وأوراقنا، لنتناقش بضع ساعات في أمور تافهة كتنظيم دعوة أو اعداد بيان. وغني عن القول أن ميونخ كانت في شاغل عن الانتباه لأمر سبعة رجالة يعقدون اجتماعًا. وقد ظل هذا دأبنا إلى أن قررنا توسيع نطاق حركتنا بدعوة الناس لحضور اجتماعاتنا، فنظمنا اجتماعات دورية مرة أو مرتين في الشهر، وتولينا كتابة أوراق الدعوة وتوزيعها بأنفسنا. وحدث أن قمت بنفسي بتوزيع ثمانين بطاقة دعوة على أشخاص طالما امتدحوا حركتنا وكذلك فعل رفاقي فبلغ مجموع ما قمنا بتوزيعه حوالي خمسمائة وعشرين بطاقة ولكن النتيجة كانت مخيبة لآمالنا بشكل كبير، ففي الموعد المعين لم يكن في قاعة الاجتماع سوى الأعضاء السبعة.

بعد هذا الحادث طبعنا أوراق الدعوة على الآلة الناسخة، فضمنا نجاح الاجتماع الثاني فحضره حوالي الثلاثة عشر مواطنًا، وتدريجيًا ازداد الرقم، إلى أن وضعنا إعلانًا في إحدى الصحف المستقلة عن اجتماعنا السادس، وكانت النتيجة مشجعة إذ استأجرنا قاعة في "هوفبروس كيلر" تتسع لمئة وثلاثين شخصًا، وفي الوقت المحدد حضر الاجتماع حوالي المئة وأحد عشر شخصًا.

وقع الاختيار علي لأخطب في الجمهور، وكانت هذه أول مرة أخطب فيها فعارضني معارضة شديدة رئيس الحزب "الهر هارير" الذي كان يظن أني أصلح لكل شيء ما عدا الخطابة ولكن كان "هارير" مخطئًا، فقد اكتشف الجمهور أنني خطيبًا من الطراز الأول، وقد قوطع خطابي بالتصفيق الحاد عدة مرات. وعندما دعي المستمعون للتبرع لصندوق الحركة بلغت حماستهم حدها الأقصى فأقاموا على التبرع ودخل على الصندوق حوالي ثلاثمائة مارك، مما أتاح لنا طبع نشراتنا وتعاليمنا وأوراق الدعوة.

لم يقتصر نجاح الاجتماع على هذه الناحية، فقد كان من جملة الحاضرين بعض الذين حاربت معهم في الجبهة، فمضوا إلى رفاقهم ورفاقي يصفون انطباعاتهم عن الاستماع ويشرحوا لهم مباديء حركتنا وأهدافها، واستطاعوا استدراج الكثيرين لحضور الاجتماعات المقبلة، ولكنهم ما لبثوا أن انخرطوا في الحزب الجديد. وكانوا شبانًا شجعانًا تشبعوا بروح النظام وأخذوا من الخدمة العسكرية شعارًا ممتازًا أن لا مستحيل في الحياة.

وما هي إلا أسابيع معدودة حتى بدأ الحزب يعطي نتائجه الطيبة. كان أول رئيس للحزب الهر هارير، صحفيًا لامعاً مثقفًا. ولكنه كان يجهل مخاطبة الجمهور وإثارة حماسته. وكذلك الهر دركسلر رئيس فرع ميونخ الذي لم يكن هو الآخر ذا موهبة خطابية. وقد لاحظت عليه الضعف والتردد، وقد علمت أنه لم يدخل الجندية قط، فاتضح لي سبب افتقاره إلى معالم الرجولة الحقة، فهو لم يدخل المدرسة الوحيدة التي تنشيء رجالاً يثقون بأنفسهم ثقة لا حد لها.

كان هارير ودركسلر ضعيفي الثقة بأنفسهم وبحركتنا الجديدة. خاصة بما يتعلق بقوة الحركة على سحق كل من يقف في طريق نموها وانتشارها. إن هذه المهمة لجديرة برجال صهرتهم الجندية وحولتهم إلى رجال أصلب وأقوى. وأنا كنت جنديًا قد نسيت في الجبهة شيئًا اسمه "خطر" أو "مستحيل" لأن حركتنا كانت عبارة عن مجازفة خطرة، فقد كان الماركسيون أسياد الموقف يهاجمون كل من يعقد اجتماعات شبيهة باجتماعاتهم، فيعتدون على الحاضرين ويزعموا أن المجتمعين قد تحرشوا بهم واستفزوهم. فقد كانوا يكافحون كل اجتماع يجتذب الجمهور، وكان هذا موقفهم تجاه حزبنا الفتي، الذي بدا اجتماعاته بدعوة العمال والمستخدمين. وعندما أطلقنا على حركتنا اسم "حزب العمال الألماني" بدأ الماركسيون بمهاجمتنا كما بدأ على أنصارنا أنهم خائفون ويفضلون التهرب من الاصطدام مع الحمر خوفًا من الهزيمة، وكنت أنا أعارض هذا التخاذل وأطلب منهم قبول التحدي والعمل على استفزاز خصومنا ومحاربتهم بسلاحه، فسلاح الإرهاب لا يحارب إلا بالإرهاب.

وأخيرًا فازت نظريتي فعقدنا الجمعية العمومية الأولى بعد أن تهيأنا لمواجهة كل الاحتمالات وكان النجاح حليفنا، فعقدنا عدة اجتماعات متتالية. وقد تكلمت في أحد الاجتماعات لمدة ساعة كاملة بحضور حشد كبير من المستمعين. وقد حاولت بعض العناصر التشويش وإشاعة الفوضى إلا أن رفاقنا تصدوا لهم وأوسعوهم ضربًا وطردوهم من قاعة الاجتماع.

وتوالت اجتماعاتنا وازدادت استعداداتنا لصد الاعتداءات بنفس العنف الذي يستعمله الماركسيين، وكان إيماننا قويًا وتعصبنا للفكرة التي بدأت تفتح طريقها قادرًا على نقل الجبال من أماكنها.

انصرفنا بعد ذلك إلى وضع النظام الداخلي للحزب وقد حدثت بعض المناقشات حول القضايا الشكلية كتسمية الحزب مثلاً. بينما انصرفت خلال هذا التنظيم إلى مقامة فكرة قبول بعض الأعضاء الذين يطلقون على أنفسهم اسم "الألمان الشعبيين". فهؤلاء طبقة من المواطنين لا يعادل عملها الايجابي الصفر، ويتجاوز ادعاؤها الفارغ كل حد. وقد أوضحت لرفاقي أن حركتنا الفتية لن تكسب شيئًا من انضمام رجال مقدرتهم الوحيدة في أنهم أمضوا ثلاثين أو أربعين سنة في خدمة فكرة من الأفكار. إذ أن رجلاً أمضى أربعين عامًا في خدمة ما يعتبره فكرة دون أن يؤمن لها النجاح المطلوب، أو على الأقل دون أن يحول دون انتصار خصومها، هذا الرجل لن يُرجى منه أي خير لحركتنا الناشئة. والأمر من ذلك أن هؤلاء "المناضلين" العريقين يرفضون الانضمام كأعضاء عاديين، بل يطلبون مراكز عالية تتناسب و"جهادهم" الطويل.

وأوضحت لزملائي أيضًا أن هذا النوع من السياسيين الخائبين لا يريدون من انضمامهم إلى حركتنا خدمة هذه الحركة، بل يريدون تنفيذ نظريتهم الخاصة بواسطتنا. ولإن يكن بعضهم يتصرف عن جهل مطبق إلا أن بعضهم الآخر يتصرف بناءً على خطة مرسومة ولهدف معين. ومن بين هذا البعض نجد فئة تريد محاربة اليهود على الصعيد الديني بينما تدعي أن الحركات الاصلاحية في البلاد يجب أن تقوم على أساس عنصري محض.

لذلك قررت إبعاد هؤلاء "العنصريين" فاقترحت تسمية الحزب الجديد "حزب العمال الألماني الوطني الاشتراكي" وهكذا كان، فابتعد عنا محترفي السياسة و"المناضلين" الذين يريدون القتال وسلاحهم القلم والورقة. وقد قام هؤلاء بحملة ضدنا في الصحف المأجورة واليهودية منتقدين شعارنا القائل: "سنرد بعنف على من يحاول ارهابنا بعنف" وادعوا أننا جماعة تمجد القوة ولا تؤمن بالفكر والقيم الروحية.

في بداية العام 1920 قررت أن أهيء إلى اجتماع كبير رغمًا عن الاعتراضات الكثيرة من قبل بعض المتنفذين في الحزب وكانت الصحف الحمراء قد بدأت تهتم بنا وتحمل علينا بعنف، ونحن بدورنا بدأنا نحضر اجتماعات الماركسيين للتشويش عليهم، وكان كل واحد منا يأخذ نصيبه من الضرب واللكم، وقد جعلنا هذا الاسلوب حديث المجتمعات، وتأكدنا أن "أصدقاءنا" الحمر سيحضرون أول اجتماع كبير لنا ليعاملونا بالمثل.

وبالرغم من تأكدي أن خصومنا سيتغلبون علينا في ميدان اللكم والضرب، لكني كنت على ثقة تامة بأن ثباتنا وقوة عزيمتنا ستقوي من معنويات حزبنا في الخارج، فالشعب تبهره القوة والأعمال البطولية. وقد عارض رئيس الحزب هذا الاسلوب فقدم استقالته من رئاسة الحزب فحل محله دركسلر الذي سلمني مهام الشئون الدعائية، فقررت يوم 24 شباط 1920 كيوم الاجتماع الحاسم. وأشرفت بنفسي على طبع وتوزيع النشرات الاعلانية، كما حرصت أن تتضمن المباديء الأساسية للحركة.

وما إن توزعت النشرات حتى صمم الماركسيون وحزب الشعب البافاري على محاربة الحزب الجديد، وكان الحزب هذا مهيمنًا على شئون الحكم في البلد زاعمًا أنه ينهج منهجًا قوميًا صحيحًا. وقد رأيناه يستخدم قوة البوليس لمصادرة نشراتنا من أيدي ألوف العمال الذين ضللتهم الدعاية الماركسية وجعلتهم أعداء للوطن والقومية.

وقد شذ من الحكام حلفاء الماركسيين إثنان فقط هما: أرنست بوهلر مدير البوليس، ومستشاره الدكتور فريك. هان الموظفان الكبيران اللذان كانا ألمانيين قبل أن يكونا موظفين.

في مساء الرابع والعشرين من شباط، دخل على قاعة الاجتماع ما لا يقل عن الألفي شخص. وكان نصفهم على الأقل من الشيوعيين والفضوليين الذين حضروا للتشويش، وكانت النتيجة عكس ما قرروه.

عندما بدأت خطابي شرع أعداء الحركة في التشويش فقاطعوني عدة مرات، ولكن تصدي بعض الزملاء من ذوي العضلات المفتولة فرض الهدوء نسبيًا، وبعد نصف ساعة طغى التصفيق على الهتافات العدائية. وعندما شرحت للحضور منهج الحزب طغت أصوات الاستحسان والموافقة على صراخات الاستنكار. وعندما تلوت على الجمهور المقترحات الخمسة والعشرين أقرها الأعضاء بالاجماع وفي جو حماسي رائع. وهكذا خطبت في مواطنين جمعهم إيمان جديد وإرادة جديدة. وعلمت وأنا أرى الناس تتدافع إلى الخارج بعد انتهاء الاجتماع أن حركتنا ستنتشر بسرعة خاطفة في أوساط الشعب الألماني.

إن جمرة قد اتقدت في تلك الأمسية من شباط، ومن لهيبها سيخرج السيف الذي يعيد إلى سيغفريد الجرماني حريته وإلى الأمة الألمانية الحياة.

لقد تراءى لي موكب البعث وهو يتحرك، وخيل إلي أن إله الإنتقام قد هب ليمحي عار التاسع من تشرين الثاني عام 1918.
وتابعت حركتنا سيرها.[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:37 pm

في اجتماع 24 شباط وضعت حركتنا المخططات والمباديء التي ستضع حدًا لفوضى الآراء ذات الأهداف الغير قومية. والآن بقي أن تنتقل حركتنا إلى خطوات جديدة حاسمة توقظ الأحزاب البورجوازية من سباتها العميق.

فعندما تعمد الأحزاب البورجوازية إلى تغيير منهج ما، يكون هاجسها التودد إلى الناخبين. وبمجرد أن يشعر محترفو السياسة أن الشعب بدأ يبرم بهم حتى يسارع كل حزب يمثلوه إلى بث الخبراء والمنجمين ليبحثوا عن رغبات الشعب ومطالبه. وعلى ضوء التقارير التي يرفعها الخبراء تعمد الأحزاب إلى تغيير مناهجها أو تعديلها وحتى إلى تبديل مبادئها إكرامًا للناخبين. كما لا يخفى عليها أن تضمن في مبادئها الوعود الخلابة للفلاح بحماية انتاجه، كما تعد الموظفين بزيادة رواتبهم. وما تلبث هذه الوعود أن تتبخر بعد المعركة الانتخابية، ويرجع "ممثلو الأمة" إلى عاداتهم السابقة في خدمة مصالحهم الخاصة فقط.

هذه المهزلة التي تتكرر كل أربع سنوات، ليست الوحيدة، فإننا نجد بين المواطنين من يؤمن أن في مقدرة الأحزاب البورجوازية منازلة الأحزاب الماركسية المنظمة وهزمها بواسطة الديمقراطية الغربية، وقد فاتهم أن الديمقراطيين لن يفكروا في منازلة الماركسيين، بل يتعانوا معهم إذا كان في ذلك مصلحة لهم. وفي اليوم الذي تبنى فيه البرلمانيون البورجوازيون فكرة الأخذ بمبدأ الأكثرية البرلمانية لضمان الاستقرار المنشود، أي في اليوم الذي تبنوا مفهوم الغرب للديمقراطية، عمد الماركسيون واليهود إلى الإستيلاء على الحكم عن طريق الأكثرية، وذلك بفضل الديمقراطية الغربية، ومن ثم تخلوا عن هذه الديمقراطية التي أوصلتهم إلى سدة الحكم. فالماركسية تماشي الديمقراطية حين تكون عاجزة عن فرض نفسها وتحقيق أغراضها بطرقها الخاصة، وهي اليوم تستعمل هذه الطريقة في تحالفها مع الأحزاب البورجوازية. ولكنها يوم أن تشعر أن الأكثرية البرلمانية قد ناصبت الشيوعية العداء، فسرعان ما يتخلوا عن الديمقراطية ويتوجهون إلى البروليتاريا وينتقل الصراع من البرلمان إلى الشارع، ولا يصعب على الماركسية في هذه الحال، تصفية حساب الديمقراطية في أسرع وقت. وقد أظهرت الحوادث عام 1918 عقم كل محاولة لوقف الغزو اليهودي بالطرق التي تستعملها الديمقراطية الغربية.

لذلك وجب علينا إفهام أنصارنا وشعبنا أننا حزب ذو عقيدة وأننا نأبى على الحركة أن تنقلب إلى جمعية تضم الانتهازيين والوصوليين وقد ركزنا على إيضاح مفهوم الحزب للدولة، لأن فكرة الدولة قد شوهتها تعاليم كارل ماركس والنظريات المتدفقة من الخارج.

اقترح بعض الرفاق على وجوب وضع العنصرية كواحدة من الأسس التي يقوم عليها الحزب. ولكني اعترضت على الاقتراح لأن العنصرية بمفهومها الشائع لا تزال تعبيرًا مطاطًا يدل على أكثر من مدلول. ولا تصلح بالتالي أساسًا للعمل النضالي المشترك إلا بعد أن نحدد معناها بوضوح. واستطعت بعد ذلك اقناع زملائي بجعل العنصرية قاعدة رئيسية بعد أن نتفق على تحديد مهمة الدولة أولاً وتحديد مدلول العنصرية نفسها كمفهوم فلسفي ثانيًا.

إن بعض المفاهيم الفلسفية الشائعة تعزو إلى الدولة إمكانية الإبداع والتوازن، كما أن الدولة هي وليدة ضرورات اقتصادية وسياسية. فهذا المبدأ يؤدي حتمًا إلى تجاهل القوى البدائية المرتبطة بالعنصر، وإلى الإقلال من قيمة الفرد. وبديهي أن يخطيء من ينكر وجود فروق بين الأجناس من ناحية امكانيتها للإبداع ووضع الأسس الحضارية، لأن تساوي الأجناس يؤدي إلى تساوي الشعوب والأفراد. وقد تبنى ماركس هذا المبدأ ليجعله عقيدة سياسية، ثم نمقه وهذبه وجعله منسجمًا مع مصلحة أبناء جلدته اليهود.

إن الماركسية هي خلاصة المفهوم السياسي والفلسفي للدولة، لذلك لا يتمكن من مما نسميه "العالم البورجوازي" أن يقف في طريقها أو يقلل من نشاطها، لأن العالم البورجوازي هذا قد تشبع هو أيضًا بتلك السموم التي ينفثها كارل ماركس واليهودية العالمية. والمباديء التي يعتنقها تختلف اختلافًا بسيطًا عن المفهوم الماركسي. إذن فالبورجوازيون ماركسيون، ولكنهم يقولون بامكانية سيطرة جماعة معينة من الناس "البورجوازية" بينما تهدف الماركسية إلى إخضاع العالم كله لسيطرة اليهود.

أما المفهوم العنصري للدولة، كما حدده حزبنا فيما بعد، فإنه يقيم وزنًا للأعراق البدائية ويعتبر الدولة حاملة رسالة الحفاظ على كيان الأجناس البشرية. ولا تعترف العنصرية بتساوي الأجناس، مما يجعلها تؤيد بقاء الأصلح والأقوى وبالتالي خضوع الضعيف لهما، وذلك انسجامًا مع المبدأ الارستقراطي للطبيعة.

والعنصرية بتنكرها لمساواة الأعراق تنكر أيضًا تساوي قيم الافراد، أي أنها تنكر حق البقاء لكل عنصر ضيف وضيع يحاول الاختلاط بالعناصر المتفوقة واضعافها، لأن عالمًا تجتاحه سلالة من الزنوج لا بد له من الاضمحلال بعد أن تتشوه فيه مفاهيم الحق والجمال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:40 pm

في الدولة

هناك ثلاث نظريات في الدولة:
أولاً: النظرية القائلة أن الدولة ليست إلا تجمع أناس بمحض إرادتهم وخضوعهم لسلطة حكومة من الحكومات.
وأصحاب هذه النظرية يؤلفون الكثرة. فهم ينادون بمدأ الشرعية ولا يقيمون أي اعتبار للشعب، فيكفي أن تقوم الدولة لتصبح مقدسة وقد يبلغ بهم الحرص على حماية نظريتهم السخيفة هذه إلى دعوة الناس للتعبد للدولة وسلطتها. فالدولة حسب قولهم، لم توجد لخدمة الناس، لذلك وجب على الناس أن يعبدوا سلطتها، هذه السلطة التي ينفذها أناس مثلهم. وقد جعلوا المبرر الوحيد لوجود سلطة الدولة، الحفاظ على النظام والاستقرار. وقد مثل هذه النظرية في ألمانيا جماعة المحافظين، مع الأسف.

ثانيًا: نظرية الذين يقولون أن وجود الدولة يخضع لاستيفاء شروط معينة. فالخضوع لسلطة واحدة يجب أن يتبعه وجود لغة واحدة للسكان. ويقولون أن سلطة الدولة ليست المبرر الوحيد لوجودها، إذ يجب عليها أن تؤمن للمواطنين الازدهار والرفاهية، لذلك لا يطلب إحاطة الدولة بهذه القدسية طالما هي موجودة. وخلاصة القول أن أصحاب هذه النظرية يريدون من الدولة أن كلب الحياة الاقتصادية شكلاً يتلاءم مع مصلحة الفرد. وهذه النظرية ممثلة عندنا في البورجوازية المتوسطة.

ثالثًا: نظرية الذين يرون في الدولة وسيلة لبلوغ أهداف استعمارية أو توسعية غير واضحة المعالم. فهؤلاء يطالبون بإنشاء دولة شعبية متحدة العناصر، ذات لغة مشتركة، باعتبار أن وحدة اللغة تساعد على توجيه الفكرة القومية توجيهًا معينًا.

في القرن الماضي توسع بعض المفكرين في تفسير حركة الجرمانية، ولا أزال أذكر الجدال الذي قام بين صحيفتين في فيينا حول أهداف الحركة الجرمانية وامكاناتها. فقد ذهبت إحداهما إلى القول أنه من الممكن "جرمنة" الصقالبة من أبناء البلاد. ولكن الخطأ في هذا القول هو أن "الجرمنة" يقصد بها جمع الجرمان في دولة واحدة. أما الجرمنة المقصود بها التوسع، فهذه تطبق على الارض وحدها لا على الناس. ألا يبدو سخيفًا من يقول أن بالإمكان "جرمنة" صيني أو زنجي بمجرد تعليمه اللغة الألمانية؟ إن هذا النوع من الجرمنة، أي عن طريق اللغة، يعطي نتائج عكسية لأنها تقضي باختلاط الألمان الحقيقيين بالأجناس الوضيعة التي ليس لها من خصائص الجرمانية إلا اللغة، فالقومية أو بالأحرى فالعرق هو مسألة دم لا مسألة لغة.

ينبغي لنا في هذه المناسبة أن نغبط أنفسنا على فشل "الجرمنة" التي أراد جوزيف الثاني تطبيقها في النمسا. فلو نجح في مخططه لأدى ذلك إلى بقاء النمسا على قيد الحياة. وبالتالي أدت هذه المحاولة إلى انخفاض مستوى الأمة الألمانية لتخالطها مع أقوام هم أدنى منها بمراحل.

لم ننسَ ما كان من أمر اليهود الذين هاجروا إلى أميركا على أنهم ألمان باعتبارهم يتكلمون اللغة الألمانية، فقد حسبهم الأميركيون علينا، ولما ضاقت ذرعًا بهم شملت تدابيرها الألمان الحقيقيين.

إن النظريات الثلاث التي شرحناها تتجاهل أهمية العرق كأساس ترتكز عليه القوى المبدعة والقيم، كما تغفل الدور الهام الذي تقوم به الدولة في حفظ العرق ورفع شأنه. فالبورجوازية بتجاهلها أهمية العرق ودور الدولة فيه فتحت الطريق أمام العقائد والمذاهب السياسية وأهمها المذهب الذي ينكر وجود الدولة. لذلك فالمعركة التي تقودها ضد الماركسية هي معركة خاسرة حتمًا، لأن خصمها اكتشف نقاط الضعف وراح يحاربها بالسلاح الذي وضعته في متناوله.

لذا وجب على الحزب الجديد، ما دام يعمل على صعيد المفاهيم العنصرية، أن يبدأ بتعريف الدولة وتحديد مبررات وجودها. كما أن المبدأ الأساسي الذي يجب أن يعرفه هو أن الدولة وسيلة لا غاية، واعتبارها سببًا من مسببات الحضارة، دون أن تكون المبعث الوحيد لهذه الحضارة. ذلك أنه لا يمكن أن نتصور حضارة قابلة للاستمرار دون وجود العرق المتفوق القادر على خلقها ودعمها. ويمكن القول أن وجود الدول لا ينتفي معه احتمال زوال الجنس البشري في حال زوال من يمثل العرق المتفوق، مؤسس الحضارة المثلى، لأن زوال هذا يفضي حتمًا إلى تجريد البشرية من طاقة المقاومة والاحتمال وموهبة الخلق.

لنفترض أن زلزالاً ضرب الأرض ومن فيها، وقضى على معالم الحضارة كلها. ولكن صدف أن نجت بضعة كائنات بشرية تنتمي إلى عرق متفوق، فإنها لا تلبث أن تستأنف الخلق والإبداع وتنشيء حضارة جديدة تردع بالأرض إلى وضعها السابق. ولدينا من أمثلة التاريخ ما يؤكد أن الدول التي وضع أسسها عرق غير مؤهل، تعجز عن الصمود في وجه الزعازع.

لذلك فالشرط الأساسي لبقاء الشعب المتفوق هو بقاء العرق ذو المواهب المبدعة، لا بقاء الدولة. فالمواهب تكمن في الأعراق بانتظار الفرص المناسبة لتبرز، وهكذا كانت حالة الجرمان قبل النصرانية. فالقول أن الجرمان كانوا برابرة لا يستند إلى الحقيقة والواقع، لأن المناخ في المناطق الشمالية التي سكنها الجرمان فرض عليهم نوعًا معينًا من الحياة كان سببًا في تأخير نمو طاقتهم المبدعة، ولو أنهم سكنوا المناطق الجنوبية ووجدوا العتاد البشري الذي تقدمه الأعراق الوضيعة لتمكنوا بفضل طاقة الإبداع الكامنة فيهم من إيجاد حضارة تفوق حضارة الإغريق.

يستخلص مما ذكرنا المبدأ الأساسي التالي:
الدولة هي الواسطة لبلوغ الغاية والغاية هي الحفاظ على جماعة من الناس ينتمون روحيًا وماديًا إلى عنصر واحد. ويترتب على الدولة بالإضافة إلى توفير أسباب النمو لهذه الجماعة، أن تعني بالمحافظة على مميزات العرق لأن بقاء هذه المميزات ضروري لتنمية المواهب الكامنة في هذا العرق.

الدولة العنصرية التي نطالب بها ستكون مهمتها الأولى السهر على بقاء ممثلي العرق البدائي الذي قدم للعالم حضارة من أسمى الحضارات وأجدرها بالبقاء ونحن كآريين نفهم الدولة أنها جهاز يوفر للشعب مقومات وجوده وينمي مواهبه. أما الدولة التي يريدون فرضها علينا هي ثمرة أفدح الأخطاء البشرية. ولا نجهل أن خصومنا جادين في عرقلة مساعينا. ولكن لن نلتفت لما يقولونه لجيلنا هذا، لأننا نقصد بحركتنا هذه الأجيال المقبلة التي ستباركها وستقدر أهميتها العظى.
***

وعلى ضوء هذه المبادئ والنظريات التي قدمناها يمكننا نحن الوطنيين الاشتراكيين أن نجعل من الدولة ما يفترض بها أن تكون، وأن نقيس مدى نفعها من خلال مصلحة البشرية كلها.

إن الدولة تمثل شكلاً أو هيكلاً، فإذا أصبح الشعب ذا شأن كبير في ميدان العلم والفن والحرب وغيره، فهذا التقدم لا يصلح مقياسًا لنفع الدولة التي تحضنه. لا شك أن شعبًا ذو مواهب هو أقدر على الظهور بمظهر لائق من قبيلة زنجية مثلاً. ومع ذلك فربما تكون الدولة التي ينشئها هذا الشعب أسوأ حالاً من القبيلة الزنجية. فالدولة تقضي على العرق الذي أوجد الحضارة إذا سمحت أو كانت السبب في زوال مواهبه المبدعة وقدرته على الخلق.

وعلى هذا الأساس تقدر قيمة الدولة بمقدار النفع الذي عادت به على شعبها. فعندما نأتي على ذكر رسالة الدولة، فهذه الرسالة هي التي يتطلع بها الشعب، أما هي فمهمتها الأساسية تنحصر في توفير أسباب النمو لهذا الشعب. فإذا قلنا نحن الألمان: كيف يجب أن تكون الدولة التي تحتاج إليها أمتنا؟ تعين علينا توضيح نقطتين:

من هم المواطنين الذين يجب أن تضمهم الدولة؟ وما هي الأهداف التي يجب أن تعمل لها؟
أسارع إلى القول أن شعبنا الألماني لم يبقَ له العرق المتجانس أساسًا، فالاندفاع الذي تم بين العناصر البدائية لم ينبثق عنه عرقًا جديدًا. فالاختلاطات المتتالية التي سببت تعكير دم شعبنا، سببت بالتالي انحلال الشعب الألماني روحيًا وجسديًا. ذلك أن حدود وطننا المفتوحة، والتماس المستمر مع أجهزة سياسية غير ألمانية على طول مناطق الحدود، ودخول الدم الأجنبي، فهذا التجدد المستمر لم يتح الوقت الكافي لتحقيق الاندماج الكامل الذي يجب أن ينبثق عنه عرق جديد. وترتب على هذا النقص انعدام التجانس بين السكان.

إن ما يسمى عندنا "الفردية المبالغ بها" هي نتيجة التجاور بين السكان دون التوصل إلى الاندماج فيما بينهم. وربما كان لهذا التجاور المتحفظ بعض المزايا أثناء السلم، ولكنه يصبح وبالاً على الأمة أثناء الحرب. ولو تكاتف الشعب الألماني في تاريخه الطويل لاستطاع الرايخ الألماني أن يسود العالم.

وقد ترتب على افتقار شعبنا إلى اللحمة التي يوفرها الدم الواحد. قيام عواصم للعديد من صغار الأمراء الألمان وحرمان الشعب من حقوقه الأساسية كسيد، وفي أيامنا الحاضرة يعاني شعبنا الأمرين من جراء هذا النقص. ولكن ما كان سبب شقائنا قد يصبح مصدر خير وبركة في المستقبل. لأن فقدان هذه اللحمة بين العناصر البدائية التي كانت تؤلف عرقنا، يقابله لحسن الحظ بقاء دم فريق من الألمان سليمًا طاهرًا، مما يشكل ضمانة لمستقبل شعبنا. وزيادة في الايضاح أقول: إن الامتزاج الكامل بين العناصر البدائية سيؤدي، لو تم، إلى نشوء شعب قادر على التطور، ولكن الحضارة لن تظهر بالمظهر الذي يمكن أن تظهره على أيدي العناصر الممثلة للعرق المتفوق، الذي ابتدع الحضارة. لذلك ولحسن الحظ بقي في شعبنا قوى احتياطية تتمثل بأبناء العنصر الجرماني قوى حافظت على نقاء دمها وطابعها المميز. مؤلفة نواة صالحة لأجيال تتمكن من النهوض بشعبنا ودفعه إلى عجلة التقدم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:44 pm

إن عهد الجمود والاتكال واللامبالاة، سيتبعه عهد النضال الشاق والكفاح المرير. فالنصلة التي لا تستعمل يتآكلها الصدأ، ومن يطلب النصر عليه بالهجوم لأنه الطريق المؤدي للنصر.

إن الصعاب التي تنتظرنا في كفاحنا من أجل نشر مفهومنا الجديد للدولة، تكمن في عدم وجود مناضلين يثبتون معنا في الكفاح الطويل. فمجتمعنا هرم لا هم له إلا الإبقاء على الحالة الراهنة. لكن الصعاب والعقبات ستقوي من همتنا لأنها تبرز عظمة الرسالة التي نحملها. وستكون الدعوة إلى الحرب الإشارة التي يترقبها المناضلون. وليعلم الوطنيون الاشتراكيون أنه متى اتحد عدد من الرجال متصفين بصفات العزم والقوة واضعين أمام أعينهم هدفًا معينا، فلن يلبث هؤلاء الرجال أن يمسكوا بزمام القيادة. فالتاريخ صنعته النخبة، وهي الأقلية ففي كل مرة كانت الأقلية العددية مجسدة للإرادة والجرأة.

والطبيعة بدورها تتدخل لتصحح نتائج الاختلاطات التي تعكر نقاء الأجناس البشرية. فهي إما ترحم المخضرمين ولا سيما السلالات الأولى حتى الجيل الخامس. وتجردها من المميزات التي كانت للعنصر البدائي المتفوق الذي كان شريكًا في الاختلاط. ناهيك بما يترتب على انعدام وحدة الدم من تضارب بين الارادات والقوى الحيوية. ففي الظروف الحرجة يتخذ الإنسان ذو الدم الصافي قرارات حكيمة ومنسجمة. أما المخضرم فإنه يفقد توازنه والسيطرة على أعصابه، وينتهي به الأمر إلى الخضوع للإنسان ذي الدم الصافي، ويكون في الغالب عرضة للزوال السريع.

وفي بعض الحالات تضطر بعض الشعوب المتفوقة إلى الاختلاط بشعوب وضيعة. ولكن ما إن تزول هذه الحالات الاضطرارية حتى تميل العناصر السليمة إلى الاختلاط بشكل ترضى عنه الطبيعة: الاختلاط بين الدم الواحد، فلا تلبث سلالات المخضرمين أن تقف على الهامش، فتصبح مقاومتها مستحيلة.

لذلك وجب على الدولة الجرمانية أن تمنع كل اختلاط جديد. وعدم الالتفات إلى الدعوة اليهودية الماركسية التي تطلب إزالة الحواجز الفاصلة بين الأجناس، وعدم الالتفات إلى احتجاج أنصار الاختلاط على المساس بحقوق الإنسان المقدسة. فالإنسان له حق مقدس واحد هو السهر على بقاء دمه نقيًا طاهرًا، ليتمكن من صون الحضارة ومقوماتها. وعلى الدولة العنصرية أن ترفع مستوى الزواج لتعيد إليه قدسيته كمؤسسة تهدف إلى خلق كائنات على صورة الله ومثاله، مسوخ تشبه القرود.

إن البورجوازيين يعترضون علينا لأننا نطلب منع التزاوج بين المصابين بالأمراض الزهرية، وذوي العاهات. ولكنهم في نفس الوقت لا يمانعون في استعمال الوسائل التي يستعملها الأصحاب لمنع الحمل ولإتلاف الزرع البشري.

والأغرب من ذلك أن الكنيستين الكاثوليكية واللوثرية تتذمران من موجة الإلحاد العاتية، ولكنهما لا تعملان لوقف هذه الموجة، بل تلتفتان إلى الزنوج محاولة افهامهما أشياء لا يمكنهم فهمها. فلو تركت الكنيستان الزنوج وشأنهم لتفهما الشعب أنه من الأفضل عند الله أن يقوم الضعفاء وذوي العاهات بتبني الأيتام بدلاً من خلق أولاد مرضى وضعفاء يكونون عالة عليهم وعلى أمتهم.

يتحتم على الدولة العنصرية أن تسد هذا النقص بجعل العرق محور حياة الجماعة. ساهرة على بقائه نقيًا. وعلى أن تجعل من الولد أثمن ما في حوزة الشعب. وأن تحصر حق التناسل بالأصحاء فقط. بل يجب أن تعلن أن التزاوج بين المرضى وذوي العاهات هو فعل منكر، وأن أنبل عمل يقدمونه هو عدم التناسل. وفي نفس الوقت يجب على الدولة أن تعاقب كل من يتمتع بصحة جيدة ويستعمل طريقة منع الحمل.

نعم. يجب على الدولة أن تتدخل، فتدخلها هذا هو لمصلحة الشعب ومستقبله. وعليها أن تستخدم الطب والعلم لمنع تناسل غير المستحقين وغير المؤهلين، فتجردهم من القدرة على التناسل. كما ينبغي عليها أن تضع حدًا لتحديد النسل بين العائلات الفقيرة التي تخشى تعدد الأولاد وذلك بتشجيع الأقوياء منهم عمليًا. فيطمئن المتزوجون إلى مستقبل أولادهم دون هموم وهواجس.

ألا تعتبر جريمة بحق المجتمع أن ينقل المريض أمراضه إلى ذريته. فعلى الدولة أن تفهم الفرد أن كون الإنسان مريضًا ليس عيبًا، إنما هو محنة تثير الشفقة، ولكنه يتحول إلى جريمة يوم يورث المريض داءه أو عاهته إلى مخلوق آخر بريء لا ذنب له. فالبشرية تتمكن من إنقاذ نفسها إن اعتمدت هذا الاسلوب لبضعة قرون.

يمكن للدولة خلق عرق سليم خال من العاهات. إن هي أخضعت الأقاليم المكتسبة حديثًا لشروط مدروسة، وأنشأت لجانًا خاصة تقوم بالترخيص للأفراد بإنشاء مستعمرات ضمن هذه الاقاليم. ولا يعطي الترخيص إلا لمن يثبت انتماؤه إلى العرق المؤسس للحضارة كما يثبت بقاء دمه نقيًا طاهرًا. وبذلك تقوم المستعمرات النموذجية على سواعد أشخاص يمثلون العنصر المتفوق ويتحلون بصفاته الفريدة، ويؤلفون النواة الصالحة لشعب جديد.

يبقى على الدولة العنصرية توفير المناخ لنمو الجيل الجديد، وعندها يكف الناس عن الاهتمام بتحسين نسل الخيل والكلاب، لينصرفوا إلى تحسين النوع البشري. وبذلك يبلغ المجتمع حدًا من الرقي لا تحتاج معه الدولة إلى فرض الرقابة على عملية التناسل، فغير الصالحين سيمتنعون من أنفسهم، والصالحون يضطلعون بها بإخلاص تام.

يبدو هذا للقطيع البورجوازي حلمًا صعب التحقيق. لأنه ليس هناك من شاغل لهم إلا الاهتمام بالمكاسب، وليس لهم من معبود سوى المال.

ونقول لهم حين يقلبوا شفاههم مرتابين لهذه النتيجة نقول أليس هناك آلاف من الرجال والنساء نذروا أنفسهم للشرائع الدينية، ممتنعين عن التناسل فارضين على أنفسهم التبتل؟ فلمَ لا يكون هذا ممكنًا بالنسبة للمواطنين الغير صالحين للتناسل حين يحل محل تعاليم الكنسية ووصاياها إنذارًا توجهه الدولة إليهم تفرض عليهم وضع حد للخطيئة الأصلية الحقيقية، وأن يمجدوا الخالق القادر بسلالات تكون على صورته ومثاله؟
***

متى علمنا أن أول واجب للدولة هي المحافظة على أفضل عناصر العرق وتوفير المناخ الملائم لنموه، يتبين لنا أن مهمة الدولة التالية تكون في تربية النشئ تربية تتيح له في المستقبل المساهمة في رفع مستوى الجماعة. وغني عن القول أن أول أهداف التربية يجب أن تكون في المحافظة على صحة الأفراد. ففي معظم الحالات نجد أن العقل السليم في الجسم السليم. والدولة العنصرية التي تدرك هذه الحقيقة ستعمل على إعطاء الأمة أجسامًا سليمة قوية أما التعليم وحشو الأدمغة فيأتي بالمرتبة الثانية.

يجب على الدولة العنصرية أن تنطلق من المبدأ التالي:
الرجل السليم الجسم القوي الإرادة، المقدام، هو العضو النافع للمجتمع. والرجل المحدود الثقافة أنفع من رجل ذي عاهة مهما بلغت مواهبه العقلية. كما أن شعبًا من العلماء الضعفاء جسديًا، الضعفاء الإرادة، المبشرين بسلام مهبط للعزيمة. إن شعبًا هذه صفاته يعجز حتى عن توفير ما يكفل بقاءه على هذه الأرض وفي الجهاد الذي يحتمه علينا القدر لن ينهزم القوي جسديًا، وإنما الخاسر المهزوم هو الذي يستمد معرفته وعلومه من قرارات غير مجدية، بل بعيدة عن روح الرجولة وينفذها بطريقة تثير الشفقة.

يجب أن يكون هناك انسجامًا بين الماديات والمعنويات، فالجسم المصاب بمرض الجذام مثلاً، لن يعيد إليه الإشعاع الفكري جماله ونضارته.

إن العناية بتقوية الأجسام هي من أولى خصائص الدولة العنصرية، وذلك لارتباطها الوثيق بصيانة العرق أو الشعب الذي تمثله هذه الدولة وتحميه. لذلك يجب على الدولة الاعتناء بالنشىء الجديد وتقوية أجسادهم منذ الطفولة، وذلك بإرشاد الأمهات بطريقة عملية لينموا ويترعرعوا في أحسن الحالات. كما يتوجب على المدارس الاعتناء بالرياضة البدنية، لأن التمارين الرياضية تنشط الجسم والعقل معًا، ولا يجوز أن يمر يوم دون أن يمارس الفتى مختلف أنواع الرياضة لمدة ساعتين يوميًا على الأقل. وهناك رياضة هامة هي الملاكمة، هذا النوع من الرياضة الذي يعتبره "العصريون" نوعًا من البربرية. فالملاكمة تنمي روح الكفاح وتروض العقل على التصميم والتنفيذ بسرعة خاطفة، كما تجعل الجسم صلبًا دون أن يفقد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:46 pm

للعرق أو الدم المشترك أي تأثير في ذلك. وهذا يعني أنه يعتبر ألمانيا الوليد الزنجي الذي جاء أبواه إلى ألمانيا من إحدى المستعمرات ليقيم إقامة مؤقتة أو دائمة، كذلك يعتبر مواطنين أبناء اليهود والبولونيين والأمريكيين والآسيويين الذين يولدون في حالات مماثلة.

وهناك طريقة أخرى للحصول على الجنسية الألمانية. وجعلها بالتالي في متناول كل من توفرت في شروط معينة.
يشترط في طالب الجنسية أن لا يكون لصًا أو تاجر رقيق. ولا يكون ذو ماضٍ سياسي يؤهله لتمثيل دور بارز. كما يشترط فيه أن يكون قادرًا على العمل بحيث لا يصبح عالة على الدولة. أما المسألة العنصرية فإنها تبقى بمعزل عن هذا الموضوع. ولا يقام لها أي اعتبار. وهذا لا يكلف طالب الجنسية أي عناء. فهو يتقدم بطلب خطي إلى السلطات الإدارية فتدرسه وترفعه إلى رئيس الدولة في ملاحظاتها التي تكون عادة لمصلحة الطالب. وبعد أيام تصله الموافقة بأنه أصبح مواطنًا ألمانيًا. وهذا العمل السحري يقوم به رئيس الدولة، فالذي تعجز عنه الآلهة يحققه موظف بجرة قلم. وهكذا ينقلب المغولي بين يوم وآخر إلى مواطن ألماني مئة بالمئة. أما العنصر الذي ينتمي إليه طالب الجنسية، وأما حالته الصحية فمسألتان لا تثيران اهتمام السلطات، فالمهم أن يعول الألماني الجديد نفسه ولا يشكل خطرًا على الدولة.

وفي الدولة بوضعها الحالي يتمتع المواطن الألماني والأجنبي بنفس الحقوق والامتيازات، فلهما الحق بشغل الوظائف والالتحاق بالجندية وانتخاب أعضاء البرلمان والمجالس الإقليمية. قد يقول المدافعون عن هذا الوضع الغريب أن الديمقراطية تعترف للأجنبي بهذه الحقوق، ولكني أقدم لهؤلاء مثالاً حيًا هي الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت ترحب بالأجانب ولكنها اليوم عادت ووضعت العراقيل في طريقهم، رافضة قبول المرضى والملونين. فهذا التصرف يجعلها تتمشى ونظرتنا العنصرية إلى الدولة.

إن السكان في الدولة العنصرية ثلاث فئات: مواطنون ورعايا وأجانب، والفرق الوحيد بين الفئتين الثانية والثالثة هو أن الأجانب هم رعايا دولة أخرى، وتعتبر الدولة العنصرية جميع الذين يولدون على أرضها كرعايا لها، ولكن الرعوية وحدها لا تخول صاحبها حق المساهمة في النشاط السياسي ولا تؤهله لشغل وظيفة عامة. فكل ألماني هو أحد رعايا الدولة العنصرية الألمانية، لكنه لا يكتسب صفة مواطن ألماني إلا بعد أن تصهره المدرسة والجيش في البوتقة القومية. فالجيش هو المدرسة التي تخرج المواطنين ولكن لا تمنحهم صفة المواطن الألماني إلا بعد أن تتحقق من أنهم موفورو الصحة ومسلكهم الخلقي خالي من أي عيب.

وشهادة المواطن هي أعظم وثيقة تمنح للفرد في الدولة العنصرية، فبواسطتها يتمكن من ممارسة حقوق المواطن والاستمتاع بالامتيازات الخاصة بهذا اللقب. فالمواطن يحتفظ بهذا اللقب ما دام أهلاً له. أما الخائن والمجرم والضعيف فهؤلاء لن يتمتعوا بهذا اللقب، بل يعودوا إلى صف الغير ناضجين قوميًا، ويلقبون برعايا الدولة العنصرية.
أما الفتاة الألمانية فلا تمنح لقب مواطنة إلا بعد أن تتزوج كما تستثني الفتيات اللواتي تضطرهن ظروفهم إلى العمل وتحصيل قوتهن اليومي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:51 pm

إن نظرة الدولة العنصرية إلى الفرد تجرها حتمًا إلى محاربة المبدأ الماركسي القائل بالمساواة بين البشر. ولكن التباين الذي نلمسه بين الشعوب والأعراق قائم بين العناصر ذات الدم الواحد، لذلك وجب على الدولة العنصرية أن تخص بعنايتها في المجتمع الواحد العناصر المتفوقة، علمًا أن اكتشاف هذه العناصر لا يكلفها جهدًا يذكر، ولكن الجهد كل الجهد ينحصر في غربلة المتفوقين لاختيار الصفوة التي يجب أن تتولى مهمة القيادة. ففي الدولة العنصرية لن يصار إلى اختيار القادة بالطريقة المتبعة، أي بمبدأ الأكثرية الذي يفسح المجال أمام النكرات للتلاعب بمقدرات الأمة كما يجعل من الأكفاء كمية مهملة، لن يؤخذ بهذا المبدأ في دولة تطمح إلى تزعم العالم المتمدن. فالشخصية القمية تفرض نفسها بفضل الجهود التي تقوم بها الدولة قاطعة الطريقة أمام الانتهازيين وتجار السياسة المحترفين.

يعتقد بعض الذين يدرسون حركتنا، أن الفرق الوحيد الذي يجب أن يكون بين الدولة العنصرية الوطنية الاشتراكية وبقية الدول هو الفرق المادي المتجلي في التنظيم الاقتصادي، حيث تعني الدولة العنصرية بإقامة توازن عادل بين الثروة والحرمان، أو بتحسين مستوى الطبقات الكادحة أو بجعل الأجور متناسبة مع قيمة الانتاج. إن من ينتظر من حركتنا هذه الانجازات فقط ليست لديه فكرة صحيحة عن أهدافنا. لذلك لا يحق لهم توجيه النقد إليها، فالشعب الذي يكتفي بتنظيم أموره بهذه السطحية لن يكون مؤهلاً لقيادة الموكب البشري الآخذ بأسباب النمو والحضارة. لن تكتفي حركتنا بهذه الاصلاحات السطحية، وهذا يجعل الدولة مؤسسة ذات ظروف مؤاتية لنمو شخصية الفرد.
ولكي نوضح أهداف حركتنا على حقيقتها لا بد من الرجوع إلى التاريخ مرة أخرى، لأن هذا يوضح دور الفرد في تكوين الحضارات.

إن الخطوة الأولى التي ميزت بين الإنسان والحيوان كانت تلك التي خطاها الإنسان نحو الاختراع، وقد كان جهده منصبًا على استنباط الحيل والمداورات التي تمكنه من حماية نفسه.

إن هذه الاستنباطات يفسرها البعض بأنها غرائز صدرت عن جماعة وجدت نفسها في مأزق فاخترعت الوسائل التي تنقذها، لكن المدققين يجدون العكس تمامًا، فالنشاط الإنساني في شتى مظاهره يبدأ من الفرد. وكل تطور لمصلحة الكائنات الحية وضع أسسه رجل فرد، فكانت بادرته إشارة الانطلاق للآخرين. لذلك فالقول أن الاختراعات البدائية هي من صنع الجماعات يناقض الواقع حتى بالنسبة إلى الحيوانات التي تلجأ بغريزتها إلى الحيلة. فالحركة التي يقوم بها قطيع من الماعز ليتفادى خطر حيوان مفترس هي تقليد لحركة أتاها رأس من الماعز ثم يتبعه القطيع بعد ذلك.
ولا شك أن الحيل الأولى التي اخترعها البشر لدفع الخطر عنهم كانت من تدبير شخص أو أفراد موهوبين، وتبعت بعد ذلك الجماعة خطاه. ولما شرع الفرد الموهوب باختراع آلات الدفاع عن النفس اقتبست الجماعة اختراعه البدائي وأفادت البشر بعد آلاف السنين من اختراعات تفتقت عنها عبقرية أفراد موهوبين.

وابتكر الإنسان بعد ذلك طرقًا جديدة مكنته من السيطرة على كائنات حية كان يخافها، وما لبث أن استخدم هذه الكائنات في أغراضه المختلفة. ولما اطمأن إلى وضعه ككائن متفوق برزت مواهبه الخلاقة فصقل الحجر وروض الحيوان الشرس واخترع السلاح الحاد ثم السلاح الناري، وهكذا. وقد كانت جميع هذه الاختراعات ثمرة نشاط أفراد موهوبين، فالسواد لا يبدع شيئًا وكذلك الكثرة، لأن التصميم والتنظيم لا يصدرا عن جماعة.
***

إن وضع الزمام في الأيدي القادرة أصبح في أيامنا منهجًا عامًا في جميع الميادين ما عدا الحياة السياسية، حيث لا تزال الأكثرية تسود وتطغى، وحيث نجح اليهود في القضاء على تأثير الشخصية ليحلوا محله تأثير الأكثرية وهكذا زال المبدأ الآري الخلاق. هذا المبدأ الذي يجعل من الصفوة دعامة المجتمع والعنصر الفعال القادر على الخلق والإبداع، وساد المبدأ اليهودي الهدام الذي يهدف إلى إفساد الشعوب والأعراق وهدم الحضارات الحقة. وقد أخذت الماركسية بهذا المبدأ اليهودي، لأنه يزيل النخبة ويترك السيطرة للأكثرية. من هنا عطف الماركسية واليهودية على النظام البرلماني، ومن هنا عطفها الكاذب على الطبقة العاملة وتحريضها النقابات على الشغب كاسلوب من أساليب المطالبة بالحقوق، وقد نجم عن تسخير الاقتصاد القومي لأهواء الأكثرية. فقدان الحوافز الشخصية التي كانت بالنسبة للاقتصاد كالمهماز الذي يدفع به إلى الأمام.

ليست حركتنا حزبًا منافسًا للماركسية، لذلك يجب أن نوضح الفروقات الكبيرة بين مفهومنا العنصري وبين نظرة الماركسيين إلى الدولة والأمة والعرق. فالدولة العنصرية الوطنية الاشتراكية تضع مسألة العرق في موضعها اللائق. وتقدر أهمية الشخصية وتجعل منها أساسًا لكل عمل إيجابي بناء. فإذا أفضى سوء الحظ بأن تهمل حركتنا هذا المبدأ الأساسي وأن تسلم بالأمر الواقع فتقر مبدأ الأكثرية، فلن يكون حزبنا أكثر من جماعة لا هم لها إلا منافسة الماركسيين، فيفقد بالتالي مبرر وجوده كحركة تقوم على عقيدة فلسفية.

لن يكون في الدولة العنصرية الوطنية الاشتراكية شيء اسمه قرار الأكثرية، بل سيكون فيها رؤساء ومسؤولون. وتسترد كلمة "مشورة" معناها الحقيقي، فيكون لدى الرئيس مستشارين ولكن القرارات تصدر عنه وحده. والدولة العنصرية تحسن صنعًا حين تأخذ بالمبدأ الذي كان الجيش البروسي يطبقه أمام رؤسائه. أما البرلمانات فتنقلب إلى مجالس استشارية لا أكثر. وستكون لهذه المؤسسات بعض النشاطات كمدرسة لتنشئة الرؤساء.

يمكننا إعطاء فكرة عن دور البرلمان في الدولة العنصرية الوطنية الاشتراكية:
لن يكون الرايخ مجالس تمثيلية تمارس صلاحية اتخاذ القرارات الملزمة للحكومة، بل سيكون له مجالس استشارية تقوم بما يوكل إليها الرئيس القيام به ولن تسمح الدولة العنصرية بأن يبت في القضايا الحيوية أشخاص غير مؤهلين لهذه المهمات. لذلك سيكون هناك مجالس سياسية وأخرى تعاونية، ولكي تتمكن هذه المجالس من التعاون، سيستحدث مجلس شيوخ يكون بمثابة الحكم. بيد أنه لن يكون هناك أي نوع من التصويت في تلك المجالس. فهمي مؤسسات مهمتها العمل، وليست آلات للتصويت.
***

إن اقتصار مهمة المجالس التمثيلية على الدروس وتقديم المشورة، لا تعتبر بدعة طلع بها حزبنا. فمبدأ الأكثرية لم يؤخذ إلا قليلاً منذ أن كان في العالم حكومات ودول، وقد كان الأخذ به سببًا من أسباب حرب الشعوب وانهيار الدول، والتحول الذي ندعوا إليه لا يتم حالما تتخذ التدابير النظرية، بل يلزم لتحقيقه بذل جهود جبارة وطويلة. وهذا ما أخذ على عاتقه القيام به حزبنا الوطني الاشتراكي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:53 pm

الفصل الرابع - المفهوم الفلسفي والتنظيم


لن يكون للأحزاب السياسية الموجودة أي شأن في العمل البناء الذي تقوم به حركتنا، إذ كيف يمكن لهذه الأحزاب أن تعمل على هدم الأوضاع الراهنة وهي مدينة بوجودها لفساد هذه الأوضاع؟ ولا يخفى أن موجهي الأحزاب الحالية هم اليهود، فإذا لم نجد من يضع حدًا لتلاعب الشعب المختار بمقدارت شعبنا فلن يمر وقت طويل حتى تتحقق نبوءة اليهود القائلة:
"سيخضع اليهودي شعوب الأرض جميعها ويصبح سيدها المطاع".


كيف يرجى من الأحزاب البورجوازية وأحزاب اليسار أن تقاوم الذين يوجهونها ويسخرونها لخدمة أغراضهم ومصالحهم؟

إن مهمتنا الأولى ليست إقامة هيكل الدولة العنصرية بل القضاء على الدولة اليهودية، فقد علمتنا الأحداث أن الصعوبة ليست في إقامة وضع جديد، بل في فسح المجال لهذا الوضع. وهكذا يترتب علينا أن نبدأ كفاحنا بالعمل على إزالة الوضع الراهن.

على كل عقيدة جديدة أن تبدأ كفاحها بشهر سلاح النقد في وجه خصومها. واليوم نسمع من يقول من العنصريين المزعومين أنهم يترفعون عن النقد لينصرفوا إلى العمل البناء. إن هؤلاء يجهلون تاريخ عصرهم الذي يعيشون فيه، فالماركسية التي تسعى إلى فرض سيطرة اليهود العالمية قد بدأت عملها بالنقد وظل هذا شأنها لمدة خمسة وسبعين عامًا، وكان نقدها هدامًا طويل الأمد حتى تقوضت دعائم الدول الهرمة، وعند ذلك بدأوا بعملهم البناء المزعوم. فقد أدرك الماركسيون أن حالة ما لا يمكن أن تزول بمجرد ظهور حالة جديدة. فالحالتين تستمران وتتعايشان، ولا تلبث العقيدة الفلسفية المزعومة أن تعيش مقفلة في الإطار الحكلب الضيق، ذلك أن التسامح لم يكن من شيم أصحاب العقائد، فالعقيدة تأبى أن تكون حزبًا من جملة الأحزاب الموجودة. فهمي تطمح بفرض مبادئها ولا تسمح ببقاء أي أثر للنظام القديم.

كان هذا شأن الديانات ولم يزل. فالنصرانية لم تكتف بإقامة هيكل الدين، بل عمدت أولاً إلى هدم الهياكل الوثنية. فلولا تعصبها الأعمى لما كان هذا الإيمان الكبير الذي قدم للنصرانية العديد من الشهداء.

قد يعترض معترض بقوله أن التعصب والأنانية هما نقيصتان عالقتان باليهود وأنه ليس جديرًا بنا أن نحذوا حذوهم وأن نستعمل نفس سلاحهم ولكن مع أن هذا الاعتراض صحيح، يجب علينا أن نحارب العقيدة القائمة على التعصب والأنانية بنفس الطرق والأسلحة التي تستعملها، لأن الإرهاب لا يسحقه إلا إرهاب، ولإن فضلت الأحزاب السياسية حل المشاكل القائمة بالتسويات فالمذاهب الفلسفية لا تساوم ولا تتنازل عن حقها. فالأحزاب تتعاون في بعض الأحيان مع أحزاب مناوئة لها، أما المذاهب الفلسفية فلا تمد يدها إلى المناوئين وتعتبر نفسها معصومة عن الخطأ.

والأحزاب السياسية تبدأ نشاطها بالاستيلاء على السلطة والانفراد بالتوجيه وتحاول أن تعتنق مذهبًا فلسفيًا معينًا، ولا تلبث أن تبتعد عن المعتقدات الفلسفية رغبة منها في مسايرة الجماهير التي ترغب الانضمام إلى الحركات السياسية، فتلتف حولها جماهير من الرجال الضعيفي النفوس التي لا تقوى على الكفاح. ولا تلبث أن تنادي بالتعاون الإيجابي مع المؤسسات القائمة طمعًا بالحصول على نصيب بسيط من الغنيمة، فيقف كفاحها عند هذا الحد. أما المذهب الفلسفي فيرفض التعاون مع مذهب آخر، لأنه يعتبر نفسه ملزمًا بمحاربة كل المذاهب القائمة حتى يتمكن من إزالتها جميعًا.

ولكسب النصر النهائي يجب على الحزب أن يوجد قيادة عليا حكيمة بعيدة النظر، ورجالاً تسيرهم العاطفة ويخضعون لهذه القيادة خضوعًا أعمى. فالسرية التي تضم مئتي رجل كلهم أذكياء وأكفاء هي أصعب قيادة سرية التي تضم مئة وتسعين رجلاً عاديًا وعشرة رجال أذكياء يمسكون زمام القيادة. أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي فقد أدرك هذه الحقيقة وعمل على ضوئها. فقد بسط هذا الحزب سيطرته على ممثلي الطبقات الشعبية المسرحين من الجيش الذي دربهم على النظام والطاعة، فأخذهم الحزب وأخضعهم لنظام لا يقل قوة وانضباط عن الجيش فأصبح العامل الألماني جنديًا في الحزب، كما رجل الفكر اليهودي ضابطًا أو قائدًا.

بينما كان البورجوازيون يتشدقون بأن أنصارهم يؤلفون نخبة المتعلمين، ويعيرون الماركسية بأنها تضم الجماهير الجاهلة، كان العقلاء من المواطنين يردون نجاح الماركسية إلى هذا العامل بالذات. إذ أن الأحزاب البورجوازية ضمت جماعات من أهل الفكر والوجاهة لا يتقيدون بنظام أو يعترفون بالانضباط. أما الأحزاب الماركسية فقد ضمت قوة من المناضلين الانضباطيين كانت تطيع قادتها اليهود طاعة عمياء.

انطلاقًا من فكرة الاعتماد على الجماهير المكافحة التي لا تهاب الكفاح، فقد عمدت إلى استخلاص خمس وعشرين مبدأ من منهاج الحزب ووضعتها في متناول أبناء الشعب. لأن هذه المبادئ كلب صورة واضحة عن أحداث حركتنا كما تصلح في الوقت نفسه لتكون قانون إيمان للمنطوين تحت لوائها. وعلى الحزب أن يقدس هذه المباديء وبالتالي عليه أن يمتنع عن تعديلها أو تغييرها ما دامت حركتنا لم تبلغ بعد أهدافها الكاملة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:57 pm

تأثير الكلمة



كان النجاح الذي لاقاه اجتماعنا في 24 شباط 1920 مشجعًا لنا على عقد اجتماعات شعبية، وبعد أن كنا ننظم اجتماعًا واحدًا كل شهر أصبحنا ندعوا إلى الاجتماعات الحاشدة كل أسبوع. وقد فاق نجاح اجتماعاتنا الأسبوعية كل تقدير، إذ أصبح عدد المستمعين كبيرًا جدًا. وقد تطرق خطباؤنا إلى القضايا التي تشغل الأذهان بعد أن وضحوا مبادئ الحزب، وقد بدأوا بتعيين المسؤولين الحقيقيين عن الحرب ونتائجها مبرزين مساوئ معاهدة فرساي، هاتين القضيتين التين انفرد حزبنا بإثارتهما في ذلك الوقت، لأن مجرد البحث فيهما كان يعتبر خيانة للجمهورية وتعلقًا بالرجعية والملكية. فكان الذين ضللتهم الماركسية يتصايحون حين يسمعوا أحدنا يتعرض لمعاهدة فرساي فيقاطعوه قائلين: "ومعاهدة برست ليتوفسك". وقد صادفتنا صعوبات كبيرة في بادئ الأمر حين حاولنا إفهام الجمهور بأن معاهدة فرساي قد ألحقت العار بألمانيا. وقد ترتب علينا إزاء موقف الجمهور المتصلب أما أن نتوقف عن الحملة مراعاة لهم أو نستمر بها ولو كلفنا هذا ابتعاد الشعب عن حزبنا.

كانت مصارحة الشعب بالحقائق في ذلك الوقت مغامرة كبرى. فالحزب الذي يقاوم التيار يغامر بشعبيته. وقد رأينا البورجوازية تتجنب مقامة الأكثرية مفضلة أن تتركهم في ضلالهم. أما نحن فقد زادنا عناد الجمهور تصلبًا ورغبة في الكفاح، ومضينا في طريقنا هادفين إلى إزالة الأوهام العالقة في أذهان الشعب عن معاهدات الصلح وخاصة معاهدة فرساي. فيولي حركتنا ثقته ولا يبخل عليها بالتشجيع. كنا متأكدين أن شعبنا سيدرك الحقائق وسيستحيل بغضه لنا حبًا.

كانت مهمتنا صعبة جدًا، فقد كنا نعلم أننا نتوجه إلى أناس تشبعت عقولهم بأفكار وآراء مناقضة لآراءنا. وكان عليَّ أن أقف أمام الجماهير وألقي فيهم خطابًا لمدة ساعة أو ساعتين محاولاً نسف الأسس التي قامت عليها أفكارهم ومن ثم أحاول اقناعهم بصحة مبادئنا وأدعوهم إلى اعتناقها.

لقد دخلنا المعركة ونحن مصممين على كشف الحقائق المجردة. وأدركت من خلال الاجتماعات الأولى أنه يجب علينا أن نبادر إلى انتزاع السلاح من يد خصمنا. فقد لاحظت أن اعتراضات الماركسيين تكاد تكون نفسها في كل اجتماع، فصرت أفند الاعتراضات المحتمل سوقها قبل أن أبدأ بعض الموضوع، وبذلك قطعت الطريق أمام المشاغبين الذين حفظوا الدور الذي لقنه لهم أسيادهم اليهود. وبفضل هذه الطريقة استطعت أن أكسب تأييد بعض أصحاب النيات الحسنة.

وانسجامًا مع هذه الخطة بدأت أشرح أحكام معاهدة برست ليتوفسك في معرض حملتي على معاهدة فرساي، لأنني اكتشفت أن الناقمين على المعاهدة الأولى لا يعرفون عنها شيئًا، فقد أدخلت الدعاية الماركسية في عقولهم أن ألمانيا فرضت تلك المعاهدة على الشعب الروسي لذلك كانت معاهدة فرساي كرد فعل لما ارتكبه الألمان بحق الروس. لقد كان علي أن أدحض المزاعم الماركسية بإجراء مقارنة بين المعاهدتين، وقد وفقت إلى عرض مساوئ معاهدة فرساي ومحاسن معاهدة برست ليتوفسك، في محاضرة ألقيتها واستغرقت ساعتين. ومن ثم ألقيت عدة محاضرات في هذا الموضوع ضاربًا على الوتر نفسه وكانت مكافأتي هي تحرير ألوف المواطنين من الأوهام التي أدخلتها الدعايات الماركسية في رؤوسهم.

ونتيجة لهذه الاجتماعات ملكت ناصية الكلام وأتقنت فن الخطابة واذكاء حماس الجماهير. ولم نكتفِ بالخطب كوسيلة لتنوير الشعب، بل عمدنا إلى إصدار النشرات وإذاعة البيانات التي ضممنا بها رأي الحزب في معاهدة فرساي وفي العوامل التي أدت إلى نشوب الحرب. لكن مجهودنا الأكبر كان مركزًا على الخطب والمحاضرات اقتناعًا منا بأن الكلمة هي التي تثير حماسة الجمهور وتترك في نفسه أكبر الأثر.

منذ أسابيع أثيرت هذه المسألة في الصحف المحلية، فسخرت صحف البورجوازيين من الرأي بأن الكلمة لها التأثير الكبير. ولم أستغرب هذا الموقف من جانب طبقة تعيش في برجها العاجي وتحاول أن تتصل بالجمهور بواسطة أقلام مفكريها البعيدين عن عامة الشعب بعد الأرض عن السماء.

لا تعلم البورجوازية أن الخطيب يكيف كلماته حسبما يقرأه على وجوه مستمعيه، ولكن الكاتب يدفع إلى جمهور لا يعرفه بكتابات ربما تصادف هوى لدى القراء أو ربما لا تكون منسجمة مع آراء قرائه فيعزفون عنها. ولا ننسى أن أبناء الشعب ينفرون بطبيعتهم من قراءة ما لا يتفق وآراءهم أو مع ما كانوا يتوقعونه. أما إذا أراد الكاتب أن يستدرج الشعب إلى الوقوف على رأيه المكتوب فعليه باعتماد النشرات والبيانات القصيرة كوسيلة لنشر رأيه، لأن الجمهور يقرأ ما يقدمه له بهذه الطريقة بدافع الفضول لا أكثر. وما يمكن كتابته في البيانات ينطبق على الصور والأشرطة التي كلب فكرة سريعة عن الموضوع بوضوح نسبي. والكاتب يتمكن من التلاعب بعواطف الجمهور كالخطيب إذا استعمل اسلوبًا جذابًا وصاغ ألفاظه بطريقة مفهومة لدى الطبقات الشعبية. لكن اختبار تأثير الأسلوب الكتابي يستغرق وقتًا طويلاً وجهودًا متواصلة أما الخطيب فإنه يطالع في وجوه المستمعين مدى تأثير كلماته، فيقرأ في هذه الوجوه ما إذا كان المستمعون يفهمونه بوضوح، وإذا كانوا يتتبعون باهتمام ما يبسطه لهم بإسهاب، وإلى أي حد نجح في إقناعهم بوجهة نظره. وإذا لاحظ أنهم لم يفهموا اعتمد طريقة أخرى بحيث يتقرب من مفهومهم العقلي قدر المستطاع، وإذا قرأ في وجوه البعض أن آراءه لم تقنعهم عمد إلى دحض الاعتراضات التي يفترض وجودها في خواطرهم، ثم يكرر الأدلة والأمثلة الحية إلى أن يرى من الإمارات المرتسمة على وجوههم أنهم بدأوا يقتنعون.

ومن المعلوم أن المطلوب اقناعهم هم في أغلبيتهم من المواطنين الذين ذهبوا ضحية الدعايات الخبيثة، فصاروا يتصرفون بدافع عاطفة وهمية لا بدافع التفكير والاقتناع.

في ألمانيا صحف بورجوازية يوزع منها يوميًا ملايين من النسخ، ولكن هذا الانتشار الكبير لم يمنع الشعب من الالتفاف حول الحركات المضادة للبورجوازية. أما السبب في ذلك إما أن يكون نتاج المفكرين وحملة الأقلام البورجوازيين عقيمًا لا يحمل جديدًا إلى الناس، وإما أن تكون الكلمة المكتوبة مقصرة عن النفاذ إلى قلوب الناس.

زعمت إحدى الصحف في برلين أن الأدب الماركسي ومؤلفات كارل ماركس فعلت في الشعب فعل السحر. فما أبعد هذا القول عن الحقيقة، فإن ما استحوذ على عقول عامة الشعب هو كثرة الدعايات الشفوية التي عرف الماركسيون كيف يوجهونها. ولم يكن لمؤلفات كارل ماركس أو غيره من اليهود التي تدس السم في الدسم أي شأن في هذه الناحية. ولن تجد مئة عامل من أصل ألف تصفحوا كتاب كارل ماركس. فكتاب ماركس لم يكتب ليكون في متناول عامة الشعب، بل كتب ليكون دستورًا للحركة اليهودية العاملة على اخضاع العالم لسيطرة "الشعب المختار" وتولت الصحافة مهمة الدعاية للمباديء التي تضمنها تطبع الماركسية بطابع اجتماعي إنساني يبهر الطبقات المحرومة.

إن نجاح الماركسية في اجتذاب ملايين العمال مرده إلى الدعايات الطويلة التي يقوم بها آلاف المحرضين. وقد حرص الدعاة من مفكرين وخطباء على معايشة عامة الشعب للوقوف على أحوالهم والتعرف إلى مواكب التظاهرات التي كان يمشي فيها عشرات الألوف من الصعاليك تدفعهم الرغبة بإظهار تضامنهم وإفهام الملأ أنهم يؤلفون قوة هائلة تستطيع فرض سيطرتها واخضاع العالم البورجوازي لمشيئة البروليتاريا. هذه المظاهر هي التي خدمت الماركسية وجذبت إلى صفوفها السواد الأكبر من الشعب.

وقد أحسن الماركسيون في اختيار الدعايات المكتوبة. فكانت تبدو صحافتهم كأنها ناطقة أكثر منها مطبوعة، فبينما كان الأساتذة والكتاب والأدباء في الأحزاب البورجوازية يلجأون أحيانًا إلى الكلام، نجد في الحزب الماركسي أن الخطباء يلجأون أحيانًا إلى الكتابة، يساعدهم في ذلك اليهود الذين يتولون الدعاية المكتوبة لحساب الماركسية، فاليهودي بارع في كتابة الأكاذيب المضللة، فكان يبدو خطيبًا أكثر منه كاتبًا. فلا عجب إذن أن تظل الصحافة البورجوازية مقصرة عن بلوغ مستوى الصحافة الماركسية في حقل الاقناع واستمالة الجماهير إلى آرائها.

وقد استخرجت من الاجتماعات الحاشدة التي كنت خطيبها الرئيسي أمثولة سبقني الماركسيون إلى استخراجها. فقد تعلمت أن محاضرة في موضوع معين يلقيها المحاضر ليلاً يكون لها وقع أشد مما لو ألقاها في النهار.

أذكر أننا دعونا إلى اجتماع شعبي في ميونخ، وقررنا الاجتماع في الساعة العاشرة من صباح الأحد. وكان الاقبال عظيمًا لأن اليوم كان يوم أحد ولأن موضوع خطابي كان "اضطهاد الألمان في المناطق المحتلة". وبالرغم من أن الاقبال كان شديدًا فقد ظل المستمعون محتفظون بوقارهم فلا تحركت أيديهم بالتصفيق ولا بطلب الاستيضاح أو حتى الاعتراض. وأحزنني أن يقابل خطابي بهذه اللامبالاة. فكررت الاجتماعات النهارية، لكن النتيجة كانت فيها جميعًا مخيبة للآمال.

وأخيرًا غيرنا المواعيد، وألقيت خطابًا في أول اجتماع ليلي، ففعلت كلماتي في نفوس المستمعين فعل النار في الهشيم، وطالعت في وجوههم أني سحرت منهم الألباب وقد حيرني هذا الانقلاب المفاجيء، فالجمهور لم يتغير وكذلك الخطيب وموضوع الخطاب. ولكن ما لبثت أن أدركت سر هذه الظاهرة عندما نصحني أحد الأصدقاء بمشاهدة تمثيلية "الشعب المتحرر" وقال أنه شاهد المسرحية مرتين وأن انطباعاته كانت في المرة الثانية غيرها في المرة الأولى، وأعرب عن اعتقاده أن المشهد التمثيلي في الليل يترك في النفس أثرًا أعمق من الأثر الذي يتركه في النهار.

وهنا تذكرت قول أستاذي "البرخت": أن قوى الإرادة عند الإنسان تقاوم في النهار كل محاولة تحاول اخضاعها لإرادة أخرى. فإذا استهدفتها المحاولة نفسها ليلاً فلا تلبث أن تخضع للسيطرة. ذلك أن قوة الإرادة تضعف في آخر النهار. وإننا نلاحظ أن الكنيسة الكاثوليكية تصطنع الظلال في المعابد لتسبغ عليها جوًا من الرهبة والجلال، هذا الجو يجعل المؤمنين في حالة نفسية يسهل معها على الواعظ أن يتلاعب بقلوبهم وعواطفهم.

حضرت ذات يوم اجتماعًا في ميونخ، وكان الحزب الذي دعا إليه قد جعل الدخول مباحًا، وكان الخطيب أستاذًا في إحدى الجامعات وجلس حول المنصة ثلاثة رجال باللباس الأسود، عرفت فيما بعد أنهم يؤلفون اللجنة التنفيذية.

كان الخطاب مكتوبًا، فبدأ الأستاذ يقرأه متمهلاً، وما هي إلا عشرون دقيقة حتى شعرت بالتململ بين الحضور فكثر المتثائبون، وبدأ التسلل من القاعة، وكان يجلس بقربي ثلاثة رجال من العمال، فرأيتهم يتغامزون ويتبادلون الابتسامات الساخرة، وما لبثوا أن غادروا كلبة. وعندما انتهى الخطيب من إلقاء خطابه، وقف أحد الثلاثة من اللجنة التنفيذية فشكره باسم الحاضرين وقال إن المحاضرة تعد حدثًا داخليًا خطيرًا، لهذا فهو يدعو الحاضرين إلى إنشاد النشيد الوطني الألماني، فوقفوا وأنشدوا النشيد، وما إن انتهوا حتى تدافعوا نحو الباب يتنفسون الصعداء في الهواء الطلق ويطردون السأم الذي استحوذ عليهم.

شكرت الله لأن هذا لم يكن جو اجتماعاتنا نحن، فقد كنا نحرص أن تكون خطاباتنا ومحاضراتنا حافلة بما يثير العواطف ويهز المشاعر ويستفز الخصوم للدخول معنا في مناقشات طويلة. فقد كان الحزب الشيوعي يرسل العشرات من المشاغبين ليشوشوا ويصفروا أثناء الخطابات، كما يستفزونا إلى العراك كي يتدخل البوليس وينهي الاجتماع ويعطله لبعض الوقت.

وكان العديد من الماركسيين يحضرون اجتماعاتنا وهم يعتقدونها اجتماعات شيوعية، لأننا اخترنا للافتاتنا اللون الأحمر. وقد ذهل البورجوازيون لاختيارنا اللون الأحمر، فزعموا أننا ماركسيون مموهون وأن اشتراكيتنا زائفة. أما سبب اختيارنا هذا اللون فكان لاستفزاز اليساريين المتطرفين واستدراجهم إلى حضور اجتماعاتنا ولو للتشويش والمشاغبة، لأن هذه كانت أفضل طريقة لنشر مبادئنا بين صفوفهم.

وقع الماركسيون في الشرك الذي نصبناه لهم، فأقبل العمال على حضور اجتماعاتنا، لكن رؤساءهم، بعد أن اكتشفوا اللعبة، حرموا عليهم حضورها ولكن بعضهم لم يتقيد بأمر رؤساءهم فداوم على الحضور وتنكر لتعاليم كارل ماركس واستجلب معه من أمكنه اقناعه. عند ذلك قرر الرؤساء ارسال أعوانهم الحمر، فصار العمال يحتلون القاعات التي تعقد فيها اجتماعاتنا قبل الموعد بنصف ساعة. وكانت نيتهم دخول كلبة ومقاطعة الخطباء وتحطيم المقاعد، إلا أنهم كانوا يخرجون وقد بدأوا يشكون في صحة العقيدة الماركسية.

خيبت هذه النتائج آمال الرؤساء، لأن مباديء حزبنا زعزعت إيمان العمال بالماركسية، فعاد الرؤساء إلى منع العمال من الحضور تحت عقوبة الطرد. فحرك هذا المنع فضول الذين وقفوا من حركتنا موقف اللامبالاة، فصاروا يغشون كلبات سرًا ولا يأتون بأي حركة اعتراض أو تشويش خوفًا من افتضاح أمرهم. وقد أتاح سكوتهم هذا للخطباء فرصة عرض مباديء الحزب في جو هاديء، وبذلك حرروا العديد من الألمان من أوهام نسجتها حولها اليهودية العالمية بدقة وإحكام.

أما الصحافة الحمراء فقد وقفت موقف المتجاهل لحركتنا في بادئ الأمر، ولكن وبعد اشتداد ساعد الحركة عمدت إلى مهاجمتنا على صفحاتها الأولى ولكن الحملات أعطت نتائج عكسية لهم فقد لفتت الأنظار إلينا بشكل لم نكن نتوقعه نحن، فما كان من الصحافة الحمراء إلا أن خففت من لهجتها واجتهدت في الحط من شأن الحركة بادعائها أن الحركة سخيفة لا تقوم على أساس علمي.
ولكن "سخافة" حركتنا لم تمنع الصحف الماركسية من الاستمرار في مهاجمتنا مما أثار فضول الناس وحملهم على التساؤل عن السبب في هذه الحملات ما دامت حركة الوطنيين الاشتراكيين سخيفة لا ترتكز على أساس علمي. وأدرك الماركسيون هذا الخطأ فغيروا من اسلوبهم واعتمدوا الطريقة اليهودية التي تجعل من الخصم هدفًا لحملة من الافتراءات لا تنتهي. فزعموا أننا منظمة إرهابية وأن زعماء الحزب يغذون الحقد والبغضاء في الصدور. ولكن رغمًا عن ذلك لم يتحول الناس عنا ولم تؤثر ادعاءاتهم في نمو حركتنا وانتشارها. وبذلك نكون قد سخرنا أعداءنا أنفسهم للدعاية لنا.

وجدير بالذكر أن خصومنا عجزوا عن تعطيل اجتماعاتنا وذلك بفضل دوائر استخباراتنا التي أنشأناها، فقد كنا نعلم بخططهم في الوقت المناسب فنتخذ التدابير اللازمة لإفساد تلك الخطط. وقد كنا نحمي اجتماعاتنا بطرقنا الخاصة، لأن الاستعانة بالبوليس كانت تعطي نتائج عكسية، إذ تعمد السلطات إلى فض الاجتماع حين تصلهم أخبار التصادم، وهذا ما كان يريده خصومنا بالذات فقد جرى البوليس على خطة تتنافى مع أبسط قواعد الحرية، فحين تصله الأخبار بأن جماعة المشاغبين تنوي كلبل أحد الاجتماعات، يعمد البوليس إلى منع هذا الاجتماع المنوي الاعتداء عليه بدلاً من أن يتخذ التدابير اللازمة لحماية المجتمعين ومعاقبة المشاغبين والمحرضين. وبفضل هذه الطريقة الفذة أصبح في إمكان أي شقي أن يشل نشاط الرجل الشريف في الميدان السياسي، أو أن يفرض عليه رأيًا معينًا، فإذا لجأ هذا الرجل إلى البوليس طالبًا تدخله، عمد إلى الموافقة لمشيئة الشقي باسم النظام والأمن. وينصح الرجل بأن يتجنب مظاهر التحدي والاستفزاز.

وهكذا وجدنا السلطة في كل مرة يهدد النقابيون بكلبل اجتماعاتنا تبادر إلى منعنا من عقد الاجتماع بدلاً من أن تعتقل هؤلاء وتلاحقهم قضائيًا. فتأكد لدينا أن السلطة لن تحمي نشاطنا الحكلب، لذلك وجب علينا أن نحمي أنفسنا بأنفسنا. وكان تجاهل السلطة حمايتنا من حسن حظنا، لأن كل اجتماع يحميه البوليس يظهر تجاه الشعب بمظهر ضعيف، فالقوة وحدها هي التي تنال اعجاب الجمهور وتبهره. لذلك قررنا الدفاع عن كيان حزبنا بالقوة وسحق إرهاب خصومه بوسائلنا الخاصة، وقد تم لنا ذلك بفضل إدارتنا الحازمة وشجاعة رجالنا الذين عهدنا إليهم الحفاظ على النظام.

لا أنكر أننا وقبل أن نخطط أنظمة الاجتماعات وحمايتها، راقبنا نشاط البورجوازيين والماركسيين في هذا المضمار وأخذنا منهم دروسًا وعبر. فهم يتحلون بروح نظامية ممتازة، ويقوم الرجال بتنفيذ تعليمات رؤسائهم بدقة. لذلك لم يكن تعطيل اجتماعات البورجوازيين الشغل الشاغل للحمر. فقد استطاعوا اقناع النقابيين أن كل اجتماع غير ماركسي هو ضد البروليتاريا وكانت الصحف الماركسية تناشد السلطات منع الاجتماع خوفًا من الاصطدامات الدامية، فإذا كانت السلطات ضعيفة تبادر فورًا إلى إلغاء الاجتماعات حفاظًا على الأمن والنظام. أما إذا كان الحاكم ألمانيًا حقيقيًا لا يتأثر بأقوال الصحف، عندئذ تتوجه الصحافة إلى العمال أنفسهم مناشدة إياهم كلبل اجتماعات "أعداء الشعب الرجعيين".


لقد كان موقف البورجوازيين ضعيفًا تجاه الحمر. فقد كانوا يلغون أكثر اجتماعاتهم خوفًا من اعتداء العمال. وإذا عقدوا اجتماعًا افتتحه الرئيس بكلمة موجهة إلى "السادة المعترضين" مؤكدًا لهم أن الحزب يرحب بحضورهم ويسعده أن يرى بين المستمعين مواطنين لا يشاطرونه رأيه. ثم يرجوهم ألا يقاطعوا الخطباء "فالمحاضرة قصيرة وليس بها ما يجوز اعتباره إهانة لخصومنا أو اقلالاً من شأن حركتهم السياسية وأهدافهم الوطنية". لكن الحمر قلما كانوا يتأثرون بهذه الكلمات، فما أن يبدأ الخطيب إلى النزول عن المنبر ويسود كلبة الهرج ويتسابق البورجوازيون إلى الانسحاب طلبًا للنجاة.

لذلك وجد الحمر أنفسهم وهم يحتكون بنا، أنهم أمام حزب قوي يعرف كيف ينظم اجتماعاته ويحميها. فقد حرصنا منذ اللحظة الأولى على إفهام الحضور أننا لن نسمح لأي كان أن يقاطع الخطباء أو يشوش عليهم، وأن بوليس الحزب يقوم بحفظ النظام ولن يتردد في إخراج المشاغبين بعد أن يؤدبهم.

لقد كان لنا بوليس مدرب على قمع أعمال الشغب، أما الأحزاب البورجوازية فقد كانت تعهد بمهمة حماية الاجتماعات إلى رجال ضعاف قاربوا عتبة الشيخوخة، آملين أن يحترم المشاغبون شيبتهم ويتهيبوا وقارهم. وقد فاتهم أن الحمر لا يقيمون وزنًا لهذه الاعتبارات.

لقد جندنا "بوليس الاجتماعات" من الرجال الأشاوس والجنود المسرحين، وقد اخترتهم من الشباب المفتولي السواعد، وحرصت على إفهامهم قبل أن يقسموا اليمين أن القضية التي تجندوا للدفاع عنها هي قضية نبيلة تستحق أغلى التضحيات، وأن الإرهاب لا يسحقه إلا الإرهاب. وأن فكرتنا لن تنتشر ما لم تدعمها القوة وتوفر لها الحماية اللازمة، وأن ربة السلم لا تقوى على الظهور ما لم يأخذ بيدها إله الحرب. ولن أنسى ما حييت كيف كان رجال الحرس ينقضون على خصومهم، غير حافلين بالأخطار وبالتفوق العددي لخصومهم. فقد كانت مهمتهم حماية الحركة وإزالة كل عقبة تعترضها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
yaf
قــــــائــــد الأركـــــــــان
قــــــائــــد الأركـــــــــان
yaf

ذكر
عدد المساهمات : 3695
نقاط : 4577
سمعة العضو : 161
التسجيل : 27/02/2009
الموقع : كعبة الثوار
المهنة : top secret
نقاط التميز : 40
كتب كفاحي لهتلر I_back11

كتب كفاحي لهتلر Empty
https://www.facebook.com/pages/Armpoli-Forum-de-lANP/147954281883
مُساهمةموضوع: رد: كتب كفاحي لهتلر   كتب كفاحي لهتلر I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 28, 2009 3:59 pm

في ربيع 1921 توسعت دائرة نشاطنا، فأصبح علينا أن نعزز الحرس بعناصر جديدة، وقد اضطرنا تنظيم الوحدات النظامية إلى خلق شارة أو راية للحزب، وما إن قررنا أن يكون للحزب راية خاصة ترمز لرسالته، حتى انهالت علينا التصاميم والاقتراحات. فدرسناها ولم نأخذ بها إلى أن عرض علينا طبيب أسنان مشروعًا لا بأس به لكن الألوان التي أخرجها كانت متنافرة، فوفقت أنا بين الألوان وقدمت للرفاق المؤسسين راية الحزب: دائرة بيضاء في قماشة حمراء، وفي وسط الدائرة صليب معقوف باللون الأسود. فتبنى الرفاق رمز الحركة الوطنية الاشتراكية واختاروا في نفس الوقت شكل الشارة المعدنية ولون ربطة الذراع التي ستوضع على أذرع رجال الحرس.

لقد كانت الراية حقًا رمزًا لحركتنا وأهدافها السامية، فاللون الأحمر يرمز إلى الناحية الاجتماعية من الحركة، واللون الأبيض إلى الفكرة القومية والصليب المعقوف يرمز إلى النضال المرير في سبيل انتصار الآري وانتصار فكرة العمل المنتج. وفي عام 1922 عندما جعلنا من الحرس نواة وحدة مقاتلة اخترنا للوحدة علمًا خاصًا بها.

بعد اتساع حركتنا ضاعفنا عدد الاجتماعات فأصبحنا نعقد ثلاثة اجتماعات أسبوعيًا وذلك في أكبر قاعات ميونخ، وكان البوليس يتدخل كل مرة لمنع الازدحام واقفال الأبواب وارجاع الناس.

وفي شتاء 1921 وجدت ألمانيا نفسها أمام معضلة جديدة، فقد أنذرتها لندن وباريس بوجوب دفع مئة مليار مارك ذهبًا عملاً بأحكام الاتفاقات المعقودة. وفي 21 كانون الثاني من العام نفسه اجتمعت الأحزاب المسماة "عنصرية" وقررت القيام بتظاهرة مشتركة في ميونخ احتجاجًا على الحلفاء، كما دعي حزبنا لارسال مندوبين عنه لحضور اجتماعات اللجنة التنظيمية. وقد قررت اللجنة أن تبدأ التظاهرة من ميدان "كونسيغ" ولكنها عدلت عن رأيها، وبعد ثمانٍ وأربعين ساعة عدلت عن فكرة التظاهرة وقررت عقد اجتماع كبير في قاعة كنو كيلز. وطال تردد اللجنة، فطلبت منها باعتباري مندوبًا عن الحزب، اتخاذ قرار نهائي قبل أول شباط، فاستمهلوني وفي اليوم المحدد شعرت مجددًا بترددهم، فانسحبت ورفاقي من الاجتماع بعد أن صرخت فيهم بأننا سننظم الاجتماع وحدنا.

وظهرت النشرات ظهر الأربعاء 2 شباط 1921 تدعوا الشعب إلى حضور اجتماع في ملعب كرون مساء 3 شباط. وكانت هذه البادرة خطرة جدًا، إذ أن الملعب كان كبيرًا واسع الأرجاء، وربما لا ننجح باجتذاب العدد اللازم لملئه، كما أن الحرس في ميونخ ليسوا من الكثرة بحيث يتمكنوا من المحافظة على النظام في مكان كبير كملعب كرون.

وفي صباح يوم الاجتماع هبت رياح شديدة وهطلت الأمطار، فساد التشاؤم دوائر الحزب لأن الناس لن تتمكن من الحضور في ذلك اليوم العاصف. لكن الجو مال إلى الصحو قليلاً بعد الظهر، فاقترحت تسيير شاحنتين تجوبان شوارع ميونخ، وهي مزدانة بالأعلام الحمراء يتوسطها الصليب المعقوف وعليها عشرون رجلاً وفتاة من أنصار الحزب يوزعون النشرات ويدعون الناس إلى الاجتماع. فشاهد السكان لأول مرة سيارتين كبيرتين ترفرف عليهما الأعلام دون أن يكون ركابهما ماركسيين ووقف البورجوازيون يرقبون هذا المشهد مذهولين، أما الحمر فقد استبد بهم الغضب لهذا التحدي السافر.

ما إن أزفت الساعة السابعة مساءً حتى غصت القاعة الرئيسية بالحضور، وبدأت كلبات الأخرى تستقبل الوافدين. ولما وصلت إلى الملعب في الساعة الثامنة وجدت جمهورًا غفيرًا يقف في الساحة الخارجية لأن المكان ضاق بالوافدين مما اضطر الحرس إلى منع المئات من الدخول، وقال لي أحد معاوني أن شباك التذاكر باع خمسة آلاف وخمسمائة بطاقة، وأن أكثر من ألف عاطل عن العمل دخلوا مجانًا، فأصبح عدد الحاضرين ستة آلاف وخمسمائة شخص.

كان موضوع المحاضرة "يجب أن نبني الغد أو لنتوارى" وقد استغرقت محاضرتي ساعتين ونصف. وقد شعرت منذ اللحظة الأولى بالتقارب بيني وبين المستمعين، وقد حاول البعض مقاطعتي في أوائل المحاضرة، ولكن ما انقضى عشرون دقيقة حتى كانت ثلاثة عشر ألف كف تقاطعني بالتصفيق وتتلقف كل كلمة ألفظها بلهفة وإيمان.

دام نجاح الاجتماع حديث ميونخ لمدة أسبوع كامل. ونشرت الصحف المستقلة صورًا ناطقة لهذا النجاح، أما الصحف البورجوازية فقد أشارت إليه إشارة عابرة وقصدت إغفال ذكر اسم الخطيب. وحرصًا مني على الإفادة من هذا النجاح، فقد نظمت اجتماعًا آخرًا في الاسبوع التالي في الملعب نفسه، فحضره سبعة آلاف وقفت منه خمسمائة في الساحة الخارجية، وقد تركنا الأبواب مفتوحة ليتسنى لهم سماع المحاضرات. وقد شجعني النجاح على زيادة الاجتماعات. فازداد بالتالي عدد الأنصار والمؤيدين.

لم يقف خصومنا مكتوفي الأيدي حيال هذا النجاح الساحق فقرروا إرهابنا بشكل نعجز فيه عن عقد الاجتماعات.

وقد مهد الخصوم لهذه الخطة الإرهابية بحادث افتعلوه وحاولوا أن يلقوا بمسئوليته علينا ففي إحدى الأمسيات أطلق "مجهول" النار على النائب الاشتراكي "ارهارد اوبر" ولكن الرصاص لم يصبه وهرب المعتدون. وصدرت الصحف الماركسية واليهودية في اليوم التالي تحمل علينا بشكل سافر وتطلب وضع حد لما دعته "نشاط العصابة الإرهابية التي عاثت فسادًا في ميونخ" وقد اتهمت حزبنا بالحادث. ومما ذكرته الجريدة الناطقة بلسان الحزب الاشتراكي البافاري، أن تدابير حازمة ستتخذ قبل أن تناطح الأشجار السماء، وأن معاول العمال ستهوي على هذه الأشجار وتلقي بها على الأرض.


وبعد أيام قام خصومنا بمحاولتهم، ولكن الأشجار العالية الشامخة لم تقع أرضًا. ففي 2 تشرين الثاني 1921 دعونا إلى اجتماع يعقد مساء 4 منه في قاعة "هوفبروهوس". وعلمنا قبل نصف ساعة من الموعد أن الحمر مصممون على كلبل الاجتماع وأنهم جهزوا له مئات العمال. فلم نتمكن من اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضيق الوقت، لذلك اكتفينا بسواعد ستين رجلاً من رجال الحرس. ولما وصلت أخبرني رئيس الحرس أن القاعة ملأى بالمشاغبين ولم يتمكن رجالنا من الدخول وبقي معظمهم خارج القاعة. فسارعت إلى جمع الحرس وزودتهم بالتعليمات اللازمة، وصارحتهم بأن الوضع خطير وأنه ربما سقط منهم بعض القتلى. لكني قرأت في عيونهم ما أشاع الطمأنينة في نفسي، وعندما دخلت كلبة الكبرى وجدتها غاصة بالناس، وقد استقبلني الذين عرفوني بالشتائم والتهديدات من نوع "سنصفي حسابكم اليوم" و"سنضع حدًا لثرثرتكم وسنريح ألمانيا منكم".

وقفت وراء الطاولة التي توسطت كلبة لألقي محاضرتي على جمهور من المستمعين يحتسي الجعة وبحالة عصبية ظاهرة.
تكلمت ساعة كاملة غير آبه بالصياح والشغب، وخيل إلي أني أصبحت سيد الموقف فانتهرت أحد المشاغبين الحمر، وكانت هذه هي الغلطة الفادحة، فقد استغل الحمر هذا الحادث البسيط لينفذوا خطتهم المرسومة، فوقف رجل طويل القامة وهتف ثلاث مرات للحرية، فردد "أنصار الحرية" الهتاف وقلبوا الطاولات وعمدوا إلى الزجاجات الفارغة يرشقون بها أنصارنا، فتعالى الصراخ واختلط الحابل بالنابل. ولم أغادر أنا مكاني بل رحت أراقب رجال الحرس وأنا مطمئن إلى النتيجة، فرأيتهم يهجمون على الخصوم وفي مقدمتهم "موريس" أمين سري الخاص و"هيس" الذي تولى قيادة الهجوم. وما هي إلا دقائق حتى كانت جموع الحمر تتراكض مندفعة إلى الأبواب منخزية أمام أبطالنا الشجعان، وبقي محصورًا حوالي خمسين ماركسيًا فهجم عليهم رجالنا محاولين اخراجهم بالقوة، وفجأة دوى انفجار هائل سقط على أثره خمسة من رجال الحرب. فألهب هذا الحادث شعور أنصارنا حتى النساء والشيوخ فهرعوا لنجدة الحرس وهجموا على المشاغبين وتمكنوا من اخراجهم وتطهير كلبة بعد أن سقط تسعة جرحى من صفوفنا يقابلهم ثلاثة وعشرون من الحمر.

وبينما كان الرفاق ينقلون الجرحي، وقف هرمان ايسر رئيس الاجتماع وأعلن استئناف الجلسة ودعاني إلى إلقاء محاضرتي، ففعلت وتركت مكاني بعد ذلك لأقف في الصف الأمامي لأشارك في الأناشيد القومية التي اعتدنا أن نختم بها اجتماعاتنا، فاقترب مني أمين السر وهمس في أذني أن قوة كبيرة من البوليس قد وصلت. ودخل ضابط البوليس في هذه اللحظة وأعلن بصوت جهوري أنه يفض الاجتماع بأمر السلطة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتب كفاحي لهتلر
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
»  كفاحي لهتلر
» طلب مساعدة (كتاب كفاحي-هتلر)
» تحرير بيلوروسيا: عملية "باغراتيون" احدى ضربات ستالين الحاسمة لهتلر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجيش الوطني الشعبي Forum de l'Armée Nationale Populaire :: قـــــــــســــم الـــــــــــجـــيش الـــجـــــــــــــــــزا ئــــــــــــري :: الدراسات العسكرية الاستراتيجية-
انتقل الى: