حسب شهود.عيان الخاطفون هاجموا المنشأة بالجزائر من ثلاثة مداخل وكانوا يتحدثون باللهجات الليبية والمصرية والتونسية والسورية
ذكر محمد وهو مسؤول للأمن الداخلي بمنشأة الغاز أن الخاطفين هاجموا الموقع من ثلاثة مداخل مختلفة، وأنهم تمكنوا من السيطرة على المكان بسرعة، وانتشروا بطريقة تسمح لهم بمراقبة ما يجري داخل الموقع، مشيرا إلى أن الهجوم تم على مساكن عمال منشأة الغاز، وكذا على المصنع الذي يبعد عن المساكن بحوالي ثلاثة كيلومترات.
وأوضح أن الإرهابيين لم يمارسوا معهم أي عنف، وأنهم في وقت أول
تفاجؤوا بوجود رعايا أجانب سمحوا لحوالي ثلاثين عاملا جزائريا بمغادرة الموقع الأول، قبل أن يكتشفوا أن هناك المئات من العمال الجزائريين والأجانب في الموقع الثاني، أي مصنع الغاز، قبل أن تحاصر قوات الجيش الموقعين معا.
وأضاف أن الخاطفين سمحوا في وقت أول للعمال الجزائريين بالتحرك داخل الموقع، وكان بإمكان بعضهم الدخول إلى غرفهم، ولم يقوموا بسحب هواتفهم المحمولة، قبل أن تنقطع الاتصالات، مشددا على أن البعض تمكنوا من إرسال تفاصيل عن عملية الاختطاف مثلما هو الحال للمهندس الذي نقلنا ما أرسله على أحد مواقع التواصل الاجتماعي لأصدقائه وأقاربه، وهي التفاصيل التي سمحت الشهادات التي جمعناها بتأكيدها.
وأشار إلى عددا من الخاطفين كانوا ملثمين، وأنه تبين من لهجاتهم أنه يوجد بينهم ليبيون وتونسيون وسوريون بالإضافة إلى جزائريين، مؤكدا على أن الرعية الأجنبي الذي كان موجودا بينهم، والذي قالت وسائل إعلام أنه فرنسي هو في حقيقة الأمر كندي، وكانت له لحية، وعن كيفية تمكنه من معرفة إن كان كنديا أو فرنسيا أو من جنسية أخرى، أجاب بأنهم كانوا يتحدثون مع الخاطفين، وأن الرعية الذي قيل بأنه فرنسي أبلغهم بأنه كندي.
وذكر أن الخاطفين قاموا منذ احتلالهم للموقع بإنزال العلم الجزائري واستبداله بعلم أسود كتبت عليه عبارة "دولة إسلامية"، فيما كانت مصادر أخرى ذكرت في وقت سابق أن الخاطفين كتبوا عليها "لا إله إلا الله"،كما قاموا بتصوير الرهائن الأجانب وهم مكبلين، ووضعوا خلفهم لافتة كتبوا عليه "كتيبة الملثمين".
وأكد الرهينة السابق أنه تمكن من الهرب في الوقت الذي شنت فيه القوات الخاصة هجوما على الخاطفين، مشددا على أن هؤلاء كانوا يحتجزون أكثر من ثلاثين رعية أجنبي على مستوى مساكن العمال، فيما احتجزت مجموعة أخرى من الإرهابيين رهائن أجانب آخرين على مستوى مصنع الغاز.
وشدد على أن الخاطفين عندما تأكدوا من أن القوات الخاصة للجيش الجزائري ستشرع في عملية الهجوم حاولوا الالتحاق بالإرهابيين الآخرين المتواجدين في مصنع الغاز الذي يبعد عن مصنع الغاز بحوالي ثلاثة كيلومترات، وحاولوا أن يأخذوا معهم الرهائن الأجانب، مؤكدا على أن تدخل القوات الخاصة سمح للكثير من الرهائن الجزائريين والأجانب من الهرب، وأنه هو وزملائه ساعدوا رعيتين بريطانيتين وأمريكي على الهرب.
رهينة آخر، فضل عدم الكشف عن هويته، شاء القدر أن يغادر الموقع قبل بدء الهجوم بدقائق، يؤكد أنه تقاطع مع سيارات الخاطفين عندما كانت تتجه إلى منشأة الغاز، مشيرا إلى أنه بعد مرورهم صادف سيارة تم التخلي عنها على جانبي الطريق، و
هذه السيارة كانت بألوان سيارات الجمارك الجزائرية، ولكن ألوان السيارة كانت باهتة نوعا ما، وكانت متسخة كثيرا، وهو ما يوحي بأنها قطعت مسافة كبيرة، وقد تخلى عنها الخاطفون بسبب عطب في المحرك، وأن السيارة هذه تم حجزها من طرف الدرك الجزائري في إطار التحقيق الذي فتح في هذه القضية. عامل ثالث كان على متن الأتوبيس عندما وقع الهجوم روى لنا كيف قامت رجال كتيبة الموقعون بالدماء التي يقودها الإسلامي المتشدد مختار بلمختار بمهاجمة الأتوبيس، مؤكدا على أنه رأى الموت أمام عينيه، وأنه لشدة تبادل إطلاق النار بيين المهاجمين والحراسة التي كانت ترافق العمال اعتقد أنه وسط حرب حقيقية.