تعتبر القوات المدرعة بشكل عام ودبابة القتال الرئيسية بشكل خاص القوة الضاربة في سلاح البر حيث تتميز بكثافة نيرانها وقدرتها على الاشتباك من الثبات والحركة مما يعطيها قوة اختراق فاعلة لا غنى عنها في المعركة الهجومية الحديثة .
------------>نظرة تاريخية<----------------
اذا عدنا للتاريخ فسنجد ان الحرب العالمية الاولى ليست اول الحروب التي استخدم فيها سلاح المدرعات فمنذ ظهور المدن ونظام القلاع والاسوار والتحصينات والقلاع صار الهجوم امرا صعبا ويكلف الكثير من الخسائر بسبب رماة الاسهم المتمترسين خلف الحصون حيث كان على المهاجم ان يقطع مسافات كبيرة تحت مرمى اسهمهم وقذائف المنجنيق الملتهبة فظهرت الحاجة الى الهجوم المدرع الذي يمنح المهاجم نفس حظوظ المدافع في الانتصار والنجاة فكان استخدام الابراج المتحركة والحصون الخشبية المحمولة فوق الفيلة والتي اعادت التوازن للمعركة وصار قهر المدافعين المتحصنين امرا ممكنا .
-بعد ظهور الاسلحة النارية بدات هذه الهجمات المدرعة بالاختفاء حيث انها صارت غير عملية بسبب نيران المدفعية فمن غير الممكن ان يتقدم الفيل وسط انفجارات القذائف دون ان يصاب لضخامة حجمه وارتفاعه عن سطح الارض كما ان البندقيةمكنت من تقليص اختلال التوازن بين المدافع والمهاجم وظهرت تكتيكات المشاة الجديدة للهجوم على التحصينات واستخدام التمويه والزحف وكانت المدفعية هي سيدة المعارك في هذه الفترة .
-نقفز الى الحرب العالمية الثانية لنرى الجمود الذي حل على الجبهة في اواخر الحرب حيث قامت الاطراف المتحاربة بحفر الخنادق على طول الجبهة اما المعضلة الاكبر فكانت انتشار الاسلحة الرشاشة المتمترسة في مواقع محصنة وبذلك صار الهجوم بالمشاة في الاراضي المفتوحة انتحارا جماعيا وفقد بعض القادة جيشهم باكمله في هجوم واحد..........فشلت المشاة والمدفعية البريطانية في احداث خرق للخطوط الدفاعية الالمانية التي كانت تستند على التحصينات والخنادق المموهة لكن هذا الوضع لم يدم طويلا :
-قام البريطانيون بصنع سلاح جديد اطلق عليه اسم " تانك " اي الصهريج وهذا لتضليل المخابرات الالمانية وكان اسم الدبابة الاولى مارك-1 .
سجل الاستخدام الأول للدبابة في المعارك باشتراك
دبابتين من طراز مارك-1
البريطانية الصنع في القتال أثناء معركة "فليرس كورسيليت"
(جزء من معركة السوم) في 15
سبتمبر
1916، وطور الفرنسيون دبابة
شنيدر.سي.آي-1،
واستعملوها لأول مرة في 16 نيسان 1917. بينما كانت أول مشاركة ناجحة
لحشد من الدبابات في معركة "كامبري" في 20 تشرين الثاني
1917، وكان لها دور حاسم في معركة "أمينس"، عندما تمكنت
قوات الحلفاء من اختراق المواقع الألمانية بفضل دعم الدروع. على
الجانب الألماني لم يتم إنتاج إلا عدد محدود من دبابات آي.7.في. والذي
لم يتجاوز الـ 20 دبابة حتى نهاية الحرب.
كانت أول مواجهة بين الدبابات من الطرفين يوم 24
نيسان 1918، في "فيلرس بريتونيوكس" عندما تجابهت ثلاث
دبابات مارك-4 بريطانية مع ثلاث ألمانية من طراز آي.7.في. لجأ الألمان
للعديد من الإجراءات للحد من تأثير دروع الحلفاء، فقاموا بحفر الخنادق
العريضة، ووجدوا عرضا بعض الذخائر المؤثرة، كما عمدوا لاستدراجها نحو
عوائق رأسية، بغية التمكن من استهداف بطن الدبابة لملاحظتهم هشاشة
تدريعه أمام الأسلحة الخفيفة، لكن ذلك لم يكن كافيا لتغيير مسار
الحرب. كما ظهرت تصنيفات جديدة، فكانت الدبابة "الذكر" تسلح
بمدافع متوسطة وثقيلة نسبيا، في حين كانت الدبابة "الأنثى"
تزود بعدد كبير من الرشاشات الخفيفة بغرض حماية الأولى ومواجهة مشاة
العدو كمهمة رئيسية لها. عانت هذه الدبابات البدائية من مشاكل عديدة،
فلم تتجاوز سرعتها الـ 13 كم/س على الأكثر، كما كان لها اعتمادية
منخفضة عموما لكثرة أعطالها الميكانيكية والفنية، وكمثال يكفي القول
أنه ومن أصل 150 دبابة مارك-1 احتشدت في معركة السوم، فإنه لم تتمكن
إلا 9 دبابات فقط من الإنطلاق في مرحلة الهجوم، نتيجة للمشاكل
الميكانيكية.
-لعبت الدبابات دورا حاسما في الحرب العالمية الثانية خاصة في المراحل الاولى حيث اكتسحت خط ماجينو في اضعف نقاطه وتمكنت من تمزيق وتطويق الحشود الفرنسية التي استسلمت بمئات الالاف وسقطت اوروبا الغربية في 6 اسابيع فقط .
-منذ ذلك الحين لا تزال الدبابة هي سلاح الحسم في المعارك البرية النظامية حتى يومنا هذا .