taher moh عريـــف
عدد المساهمات : 91 نقاط : 129 سمعة العضو : 3 التسجيل : 23/04/2009
| موضوع: مفهوم الأمن الوطني والأمن القومي الثلاثاء مايو 12, 2009 5:22 pm | |
| مفهوم الأمن الوطني والأمن القومي
الأمن الوطني له إبعاد واسعة في الوقت الذي يعتقد البعض إن مفهوم الأمن الوطني يتعلق بالإقليم السياسي من حيث الحدود الضيقة لقطر من الأقطار التي زرع فيها الاستعمار مفهوم ضيق وبإبعاد إقليمية تحدد في إطار المفاهيم التي زرعها المستعمرين للوطن العربي الواحد والذي أوصلنا إلى ما نحن فيه من كوارث عديدة حطت بنا إلى مفهوم الإقليمية الضيقة والانفصالية الانهزامية أمام عدو زُرع في قلب الأمة مدعوم من قبل دول كبرى كانت تحتل أوطاننا عن طريق الجيوش التقليدية وبأوامر استعمارية سلبت ونهبت خيرات الوطن العربي الواحد ومزقت وشتتت أبناء العرق والأصل والمصير المشترك ، من حيث الموروث الثقافي والعادات والقيم الأصلية والنبيلة وحتى المعتقد من حيث العرف والدين الواحد .
ومفهوم الأمن الوطني يفسره البعض بأنه لا يتعدى حدود الوطن السياسية القطرية ، هنا تضيق الدائرة وتعطي فرصة للأعداء من حيث التخطيط المعاكس لمسألة أمنه الوطني ليتعدى حدودنا الوطنية الجيوسياسية ، وهنا لا يمكن افتراض الأمن الوطني من داخل الحدود الجيوسياسية ، والتي صنعها الأعداء أنفسهم .
وهنا نأتي إلى مفهوم الأمن القومي الذي يتعلق بمصير الأمة المشترك ، أي القوم الواحد ذوي العادات والقيم والمعتقد والعرف وحتى الدين الواحد .
وهنا نتجاوز الحدود المصطنعة الوهمية صنيع الاستعمار البغيض ، الذي يريد للأمة والقوم المهانة والمذلة لتتعدى خطوط التماس السياسية لتفرض المفهوم الديمغرافي ، أي الديمغرافية للقوم الواحد .
وهنا نصل إلى المفهوم الصحيح والذي يفرض نفسه وهو الأمن الوطني من الأمن القومي والعكس صحيح الأمن القومي من الأمن الوطني .
وهكذا نحدد الأهداف والغايات بتبرير الوسائل والطرق من اجل امن الوطن والقوم الواحد أي يبقى لنا أن نحدد مفهوم ( الدفاع المشترك ) كيف يتحدد هذا المفهوم في ظل الفوارق الكبيرة التي تكبل حرية الحركة والمناورة من اجل الوصول إلى القناعة لمفهوم الدفاع المشترك في الوقت الذي فشلت فيه كل المحاولات السابقة بسبب زرع ثقافة الإقليمية الضيقة والأنانية المستقرة في الذهن والفكر المورث من صنع الاستعمار ، وفي المقابل تُزرع دولة مصطنعة أي صناعية بفعل الاستعمار نفسه من اجل الحفاظ على مصالحه في قلب الأمة بضربها وتقسيمها بالحدود الوهمية الإقليمية الضيقة ، من خلال بث الإشاعات والفتن من اجل تمسك كل قطر بقطره والابتعاد عن روح المبادرة والإقدام من اجل تأسيس وحـــــدة ( الدفاع المشترك ) بكل هيئاته وهياكله السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية .
وهنا نأتي إلى مفهوم مشترك ما بين الأمن الوطني والأمن القومي عن طريـق ( الدفاع المشترك ) ، وهنا يطرح السؤال نفسه وهوكيف يكون الدفاع المشترك ؟
الدفاع المشترك له أسس ومبادئ يسير عليها ويرتبط بها ارتباط وثيق ، وهذه الأسس والمبادئ سياسية واقتصادية واجتماعية تشكل حزمة من الهيئات والهياكل يتم تأسيسها بشكل دقيق ومقنن حتى يحترمها الجميع وتقتنع بها الجموع الغفيرة من الجماهير العربية والإسلامية والتي تشعر بالمصير المشترك الواحد المحتوم في الماضي والحاضر والمستقبل القادم .
وهنا نصل إلى العبرة من التاريخ الماضي والهوان الحاضر وبناء المستقبل القادم على أساس التخلص من عقدة الخوف التي زرعها فينا الاستعمار البغيض في الماضي والتخلص منها في الحاضر من اجل الانتصار الحقيقي في المستقبل القادم وذلك بتدريس منهج صحيح للأجيال القادمة بخصوص مفهوم الأمن الوطني والأمن القومي وصولاً إلى ضرورة ( الدفاع القومي المشترك ) من خلال الابتعاد عن محاذير الخلاف العربي العربي واستبداله بالمواجهة العربية والإسلامية المشتركة ضد العدو الصهيوني الواحد .
وهكذا بعد أن أثبتت الجيوش فشلها على مر الحروب الماضية وفي المقابل حققت المقاومة الشعبية انتصارات حقيقية بالدليل والبرهان نصل إلى فكرة ومبدأ الدفاع عن الوطن مسؤولية كل مواطن ومواطنة في المجتمع الذي يؤمن بالمصير المشترك الواحد بعيداً عن الخلافات السياسية البحتة والنظر ببعد استراتيجي إلى المصلحة المشتركة الواحدة للأمة العربية عن طريق مفهــوم ( الدفاع والأمن القومي المشترك ) ضد كل المخططات الاستعمارية الاستراتيجية بكل أنواعها السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية ، وهكذا إلا نترك محيطنا الجغرافي يعاني من الفراغ السياسي والاقتصادي الثقافي ، وعليه لابد من تأسيس الفضاء الواحد المشترك لضم الدول المجاورة لنا وندخل ونفعل فكرة الاتحاد الإفريقي أسوة بالمتربصين بنا من اتحادات و فضاءات مقابلة ومجاورة لنا ، مثل الاتحاد الأوروبي والتكتلات الاقتصادية الأخرى والموجهة لنا ، وذلك من اجل القدرة على المواجهة والتحدي بالقوة السياسية والاقتصادية بالتكتلات الكبيرة وليس القزمية التي لا يعير لها الاستعمار أي اعتبار .
وبهذا نصل إلى مسألة الدفاع القومي المشترك من خلال تأسيس المقاومة الشعبية ( الشعب المسلح ) الغير قابل للهزيمة عن تجارب سابقة في مواجهة عدو يملك كل المقومات التكنولوجية لصناعة الأسلحة الفتاكة .
وعليه من اجل إنجاح فكرة ( الدفاع القومي المشترك ) لابد من اعتماد مبدأ الدفاع عن الوطن مسؤولية كل مواطن ومواطنة وصولاً إلى المقاومة الشعبية بتأسيس فكرة ( الشعب المسلح ) الغير قابل للهزيمة من اجل الدفاع عن الوطن الواحد والعرض والشرف والكرامة الواحدة ، بزرع فكرة العطاء من اجل امن الوطن والقوم ، والابتعاد عن الخوف والأنانية والإقليمية الضيقة بنهج المنهج السليم للأجيال الجديدة والقادمة حتى نستطيع أن نضمن المستقبل القادم إلينا ولا نقف مكتوفي الأيادي ومسلوبي الإرادة .
وهنا نقف عند مفترق الطرق من اجل الخيار بالعبرة فيما سبق بالتاريخ الماضي وفيما سيتحقق من تاريخ في المستقبل القادم وما بين الماضي والمستقبل حاضراً يحتاج إلى إرادة قوية وعزيمة صلبة تحقق ما كان مستحيلاً في السابق ليصبح انتصاراً حقيقياً في المستقبل الواعد وما بين الماضي والمستقبل حاضراً يحتاج إلى مَنْ أمن بقضايا امن القوم والأمة والوطن .
|
|