روسيا تقدم غواصة نووية جديدة إلى أسطولها ولا تبيعها إلى الهندأعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال نيقولاي ماكاروف أن غواصة "نيربا"، وهي الغواصة التي انتهى العمل في صنعها قبل فترة، ستنضم إلى البحرية الروسية بعد أن يتم استكمال الاختبارات التي تخضع لها والذي أدى أحدها إلى وفاة عدد من المختبرين بعدما تسربت مادة الفريون إلى مكان وجودهم في الغواصة من آلة إطفاء الحريق.
ونفى رئيس أركان الجيش الروسي بذلك بيع هذه الغواصة أو إيجارها إلى البحرية الهندية، مؤكدا أن قادة روسيا عقدوا العزم على تعزيز الأسطول العسكري الروسي.
وجدير بالذكر أن البحرية الروسية احتفلت في هذا العام - 2008 - بالذكرى الخمسين لانضمام أول غواصة روسية تعمل بالطاقة النووية إلى الأسطول الروسي ردا على ظهور غواصات تعمل بالطاقة النووية في الأسطول الأمريكي.
وتم تصميم الغواصة النووية الروسية الأولى التي أطلق عليها اسم "لينينسكي كومسومول" في مؤسسة "مالاخيت" التي تقع في مدينة بطرسبورغ (لينينغراد سابقا). وتم تصميم غواصة "نيربا" أيضا في هذه المؤسسة. أما تصنيعهما فقد تم في مؤسسة "سيفماش" التي تقع في مدينة سيفيرودفينسك (شمال شطر روسيا الأوروبي).
ويُعتقد أن روسيا لا تزال تحتل المرتبة الأولى بين بلدان العالم في عدد الغواصات رغم أنها اضطرت إلى سحب الكثير منها من الخدمة في التسعينات من القرن الماضي وخفضت إنتاج الغواصات. والآن تنتج روسيا غواصة واحدة خلال أربعة أو خمسة أعوام على أحسن الفروض في حين كانت مؤسسة "سيفماش" وحدها تنتج عدة غواصات في العام في زمن الاتحاد السوفيتي.
وعن أسباب انخفاض إنتاج الغواصات وغير ذلك من الأعتدة العسكرية قال الرئيس فلاديمير بوتين في أول مؤتمر صحفي كبير عقده بصفته رئيسا لروسيا إن الاهتمام بسباق الأسلحة تسبب بإنهاك الاقتصاد السوفيتي.
وأضاف الرئيس بوتين حينذاك أنه يرى ضرورة أن يكون الجيش الروسي قادرا على الذود عن حياض الوطن بأقل النفقات.
ويُفترض أن ما قاله رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية قبل أيام أثلج صدور البحارة العسكريين الروس وخاصة في قاعدة "فيلوتشينسك" للبحرية الروسية (شبه جزيرة كامتشاتكا) الذين يتلهفون على تسلم المزيد من الغواصات. فقد يكون معنى ما قاله الجنرال ماكاروف أن الحكومة الروسية أوجدت المبلغ المطلوب (أي ما يعادل 650-780 مليون دولار أمريكي) لشراء غواصة "نيربا" التي صنعت في مدينة كومسومولسك على آمور القريبة من هذه القاعدة.