عملية "الرصاص المصبوب

يبدو أن الشرق الأوسط سيحتفل بحلول السنة الجديدة على خلفية أزمة حادة، قد تتحول إلى نزاع دموي بين الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين.

فقد بدأت عملية "الرصاص المصبوب" ليلة السبت. وشاركت في الغارة الجوية الأولى على قطاع غزة، حسب معلومات "حماس"، 60 طائرة ومروحية إسرائيلية، ألقت نحو 100 طن من القنابل على مقرات القيادة ومعسكرات التدريب، ومنشآت صناعية، وترسانات المقاتلين والشرطة. وبين القتلى، حسب المعلومات الإسرائيلية، رئيس شرطة "حماس" توفيق جبر، ومساعده إسماعيل الجعبري، ومحافظ الوسطى في القطاع أبو أحمد عاشور. وقصف الطيران الإسرائيلي بالقنابل ليلة الأحد 20 هدفا آخر، بينها ورشات تجميع الصواريخ التي تستخدم في قصف الدولة اليهودية، وكذلك مساجد حيث كان يتجمع فيها المقاتلون، على حد زعم المصادر الإسرائيلية، ومحطة إذاعة "الأقصى" التابعة "لحماس".

وقال غيورغي ميرسكي، كبير خبراء معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية بموسكو "لفريميا نوفوستي" إن "الاجتياح البري الإسرائيلي بالنسبة "لحماس" وحلفائها الراديكاليين يشكل أفضل خيار. فلا يزعجهم أنه سيهلك من الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين بمرتبة. وحرض على موجة العنف الحالية الإسلاميون الراديكاليون الذين اختاروا الوقت المناسب تماما لذلك".

في يناير عام 2009 تنتهي صلاحيات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الذي اقترح انتخاب خلفه بعد عام، في وقت واحد

مع الانتخابات البرلمانية. بيد أن الراديكاليين رفضوا هذا الخيار، ودعوا من جديد يوم أمس، عندما دعاهم عباس إلى الكف عن قصف إسرائيل مقابل فك الحصار عن قطاع غزة، إلى القتال المسلح، بما في ذلك في الضفة الغربية، مما بوسعه أن يفجر الوضع في المنطقة.

ويرى الخبير أنه من المستبعد أن تقدم الولايات المتحدة على إجراءات حاسمة في الظرف الحالي بسبب تسليم وتسلم السلطات الرئاسية. وقال ميرسكي في الختام إن "النزاع الحالي عشية انتخابات فبراير في إسرائيل، في صالح سياسة نتنياهو اليمينية، مع أن الحكومة الحالية وجدت هي أيضا حجة مثالية للحرب