تألقت طائرة (ميغ 29) التي تعتبر نموذجاً أولياً ل (ميغ-35) المقاتلة, في معارض سلاح الطيران الروسية والدولية. وتنتسب طائرة (ميغ 29) طبقاً للتصنيف الروسي الى الجيل الرابع من المقاتلات فيما يعزى نموذجها المطور (ميغ-29م) الى جيل 4+ .
وكان من المقرر أن يبدأ الانتاج المتسلسل للمقاتلات من الجيل الخامس اعتباراً من أوائل عام 2012 وصولاً الى بدء الانتاج الواسع بحلول عام .2020 ولكن في السنوات ظهر الى حيز الوجود ما يسمى بالنماذج الانتقالية للمقاتلات بما فيها (ميغ-35) التي تنتسب الى جيل (4++) وهذه الطائرة المقاتلة (ميغ-35) بما تتمتع به من مواصفات لا تتمتع بها أي طائرة مقاتلة أخرى في العالم ستلبي متطلبات القوات الجوية الروسية ومعظم المشترين الأجانب على حد سواء.
وينطلق تصميم (ميغ-35) من المطلب الأساسي التالي: يراد من الطائرة المقاتلة أن تتفوق على مقاتلات الجيل الرابع من حيث المواصفات القتالية والفنية والتشغيلية, وأن تنجح في مقاومة الجيل الخامس أثناء القتال.
ويجري اليوم التركيز على تطوير الأجهزة والمعدات الالكترونية لهذه الطائرة, باعتبارها الطريق لزيادة فعاليتها القتالية. ومما اتاح فرصة التركيز على الجانب الالكتروني بالذات, المزايا الايروديناميكية لجسم مقاتلة (ميغ-29) ولكن (ميغ35) الأكثر تطوراً ستكون أول مقاتلة روسية مزودة برادار المسح الالكتروني أو ما يسمى بهوائي المصفوفة الطورية الايجابية. وأطلقت على هذا الرادار تسمية حركية (جوك) (الخنفساء). ويتسم رادار (جوك) بمدى كشف أكبر من رادارات المقاتلات الأجنبية المعاصرة من جيل 4++ إذ يتيح مواجهة عدة أهداف جوية في آن واحد من وراء حدود الرؤية المباشرة, وتحديد عدد الأهداف في المجموعة, وتتميز أنواعها من خلال سماتها الثانوية. وفضلاً عن ذلك يتميز رادار (جوك) بقابليته الواسعة على التحديث ويتيح تركيب هذا الرادار زيادة وحدات الإرسال /الاستقبال بمقدار مرة ونصف, ما يحسن كل المواصفات العملية لهذه المقاتلة, بما في ذلك مدى الكشف وعدد الاهداف المتبعة والمهاجمة. وتتوفر في هذه الطائرة أيضاً أنظمة بصرية للكشف والتمييز وتعمل بتنسيق مع الرادار وتستخدم قنوات المسح التلفزيوني والحراري (بواسطة الأشعة تحت الحمراء) والليزري, مما يمكن من كشف الأهداف وتمييزها وتتبعها الآلي وقياس المسافة الى الهدف وتوجيه السلاح. وتزود مقاتلة (ميغ-35) بنظامين من هذا النوع. ويخصص احد هذين النظامين لمواجهة الاهداف الجوية بينما يخصص ثانيهما لمواجهة الاهداف البرية والبحرية وللملاحة ايضاً. ويضمن استخدام الأنظمة البصرية والالكترونية بصورة مستقلة كتمان عمل المقاتلة القادرة على خوض القتال الجوي في ظروف الليل والنهار ضمن نطاق الرؤية المباشرة وخارجه. وتقوم مجموعة وسائل المقاومة التي تتزود بها (ميغ-35) بانذار الطيار بوجود خطر وبتشغيل آلي لوسائل الدفاع على شكل التشويش الالكتروني وإطلاق المصائد الحرارية والرادارية.
وإذا كان الرادار المعادي يتتبع المقاتلة أو إذا (التقطها) جهاز قياس المسافة الليزري فيستلم الطيار إشارة إنذار مناسبة. أما محطة كشف الصواريخ المعادية فتسجل إطلاقها وتبين للطيار اتجاه ومدى اقترابها منه.
وعموماً تتطابق امكانيات الأنظمة البصرية-الالكترونية المركبة على (ميغ-35) مع تلك التي تركب على المقاتلات الغربية من الجيل الخامس أو تستعمل أثناء تحديث المقاتلات من جيل
(4++). ولكن (ميغ-35) تتميز أيضاً بخاصية مستحدثة أخرى تتمثل في محركها الجديد, وهو محرك ذو موجة قد تمت تجربته على (ميغ-29). ويزود المحرك بفوهة دفع متحركة في كل الاتجاهات (اليسار واليمين والأعلى والأسفل). مما يمنح هذه المقاتلة امكانية المناورة الفائقة التي تعجز عنها الطائرات المعادية بحيث تخضع للتحكم الكامل اثناء الحركة بالسرعة القصوى والأدنى بل حتى الساعة الصفرية.
تنتمي (ميغ-35) الى الجيل الخامس من المقاتلات من حيث المواصفات الفنية, وليس لها نظير بين المقاتلات الاوروبية. لقد أتيح تصميم (ميغ-35) على أساس مقاتلة (ميغ 29) وتتميز عنها بان احتياطها الداخلي من الوقود يزيد نسبة 50 بالمائة وسلاحها اكثر من ضعفين ما أدى الى ارتفاع وزنها الأقصى اثناء الاقلاع نسبة 30 بالمائة مقارنة ب(ميغ-29).
وبهذا انتقلت الطائرة من صنف الطائرات الخفيفة الى صنف الطائرات المتوسطة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار خزانات الوقود الخارجية وامكانية التزود بالوقود في الجو, نجد أن هذه المقاتلة ترتقي الى مستوى الطائرات الثقيلة.
موضوع: (ميغ-35) جيل جديد من المقاتلات في عالم سلاح الطيران 
السبت مايو 08, 2010 11:13 pm
