شهدت احدى القواعد الامريكية الثلاث التي ترابط فيها الصواريخ الباليستية العابرة للقارات حادثا كبيرا تم اطلاع الرئيس الامريكي باراك اوباما وقيادة البنتاغون عليه. وقد افادت مجلة "اطلنتيك" الامريكية يوم 26 اكتوبر/تشرين الاول بان خللا جديا حدث في قاعدة فرينسيس وارن الجوية الامريكية الواقعة في ولاية وايومنيغ حيث يرابط هناك 150 صاروخا باليستيا عابرا للقارات من طراز " مينوتمان - 3". اما بقية الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المتوفرة في الترسانة الامريكية فتتموضع في قاعدة ماينو الواقعة في ولاية داكوتا الشمالية وقاعدة مالمستروم الواقعة في ولاية مونتانا.
وبحسب المعلومات المتوفرة حاليا فقد تعطلت في قاعدة وارن يوم 23 اكتوبر/تشرين الاول بضع وحدات كمبيوترية تتحمل المسؤولية عن فحص حالة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات واطلاقها. وفقدت قيادة القاعدة السيطرة على 50 صاروخاً. ويرجح وقوع خلل تقني. وكتبت مجلة "اطلنتيك" نقلا عن الاستنتاجات التي خرج بها الخبراء الامريكيون الذين عملوا على التحقيق في ما حدث ان خللا مماثلا كان قد وقع منذ 12 سنة في قاعدتي ماينو و مالمستروم. و رفع الخبراء تقريرا اوليا عن سبب الحادث الراهن الى القيادة.
وقد تم اطلاع كل من الاميرال مايكل مولين رئيس لجنة الاركان الامريكية المشتركة في الجيش الامريكي وروبرت غيتس وزير الدفاع الامريكي على الحادث الاخير الامر الذي يدل على مدى اخطورته. اما سيد البيت الابيض باراك اوباما فقد تم احاطته علما بما حدث يوم 26 اكتوبر/تشرين الاول.
وقال كريستي نولتا الناطق الرسمي باسم السلاح الجوي الامريكي ان اجهزة الكمبيوتر ظلت عاطلة عن العمل لمدة ساعة واحدة. فيما عملت بقية منظومات القاعدة بما فيها منظومة الوقاية بشكل طبيعي ولم تشكل اي خطر على السكان.
وكان روبرت غيتس قد اقال في يونيو/حزبران عام 2008 كلاً من مايكل وين رئيس اركان السلاح الجوي والجنرال مايكل موسلي، وذلك بعد وقوع حادثين فضيعين في السلاح الجوي الامريكي تسربت معلومات عنهما الى وسائل الاعلام المحلية والاجنبية التي افادت بان الرؤوس النووية تم نصبها على الصواريخ المجنحة الامريكية المستهلكة المراد تصفيتها ، ونقلت هذه الصواريخ من قاعدة ماينو الى قاعدة باركسديل الواقعة في ولاية لويزيانا بواسطة الطائرة القاذفة "بي-52 " ، اي من شمال البلاد الى جنوبها ، ولم يتم اطلاع طاقم الطائرة على ذلك. والحادث الثاني عندما اخطأ السلاح الجوي في توجيه الكبسولات الكهربائية لصاروخ "مينوتمان" الباليستي العابر للقارات الذي يتموضع في تايوان. ويعتبر الخبراء ان هذا الحادث الذي وقع في عام 2005 عبارة عن مخالفة فظة للنظام الدولي الخاص بالرقابة على التكنولوجيات الصاروخية.
جنرال روسي: من المستحيل ان يحدث في روسيا ما حدث في القاعدة الامريكية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات صرح الفريق اول فيكتور يسين الرئيس السابق لهيئة اركان قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية ، مستشار قائد هذه القوات في الوقت الحاضر لمراسل وكالة "تاس" الروسية ان قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية لم تشهد، ويستحيل ان تشهد ، ما شهدته قاعدة وارن الامريكية.
وقال يسين:" يدل تحليل المعلومات المتوفرة لدينا على وقوع خلل جدي في نظام التحكم عن بعد في حالة منصات صواريخ "مينوتمان – 3" المرابطة في قاعدة وارن" . ويعتبر الفريق اول" ان هذا الخلل تسبب في فقدان السيطرة على حالة منصات الصواريخ لمدة مجهولة. ويمكن وصف ذلك كحادث كبير لا يمكنه الا ان يثير قلقنا ، علما ان التجربة العالمية تقضي بتفعيل قنوات احتياطية لتشغيل نظام التحكم عن بعد في حالة منصات الصواريخ. واننا نعول على ان تستخلص القيادة الاستراتيجية الامريكية العبر من هذا الحادث كيلا يتكرر ذلك في المستقبل، سيما وانه ليس اول حادث من هذا النوع تشهده القوات النووية الاستراتيجية الامريكية".
واكد يسين ان الاتحاد السوفيتي وروسيا لم يشهدا مثل هذا الحادث ولن تشهده قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية . وقال الجنرال الروسي "ان نظام التحكم الروسي عن بعد في حالة منصات الصواريخ يتصف بآمانة عالية اذ تتوفر فيه اكثر من القناتين الاحتياطيتين. وفي حال فقدان الاتصال بالمنصات يتم تشغيل قنوات الاتصال الاحتياطية او بالاحرى لا تنقطع السيطرة على منصات الصواريخ الاستراتيجية ولو لمدة ثانية واحدة".
http://arabic.rt.com/news_all_news/56888