الدفاع الجوي والمواجهة الجوية في الحرب الباردة

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية تاكد جميع المخططين والخبراء العسكريين من فعالية القوات الجوية سواء تلك اللتي تقوم بالدعم القريب على الجبهة او حملات القصف الاستراتيجي على البنية الصناعية والمواصلات وموارد الطاقة للعدو واللتي تؤثر بشكل كبير وحاسم على امداد الجبهة و تعويض الخسائر مما يشكل ضربة حاسمة للعدو .
-ومن جهة ثانية فقد ادت الخسائر الفادحة اللتي لحقت بقاذفات الحلفاء وطياريهم الى لفت الانظار نحو نظم الدفاع الجوي المختلفة كما شهدت تلك الحرب بعض الاستخدام للتشويش الالكتروني السلبي برقائق الالمنيوم و الايجابي بموجات الطاقة العالية وما صاحبها من رد فعل من الدفاع الجوي باجرائات مضادة لمكافحة التشويش وبنهاية الحرب العالمية الثانية كان هناك مفهوم جديد للمعركة الجوية.
-بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب تفكك الحلف الذي كان قائما اثنائها ليعود الصراع الفكري وتفكير كل طرف في الحل العسكري لكسب الصراع والهيمنة على العالم والتفوق الجوي اساسي لنجاح هذه العملية الاستراتيجية المصيرية.
-كنتيجة للحرب خرجت امريكا مستفيدة اقتصاديا وانعكس هذا الى امتلاكها احدث اسلحة الجو علاوة على حاملات الطائرات والقنابل النووية اللتي صارت تنتج بوتيرة متسارعة.
-في الطرف المقابل خرج السوفيات مدمرين من الحرب بخسائر مادية وبشرية فادحة وبجيش وطيران متضرر.
-واز اء قدرة الولايات المتحدة على توجيه ضربة نووية دون امكانية رد رادع عليها لعدم امتلاك السوفيات الوسائل للوصول الى حاملات الطائرات الامريكية وتدميرها قرر ستالين انشاء شبكة دفاع جوي متطور قادرة على تدمير موجات الغارات بنسبة 100فالمائة فكان دخول اول منظومة صواريخ م/ط من طراز سام -1 عام 1954 للدفاع الجوي حول موسكو بحزامين دفاعيين ..يتبع

تزايد التوتر بين الجانبين وسرعان مابدا الامريكيون طلعات الاستطلاع من خارج مدى الدفاع الصاروخي مستعملين طائرات نقل ذات نوافذ تمكن من استخدام اداة صغيرة تمسح الترددات العاملة في محاولة لتحديد ترددات الصاروخ سام-1 تمهيدا للتشويش عليه لكن السوفيات لم يشغلو رادارات التوجيه لانهم يدركون قواعد اللعبة جيدا واكتفو بالاعتراض بمقاتلات ميج-15 الجديدة النفاثة لاجبار الدخلاء على المغادرة.
-سرعان مادخلت منظومة حديثة للخدمة في الدفاع الجوي الروسي وهي سام-2 حيث نصبت خمس دوائر دفاع جديدة حول موسكو وبدا الدفاع الجوي السوفياتي يبسط سيطرته تدريجيا على كامل مجاله الجوي مما جعل الضربة الجوية المنتظرة مستبعدة كلية وهذا مايفسر اعتماد الدفاع الجوي الروسي على الوسائل الارضية حتى الان كشبكة رئيسية.
-اما الطيران الامريكي المتفوق عددا و عدة فتسند له هذه المهام من خلال اسراب المقاتلات المتصدية المتخصصة لهذه المهمة بحكم ان الطائرة الاعتراضية ذات مدى عمل اكبر واقدر على المناورة والانتشار.
-وكنتيجة حالية يعتمد الغرب في الدفاع الجوي على المقاتلات بدعم من الوسائل البرية بينما يعتمد النمط الشرقي على الوسائل البرية بدعم من الطيران الاعتراضي.
-ولكن لايمكن الجزم بافضلية اي من الطريقتين بل حسب ظروف الدولة المستعملة.

» الحرب الجوية الباردة بن الجزائر والمغرب
» الحرب الباردة
» مدفيديف يهدد بعودة الحرب الباردة...
» ليبيا و الحرب الباردة فى ثمانينات القرن الماضى
» الفرق بين الدفاع الجوي التكتيكي والدفاع الجوي الاستراتيجي