ان التطور الكبير في شبكات الاتصال خاصة الشبكة العنكبوتية -الانترنت- جعل اجهزة الاستخبارات العالمية تخصص قدرا كبيرا من مجهودها لجمع المعلومات عن بعد بواسطة هذه الشبكة بكل امان وباقل تكاليف ممكنة . فالشاب الذي يجلس امام الحاسوب في بيته او في مقهى الانترنت ويقضي ساعات في الدردشة عبر مواقع اجتماعية او برامج المحادثات الفورية -شات- قد يقدم خدمات عظيمة لاجهزة استخبارية معادية دون ان يعلم بذلك فبمجرد خوضة في مواضيع اقتصادية او اجتماعية او حتى شخصية فهو يعطي قدرا هائلا من المعلومات عن مجتمعه ونفسيته لان كلامه يجد طابورا من المحللين الذين يحللون كل كلمة يقولها بعمق وتتكرر التجربة مع عشرات الالاف من الشباب حتى تكون الاستخبارات المعادية قاعدة بيانات ضخمة عن التركيبة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لوطنه ونحن اليوم بصدد التعرف على الاساليب المضادة التي يمكن من خلالها التمتع بخدمات الدردشة والانترنت دونما تعريض الامن الوطني للخطر :
1- الانترنت لا تعوض العالم الواقعي : فلا ينبغي ان نقضي معظم اوقات فراغنا في الدردشة وتصفح الانترنت ولا يجب التوسع في انشاء الصداقات عبر الانترنت لان انشاء الصداقات في العالم الملموس افضل بكثير كما ان الكذب عبر الانترنت من اسهل الاشياء فحذاري اذن .
2- لا تقم بتشخيص معلوماتك : ان البروفايل المشخص سلاح ذو حدين لانه يمكن اي شخص من معرفة الكثير عنك وهذا ليس من الحكمة في شيئ فلا يجب وضع المعلومات الشخصية بكل دقة كعدد افراد العائلة والعنوان الدقيق واللقب ونحوها .
3- الثرثرة عادة ذميمة : قد يجد البعض في الردشة متنفسا حيث انه لا يرى محدثه ولا يراه محدثه مما يعطيه شعورا بالراحة وقد يؤدي ذلك الى تحدثه في مواضيع شخصية حساسة للتنفيس عن ما يختلج نفسه فالانسان بطبعه اجتماعي لكن ذلك قد يستعمل ضده ويصل الامر الى الايقاع به في مصيدة العمالة اذا امسكو عليه ممسكا خطيرا . فالترويح عن النفس وازالة الهموم بالتحدث عنها ليس محببا على الانترنت وهنا يبقى الصديق الواقعي هوالخيار الصحيح كما قد يعتقد البعض ان حديثه في مواضيع الحب والجنس ونحوها يبعد عنه الشبهة السياسية ويعتقد انه امر خال من الخطورة لكن تلك النوعية من الاحاديث هي الاخطر بسبب انها تقوم بسبر اغوار وبواطن اللنفس البشرية وتكشف ما لا يكشفه حديث من نوع اخر .
4- التحلي بروح الحس الامني : ان شبكة الاترنت تشبة الغابة كثيفة الادغال والمليئة بالحيوانات المفترسة والافخاخ وقد نباغت بالهجوم من اي زاوية لذا يجب ان نحافظ دوما على مستوى ادنى من الاحتياط الذي يجنبنا الكثير من العواقب الوخيمة
- تحديد فترات استعمال الانترنت وتضييق الوقت المخصص للتسلية قدر الامكان وتعويضه بالنشاطات البدنية والثقافية المختلفة
- التحلي بروح الحذر فكل محادثة مع شخص مجهول هي خطر محتمل
- التركيز على مسالة الامن المعلوماتي بحماية الحاسوب بمضادات الفايروسات ومضادات ملفات التجسس
- الابتعاد نهائيا عن المواقع الاجتماعية في مقدمتها FACEBOOK
- تحديد استراتيجية استغلال الانترنت وعدم الدخول الى بعض انواع المواقع نهائيا
- دور الاسرة وذلك يتجسد بمفهوم "الرقابة الناعمة" على الحاسوب في المنزل ويستحسن ان يكون في غرفة المعيشة -الصالون- وليس في غرفة شخصية .