الأسطول الأمريكي لا يملك ما يحميه من القاذفات الروسية "تو 22"

من المفروض أن تحصل القوات البحرية الروسية على 8 غواصات جديدة تعمل بالطاقة النووية قبل عام 2017 و5 أو 6 حاملات طائرات جديدة قبل عام 2050. وسيتطلب هذا نفقات هائلة، فتكلفة إنشاء سفينة جديدة حاملة للطائرات تقدر بما يتراوح بين 70 مليار روبل و100 مليار. ولكن القيادة العسكرية ترى ضرورة أن تدفع روسيا هذا الثمن حتى تصبح القوة البحرية الأعظم.

ولا تبدو روسيا اليوم مؤهلة لمجاراة الولايات المتحدة التي تعد القوة البحرية الأعظم في العالم حاليا. وتكفي الإشارة إلى أن روسيا تملك اليوم 6 غواصات مجهزة بصواريخ حربية عابرة للقارات، أي قادرة على الوصول إلى القارة الأمريكية البعيدة، بينما تملك الولايات المتحدة 18 غواصة من هذا النوع.

ولا يمكن لروسيا، والحالة هذه، أن تطمح في التقدم على الولايات المتحدة في مضمار سلاح البحرية. وتملك روسيا، مع ذلك، ما لا تملكه الولايات المتحدة. فروسيا تبني أسطولا من الغواصات يتميز بالتنوع حيث تقوم بتصنيع ثلاثة أنواع من الغواصات الجديدة في حين تصنع الولايات المتحدة الآن غواصات من نوع واحد هو "فرجينيا".

كما أن حاملات الطائرات الروسية ستدعمها قاذفات لا تملك الولايات المتحدة ما تجابهها به، وهي طائرات "تو-22 م-3" التي تحمل صواريخ خصصت لأغراض تدمير السفن العسكرية الأمريكية. وتملك روسيا أكثر من 230 طائرة من هذا الطراز.

<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=533 border=0><tr><td width=262 rowSpan=3> </TD></TR></TABLE>

تريد روسيا أن تكون ثاني أكبر دولة بحرية في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية لذلك فإنها تتطلع إلى تزويد أسطولها بخمس أو ست حاملات طائرات جديدة. ويُفترض أن يبدأ العمل في تصنيعها في عام 2012. صرح بذلك قائد القوات البحرية الروسية الأدميرال فلاديمير فيسوتسكي.

وتملك روسيا اليوم حاملة طائرات واحدة تعرف باسم "الأدميرال كوزنيتسوف".

ومن الواضح أن خطط تطوير وتحديث الأسطول العسكري الروسي تزداد طموحا. ويكفي شاهدا على ذلك أن يتحدث القائد السابق للقوات البحرية الروسية فلاديمير ماسورين عن وجوب إعطاء صناعة السفن الحربية الصغيرة والغواصات أولوية قصوى في حين يضع قائدها الحالي في أول اهتماماته الحصول على المزيد من حاملات الطائرات.

وتنفق روسيا اليوم 14 مليار روبل أو حوالي 580 مليون دولار أمريكي على صنع سفن حربية جديدة في السنة في حين لا تقل تكلفة إنتاج حاملة الطائرات الجديدة عن 3 مليارات دولار. لذلك تتطلب الخطة التي تحدث عنها الأدميرال فيسوتسكي زيادة الإنفاق إلى حد كبير.

كما تتطلب خطط من هذا القبيل توسيع القاعدة الإنتاجية مع العلم أن روسيا اليوم تملك مؤسسة صناعية وحيدة تقدر على إنتاج حاملات الطائرات وهي مصنع "سيفماش".

وإذا افترضنا أن يصار إلى توفير الأموال والقاعدة الإنتاجية المطلوبة لصنع 6 حاملات طائرات جديدة فإن هذا السؤال يطرح نفسه: ما هي المهمة التي ستعمل حاملات الطائرات هذه على تحقيقها علما بأن حاملات الطائرات يعهد إليها، عادة، بمهمة حماية المصالح الإستراتيجية في مناطق العالم البعيدة.