مبادئ نظرية الحرب الخاطفة وقواعدها
تُعدُّ مبادئ نظرية الحرب الخاطفة وقواعدها هي عوامل ارتكاز لتطبيق النظرية، ولضمان نجاح أعمال القتال، وتشمل الآتي:
1. المفاجأة
تعني توجيه الضربات للعدو، في الوقت أو المكان أو بالطريقة، التي لا يتوقعها العدو، وهو غير مستعد لها، وتأخذ ثلاث مستويات:
أ. المفاجأة الإستراتيجية
وتتحقق بالتركيز والتحرك للقتال، بشكل يُمكِّن المهاجم من توجيه ضربته، على جبهة معينة، بقوة متفوقة على العدو.
ب. المفاجأة الفنية
تتحقق باستخدام سلاح جديد، أو وسائل تحرك جديدة.
ج. المفاجأة في التكتيك
تتحقق باستخدام تكتيكات جديدة مناسبة للأسلحة الجديدة، وقد تتحقق من المفاجأة الفنية.
2. السرعة
أ. تحقق المفاجأة نجاحاً مؤقتاً، ما لم تستغل بواسطة السرعة، وذلك لاستغلال
النجاح وتعزيزه، مع عدم تعزيز الفشل، وحرمان العدو من الوقت اللازم لإعادة
تجميع قواته، وحشدها في الاتجاهات المهمة، أو اتخاذ مواقع دفاعية جديدة.
ب. السرعة تعنى المحافظة على المبادأة، وباندماج المفاجأة مع السرعة تنتج القدرة على الحركة والمناورة والحشد.
3. التفوق في القوات والنيران
أ. إن التفوق يعني تركيز الجهود في النقطة/ الاتجاه الحاسم، وتوجيهها ضد أضعف نقاط العدو.
ب. إن التفوق في القوات، يعني تحقيقه محلياً، وفي اتجاهات معينة
وبما يحقق المفاجأة والسرعة في العمل. أما التفوق في النيران، فيعني التفوق
الكاسح، وليس النسبي، باعتبار أن قوة النيران، هي القوة التي تدفع الحركة
خلف المناورة، وتجعلها ممكنة، ويصل هذا التفوق إلى 3 : 1 في المدرعات،
ويزيد على ذلك في المشاة الميكانيكية، والقوات الجوية. كما يمكن تحقيق
التفوق في النيران، بالمناورة بالنيران وحشدها في الاتجاهات الحاسمة،
ويتحقق التفوق بالهجوم في مواجهة حقيقية تصل إلى حوالي 2-3 كم للفرقة
المدرعة.
4. المناورة
أ. تعني وضع العدو في موقف غير ملائم، أو غير متكافئ، من خلال الاستخدام المـرن للقوات.
ب. تتحقق بالقوات والنيران، وترتبط بالسرعة والمفاجئة، وتحقيق التفوق لاستغلال النجاح.
5. العمليات الشاملة
تعنى مهاجمة العدو في كل المواجهة والعمق، وتهديد وتفتيت قوات العدو والتوغل في عمقه، وتشتيت فكره، وجهوده، وقدراته، وإمكانياته.
6. العامل المعنوي
يشمل تعزيز الروح المعنوية، وروح الهجوم للقوات، إضافة إلى التحليل النفسي
والمعنوي للعدو؛ لتحديد مراكز الثقل لتجنبها، ونقط الضعف لاستغلالها.
رابعاً: إستراتيجية الحرب الخاطفة
أصبحت الحرب الخاطفة إستراتيجية، أو عقيدة عسكرية بالمفهوم الألماني، بعد
تطبيقها خلال الحرب العالمية الثانية. وكان التسلل Infiltration قبل الحرب
1917م، طبقاً لمفهوم تكتيكات لودندورف، ونظرية السيل المنتشر لليدل هارت
1922م، مفهوماً خاصاً بالمشاة، وطريقة تكتيكية، تحقق لقوات المشاة المتقدمة
للأمام، سرعة عالية في أرض العدو، بأن يشقوا طريقهم عبر النقط الضعيفة
للعدو، وذلك بدلاً من التقدم بالسرعة البطيئة، (معدل تقدم فرد مشاة).
وبدخول القوات المدرعة والميكانيكية الحرب، وتبني إستراتيجية الحرب
الميكانيكية، أصبح للتسلل
مفهوم آخر يتمشى مع المعدل العالمي للتقدم في الحرب الميكانيكية، واختلف
المفهوم ليكون التسلل المحمي، أو الاقتحام Irruption، أو الانقضاض
Onslaught، أو الاندفاع Impression، وهو نوع من التسلل، ويحدد للقوات
المهاجمة نقطة/ اتجاه الاندفاع Schwerpunkt، وترجمتها الحرفية مركز الثقل
أو محور الارتكاز، وبالإنجليزية تعني Thrust Point، أي نقطة الضغط أو الدفع
إلى الأمام وهي:
"تركيز قوات قوية في جبهة ضيقة، وبعد الاقتحام يأتي التغلغل والاندفاع في
عمق العدو، وفي اتجاهات مختلفة، وبالإنجليزية تعني Rolling Out، أي التدفق،
والانتشار، والاندفاع، لإحراز التفوق المحلي ضد نقط العدو الضعيفة".
خامساً: الهجوم الخاطف
يعتمد الهجوم الخاطف الحديث، على الآتي:
1. هجوم عام بقوات المشاة، وأسلحة الدعم والمعاونة بالمواجهة، بهدف احتلال أجزاء من الأرض- رؤوس كباري، في اتجاه نقط الضعف للعدو.
2. سرعة طي أجنحة العدو وأجنابه، وتهديد المؤخرة، وحيث إن الجيوش الحديثة،
عادة، لا تترك أجناباً معرضة، وغير مؤمنة، فإن على القوة المهاجمة إيجاد
الظروف المناسبة بتركيز الضغط عليها. وعلى المهاجم أن يتغلغل، قبل أن يحتوي
أو يؤمن الجزء، الذي تركه اندفاعه للأمام، وذلك بالبحث عن النقط الضعيفة،
وتركيز الهجوم في اتجاهها، ومن ذلك نجد أن الانقضاض يسبقه تسلل.
3. تأتي مرحلة الانقضاض، بتركيز الهجوم على جبهة ضيقة، وتحقيق التفوق
المحلى، وتوصف هذه الطرق بالألمانية، في كلمتين سكوربنكت Schwerpunkt
أوفرلن Aufrollen وهما أهم مظاهر إستراتيجية الحرب الخاطفة.
أ. سكوربنكت Schwerpunkt
تعني التفوق المحلي خلال المعركة كلها، والتحركات فيها تعني البحث المستمر عن أضعف النقط، في خطوط مقاومة